#أحدث الأخبار مع #محمدمقاريا بلادي٢٧-٠٢-٢٠٢٥صحةيا بلاديالنيلة الزرقاء.. سر الجمال المغربي الذي يكتسح العالمDR منذ قرون، ابتكرت النساء في المغرب وصفات طبيعية وطقوس جمالية للحفاظ على نضارة بشرتهن. ولا تزال هذه العادات التقليدية تحظى بشعبية كبيرة حول العالم. من خلال استخدام المكونات الطبيعية التي توفرها الطبيعة الأم، أثبتت العديد من هذه العلاجات فعاليتها عبر الزمن. فمن "العكر الفاسي"، الذي يستخدم كأحمر الخدود وأحمر الشفاه المصنوع يدويا مرورا إلى الخشخاش المجففة وقشر الرمان، وأيضا ماء الورد والنيلة، تظل أسرار الجمال المغربي أسطورية ومشهورة. في الوقت الراهن، يعتبر هذا المسحوق الأزرق "السحري" من أبرز المنتجات على الإنترنت، حيث بدأ صناع المحتوى في مجال الجمال من جميع أنحاء العالم بتجربة النيلة ومشاركة مقاطع الفيديو التي توثق اكتشافاتهم، مما جعل هذا المسحوق يحظى بشعبية متزايدة. وتعرف النيلة أيضا باسم مسحوق "الإنديجو"، وهي تأتي من جنوب المغرب، خصوصا بين نساء الصحراء. في المغرب، تستخدم النساء النيلة كمنظف للجسم أو كقناع للوجه بهدف تفتيح البشرة وتجديد شبابها. وتعتبر جزءا من طقوس الحمام المغربي التقليدية، حيث يتم خلط المسحوق مع الصابون المغربي الأسود (الصابون البلدي) - وهو معجون مصنوع من زيت الزيتون والزيتون المخمر - ويتم تدليكه على البشرة، ثم يُترك قليلا قبل غسله. كما يمكن خلط النيلة مع مكونات محلية أخرى مثل زيت الأركان المغربي، أو ماء الورد أو الطين لتطبيقه بلطف على الوجه. على الرغم من أن العديد من الناس يشيدون بفوائدها للبشرة، فإن النيلة ليست مجرد موضة عابرة عبر الإنترنت، بل هي منتج راسخ بعمق في التاريخ المغربي. يتوفر مسحوق النيلة إما بشكل ناعم أو في شكل صخور خشنة تشبه الصخور الزرقاء، وهو مستخلص من نبات إنديجوفيرا تنكتوريا، المعروف بالإنديجو الحقيقي. هذا النبات، الذي ينتمي إلى عائلة الفصيلة البقولية، كان يُستخدم تاريخيا لإنتاج صبغة الإنديجو. ولكن النيلة ليست نباتا مغربيا بل هي نبتة هندية الأصل. في الواقع، كان ماركو بولو (في القرن الثالث عشر) هو أول أوروبي يوثق تحضير الإنديجو في الهند. يُعتقد أن زراعة النيلة قد تم "مقدمها من الهند إلى المغرب بعد الفتوحات الإسلامية"، كما ذكر محمد مقار في كتابه الملابس المغربية: من بداية الدولة المرينية حتى عصر السعديين. وأضاف "مثل الحناء، تحتاج النيلة إلى الدفء والري، ولذلك تتركز زراعتها في منطقة سوس وغيرها من المناطق الأكثر دفئا في المملكة". سلعة تجارية مرغوبة من بين هذه المناطق توجد الصحراء، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن النيلة كانت تُعتبر في الماضي واحدة من أكثر السلع قيمة في تجارة "طريق الملح". بعيدا عن استخدامها في التجميل، كانت النيلة تستخدم كصبغة طبيعية للقطن، والحرير، والجلود. في المغرب، كان استخراجها يتطلب عملية معقدة تشمل التخمير. وفقا لدراسة نُشرت في ساينس دايركت بعنوان " دراسة إثنوبيوتانية وجغرافية وكيميائية وصبغية للنباتات الصبغية الرئيسية في المغرب"، استخدم الحرفيون المغاربة النيلة إلى جانب نباتات أخرى كصبغة منذ العصور القديمة. وبحسب الباحثين، فقد "كانت عمليات استخراج النيلة معقدة، حيث كانت تشمل التخمير الطبيعي لأوراق نبات الإنديجو لإنتاج الإندوكسيول أو نقع الأوراق المجففة للحصول على مسحوق الإنديجو". وتسلط الدراسة الضوء على النيلة كأحد أهم النباتات الصبغية المستخدمة في أسواق المغرب (الأسواق الأسبوعية). كما وثق الكاهن الفرنسي والإثنوغرافي شارل دو فوكو استخدام نيلة بين قبائل المغرب مثل "إيدا أو بلّال" و"أولاد يحيى". وفي مذكراته، أبدى إعجابه قائلا: "أغلب النساء في القبائل البدوية ... جميلات. لم أر في أي مكان في المغرب نساء بهذه الجمال كما رأيتهن بين هذه القبائل. يتمتعن بالنبل، والنظام، والنعمة. بشرتهن بيضاء للغاية—على الأقل بشرتهن في الوجوه والأذرع—بسبب عادة ارتداء الملابس المصبوغة بالنيلة". سواء كان ذلك من خلال درجات الأزرق العميق في الملاحة (اللباس التقليدي الصحراوي) أو التطبيق المباشر لمسحوق النيلة على البشرة، إذ تظل سرا جماليا محتفلا به في المغرب. تدعي بعض المواقع الإلكترونية التي تروج لمسحوق الإنديجو المغربي فوائد مثل تهدئة البشرة المتهيجة، والحماية من الأضرار البيئية، وتحسين التصبغات الجلدية. على الرغم من أن الدراسات العلمية لم تؤكد بشكل كامل هذه الفوائد بعد، إلا أن النيلة قد نالت شهرة عالمية، مع تزايد الاهتمام بها في الهند ، أحد المصادر الرئيسية للإنديجو، وخارجها.
يا بلادي٢٧-٠٢-٢٠٢٥صحةيا بلاديالنيلة الزرقاء.. سر الجمال المغربي الذي يكتسح العالمDR منذ قرون، ابتكرت النساء في المغرب وصفات طبيعية وطقوس جمالية للحفاظ على نضارة بشرتهن. ولا تزال هذه العادات التقليدية تحظى بشعبية كبيرة حول العالم. من خلال استخدام المكونات الطبيعية التي توفرها الطبيعة الأم، أثبتت العديد من هذه العلاجات فعاليتها عبر الزمن. فمن "العكر الفاسي"، الذي يستخدم كأحمر الخدود وأحمر الشفاه المصنوع يدويا مرورا إلى الخشخاش المجففة وقشر الرمان، وأيضا ماء الورد والنيلة، تظل أسرار الجمال المغربي أسطورية ومشهورة. في الوقت الراهن، يعتبر هذا المسحوق الأزرق "السحري" من أبرز المنتجات على الإنترنت، حيث بدأ صناع المحتوى في مجال الجمال من جميع أنحاء العالم بتجربة النيلة ومشاركة مقاطع الفيديو التي توثق اكتشافاتهم، مما جعل هذا المسحوق يحظى بشعبية متزايدة. وتعرف النيلة أيضا باسم مسحوق "الإنديجو"، وهي تأتي من جنوب المغرب، خصوصا بين نساء الصحراء. في المغرب، تستخدم النساء النيلة كمنظف للجسم أو كقناع للوجه بهدف تفتيح البشرة وتجديد شبابها. وتعتبر جزءا من طقوس الحمام المغربي التقليدية، حيث يتم خلط المسحوق مع الصابون المغربي الأسود (الصابون البلدي) - وهو معجون مصنوع من زيت الزيتون والزيتون المخمر - ويتم تدليكه على البشرة، ثم يُترك قليلا قبل غسله. كما يمكن خلط النيلة مع مكونات محلية أخرى مثل زيت الأركان المغربي، أو ماء الورد أو الطين لتطبيقه بلطف على الوجه. على الرغم من أن العديد من الناس يشيدون بفوائدها للبشرة، فإن النيلة ليست مجرد موضة عابرة عبر الإنترنت، بل هي منتج راسخ بعمق في التاريخ المغربي. يتوفر مسحوق النيلة إما بشكل ناعم أو في شكل صخور خشنة تشبه الصخور الزرقاء، وهو مستخلص من نبات إنديجوفيرا تنكتوريا، المعروف بالإنديجو الحقيقي. هذا النبات، الذي ينتمي إلى عائلة الفصيلة البقولية، كان يُستخدم تاريخيا لإنتاج صبغة الإنديجو. ولكن النيلة ليست نباتا مغربيا بل هي نبتة هندية الأصل. في الواقع، كان ماركو بولو (في القرن الثالث عشر) هو أول أوروبي يوثق تحضير الإنديجو في الهند. يُعتقد أن زراعة النيلة قد تم "مقدمها من الهند إلى المغرب بعد الفتوحات الإسلامية"، كما ذكر محمد مقار في كتابه الملابس المغربية: من بداية الدولة المرينية حتى عصر السعديين. وأضاف "مثل الحناء، تحتاج النيلة إلى الدفء والري، ولذلك تتركز زراعتها في منطقة سوس وغيرها من المناطق الأكثر دفئا في المملكة". سلعة تجارية مرغوبة من بين هذه المناطق توجد الصحراء، حيث تشير المصادر التاريخية إلى أن النيلة كانت تُعتبر في الماضي واحدة من أكثر السلع قيمة في تجارة "طريق الملح". بعيدا عن استخدامها في التجميل، كانت النيلة تستخدم كصبغة طبيعية للقطن، والحرير، والجلود. في المغرب، كان استخراجها يتطلب عملية معقدة تشمل التخمير. وفقا لدراسة نُشرت في ساينس دايركت بعنوان " دراسة إثنوبيوتانية وجغرافية وكيميائية وصبغية للنباتات الصبغية الرئيسية في المغرب"، استخدم الحرفيون المغاربة النيلة إلى جانب نباتات أخرى كصبغة منذ العصور القديمة. وبحسب الباحثين، فقد "كانت عمليات استخراج النيلة معقدة، حيث كانت تشمل التخمير الطبيعي لأوراق نبات الإنديجو لإنتاج الإندوكسيول أو نقع الأوراق المجففة للحصول على مسحوق الإنديجو". وتسلط الدراسة الضوء على النيلة كأحد أهم النباتات الصبغية المستخدمة في أسواق المغرب (الأسواق الأسبوعية). كما وثق الكاهن الفرنسي والإثنوغرافي شارل دو فوكو استخدام نيلة بين قبائل المغرب مثل "إيدا أو بلّال" و"أولاد يحيى". وفي مذكراته، أبدى إعجابه قائلا: "أغلب النساء في القبائل البدوية ... جميلات. لم أر في أي مكان في المغرب نساء بهذه الجمال كما رأيتهن بين هذه القبائل. يتمتعن بالنبل، والنظام، والنعمة. بشرتهن بيضاء للغاية—على الأقل بشرتهن في الوجوه والأذرع—بسبب عادة ارتداء الملابس المصبوغة بالنيلة". سواء كان ذلك من خلال درجات الأزرق العميق في الملاحة (اللباس التقليدي الصحراوي) أو التطبيق المباشر لمسحوق النيلة على البشرة، إذ تظل سرا جماليا محتفلا به في المغرب. تدعي بعض المواقع الإلكترونية التي تروج لمسحوق الإنديجو المغربي فوائد مثل تهدئة البشرة المتهيجة، والحماية من الأضرار البيئية، وتحسين التصبغات الجلدية. على الرغم من أن الدراسات العلمية لم تؤكد بشكل كامل هذه الفوائد بعد، إلا أن النيلة قد نالت شهرة عالمية، مع تزايد الاهتمام بها في الهند ، أحد المصادر الرئيسية للإنديجو، وخارجها.