أحدث الأخبار مع #معهدهدسون


العين الإخبارية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
الجيش الأمريكي يستعد لهجوم صاروخي مفترض في المحيط الهادئ
تم تحديثه الإثنين 2025/5/12 03:59 م بتوقيت أبوظبي يكثف الجيش الأمريكي تركيزه على مواجهة سيناريو توجيه ضربة صاروخية مفترضة من الصين. وأجرت قاعدة كادينا الجوية، وهي مركز عسكري أمريكي في غرب المحيط الهادئ، سلسلة من التدريبات مؤخرًا استعدادًا لهجوم صاروخي بعيد المدى مفترض من الصين. وتقع قاعدة كادينا الجوية في جزيرة أوكيناوا في المياه الجنوبية الغربية لليابان، وهي أقرب قاعدة جوية أمريكية إلى تايوان، بمسافة 370 ميلًا وذلك وفقا لما ذكرته مجلة "نيوزويك" الأمريكية. ورفعت الصين مخزونها من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى من 1000 إلى 1300 صاروخ حسبما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون). وهذه الصواريخ قادرة على ضرب أهداف على بُعد يصل إلى 1864 ميلًا، الأمر الذي يضع القواعد العسكرية الأمريكية في اليابان ضمن نطاقها. وحث معهد هدسون للأبحاث الولايات المتحدة على تحصين مطاراتها العسكرية ضمن نطاق صواريخ الصين، وذلك للحفاظ على الهيمنة الجوية خلال أي صراع محتمل قد تشن فيه بكين هجمات مفاجئة بهدف إلى تدمير الطائرات الأمريكية على الأرض. وفي الفترة من 6 إلى 9 مايو/أيار الجاري، أجرت قاعدة كادينا الجوية تدريبًا روتينيًا على الجاهزية، شاركت فيه عدة طائرات مقاتلة شبحية من طراز"إف-35 ايه" تابعة لسرب المقاتلات الاستطلاعية 355. ويهدف التدريب إلى اختبار قدرة السرب على النشر السريع للطائرات من مواقع محدودة، وممارسة نشر القوة من مواقع متعددة وفقا لمفهوم "التوظيف القتالي الرشيق" التابع لسلاح الجو الأمريكي والذي يشير إلى أن عمليات التشتيت تعقد استهداف العدو. وأُرسلت الطائرات المقاتلة من قاعدتها الرئيسية، وهي قاعدة إيلسون الجوية في ألاسكا، إلى قاعدة كادينا الجوية الشهر الماضي، لتُشكّل جزءًا من أحدث جولة من عمليات النشر الدورية للطائرات المقاتلة الأمريكية في جزيرة أوكيناوا، بهدف الحفاظ على وجود مقاتلات مستمر. وخلال التدريب صقل الفنيون العاملون في قاعدة كادينا الجوية تقنياتهم للتعافي السريع من أضرار المطار من خلال محاكاة إصلاحات المناطق المدمرة بالذخائر. وأكد الجناح الـ18 للقوات الجوية الأمريكية، وهو الوحدة المضيفة في قاعدة كادينا الجوية، أن القدرة على إجراء التعافي السريع لأضرار المطار هي أمر أساسي في ظل الدور الاستراتيجي للقاعدة كموقع انطلاق حيوي للقوات لردع الخصوم الإقليميين واستعراض القوة الجوية الأمريكية. وخلال التدريب كان هناك أيضًا تقييم لأضرار مطار قاعدة كادينا الجوية، حيث قام أفراد على الأرض وفي طائرات هليكوبتر بتمشيط المنطقة، وهو ما يُساعد في رسم صورة دقيقة للأضرار ويدعم جهود التخطيط لاستعادة عمليات المطار. وقال الجناح الـ18 للقوات الجوية الأمريكية إن "الهدف من التوظيف القتالي المرن هو تمكين الوحدات من توليد قوة جوية مستدامة في أي بيئة، مما يضيف مرونة ومهارة إلى القدرات... سيواصل الجناح تعزيز قدراته العملياتية المُحسّنة للاستجابة لسيناريوهات العالم الحقيقي باعتباره حجر الزاوية في المحيط الهادئ." aXA6IDY0LjEzNy4xOS4xOTgg جزيرة ام اند امز GB


البورصة
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- أعمال
- البورصة
كيف يستمر الدولار العالمى؟
بينما يرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن أمريكا للأمريكيين فقط، فإن الدولار الأمريكي، على النقيض من ذلك، متاح للجميع. فقد هدد ترامب عبر تغريدة على منصة 'إكس' بأن مجموعة 'بريكس' للاقتصادات الناشئة، إذا أنشأت عملة جديدة أو دعمت أية عملة أخرى لتحل محل الدولار الأمريكي القوي، فستواجه تعريفات جمركية بنسبة 100%. لكن رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين لترامب، ستيفن ميران، يختلف مع هذا الرأي. ففي كلمة ألقاها ميران، في معهد هدسون مطلع أبريل الماضي، قال إن الاستخدام العالمي للدولار 'تسبب في تشوهات دائمة بأسعار العملات وأسهم، إلى جانب الحواجز التجارية غير العادلة التي تفرضها دول أخرى، في عجز تجاري غير مستدام'. وميران ليس الاقتصادي الوحيد الذي يتبنى هذا الرأي من الفريق الداعم لشعار 'لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً' . فقد كتب مايكل بيتس، الذي لا يعمل ضمن الإدارة لكنه مؤثر فيها، مقالاً في صحيفة 'فاينانشيال تايمز' تحت عنوان: 'الولايات المتحدة ستكون أفضل حالاً دون الدولار العالمي'. فعادةً ما يؤدي الطلب العالمي على الدولار إلى رفع قيمته، حسب ما نقله موقع 'بروجكت سنديكيت'. ويعتقد ترامب، أن هذا أمر جيد، لأن الدول القوية يجب أن تملك عملات قوية. لكنه في المقابل، يحيط نفسه بمستشارين يرون أن قوة الدولار تضر بالصناعة الأمريكية وتدفع بالوظائف إلى الخارج. فمن المحق بين الطرفين؟ حين يستخدم الفلبينيون والماليزيون والسعوديون والنيجيريون والكولومبيون، والجميع بشكل عام ، الدولار في الادخار والاستثمار، فإنهم يعززون ما وصفه فاليري جيسكار ديستان، حين كان وزيراً للمالية في حكومة شارل ديجول، بـ'الامتياز الباهظ' للولايات المتحدة، وليس التكلفة الباهظة كما يرى ميران وبيتشس. تقريباً كل حكومة تصدر عملتها الخاصة لتمويل نفقاتها، ويقبل السكان المحليون تبادل الأوراق النقدية مقابل السلع والخدمات. ويسمي الاقتصاديون هذا النظام الهش بـ'السك السيادي للعملة'. لكن حين يفقد الناس ثقتهم في العملة المحلية ويحاولون التخلص منها، كما حصل في دول مثل الأرجنتين وفنزويلا والسودان وزيمبابوي، فإن أسعار السلع ترتفع بشكل جنوني. تتميز الولايات المتحدة بكونها البلد الوحيد الذي يرغب الجميع في اقتناء عملته، ما يجعلها تجني عوائد 'السك السيادي للعملة' من العالم أجمع. ويقدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي أن الأجانب يحتفظون بأكثر من تريليون دولار، أو ما يعادل 45% من إجمالي العملة المتداولة، ويُعد هذا مصدراً منخفض التكلفة لتمويل أمريكا. تخيل أمريكياً في الخارج يدفع مقابل إقامة فندقية بالدولار، وبعد عام يستخدم صاحب الفندق الأجنبي تلك الدولارات لتمويل زيارته إلى أمريكا. وإذا ارتفعت الأسعار الأمريكية خلال تلك الفترة، فهذا يعادل حصول الأمريكيين على قرض بفائدة سالبة من بقية العالم. ليس هذا هو الطريق الوحيد الذي تحصل من خلاله الولايات المتحدة على تمويل رخيص. فالسندات الأمريكية، وخصوصا أذون الخزانة التي تصدرها الحكومة الأمريكية، تُستخدم كضمان في المعاملات المالية حول العالم. ونتيجة لهذه الميزة، يقبل الأجانب شراء أذون الخزانة الأمريكية حتى وإن كان عائدها أقل من السندات الحكومية الأخرى ذات المخاطر والمُدد المماثلة، وهي الفجوة التي يصفها الاقتصاديون بـ'عوائد الراحة'. وبحلول نهاية عام 2024، كان الأجانب يمتلكون نحو 8.6 تريليون دولار من الدين الفيدرالي الأمريكي. وإذا كان استخدام أذون الخزانة كضمان يخفض سعر الفائدة عليها بنحو 0.5% مقارنة بما كانت ستبلغه في ظروف أخرى، فإن الأمريكيين يوفرون بذلك 43 مليار دولار سنوياً. وأكثر من ذلك، إذا تسببت عوائد الراحة في خفض الفائدة على تلك الأذون دون معدل النمو الاقتصادي، فإن الولايات المتحدة تستفيد من ميزة مجانية، إذ يمكنها إصدار ديون حكومية دون الحاجة إلى سدادها بالكامل مستقبلاً. وفي خطابه بمعهد هدسون، أقر ميران بأن 'الطلب على الدولار ساعد في إبقاء معدلات الاقتراض منخفضة'، لكنه تجاهل هذه الحقيقة المحورية في باقي حديثه. كما أنه لم يتطرق إلى ميزة أخرى للدولار العالمي، فعندما تواجه الولايات المتحدة أزمات، مثلما حدث بعد حرب فيتنام، أو في الأسابيع المضطربة بعد إعلان ترامب في 2 أبريل عن حرب جمركية، فإن قيمة الدولار تنخفض، وكذلك عبء الديون الدولارية المستحقة على الولايات المتحدة تجاه بقية العالم. بينما الدول الأخرى التي تقترض بعملاتها المحلية، تضطر لدفع فائدة تغطي مخاطر انخفاض قيمة تلك العملات. أما الولايات المتحدة، فلا تواجه هذا القيد. فهل تُعد مكاسب أمريكا خسارة لبقية دول العالم؟ ليس تماماً، إذ يستفيد سكان العالم من وجود أصول آمنة مقومة بالدولار للاستخدام في الادخار والاستثمار، وليس هناك اقتصاد آخر حالياً يمكنه تقديم هذه الخدمة بنفس الكفاءة. وقد تكون أوروبا البديل الأوضح، لكنها تعاني من سوق رأسمالي أكثر تفككاً مقارنة بالولايات المتحدة، خصوصاً أن الاتحاد الأوروبي (على عكس الدول الأعضاء فرادى) لم يبدأ بإصدار أدوات دين موحدة إلا مؤخراً. أما الصين، ورغم ضخامتها الاقتصادية، فإن نظامها السياسي السلطوي والقيود الواسعة على حركة رؤوس الأموال، يمنعان العالم من التهافت على الأصول المقومة بالرنمينبي. ويُعد الدولار عملة عالمية لأن السياسات الأمريكية ومؤسساتها، تاريخياً، كانت أكثر موثوقية من نظيراتها في أغلب دول العالم. وإذا كان الاقتصاديون المؤيدون لشعار 'لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً' يرون في ذلك مشكلة، فإن زعيمهم لديه الحل الجاهز، عبر فرض تعريفات جمركية تنتهك المعاهدات الدولية، والتلميح باجتياح دول حليفة مثل كندا والدنمارك (من أجل السيطرة على جرينلاند)، وتجاهل أحكام القضاء، وتهديده بالسعي لولاية ثالثة محظورة دستورياً، فإن ترامب يحول الولايات المتحدة إلى نسخة من الدول الضعيفة ذات العملات المتدهورة والتضخم المرتفع. وكان رد فعل الأسواق العالمية على تعريفات ترامب التي أطلقها في 'يوم التحرير' واضحاً، إذ تراجع الدولار بنسبة تقارب 7% مقابل اليورو، فيما ارتفع العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات بنحو نصف نقطة مئوية. كما تراجعت عملات الدول الناشئة والنامية، لأن ارتفاع الرسوم الجمركية وتباطؤ الاقتصاد العالمي يضعفان آفاق نموها. ليس من السهل وضع سياسة تضر بالجميع تقريبًا، لكن خبراء الاقتصاد المؤيدين لشعار 'لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا' نجحوا في هذا الإنجاز. إذا انهار الدولار العالمي نتيجةً لذلك، فسيكون له كثير من المعزين حول العالم.


اليمن الآن
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
حرب النفوذ.. الهند وباكستان في ميزان القوى العظمى
في قلب جنوب آسيا، تتجلى واحدة من أكثر المعادلات الجيوسياسية تعقيدا وحساسية، وهي العلاقة المتوترة بين الهند وباكستان. لم تعد هذه العلاقة تُفهم فقط من خلال النزاعات الحدودية أو الطائفية، بل أصبحت تحلل في إطار أوسع، حيث تتداخل مصالح وأولويات القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والصين. لقد تحول الصراع بين هاتين الدولتين النوويتين إلى عنصر مؤثر في لعبة النفوذ العالمي، حيث تُعتبر الهند حليفًا استراتيجيًا متزايد الأهمية للغرب، بينما تظل باكستان شريكا رئيسيا للصين في مشروعها الجيو اقتصادي. ومع كل جولة جديدة من التوتر، تبرز من جديد الأسئلة الكبرى: هل نحن أمام صدام إقليمي تقليدي، أم جزء من إعادة رسم خرائط القوة العالمية؟ الأسباب والسياقات الدولية شهدت السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات التصعيد العسكري بين الهند وباكستان، سواء على الحدود في كشمير أو من خلال العمليات الإرهابية المنسوبة إلى جماعات مسلحة مرتبطة بباكستان داخل الأراضي الهندية. "ليست هذه المرة الأولى التي تقترب فيها الهند وباكستان من شفا حرب. فقد خاض البلدان أربع حروب، ثلاث منها كانت بسبب كشمير. ومنذ عام 1989، تتعرض الهند لهجمات إرهابية كل بضع سنوات، حيث تتهم الهند باكستان والجماعات الإرهابية التي تتخذ من أراضيها مقراً لها،" تقول لموقع "الحرة" الباحثة في معهد هدسون الدكتورة أبارنا باندي. وتضيف "على الرغم من أن باكستان تصف النزاع بأنه ديني، إلا أنه في الواقع ليس كذلك، كما أنه ليس مجرد خلاف اقتصادي، بل هو صراع تاريخي وجيوسياسي يعكس العلاقات المعقدة بين البلدين". لا يمكن فهم هذه التوترات بمعزل عن التحولات الإقليمية والدولية، حيث أصبحت الهند وباكستان أكثر ارتباطًا بمحاور نفوذ أكبر تتداخل فيها مصالح واشنطن وبكين، في ظل عالم يتجه نحو تصاعد الاستقطاب الاستراتيجي. الدور الأميركي منذ بداية القرن الحادي والعشرين، عملت الولايات المتحدة على توثيق علاقاتها مع الهند، استنادًا إلى تعزيز الديمقراطيات الآسيوية، وتوسيع الشراكة في التكنولوجيا والدفاع. وقد تجلّى ذلك في: توقيع اتفاقيات تعاون دفاعي واستخباري عالية المستوى، مثل اتفاق BECA لتبادل البيانات الجغرافية العسكرية. دعم الهند في تحالف "الرباعية" (QUAD) لمواجهة النفوذ الصيني في المحيطين الهندي والهادئ. تقديم الهند كشريك موثوق في سلاسل الإمداد العالمية والتكنولوجيا المتقدمة. من ناحية أخرى، تتبنى واشنطن سياسة أكثر حذرًا تجاه باكستان، التي كانت حليفًا رئيسيًا في الحرب على الإرهاب، لكنها فقدت الكثير من الثقة بعد أزمة أفغانستان. ومع ذلك، تدرك الولايات المتحدة أهمية عدم فقدان إسلام آباد لصالح بكين، لذا تحافظ على قنوات اتصال مفتوحة معها في مجالات مثل الأمن الإقليمي ومكافحة الإرهاب. الدور الصيني الصين التي تخوض منافسة مفتوحة مع الولايات المتحدة على قيادة النظام العالمي، ترى في باكستان ركيزة أساسية في استراتيجيتها الإقليمية. ويتجسد التحالف بين بكين وإسلام آباد في: الممر الاقتصادي الصيني – الباكستاني (CPEC)، والذي يربط الصين بالمياه الدافئة عبر باكستان، ويمر عبر مناطق متنازع عليها مع الهند. دعم سياسي ودبلوماسي مستمر في المحافل الدولية، خصوصًا في ما يتعلق بقضية كشمير أو تصنيف الجماعات المسلحة. تعزيز التعاون الدفاعي والتقني، بما في ذلك تزويد باكستان بأنظمة صاروخية، ومقاتلات حديثة، وتقنيات مراقبة متقدمة. تسعى بكين عبر هذا الدعم إلى تحجيم الدور الهندي وخلق توازن ضغط على حدودها الغربية، خاصة في ظل احتدام الخلافات الحدودية بين الهند والصين في لاداخ وجبال الهيمالايا. يقول المحلل الجيوسياسي، أكشوبه غيريدهاراداس، في حديث مع "الحرة" أن "الصين بينما تتولى قيادة مشروعها، فإن مشروع الممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي (IMEC) قد اكتسب أهمية أكبر". ويابع: "من الضروري أن نفهم بوضوح أن هذا الممر يضم الهند والمملكة العربية السعودية وإسرائيل والأردن وإيطاليا والولايات المتحدة، مما يمثل إشارة إلى الصين مفادها: 'لديكم مبادرة الحزام والطريق (BRI)، ونحن أيضاً لدينا مشروع (IMEC)'. ويرى غيريدهاراداس أن المشروع الهندي هو محاولة لبناء نظام اقتصادي جديد قائم على الثقة، حيث أن مبادرة الحزام والطريق الصينية ماهي إلا 'دبلوماسية فخ الديون الصينية'. فهذه المبادرة ليست مساعدات حقيقية، بل قروض منخفضة التكلفة مع أسعار فائدة مرتفعة للغاية بالنسبة للعديد من الدول". مخاطر التوترات تتجاوز تداعيات التوتر الهندي-الباكستاني حدود الإقليم، لتصبح عاملًا مؤثرًا في إعادة تشكيل موازين القوى عالميًا. ومن أبرز أوجه هذه الأهمية هو الخطر النووي، فالهند وباكستان دولتان نوويتان، وأي خطأ في التقدير العسكري قد يقود إلى تصعيد كارثي، يهدد ليس فقط الاستقرار الإقليمي، بل الأمن الدولي بأسره. كما أن توتر الأوضاع في كشمير يُسهم في إعادة تنشيط الخطاب الجهادي، ويدفع الجماعات المسلحة لاستغلال البيئة المحتقنة سياسيًا وطائفيًا مما يهدد الأمن الإقليمي. لهذا أضحت ساحة المنافسة الجيو-اقتصادية بين الصين والهند تتوسع من كشمير إلى المحيط الهندي، ومرورًا بسلاسل الإمداد، والتكنولوجيا، والبنى التحتية، مما يجعل جنوب آسيا نقطة ارتكاز في مستقبل الاقتصاد العالمي. أصبحت العلاقات الهندية الباكستانية عاملًا يُؤثر على إعادة تموضع القوى الدولية في ما يتعلق بسياسات كل من واشنطن وبكين في آسيا. وكل تصعيد يُعيد اختبار مدى قدرة القوى الكبرى على إدارة الأزمات دون الانزلاق إلى صراعات أوسع. وتتجاوز هذه التوترات كونها مجرد صراع حدودي تقليدي، إذ أصبحت جزءًا أساسيًا من شبكة أوسع من النزاعات الاستراتيجية بين القوى العظمى. ومع غياب مسار حقيقي لحل سياسي شامل، ستظل هذه التوترات بمثابة "لغم جيوسياسي دائم" يمكن أن ينفجر في أي لحظة. في هذا السياق، تواجه الولايات المتحدة معادلتين معقدتين: دعمها الاستراتيجي للهند، التي تعتبرها ركيزة أساسية في مواجهة التمدد الصيني، والحاجة إلى الحفاظ على حد أدنى من العلاقة الأمنية مع باكستان، خاصة في ما يتعلق بقضايا الإرهاب وأفغانستان. وتوضح باندي أن "ن الولايات المتحدة لا تمتلك مصلحة مباشرة في كشمير، بل تركز على استقرار جنوب آسيا. وتسعى لتفادي نشوب حرب نووية أو حتى صراع تقليدي بين الهند وباكستان. بالإضافة إلى ذلك، تهتم الولايات المتحدة باستقرار الهند، التي يُتوقع أن تشهد نموًا اقتصاديًا وعسكريًا، لتكون حليفًا وشريكًا لأميركا في مواجهة الصين". إن استمرار التوتر يُعقد استراتيجية الولايات المتحدة لبناء تكتلات قوية في آسيا، ويهدد الاستقرار الضروري لتثبيت موازين القوى الفعالة في مواجهة بكين.


الجريدة 24
٢٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الجريدة 24
بعد قرب تصنيفها منظمة إرهابية.. تحالف "سومار" ينفض يديه من "بوليساريو"
الجميع انفض من حول "بوليساريو"، التي يتهددها التنصيف بالإرهاب، فلا أحد يرغب في أن يتهم مستقبلا بدعم منظمة كذلك، حتى لو تعلق الأمر بتحالف "SUMAR"، من أقصى اليسار، في إسبانيا. وتلاشت أماني الانفصاليين في استمالة التحالف عبر الدعوة التي وجهها إليه المدعو "عبد الله العرابي"، ممثل الجبهة في الجارة الشمالية عبر صحيفة "La Razon"، والتي حاول من خلالها دغدغة مشاعر قادته، دون جدوى. وتجرأ ممثل الانفصاليين على تحالف اليسار المتطرف في حكومة "بيدرو سانشيز"، ليحيله على أن تأكيد "خوسي مانويل آلباريس"، وزير الخارجية خلال لقائه مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقمين بالخارج، في 17 أبريل 2025، هو فرصة للخرج من الحكومة المركزية الإسبانية. وقال الانفصالي "عبد الله العرابي"، وهو يراهن على تضامن بائد للتحالف الراديكالي، "إن كان تحالف "SUMAR" يبحث عن ذريعة للانسحاب من حكومة "بيدرو سانشيز"، فهذه هي الفرصة المواتية، ولن يجد أهم منها"، غير أن دعوته هذه قوبلت بالتجاهل. وراهن المدعو "عبد الله العرابي"، على ردة فعل من "SUMAR" على اللقاء الذي جمع بين ناصر بوريطة، و"خوسي مانويل آلباريس"، وهو يمني النفس بإثارة اعتراف حكومة "بيدرو سانشيز"، الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، من قبل التحالف لينضاف إلى نقاط اختلاف أخرى تعتمل بين حلفاء السلطة التنفيذية في الجارة الشمالية. لكن، لم يعلق التحالف الراديكالي على اللقاء، الذي تمخض عن تأكيد الحكومة الإسبانية لاعترافها بمغربية الصحراء ودعمها مقترح الحكم الذاتي، كحل وحيد أوحد لحلحلة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، وهو ما يحيل على انسجام التحالف الحكومي حول هذا التحول التاريخي. وكان تحالف "SUMAR" آخر القلاع التي تراهن عليها "بوليساريو" لتمرير رسائلها وسط الحكومة الإسبانية، غير ان الود انفرط، ولم تعد الجبهة الانفصالية تجد لدعواتها صدى، وأصبحت تلقى تجاهلا يعكس التوافق المكين بين "بيدرو سانشيز" ونائبته "يولاندا دياز"، التي تتحمل أيضا حقيبة "وزارة العمل والاقتصاد الاجتماعي"، وأربعة وزراء آخرين محسوبين على التحالف اليساري، ضمن الحكومة. ويأتي تخلي "SUMAR" عن "بوليساريو" في سياق عالمي متغير بشأن القضية الأولى للمغاربة، فكما أن الولايات المتحدة الأمريكية، جددت اعترافها بمغربية الصحراء، فإن الأمور تنذر بالأسوأ للجبهة وللجهات التي كانت تدعمها أو تتضامن معها، مع تعالي دعوات لتصنيف الجبهة الانفصالية كمنظمة إرهابية. وكانت آخر الدعوات صدرت عن معهد "هدسون" "Hudson Institute"، المتخصص في التحليل الاستراتيجي، وقد استعرض في تقرير مفصل الدلائل التي تثبت تورط "بوليساريو" في جرائم إرهابية، تستدعي تنصيفها كذلك، انسجاما وتحرك السيناتور الجمهوري "جو ويلسون"، الذي يدفع نحو هذا الاتجاه، بمعية سيناتورات آخرين.


عبّر
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- عبّر
تقرير أمريكي يمهِّد لتصنيف 'البوليساريو' كخطر إرهابي
في ظل تفاقم الخطر الإرهابي في منطقة الساحل، اعتمد معهد هدسون الأمريكي على معطيات أمنية خطيرة، لإصدار تقرير استراجي يسلط الضوء على التهديدات المتصاعدة التي تمثلها جبهة 'البوليساريو' من خلال أنشطتها المزعزعة لاستقرار الأمن الإقليمي والدولي، وعلاقتها بقوى إقليمية معادية، ما يجعل منها تهديدا متزايدا لمصالح الولايات المتحدة وحلفائها في شمال إفريقيا، معتبرا أن الوقت قد حان لتصنيفها كـ 'منظمة إرهابية أجنبية'. واستعرض هذا التقرير ، بلغة دقيقة وقانونية، كيف تستوفي جبهة البوليساريو للمعايير الثلاثة لتصنيفها كمنظمة إرهابية أجنبية وفقا للقانون الأمريكي، مؤكدا أن الجبهة العسكرية التي تستغل مخيمات تندوف بالجزائر للاختباء والتحصين، تمارس أعمالا إرهابية، وتشكل تهديدا مباشرا للمواطنين والمصالح الأمريكية وللأمن الإقليمي والدولي. وتطرق التقرير، إلى ماسجلته هيومن رايتس ووتش، حول هذه المخيمات من افتقارها لأبسط مقومات الحياة، من انتخابات وصحافة، حرية التنقل، مشيرا في الوقت ذاته إلى التجنيد الإجباري المفروض واستعباد السكان، واستخدام المساعدات الإنسانية الموجهة إلى اللاجئيين من أجل تمويل البنية التحتية العسكرية للجبهة. وأبرزت الوثيقة الأمريكية، مجموعة من الصلات بين البوليساريو والتنظيمات الإرهابية العابرة للحدود، مسلطة الضوء على دور القيادي عدنان أبو وليد الصحراوي، الذي شغل منصب زعيم تنظيم 'داعش في الصحراء الكبرى'، والذي تخرج من معسكرات 'البوليساريو'، مشيرة إلى مسؤوليته في قيادة التنظيم الإرهابي للقيام بالعديد من العمليات والهجمات في منطقة الساحل التي راح ضحيتها عشرات المواطنين، وكان مسؤولا أيضا عن الكمين الذي أودى بحياة أربعة جنود أمريكيين في النيجر عام 2017، ما يبرز البعد الأمني العميق لهذا النزاع المفتعل. وأكدت الدراسة الأمريكية، الأهمية الاستراتيجية لتصنيف البوليساريو كمنظمة إرهابية أجنبية، مشيرة إلى أن محور إيران وروسيا والصين وشركائه، وخاصة الجزائر وجنوب أفريقيا، يدعمون جبهة البوليساريو بطرق متعددة سعيا لتحقيق غايات استراتيجية مختلفة، مسجلة أنالحرس الثوري الإيراني وذراعه حزب الله، يزودون جبهة البوليساريو بالطائرات المسيرة والتدريب، أملا في أن تتمكن طهران من زعزعة استقرار المغرب، حليف الولايات المتحدة. وعن الضرورات الاستراتيجية لهذا التصنيف، أوضح التقرير أن الصين تنظر إلى انحياز المغرب نحو الغرب وتوطيد علاقاته مع الولايات المتحدة وإسرائيل على أنه تهديد لنفوذها في أفريقيا، ومن خلال دعمها السري لصراع البوليساريو، تدفع بكين المغرب إلى الابتعاد عن القيادة الإقليمية، وتُبطئ التكامل الاقتصادي الغربي عبر القارة، مؤكدا أن ذلك يسمح للصين بالحفاض على مصالحها الإ فريقية مع الحفاظ على حيادها الرسمي. كما أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية الروسية مع الجزائر في قطاع التصدير العسكري، وتوسع حضور موسكو في شمال إفريقيا يشكل ضرورة للولايات المتحدة الأمريكية في تصنيف 'البوليساريو' كمنظمة إرهابية، حيث سلط التقرير الضوء على استلام الجزائر، لمقاتلات سو-35 من روسيا، وعلى أن الصراع الدائر في الصحراء المغربية، يتيح لروسيا ترسيخ مكانتها في المنطقة، وهو ما يُعقّد الحسابات الدبلوماسية، ويسمح لروسيا بالتعدي على الجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي. ومن خلال تعزيز عدم الاستقرار في منطقة الساحل، تُضعف موسكو، حسب التقرير الأمريكي، حلفاء الولايات المتحدة، وتُزعزع الأمن البحري عبر الممر الأطلسي الأفريقي، مُعززةً بذلك هدفها الأوسع المتمثل في التغلغل الاستراتيجي في المنطقة. وأضاف أن اعتراف جنوب أفريقيا، المعادية للغرب، بـ 'البوليساريو' يعيق تدخل الأمم المتحدة، وهو مايسمح للإرهابيين ومرتزقة فاغنر بزرع بذور عدم الاستقرار في المنطقة بفعالية أكبر، مما يقوض الاستقرار الأفريقي ويهدد المصالح الاقتصادية والأمنية الأمريكية.