
الجيش السوداني يتصدى للمسيرات ويستعيد "الخوي" في غرب كردفان
في وقت تصدت فيه مضادات الجيش السوداني أمس الأحد لمسيرات انتحارية استهدفت مدينتي عطبرة وبورتسودان من دون تسجيل أي خسائر بشرية أو مادية، استعاد الجيش وحلفاؤه من قوات الحركات المسلحة والمستنفرين سيطرته على مدينة الخوي بولاية غرب كردفان بعد أقل من أسبوعين من استيلاء "الدعم السريع" عليها، وواصل الجيش تقدمه باتجاه مدينة النهود، إحدى مدن الولاية الكبرى، ليفرض عليها حصاراً قوياً، بحسب مصادر عسكرية.
وبث الجيش على منصته بـ"فيسبوك" مقاطع فيديو تظهر وجود قواته وحلفائه في مدينة الخوي التي تبعد 110 كيلومترات غرب الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، وسط استقبال وحفاوة من مواطني المدينة، فضلاً عن بث مقاطع تظهر حجم الخسائر الكبيرة التي تعرضت لها قوات "الدعم السريع" في الأرواح والمركبات العسكرية.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن الطرفين خاضا معارك ضارية قبل استيلاء الجيش على الخوي التي تراجع منها في وقت سابق إلى مدينة الأبيض لترتيب صفوفه بعد دخول "الدعم السريع" إليها في بداية مايو (أيار) الجاري.
فيما أكد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور والمشرف العام على القوة المشتركة للحركات المسلحة، في تغريدة على منصة "إكس" استعادة مدينة الخوي وبلدة أم صميمة الحدودية بين ولايتي شمال وغرب كردفان.
وتابع مناوي "نترك المجال الآن لسكان الخوي ليتشاركوا تفاصيل هذه المعركة البطولية التي تجسد معاني الفخر والانتماء".
ويهدف الجيش وحلفاؤه من خلال العمليات العسكرية في غرب كردفان للوصول إلى ولاية شمال دارفور وإنهاء الحصار المفروض على مدينة الفاشر من قبل قوات "الدعم السريع" لأكثر من عام، مما تسبب في أوضاع إنسانية مأسوية.
محور دارفور
وفي محور دارفور شن الجيش السوداني أمس غارات جوية على مواقع وارتكازات "الدعم السريع" الواقعة شرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، في وقت أعلنت فيه الفرقة السادسة مشاة التابعة للجيش في الفاشر مقتل تسعة أشخاص، بينهم أربعة أطفال، وإصابة سبعة آخرين، بقصف مدفعي لـ"الدعم السريع" على الأحياء السكنية للمدينة بصورة عشوائية، وتم نقل المصابين إلى المستشفيات والمراكز الصحية لتلقي العلاج.
وذكر بيان للفرقة أن "قوات الجيش أثناء عمليات التمشيط بالمدينة، دمرت ثلاثة مركبات قتالية وعطلت أخرى وقتلت ستة من عناصر (الدعم السريع)".
من جهتها قالت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر إن المتحركات العسكرية بدأت الزحف نحو إقليم دارفور، وأن المعركة على وشك أن تطرق الأبواب.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأشارت التنسيقية في تدوينة على "فيسبوك" إلى أن "المعركة الحالية في دارفور ليست معركة من أجل موارد أو نفوذ أو سلطة، بل هي معركة وجود وكرامة".
ومنذ الـ10 من مايو 2024 تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" على رغم تحذيرات دولية من خطورة المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
وضع كارثي
إلى ذلك حضت الممثل المقيم للأمم المتحدة في السودان كلمينتين نكويتا سلامي إلى وقف عاجل للقتال في ولاية شمال دارفور والتهدئة بما يتيح إيصال المساعدات المنقذة للحياة.
وأفادت سلامي على حسابها في منصة ""إكس" بأن "الوضع في مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين اللذين يقعان قرب الفاشر كارثي، إذ إن المدنيين محاصرون ولا يمكن أن تصل المساعدات إلى الذين في أمس الحاجة إليها".
ولفتت إلى ضرورة وقف إطلاق النار بصورة فورية والتوافق على هدنة إنسانية لإيصال المساعدات المنقذة للحياة.
ولا يزال 180 ألف نازح عالقين في مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومتراً جنوب غربي الفاشر الذي سيطرت عليه قوات "الدعم السريع" في 14 أبريل (نيسان) الماضي، بعد أشهر من القصف المدفعي والتوغل البري المتقطع، في حين فر 83 ألف فرد من جملة 406 آلاف شخص نزحوا من مخيم زمزم إلى الفاشر، التي يعيش سكانها تحت وقع أزمة قاسية جراء شح الغذاء ونقص المياه وانعدام الأدوية نتيجة للحصار الذي تفرضه قوات "الدعم السريع" على المدينة منذ عام.
ويؤوى مخيم أبو شوك 190 ألف نازح يعانون القصف المتواصل الذي تشنه "الدعم السريع" بصورة شبه يومية، مما فاقم من أزماتهم الإنسانية.
وتشير الأمم المتحدة إلى أن إقليم دارفور يواجه أزمة إنسانية مروعة، حيث يحتاج 79 في المئة من سكانه إلى مساعدات إنسانية وحماية.
محور أم درمان
أما في محور أم درمان فتمكن الجيش وحلفائه أمس من السيطرة على حي الصالحة بجنوب الولاية، ويعد أحد المعاقل الرئيسة لقوات "الدعم السريع".
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن وحدات الجيش فرضت في الوقت نفسه سيطرتها الكاملة على منطقة البنك العقاري التي تقع في أقصى غرب أم درمان، فضلاً عن تطهير منطقة الشقلة بالكامل، بما في ذلك السوق، وصولاً إلى البوابة الغربية لجامعة أم درمان الإسلامية، وهي خطوة تمهد لإعلان تحرير الولاية بأكملها قريباً.
وبحسب المصادر فإن هذه الانتصارات جاءت بعد معارك عنيفة خاضتها القوات المسلحة ضد عناصر "الدعم السريع" الذين تمركزوا سابقاً في مناطق حيوية في غرب وجنوب المدينة (أم درمان)، مشيرة إلى أن تقدم الجيش في هذه المناطق يعد اختراقاً مهماً للمواقع التي كانت تتحصن فيها قوات "الدعم السريع".
وتأتي هذه التطورات وسط تصعيد كبير في المعارك داخل العاصمة الخرطوم وولاياتها، بخاصة أم درمان، حيث يخوض الجيش معارك يومية لاستعادة السيطرة على أحياء حيوية من يد قوات "الدعم السريع".
احتواء الحرائق
في الأثناء أكدت قوات الدفاع المدني السودانية سيطرتها على حرائق مستودعات النفط ببورتسودان التي استهدفتها مسيرات "الدعم السريع" أخيراً.
وقال مدير الدفاع المدني السوداني الفريق عثمان العطا في تصريحات صحافية أمس إن قوات الدفاع المدني احتوت حرائق مدينة بورتسودان التي وقعت جراء استهداف قوات الدعم السريع للمستودعات الاستراتيجية ومرافق أخرى.
وأشار العطا إلى أنه تمت السيطرة تماماً على كل الحرائق بالمستودعات الاستراتيجية والمواقع المختلفة ببورتسودان، مؤكداً أن العمل أنجز في ظل ظروف بالغة التعقيد لوجود مخزونات نفطية بكميات كبيرة.
وبين أن فرق الإطفاء استخدمت مواد رغوية كثيفة بزوايا محددة وفق خطة عمل محكمة ومجهودات كبيرة بذلتها قوات الدفاع المدني.
وظلت الحرائق مشتعلة منذ الثلاثاء الماضي في المستودعات الاستراتيجية للوقود والمستودعات المملوكة للقطاع الخاص في بورتسودان، وتصاعد دخان كثيف تسبب في إخلاء بعض المساكن في حي ترانسيت القريب من هذه المستودعات.
وحلقت مسيرات "الدعم السريع" لليوم السابع في سماء بورتسودان العاصمة الموقتة للبلاد، لكن مضادات الجيش تصدت لها على الفور.
واعتمدت قوات "الدعم السريع" أخيراً بصورة لافتة على المسيرات في حربها مع الجيش السوداني، حيث استهدفت مدناً بولايات الشمالية ونهر النيل والبحر الأحمر وكوستي والنيل الأبيض، وهي مناطق خاضعة لسيطرة الجيش.
مخاوف دولية
في غضون ذلك أعربت جهات دولية متخصصة في مجال الصحة عن مخاوفها من توقف خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 من أصل 18 ولاية سودانية جراء ضعف التمويل.
وقالت منظمة الصحة ومجموعة الصحة في تقرير لهما إنه "بسبب خفض التمويل أصبح تقديم خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في 15 ولاية معرضاً للخطر".
وبين التقرير أن ذلك يؤثر في 1.2 مليون امرأة في سن الإنجاب و120 ألف امرأة حامل و24 ألف ناجية من العنف الجنسي. ونوه بأن خفض التمويل أدى إلى تعليق عمل العيادات المتنقلة وإغلاق مرافق الرعاية الصحية الأساسية، بما في ذلك الموجودة في المناطق التي يصعب الوصول إليها والمناطق التي تستضيف اللاجئين مثل مخيم الطنيدبة في القضارف.
وأكد التقرير أن تجميد التمويل لا يزال يؤثر في شركاء مجموعة الصحة وتقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث أثر في 13 شريكاً بصورة مباشرة و1.5 مليون شخص بصورة مباشرة، علاوة على 5 ملايين آخرين بصورة غير مباشرة في ظل التوقف التدريجي لدعم 335 مرفقاً صحياً.
وأشار التقرير إلى أن المرافق الأكثر تضرراً تقع في مخيمات النازحين ومواقع تجمع النازحين، مما يعرض حياة آلاف الأفراد إلى الخطر بسبب النقص الحاد في الكوادر الطبية والأدوية، كما جرى إغلاق أكثر من 200 مرفق صحي في الفاشر.
وتعرضت مرافق الرعاية الصحية والمستشفيات في الفاشر بولاية شمال دارفور إلى التدمير والقصف، فيما أغلق البعض نتيجة لشح الأدوية وانعدام الأمن جراء الاشتباكات التي تندلع بين الحين والآخر منذ عام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 20 دقائق
- Independent عربية
غضب دولي بعد طلقات إسرائيلية قرب دبلوماسيين أجانب بالضفة الغربية
نددت دول أوروبية وغربية أمس الأربعاء بواقعة إطلاق جنود إسرائيليين النار قرب وفد دبلوماسي في الضفة الغربية المحتلة، إذ استدعت إيطاليا وفرنسا سفيري تل أبيب لتوضيح ما حدث. وأقر الجيش الإسرائيلي بأن جنوده أطلقوا رصاصاً تحذيرياً بعدما "انحرف" الدبلوماسيون عن المسار المتفق عليه للجولة في شمال الضفة، مضيفاً أنه "يأسف للإزعاج الذي تسببت به الحادثة". وأشار إلى أنه لم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات. وعرض التلفزيون الإسرائيلي مقاطع ظهر فيها أشخاص يركضون نحو سيارات تحمل لوحات دبلوماسية بينما أمكن سماع دوي إطلاق نار. وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية أن الوفد كان "يقوم بجولة ميدانية في محيط مخيم (جنين) للاطلاع على حجم المعاناة الكبيرة التي يتعرض لها المواطنون في المحافظة"، ووصفت تصرفات الجيش الإسرائيلي بأنها انتهاك للقانون الدولي. وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا أدانت فيه الواقعة، مشيرة إلى أن السفير المصري في رام الله كان ضمن الوفد الدبلوماسي الزائر. ووصفت الواقعة بأنها "منافية لكافة الأعراف الدبلوماسية"، وطالبت الجانب الإسرائيلي "بتقديم التوضيحات اللازمة". كندا تطالب بـ"تحقيق معمق" دعت وزيرة الخارجية الكندية أنيتا أناند في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء إسرائيل إلى إجراء "تحقيق معمّق" و"محاسبة" المسؤولين عن واقعة الأعيرة التحذيرية التي أطلقها الجيش خلال زيارة يجريها دبلوماسيون أجانب إلى الضفة الغربية المحتلة. وكتبت أناند على منصة إكس "لقد طلبتُ من المسؤولين (في الوزارة) استدعاء السفير الإسرائيلي للتعبير عن المخاوف الخطيرة لكندا"، مشيرة إلى أنّ أربعة كنديين كانوا في عداد الدبلوماسيين الأجانب الذين أُطلقت باتجاههم الأعيرة النارية التحذيرية. كما أعلنت وزارة خارجية الأوروغواي أنّها استدعت الأربعاء السفيرة الإسرائيلية في مونتيفيديو ميخال هيرشكوفيتز "لتوضيح الحقائق المبلّغ عنها" في أعقاب إطلاق الجيش الإسرائيلي الأعيرة النارية التحذيرية باتجاه دبلوماسيين أجانب، بينهم سفير الدولة الواقعة في أميركا اللاتينية. وقالت الوزارة في بيان إن "وفداً من السلك الدبلوماسي المعتمد لدى دولة فلسطين، بمن فيهم سفير الأوروغواي فرناندو أرويو، هوجم بأعيرة نارية من قبل جنود إسرائيليين"، داعية تل أبيب إلى "التحقيق في هذه الواقعة" و"اتّخاذ التدابير اللازمة لضمان حماية (...) الطاقم الدبلوماسي". وأعلنت المكسيك الأربعاء أنّها ستطلب "توضيحات" من إسرائيل حول سبب إطلاق جيشها أعيرة نارية تحذيرية خلال زيارة قام بها دبلوماسيون أجانب، بينهم مكسيكيان. وقالت وزارة الخارجية المكسيكية على منصة إكس إنّه ليس هناك ما يفيد بأنّ الدبلوماسيين دخلوا إلى منطقة غير مرخّص لهم الدخول إليها، كما زعم الجيش الإسرائيلي لتبرير إطلاق ما أسماه "أعيرة تحذيرية". إيطاليا تطلب تفسيرات من جانبها، أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية أنها استدعت السفير الإسرائيلي في روما "للاحتجاج" و"طلب تفسيرات" عقب إطلاق قوات إسرائيل الأعيرة التحذيرية وقالت الخارجية الإيطالية في بيان إن الأمين العام للوزارة ريكاردو غواريغليا "احتج" و"رفض سلوك الجيش الإسرائيلي، معتبراً أنه من غير المقبول طرد وفد دبلوماسي مدني من منطقة تحت سيطرة الجيش باستخدام الأسلحة النارية". وأضاف "يتعيّن على إسرائيل أن توقف عملياتها العسكرية في غزة، وتركز على المفاوضات السياسية والدبلوماسية لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والتوصل إلى وقف لإطلاق النار يسمح بإحياء عملية السلام". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كذلك جددت إيطاليا دعوتها إلى فتح المعابر مع غزة "فوراً" "للسماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات الغذائية والصحية إلى السكان الفلسطينيين". وقالت الخارجية الإيطالية إن غواريغليا "أكد موقف الحكومة الإيطالية الذي يعتبر أن الشعب الفلسطيني نفسه هو ضحية إرهابيي حماس". واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنتونيو تاياني في وقت سابق الأربعاء أن الطلقات التحذيرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي باتّجاه دبلوماسيين في الضفة الغربية تهديدات "غير مقبولة". وذكر أنه تواصل مع نائب القنصل الايطالي اليساندرو توتينو و"هو بخير"، موضحا أن الأخير "كان بين الدبلوماسيين الذين تعرضوا لهجوم بإطلاق عيارات نارية قرب مخيم جنين للاجئين". وأثار ما حصل انتقادات عديدة، لا سيما من إسبانيا وألمانيا ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كلاس، فيما دعت تركيا إلى إجراء "تحقيق" سريع. وجاءت الحادثة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية حرب غزة مع انتظار الفلسطينيين الحصول على إمدادات حيوية بعد تخفيف الحصار المطبق على القطاع والمستمر منذ أكثر من شهرين. ووصف وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في منشور على إكس الحادثة بأنها "غير مقبولة"، في حين قال نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني إن سفير إسرائيل في إيطاليا سيتعين عليه تفسير تصرفاتها. واستنكرت وزارة الخارجية الألمانية ما وصفته "بإطلاق النار غير المبرر". وقالت إن الوفد المتوجه إلى مدينة جنين بالضفة الغربية مسجل رسميا ويقوم بأنشطة دبلوماسية بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي. وألمانيا حليف قوي لإسرائيل. الاتحاد الأوروبي يطالب بالتحقيق أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس أنها علمت بالواقعة التي حدثت خلال زيارة لدبلوماسيين دوليين نظمتها السلطة الفلسطينية. وقالت "نحث إسرائيل بالتأكيد على التحقيق في الواقعة ومحاسبة المسؤولين عنها وعن أي تهديدات لحياة الدبلوماسيين". وتأتي الواقعة في ظل تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف حربها في غزة والسماح بوصول المساعدات إلى السكان الذين يقول خبراء الأمم المتحدة إنهم على شفا المجاعة بعد حصار إسرائيلي استمر 11 أسبوعا. وطالبت كالاس أمس الثلاثاء بمراجعة اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل ردا على أفعالها في غزة، وهو ما يسلط الضوء على تنامي العزلة الدولية لإسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة المستمرة منذ 20 شهرا. وفي أنقرة، قالت وزارة الخارجية التركية إن إطلاق النار على الدبلوماسيين، وبينهم أتراك، "دليل آخر على تجاهل إسرائيل المنهجي للقانون الدولي وحقوق الإنسان". وقالت وزارة الخارجية الإسبانية إن أحد رعاياها كان ضمن مجموعة الدبلوماسيين ولم يصب بأذى. وأضافت في بيان "نحن على اتصال بالدول المتضررة الأخرى لتنسيق الرد المشترك على الواقعة، والتي نستنكرها بشدة". وقتل الجيش الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين ودمر الكثير من المنازل في الضفة الغربية منذ أن شن عملية في يناير (كانون الثاني) في جنين للقضاء على مسلحين.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
"اندبندنت عربية" تكشف هوية المنظمة البريطانية التي دربت الشرع سياسيا
كشفت مصادر مطلعة لـ"اندبندنت عربية" عن أن المنظمة البريطانية التي قدمت الدعم والتأهيل السياسي إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، هي منظمة "إنتر ميديت" ومقرها لندن. وكان السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد أشار في وقت سابق هذا الشهر إلى عمله مع المنظمة لتقديم المشورة للشرع قبل نحو عامين من إسقاطه نظام بشار الأسد. مؤسسها مستشار الأمن القومي البريطاني الحالي "إنتر ميديت" هي منظمة بريطانية غير حكومية متخصصة في الوساطة والتفاوض في النزاعات المعقدة وفق موقعها الرسمي الذي اطلعت عليه "اندبندنت عربية"، وأسسها عام 2011 جوناثان باول الذي شغل سابقاً منصب كبير الموظفين لدى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. وغادر جوناثان باول المنظمة في ديسمبر (كانون الأول) عام 2024 بعدما عيّنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر مستشاراً للأمن القومي، إذ يشرف على تنسيق ملفات السياسة الخارجية والأمن والدفاع والعلاقات الأوروبية والشؤون الاقتصادية الدولية من مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت". وشارك في تأسيس "إنتر ميديت" أيضاً الدبلوماسي البريطاني مارتن غريفيث، المبعوث الأممي السابق إلى اليمن، ووكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ حتى يوليو (تموز) عام 2024. متخصصة في عقد الحوارات السرية وتعرّف "إنتر ميديت" نفسها بأنها منظمة تركز على حل النزاعات الأكثر خطورة وتعقيداً والتي يصعب على منظمات أخرى العمل فيها. وبحسب موقعها، "تضم المؤسسة نخبة من أبرز خبراء التفاوض والحوار في العالم، وتعمل بفريق صغير ومرن يسعى إلى ملء الفراغ في مشهد حل النزاعات". وتؤكد المنظمة البريطانية أنها تسعى إلى إطلاق "حوارات مجدية وسرية"، بخاصة في الصراعات التي تفتقر إلى قنوات فاعلة، مما يبرر غموض دورها في سوريا. كما يفيد موقعها الرسمي بأنها "تعمل كمنصة تواصل لأطراف النزاعات حول العالم. وتعتمد على خبرة ومعرفة كبار السياسيين والدبلوماسيين والخبراء، وتستجيب لحاجات الأطراف من خلال مشاركة تجاربها في عمليات السلام السابقة". مديرة تنفيذية جديدة أصولها فلسطينية - يهودية وبالتزامن مع مغادرة باول، أعلن مجلس أمناء المنظمة تعيين كلير حجاج مديرة تنفيذية جديدة اعتباراً من الثاني من ديسمبر 2024، وبحسب موقع المنظمة، فإن حجاج من أصول فلسطينية ويهودية وانضمت إلى المنظمة عام 2018، حيث عملت كمديرة للسياسات ثم نائبة للرئيس التنفيذي، وكانت مسؤولة عن قيادة الاستراتيجية والإشراف على أبرز مشاريع في مناطق متعددة من العالم، من هايتي إلى غزة. وبدأت حجاج مسيرتها المهنية في مجال حل النزاعات والتفاوض ضمن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 2002، حيث عملت مع لجنة مكافحة الإرهاب. وعلى مدى أكثر من 20 عاماً، أسهمت في مفاوضات إنسانية وسياسية وأمنية في مناطق النزاع في العالم، بما في ذلك لبنان وكوسوفو والعراق وميانمار ونيجيريا وأفغانستان وباكستان. وعملت مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى العراق في ذروة التمرد بعد الغزو الأميركي. ويشير موقع "إنتر ميديت" أنها تسعى إلى الاستفادة من موارد المنظمات الكبرى، مثل الحكومات والمؤسسات الدولية التي تنفق مليارات الدولارات سنوياً للتعامل مع آثار النزاعات، عبر جهود حفظ السلام والتدخلات الإنسانية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) روبرت فورد يكشف عن كواليس الدور البريطاني وفي وقت سابق من هذا الشهر، كشف السفير الأميركي السابق لدى سوريا روبرت فورد خلال جلسة لـ"مجلس العلاقات الدولية في بالتيمور" عن أن منظمة بريطانية متخصصة في حل النزاعات، لم يسمِّها حينها، كانت وراء مبادرة لدمج أحمد الشرع في الحياة السياسية، بعد أعوام من انخراطه في جماعات مصنفة إرهابياً على المستوى الدولي. وأكد السفير السابق أنه كان متردداً في البداية في الانضمام إلى المبادرة ولقاء الشرع، لكنه وافق لاحقاً على تقديم المساعدة بدعوة من المنظمة البريطانية. مدينة حماة السورية وكان فورد أول دبلوماسي غربي يزور مدينة حماة السورية في بدايات الثورة عام 2011، في خطوة أثارت غضب النظام السوري، مما دفع واشنطن لاحقاً إلى سحبه لأسباب أمنية، وهو اليوم من أبرز الأصوات الأميركية في الشأن السوري، ويعمل باحثاً في عدد من مراكز الفكر والسياسات. من جانبها وصفت الرئاسة السورية تصريحات فورد حول لقاءاته مع الرئيس الشرع بأنها "غير صحيحة" وأن الجلسات التي حضرها كانت مخصصة لتجربة إدلب مع وفود أجنبية زائرة، مشيرة إلى أن الدبلوماسي المتقاعد كان ضمن وفد تابع لمنظمة بريطانية للدراسات والأبحاث. وحاولت "اندبندنت عربية" التواصل مع منظمة "إنتر ميديت"، لكنها لم تتلقَّ رداً. دور المنظمات غير الحكومية وعن دور المنظمات غير الحكومية، أشار الباحث في الشأن السوري تشارلز ليستر إلى أن منظمات عدة غير حكومية مرموقة شاركت خلال الأعوام الأخيرة في حوارات مع الأطراف السورية، ولا يقتصر ذلك على "هيئة تحرير الشام" آنذاك بقيادة الشرع، بل حتى مع نظام الأسد و"قوات سوريا الديمقراطية"، بهدف فهم أجنداتهم السياسية وإشراكهم في المفاوضات. أضاف، "بصفتي شخصاً قضى سنوات طويلة منضوياً بعمق في إدارة مثل هذه الحوارات في الماضي، أستطيع أن أؤكد بثقة أن هذه العمليات تقوم بدور بالغ الأهمية في تمهيد الطريق نحو تفاهم أفضل، بعيداً من انعدام الثقة والعداء، وفي نهاية المطاف بناء الثقة اللازمة لتحقيق تقدم دبلوماسي حقيقي".


الموقع بوست
منذ 3 ساعات
- الموقع بوست
علي محسن الأحمر: الوحدة اليمنية جاءت تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات
أكد نائب رئيس الجمهورية السابق، علي محسن الأحمر، أن الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو 1990م، جاءت تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، داعيا للإحتفاء بالوحدة اليمنية لا كذكرى عابرة، بل كعهدٍ متجدد ومسؤولية وطنية، وركيزة لا غنى عنها لمستقبل اليمنيين جميعًا. وقال الأحمر في منشور له على منصة إكس: "في هذا اليوم الخالد من تاريخ أمتنا اليمنية، الثاني والعشرين من مايو، نستحضر بكل فخر واعتزاز في الذكرى الـ35 لتحقيق الوحدة اليمنية المباركة عام 1990م؛ ذلك المنجز الوطني العظيم الذي جسّد إرادة شعبٍ عريقٍ ناضل طويلاً من أجل كرامته وحريته ووحدته، وراكم عبر تاريخه الطويل محطاتٍ نضاليةً كانت الوحدة فيها روحًا وثقافةً قبل أن تكون صيغةً سياسية أو اتفاقًا دستوريًا". وأضاف: "لقد جاءت وحدة مايو تتويجًا لتاريخٍ مشتركٍ من النضال والتضحيات، وحصيلة طبيعية لوحدةٍ سبقت الإعلان، وتمثلت في تلاحم أبناء الشعب اليمني، شمالًا وجنوبًا، وشرقًا وغربًا، حين تعاضدت صنعاء وتعز وعدن وكل مدن اليمن، في مقارعة الإمامة والاستعمار، وتكامل دورها في نصرة الحركات الوطنية". وأشار إلى "أنه لم يكن حصار السبعين يومًا في صنعاء إلا اختبارًا آخر لوحدة المصير، حين نظر المدافعون عنها إلى عدن وتعز كمراكز بديلة في حال سقوط العاصمة بيد الإمامة، في دلالة عميقة على أن الجغرافيا كانت واحدة، كما كانت الدماء والغايات واحدة". وأوضح أن يوم 22 مايو "يوم للنصر حيث لم يكن يومًا عسكريًا، بل كان في جوهره انتصارًا للهوية الواحدة، ولإرادة التعايش، ولعزيمة البقاء كيانًا وطنيًا جامعًا لا يقبل التشظي ولا الانكسار". ولفت إلى نماذج أخرى من التوحد العربي، مستدلا بنموذج "مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي نشأ في حقبة متقاربة مع الوحدة اليمنية، وسط موجة من المحاولات لتشكيل تكتلات ومجالس عربية آنذاك، لم يُكتب لها النجاح والاستمرار؛ لافتقادها إلى الرؤية العملية وحكمة المبدأ في البناء والتكامل". وأكد أن مجلس التعاون الخليجي، "أثبت نجاحه وتماسكه بوصفه أنجح نموذج للتكامل الإقليمي العربي، حيث استطاع أن يوحّد الإرادة، وينسّق السياسات، ويصوغ أهدافًا مشتركة بين دوله، حتى غدت دول الخليج — وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة — نماذج للنهضة والتنمية والإنجاز في مختلف القطاعات، مما أثار إعجاب المراقبين وصنّاع القرار في العالم". وأوضح أنه إذ أشار إلى هذه التجارب، ـ مجلس التعاون ـ "فليس من باب المقارنة، بل من باب التذكير بأن الوحدة والتكامل حين تقترن بالإرادة والرؤية، فإنها تصنع الفارق وتخلق الفُرص، وتفتح آفاق التقدّم والتنمية". ولفت إلى أن "الأمن والاستقرار والنهضة في يمن اليوم، لن يُبنى إلا على إدراك قيمة هذه الوحدة، ووعي الشعب بحتمية تكامل كل مدن ومحافظات اليمن وعلى رأسها، هذه المدن الثلاث: عدن وصنعاء وتعز، إلى جوار حضرموت التاريخ، كركائز أصيلة في استعادة الدولة، وتثبيت السلم، وتحقيق التنمية".