logo
#

أحدث الأخبار مع #مرادبك،

أهداها كبير أطباء الحملة الفرنسية كتابا.. حكاية نفيسة المرادية
أهداها كبير أطباء الحملة الفرنسية كتابا.. حكاية نفيسة المرادية

الدستور

time١٣-٠٢-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الدستور

أهداها كبير أطباء الحملة الفرنسية كتابا.. حكاية نفيسة المرادية

مجلس نفيسة المرادية، واحد من أبرز الصالونات الثقافية والفنية، التي شهدتها القاهرة في نهايات القرن التاسع عشر، وهو ما يرصده الباحث دكتور وائل إبراهيم الدسوقي، في كتابه 'سيرة الأزبكية'، والصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. ويشير الدسوقي إلى أنه: "خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، أصبحت الأزبكية مثار إعجاب الأجانب قبل المصريين، ليست فقط كمتنزه ترفيهي، ولكن مركز ثقافيا شاملا. فبخلاف العروض المسرحية والموسيقية. كان جمال الدين الأفغاني يلقي خطبه هناك، وكانت تقام بحديقتها العديد من الاحتفالات الرسمية والشعبية الكبري للأجانب والمصريين. ويعرج 'الدسوقي' بالحديث إلى المجالس والصالونات الأدبية والثقافية، مشيرا إلى أن: 'الباحث عيسى فتوح في محاضرة ألقاها في مكتبة الأسد الوطنية، أكد أن المرأة العربية في مختلف بلاد العرب شاركت في هذه الصالونات التي سعي إليها الشعراء والأدباء ورجال الفكر، وكانت بذلك سباقة إلي تأسيسها، فقد كان هناك صالون نسائي في مكة يتردد إليه الشعراء، لإنشاد ما كانوا ينظمونه من الشعر، كما كثرت الصالونات الأدبية في العصر الأموي، كصالون 'سكينة بنت الحسين" في الحجاز، وصالون عائشة بنت طلحة وصالون 'جميلة' وغيرهن. وكانت المرأة في هذه الصالونات تجالس الرجال وتناقشهم في القضايا الفكرية والأدبية دون أن تتخلى عن عفتها ورصانتها ووقارها، كذلك كانت المرأة في مصر والعراق والأندلس إبان القرن الـ15 الميلادي، تدخل مجالس الأدب وتناظر الأدباء ويناظرونها. مجلس نفيسة المرادية وعن بدايات ظهور النساء كمؤسسات للمجالس والصالونات الأدبية يلفت 'الدسوقي' إلى: في نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، ظهر صالون أدبي مرموق كان يعقد بصفة دورية في بيت السيدة 'نفيسة خاتون' أو نفيسة المرادية نسبة إلى زوجها مراد بك، في درب عبد الحق بالأزبكية، وكان بمثابة صالون اجتماعي وثقافي من الطراز العصري، مع الفارق بين البيئة والظروف الاجتماعية ومجالات الفكر والثقافة في السنوات الأخيرة من القرن الثامن عشر وما تلاه في الصالونات الأدبية التي أسسها أرباب الفكر من النساء في النصف الثاني من القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين. ويوضح 'الدسوقي': وقبل أن تعرف الصالونات بهذا الاسم، كان هذا التجمع الأدبي الاجتماعي الأول في قصر ملكة غير متوجة، زوجة أقوي رجلين عرفتهما مصر في السنوات الأخيرة للقرن الثامن عشر، 'علي بك الكبير'، ومن بعده 'مراد بك'، في ميدان الأزبكية، وقد كانت نفيسة المرادية على جانب كبير من التثقيف والتهذيب، أتقنت العربية قراءة وكتابة، واطلعت على أمهات الكتب الأدبية والعلمية ودرستها دراسة واعية، فارتقت مداركها واكتسبت احترام العلماء والبكوات المماليك الذين كان بيدهم الحل والعقد. وقد كان العلماء والشيوخ ورجال السياسة والحكم يجتمعون في قصرها لدراسة شئون البلاد والظروف السياسية القائمة، لا سيما في أثناء الحملة الفرنسية على مصر، حيث ساد البلاد نشاط وطني ثوري يستهدف الغزاة ومقاومتهم. ويستطرد 'الدسوقي' عن مجلس نفيسة المرادية: 'وقد ذكر الفرنسيون أن نفيسة المرادية، أقامت يوما مأدبة فخمة في قصرها، ودعت إليها قادة فرنسا، لحثهم على تخفيف المظالم عن الأهالي، وبعد أن ناقشوا كافة أمور البلاد أرسلت معهم خاتما ثمينا مرصعا بالجواهر هدية منها إلى 'أوجين بوهارنيه" ابن زوجة 'جوزفين'، زوجة نابليون بونابرت، فظهرت السيدة نفيسة المرادية وكأنها سيدة مجتمع من الطراز الممتاز، وكان لا بد لها من الإلهام بعادات وأساليب اجتماعية معينة، حتي تستطيع تقديم مثل هذه المأدبة لعدد كبير من الفرنسيين الذين لهم ثقافة خاصة وعادات محددة في مثل هذه المناسبات.كذلك كان أمراء المماليك يجتمعون في قصرها، حتي أصبحت ذات منزلة كبيرة في نفوسهم. ويخلص 'الدسوقي' إلى أن نفيسة المرادية: ولأول مرة في تاريخ مصر الحديث، يجتمع الحكام وقادة الرأي والعلماء في قصر امرأة، ويتحدثون في أمور جادة على مستوى متميز، ولقد أهداها كبير أطباء الحملة الفرنسية الدكتور 'دي جنت' في أحد الاجتماعات خمسين نسخة من كتاب ألفه باللغة العربية عن مرض الجدري، مما يدل احترام وتقدير وتكريم لشخصية نفيسة المرادية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store