أحدث الأخبار مع #معهدستوكهولمالدوليلبحوثالسلام


الديار
٠٩-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- الديار
الذكاء الإصطناعي في ميادين القتال... حين تتولّى "الخوارزميات" زمام الأمور
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب في عالم تتسارع فيه وتيرة التطور التكنولوجي، لم تعد الحروب تُخاض فقط بالسلاح والعتاد، بل دخل الذكاء الاصطناعي على الخط، ليصبح عنصرا حاسما في اتخاذ القرارات العسكرية. من تحليل البيانات إلى توجيه الضربات، أصبحت الخوارزميات تلعب دورا متزايد الأهمية في ساحات المعارك الحديثة. من العقول البشرية الى العقول الاصطناعية لطالما اعتمدت الجيوش على القادة ذوي الخبرة، لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. لكن مع تطور الذكاء الاصطناعي، بدأت الأنظمة الذكية تأخذ مكانها في غرف العمليات. ووفقًا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولي (CSIS)، يُستخدم الذكاء الاصطناعي في تحليل الصور الجوية، ورصد الأنشطة المشبوهة، والتنبؤ بمواقع الهجمات المحتملة. كما أن الطائرات المسيّرة أصبحت تعتمد على أنظمة رؤية حاسوبية متقدمة، لتحديد الأهداف وضربها بدقة، دون تدخل بشري مباشر. الذكاء الاصطناعي في الحروب الحديثة لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة مساعدة، بل أصبح عنصرا أساسيا في العمليات العسكرية. يُستخدم في تطوير أنظمة دفاعية قادرة على رصد التهديدات السيبرانية في الوقت الفعلي، مما يعزز أمن البنية التحتية العسكرية ضد الهجمات الإلكترونية. فوفقًا لمجلة MIT Technology Review، يلعب الذكاء الاصطناعي دورا أساسيا في الحروب السيبرانية، حيث يتم استخدامه لكشف الاختراقات الإلكترونية والتصدي لها، قبل أن تتسبب بأضرار جسيمة. مقارنة بين الحروب التقليدية والحروب المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الحروب التقليدية، كان التخطيط العسكري يعتمد على تجربة القادة والقدرة على تحليل المواقف بسرعة. لكن مع تطور الذكاء الاصطناعي تغيرت هذه المعادلة. فقد أشار تقرير صادر عن Rand Corporationالى أنه يمكن للذكاء الاصطناعي التنبؤ بتحركات العدو بشكل أكثر دقة من البشر، مما يمنح الجيوش ميزة استباقية غير مسبوقة. كما أن الأنظمة المستقلة مثل الطائرات بدون طيار والأسلحة الذاتية وأنظمة الدفاع الذكي، يمكنها معالجة التهديدات في أجزاء من الثانية دون تدخل بشري. رغم المزايا الكبيرة للذكاء الاصطناعي في العمليات العسكرية، فإنه يثير العديد من المخاوف والتحديات. تعتمد الأنظمة الذكية على الخوارزميات والبيانات في اتخاذ القرار، مما يثير أسئلة حول دقتها وخطر الأخطاء المميتة. فقد أشار تقرير صادر عن معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI)، الى أنه هناك خطر فقدان السيطرة على الأنظمة المستقلة، حيث يمكن أن تتخذ قرارات عسكرية دون تدخل بشري، مما قد يؤدي إلى تصعيد غير متوقع للنزاعات. السباق نحو التسلح الذكي تشهد الدول الكبرى سباقا لتطوير الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري. في عام 2018، أطلقت وزارة الدفاع الأميركية مركز الذكاء الاصطناعي المشترك (JAIC)لاستكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي في ساحة القتال. وفي عام 2023 طلبت وزارة الدفاع الأميركية ميزانية قدرها 1.8 مليار دولار لتطوير الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى 1.4 مليار دولار لتطوير الأسلحة المستقلة وشبه المستقلة. من جانبها، تسعى الصين لأن تصبح رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، بينما يرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن من سيتفوق في الذكاء الاصطناعي سوف يحكم العالم. الأسلحة شبه ذاتية القيادة لا يهدف تطوير الذكاء الاصطناعي للاستخدامات العسكرية إلى إنتاج أسلحة ذاتية القيادة تماما، بل لإنتاج أسلحة شبه ذاتية القيادة، والتي تُعرف أيضا باسم الأسلحة ذاتية القيادة الخاضعة للإشراف البشري. فهذه الأسلحة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتم تصميمها للطيران أو السير أو الغوص أو جمع المعلومات أو مهاجمة أهداف العدو، لكنها خاضعة لإشراف البشر. أبرز مثال على هذه الأسلحة هي الطائرات المسيَّرة الأميركية المستخدمة في الحروب، حيث يتم إطلاقها وتوجيهها من قِبل طيارين بشر عن بُعد، لكنها مدعومة بكاميرات وأجهزة استشعار ورصد تجمع المعلومات، وتحللها بواسطة الذكاء الاصطناعي. الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية لم تعد الحروب محصورة في أرض المعركة فقط، بل هناك حروب افتراضية تجري في الفضاء السيبراني. فالذكاء الاصطناعي يؤدي دورا كبيرا في الحرب السيبرانية، حيث يمكن استخدامه لتنفيذ هجمات أكثر فاعلية، كما سيتم استخدامه للحماية من الهجمات السيبرانية. فقد ذكرت مجلة MIT Technology Review، أنه يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتنفيذ هجمات سيبرانية، لجمع المعلومات عن العدو أو استهداف بنيته التحتية. رغم الفوائد العديدة للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، يثير استخدامه العديد من التحديات الأخلاقية. من أبرز هذه التحديات: - المساءلة: من يتحمل المسؤولية في حال ارتكاب خطأ مميت؟ هل هو مصمم النظام، المستخدم أم النظام نفسه؟ - التحكم في الأسلحة الذكية: قد يتسبب الاعتماد على الأنظمة الذاتية في أن تصبح الأسلحة الذكية سلاحا خارج نطاق السيطرة. - التلاعب بالبيانات والمعلومات: يعتمد الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على البيانات التي يتم تزويده بها، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة في حال تم التلاعب بالبيانات. - التأثير على التوازن العسكري العالمي: يمكن أن يؤدي تطوير أسلحة متقدمة مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى سباق تسلح عالمي جديد. - الاستقلالية والتقدير الشخصي: إلى أي مدى يمكن الوثوق في أنظمة الذكاء الاصطناعي، التي يمكنها اتخاذ قرارات ذات طابع أخلاقي؟ ولمعالجة هذه التحديات، اقترح الخبراء تطوير قوانين دولية لتنظيم الأسلحة الذكية، وتعزيز الشفافية والمساءلة، وتطوير تقنيات لضمان الالتزام بالقيم الإنسانية، وتعزيز التعليم والتدريب في مجال الأخلاقيات العسكرية، والحد من الحروب المعلوماتية. ختاما، ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن يتوسع دوره في الحروب المستقبلية. ورغم أنه يوفر إمكانية الحد من الخسائر البشرية وزيادة الفعالية العسكرية، فإنه يقدم أيضا مخاطر ومعضلات أخلاقية جديدة. فسيكون تحقيق التوازن بين المزايا الاستراتيجية للذكاء الاصطناعي والتطوير والاستخدام المسؤول، أمرا بالغ الأهمية في تشكيل مستقبل الأمن العالمي وحل النزاعات.


يورو نيوز
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- أعمال
- يورو نيوز
الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة
اعلان وبحسب البيانات الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، قامت جميع الدول الخمس عشرة الأكثر إنفاقًا على الدفاع بزيادة موازناتها العسكرية خلال عام 2024 مقارنة بعام 2023، مع تسجيل معدلات نمو سريعة وملحوظة في كلٍّ من أوروبا والشرق الأوسط. وتضم هذه الدول كلاً من الولايات المتحدة والصين وروسيا، إلى جانب ألمانيا والهند والمملكة المتحدة. كما تشمل القائمة السعودية، وأوكرانيا، وفرنسا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وإسرائيل، وبولندا، وإيطاليا، وأستراليا، وهي الدول التي استحوذت مجتمعة على الجزء الأكبر من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي خلال العام. وفي هذا السياق، أنفقت الدول الخمس الكبرى، وهي الولايات المتحدة، الصين، روسيا، ألمانيا، والهند، ما مجموعه 1.635 تريليون دولار أمريكي (1.437 تريليون يورو)، أي ما يعادل نحو 60% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي. وعلاوة على ذلك، أظهرت الدراسة أن الإنفاق العسكري العالمي، بعد احتساب التضخم والتغيرات في الأسعار، سجل ارتفاعًا بنسبة 9.4% على أساس سنوي، ليصل إلى 2.718 تريليون دولار (2.389 تريليون يورو). وفي مؤشر إضافي على تفاقم النزاعات العالمية، ارتفع ما يُعرف بـالعبء العسكري العالمي، وهو نسبة الإنفاق العسكري من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، إلى 2.5%، ما يعكس تزايد اعتماد الدول على الحلول العسكرية في مواجهة التحديات الأمنية المتصاعدة. ارتفعت النفقات العسكرية العالمية بنسبة 9.4٪ بالقيمة الحقيقية لتصل إلى 2718 مليار دولار في عام 2024، وهو أعلى إجمالي عالمي تم تسجيله على الإطلاق الإنفاق العسكري في أوروبا يقود الزيادة العالمية ومنذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا عام 2022، أصبحت الحرب محركًا رئيسيًا لزيادة الإنفاق العسكري في جميع أنحاء القارة الأوروبية. ووفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، زادت جميع الدول الأوروبية، باستثناء مالطا، من إنفاقها العسكري في عام 2024. وقد سجلت ألمانيا رقمًا قياسيًا بإنفاقها 88.5 مليار دولار (77.89 مليار يورو) على جيشها، مما يجعلها أكبر منفق في أوروبا الوسطى والغربية. في الوقت نفسه، نما الإنفاق العسكري في بولندا بنسبة 31% ليصل إلى 38 مليار دولار (33.4 مليار يورو) في العام الماضي، وهو ما يعادل 4.2% من ناتجها المحلي الإجمالي. أما أوكرانيا، فقد زاد إنفاقها العسكري بنسبة 2.9% في عام 2024، ليصل إلى 64.7 مليار دولار (56.8 مليار يورو)، وهو ما يمثل 43% من إنفاق روسيا، ويُعد أعلى عبء عسكري نسبي بين جميع الدول في العام الماضي. وأدرجت دراسة معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام الإنفاق العسكري الروسي ضمن إجمالي الإنفاق الأوروبي، حيث بلغ إنفاق موسكو نحو 149 مليار دولار، ليُضاف إلى المجموع الأوروبي الكلي الذي وصل إلى 693 مليار دولار. ماذا ينتظرنا في عام 2025؟ وفي موازاة هذا التصاعد، سجّل برنامج أوبسالا لبيانات النزاعات (UCDP) في عام 2023 رقمًا قياسيًا بوقوع 59 نزاعًا مسلحًا بين الدول، وهو أعلى عدد يتم تسجيله منذ بدء جمع البيانات في عام 1946، ما يعكس اتجاهًا تصاعديًا يبدو مرشحًا للاستمرار خلال العام الحالي. وفي هذا السياق، يوضح الباحث في برنامج معهد ستوكهولم الدولي، شياو ليانغ، أن "التركيز المتزايد من قبل الحكومات على تعزيز الأمن العسكري، غالبًا على حساب قطاعات حيوية أخرى في الميزانية ، قد يؤدي إلى آثار اقتصادية واجتماعية بعيدة المدى على المجتمعات". Related فرنسا تبحث عن تمويل للدفاع.. هل يدفع الأثرياء الفاتورة؟ اتفاق تاريخي في ألمانيا حول الديون لبدء تمويل الإنفاق الدفاعي بروكسل تطرح استراتيجيتها الدفاعية التي طال انتظارها.. ولكن من أين سيأتي التمويل؟ وفي مارس/آذار الماضي، كشفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن خطة "إعادة إعمار أوروبا"، مشيرة إلى احتمال حشد الدول الأعضاء ما يصل إلى 800 مليار يورو لدعم قفزة كبيرة في الإنفاق الدفاعي. أما لورنزو سكارازاتو، الباحث في المعهد ذاته، فقد أشار إلى أن "السياسات الدفاعية الأخيرة المعتمدة في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية الأخرى توحي بأن القارة دخلت مرحلة جديدة من الإنفاق العسكري المرتفع والمستمر، والذي من المرجح أن يتواصل في المستقبل القريب".