أحدث الأخبار مع #محمودحكميان


كواليس اليوم
منذ 11 ساعات
- سياسة
- كواليس اليوم
المشکلة لا تکمن في تخصيب اليورانيوم!
محمود حكميان* لم يسبق وإن تمکن المجتمع الدولي من حصر النظام الإيراني في زاوية ضيقة لا مجال له فيها من الخروج مثلما يجري حاليا على أثر المفاوضات النووية الجارية عقب التهديدات التي أطلقها الرئيس الاميرکي دونالد ترامب ضد النظام الإيراني، ومع کل تلك التصريحات والمواقف المختلفة التي عکست تناقضات حادة الى حد التخبط بشأن الجلوس على طاولة التفاوض أم عدم الجلوس، فإن الصورة التي توضحت عن هذا النظام إنه لم يعد في وضع يسمح له بالمماطلة والتسويف طويلا. قبول النظام بالتفاوض أمام التهديدات الأميركية الصريحة، والذي کان بحد ذاته إعترافا صريحا بالضعف وعدم التمکن من مواجهة آثار وتداعيات عدم القبول، لم يکن لأن قوة النظام العسکرية قد تراجعت أو لم يعد يمتلك صواريخ، بل لأنه وبعد الذي جرى له منذ عام 2022، حيث الانتفاضة الشعبية النوعية التي دامت لعدة أشهر ضده، فإن النظام ومع محاولاته المستميتة لإستعادة رباطة جأشه بعد إثارته الحروب والازمات في المنطقة بهدف التأثير على معنويات الشعب المتزايدة بضرورة مواجهته حتى إسقاطه، قد تلقى ضربات مٶلمة نجم عنها العکس تماما، إذ أن الشعب الإيراني قد تنفس الصعداء بعد أن شهد سلسلة الهزائم المفضوحة للنظام إقليميا، وإن النظام يعلم قبل الجميع بأن أي حرب أو مواجهة غير عادية يخوضها لن يخرج منها سالما لأن الشعب والمعارضة الإيرانية الفعالة(المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية) يقفون بالرصاد وينتظرون الوقت المناسب لتوجيه الضربة النهائية له. مسألة تخصيب اليورانيوم التي يحاول النظام الإيراني من خلال إثارتها جعلها قضية وطنية تخص الشعب الإيراني ويصر على جعلها خطا أحمرا، هي في الحقيقة لا تعني أو تهم الشعب الإيراني بشئ ولاسيما وإن البرنامج النووي قد کان واحدا من الاسباب المهمة في زيادة الفقر والحرمان وتعقيد الحياة في إيران، والمثير للسخرية والتهکم إن النظام وهو في أضعف حالاته يحاول خامنئي جاهدا إظهارها قويا وفي مستوى التحدي ولکن بصورة غامضة لا يمکنه من خلالها إقناع أحدا وذلك عندما سعى لتحدي المواقف الأميركية بشأن تخصيب اليورانيوم بصورة مباشرة في خطابه الاخير: 'القول «لن نسمح لإيران بالتخصيب» هو خطأ كبير' وأکد 'لا أحد ينتظر إذن أحد. الجمهورية الإسلامية لديها سياستها الخاصة، طريقتها الخاصة، وتتابع سياستها'، ولم يکلف خامنئي نفسه عناء توضيح السياسة والطريقة الخاصة التي سيواجه فيها المواقف الاميکية مع إن العالم کله يعلم بأن هذا النظام ليس يخاف بل وحتى يرتعب من الدخول في مواجهة مع الولايات المتحدة لأنه يعلم أن نهايتها لن تکون في صالحه أبدا. وبعيدا عن إظهار صورة القوة أو التحدي الحازم، فإن خطاب خامنئي في 20 مايو وعواقبه المباشرة قد كشفت عن نقاط الضعف العميقة في النظام الإيراني. وإن قرار التصعيد العلني لسياسة نووية مثيرة للجدل على حساب الاستقرار الاقتصادي للبلاد يشير إلى قيادة محاصرة بشكل متزايد أو منفصلة عن الحقائق التي يواجهها مواطنوها. إن الذعر المالي الذي أعقب ذلك هو دليل واضح على أزمة ثقة ، مما يشير إلى أن التصريحات الأيديولوجية للنظام لا تقابل بدعم شعبي، بل بالخوف من مستقبل اقتصادي مظلم بالفعل، مما يزيد من اهتزاز قبضته الواهية. والكلمة الأخيرة هي أن حقيقة البرنامج النووي للنظام الإيراني يجب أن تُسمع من المقاومة الإيرانية. قالت السيدة مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في المرحلة الانتقالية، في كلمتها في مؤتمر 'إيران الحرة 2025 – نحو جمهورية ديمقراطية' في 18 مايو/أيار بشأن البرنامج النووي للنظام الإيراني: بعد تجارب كثيرة، باتت اليوم حقائق مهمّة جلية أمام العالم، من بينها: • إن الاستبداد الديني الحاكم في إيران هو مصدر الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة؛ • هذا النظام لا يتوقف عن الإعدام والتعذيب وقمع النساء داخل إيران، لأنه إن فعل ذلك، سيسقط؛ • لا يتخلى عن برنامج تصنيع القنبلة النووية، لأنه يعتبرها من ضمانات بقائه… *عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


كواليس اليوم
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- كواليس اليوم
ينتظرون الأخذ ويتحايلون في العطاء!
محمود حكميان* کما هو حال النظام الإيراني دائما في أي مفاوضات يقوم بإجرائها بخصوص برنامجه النووي، فإنه يشدد وبصورة ملفتة للنظر على رفع العقوبات وإبداء التسهيلات معه، وهو يرى في ذلك کإظهار لحسن النية من الطرف الآخر، في وقت يحرص أشد الحرص على عدم المبادرة بأي خطوة من شأنها أن تٶثر على برنامجه النووي. الاسلوب المتبع من قبل النظام الإيراني في إجراء المفاوضات بشأن برنامجه النووي، يقوم على أساس إطالة أمدها والانتظار في ضوء ذلك في الحصول على مکاسب من الطرف الآخر، وهذا الاسلوب هو من أجل إمتصاص قوة الضغط المفروض عليه وإظهار نفسه کطرف يرى في الحوار والتفاوض الاسلوب الافضل من أجل حسم القضايا العالقة، غير إن الطرف الآخر ونقصد هنا بالولايات المتحدة، قد فهم اسلوب النظام هذا، ولذلك فإنه يحرص من جانبه على عدم تقديم أي مکسب لهذا النظام قبل أن يأخذ منه ما يريد. بهذا السياق، فإن تنديد وزارة خارجية النظام الإيراني يوم الاربعاء ال23 من أبريل الجاري، بالعقوبات الامريکية الاخيرة التي تستهدف شبکاتها النفطية، حيث قال المتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي في بيان، إن سياسة واشنطن القاضية بفرض عقوبات 'على الشعب الإيراني' تشكل 'تناقضا واضحا مع مطالبة الولايات المتحدة بالحوار والتفاوض وتشير إلى افتقار أميركا إلى النية الحسنة والجدية في هذا الصدد'، وخارجية النظام الإيراني هنا، تتناسى بأن أساس ومحور المفاوضات الجارية يقوم على أساس أن يتم حسم الملف النووي أولا ومن ثم الشروع في رفع العقوبات أو التخفيف عنها. ومن دون شك فإن النظام الذي لازال يعتمد على البترول والغاز فإن فرض أي عقوبات غير عادية بهذا الصدد، تٶثر عليه سلبا ولاسيما خلال هذه الفترة التي يواجه فيها النظام واحدا من أسوأ المراحل التي يعاني فيها من أسوأ الاوضاع على مختلف الاصعدة وبشکل خاص على الصعيد الاقتصادي، وإن إستهداف الولايات المتحدة يوم الثلاثاء 22 نيسان2025، قطبا لغاز البترول المسال الإيراني بعقوبات تندرج ضمن نطاق سياسة 'أقصى الضغوط' للرئيس دونالد ترامب وهدفها دفع صادرات النفط الإيرانية إلى الصفر. المثير للسخرية إن بقائي الذي قال في بيان نشره على منصة 'تليغرام' إن 'استمرار فرض العقوبات على مختلف القطاعات الاقتصادية في إيران يتناقض بشكل واضح مع مطالبة الولايات المتحدة بالحوار والتفاوض، ويشير إلى افتقار الولايات المتحدة إلى حسن النوايا والجدية في هذا الصدد'، لکن يبدو إن بقائي کنظامه يعتقد بأن ما کان يمارسه في الامس من خلال أسلوب إطالة أمد المفاوضات من دون تقديم تنازلات سوف ينجح کل مرة ولکن يبدو إن هذا الاسلوب قد وصل الى آخر الخط وصار غير صالح للإستعمال وإنه ومن دون أن يبادر للعطاء لا يمکن أن ينتظر في المقابل أخذ أي شئ من الطرف الآخر! *عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


كواليس اليوم
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- كواليس اليوم
ممارسة أکبر قدر من التضليل والتمويه في المفاوضات النووية
محمود حكميان* مهما بذل النظام الإيراني من جهود من أجل الإيحاء بأن المفاوضات الجارية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجه النووي، هي مفاوضات على مستوى الند للند، فإنه لن يتمکن من إقناع العالم بذلك ولاسيما وإن جلوسه هذه المرة على طاولة المفاوضات ليس کما کان يجلس في المرات السابقة بل وحتى لم يسبق له وإن کان على هکذا حال بالغ السوء. الموقف الامريکي وکما أعلنه الرئيس الامريکي دونالد ترامب، هو موقف جدي وحازم ويختلف تماما عن المواقف السابقة ولاسيما وإن المتحدثـة بإسم البيت الابيض قد أکدت بأن' الهدف النهائي للرئيس هو ضمان عدم امتلاك إيران للسلاح النووي أبدا' مشددة على أن الرئيس يؤمن بالحلول الدبلوماسية، لكنه لن يتردد في اللجوء إلى خيارات أخرى إذا فشلت المساعي السياسية، وأضافت: 'الرئيس أوضح للإيرانيين ولفريقه للأمن القومي أن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وعلى إيران أن تختار: إما الامتثال لمطالب الرئيس أو مواجهة عواقب وخيمة. إنه حازم للغاية في هذا الملف'، من هنا فإن کل ما يصدر من تصريحات ومواقف من جانب النظام الإيراني بشأن المفاوضات الجارية بسياق مختلف عما هو معلن وموضح من قبل الامريکيين فإنه ليس إلا کذب وتضليل. قبل وبعد إنعقاد المفاوضات في العاصمة العمانية مسقط، حرص النظام الإيراني على التأکيد على أمرين؛ الاول هو إن المفاوضات لن تکون بصورة مباشرة والثاني وکما أعلن إسماعيل بقائي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن أجندة المفاوضات التي أجريت مع الولايات المتحدة أمس السبت في سلطنة عمان لم تشمل سوى ملف برنامج إيران النووي ورفع العقوبات الغربية عن طهران. لکن لا يبدو إن أي من الامرين کان کذلك، إذ لم يعد النظام الإيراني في وضع يمکنه من أن يملي الشروط على الطرف الآخر کما کان الحال في المفاوضات التي سبقت التوصل للإتفاق النووي للعام 2015. خلال هذه المفاوضات تحديدا، فإن موقف ووضع النظام صعب جدا وحتى يمکن القول بأنه بالغ الحساسية والخطورة، ولاسيما بعد التغييرات الجوهرية التي طرأت على المواقف المعلنة من جانب النظام تجاه إجراء المفاوضات مع واشنطن والتي دلت على ضعف وهشاسة موقف ووضع النظام ومن إنه أمام تحد وتهديد أکبر وأقوى منه بکثير، وهذه المرة وبسبب من ظروفه وأوضاعه التي وصلت الى أسوأ ما يکون، فإنه لا يتمکن إطلاقا من أن يمارس دور المتعنت والمتشدد والمعلن لخطوط حمراء، بل إن کل المٶشرات توحي بأن الذي بوسع وفد النظام الإيراني القيام به هو التوسل من أجل تخفيف حدة المطلب الامريکية لکي يکون هناك شئ من ماء الوجه للنظام أمام الشعب الإيراني الناقم عليه أساسا بسبب من هذا البرنامج الذي لعب الدور الاکبر في إفقار وحرمان الشعب الإيراني، ولکن ولحد نهاية هذه المفاوضات ومن أجل الوضع الداخلي المتأزم، فإنه ليس أمام النظام الإيراني سوى ممارسة أکبر قدر من التضليل والتمويه في المفاوضات النووية. *عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


كواليس اليوم
١٣-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- كواليس اليوم
نظام ولاية الفقيه في مأزق: ثورة الداخل وضغوط الخارج!
محمود حكميان* يمر نظام إيران بواحدة من أكثر الفترات اضطرابًا في تاريخه. فمن جهة، تتصاعد حالة السخط الشعبي والاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد، ومن جهة أخرى، يواجه النظام عزلة دولية وإقليمية خانقة. إن السياسات القمعية الداخلية، والفساد المستشري، والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، إضافة إلى الضغوط الدولية، تهدد أركان حكم ولاية الفقيه. في هذا المقال، سنستعرض الوضع الداخلي المتأزم، والأزمات الدولية والإقليمية التي يواجهها النظام الإيراني، بالإضافة إلى التظاهرة الكبرى التي جرت في 8 مارس 2025 في واشنطن. الأزمات الداخلية: تزايد الاستياء الشعبي واتساع رقعة الاحتجاجات شهدت إيران خلال السنوات الأخيرة موجات احتجاجية واسعة ضد نظام ولاية الفقيه. هذه الاحتجاجات، التي بدأت في بادئ الأمر نتيجة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية، سرعان ما تحولت إلى حركة واسعة تطالب بإسقاط النظام الحاكم. انطلقت الشرارة الأولى في عام 2017 بمظاهرات عارمة في مختلف المدن الإيرانية، وتبعتها احتجاجات نوفمبر 2019، ثم الانتفاضة الكبرى عام 2022، والتي هزت أركان النظام. خلال هذه التظاهرات، رفع الشعب شعارات ضد النظام بأسره، وضد خامنئي شخصيًا، مندّدين بسياساته القمعية. من أبرز سمات هذه الاحتجاجات، كان الدور البارز للمرأة والشباب. فمنذ مقتل مهسا أميني في سبتمبر 2022، أصبحت النساء في طليعة الاحتجاجات، ورفعن شعار 'المرأة، الحياة، الحرية'، الذي بات رمزًا للانتفاضة الشعبية. ورغم القمع الوحشي الذي مارسه النظام، بما في ذلك الاعتقالات والتعذيب والإعدامات، لا تزال هذه الحركة تشكل تهديدًا خطيرًا لنظام إيران. إلى جانب ذلك، انضمت شرائح أخرى من المجتمع إلى موجة الغضب، بما في ذلك العمال، والمعلمون، والمتقاعدون. فقد اندلعت إضرابات عمالية في العديد من المناطق، كما شهدت البلاد اعتصامات للمعلمين وتظاهرات للمتقاعدين، مما يعكس عمق الأزمة التي يعاني منها المجتمع الإيراني. السبب الرئيسي لهذه الاحتجاجات هو تفشي الفساد، وارتفاع معدلات الفقر، والانهيار الاقتصادي، إضافة إلى القمع الأمني المستمر. العزلة الدولية والضغوط الخارجية بسبب سياساته العدائية، أصبح النظام الإيراني معزولًا دوليًا أكثر من أي وقت مضى. فبرنامج طهران النووي ودعمه للميليشيات المسلحة في المنطقة أدّيا إلى فرض عقوبات صارمة من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. كما أن تعنت النظام في المفاوضات النووية، واستمراره في تخصيب اليورانيوم، أوصله إلى طريق مسدود، مما زاد من الضغوط الدولية عليه. لقد أثرت العقوبات الاقتصادية بشكل كارثي على الاقتصاد الإيراني، حيث تسببت في انخفاض قيمة العملة الوطنية، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة، مما أدى إلى تفاقم حالة السخط الداخلي. وفي محاولة للهروب من هذه العزلة، سعى النظام إلى تعزيز علاقاته مع دول مثل روسيا والصين، إلا أن هذه الدول لم تقدم له دعمًا غير مشروط، بل تعاملت معه كأداة لخدمة مصالحها الخاصة. التوترات الإقليمية والسياسات التوسعية إن التدخل العسكري الإيراني في دول الجوار، لا سيما في سوريا والعراق ولبنان واليمن، أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة. فالدعم المالي والتسليحي الذي يقدمه النظام الإيراني لوكلائه مثل حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والميليشيات المسلحة في العراق، ساهم في إشعال النزاعات الإقليمية، وأثار قلق الدول المجاورة. وتنظر الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، إلى سياسات النظام الإيراني العدوانية باعتبارها تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة. كما أن الضربات المتكررة التي تستهدف الميليشيات التابعة للنظام في سوريا، إضافة إلى الهجمات التي يشنها الحوثيون على دول الجوار، تُعد مؤشرًا على تصاعد التوترات التي تسببها إيران في المنطقة. تظاهرة 8 مارس 2025 في واشنطن: رسالة تضامن عالمي مع الشعب الإيراني في 8 مارس 2025، نظّم الإيرانيون الأحرار وأنصار المقاومة الإيرانية في واشنطن تظاهرة ضخمة، تزامنت مع اليوم العالمي للمرأة. أقيمت هذه التظاهرة أمام مبنى الكونغرس الأمريكي، دعمًا لانتفاضة النساء والشعب الإيراني، ولفتًا لانتباه العالم إلى جرائم النظام القمعية. وردد المشاركون شعارات مناهضة لنظام ولاية الفقيه، ومؤيدة للحرية والديمقراطية في إيران، ما بعث برسالة قوية إلى المجتمع الدولي. وشهدت التظاهرة حضور شخصيات سياسية بارزة ونشطاء حقوقيين، ما يعكس الدعم الواسع للنضال الذي يخوضه الشعب الإيراني من أجل الحرية. وأكد المتظاهرون على استمرار معركتهم حتى إسقاط نظام ولاية الفقيه، ودعوا المجتمع الدولي إلى عدم الصمت أمام القمع الوحشي الذي يمارسه النظام ضد شعبه. الخاتمة إن الأوضاع المتأزمة التي يواجهها النظام الإيراني على الصعيدين الداخلي والخارجي، تُظهر عجزه عن احتواء الأزمات التي تحاصره. فمع تصاعد الاحتجاجات الشعبية، وتفشي الفساد، واستمرار العقوبات الدولية، وتزايد التوترات الإقليمية، باتت أركان نظام ولاية الفقيه مهددة بالانهيار. وفي هذا السياق، جاءت تظاهرة 8 مارس 2025 في واشنطن كرمز للتضامن العالمي مع الشعب الإيراني، ورسالة تؤكد استمرار النضال من أجل الحرية. ومع استمرار هذا الزخم الشعبي والدولي، يلوح في الأفق مستقبل أكثر ظلمة للنظام، ومستقبل أكثر إشراقًا للشعب الإيراني. *عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية


اليوم الثامن
٢٠-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- اليوم الثامن
إيران تحذر وسط تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية
محمود حكميان بينما يواجه نظام الملالي في إيران اضطرابات داخلية متفاقمة وضغوطًا دولية متزايدة، كثف المسؤولون ووسائل الإعلام الحكومية تحذيراتهم بشأن التهديدات الأجنبية، مما يشير إلى موقف دفاعي ضد التعديات الخارجية المزعومة. تعكس هذه التحذيرات، المليئة بالخطاب العدواني والتنبؤات المثيرة للقلق، مخاوف النظام المتزايدة بشأن نقاط ضعفه.أصدر مجيد خادمي، رئيس منظمة حماية الاستخبارات التابعة للحرس الثوري، تحذيرًا صارخًا في 12 فبراير: "إذا تعرضت مصالحنا الوطنية للتهديد، فسنعرض مصالحهم الوطنية للخطر في جميع أنحاء العالم". وأضاف خادمي: "نظرًا لأن ترامب يتمتع بدرجة معينة من الشفافية، فقد عبر علنًا عن الخصائص المتأصلة للأميركيين". "لذلك، وكما ذكر المرشد الأعلى، ليس لدينا أي قيود على التعامل مع العالم؛ خطنا الأحمر هو التفاوض مع الأميركيين". تصعيد القمع الداخلي في خطاب ألقاه في الحادي عشر من فبراير/شباط، حاول أحمد رضا رادان، رئيس قوات الأمن الحكومية، طمأنة قوات النظام المحبطة من خلال تذكر الصراعات الماضية وتأطيرها كدليل على قدرة النظام على الصمود. وفي إعادة النظر في أحد مخاوف النظام القديمة، ركز على عدوه اللدود، منظمة مجاهدي خلق (MEK/PMOI)، مستخدمًا المصطلح المهين "المنافقين" لتشويه سمعتهم. وقال: "أولئك الذين أطلقوا على أنفسهم اسم المجاهدين كانوا في الواقع أكثر نفاقًا من المنافقين"، مدعيًا أن قوات الأمن المبكرة للنظام "اقتلعت عين الفتنة" وسحقت المعارضة بشكل منهجي. وفي محاولة لغرس العزيمة، حذر من أن "الفتنة والاضطرابات والشك والتردد - من أي نوع - هي أشواك على طول الطريق"، وحث قوات الأمن على البقاء يقظة وملتزمة. وفي الوقت نفسه، عزز محمد عبادي زاده، ممثل المرشد الأعلى خامنئي في بندر عباس، شعور النظام بالتهديدات الوشيكة: "كل عام، نقول إن هذا العام مهم، لكن هذا العام مهم للغاية. لقد كان العدو يتآمر ضدنا. نسأل الله ألا يأتي اليوم الذي ينجحون فيه في الإطاحة بالثورة الإسلامية". المواجهة النووية والضغوط الدولية بالتوازي مع هذه التحذيرات المحلية، يواجه النظام تدقيقًا دوليًا متجددًا بشأن برنامجه النووي. وذكرت صحيفة فرهيختيغان اليومية في 11 فبراير أن الدول الغربية تضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإدانة الأنشطة النووية للنظام. وزعمت الصحيفة أن "المرحلة الثانية من العملية النفسية لترامب هي دفع الوكالة نحو إصدار تقرير سلبي وإصدار قرار ضد إيران".وردًا على ذلك، تبنى المسؤولون الإيرانيون ووسائل الإعلام الحكومية نبرة أكثر عدوانية، محذرين من العواقب الوخيمة إذا استمرت الضغوط. وأشار فرهيختيجان إلى أن طهران اتخذت بالفعل خطوات لتوسيع قدراتها النووية، بما في ذلك "زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، وبدء ضخ الغاز في منشآت جديدة، وإحياء المفاعلات النووية، والحصول على القدرة على إنتاج اليورانيوم المعدني". وأكدت الصحيفة أيضًا أن "إيران تصر على أن هذه الإجراءات تندرج ضمن حقوقها القانونية، ولكن إذا استمرت الدول الغربية في إكراهها، فقد تفكر طهران حتى في الخروج من معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية". وتتعزز هذه الرواية عن الضحية من خلال صحيفة شرق اليومية، التي حذرت في الحادي عشر من فبراير/شباط من "أيام صعبة قادمة". وأكدت الصحيفة أن "الطريقة الوحيدة لاجتياز هذا الممر الضيق هي من خلال تلبية المطالب المشروعة للشعب، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، واعتماد الحكم الرشيد وسيادة القانون". اليأس الاقتصادي ومعضلة مجموعة العمل المالي في ظل الظروف الاقتصادية المتدهورة، حذر الدبلوماسي الإيراني السابق أبو الفضل زهرهواند من انضمام النظام إلى مجموعة العمل المالي، وربط ذلك بمزيد من الانهيار الاقتصادي. وفي مقابلة بثت على التلفزيون الحكومي، أعلن زهرهواند: "إذا وقعنا عليها، فستكون بداية لمشاكلنا. يجب أن نتخلى عن مجموعة العمل المالي تمامًا؛ سيكون الاتفاق النووي الثاني خطيرًا بالنسبة لنا". كما تعمل الأزمة الاقتصادية الداخلية في إيران على تغذية مخاوف أوسع نطاقًا. وأفادت صحيفة أرمان ملي في الحادي عشر من فبراير/شباط أنه "إذا استمرت المشاكل الاقتصادية بهذه الوتيرة، فستتبعها عواقب اجتماعية". وحذر المحلل السياسي ماجد أبهري: "إن سوق النقد الأجنبي والذهب ملتهبة. وإذا لم يتصرف صناع القرار بحكمة، فإن الوضع سوف يتدهور أكثر". كما دقّت صحيفة فرهيختيجان ناقوس الخطر في الثاني عشر من فبراير/شباط بشأن ما وصفته بفشل طهران في تكييف استراتيجيتها الدبلوماسية مع الحقائق المتطورة في سوريا. وحذرت الصحيفة من أن "سقوط حكومة الأسد في سوريا يمثل انتكاسة كبيرة"، مؤكدة أنه بدون اتخاذ إجراءات حاسمة، تخاطر طهران بالتهميش من تشكيل مستقبل المنطقة. وأعرب المقال عن أسفه لاعتماد النظام على "الدبلوماسية المبتذلة" وحث صناع السياسات على وضع استراتيجية ملموسة لاستعادة النفوذ المفقود. كما لاحظ أن أسابيع مرت منذ التحول السياسي في سوريا، ومع ذلك تظل طهران "تنتظر لترى كيف تتصرف السلطات الجديدة"، وهو الموقف الذي انتقدته باعتباره سلبيا وخطيرا. وحذرت الصحيفة من أنه إذا استمر هذا الجمود، فإن إيران "ستجد نفسها خارج قائمة اللاعبين المؤثرين في سوريا"، مما يعني فعليا فقدان موطئ القدم الاستراتيجي الذي اعتبرته ذات يوم لا غنى عنه. النظام يتراجع مع تفاقم عدم الاستقرار الاقتصادي، والصراعات الداخلية، والعزلة الدولية، تبنت القيادة الإيرانية موقفاً عدوانياً بشكل متزايد. وتشير التحذيرات المتكررة من جانب المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام إلى أن النظام محاصر، سواء من الداخل أو الخارج. وفي حين قد يخدم خطاب التحدي كاستراتيجية قصيرة الأجل لحشد المؤيدين، فإن الواقع يظل أن إيران تكافح للحفاظ على قبضتها وسط ضغوط متزايدة. وسواء من خلال الأزمات الاقتصادية، أو الصراعات السياسية، أو العزلة الخارجية، فإن الشقوق في أساس النظام تستمر في الاتساع. شروط التعليقات - جميع التعليقات تخضع للتدقيق. - الرجاء عدم إرسال التعليق أكثر من مرة كي لا يعتبر سبام - الرجاء معاملة الآخرين باحترام. - التعليقات التي تحوي تحريضاً على الطوائف ، الاديان أو هجوم شخصي لن يتم نشرها