أحدث الأخبار مع #مسلمبنأحمدالعوائد


وهج الخليج
١٨-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- وهج الخليج
الهشاشة الاجتماعية
بقلم: مسلم بن أحمد العوائد الهشاشة، تعني حالة من الضعف الشامل في جوانب متعددة من حياة الفرد، نفسية، وصحية، واقتصادية،و ثقافية وامنية، وغيرها، وعندما تتغلغل هذه الهشاشة في المجتمع، فإن تداعياتها تؤدي الى تفكك النسيج الاجتماعي، فتظهر العصبيات، وتسوء العلاقات والشك بين المجتمع والسلطات، و يبرز الطغاة من الرويبضات، حينها ينقسم المجتمع الى فئات منها: فئة الأقوياء: الذين يُمنحون الفرص الاقتصادية والمناصب الرسمية المهمة والخاصة، ويتمتعون بالحماية الأمنية والحصانة القانونية. وفئة التابعين: الذين يقبلون بأن يكونوا تبعًا للأقوياء، وغايتهم إرضاء 'الكبار' لتحقيق مصالح شخصية ضيقة. وفئة المطبلين: الذين يتولون مهمة التبرير والدفاع عن الأقوياء. وفئة التنكيل، الذين يتولون التنكيل بخصوم المطبلين وأسيادهم. ثم فئة الحائرين: الذين اصابهم الصم من التطبيل والبكم من التنكيل. هذا قبل.. اما بعد.. المجتمعات هي الشعوب، والشعوب هي الأوطان. فماذا لو أصيب مجتمع ما، في وطن ما، بفيروس الهشاشة الاجتماعية؟ وكيف سيكون ترتيبه بين الدول في لوائح النمو والازدهار والتنمية المستدامة؟الإجابة واضحة: لن يكون له مكان في محافل النجاح، حتى لو تغنى المطبلون بتاريخ يمتد آلاف السنين، وهتفوا وكتبوا تقارير اعلامية مزخرفة ومؤشرات لامثيل لها في العالم. فالهشاشة تَجِّبُ ما قبلها. ولكن كيف تصاب المجتمعات بالهشاشة؟ اجمع الخبراء على أن الفساد، وخاصة القانوني، من أبرز أسباب الهشاشة الاجتماعية. فالقانون مثلا لا يُطبق على القوي الذي يأخذ ولا يعطي، بل ويمنحهم الحصانة التامة، وكذلك الفقر الناتج عن جشع الأقوياء، والعنصرية أو المذهبية الحارقة، التي تنخر في الجسد الاجتماعي، حتى لا تبقي به لحما او عظما، وكذلك الازدواجية في التعامل مع مكونات المجتمع المختلفة. حيث يُحاسَب بعض الأفراد أو الجماعات حساباً عسيراً على أفعال قانونية أو حتى بسيطة، بينما يُغضّ الطرف عن مخالفات واضحة وصريحة يرتكبها آخرون، لا لشيء إلا لانتمائهم لمكون قريب من فئة الاقوياء. مع العلم ان هذه الازدواجية والتناقضات واضحة للصغير والكبير والقريب والبعيد، في الفضاء الرقمي، هذا الغبن في التعامل يقوّض ثقة المكونات الاجتماعية بمؤسسات الدولة، و يعمّق من هشاشة المجتمع. اخيرا… الخطط والإستراتيجيات الوطنية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والصحية والتقنية وغيرها. لكن، مهما بلغت من اتقان مهني وفني ومالي واداري، فإنها تظل حبرًا على ورق، إذا استشرى الفساد، حيث يعتبر الخبراء أن انتشار ثقافة الفساد يُعتبر مؤشرًا حتميًا على انتهاء مرحلة وبداية مرحلة. ختامًا… علاج الهشاشة الاجتماعية؛ يبدأ بقرارات حازمة من السلطات العليا، و اهمها اختيار قيادات مؤهلة ونزيهة تمتلك عقيدة راسخة لا تتزعزع أمام المال أو المنصب أو التهديد أو الاتهامات الملفقة. وفي ذات الوقت، ازالة اسباب الفساد، ومن ذلك؛ محاسبة الفاسدين واعوانهم على رؤوس الاشهاد، هذا العلاج السريع، اما العلاج الطويل الأمد: تشكيل لجان عامة وسرية لمتابعة تطبيق الاستراتيجيات الوطنية، والأداء الفعلي للمسؤولين الكبار والصغار، وفتح الابواب المغلقة. غير أن الحصن الحصين هو نزاهة القضاء. فمتى ما كان القضاء عادلاً ومستقلاً، تراجعت آثار الهشاشة وتماسَك المجتمع من جديد. وقد عبّر عن هذه الحقيقة الزعيمان تشرشل وديغول عقب الحرب العالمية الثانية بقولهم: 'إذا كان القضاء بخير، فالبلاد بخير.' ذلك أن العدل هو أساس الاستقرار، وهو صمّام الأمان في وجه الفوضى والتفكك. فعلى كل رجل رشيد يخاف على دينه ووطنه ومجتمعه وتاريخه أن يتحمل مسؤوليته في الوقاية من الهشاشة الاجتماعية، وإذا ظهرت بوادرها، فيجب الإسراع باجتثاث الفساد وأهله دون تأخير، فالتأجيل يُغلغل الهشاشة في الجسد الاجتماعي، وتبدأ اعصابه بالضمور التدريجي حتى يصبح عاجزا تماما.


وهج الخليج
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- وهج الخليج
الولاء والانتماء
بقلم: مسلم بن أحمد العوائد إن عقيدة عدم الخروج على وليّ الأمر، التي يتمسك بها أصحابها رغم ما يواجهونه من تضييق وتعذيب وتخوين واتهامات مغرضة، إنما هي طاعة لله تعالى، واتباع لأمر رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، والتزام شرعي نابع من القرآن الكريم، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح. تعرض العديد من أئمة الإسلام، مثل الإمام الشافعي، ومالك، وأبي حنيفة، وأحمد بن حنبل، ووكيع، وابن تيمية، وغيرهم، لأنواع مختلفة من الأذى، كالتعذيب والسجن والضرب والمنع من التدريس. بل إن بعضهم مُنع من الصلاة في المسجد، وبعضهم توفي في السجن. ورغم ذلك، ورد عنهم دعا مفاده: لو كان لأحدهم دعوة مستجابة، لجعلها في السلطان. ولهذا، لم يدعُ أي منهم إلى الخروج على ولاة الأمور الذين ظلموهم، إذ لو فعلوا ذلك، لعمّت الفوضى، وأصبح ذلك تقليدًا متبعًا إلى يوم القيامة. لكنهم، اتبعوا سنة سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، حرصًا على درء المفاسد، وحقنا للدماء، وصونًا لهيبة الشريعة الإسلامية، واستقرار المجتمع وهيبة الدولة. هذا قبل… أما بعد… نجد اليوم من أهل القرار والتسلط من يفتخر بما يسميه 'نجاحا' في قمع اهل هذه العقيدة الاسلامية السمحة، من خلال تخويفهم ومنعهم والتضييق عليهم، بل وتصنيفهم زورًا وبهتانًا، وهذا المتسلط يعلم في قرارة نفسه علم اليقين أن هؤلاء هم صمام الأمان بعد توفيق الله، ويعلم أن خضوعهم وهدوءهم ليس عن خوف أو ضعف أو جبن، وإنما طاعةً لله ورسوله، واتباعًا لمنهج سلف الأمة، وحفاظا على المجتمع والدولة. أخيرا… إن التحولات والمتغيرات التي يشهدها العالم اليوم في المجالات السياسية، والثقافية، والاجتماعية، والأمنية، والاقتصادية، والتقنيّة، تتسارع بشكل خطير ومقلق، لذلك، فإن من يحرص بصدق على أمن دولته واستقرارها، ينبغي عليه أن يفي بالبيعة الشرعية التي في عنقه، و يقف بحزم وحيادية ضد كل فاسد او متعصب، او متجاهل للأنظمة والقوانين، وكذلك ضد من يفتي بجواز الخروج على ولاة الأمر والوطن. وفي الوقت ذاته، لا بد من إنصاف العقيدة السليمة التي تحفظ هيبة الوطن، وتعزز تلاحم المجتمع والدولة، وتصون مقدرات الوطن ومكتسباته وسمعته، وذلك من خلال تمكين حَمَلة هذه العقيدة من أداء دورهم في الوعظ والإرشاد، والحلقات العلمية، والمحاضرات التوعوية في مختلف العلوم و التحول الرقمي، وخاصة في المساجد و محاضن التربية الاخرى. ختامًا… في عصر 'المواطن الرقمي'، لم يعد مقبولًا من أي مسؤول أو مصلح تجاهل التحول الرقمي المتسارع وقوته الناعمة التي تتعاظم يومًا بعد يوم. فمن لم يستوعب سرعة هذا التحول، ويعمل بالمثل، فلن ينفعه اجترار الماضي والتقارير المزخرفة المحلية والعالمية، بل سيدخل في قائمة الأمّية الرقمية، بينما سيتصدر 'المواطن الرقمي' المشهد، إن الفجوة الرقمية بين صانعي القرار والمواطن الرقمي، الذي يستمد معلوماته ويتأثر بما يسمى 'مشاهير التواصل الاجتماعي' من مختلف أنحاء العالم، تُشكل خطرًا على النسيج الاجتماعي والأمن الوطني. فالمعرفة، وخاصة الرقمية، باتت اليوم تمثل القوة الحقيقية ومقياس التقدم، بينما يُعد الجهل بها أو تجاهلها دليلاً على التخلف والفساد، وبابًا مفتوحًا لما يُعرف بالفوضى الخلاقة.'


وهج الخليج
٠٧-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- وهج الخليج
قوة الدول
بقلم : مسلم بن أحمد العوائد قوة الأمم والدول تستمد قوتها من قوة شعوبها، وهذه القوة تبدأ بوعي المجتمع بمفهوم الدولة من خلال عقيدة سليمة خالية من شوائب التعصب الطائفي و المناطقي و الحزبي، وكذلك قوة النظم القضائية والرقابية الفاعلة في مكافحة الفساد والفاسدين، وفي تمكين سياسات تعليمية تتطور مع التطورات التقنية والعلوم الانسانية والفضاء، فالتعليم الحقيقي ينطلق من تربية سليمة، وهذه التربية تتحقق عبر استغلال مختلف محاضن التربية، مثل الأسرة، والمدرسة، والأندية، والمجالس الأهلية وتفعيل دور المسجد والسماح للائمة القيام بدروس ومحاضرات اسبوعية او يومية كل حسب قدراته العلمية. إضافةً إلى ذلك، فإن تعزيز الاقتصاد الوطني يمثل ركيزة أساسية في قوة الدول، وذلك من خلال إنشاء المصانع، وخاصة في قطاع الأمن الغذائي والصناعي والسياحي والتجاري، وقبل ذلك تسهيل الإجراءات الإدارية والمالية والاستثمارية، ودعم الباحثين عن العمل بتوفير فرص وظيفية متنوعة. يُعدّ حجر الأساس في بناء شعوب ودول قوية. هذا قبل… أما بعد… شهد العالم الرأسمالي في عام 1929 أزمة اقتصادية حادة استمرت حتى منتصف الثلاثينيات، عُرفت باسم أزمة 'الكساد الكبير'، وكانت الولايات المتحدة من أكثر الدول تضرراً، حيث انهارت أسواق المال، وأفلست معظم البنوك والشركات الكبرى، وارتفعت معدلات البطالة بشكل غير مسبوق. حينها أطلق الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت سياسة 'العهد الجديد'، اساسها ضخ الأموال في الأسواق، وتقديم الإعانات للباحثين عن العمل، ودعم المصانع، وإنقاذ بعض البنوك، وتعزيز القطاع الزراعي. وبفضل هذه السياسة الجريئة، تعافت الولايات المتحدة بسرعة، وأصبحت اليوم من اقوى اقطاب العالم في كل المجالات. يُستفاد من هذه الأزمة أن القوة الاقتصادية، من أهم ركائز قوة الشعوب والدول، وأن أي أزمة اقتصادية إذا لم تُعالَج في مهدها، فقد تؤدي إلى انهيارات كارثية، كما حدث في الكساد الكبير. أخيرًا… أوصى الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه خليفته بقوله: '…ولا تجعل المال دُولةً بين الأغنياء منهم، ولا تُغلق بابك دونهم، فيأكل قويُّهم ضعيفهم.'. إن غلق الأبواب أمام المحتاجين والمظلومين، وحصر الثروات في أيدي فئة محددة، يؤدي بلاشك إلى ازمات مختلفة، وخاصة الإقتصادية منها والإجتماعية والسياسية والأمنية، قد تصل إلى مستوى خطير يهدد استقرار قوة الشعوب و الدول. ختامًا… لقد أنقذت سياسة 'العهد الجديد' للرئيس روزفلت الاقتصاد الأمريكي من الانهيار، وأعادت التوازن بين الدولة والشعب، عبر ضخ الأموال في الأسواق، ودعم الشركات الواعدة، وإنقاذ البنوك، وقبل ذلك دعم الباحثين عن العمل، ومحاسبة الفاسدين مباشرة ودون تسويف او مجاملة. عند الأزمات، تتجلى معادن الرجال الأوفياء، الأقوياء الأمناء، الذين يغلقون أبواب الفتن، ويفتحون قلوبهم وأبوابهم للمحتاجين والمظلومين، لأن عقيدتهم مستمدة من القيم الاسلاميةالسمحة، هؤلاء تقوى بهم الشعوب والدول، وفي المقابل، يفرّ الضعفاء والجبناء، أصحاب الأموال الفاسدة، ومناصب الابراج العاجية، لأن عقيدتهم وولاءهم للمصالح الشخصية فقط، هؤلاء تضعف بهم قوة الشعوب والدول بل وتنهار.