logo
#

أحدث الأخبار مع #مكيافيلي

مرشح للبابوية يطلب من مكيافيلي كتابة تاريخ فلورنسا
مرشح للبابوية يطلب من مكيافيلي كتابة تاريخ فلورنسا

Independent عربية

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

مرشح للبابوية يطلب من مكيافيلي كتابة تاريخ فلورنسا

في عام 1520 كان نيقولو مكيافيلي في نحو الـ50 من عمره، ومع ذلك لم تكن مؤلفاته الكبرى صدرت بعد، ونعرف على أية حال أن معظم تلك المؤلفات لن تصدر إلا بعد رحيله في عام 1527، لكنه كان معروفاً في فلورنسا كمؤرخ وكاتب مسرحي، وباحث في عدد لا ينتهي من الشؤون العلمية والعامة. ومن هنا كان من الأمور الطبيعية أن يجري اختياره هو من اللجنة المعاونة للكاردينال جوليوس دي مديتشي، من دون غيره من العلماء والباحثين المتنورين، للاستجابة لرغبة الكاردينال في أن يكتب له تاريخاً مطولاً لفلورنسا، مدينة آل مديتشي، وربما من خلالها، تاريخاً ولو مختصراً بعض الشيء لإيطاليا وربما للعالم كله. وكان من الواضح أن الكاردينال يريد أن يكتب له ذلك التاريخ كزوادة معرفية يصطحبها معه كقارئ نهم ومثقف فضولي، فيما يستعد لكي يصبح البابا المقبل في الفاتيكان تحت اسم البابا كليمان السابع، فهو أراد أن يصل إلى تلك السدة متضلعاً في تاريخ البلاد والعباد وتاريخ المدينة وما يحيط بالأمة كلها. وكان من غير المستغرب بالتالي أن يكلف مكيافيليبالمهمة، وذلك بالصيغة التالية التي حملها مرسوم لا يزال ماثلاً حتى اليوم في أرشيفات الفاتيكان ويقول "إن مسؤولي الدراسات الفلورنسية والبيزانية يعهدون إلى نيقولو مكيافيلي بمهمة كتابة تاريخ فلورنسا، انطلاقاً من الحقبة التي قد يراها هو الأكثر تلاؤماً، وبحسب ما يختار لها من لغة توسكانية أو لاتينية"، والحقيقة أن هذه الوثيقة تعتبر اليوم وثيقة ولادة واحد من الكتب التاريخية الأكثر تداولاً في تاريخ تلك المدينة / المقاطعة. يذكر أن الهيئة التي تولت إصدار مرسوم التكليف هذا أعطت المؤلف مهلة سنتين عليه أن ينجز المهمة خلالهما، على أن يتقاضى مكافأة سنوية تبلغ 100 فلورين. ولقد وافق المؤلف يومها على الانصياع للمرسوم، لكنه احتج فقط بأن السنتين لا تكفيان، بل ثنى على ذلك بأنه أصلاً لا يمكنه أن يبدأ العمل على المشروع حقاً إلا بدءاً من عام 1523 حين يتقاعد في مدينته سان غاشيانو ويتفرغ لذلك، وكان له ما أراد بحيث أن الكتب الثمانية الأولى من المشروع لن تصل إلى يدي الكاردينال إلا بعد أن أصبح اسمه البابا كليمان الثامن وبات سيد الفاتيكان، وكان ذلك في عام 1525. غير أن تلك الأجزاء الثمانية المنجزة حتى ذلك الحين ستصبح هي المشروع كله، بالنظر إلى أن مكيافيلي لم يكمل العمل عليه على الإطلاق، فبقي "تاريخ فلورنسا" مكتفياً بتلك الأجزاء التي لا يزال مكوناً منها حتى اليوم، من دون أن ننسى أن مكيافيلي نفسه سيرحل عن عالمنا في عام 1527، أي بعد عامين من تسلم البابا لمؤلفه. الخطة التي لم تنفذ في البداية المتفق عليها، التي عرضها المؤلف في تقديمه للكتاب، كان يجدر بتاريخ فلورنسا أن يشمل جزءاً أولاً يتألف من أربعة كتب تأتي على صورة مداخل عامة، كما تقول سيرة هذا الكتاب: المدخل الأول من بينها يتناول مجمل الأحداث التي عرفتها إيطاليا منذ سقوط الإمبراطورية الرومانية حتى عام 1434، أما في المداخل الثلاثة التالية فإن المؤلف يعتزم تدوين التاريخ الداخلي لفلورنسا باختصار منذ تأسيسها حتى ذلك التاريخ نفسه 1434، أي العام الذي عاد فيه كوزمو دي مديتشي للمدينة. وبعد ذلك منذ عام 1434، أي بدءاً من الكتاب الخامس، يعد مكيافيلي بتاريخ أكثر تفصيلاً لكل ما عرفته المنطقة من أحداث وتطورات، على أن يقيم نوعاً من الترابط السببي بين مجمل الأحداث الداخلية التي عاشتها المدينة، وتلك الأحداث التي عيشت في العالمين القريب والبعيد، أي أحداث العالم كله كما يفسر مكيافيلي في تقديمه. ولئن كانت تلك هي الخطة التي وضعها مكيافيلي لكتابه في التقديم، فإن النتيجة كما انتهى إليها عمله ووصلت كما هي إلى زمننا هذا تبدو مختلفة إلى حد كبير، وإن في التفاصيل فقط، وليس في البنية العامة للمشروع. ففي النهاية لدينا هنا في الكتاب الأول نوع من تاريخ عام لإيطاليا يمتد حتى عام 1424 وليس 1434، أما في الكتاب الثاني الذي كرسه المؤلف لفلورنسا وحدها، فلدينا تاريخ للمدينة يتواصل حتى عام 1353، بينما يتناول الكتاب الثالث ما عاشته فلورنسا ليتوقف عند عام 1422. وهو ما يتواصل في الكتاب الرابع على شكل سرد يستأنف في الكتاب الثامن ليصل بالأحداث إلى العام المفصلي 1492، عام سقوط بيزنطة نهائياً في أيدي العثمانيين، وخروج العرب من إسبانيا الأندلسية، واكتشاف كريستوف كولومبوس أميركا، ومن هنا أهميته التي جعلت عدداً من المعلقين يطلقون على الكتاب اسم "تاريخ ما قبل التاريخ". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حين شغل مكيافيليدهاءه... ولكن يبقى هنا السؤال المهم: هل يمكن أن نعزو لهذا الكتاب التاريخي الذي غالباً ما يسهو ذكره عن بال كاتبي سيرة حياة مكيافيلي وشارحي أعماله، قيمة تجعله يوضع في مصاف كتب كبيرة أخرى لهذا المؤلف التنويري الذي ارتبط اسمه بالدهاء والمكر السياسي؟ الجواب بالإجماع هو: أبداً! فالحقيقة أن معظم الذين تحدثوا عن هذا الكتاب، ودائماً استناداً إلى طبعتين صدرتا منه، فقط بدءاً من عام 1532 أي بعد سنوات من رحيل مؤلفه، إحداهما في روما والثانية في فلورنسا نفسها، ويبدو أن ثمة اختلافات بينهما، لكن ما من قيمة إضافية لإحداهما على الأخرى على أية حال، الحقيقة أن ثمة إجماعاً على أن مكيافيلي لم يكن جاداً في عمله، بل إنه استخف به إلى حد كبير وكان متسرعاً على رغم الفترة الزمنية الطويلة التي استغرقها العمل. وآية ذلك أنه في معظم الفصول، بالنسبة إلى معظم الحقب، كان غالباً ما يكتفي بالرجوع إلى مصدرين أو ثلاثة مكتفياً بالنقل عنها وأحياناً بصورة مفككة، بل إنه كان يستخدم تلك المصادر من دون أن يقوم حيالها بأي تمحيص جدي أو تدقيق. وهو لم يبد، بحسب المعلقين، أي اهتمام بالتحقق من صحة الأقوال والمأثور من التعليقات المنقولة عن السلف. بل يرى بعضهم أن مكيافيلي كان يتعمد في عدد من الفصول أن يشوه حقائق معروفة ومواقف متفق عليها لغايات يملك هو سرها، وربما تكون غايات سياسية. ولعل هذا من شأنه في هذا المجال أن يفسر توقف هذا المؤلف، الذي عرف بالدقة في مؤلفات أخرى، عن استكمال هذا المشروع، وربما تبعاً لرغبات إبداها البابا نفسه، إذ كان من الطبيعي لهذا الأخير، وهو المثقف الضليع في شؤون التاريخ، الذي تدين له النهضة الفنية الإيطالية بكثير من إنجازاتها فائقة التقدم، ألا يرضى عن مؤلف يحفل بقدر كبير من ضروب النقص والتناقضات. ومن هنا ربما يكون أوعز لمعاونيه أن يتوقف المشروع عند ما وصل إليه، "من دون أن يحمل المؤلف العجوز ما لا يريد هذا الأخير حمله". ومن هنا، على أية حال، ما يقترحه عدد ممن تحدثوا عن هذا الكتاب من أنه من المحتمل أن يكون دهاء مكيافيلي المعروف هو ما جعله يشتغل على "تاريخ فلورنسا" بتلك الطريقة الكأداء، التي يمكن اعتبارها نوعاً من حسن التخلص من مشروع كان ثمة عدد من الأمور والخفايا السياسية تكمن في خلفيته، وأراد هو تفادي ذلك كله بدفع البابا إلى رفض استكمال المشروع، مما يريحه شخصياً. ففي نهاية الأمر لم يكن من المنطقي لمؤلف من طينة مكيافيلي عرفت كتبه وستعرف لاحقاً أكثر وأكثر بالدقة في المعلومات والحصافة في التحليل، أن يكرس سنواته الأخيرة لعمل له كل ذلك التهافت الذي ميز "تاريخ فلورنسا" لمجرد أنه تعب عند نهاية حياته، فالأقرب إلى الصواب في نهاية الأمر أنه إذ لم يكن قادراً على رفض مشروع يأمر به الكاردينال الذي سيتحول قريباً إلى بابا، يمكنه أن يدفع البابا نفسه إلى رفض استكمال المشروع، لاعتقاده أن المؤلف المختار ليس مؤهلاً لإنجازه، لا أكثر ولا أقل.

القوة الناعمة..هي الأبقى
القوة الناعمة..هي الأبقى

الاتحاد

time٢٩-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الاتحاد

القوة الناعمة..هي الأبقى

القوة الناعمة..هي الأبقى هناك من لا يفهمون القوة الناعمة أو دورها في السياسة الخارجية. فإجبار الحلفاء الديمقراطيين مثل الدنمارك وكندا يضعف الثقة في تحالفاتنا، وتهديد بنما يعيد إحياء المخاوف من الأمبريالية في جميع أنحاء أميركا اللاتينية، وتدمير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) يقوض سمعة الولايات المتحدة الأميركية في العمل الخيري، وتفكيك «صوت أميركا»، و«راديو أوروبا الحرة/راديو ليبرتي»، و«راديو آسيا الحرة،» وغير ذلك من وسائل الإعلام الحكومية الممولة يشير إلى تراجع التزامنا بالقيم الليبرالية العالمية. يقول المتشككون: «وماذا في ذلك؟» السياسة الدولية لعبة قاسية. فنهج ترامب القائم على الإكراه والمعاملات التجارية يحقق بالفعل تنازلات مع وعود بالمزيد. وكما قال مكيافيلي ذات مرة، «من الأفضل أن يُهاب الأمير على أن يُحب». ربما. لكن الأفضل من ذلك هو الجمع بين الاثنين. القوة هي القدرة على جعل الآخرين يفعلون ما تريد. يمكن تحقيق ذلك من خلال الإكراه («العصا»)، أو الدفع («الجزر»)، أو الجاذبية («العسل»). النوعان الأولان يمثلان القوة الصلبة، بينما تمثل الجاذبية القوة الناعمة. على المدى القصير، عادة ما تتفوق القوة الصلبة على القوة الناعمة. ولكن على المدى الطويل، غالباً ما تسود القوة الناعمة. يُقال إن جوزيف ستالين سخر ذات مرة قائلاً: «كم عدد الفرق العسكرية التي يمتلكها البابا؟» لكن البابوية لا تزال قائمة حتى اليوم، في حين أن الاتحاد السوفييتي الذي أنشأه ستالين قد انهار منذ زمن طويل. حتى على المدى القصير، تظل القوة الناعمة مهمة. فإذا كنت جذاباً للآخرين، يمكنك الاقتصاد في استخدام سياسة العصا والجزرة. فإذا رأى الحليف أنك كيان حسن النية وجدير بالثقة، سيكون أكثر استعداداً للإقناع ومن المرجح أن يحذو حذوك. وإذا رآك متسلطاً غير موثوق به، فسيكون أكثر ميلاً للمماطلة وتقليل اعتماده عليك متى استطاع. وصف محلل نرويجي ذات مرة أوروبا خلال الحرب الباردة بأنها مقسمة إلى إمبراطوريتين، واحدة سوفييتية وأخرى أميركية. لكن الفارق كان أن الجانب الأميركي كان «إمبراطورية بالدعوة». وقد ظهر ذلك بوضوح عندما اضطرت القوات السوفييتية لدخول بودابست عام 1956 وبراغ عام 1968. في المقابل، لم يقتصر الأمر على نجاة الناتو، بل كانت الدول الأعضاء السابقة في حلف وارسو تتسابق للانضمام إليه. لقد صوّر ترامب الصين باعتبارها المنافس الرئيسي للولايات المتحدة، وبالفعل زادت بكين من قوتها الصلبة من خلال بناء جيشها والاستثمار في الخارج. لكن في عام 2007، أخبر الرئيس «هو جين تاو» المؤتمر السابع عشر للحزب الشيوعي الصيني بأن الصين بحاجة إلى زيادة قوتها الناعمة. وقد أنفقت حكومتها عشرات المليارات من الدولارات لتحقيق ذلك. أجرى مركز بيو للأبحاث استطلاعاً في 24 دولة عام 2023 ووجد أن الأغلبية في معظم البلدان ترى الولايات المتحدة أكثر جاذبية من الصين، وكانت أفريقيا القارة الوحيدة التي كانت النتائج فيها متقاربة. وفي استطلاع حديث، وجدت مؤسسة جالوب أن الولايات المتحدة تتمتع بأفضلية في 81 دولة من أصل 133 تم استطلاعها، بينما تمتعت الصين بأفضلية في 52 دولة. ويتساءل المرء عن مصير هذه الأرقام في السنوات القادمة إذا استمرت الإدارة الأميركية في تقويض ما لدى الولايات المتحدة من قوة ناعمة. على مر السنين، شهدت القوة الناعمة الأميركية صعوداً وهبوطاً. كانت الولايات المتحدة غير محبوبة في العديد من البلدان خلال حربي فيتنام والعراق. لكن القوة الناعمة تنبع من مجتمع الدولة وثقافتها إلى جانب تصرفات الحكومة. حتى خلال حرب فيتنام، عندما كانت الجماهير تسير في الشوارع في جميع أنحاء العالم احتجاجاً على السياسات الأميركية، لم يغنوا النشيد الشيوعي «الأممية»، بل كانوا يهتفون بأغنية القس مارتن لوثر كينج الابن: «سننتصر». ترى الصين نفسها زعيمة لما يسمى «الجنوب العالمي»، أو ما كان يُسمى سابقًا دول «عدم الانحياز». وهي تستخدم تصويتها وتمثيلها في الأمم المتحدة، على اعتبار أنها تمتلك نموذجاً تنموياً أكثر نجاحاً قائماً على المساواة. كما أن «مبادرة الحزام والطريق» التنموية مصممة لجذب الدول في آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية. وإذا كان ترامب يعتقد أنه سيتغلب بسهولة على الصين من خلال التخلي تماماً عن القوة الناعمة، فمن المحتمل أن يُصاب بخيبة أمل. وسنصاب نحن أيضاً بخيبة أمل.*عميد سابق لكلية كينيدي بجامعة هارفارد، وهو عالم سياسي ومؤلف كتاب «حياة في القرن الأميركي». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست لايسنج آند سينديكيشن»

روسيا …. اوكرانيا ، الماضي والحاضر والمستقبل
روسيا …. اوكرانيا ، الماضي والحاضر والمستقبل

موقع كتابات

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • موقع كتابات

روسيا …. اوكرانيا ، الماضي والحاضر والمستقبل

هكذا هو التاريخ ، لاتكتمل أواصره إلا بخواتيم تأرخته . وهكذا هي الجغرافيه ، حاضنة التاريخ وسور حدوده ، وهكذا هي الفلسفه ، التي تقع على عاتقها الامرين : قراءة التاريخ في خضم الجغرافيه وإحتضان الجغرافيه في تأرِخة وقائعه . لامناص من ذلك وإلا نقع في مستنقع الضلال والجاهليه . التاريخ ، كائن حي يُرزق ، نبضه بمثابة إستأذان للكاتب في ان يلج ابوابه . روسيا ، الآتيه من تاريخ ألف عام في مسيحيتها الارثدوكسية ، واوكرانيا المستنبتة من ذات العروق . تاريخ مشرأب من أب وأم وحاضنه واحده . تستطيع اوكرانيا الآن على لسان قادتها ان تتملص من هذا التاريخ ، لكن الجغرافيه ، بل ان التاريخ ذاته كصيروره زمانيه ، يأبيان ذلك . الإتكاء على التاريخ فقط لايجلب سوى الخيبه ، وخيبه مؤكده لإولئك الذين يعتمدون على الجغرافيه وتضاريس الأرض وحسب . هاهما ، كِلاهما في نفق مظلم في حرب الدم الواحد والديانه الواحده والتاريخ المشترك والجغرافيه الواحده بل والمستقبل الواحد . يعلّمنا استاذنا ' مكيافيلي ' في كتابه الأغر ' الأمير ' أن المصلحه هي لُب السياسه وذاتها ، عدّاها تتبخر كل الأماني والرغبات ونشدان الخير . المصلحة ، ثم المصلحة اولاً واخيراً. وإذا ماكانت هذّه المصلحة مقرونة بالماديات والمنفعه ستضحى لدى السياسيين ورجال السلطة بل والحاكم ذاته أيقونة السلطه والقوه والاستماتة. الا نعرف ان ثمة في العلوم الاجتماعية نظرية قائمة بذاتها تدعى نظرية المنفعة ! أوكرانيا المُستَعلِيه الأن ، او بالأصح ماتتخيل وماتظن ذلك ، مع ان الواقع لايؤكد ، بل ويدحض ذلك ، ماهي سوى لقيطه في عالم الجغرافيه وليست إلا جزء يسير ، بل وضئيل في عالم التاريخ . لاأنطلق في ذلك من هوى وظنّ او تصور غير واقعي ، وإنما من وقائع تاريخية وجغرافية متأصلة. لننظر معا ، إن سمحت ، في التاريخ الحديث في ذلك . مابين عامي 1923 – 1954 ، ولدعاوي شتّى عمّدت السلطه السوفيتيه على إلحاق 8 مقاطعات وأراضي شاسعه إلى أراضي أوكرانيا كان من بينها من حيث الأهمية الاقتصادية والسعه الجغرافيه منطقة ' الدانيسك ' عام 1923 , غرب اوكرانيا الحاليه ، وهي بالأصل أراضي بولندية عام 1939 , زاكرباتيا عام 1945 واخيراً وبمبادرة من الزعيم السوفيتي ' خروشوف ' تم إلحاق شبه جزيرة القرم بما فيها المدينتين التاريخيتين وذات البعد الاستراتيجي يالطا وسباستوبل عام 1954 ( انظر مقالتي في ' كتابات ' بتاريخ 13 أيلول 2019 ' من هي اوكرانيا ، التي ادخلت السياسه والمصالح النفعيه وايديولوجية الفاشيه الجديده في رحم هذه العلاقه التاريخيه بينها وبين حاضنتها الام ، روسيا . وهي الآن مُعلَقّه مابين حلم الانتصار على روسيا ، وهذا بالقطع سوف لن يتحقق ، وبين زوالها كدوله ، أو على أفضل الاحوال تقزيمها وتشظيها في حالة هزيمتها ، وهذا هو الاحتمال المنطقي . وتشير آخر التقارير الى ان كل من بولندا وهنغاريا ورومانيا على اهبة الاستعداد لطرح هذا الامر على طاولة المحادثات بعد انتهاء الحرب . الغباء ليس وحده هو الذي يستطيع ان يخلق سياسه رعناء ، بل ايضاً عدم او تجاهل قراءة التاريخ من منظور الواقعيه وتوازن القوى . ولنا في تجربة إحتلال دولة الكويت من قبل البعث الصدامي خير دليل على ذلك . المهم بالنسبه لاوربا ان تبقى روسيا في حالة حرب ، ليس بالضروره من اجل هزيمتها ، الامر الذي لاعتبارات تاريخيه وعسكريه لايمكن ان يتحقق مائه بالمائه ، بل من أجل إستنزافها بالتدريج وعلى الامد البعيد ، وهذا هو بالضبط معنى الحلم التاريخي لدى مجموعة الأنكلوسكسوني بقيادة بريطانيه وبرعاية الولايات المتحده الأمريكية ضمن اطار الماسونيه العالميه . هذه هي الغايه . اوكرانيا هي بالضبط بالنسبه للغرب ولامريكا هي الفرصه المُواتيه والمُبتغاة لهذا الهدف الاستراتيجي . لماذا ؟ لأنها الأقرب جغرافياً إلى روسيا وتمثل العمق الجغرافي ، بل الجيوسياسي لها . وتغدو ارواح القتلى الأوكرانيون لاأكثر من كبش فداء . الان إستجد عامل جديد بانتخاب ' ترامب ' رئيسا للولايات المتحده الامريكيه ، والذي رفع ، على عكس سلفه شعار البراغماتيه – العقاريه – الربحيه في حل الأزمات الدوليه . وما يؤرقه اليوم هو استعادة الأموال الامريكيه التي قدمتها إدارة بايدن لأوكرانيا ، وكذلك التفكير بتفعيل الاستثمار الخارجي بما فيه في السوق والاقتصاد الروسي ، والذي انسحبت منه جُل الاستثمارات الامريكيه إتساقاً والعقوبات الامريكيه والاوربية ، خلال الأعوام الثلاث الاخيره . وحسب ( كيريل ديميترييف ) رئيس صندوق الاستثمارات الروسي فان الشركات الأمريكية قد اضاعت 324 مليار دولار عند انسحابها من السوق والاقتصاد الروسي إمتثالا للعقوبات الامريكيه ، وإذا مااضفنا 350 مليار دولار قيمة المساعدات الامريكيه ، بشقيها العسكري والمالي ، فان الخسائر الامريكيه بالإجمال تبلغ حوالي 700 مليار دولار في ظل ولاية رئيس أمريكي واحد وهو ( بايدن ) ، الذي يسمّيه خلفه الان بالرئيس الغبي ، لاأكثر ولكن ليس أقل !! ، بل والأنكى من ذلك ان نصف المساعدات الماليه الامريكيه وعلى لسان الرئيس الأمريكي لايعرف الرئيس الاوكراني ذاته أين ذهبت ، باعتراف الأخير ذاته !! والشيء بالشيء يذكر فان الشركات الأمريكية والأوروبية التي انسحبت من السوق الروسي تحاول الآن جاهدة للعوده ، ولكن هذه المرة على أساس المنافسة وليس على أساس المقبوليه المطلقة التي اعتادت عليها ، كما صرح بذلك ( انطون اليخانوف ) وزير الصناعه والتجاره الروسي . في كتابه ' البحث الثاني حول الحكومة ' كتب ' جون لوك – 1704 – 1632- المفكر والفيلسوف الإنكليزي ، والذي كانت لآرائه مكانة استلهام فكري لإعلان استقلال الولايات المتحدة الأميركية عام 1776 ،' اليوم كل العالم امريكا … ' – أورده زبيغنيو بريجنسكي في كتابه ' بين عصرين ، امريكا والعصر التكنتروني ص. 245 – . أيا تُرى ألم يستلهم السيد ترامب فلسفة هذه المقوله التي كتبها 'لوك ' قبل حوالي ثلاثمائة عام ، في تعامله الان مع الأزمه الاوكرانية، وكذلك مع القضيه الفلسطينية، وبالأخص فيما يتعلق بقطاع غزه ! الدوله المعاصرة اليوم لايكفيها إنها تتكيء على جغرافيتها او على تاريخها. هذا لايكفي في عالم اليوم . الدوله المعاصره ، الحديثه ، العلمانيه اليوم إنما تستند على العتلات التاليه : القوه ، القوه الناعمه ، غنى الموارد ، حسن القياده ، والتوافقات الدوليه . وأود هنا أنّ أقف ولو قليلا عند مصطلح ' العلمانيه ' لكيما لايؤول الأمر عند البعض إلى إلتباس وربما جهل في فهم المصطلح ، ولكيما أؤكد ان العلمانيه ليست كما يروج البعض من انها معتقد أو نظريه ضد الدين ، بل هي نظام حكم الدوله ، وهي كمصطلح وكتطبيق بعيدة كل البعد عن اقحام نفسها في المعتقد الديني . قد يعود السبب في تشويه معناها وفلسفتها إلى سوء والتباس ترجمة الاصطلاح ذاته الى اللغة العربية ، حيث ان مصطلح ' secularisme ' لدى ' Google ' تعني ' العلمانية ' وفي ' المورد ' للموسوعي الراحل ' منير البعلبكي ' تعني (' الدنيوية ' : عدم المبالاة بالدين او بالاعتبارات الدينيه ) – ' المورد ' الطبعه الثالثة عشر ص. 827 – اي انه أسقطها على الشخص ، الفرد ولا تتعلق بالدوله ككيان مؤسسي ، والأصح إستخدام مفردة ' secularity ' وتعني حسب ' البعلبكي ' ايضا ' الصفه الدنيويه او المدنيه ' بمعنى الإدارة اللادينية للدولة ، وتبعاً لذلك فصل الدين عن الدوله وإدارتها ، ولا تعني أبدا ' الإلحادي ' عندما يسقطها البعض للأسف على شخص ما ! قد يكون من المناسب احيانا ان يتم تحقير السياسه وتدنينها إلى لااكثر من صفقه عقاريه ، قوامها الربح والخسارة. هذا العلم ، اي علم السياسه ، عند ذاك سيؤول إلى ما كونه في التحليل الفلسفي لااكثر من آلة نقد بتعبير مشوه من ' ماركس ' وسيتحول في فضاءه إلى صفقة … نقد … صفقه . هذا هو الحال الان في سياسة ومقاس الرئيس ترامب ، وما على اللاعبين الثانويين ، وهم في هذه الحاله أوكرانيا ذاتها وكذلك الاتحاد الأوروبي برمته إلا ان يتقبلوا ذلك ،ويعدو الامر كملهاة لااكثر أمام اوربا ، فان كل ماقدمته من مساعدات عسكريه ومالية وسياسيه في اطار استراتيجيتها الأنكلوسكسونية ، آلت إلى هباء . ولا اكثر من عناء للتاجر من ان يشعر ويتحسس من ان تجارته أضحت هباءً منثورا . فلم تحصل اوربا ولا حتى على مقعد في طاولة المفاوضات بين ممثلي ' ترامب ' و ' بوتين ' في المملكة العربية السعودية . على ان هذا الطيش في السياسه الاوربية ، لايقف عند هذا الحد ، وياليت ان يكون او يضحى ذلك ، بل تعداه إلى إملاق معيشة المواطن الأوربي ذاته من حيث ارتفاع نسب التضخم وجهنم لهيب الاسعار ( سعر القهوة مثلاً ارتفع بنسبة مائة بالمائة منذ العام الماضي ) ، وتفاقم أزمة الهجرة ، وتشظي التضامن الاجتماعي وتماهي المعقول واللامعقول في حلّ المشكلات الجتماعيه والصحية لمواطنيها . وبحيث أضحى الهاجس اليومي للحكومه البحث عن منافذ جديده ومبتكره وليس بدون مساعدة الذكاء الاصطناعي لاستحداث ضرائب جديده على مواطنيها ، وان استعصى ذلك فمضاعفة الموجود منها . ولا أستغرب أبدا ان نصحو يوما على ضريبه جديده على المواطن الأوروبي اسمها ضريبة استنشاق الهواء ، لماذا ؟ لأنه هواء ديموقراطي ، إستثنائي ، على غرار ضريبة الملح زمن الملك لويس السادس عشر في فرنسا ، وأود ان استدرك ان ماقلته أعلاه ليس بالمره مستنبط من تخيل او من رأي مسبق ، بل من واقع معاش . ولمن ، ولماذا ؟ من اجل إستمرار تغذية ماكينة الحرب في اوكرانيا في السلاح والذخيرة ضمن الأهداف الاستراتيجية للماسونية العالمية ، وإتخام رموز قيادة الحرب من الفاشيين الجدد في اوكرانيا في حسابات بنكيه سريه ، سوف تُعرف وتتكشف لامحال عاجلا ام أجلا . اوربا الان في موقع لايحسد عليه ، عبر عنه بالبكاء والتَهدُج رئيس منتدى ' ميونخ ' للأمن قبل ايام . اوربا ، الان في متاهة ، لاهي في ماتظن انها في سياق قومي آمن ولا هي في بحبوحة عيش . هكذا وفي لحظة جُرِدَت او تكاد من الحمايه السياسيه الأمريكية ، وهي الان في شك وبلا يقين عندما يشكك الشريك الأمريكي الأكبر على لسان نائب الرئيس في ديموقراطيتها على عكس ماتعتقد هي في كونها أيقونة الديموقراطية . ففي تصورها ان لبّ الديموقراطيه يكمن في الإفصاح والاختيار ليس بين ان تكون ذكرا او انثى وحسب بل وايضا متحول / متحولة جنسيا ، او ان يقف أفاق مهووس في ساحه عامه لكيما يحرق القرآن الكريم وبحراسة الشرطة وقوى الأمن بدعوى الحريه الشخصية والديموقراطية الاوربية !! ' ماعِز ' أضلّ طريقه الى بقية قطيعه ، وما عليه الآن إلا الإنتظار ،لكيما يأتي راعيه ليدله على الصواب . هكذا هي حالة أوربا الان بدون اية مبالغه . ماعدا ذلك فان ماتسمعه يوميا من هذا المسؤول الأوربي أو ذاك ، هي لااكثر من تسطحات إعلاميه ، كاذبه ، مُرائِيه ، ونَفح إستعراض قوه وطَنين بعوض وبدون أية إعتبارات خَجلى . الان يحاول الرئيس الاوكراني المنتهية صلاحيته ان يعرض بضاعته – المعادن الثمينة – في باطن الارض الاوكرانية في سوق الهرج الأمريكي لقاء استمرار مده بالأسلحة والذخائر بغية استمرار الحرب والحفاظ على السلطة في آن واحد . وحسب كثير من خبراء الجيولوجيا فان جُل هذه المعادن ( حوالي 70% ) إنما تقع الان في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا في كل من دانيسك والدونباس ، أضف الى ذلك ، حقيقة انه من اجل الانتفاع من تلك المعادن ، التي مازالت تحت السيطرة الاوكرانية فان الأمر يتطلب 10 – 15 عاما مع ضخ استثمارات للاستخراج تبلغ مئات المليارات الدولارية وفي ظل اوضاع الحرب الراهنه لايبدو الامر منطقيا وجاذبا للاستثمار . حددت روسيا ، وهي الان في موقع قوه ، شروطها لانهاء الحرب كالتالي : حياد اوكرانيا الأبدي وبلا ناتو واية تحالفات عسكريه اوربية او / و أمريكيه وتحت اي أسم كان ، الاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم والدونباس والمقاطعات الاربعه الروسية المحرره من قبلها ، إستئصال الفاشيه / البانديريه من سدة الحكم في أوكرانيا ، إلغاء القيود والمحرمات على اللغه الروسيه ، وعلى الكنيسة الأرثوذكسية التابعة للبطريركية الروسيه ، وإعادة ممتلكاتها المصادره . ولكيما يتحقق ذلك فان من اللازم إجراء انتخابات رئاسيه في اوكرانيا مخولة دستوريا للتوقيع على اية اتفاقية سلام ، إذ أنّ الرئيس الحالي منتهي الصلاحيه ولا يحق له ابرام معاهدة دولية. ' وإنك لَذَهّاب في التيه ، روّاغ عن القَصدِ ' هكذا كتب الإمام علي بن أبي طالب ( ع ) في رساله جوابيه له لمعاوية بن أبي سفيان ' نَهج البلاغة ، الطبعة الرابعة ص. 527 ' . هذا ماينطبق بالضبط على ' زيلينسكي ' الرئيس المنتهية صلاحيته لأوكرانيا ، وحيث ان ( اليكسي ارستوفيج ) احد ابرز مساعديه الأقربين إلى وقت قريب والمنشق عنه حاليا وبذات الوقت من اللذين ينظر اليهم كأبرز مرشح للرئاسه وعد في حالة انتخابه ملاحقته أينما كان ، وفي ان لامكان آمن له في اية بقعه من الارض إلى ان يقضي بقية عمره في السجن لقاء مااقترفه من خطايا وجرائم حرب في حق الشعب الاوكراني . وان لِناظره قريب .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store