logo
"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

البوابةمنذ يوم واحد

في صبيحة يوم بارد من يناير عام 1970، تحديدًا في الثاني والعشرين منه، كانت جزيرة شدوان الهادئة على موعد مع أشرس معارك الاستبسال في تاريخ مصر الحديث، في قلب هذه الملحمة البطولية، وقف رقيب بحري متطوع، محمد كامل مصطفى، حفيد قاسم أمين، ليخط بدمائه الزكية أروع صفحات الفداء والتضحية.
من الفيوم إلى الغردقة: جذور البطولة
على الرغم من أن أصوله تعود إلى محافظة الفيوم، إلا أن محمد كامل مصطفى اختار الغردقة موطنًا له منذ عشرات السنين، ولا تزال أسرته تقيم في حي العرب بالمدينة. وقد كان القدر يدفع بهذا الرجل الشجاع ليكون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الغردقة، وأن يدفن جزءًا من جسده في أرضها التي عشقها.
معركة شدوان: بطولة وصمود في وجه العدوان
كان محمد كامل مصطفى أحد أفراد الكتيبة الباسلة التابعة لسلاح البحرية، والتي تولت مهمة الدفاع عن جزيرة شدوان ضد الهجوم الإسرائيلي، يروي البطل، قبل رحيله في أبريل 2006، تفاصيل تلك المعركة التي لا تُنسى:
إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال
في الساعة السابعة صباحًا من يوم الجمعة 22 يناير 1970، تم إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال. حاول العدو، الذي بلغ تعداده حوالي 1500 فرد، إقناع القوات المصرية بالتسليم عبر مكبرات الصوت. لكن تعليمات الاشتباك كانت واضحة من القاعدة البحرية المصرية. كنا حوالي 170 مقاتلاً من القوات البحرية والمهندسين وقوات خاصة من الكتيبة 83 صاعقة برية، مسلحين بأسلحة خفيفة مثل البنادق الآلية والجرانوف وبنادق القناصة والـ "آر بي جي والقنابل اليدوية، بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية من الطبنجات والرشاشات.
"شعارنا" النصر أو الشهادة
بدأت المعركة، واشتبكنا مع العدو بشدة، مكبدين إياه خسائر فادحة، وذلك بفضل استبسال قواتنا الذي لا مثيل له. بعد هزيمة 1967، أصبح شعارنا "النصر أو الشهادة، ولا تفريط في شبر واحد من أرض مصر". قامت القوات الجوية المصرية بتوفير مظلة جوية فوق الجزيرة ومدينة الغردقة لقطع وصول تعزيزات العدو.
بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر
بعد نفاذ الذخيرة لدينا، قام العدو بعملية إنزال جوي لقواته على الجزيرة، واستمر القصف الجوي حتى الساعة الثالثة عصرًا. بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر، حتى تضاءل عددنا تدريجيًا بسبب القصف الإسرائيلي بقذائف تزن ألف رطل. في الخامسة عصرًا، بدأ العدو في السيطرة على الجزيرة وبناء مواقع وتحصينات عليها.
وفي اليوم التالي للمعركة، وصلت تعزيزات للقوات المصرية عبارة عن طوربيدين بحريين، بقيادة الشهيد حسني حماد، الذي استشهد في مياه البحر قرب الجزيرة، واستشهد جميع أفراد الطاقمين.
ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة
كما تم ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة. ومع حلول الظلام، حاولت القوات المصرية إرسال قوات إنزال على الجزيرة، لكن محاولتها لم تنجح.
في الخامسة صباح اليوم التالي، ومع أول ضوء، بدأ الطيران المصري بقصف القوات المصرية والإسرائيلية معًا. بفضل معرفتنا الكاملة بالأماكن والخنادق على الجزيرة، تمكنا من الاختباء بعد استشهاد أغلب القوات.
وفي جنح الليل، بدأت القوات الإسرائيلية بنقل جثث ضحاياها من أرض الجزيرة، وبدأ العدو بتلغيم الأرض والجثث معًا.
اصطدم بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار
كنت حينها متواجدًا على الجزء المتبقي من الفنار، ومعي مدفعي الرشاش الذي كنت أقاتل به. فجأة، اصطدمت بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار، فطرت إلى الأعلى وشعرت برعشة في جسدي، وإذا بي اصطدم بالأرض. أول كلمة نطقت بها كانت الشهادة، وانتظرت حتى أموت، لكنني لم أنل شرف الشهادة.
أصبحت جسدي في مكان منخفض، وحاول زملائي النزول لي، فمنعتهم لأن الأرض كانت كلها ألغامًا، وفضلت أن أظل مكاني حتى لو انفجر بي لغم آخر.
وجدت نفسي في حفرة، وعيني لم تبصر شيئًا، وصفير شديد في أذني، ورائحة البارود تملأ أنفي. حاولت أن أقف ووضعت يدي على الأرض فلم أجد يدي، وحاولت أن أرفع يدي الأخرى لأتحسس بها على وجهي فوجدتها تلتوي هي والذراع الشمال.
وطلب من زملائه أن يطلقوا عليه النار حتى لا يحملهم معاناة حمله
قام زملائي بوضعي على بطانية، وطلبت منهم أن يطلقوا علي النار حتى لا أحملهم مشقة حملي في تلك الظروف، لكن زملائي رفضوا وقالوا: أنت بخير ولا يهم، سوف نحملك على أكتافنا. بعد ساعات، وصلت إلى الجزيرة مركب صيد على متنها أفراد من المقاومة الشعبية، كانوا ينقلون الإمدادات والأفراد أثناء المعركة، بقيادة أحمد جاد الله ومعه علي مرزوق وسيد أحمد، وهم من أبناء الغردقة. حملوني إلى المدينة على مركبهم. وصلنا إلى الشاطئ، وتم نقلي إلى مستشفى صغير حيث تم قطع يدي، ودُفنت بمقابر الشهداء، ويدي الأخرى مدفونة في أرض جزيرة شدوان. تم إرسالي في إرسالية طبية بالطائرة إلى مطار ألماظة، وبعد ذلك تم توزيع الجرحى على المستشفيات العسكرية بالقاهرة، كما تم علاجي في مستشفى المعادي وكوبري القبة والحلمية والمستشفى التأهيلي بالعجوزة. وسافرت إلى الخارج للعلاج.
أنور السادات يقبل ما تبقى من ذراعي، قائلا: يدك إعادة لنا العزة والكرامة
قبل سفري، التقيت بالرئيس الراحل أنور السادات، الذي قام بتقبيل ما تبقى من ذراعي وقال لي: 'إن يدك اللتين فقدتهما أعادتا لنا العزة والكرامة'. وكان هذا أغلى وسام على صدري. ولحبي الشديد لأرض البحر الأحمر، عدت بعد سنوات إلى مدينة الغردقة، تلك المدينة الغالية على قلبي ومدفون في أرضها جزء من جسدي، لأعيش ما تبقى لي من عمري في صحبة زملائي الأبطال الصيادين الذين شاركت معهم في معركة الشرف والكرامة، معركة شدوان".
رحل بطل وذكراه خالده
رحل البطل محمد كامل مصطفى في شهر أبريل من عام 2006، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والفداء، وشهادة حية على عظمة الروح المصرية التي لا تقهر. تبقى قصته محفورة في ذاكرة الوطن، ويداه المبتورتان رمزًا للعزة والكرامة التي استعادها المصريون بدمائهم وتضحياتهم.
FB_IMG_1747900277711
FB_IMG_1747900274047

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان
"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

البوابة

timeمنذ يوم واحد

  • البوابة

"الذراعان اللتان أعادتا لنا العزة والكرامة".. حكاية البطل محمد كامل مصطفى في معركة شدوان

في صبيحة يوم بارد من يناير عام 1970، تحديدًا في الثاني والعشرين منه، كانت جزيرة شدوان الهادئة على موعد مع أشرس معارك الاستبسال في تاريخ مصر الحديث، في قلب هذه الملحمة البطولية، وقف رقيب بحري متطوع، محمد كامل مصطفى، حفيد قاسم أمين، ليخط بدمائه الزكية أروع صفحات الفداء والتضحية. من الفيوم إلى الغردقة: جذور البطولة على الرغم من أن أصوله تعود إلى محافظة الفيوم، إلا أن محمد كامل مصطفى اختار الغردقة موطنًا له منذ عشرات السنين، ولا تزال أسرته تقيم في حي العرب بالمدينة. وقد كان القدر يدفع بهذا الرجل الشجاع ليكون جزءًا لا يتجزأ من تاريخ الغردقة، وأن يدفن جزءًا من جسده في أرضها التي عشقها. معركة شدوان: بطولة وصمود في وجه العدوان كان محمد كامل مصطفى أحد أفراد الكتيبة الباسلة التابعة لسلاح البحرية، والتي تولت مهمة الدفاع عن جزيرة شدوان ضد الهجوم الإسرائيلي، يروي البطل، قبل رحيله في أبريل 2006، تفاصيل تلك المعركة التي لا تُنسى: إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال في الساعة السابعة صباحًا من يوم الجمعة 22 يناير 1970، تم إنزال قوات معادية على الجزيرة من جهة الشمال. حاول العدو، الذي بلغ تعداده حوالي 1500 فرد، إقناع القوات المصرية بالتسليم عبر مكبرات الصوت. لكن تعليمات الاشتباك كانت واضحة من القاعدة البحرية المصرية. كنا حوالي 170 مقاتلاً من القوات البحرية والمهندسين وقوات خاصة من الكتيبة 83 صاعقة برية، مسلحين بأسلحة خفيفة مثل البنادق الآلية والجرانوف وبنادق القناصة والـ "آر بي جي والقنابل اليدوية، بالإضافة إلى الأسلحة الشخصية من الطبنجات والرشاشات. "شعارنا" النصر أو الشهادة بدأت المعركة، واشتبكنا مع العدو بشدة، مكبدين إياه خسائر فادحة، وذلك بفضل استبسال قواتنا الذي لا مثيل له. بعد هزيمة 1967، أصبح شعارنا "النصر أو الشهادة، ولا تفريط في شبر واحد من أرض مصر". قامت القوات الجوية المصرية بتوفير مظلة جوية فوق الجزيرة ومدينة الغردقة لقطع وصول تعزيزات العدو. بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر بعد نفاذ الذخيرة لدينا، قام العدو بعملية إنزال جوي لقواته على الجزيرة، واستمر القصف الجوي حتى الساعة الثالثة عصرًا. بدأ المقاتلون المصريون يستشهدون واحدًا تلو الآخر، حتى تضاءل عددنا تدريجيًا بسبب القصف الإسرائيلي بقذائف تزن ألف رطل. في الخامسة عصرًا، بدأ العدو في السيطرة على الجزيرة وبناء مواقع وتحصينات عليها. وفي اليوم التالي للمعركة، وصلت تعزيزات للقوات المصرية عبارة عن طوربيدين بحريين، بقيادة الشهيد حسني حماد، الذي استشهد في مياه البحر قرب الجزيرة، واستشهد جميع أفراد الطاقمين. ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة كما تم ضرب سفينة التموين المصرية التي حاولت الاقتراب من الجزيرة. ومع حلول الظلام، حاولت القوات المصرية إرسال قوات إنزال على الجزيرة، لكن محاولتها لم تنجح. في الخامسة صباح اليوم التالي، ومع أول ضوء، بدأ الطيران المصري بقصف القوات المصرية والإسرائيلية معًا. بفضل معرفتنا الكاملة بالأماكن والخنادق على الجزيرة، تمكنا من الاختباء بعد استشهاد أغلب القوات. وفي جنح الليل، بدأت القوات الإسرائيلية بنقل جثث ضحاياها من أرض الجزيرة، وبدأ العدو بتلغيم الأرض والجثث معًا. اصطدم بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار كنت حينها متواجدًا على الجزء المتبقي من الفنار، ومعي مدفعي الرشاش الذي كنت أقاتل به. فجأة، اصطدمت بلغم زرعه العدو بالقرب من الفنار، فطرت إلى الأعلى وشعرت برعشة في جسدي، وإذا بي اصطدم بالأرض. أول كلمة نطقت بها كانت الشهادة، وانتظرت حتى أموت، لكنني لم أنل شرف الشهادة. أصبحت جسدي في مكان منخفض، وحاول زملائي النزول لي، فمنعتهم لأن الأرض كانت كلها ألغامًا، وفضلت أن أظل مكاني حتى لو انفجر بي لغم آخر. وجدت نفسي في حفرة، وعيني لم تبصر شيئًا، وصفير شديد في أذني، ورائحة البارود تملأ أنفي. حاولت أن أقف ووضعت يدي على الأرض فلم أجد يدي، وحاولت أن أرفع يدي الأخرى لأتحسس بها على وجهي فوجدتها تلتوي هي والذراع الشمال. وطلب من زملائه أن يطلقوا عليه النار حتى لا يحملهم معاناة حمله قام زملائي بوضعي على بطانية، وطلبت منهم أن يطلقوا علي النار حتى لا أحملهم مشقة حملي في تلك الظروف، لكن زملائي رفضوا وقالوا: أنت بخير ولا يهم، سوف نحملك على أكتافنا. بعد ساعات، وصلت إلى الجزيرة مركب صيد على متنها أفراد من المقاومة الشعبية، كانوا ينقلون الإمدادات والأفراد أثناء المعركة، بقيادة أحمد جاد الله ومعه علي مرزوق وسيد أحمد، وهم من أبناء الغردقة. حملوني إلى المدينة على مركبهم. وصلنا إلى الشاطئ، وتم نقلي إلى مستشفى صغير حيث تم قطع يدي، ودُفنت بمقابر الشهداء، ويدي الأخرى مدفونة في أرض جزيرة شدوان. تم إرسالي في إرسالية طبية بالطائرة إلى مطار ألماظة، وبعد ذلك تم توزيع الجرحى على المستشفيات العسكرية بالقاهرة، كما تم علاجي في مستشفى المعادي وكوبري القبة والحلمية والمستشفى التأهيلي بالعجوزة. وسافرت إلى الخارج للعلاج. أنور السادات يقبل ما تبقى من ذراعي، قائلا: يدك إعادة لنا العزة والكرامة قبل سفري، التقيت بالرئيس الراحل أنور السادات، الذي قام بتقبيل ما تبقى من ذراعي وقال لي: 'إن يدك اللتين فقدتهما أعادتا لنا العزة والكرامة'. وكان هذا أغلى وسام على صدري. ولحبي الشديد لأرض البحر الأحمر، عدت بعد سنوات إلى مدينة الغردقة، تلك المدينة الغالية على قلبي ومدفون في أرضها جزء من جسدي، لأعيش ما تبقى لي من عمري في صحبة زملائي الأبطال الصيادين الذين شاركت معهم في معركة الشرف والكرامة، معركة شدوان". رحل بطل وذكراه خالده رحل البطل محمد كامل مصطفى في شهر أبريل من عام 2006، تاركًا خلفه إرثًا من البطولة والفداء، وشهادة حية على عظمة الروح المصرية التي لا تقهر. تبقى قصته محفورة في ذاكرة الوطن، ويداه المبتورتان رمزًا للعزة والكرامة التي استعادها المصريون بدمائهم وتضحياتهم. FB_IMG_1747900277711 FB_IMG_1747900274047

تطورات ميدانية في شمال دارفور وتدهور إنساني في أم درمان
تطورات ميدانية في شمال دارفور وتدهور إنساني في أم درمان

البوابة

timeمنذ 5 أيام

  • البوابة

تطورات ميدانية في شمال دارفور وتدهور إنساني في أم درمان

قال عثمان الجندي، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من أم درمان، إن مناطق شمال دارفور تشهد تطورات ميدانية هامة في ظل استمرار المعارك بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع، مشيرًا إلى أن الجيش السوداني تمكن من السيطرة على منطقة "عَطرون" الواقعة شمال شرق مدينة الفاشر، والتي تُعد نقطة استراتيجية قريبة من الحدود بين ولايتي شمال دارفور والشمالية. يواصل الجيش السوداني التقدم في مواقع حيوية وأوضح الجندي، في مداخلة مع الإعلامية داليا نجاتي، عبر القناة، أن هذه السيطرة تأتي في وقت يشهد فيه الوضع الميداني توترًا شديدًا، إذ يواصل الجيش السوداني التقدم في مواقع حيوية شهدت اشتباكات عنيفة. استمرار المعاناة الإنسانية في معسكرات النازحين وفي سياق متصل، أكد الجندي استمرار المعاناة الإنسانية في معسكرات النازحين، مشيرًا إلى أن معسكر "أبو شوك" في شمال دارفور تعرّض لقصف مكثف، أسفر عن مقتل 14 شخصًا وإصابة العديد بجروح، بحسب حصيلة أولية أصدرتها لجان الطوارئ. الأوضاع في مدينة أم درمان لا تقل تعقيدًا كما أفاد بأن الأوضاع في مدينة أم درمان لا تقل تعقيدًا، حيث تعاني المدينة من انقطاع كامل للكهرباء والمياه منذ خمسة أيام، نتيجة استهداف محطات الكهرباء التحويلية من قبل ميليشيا الدعم السريع، وهو ما أثّر بشكل بالغ على حياة السكان، خصوصًا النازحين الذين يشكلون نسبة كبيرة من سكان المدينة حاليًا. معركة الفاشر وأضاف الجندي أن معركة الفاشر، التي استمرت عامًا كاملاً، دخلت مرحلة جديدة مع تقدم القوات المسلحة في المدينة، في حين تعرض معسكر "الاباتور" التابع لقوات درع السودان بولاية الجزيرة إلى قصف عنيف من ميليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى مقتل 7 من مقاتلي درع السودان وإصابة 14 آخرين.

قاعدة عسكرية تحت جليد غرينلاند.. اكتشاف لناسا ينعش طموحات ضم الجزيرة
قاعدة عسكرية تحت جليد غرينلاند.. اكتشاف لناسا ينعش طموحات ضم الجزيرة

العين الإخبارية

timeمنذ 5 أيام

  • العين الإخبارية

قاعدة عسكرية تحت جليد غرينلاند.. اكتشاف لناسا ينعش طموحات ضم الجزيرة

أعاد اكتشاف قاعدة عسكرية أمريكية سرية تحت جليد غرينلاند إلى الواجهة مساعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لضم الجزيرة. وكانت وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" قد نجحت في اكتشاف قاعدة عسكرية أمريكية سرية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، مدفونة تحت جليد غرينلاند، ما دفع الرئيس الأمريكي إلى تجديد دعوته لضم الجزيرة الإستراتيجية إلى الأراضي الأمريكية، في خطوة أثارت جدلا واسعا. وفي أبريل/ نيسان 2024، رصدت رادارات الطائرة التابعة لـ"ناسا" بقيادة العالِم تشاد غرين، منشأة مهجورة تُعرف باسم "كامب سنتشري" كانت قد أنشئت في عام 1959 واختفت تحت الجليد منذ إغلاقها عام 1967. القاعدة تضم 21 نفقا على عمق عشرات الأقدام من سطح الجليد، وتمتد لمسافة تقترب من 3 كيلومترات. واستخدم الجيش الأمريكي القاعدة كواجهة لمشروع سري يُعرف بـ"آيسوورم"، و كان يهدف إلى نشر صواريخ نووية متوسطة المدى قادرة على ضرب أهداف في الاتحاد السوفييتي آنذاك، لكن الطبيعة غير المستقرة للجليد جعلت المشروع محفوفا بالمخاطر، وتم التخلي عنه لاحقا. وإعادة اكتشاف هذه القاعدة النووية المدفونة دفع الرئيس ترامب، إلى تصعيد دعواته لضم غرينلاند إلى الولايات المتحدة، معتبرا أن السيطرة على الجزيرة باتت "ضرورية للأمن القومي الأمريكي". وقال ترامب في مقابلة تلفزيونية بُثّت في الرابع من مايو/ أيار: "نحن بحاجة إلى غرينلاند بشدة. عدد سكانها قليل وسنهتم بهم، لكن موقعها ومقدراتها ضروريان لأمننا الدولي". ولمح إلى أنه لا يستبعد الخيار العسكري إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الدنمارك، قائلا: "لا أستبعد شيئاً". أهمية إستراتيجية وجيولوجية وتكمن الأهمية الإستراتيجية لغرينلاند، التي تتبع رسميا لمملكة الدنمارك، في موقعها الجغرافي القريب من القطب الشمالي، واحتضانها لقاعدة "بيتوفيك" الفضائية الأمريكية، التي تلعب دورا محوريا في الدفاع الصاروخي والمراقبة الفضائية والعمليات العسكرية في القطب الشمالي. كما أن الجزيرة تحتوي على احتياطات ضخمة من المعادن النادرة والنفط والغاز، ما يجعلها هدفا اقتصاديا مغريا، خاصة في ظل التنافس المتصاعد بين القوى العالمية على النفوذ في القطب الشمالي. وقد سبق للرئيس ترامب أن أبدى اهتماما بمعادن غرينلاند في صفقات مشابهة مع دول أخرى، بينها أوكرانيا. تكنولوجيا "ناسا" تكشف المدينة المجمدة وتمت عملية الكشف عن "كامب سنتشري" باستخدام رادارات متطورة مثبتة على طائرة "ناسا"، تعتمد تقنية "الرادار ذي الفتحة الاصطناعية" ، وتتيح تصوير البنية الداخلية للجليد والصخور التحتية بشكل مشابه لتقنية الموجات فوق الصوتية الطبية. وأشار العالم تشاد غرين إلى أن البيانات الجديدة أظهرت "بنية ثلاثية الأبعاد للقاعدة لم تكن مرئية سابقا"، مضيفا أن التصميم يتطابق مع المخططات الأصلية للمنشأة التي كانت تضم مفاعلا نوويا محمولا وُجه لتزويد القاعدة بالطاقة والحرارة. ورغم أن المفاعل أُزيل عند إغلاق القاعدة، إلا أن النفايات المشعة وغيرها من البنية التحتية تُركت مدفونة في الجليد، وهو ما يثير مخاوف بيئية جديدة. ولطالما كانت غرينلاند محل اهتمام إستراتيجي للولايات المتحدة، حيث حاولت واشنطن شراءها من الدنمارك عام 1946 مقابل 100 مليون دولار، وهو عرض رُفض حينها. إلا أن معاهدة موقعة عام 1951 سمحت للولايات المتحدة ببناء قواعد عسكرية في الجزيرة، ولا تزال سارية حتى اليوم. يذكر أن الولايات المتحدة كانت قد نشرت نحو 10 آلاف جندي في غرينلاند خلال الحرب الباردة، مقارنة بنحو 150 جنديا فقط في الوقت الحالي. وبينما لمح ترامب إلى أن خططه لا تتضمن حاليا استخدام غرينلاند كمنصة نووية، فإن إعادة اكتشاف "كامب سنتشري" تذكر العالم بمستوى الاهتمام الأمريكي القديم بهذه الجزيرة المجمدة. الدنمارك تترقب... والعالم يراقب وحتى الآن، لم تصدر كوبنهاغن موقفا رسميا من تصريحات ترامب الأخيرة، لكن مراقبين يحذرون من تصعيد دبلوماسي محتمل إذا ما واصل الرئيس الأمريكي الضغط باتجاه ضم الجزيرة، سواء عبر الشراء أو بوسائل أخرى. وفي ظل التنافس العالمي المحموم على الموارد القطبية وطرق الملاحة الجديدة، قد تتحول غرينلاند من جزيرة نائية إلى محور مواجهة جيوسياسية بين القوى الكبرى. aXA6IDgyLjI2LjIyOC45NiA= جزيرة ام اند امز GB

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store