أحدث الأخبار مع #مناوي

سودارس
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
حرب الإخوان في السودان: نُذر تمزّق وسط تحالف الجيش
قبل اندلاع الحرب التي أشعلها الإخوان المسلمون (الكيزان) في الخامس عشر من أبريل 2023، كانت "كتيبة البراء بن مالك" – وهي ميليشيا تابعة لتنظيم الكيزان – على أهبة الاستعداد، بكامل العدّة والعتاد، تتهيأ بخبثٍ ودهاءٍ لخوض معركةٍ مصيرية، بعلمٍ وتخطيطٍ دقيق من التنظيم العسكري الكيزاني المتغلغل في مفاصل الجيش، والمهيمن على جلّ مراتب القيادة العليا. فقد أحكمت الجماعة قبضتها بزرع كوادرها طيلة ثلاثين عاماً من الحكم، في شرايين المؤسسات الأمنية كافة: الجيش، والشرطة، وجهاز الأمن والمخابرات، وسائر أجهزة الدولة العميقة. وخلال حربها الراهنة، التي شنّتها ضد قوات الدعم السريع في مسعى يائس للعودة إلى السلطة عبر بندقية الجيش والأجهزة الأمنية والشرطية الرسمية، ارتكبت هذه الميليشيا الإرهابية فظائع مروّعة، وأهوالًا لا تخطر على قلب بشر؛ فبقروا البطون، وقطعوا الرؤوس، وأكلوا الأكباد، وصوّروا كل ذلك بأيديهم لبثّ الرعب في نفوس المواطنين، وكل من يعارض عودتهم إلى السلطة، في مشاهد دامية تقشعرّ لها الأبدان، وتشهد على انحدار أخلاقي لم يبلغه السودان من قبل. لم يسلم من بطشهم أحد؛ فتوعّدوا القوى المدنية والثورية، واستباحوا دماء المواطنين العُزّل لمجرّد الاشتباه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع. ورغم هذه المجازر، ظلّت قيادة الجيش في صمتٍ مريب، لا تحرك ساكنًا، بل إن بعض أركانها باركوا تلك الأفعال ودافعوا عنها، وعلى رأسهم الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الذي وصفه كثيرون بأنه يعمل "جندياً وفياً تحت إمرة قائد ميليشيا البراء، الإخواني المصباح أبو زيد طلحة". ومع انسحاب قوات الدعم السريع من ولاية الجزيرة ومدينة الخرطوم ، أطلت هذه الميليشيات من جديد بوجهها القبيح، لتمنح نفسها – دون تفويض أو سند قانوني – سلطة التحقيق والاعتقال والتصفية الجسدية، تحت ذريعة التعاون مع العدو. فمارست القتل الوحشي خارج إطار القانون، ونصبت نقاط تفتيش أمنية تعبث بأمن الناس وتفتك بالمشتبهين ظلمًا وعدوانًا، حتى خرج الفريق أول شمس الدين كباشي – نائب قائد الجيش – في خطاب جماهيري يُحذّر – غامزاً دون أن يشير إليها بالاسم- من خطورة هذا التمدد، قبل أن يصدر قراراً باحتكار المؤسسة العسكرية لسلطة التفتيش والتحري والاعتقال. لكن ميليشيا البراء لم تُعر تلك التحذيرات أي اهتمام؛ ففي تحدٍّ صارخ وسخريةٍ فجة من القرار، عادت بعد أسبوعٍ واحد لتُعيد تثبيت نقاط تفتيشها، وتشكل لجانًا أمنية في أحياء العاصمة تمارس سلطات مطلقة في الاعتقال والتحقيق، وربما حتى تنفيذ الإعدامات في معتقلاتها السرية. وفي ردٍّ وقح على الكباشي، صرّح قائد الميليشيا بأنهم لا يخضعون لأحد، مُعترفًا – للمرة الأولى – بأنهم جزء من "كتائب الظل" التي تحدث عنها؛ علي عثمان محمد طه، النائب السابق للبشير والمرشد الفعلي للحركة الإسلامية، في إشارة لا تحتمل التأويل إلى أنهم يعملون بأوامر الجماعة لا القيادة العسكرية الرسمية. هذا، إضافةً إلى ما تردّد عن قرار للجيش بوقف تزويد الميليشيات المتحالفة معه بالسلاح، والاكتفاء بتزويدها بالذخيرة فقط، وأيضًا التكالب والتدافع المحموم حول الوظائف والسلطة من قِبَل الميليشيات القبلية وبعض الحركات الدارفورية المسلحة (حركتي مناوي وجبريل)، والإسلاميين، حتى قبل أن تضع الحرب أوزارها، وتدافعهم جميعًا لأخذ نصيبهم من الثروة – رغم قلّتها – وسط أجواء حربية وسياسية مضطربة تعيشها بورتسودان وسلطتها؛ في مشهد يجسّد حقيقة ما كتبه المفكر الدكتور منصور في كتابه الموسوم ب "تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد." وسط هذه الأجواء المربكة، يجلس قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، يُراوغ بين هذه الجبهات، وهو المعروف بحربائيته وميله مع التيار حيث يميل: تارةً مع الميليشيات القبلية، وأخرى مع حركات الارتزاق المسلحة، و(تاراتٍ) أُخر يغازل بعض المدنيين (المخدوعين منهم والطامعين)، يساومهم على سلطةٍ اغتصبها منهم بالقتل والعنف (!)، وهو دائمًا مع الإسلاميين وميليشياتهم؛ ما جعل الكثيرين – وأنا منهم – يتوجّسون ويشكّون في أن نفخة الكباشي الأخيرة لا تخرج عن إطار لعبة توزيع الأدوار التي يتقنونها معاً، وقد جرّبوها من قبل مع المدنيين وأثمرت حينها؛ فهما دائمًا في الخداع إخوان، وعلى غيرهم أعوان! وبناءً على هذا السياق المضطرب، وعلى كثيرٍ مما لم تسعه هذه المساحة، يتّضح أن خلافًا عميقًا بدأ ينهش جسد الجيش وسلطته القائمة في بورتسودان ، وهو خلافٌ محوري تدور رحاه حول السلطة والثروة – والأخيرة تُقرأ: السرقة – وكل ما يجري هناك ليس سوى إرهاصات لانفجار وشيك، قد يعيد البلاد إلى أتون حربٍ أشدّ فتكًا من سابقتها. ومع استمرار المناورة والانقسام، فإن تأجيل الحسم لن يمنع الكارثة، بل يُؤسّس لها. إن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.


العين الإخبارية
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
حرب الإخوان في السودان.. نُذر تمزّق وسط تحالف الجيش
قبل اندلاع الحرب التي أشعلها الإخوان المسلمون (الكيزان) في الخامس عشر من أبريل 2023، كانت 'كتيبة البراء بن مالك' – وهي مليشيا تابعة لتنظيم الكيزان – على أهبة الاستعداد، بكامل العدّة والعتاد. هذه المليشيا كانت تتهيأ بخبثٍ ودهاءٍ لخوض معركةٍ مصيرية، بعلمٍ وتخطيطٍ دقيق من التنظيم العسكري الكيزاني المتغلغل في مفاصل الجيش، والمهيمن على جلّ مراتب القيادة العليا. فقد أحكمت الجماعة قبضتها بزرع كوادرها طيلة ثلاثين عامًا من الحكم، في شرايين المؤسسات الأمنية كافة: الجيش، والشرطة، وجهاز الأمن والمخابرات، وسائر أجهزة الدولة العميقة. وخلال حربها الراهنة، التي شنّتها ضد قوات الدعم السريع في مسعى يائس للعودة إلى السلطة عبر بندقية الجيش والأجهزة الأمنية والشرطية الرسمية، ارتكبت هذه المليشيا الإرهابية فظائع مروّعة، وأهوالًا لا تخطر على قلب بشر؛ فبقروا البطون، وقطعوا الرؤوس، وأكلوا الأكباد، وصوّروا كل ذلك بأيديهم لبثّ الرعب في نفوس المواطنين، وكل من يعارض عودتهم إلى السلطة، في مشاهد دامية تقشعرّ لها الأبدان، وتشهد على انحدار أخلاقي لم يبلغه السودان من قبل. لم يسلم من بطشهم أحد؛ فتوعّدوا القوى المدنية والثورية، واستباحوا دماء المواطنين العُزّل لمجرّد الاشتباه في تعاونهم مع قوات الدعم السريع. ورغم هذه المجازر، ظلّت قيادة الجيش في صمتٍ مريب، لا تحرك ساكنًا، بل إن بعض أركانها باركوا تلك الأفعال ودافعوا عنها، وعلى رأسهم الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، الذي وصفه كثيرون بأنه يعمل "جنديًا وفيًا تحت إمرة قائد مليشيا البراء، الإخواني المصباح أبو زيد طلحة". ومع انسحاب قوات الدعم السريع من ولاية الجزيرة ومدينة الخرطوم، أطلت هذه المليشيات من جديد بوجهها القبيح، لتمنح نفسها – دون تفويض أو سند قانوني – سلطة التحقيق والاعتقال والتصفية الجسدية، تحت ذريعة التعاون مع العدو. فمارست القتل الوحشي خارج إطار القانون، ونصبت نقاط تفتيش أمنية تعبث بأمن الناس وتفتك بالمشتبهين ظلمًا وعدوانًا، حتى خرج الفريق أول شمس الدين كباشي – نائب قائد الجيش – في خطاب جماهيري يُحذّر، غامزًا دون أن يشير إليها بالاسم، من خطورة هذا التمدد، قبل أن يصدر قرارًا باحتكار المؤسسة العسكرية لسلطة التفتيش والتحري والاعتقال. لكن مليشيا البراء لم تُعر تلك التحذيرات أي اهتمام؛ ففي تحدٍّ صارخ وسخريةٍ فجة من القرار، عادت بعد أسبوعٍ واحد لتُعيد تثبيت نقاط تفتيشها، وتشكل لجانًا أمنية في أحياء العاصمة تمارس سلطات مطلقة في الاعتقال والتحقيق، وربما حتى تنفيذ الإعدامات في معتقلاتها السرية. وفي ردٍّ وقح على الكباشي، صرّح قائد المليشيا بأنهم لا يخضعون لأحد، مُعترفًا – للمرة الأولى – بأنهم جزء من "كتائب الظل" التي تحدث عنها علي عثمان محمد طه، النائب السابق للبشير والمرشد الفعلي للحركة الإسلامية، في إشارة لا تحتمل التأويل إلى أنهم يعملون بأوامر الجماعة لا القيادة العسكرية الرسمية. هذا، إضافةً إلى ما تردّد عن قرار للجيش بوقف تزويد المليشيات المتحالفة معه بالسلاح، والاكتفاء بتزويدها بالذخيرة فقط، وأيضًا التكالب والتدافع المحموم حول الوظائف والسلطة من قِبَل المليشيات القبلية وبعض الحركات الدارفورية المسلحة (حركتي مناوي وجبريل)، والإسلاميين، حتى قبل أن تضع الحرب أوزارها، وتدافعهم جميعًا لأخذ نصيبهم من الثروة – رغم قلّتها – وسط أجواء حربية وسياسية مضطربة تعيشها بورتسودان وسلطتها؛ في مشهد يجسّد حقيقة ما كتبه المفكر الدكتور منصور في كتابه الموسوم بـ "تكاثر الزعازع وتناقص الأوتاد". وسط هذه الأجواء المربكة، يجلس قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، يُراوغ بين هذه الجبهات، وهو المعروف بحربائيته وميله مع التيار حيث يميل: تارةً مع المليشيات القبلية، وأخرى مع حركات الارتزاق المسلحة، و(تاراتٍ) أُخر يغازل بعض المدنيين (المخدوعين منهم والطامعين)، يساومهم على سلطةٍ اغتصبها منهم بالقتل والعنف (!) وهو دائمًا مع الإسلاميين ومليشياتهم؛ ما جعل الكثيرين – وأنا منهم – يتوجّسون ويشكّون في أن نفخة الكباشي الأخيرة لا تخرج عن إطار لعبة توزيع الأدوار التي يتقنونها معًا، وقد جرّبوها من قبل مع المدنيين وأثمرت حينها؛ فهما دائمًا في الخداع إخوان، وعلى غيرهم أعوان! وبناءً على هذا السياق المضطرب، وعلى كثيرٍ مما لم تسعه هذه المساحة، يتّضح أن خلافًا عميقًا بدأ ينهش جسد الجيش وسلطته القائمة في بورتسودان، وهو خلافٌ محوري تدور رحاه حول السلطة والثروة – والأخيرة تُقرأ: السرقة – وكل ما يجري هناك ليس سوى إرهاصات لانفجار وشيك، قد يعيد البلاد إلى أتون حربٍ أشدّ فتكًا من سابقتها. ومع استمرار المناورة والانقسام، فإن تأجيل الحسم لن يمنع الكارثة، بل يُؤسّس لها. إن النار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله.


Independent عربية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- Independent عربية
الجيش السوداني يتصدى للمسيرات ويستعيد "الخوي" في غرب كردفان
في وقت تصدت فيه مضادات الجيش السوداني أمس الأحد لمسيرات انتحارية استهدفت مدينتي عطبرة وبورتسودان من دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، استعاد الجيش وحلفاؤه من قوات الحركات المسلحة والمستنفرين سيطرته على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان بعد أقل من أسبوعين من استيلاء "الدعم السريع" عليها، وواصل الجيش تقدمه باتجاه مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى، ليفرض عليها حصاراً قوياً، بحسب مصادر عسكرية. وبث الجيش على منصته بـ"فيسبوك" مقاطع فيديو تظهر وجود قواته وحلفائه في مدينة الخوي التي تبعد 110 كيلومترات غرب الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وسط استقبال وحفاوة من مواطني المدينة، فضلاً عن بث مقاطع تظهر حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قوات "الدعم السريع" في الأرواح والمركبات العسكرية. وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الطرفين خاضا معارك ضارية قبل استيلاء الجيش على الخوي التي تراجع منها في وقت سابق إلى مدينة الأبيض لترتيب صفوفه بعد دخول "الدعم السريع" إليها في بداية مايو (أيار) الجاري. فيما أكد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والمشرف العام على القوة المشتركة للحركات المسلحة، في تغريدة على منصة "إكس" استعادة مدينة الخوي وبلدة أم صميمة الحدودية بين ولايتي شمال وغرب كردفان. وتابع مناوي "نترك المجال الآن لسكان الخوي ليتشاركوا تفاصيل هذه المعركة البطولية التي تجسد معاني الفخر والانتماء". ويهدف الجيش وحلفاؤه من خلال العمليات العسكرية في غرب كردفان للوصول إلى ولاية شمال دارفور وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات "الدعم السريع" لأكثر من عام، مما تسبب في أوضاع إنسانية مأسوية. محور دارفور وفي محور دارفور شن الجيش السوداني أمس غارات جوية على مواقع وارتكازات "الدعم السريع" الواقعة شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت أعلنت فيه الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر مقتل تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، وإصابة سبعة آخرين، بقصف مدفعي لـ"الدعم السريع" على الأحياء السكنية للمدينة بصورة عشوائية، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات والمراكز الصحية لتلقي العلاج. وذكر بيان للفرقة أن "قوات الجيش أثناء عمليات التمشيط بالمدينة، دمرت ثلاثة مركبات قتالية وعطلت أخرى وقتلت ستة من عناصر (الدعم السريع)". من جهتها قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن المتحركات العسكرية بدأت الزحف نحو إقليم دارفور، وأن المعركة على وشك أن تطرق الأبواب. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأشارت التنسيقية في تدوينة على "فيسبوك" إلى أن "المعركة الحالية في دارفور ليست معركة من أجل موارد أو نفوذ أو سلطة، بل هي معركة وجود وكرامة". ومنذ الـ10 من مايو 2024 تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" على رغم تحذيرات دولية من خطورة المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس. وضع كارثي إلى ذلك حضت الممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان كلمينتين نكويتا سلامي إلى وقف عاجل للقتال في ولاية شمال دارفور والتهدئة بما يتيح إيصال المساعدات المنقذة للحياة. وأفادت سلامي على حسابها في منصة ""إكس" بأن "الوضع في مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين اللذين يقعان قرب الفاشر كارثي، إذ إن المدنيين محاصرون ولا يمكن أن تصل المساعدات إلى الذين في أمس الحاجة إليها". ولفتت إلى ضرورة وقف إطلاق النار بصورة فورية والتوافق على هدنة إنسانية لإيصال المساعدات المنقذة للحياة. ولا يزال 180 ألف نازح عالقين في مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر الذي سيطرت عليه قوات "الدعم السريع" في 14 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أشهر من القصف المدفعي والتوغل البري المتقطع، في حين فر 83 ألف فرد من جملة 406 آلاف شخص نزحوا من مخيم زمزم إلى الفاشر، التي يعيش سكانها تحت وقع أزمة قاسية جراء شح الغذاء ونقص المياه وانعدام الأدوية نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على المدينة منذ عام. ويؤوى مخيم أبو شوك 190 ألف نازح يعانون القصف المتواصل الذي تشنه "الدعم السريع" بصورة شبه يومية، مما فاقم من أزماتهم الإنسانية. وتشير الأمم المتحدة إلى أن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية مروعة، حيث يحتاج 79 في المئة من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية. محور أم درمان أما في محور أم درمان فتمكن الجيش وحلفائه أمس من السيطرة على حي الصالحة بجنوب الولاية، ويعد أحد المعاقل الرئيسة لقوات "الدعم السريع". وأشارت مصادر ميدانية إلى أن وحدات الجيش فرضت في الوقت نفسه سيطرتها الكاملة على منطقة البنك العقاري التي تقع في أقصى غرب أم درمان، فضلاً عن تطهير منطقة الشقلة بالكامل، بما في ذلك السوق، وصولاً إلى البوابة الغربية لجامعة أم درمان الإسلامية، وهي خطوة تمهد لإعلان تحرير الولاية بأكملها قريباً. وبحسب المصادر فإن هذه الانتصارات جاءت بعد معارك عنيفة خاضتها القوات المسلحة ضد عناصر "الدعم السريع" الذين تمركزوا سابقاً في مناطق حيوية في غرب وجنوب المدينة (أم درمان)، مشيرة إلى أن تقدم الجيش في هذه المناطق يعد اختراقاً مهماً للمواقع التي كانت تتحصن فيها قوات "الدعم السريع". وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد كبير في المعارك داخل العاصمة الخرطوم وولاياتها، بخاصة أم درمان، حيث يخوض الجيش معارك يومية لاستعادة السيطرة على أحياء حيوية من يد قوات "الدعم السريع". احتواء الحرائق في الأثناء أكدت قوات الدفاع المدني السودانية سيطرتها على حرائق مستودعات النفط ببورتسودان التي استهدفتها مسيرات "الدعم السريع" أخيراً. وقال مدير الدفاع المدني السوداني الفريق عثمان العطا في تصريحات صحافية أمس إن قوات الدفاع المدني احتوت حرائق مدينة بورتسودان التي وقعت جراء استهداف قوات الدعم السريع للمستودعات الاستراتيجية ومرافق أخرى. وأشار العطا إلى أنه تمت السيطرة تماماً على كل الحرائق بالمستودعات الاستراتيجية والمواقع المختلفة ببورتسودان، مؤكداً أن العمل أنجز في ظل ظروف بالغة التعقيد لوجود مخزونات نفطية بكميات كبيرة. وبين أن فرق الإطفاء استخدمت مواد رغوية كثيفة بزوايا محددة وفق خطة عمل محكمة ومجهودات كبيرة بذلتها قوات الدفاع المدني. وظلت الحرائق مشتعلة منذ الثلاثاء الماضي في المستودعات الاستراتيجية للوقود والمستودعات المملوكة للقطاع الخاص في بورتسودان، وتصاعد دخان كثيف تسبب في إخلاء بعض المساكن في حي ترانسيت القريب من هذه المستودعات. وحلقت مسيرات "الدعم السريع" لليوم السابع في سماء بورتسودان العاصمة الموقتة للبلاد، لكن مضادات الجيش تصدت لها على الفور. واعتمدت قوات "الدعم السريع" أخيراً بصورة لافتة على المسيرات في حربها مع الجيش السوداني، حيث استهدفت مدناً بولايات الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر وكوستي والنيل الأبيض، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الجيش. مخاوف دولية في غضون ذلك أعربت جهات دولية متخصصة في مجال الصحة عن مخاوفها من توقف خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 من أصل 18 ولاية سودانية جراء ضعف التمويل. وقالت منظمة الصحة ومجموعة الصحة في تقرير لهما إنه "بسبب خفض التمويل أصبح تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 ولاية معرضاً للخطر". وبين التقرير أن ذلك يؤثر في 1.2 مليون امرأة في سن الإنجاب و120 ألف امرأة حامل و24 ألف ناجية من العنف الجنسي. ونوه بأن خفض التمويل أدى إلى تعليق عمل العيادات المتنقلة وإغلاق مرافق الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق التي تستضيف اللاجئين مثل مخيم الطنيدبة في القضارف. وأكد التقرير أن تجميد التمويل لا يزال يؤثر في شركاء مجموعة الصحة وتقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث أثر في 13 شريكاً بصورة مباشرة و1.5 مليون شخص بصورة مباشرة، علاوة على 5 ملايين آخرين بصورة غير مباشرة في ظل التوقف التدريجي لدعم 335 مرفقاً صحياً. وأشار التقرير إلى أن المرافق الأكثر تضرراً تقع في مخيمات النازحين ومواقع تجمع النازحين، مما يعرض حياة آلاف الأفراد إلى الخطر بسبب النقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية، كما جرى إغلاق أكثر من 200 مرفق صحي في الفاشر. وتعرضت مرافق الرعاية الصحية والمستشفيات في الفاشر بولاية شمال دارفور إلى التدمير والقصف، فيما أغلق البعض نتيجة لشح الأدوية وانعدام الأمن جراء الاشتباكات التي تندلع بين الحين والآخر منذ عام.

سودارس
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- سودارس
مناوي: المليشيا إستهدفت مخيم زمزم في التوقيت الذي كان ينبغي أن تصل فيه المساعدات
كشف حاكم إقليم دارفور ، رئيس حركة جيش تحرير السودان ، مني اركو مناوي أنه قد تم الإتفاق بين حكومة الإقليم ، ومكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوشا) ،الاسبوع الماضي ، وبمبادرة وتنسيق من دولة صديقة علي تسيير قافلة إنسانية لمخيم زمزم يوم 13 ابريل ، كما جري ذات الإتفاق مع مليشيا الدعم السريع . واشار في تغريدة له عبر صفحته على "فيس بوك" أن الدعم السريع ، إستهدفت المخيم في التوقيت الذي كان ينبغي أن تصل فيه المساعدات. واضاف مناوي أن هذا الأمر يحتاج لإدانة وتوضيح من (اوشا) . مؤكداً التزامهم بالعهد . مجدداً في الوقت نفسه إحترامهم للقانون الدولي والإنساني.واستطرد بالقول "نحن مازلنا علي العهد ، ونجدد إحترامنا للقانون الدولي والإنساني". سونا script type="text/javascript"="async" src=" defer data-deferred="1" إنضم لقناة النيلين على واتساب مواضيع مهمة ركوب الخيل لا يناسب الجميع؟ أيهما أصعب تربية الأولاد أم البنات؟ جسر الأسنان هل تعقيم اليدين مفيد؟ الكركم والالتهابات أفضل زيوت ترطيب البشرة انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.


العين الإخبارية
١٥-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- العين الإخبارية
بوادر خلافات تضرب الجيش وحلفاءه في السودان.. فهل ينهار التحالف؟
جدل كثيف وخلافات كانت مكتومة، بين الحلفاء في معسكر الجيش السوداني، بدأت تتفجر الآن، وتأخذ طريقها إلى العلن. جاء ذلك في أعقاب سيطرة قوات الدعم السريع على مخيم "زمزم" للنازحين، وإحكام الحصار على مدينة "الفاشر" حاضرة شمال دارفور، غربي السودان. وأعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على مخيم "زمزم" للنازحين، الذي يبعد 12 كيلومتراً جنوب الفاشر، بعد معارك عسكرية أدت إلى مصرع العشرات من المواطنين، وفاقمت من سوء الأوضاع الإنسانية في المخيم المكتظ بآلاف النازحين. الأمر الذي قوبل باستنكار وإدانة شديدة من جميع الفاعلين في المجتمعين الدولي والإقليمي، محمّلين طرفي الصراع في السودان كامل مسؤوليتهما عن استمرار الحرب وتمددها، دون مراعاة للنداءات الدولية والإقليمية المتكررة بضرورة حماية المدنيين. إدانة دولية وأدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بشدة استهداف النازحين والعاملين في الإغاثة، داعية إلى احترام القانون الدولي، وعدم عرقلة وصول المساعدات. ودعت وزارة الخارجية الإماراتية جميع الأطراف التي لا تضع أدنى اعتبار لحجم المعاناة التي يكابدها الشعب السوداني، إلى احترام التزاماتها وفق القانون الدولي وإعلان جدة، ووفق آليات منصة "متحالفون لتعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان (ALPS)"، وضرورة اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، وبكافة الوسائل المتاحة، ودون أية عوائق. كما أعربت وزارة الخارجية السعودية، الأحد، عن إدانة المملكة واستنكارها للهجمات التي تعرضت لها مخيمات النازحين في مدينة الفاشر (زمزم وأبو شوك)، واعتبرتها "انتهاكاً للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني". بدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، سقوط عشرات المدنيين جراء الهجمات، مشدداً على ضرورة السماح للمدنيين بمغادرة الفاشر بأمان. فيما نددت الولايات المتحدة بالهجمات، مطالبة بفتح ممرات إنسانية فورية، ومحاسبة منتهكي القانون الدولي الإنساني. حملة دعائية من جانبها، نفت قوات الدعم السريع، السبت الماضي، مسؤوليتها عن أي هجمات تستهدف المدنيين، وقالت إنها تلتزم بالقانون الإنساني الدولي، ووجهت انتقادات شديدة لما وصفته بحملة دعائية "تستهدف تشويه سمعتها، وصرف الانتباه عن الجرائم الحقيقية المرتكبة ضد الشعب السوداني". وتمسكت قوات الدعم السريع بنفيها وقوع مجازر في مخيم "زمزم"، ووصفت الاتهامات الموجهة إليها بأنها "ملفقة"، وتفتقر إلى الدقة، متهمة الجيش السوداني بتنظيم حملة إعلامية ضدها. كما أكدت قوات الدعم السريع أنها تستهدف أهدافاً ومنصات عسكرية للجيش السوداني وحلفائه، تتخذ من مخيمات النازحين مواقع لها. مناوي في الواجهة وأمس، أثار حوار بثته قناة "العربية الحدث" مع حاكم إقليم دارفور، المشرف العام على القوات المشتركة التي تحارب إلى جانب الجيش السوداني، مني أركو مناوي، جدلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي. إذ اعتبر كثيرون أن حديث مناوي يحمل إشارات إلى عدم رضا "القوات المشتركة" عن استعدادات الجيش السوداني لإسنادهم في فك الحصار عن الفاشر. وكان مناوي قد أجاب عن سؤال "العربية الحدث" بخصوص الجلوس والتفاوض مع الفريق عبد الرحيم دقلو، نائب قائد قوات الدعم السريع، قائلاً إنه "يفصل بين القانون والسياسة"، وإن الفريق عبد الرحيم دقلو "سوداني مثله، ولن يمانع من الجلوس معه". وفي وقت سابق، قال المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، محمد المختار، إن حاكم إقليم دارفور تواصل مع محمد حمدان دقلو، وطلب مبالغ مالية كبيرة مقابل القتال إلى جانب الدعم السريع. تهرب الجيش السوداني ويرى مراقبون أن تحالفات الجيش السوداني تعج بالمتناقضات، وتتصارع مكوناتها حول مصالحها السياسية الضيقة، ولا يجمع بينها قواسم مشتركة، مما ينبئ بصراعات جديدة داخل هذا الحلف في المستقبل القريب. وترى الكاتبة الصحفية والإعلامية الناشطة في قضايا المجتمع المدني، سلافة أبو ضفيرة، أن قوات مناوي عبارة عن "بندقية" مستأجرة من قبل الجيش لأغراض محددة، ولهذا لن يدوم هذا الحلف طويلاً. وقالت لـ"العين الإخبارية" إنه "يبدو واضحاً أن الجيش السوداني يتهرب من مساندة القوات المشتركة في فك الحصار عن الفاشر، منذ أن تلاعب تنظيم الإخوان (الداعم للجيش) فيما يتعلق بتطوير الصراع الإثني-القبلي داخل الحرب، عبر العمل الدعائي الممنهج". وأضافت: "تتراجع التقديرات الميدانية للجيش السوداني أيضاً، جراء الوضع العسكري الذي يعاني منه الجيش، وتدهور عمل سلاح الطيران"، مشيرة إلى أن "أي تحرك لما تبقى من الجيش وكتائب التنظيم الإخواني خارج مدينة الخرطوم، سيدفع قوات الدعم السريع المتمركزة في مدينة أم درمان إلى استعادة كل المواقع التي انسحبت منها، بما فيها القصر الجمهوري". وأوضحت أبو ضفيرة أن تصريحات "مناوي" في الفترة الأخيرة "تدلل على الوضع السيئ الذي وصلت إليه العلاقة بين الجيش السوداني والقوات المشتركة". ولم تستبعد أبو ضفيرة أن يتطور الأمر إلى "مواجهات عسكرية بين الجيش والقوات المشتركة"، كما لم تستبعد توصل أركو مناوي إلى تفاهمات مع قوات الدعم السريع، مقابل خروج آمن لقواته من الفاشر، في حال سيطر الدعم السريع على شمال دارفور. تصدع حلف الجيش وبحسب الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، شوقي عبد العظيم، فإن ترتيبات الدفاع عن الفاشر لم تحظَ بإمداد عسكري من قبل الجيش السوداني، وهو ما أغضب مناوي. وقال عبد العظيم لـ"العين الإخبارية" إن "التطور في المنظومة الدفاعية الجوية لقوات الدعم السريع أربك حسابات الجيش السوداني، وجعل قادته لا يتحمسون لأي مغامرة عبر الطيران الحربي في معركة الفاشر، خوفاً من خسائر لأهم مراكز القوى داخل مؤسسة الجيش السوداني؛ سلاح الجو". وأشار عبد العظيم إلى أن تنظيم الإخوان، الذي يسيطر على مراكز القرار داخل الجيش، "لديه حسابات قديمة مع قادة الحركات المسلحة، ولا يثق في تحالفات معهم طويلة الأمد". قبل أن يضيف: "الحلف العسكري للجيش السوداني يحمل بذور تصدعه وانهياره، لأنه حلف يقوم على التنافس بين مكوناته على اقتسام السلطة والثروة". aXA6IDM4LjIyNS41LjE1MCA= جزيرة ام اند امز SE