#أحدث الأخبار مع #مليكةبودالية،الشروق٠٨-٠٣-٢٠٢٥صحةالشروقتلاميذ بين تحدي الصيام وضغط الامتحاناتتزامنت اختبارات الفصل الثاني، هذا العام، مع بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان، ليجد التلاميذ أنفسهم أمام خيارين، ما بين المراجعة والحفظ من جهة ومتطلبات الصيام من جهة أخرى، خاصة أن صيام الأطفال تحول مؤخرا من عبادة فردية إلى نوع من 'التحدي الاجتماعي'، حين يحرص الكثير من الأولياء على تشجيع أبنائهم على الصيام للتنافس مع أقربائهم، ومقابل ذلك يواجه المعلمون معضلة بين احترام رغبة الأطفال والحفاظ على قدرتهم على التحصيل الجيد في أثناء فترة الامتحانات. بودالية: الإجهاد البدني يؤثر على النتائج المدرسية وفيما يعتبر بعض الأولياء أن الصيام خلال فترة الامتحانات يزيد من قوة وإرادة أطفالهم، يرى مختصون بأن الصيام والإرهاق المصاحب له يؤثر سلبا على تركيزهم وقدرتهم على الاستيعاب، خاصة في الأيام الأولى، حين يحتاج الجسم إلى التأقلم مع التغيير في النظام الغذائي واضطراب أوقات النوم، كما أن المشكلة لا تكمن في الصيام بحد ذاته، بل في سوء تنظيم الوقت والسهر الطويل، مما يؤدي إلى إرهاق ذهني يضعف الأداء الدراسي. إجبار الأطفال على الصيام والاختبارات المكثفة يرهقهم نفسيا وفي هذا السياق، أعربت المختصة في علم النفس التربوي، مليكة بودالية، لـ' الشروق' عن أسفها الشديد إزاء تصرفات بعض الأولياء الذين يجبرون أبناءهم الصغار على الصيام خلال شهر رمضان، بحجة تعويدهم على هذه الفريضة رغم أنهم غير مكلفين بها شرعا. وأكدت بودالية أن هذا السلوك غير مقبول من الناحية النفسية والتربوية، حيث قد يؤدي إلى إرهاق الطفل جسديا وعقليا، مما ينعكس على نموه الصحي وتركيزه الدراسي. كواش: لابد من تنظيم المراجعة وتفادي السهر وأوضحت المتحدثة أن دين الإسلام دين يسر وليس دين مشقة، وأن فرض الصيام على الأطفال في سن مبكرة قد يولّد لديهم مشاعر النفور والضغط النفسي بدلا من ترسيخ قيم العبادة والالتزام الديني بشكل تدريجي وطبيعي، وأضافت أن بعض الأطفال قد لا يملكون القدرة الجسدية على تحمل الصيام، ما قد يتسبب في مشكلات صحية مثل التعب الشديد، الدوار، ونقص التركيز، خاصة عند تزامن الصيام مع أعباء دراسية كبيرة. وفي سياق متصل، عبرت المختصة عن قلقها من برمجة الاختبارات والفروض المكثفة والتقييمات، سواء خلال شهر رمضان أم في الأيام العادية، بالنسبة للطور الابتدائي، معتبرة أن هذا القرار يزيد من مستوى الإجهاد النفسي والجسدي لدى التلاميذ، وأشارت إلى أن الجمع بين الصيام والضغط الدراسي الكبير قد يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي، وتراجع مستوى التركيز والاستيعاب، وحتى انخفاض الدافعية نحو الدراسة، مضيفة أن التلاميذ في هذه الفترة يكونون بحاجة إلى تنظيم زمني أكثر مرونة خاصة خلال الفترة الصباحية، مع تقليل حجم الفروض والاختبارات. يجب تنظيم أوقات المراجعة وتجنب السهر ومن جهته، يرى الدكتور محمد كواش أن الأسبوع الأول من الصيام يعد الأصعب بالنسبة للبالغين والأطفال على حد سواء، خاصة في ظل تزامنه مع فترة الامتحانات، حيث يتأثر التلاميذ بالسهر والمراجعة، مما قد ينعكس سلبا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي بعد الدخول إلى قاعة الامتحان. كما أشار كواش إلى أن الأطفال غير المكلفين بالصيام ليسوا مجبرين عليه، إلا أن بعض الأولياء يصرون على إلزام أبنائهم به وقد تكون في بعض الأحيان رغبة الأطفال أنفسهم، يضيف- رغم أن أجسادهم لم تتكيف بعد مع النظام الغذائي الجديد واضطراب ساعات النوم، وأضاف المتحدث أن الأسبوعين الأولين من رمضان يكونان الأكثر صعوبة بالنسبة للتلاميذ، خاصة بالطور الابتدائي، نظرا لحاجة الجسم إلى التأقلم مع نمط الحياة المختلف. وفي ذات السياق، نصح كواش التلاميذ، خصوصا في الطورين المتوسط والثانوي، بتنظيم أوقات المراجعة، بحيث تكون بعد العودة إلى المنزل مباشرة، بدلا من تأجيلها إلى ما بعد الإفطار حين يكون الجسم في حالة خمول وكسل، كما أوصى بعدم السهر إلى ساعات متأخرة تفاديا للإرهاق، مع الحرص على إتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والبقوليات والفواكه المجففة، والتقليل من الحلويات التي تمنح طاقة مؤقتة فقط. وفي ما يتعلق ببرمجة الاختبارات، اقترح كواش أن تقوم الإدارة ببرمجتها خلال الفترة الصباحية، حيث يكون الجسم في قمة نشاطه، بينما يستحسن بحسب ذات المتحدث تخصيص الفترة المسائية للمراجعة لتجنب الإجهاد والإرهاق النفسي. ودعت بودالية الأولياء إلى التعامل بوعي وحكمة مع مسألة الصيام لدى الأطفال، من خلال تعويدهم عليه تدريجيا ووفق قدراتهم، بدلا من فرضه من مبدإ 'العرف'، مستندة في حديثها إلى بعض الحالات التي قابلتها أين تدفع الأمهات أبنائهم للصيام في سن مبكرة جدا، كما ناشدت الجهات التربوية بضرورة مراعاة الجانب النفسي والصحي للتلاميذ عند وضع رزنامة الفروض والاختبارات، حتى لا يتحول الشهر الفضيل إلى عبء نفسي إضافي عليهم.
الشروق٠٨-٠٣-٢٠٢٥صحةالشروقتلاميذ بين تحدي الصيام وضغط الامتحاناتتزامنت اختبارات الفصل الثاني، هذا العام، مع بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان، ليجد التلاميذ أنفسهم أمام خيارين، ما بين المراجعة والحفظ من جهة ومتطلبات الصيام من جهة أخرى، خاصة أن صيام الأطفال تحول مؤخرا من عبادة فردية إلى نوع من 'التحدي الاجتماعي'، حين يحرص الكثير من الأولياء على تشجيع أبنائهم على الصيام للتنافس مع أقربائهم، ومقابل ذلك يواجه المعلمون معضلة بين احترام رغبة الأطفال والحفاظ على قدرتهم على التحصيل الجيد في أثناء فترة الامتحانات. بودالية: الإجهاد البدني يؤثر على النتائج المدرسية وفيما يعتبر بعض الأولياء أن الصيام خلال فترة الامتحانات يزيد من قوة وإرادة أطفالهم، يرى مختصون بأن الصيام والإرهاق المصاحب له يؤثر سلبا على تركيزهم وقدرتهم على الاستيعاب، خاصة في الأيام الأولى، حين يحتاج الجسم إلى التأقلم مع التغيير في النظام الغذائي واضطراب أوقات النوم، كما أن المشكلة لا تكمن في الصيام بحد ذاته، بل في سوء تنظيم الوقت والسهر الطويل، مما يؤدي إلى إرهاق ذهني يضعف الأداء الدراسي. إجبار الأطفال على الصيام والاختبارات المكثفة يرهقهم نفسيا وفي هذا السياق، أعربت المختصة في علم النفس التربوي، مليكة بودالية، لـ' الشروق' عن أسفها الشديد إزاء تصرفات بعض الأولياء الذين يجبرون أبناءهم الصغار على الصيام خلال شهر رمضان، بحجة تعويدهم على هذه الفريضة رغم أنهم غير مكلفين بها شرعا. وأكدت بودالية أن هذا السلوك غير مقبول من الناحية النفسية والتربوية، حيث قد يؤدي إلى إرهاق الطفل جسديا وعقليا، مما ينعكس على نموه الصحي وتركيزه الدراسي. كواش: لابد من تنظيم المراجعة وتفادي السهر وأوضحت المتحدثة أن دين الإسلام دين يسر وليس دين مشقة، وأن فرض الصيام على الأطفال في سن مبكرة قد يولّد لديهم مشاعر النفور والضغط النفسي بدلا من ترسيخ قيم العبادة والالتزام الديني بشكل تدريجي وطبيعي، وأضافت أن بعض الأطفال قد لا يملكون القدرة الجسدية على تحمل الصيام، ما قد يتسبب في مشكلات صحية مثل التعب الشديد، الدوار، ونقص التركيز، خاصة عند تزامن الصيام مع أعباء دراسية كبيرة. وفي سياق متصل، عبرت المختصة عن قلقها من برمجة الاختبارات والفروض المكثفة والتقييمات، سواء خلال شهر رمضان أم في الأيام العادية، بالنسبة للطور الابتدائي، معتبرة أن هذا القرار يزيد من مستوى الإجهاد النفسي والجسدي لدى التلاميذ، وأشارت إلى أن الجمع بين الصيام والضغط الدراسي الكبير قد يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي، وتراجع مستوى التركيز والاستيعاب، وحتى انخفاض الدافعية نحو الدراسة، مضيفة أن التلاميذ في هذه الفترة يكونون بحاجة إلى تنظيم زمني أكثر مرونة خاصة خلال الفترة الصباحية، مع تقليل حجم الفروض والاختبارات. يجب تنظيم أوقات المراجعة وتجنب السهر ومن جهته، يرى الدكتور محمد كواش أن الأسبوع الأول من الصيام يعد الأصعب بالنسبة للبالغين والأطفال على حد سواء، خاصة في ظل تزامنه مع فترة الامتحانات، حيث يتأثر التلاميذ بالسهر والمراجعة، مما قد ينعكس سلبا على تركيزهم وتحصيلهم الدراسي بعد الدخول إلى قاعة الامتحان. كما أشار كواش إلى أن الأطفال غير المكلفين بالصيام ليسوا مجبرين عليه، إلا أن بعض الأولياء يصرون على إلزام أبنائهم به وقد تكون في بعض الأحيان رغبة الأطفال أنفسهم، يضيف- رغم أن أجسادهم لم تتكيف بعد مع النظام الغذائي الجديد واضطراب ساعات النوم، وأضاف المتحدث أن الأسبوعين الأولين من رمضان يكونان الأكثر صعوبة بالنسبة للتلاميذ، خاصة بالطور الابتدائي، نظرا لحاجة الجسم إلى التأقلم مع نمط الحياة المختلف. وفي ذات السياق، نصح كواش التلاميذ، خصوصا في الطورين المتوسط والثانوي، بتنظيم أوقات المراجعة، بحيث تكون بعد العودة إلى المنزل مباشرة، بدلا من تأجيلها إلى ما بعد الإفطار حين يكون الجسم في حالة خمول وكسل، كما أوصى بعدم السهر إلى ساعات متأخرة تفاديا للإرهاق، مع الحرص على إتباع نظام غذائي متوازن يعتمد على تناول الخضروات والفواكه والبقوليات والفواكه المجففة، والتقليل من الحلويات التي تمنح طاقة مؤقتة فقط. وفي ما يتعلق ببرمجة الاختبارات، اقترح كواش أن تقوم الإدارة ببرمجتها خلال الفترة الصباحية، حيث يكون الجسم في قمة نشاطه، بينما يستحسن بحسب ذات المتحدث تخصيص الفترة المسائية للمراجعة لتجنب الإجهاد والإرهاق النفسي. ودعت بودالية الأولياء إلى التعامل بوعي وحكمة مع مسألة الصيام لدى الأطفال، من خلال تعويدهم عليه تدريجيا ووفق قدراتهم، بدلا من فرضه من مبدإ 'العرف'، مستندة في حديثها إلى بعض الحالات التي قابلتها أين تدفع الأمهات أبنائهم للصيام في سن مبكرة جدا، كما ناشدت الجهات التربوية بضرورة مراعاة الجانب النفسي والصحي للتلاميذ عند وضع رزنامة الفروض والاختبارات، حتى لا يتحول الشهر الفضيل إلى عبء نفسي إضافي عليهم.