logo
#

أحدث الأخبار مع #محمودالسنكري

اغفر صغائر الهفوات حتى تتمتع بكبريات الفضائل..بقلم المستشار: محمود السنكري
اغفر صغائر الهفوات حتى تتمتع بكبريات الفضائل..بقلم المستشار: محمود السنكري

الكنانة

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الكنانة

اغفر صغائر الهفوات حتى تتمتع بكبريات الفضائل..بقلم المستشار: محمود السنكري

مستشار: محمود السنكري قال جبران خليل جبران: 'الرجل الذي لا يغفر للمرأة هفواتها الصغيرة لن يتمتع بفضائلها الكبيرة'، هذه الكلمات القليلة تختصر فلسفةً إنسانيةً عميقة تحاكي العلاقات البشرية بلغة القلب والعقل معًا وتفتح بابًا لفهم أوسع لطبيعة التفاعل بين الناس سواءً في الحب أو الصداقة أو العمل أو حتى العلاقات الأسرية. إن الإنسان بطبعه ليس معصومًا من الخطأ ومن يطلب الكمال في غيره لن يعرف أبدًا طعم الراحة ولن يهنأ بعلاقة متينة تُبنى على التسامح والتقبل، فالهفوات الصغيرة تلك الكلمات العفوية أو التصرفات التي لا نقصد بها أذى إن تم تضخيمها صارت كغبار يغطي زجاج النوافذ يمنعنا من رؤية جمال الروح خلفها. الغفران لا يعني التغاضي عن الظلم أو السكوت عن الإهانة بل هو اختيار نابع من القوة لا من الضعف، هو وعي عميق بأن البشر يُخطئون كما يُحبّون، وأن من يرحم يُرحم ومن يصفح يُصافح أنبل المشاعر. حين تتأمل فيمن تحب ستدرك أن فضائلهم العظيمة مثل الوفاء والتضحية والصدق والحكمة والدفء العاطفي لا يمكن أن تُستشعر ما لم تُهيئ لها بيئة خصبة تنمو فيها وهذه البيئة لا تكون إلا بالتغاضي عن صغائر الأمور وتجاوز العثرات العابرة. كثير من العلاقات تنكسر لا لخطأ جسيم بل لتراكم صغيرات لم تجد صدرًا رحبًا يغفرها أو قلبًا حكيمًا يبتلعها ويمضي ، وفي المقابل كثير من العلاقات تزدهر لأن أحد الطرفين قرر أن يحتمل، أن يتفهم، أن يضع المشاعر في ميزانها الصحيح. وفي تجاربنا اليومية نكتشف أن من يغفر هو من ينمو لأن الغفران لا يحرر الآخر فقط بل يحررنا نحن من عبء الغضب والتذمر والضيق هو هدية نقدمها لأنفسنا أولا قبل أن نقدمها لغيرنا. والأعجب أن من يخطئ إذا وجد غفرانًا رفيقًا غالبًا ما يتحول إلى إنسانٍ أفضل أكثر نضجًا وامتنانًا، وكأن المغفرة نفسها تُعيد ترميم الأرواح وتُلهمها أن تُقابل الإحسان بإحسان مضاعف. إنّ ثقافة الغفران ليست ترفا أخلاقيا بل هي ضرورة نفسية واجتماعية وروحية ، المجتمعات التي تعلمت التسامح عرفت السلام والأرواح التي اعتادت أن تصفح ارتاحت من جحيم الحقد وثقل الضغائن. في العلاقات العاطفية، من السذاجة أن نتصور شريكًا بلا عيوب كما أنه من الظلم أن نضع المحبة تحت عدسة الفحص اليومي، نعدّ الزلات ونهمل اللحظات التي وقف فيها إلى جوارنا أو أسندنا بكلمة أو واسانا بنظرة. وفي المنظور الديني، فإن الله سبحانه وتعالى وهو الأعلم بضعفنا يفتح باب المغفرة على مصراعيه ويحبّ العفو ويجازي عليه ، فكيف لا نحبّه نحن؟ ألم يقل جلّ في علاه: 'فمن عفا وأصلح فأجره على الله'؟ إنّ الغفران ليس فقط وسيلة للحفاظ على العلاقات بل هو من أسمى القيم التي تُكسبنا رضا الله وطمأنينة النفس ورفعة المقام. وختامًا، لا تكن من أولئك الذين ينسفون جسور المودة بسبب هفوة ثم يقفون على الضفة الأخرى نادمين، يتمنون لو عاد الزمن لحظة ليلتقطوا مشهدًا لم يكن يستحق كل هذا الجفاء. فليكن شعارنا إذًا: لا توقف نفسك عند زلة عابرة ولا تُضيّع قلبًا نقيًا من أجل كلمة خرجت بغير قصد، تمتع بفضائل من تحب وامنحهم مساحة للخطأ لأنهم كما يُخطئون فإنهم أيضًا قادرون على أن يكونوا مصدر نورٍ وبهجةٍ وسكينةٍ لك. اغفر.. ليس لأن الآخر يستحق بل لأن قلبك يستحق أن يحيا خفيفًا، صافيًا، متصالحًا مع ذاته ومع من حوله. فأنت لا تخسر حين تغفر بل تربح إنسانيتك وربما تربح إنسانًا لم تعرف قيمته إلا بعد أن كاد يفلت من يديك. وإن كنا لا نغفر فكيف نتوقع أن يُغفر لنا؟

خالص التهاني والتبريكات لأمين عام جامعة طنطا لحصوله على درجة الماجستير بامتياز
خالص التهاني والتبريكات لأمين عام جامعة طنطا لحصوله على درجة الماجستير بامتياز

الكنانة

time٠١-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الكنانة

خالص التهاني والتبريكات لأمين عام جامعة طنطا لحصوله على درجة الماجستير بامتياز

مستشار محمود السنكري ناقش الدكتور أحمد رشاد شلبي ، أمين عام جامعة طنطا رسالة الماجستير في جامعة طنطا ، وحصل سيادته عليها بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف. خالص التهاني والتبريكات لأمين عام جامعة طنطا لحصوله على درجة الماجستير بامتياز وكانت الرسالة في التربية تخصص أصول التربية بعنوان: 'متطلبات تطوير البرامج التعليمية المميزة في تحقيق التمويل الذاتي' تكونت لجنة المناقشة والحكم من كلا من : 1_ا.د علي صالح جوهر، أستاذ أصول التربية والتخطيط التربوي، بكلية التربية جامعة دمياط. 2_ا.د صبحي شعبان شرف،أستاذ أصول التربية،كلية التربية جامعة المنوفية،ونائب رئيس جامعة المنوفية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. 3ـ ا.د هويدا محمود الأتربي،أستاذ ورئيس قسم أصول التربية، كلية التربية جامعة طنطا، ووكيل الكلية للدراسات العليا والبحوث السابق. 4ـ ا.د محمد إبراهيم طه خليل، أستاذ أصول التربية، كلية التربية جامعة طنطا. وتكونت لجنة الإشراف من كلا من: 1ـ ا.د علي صالح جوهر. 2ـ ا.د هويدا محمود الأتربي. 3ـ ا.د محمد إبراهيم طه خليل. وفي نهاية المناقشة أقرت اللجنة حصول الباحث على درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف ، مع التوصيه بطبع الرساله وتداولها بين الجامعات ومراكز البحوث. تمت المناقشة بحضور الأستاذ الدكتور محمد حسين رئيس جامعة طنطا والسادة نواب رئيس الجامعة، ولفيف من القيادات الإدارية والتنفيذية بجامعة طنطا ولفيف من القيادات السياسية والشعبية وجميع الأهل والأصدقاء. وأعرب الجميع عن كامل سعادتهم وقدموا أرق عبارات التهنئة لأمين عام جامعة طنطا بمناسبة ذاك الانجاز والنجاح المبهر، متمنين لسيادته دوام التوفيق والنجاح في كل ما هو آت. وتتقدم أسرة جريدة الكنانة نيوز ومجلس إدارتها وجميع أعضاؤها والعاملين بها بتقديم خالص التهاني والتبريكات لسيادته. وتهنئة خاصة من المستشار محمود السنكري ، المشرف العام على الجريدة، لأخيه الأكبر وصديقه الحبيب معالي أمين عام جامعة طنطا دكتور أحمد رشاد شلبي، داعياً المولى عز وجل بدوام التوفيق والنجاح بإذن الله.

رمضان شهر الرحمة والبركات..بقلم مستشار محمود السنكري
رمضان شهر الرحمة والبركات..بقلم مستشار محمود السنكري

الكنانة

time٠٧-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الكنانة

رمضان شهر الرحمة والبركات..بقلم مستشار محمود السنكري

رمضان شهر الرحمة والبركات بقلم مستشار محمود السنكري يُعتبر شهر رمضان المبارك أحد أهم الأشهر في التقويم الإسلامي، حيث يحمل في طياته روحانية خاصة وفرصة للتغيير الإيجابي. إنه شهر الصيام والقيام والقرآن، شهر تتجلى فيه معاني الرحمة والمغفرة، وتُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار، فكيف يمكن أن نستفيد من هذا الشهر الفضيل بأقصى صورة؟ وما هي الدروس التي يقدمها لنا؟ الصيام تهذيب للنفس وتحرير للإرادة فالصيام في شهر رمضان ليس مجرد امتناع عن الطعام والشراب، بل هو تدريب للنفس على الصبر والتحكم في الشهوات. حينما يمتنع المسلم عن المباحات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، يتعلم كيف يقاوم الرغبات، مما يقوي إرادته ويجعله أكثر قدرة على مواجهة المغريات في حياته اليومية، كما أن هذا الامتناع يعمق شعور الإنسان بالفقراء والمحتاجين، مما يحفزه على العطاء والإحسان. شهر رمضان هو شهر القرآن، حيث نزل فيه الوحي لأول مرة على النبي محمد عليه الصلاة والسلام يُقبل المسلمون في هذا الشهر على تلاوة القرآن وتدبر آياته، مما يبعث في نفوسهم الطمأنينة والسكينة. القراءة المستمرة للقرآن تجعل القلب أكثر نقاءً وتفتح آفاقًا للتأمل والتفكر في معاني الحياة والغاية منها. صلاة التراويح هي إحدى السنن الرمضانية التي يحرص المسلمون على أدائها، فهي ليست مجرد طقوس، بل وسيلة لتطهير القلوب من الأدران وتوثيق العلاقة مع الله. الوقوف بين يدي الله في صلاة التراويح، والاستماع لآيات القرآن، يوقظ في القلب حب الله والشوق إلى لقائه، مما يعمق الإيمان ويقوي العزيمة. شهر رمضان فرصة عظيمة لتعزيز مبدأ التكافل الاجتماعي، حيث يُقبل المسلمون على إخراج زكاة الفطر والصدقات. هذه الأعمال تُطهر المال وتُزكي النفس، كما تُسهم في نشر روح التضامن والتراحم بين أفراد المجتمع، مما يُشعر الفقراء بأنهم جزء من جسد الأمة الواحد. من أعظم ليالي شهر رمضان، ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: 'لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ' (سورة القدر: 3). إنها ليلة تتنزل فيها الملائكة بالرحمات، ويُستجاب فيها الدعاء وتُغفر فيها الذنوب لمن قامها إيمانًا واحتسابًا. إنها فرصة ذهبية لا تُعوّض، مما يدفع المسلمين للتضرع إلى الله والدعاء بما يتمنون من خير الدنيا والآخرة. لم تكن فرضية الصيام عبثًا، بل إنها تحمل في طياتها فوائد صحية عديدة أثبتها العلم الحديث، مثل تحسين عملية الأيض، تعزيز صحة القلب، وتنقية الجسم من السموم. كما أن الصيام يُعيد تنظيم الجهاز الهضمي ويُساعد في تقليل الالتهابات، مما يظهر الحكمة الإلهية في هذا التشريع. يُمثل رمضان نقطة تحول في حياة الكثير من المسلمين، حيث يُقبلون على التوبة وتصحيح الأخطاء، ويسعون لتحسين سلوكهم وتعزيز أخلاقهم. الالتزام بالعبادات والسعي إلى رضا الله يُشكل دافعًا قويًا لاستمرار هذه التغيرات الإيجابية حتى بعد انتهاء الشهر الكريم. وأخيراً..رمضان ليس مجرد شهر عابر في السنة، بل هو محطة للتزود بالطاقة الروحية والإيمانية التي تعين المسلم على مواجهة تحديات الحياة. إنه شهر التسامح، الرحمة، والإحسان، وشهر يستحق أن يُستثمر بكل لحظة فيه، فلنجعل من هذا الشهر نقطة انطلاق نحو حياة أفضل، ولنتذكر دومًا أن رمضان كريم، والله أكرم.

أبدا لا نأمن مكر الله..بقلم مستشار محمود السنكري
أبدا لا نأمن مكر الله..بقلم مستشار محمود السنكري

الكنانة

time٢٦-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • الكنانة

أبدا لا نأمن مكر الله..بقلم مستشار محمود السنكري

أبدا لا نأمن مكر اللـــــه بقلم مستشار محمود السنكري قد يبدو العنوان مثيرًا وقاسيًا، ولكن الحقيقة أنها حقيقة الا يمكن تجاهلها. يجب علينا أن نتذكر أن الله هو الخالق ب والحكيم، ولديه خطط لا تتوقعها عقولنا البشرية. قد لا نفهم مليئًا بالتفاصيل سوى ما يتم الكشف عنه لنا من خلال الأديان والكتب المقدسة، ولكن يجب أن نكون واعين لحقيقة أن الله قد يجري أمورًا لا نتوقعها ولا نفهمها. ومن الأمور التي يجب علينا أن نتذكرها هي اختبارنا من قبل الله. يعد اختبار الإيمان والصبر جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية. قد يعاني الناس من الألم والابتلاءات والمحن في هذه الدنيا، ولكن ذلك لا يعني أن الله ليس موجودًا أو لا يحبنا. بالعكس، قد يكون الامتحان هو طريقة الله لزيادة إيماننا ولتعليمنا الصبر والتوكل عليه بغض النظر عن الظروف التي نمر بها. قد يسأل الكثيرون: لماذا يسمح الله بالألم والمعاناة في العالم؟ هناك العديد من الأسئلة التي ليس لدينا إجابة واضحة عنها، ولكن يجب علينا أن نواصل ثقتنا بالله ونعتمد على وعوده. فالله وحده يعلم ما هو الأفضل لنا، وربما يكون هناك حكمة خفية وراء تلك الابتلاءات والألم التي نمر بها. قد يكون الله يخبرنا بأنه يحبنا ويرغب في رؤية نمونا الروحي وتقويتنا من خلال تلك التجارب الصعبة. علينا أن نفهم أيضًا أننا نعيش في عالم مجروح بسبب الخطية. كان من المفترض أن يكون العالم مثاليًا وخاليًا من الألم والمعاناة، ولكن بسبب خيارات الإنسان الخاطئة، دخلت الخطية في العالم وأصبح لها تأثير سلبي على حياتنا. ومع ذلك، الله لا يتركنا في هذا العالم المجروح وحده. بدلاً من ذلك، يعلمنا الله كيف نتعامل مع تلك المواقف الصعبة والمحن التي تواجهنا. يذكرنا بأن لديه القدرة على تحويل الشر إلى خير، وأننا لسنا وحدنا في مواجهة تلك الظروف. ولذلك، فإنه لا ينبغي أن نأمن مكر الله. قد يبدو لنا أننا نمر بمواقف صعبة وأن الله قد تخلى عنا، ولكن لدينا ثقة أن الله قادر على تجاوز تلك الظروف وأن لديه خطط أفضل لنا في المستقبل. علينا أن نثق في حكمة الله وأن نعلم أنه يحبنا ويرغب في رؤية نجاحنا ونمونا الروحي. في الختام، يجب علينا أن نتذكر أن الله هو الخالق والمتحكم العليم. هو من يعلم ما هو الأفضل لنا وما هي الخطط التي لديه لحياتنا. قد يكون الله أمتحاننا وقد يسمح بالمحن والألم، ولكن علينا أن نواصل الثقة فيه ونعتمد على وعوده. لا نأمن مكر الله، بل نثق بحكمته وحلمه لحياتنا. 'المُرعب في الأمر أن تُقبض روحك ولم تقدم لنفسك ما يشفع لك أمام ربك! المرعب في الأمر أن تموت ولم تسجد لله سجدة، ولا سبحت لله تسبيحة، تأكل حقوق العباد، تسير وأنت تعيث خرابًا في البلاد، تجاهر الناس بمعاصيك، تسابق شياطين الإنس في الذنوب، تزاحم خلواتك بالشهوات، تنام عن الفرائض، لا تعرف شيئًا عن دينك إلا اسمه! المرعب في الأمر أن تموت وأنت غافل، أن تأمن مكر الله، أتعرف المرعب حقًا في الأمر؟! – أن تعرف جيدًا أنك ستموت، ولازلت تؤجل توبتك.. ولم تتصدق لله صدقة، ولازلت تصر على المعصية، تفعل المنكرات وقلبك يتلذذ، لم تندم على ذنوبك.. المرعب في الأمر أننا نستيقظ صباحًا على خبر موت فلان، وفلان، وفلان، ثم نجلس لنقول: كيف! كيف مات، لقد كان شابًا، لقد رأيته أمس، لم يكن يعاني من مشكلة صحية! وكأن الموت مرهون بالمرض، وكأن الشاب لا يموت، ويقتصر الموت على الكهل العجوز.. ثم يمر خبر موت فلان، وفلان وفلان، ولم نتعظ، ولم تنبض قلوبنا خوفًا من الله، كأننا لم نسمع قول الله: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} اللهم لا تقبضنا إليكَ إلا وأنت راضٍ عنا،وأحسن خاتمتنا يا رب العالمين.'

مواطن بلا وطن..بقلم مستشار محمود السنكري
مواطن بلا وطن..بقلم مستشار محمود السنكري

الكنانة

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الكنانة

مواطن بلا وطن..بقلم مستشار محمود السنكري

مواطن بلا وطن.. بقلم مستشار محمود السنكري في عالم يتزايد فيه النزوح والهجرة القسرية، أصبح مفهوم 'المواطن بلا وطن' ظاهرة مقلقة تمس ملايين الأشخاص حول العالم. هؤلاء الذين فقدوا أو تم حرمانهم من هويتهم الوطنية نتيجة الحروب، أو النزاعات السياسية، أو الاضطهاد العرقي أو الديني. إن 'المواطن بلا وطن' ليس مجرد حالة من التشتت الجغرافي، بل هو تجسيد للمأساة الإنسانية التي تمس كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية. لهذا الموضوع أبعاد متعددة تتراوح من السياسية والاقتصادية إلى الثقافية والاجتماعية، وهي قضية تحتاج إلى معالجة شاملة وعالمية. تعود ظاهرة فقدان الوطن إلى قرون مضت، ولكنها ازدادت حدة في العقود الأخيرة نتيجة التطورات السياسية والاقتصادية. أزمات الحروب والنزاعات العرقية والدينية كانت وراء تشريد ملايين الناس من ديارهم، تاركين وراءهم وطنهم الذي كانوا يعتقدون أنه سيظل مأوى لهم. في القرن العشرين، شهدنا موجات ضخمة من اللاجئين بسبب الحروب العالمية الأولى والثانية، ثم تلاها النزاعات الإقليمية مثل الحروب الأهلية في سوريا والعراق وأفغانستان، ونزوح المسلمين الروهينغيا من ميانمار، وغيرهم من الحركات الشعبية والتهجير القسري في أفريقيا وآسيا. هناك الكثير من التحديات التي يواجهها المواطنون بلا وطن من أهمها: أولها: فقدان الهوية، فنجد أن أبرز التحديات التي تواجه الشخص الذي يصبح بلا وطن هو فقدانه لهويته الوطنية. الجنسية هي الرابط الذي يربط الإنسان بدولته ويمنحه حقوقاً وواجبات. وعندما يفقد الإنسان هذا الرابط، يضيع معه شعور الانتماء والولاء، مما يعقد اندماجه في المجتمع الجديد. ثانيها: حقوق الإنسان، فالمواطنون بلا وطن غالباً ما يعانون من انتهاك حقوقهم الإنسانية. إن عدم وجود الجنسية يعرض هؤلاء الأشخاص للتمييز، ويجعلهم عرضة للاستغلال، سواء كان ذلك في شكل ظروف العمل السيئة أو حرمانهم من التعليم والرعاية الصحية. ثالثها: الوضع القانوني، فالأشخاص الذين لا يحملون جنسية غالباً ما يجدون أنفسهم في حالة قانونية معقدة. إنهم لا يستطيعون التمتع بالحقوق المترتبة على الجنسية، مثل الحق في الإقامة في بلد معين أو حق العمل أو حتى حق التصويت. في بعض الحالات، قد يكونون عرضة للاعتقال أو الترحيل بسبب غياب الوثائق القانونية التي تثبت هويتهم. المواطنون بلا وطن في المنطقة العربية: تتأثر العديد من البلدان العربية بشكل خاص بهذا الموضوع. الحروب والنزاعات المستمرة في بعض الدول مثل سوريا واليمن، إضافة إلى النزوح الناتج عن الصراعات في ليبيا وفلسطين، جعلت من هذا الملف قضية مستمرة. على سبيل المثال، في فلسطين، يشكل الفلسطينيون الذين يعيشون في دول عربية مجاورة وفي الشتات جزءاً كبيراً من 'المواطنين بلا وطن'. ورغم أن لهم الحق في العودة إلى أراضيهم، إلا أن الواقع السياسي يجعل هذه العودة غير ممكنة للكثير منهم. وفي حالة اللاجئين السوريين، هناك ملايين من الناس الذين اضطروا إلى مغادرة بلادهم بسبب الحرب المدمرة، ووجدوا أنفسهم يعيشون في دول مجاورة أو في مخيمات اللاجئين دون أن يكون لهم وطن حقيقي أو جنسية تؤمن لهم حقوقهم. حل مشكلة 'المواطنين بلا وطن' يتطلب تعاوناً دولياً ومؤسساتياً. وتتنوع الحلول بين عدة مستويات، من بينها: ١ـ الإصلاحات السياسية: قد يتطلب الحل إنشاء اتفاقيات دولية تنظم حقوق اللاجئين والنازحين وتضمن لهم العودة إلى بلادهم أو إقرار حقوقهم في الدول المضيفة. هذه الحلول تحتاج إلى إرادة سياسية من الحكومات المعنية لضمان حماية حقوق الإنسان. ٢ـ الاندماج في المجتمع الجديد: يجب أن توفر الدول المضيفة للاجئين والمهاجرين فرصاً للاندماج، مثل التعليم والتوظيف والرعاية الصحية، حتى يتمكن اللاجئون من بناء حياة جديدة ويشعروا بأنهم جزء من المجتمع. ٣ـ حلول مبتكرة مثل التجنيس: بعض الدول قد تقدم فرصة للمواطنين بلا وطن للحصول على الجنسية، سواء بشكل استثنائي أو عن طريق تسهيلات خاصة. مثل هذه الحلول تساعد هؤلاء الأفراد على استعادة جزء من هويتهم وتوفر لهم فرصاً قانونية للعيش بكرامة. وعندما نتطرق للأبعاد القانونية وحقوق الإنسان فنجد أن قضية المواطنين بلا وطن واحدة من القضايا الحرجة في حقوق الإنسان، إذ تفتقر هذه الفئة إلى الحماية القانونية الضرورية. يُعتبر الكثير من هؤلاء الأفراد ضحايا لعدم وجود إطار قانوني يحمي حقوقهم، ومن تلك الأبعاد : ضعف الحماية القانونية.. فقد يعاني المواطنون بلا وطن من عدم القدرة على الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية، مما يزيد من تفاقم وضعهم. وأيضا العوائق البيروقراطية.. فنجد أن المواطنون بلا وطن يواجهون صعوبات متعلقة بإجراءات التوثيق والاعتراف بهم كأفراد ذوي حقوق، مما يمنعهم من الحصول على حقوق أساسية. وأخيرا حاجة المجتمع الدولي للتحرك.. حيث يتطلب التعامل مع هذه القضية جهودًا من الحكومات والمنظمات غير الحكومية، إلى جانب تعزيز الوعي بقضايا اللاجئين والمشردين. وأخيرا.. نجد أن قضية 'المواطن بلا وطن' تطرح تحدياً كبيراً أمام المجتمع الدولي، وتتطلب استجابة سريعة وفعالة. ولكن قبل أن نبحث عن حلول، يجب أن نتذكر أن هؤلاء الأشخاص هم بشر لهم حقوق أساسية، وأن معاناتهم ليست مجرد أزمة قانونية أو سياسية، بل هي أزمة إنسانية تتطلب منا التضامن والعمل من أجل خلق عالم أكثر عدلا ورحمة. إن المواطن بلا وطن يعكس جوانب الظلم والتعسف التي قد يعاني منها الإنسان في مجتمعه، وهي دعوة مفتوحة لإيجاد حلول إنسانية تسهم في رفع الظلم عن هؤلاء الذين ضاعوا بين الحدود.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store