#أحدث الأخبار مع #منظمةزينبIndependent عربية٠٨-٠٥-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةنساء سودانيات يشاركن في صناعة السلام وإخماد نيران الفتنقادت نساء سودانيات أدواراً محورية وغير مرئية في بناء وتهيئة مناخ السلام خلال فترات النزاعات المسلحة التي شهدتها البلاد، بخاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى وجود الدولة ومؤسساتها، وذلك بين مجموعات إثنية واجهت صراعات حادة ارتكزت على الحوار المجتمعي، من خلال تشكيل مجموعات محلية ودعوتها إلى حلقات نقاش غير رسمية تدور حول فنجان شاي أو قهوة، بهدف خلق مساحات آمنة للنقاش وتبادل الرؤى. كذلك شملت تلك الأدوار تقديم الدعم النفسي والمساعدات الإنسانية (الإغاثة) وترميم النسيج الاجتماعي، فضلاً عن وقوف تلك القيادات النسوية في المساحات الفاصلة بين النزاع والسلام، إذ شكلن خط الدفاع الأول في وجه الانهيار بإطفاء نيران الفتن، وبذل كثير من الجهود من أجل استقرار آلاف الأسر. صناعة السلام رئيسة منظمة "زينب لتنمية وتطوير المرأة"، فاطمة أحمد، أشارت إلى أن "النساء المشاركات في عمليات فض النزاع يُخترن بعناية، وغالباً ما يكنّ من القياديات المؤثرات في مجتمعاتهن، ممن يحملن رغبة صادقة في إعادة الاستقرار وتعزيز التعايش السلمي". وتضيف "تلعب هؤلاء النساء دوراً محورياً في تسهيل الحوار والاستماع إلى مقترحات المشاركين والمشاركات وقيادة مسارات المصالحة". وتابعت أحمد "من المؤكد أن وجود النساء في طليعة جهود بناء السلام يُحدث فارقاً كبيراً، لما يتمتعن به من صبر ومرونة وقدرة على الإصغاء وتقبّل الآخر. كذلك فإن التزامهن العالي يعزّز من فرص نجاح تلك المبادرات واستدامتها". وتشير إلى أن "معسكرات النزوح لم تكن بمعزل عن هذه الجهود، إذ نُفذت فيها برامج لفض النزاعات بمشاركة نساء نزحن من مناطق الصراع، على رغم التحديات المتعددة، وعلى رأسها تهميش بعض الجهات الرسمية لأدوار النساء أو تقليلها من شأنهن". المشاركات في عمليات فض النزاع يُخترن بعناية وغالباً ما يكنّ من القياديات المؤثرات في مجتمعاتهن (أ ف ب) وزادت رئيسة المنظمة بالقول "الحضور النسائي في لجان المصالحة يُسهم كذلك في تسريع الوصول إلى الحلول وتثبيتها على المدى الطويل، لما لديهن من وعي عميق بجذور النزاعات وطرق معالجتها. كذلك شاركن في برامج إعادة دمج للشباب والنساء المجندين سابقاً، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR Sudan". وأشارت أحمد إلى أن "الحكومة لم تنجح في التواجد بفاعلية لتحقيق أهداف فض النزاعات وبسط الأمن، لكن على رغم غياب الدعم الحكومي، حصلت بعض المبادرات على دعم من منظمات دولية، بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة. بالتالي يظل السياق محفوفاً بالتحديات، أبرزها تصاعد خطاب الكراهية والتحريض القبلي، ما يهدد استقرار المجتمعات الهشة، وعليه لا بد من استمرار الجهود من خلال التواصل مع المؤثرين محلياً وإعلامياً لتعزيز ثقافة السلم الأهلي". جهود إنسانية في السياق، أكدت المتطوعة في مجال العمل الاجتماعي والخدماتي رميساء الباهي أن "النساء كنّ في طليعة الاستجابة الإنسانية منذ بداية الأزمة، وشاركن في تنظيم مراكز الإيواء وتقديم الدعم النفسي وتنسيق جهود الإغاثة". وأضافت الباهي "لم تكن النساء مجرد مستفيدات من المساعدات، بل فاعلات أساسيات، تمكن من الاستجابة باحترافية لحاجات الأسر، خصوصاً النساء والأطفال. وتميّزت المبادرات النسائية بالمرونة والحساسية تجاه الحاجات الخاصة، وارتكزت على علاقات ثقة متبادلة داخل المجتمع". وأردفت "النساء تولّين مسؤوليات إدارية وميدانية داخل مراكز الإيواء، شملت تنسيق الإقامات وتوزيع المواد الغذائية وتقديم التوعية والرعاية للفئات الأكثر هشاشة. كما قادت بعضهن لجاناً نسوية لإدارة العمل داخل عدد من المراكز بكفاءة". ولفتت المتطوعة في العمل الاجتماعي والخدماتي إلى أن "التحديات كانت جسيمة... فثقافياً، واجهنا تحفظات مجتمعية على عمل المرأة في الميدان، ولوجستياً، عانينا من ضعف البنية التحتية وقلة الموارد وصعوبة التنقل. أما أمنياً، فتعرضنا لتهديدات مباشرة وقيود حالت دون الوصول إلى بعض المناطق". تلعب النساء دوراً محورياً في تسهيل الحوار والاستماع إلى مقترحات المشاركين والمشاركات وقيادة مسارات المصالحة (أ ف ب) تجارب ميدانية من جانبها، أفادت الاختصاصية النفسية نفيسة آدم بأن "الدعم الذي قدمته المجموعات النسوية اتخذ أشكالاً متنوعة، منها جلسات جماعية للنساء لتبادل القصص، وأنشطة ترفيهية للأطفال كالرسم والغناء، وجلسات استماع فردية مع أمهات وناجيات من العنف، كذلك نظمت بعض النساء حلقات ذكر ودعاء، واستخدمن الحرف اليدوية كوسيلة للتفريغ النفسي. وعلى رغم أن هذه الجهود بدأت عفوية، فإنها تطورت إلى مبادرات منظمة". وواصلت آدم "أنشأنا مجموعات دعم صغيرة داخل الأحياء، ثم لجاناً نسوية للتعامل مع المجتمع وتوفير بيئة مستقرة نفسياً". مشيرة إلى أن الفئات الأكثر هشاشة كانت الأطفال، ثم الأمهات والناجيات من العنف، وأحياناً حتى الرجال لجأوا إلى النساء للبوح في ظل غياب الدعم المؤسساتي". وأكدت أن "النساء اعتمدن على خبراتهن الشخصية، وتبادلن المهارات مثل الإصغاء الفعّال وتقنيات التنفّس، واستخدمن الموروث الديني والثقافي لتعزيز الصمود". ونوهت الاختصاصية النفسية إلى أن الحرب خلّفت آثاراً نفسية عميقة مثل القلق والأرق والاكتئاب. وأنه "على رغم كل ذلك، قاومت النساء هذه المشاعر بالقوة الجماعية وبمحاولات إعادة خلق حياة طبيعية وسط الفوضى"، محددة التحديات التي واجهتهن لتقديم هذا الدعم، في غياب التدريب وضغط المسؤوليات وغياب الخصوصية، فضلاً عن ضعف الوعي بأهمية الدعم النفسي، والذي عُدّ في بعض الأحيان ترفاً لا ضرورة له. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حق مهدور في حين رأى الناشط السياسي حمد خليفة أن "الثقافة الذكورية في المشهد السياسي تُقصي النساء حتى عندما يكنّ في طليعة العمل المجتمعي، فيما تُغيّب أصواتهن في اتفاقيات السلام الرسمية على رغم كونهن الأكثر تأثراً بالحرب". وأضاف خليفة "المجتمع السوداني لا يعترف بالمجهود المجتمعي كعمل سياسي، في حين أن التضامن المجتمعي والدعم النفسي والإغاثة، كلها أدوات نضال مدني تُسهم في الحفاظ على تماسك المجتمعات وتقدمها". ومضى الناشط السياسي في القول "لا أحد ينكر جهود المرأة السودانية بخاصة الناشطات في العمل المجتمعي، وشاهدنا أدوارهن العظيمة خلال هذه الحرب، يمتلكن طاقة وحيوية وتفاعلاً غير محدود، ودائماً يعملن في صمت وتفاني وجودة في الأداء".
Independent عربية٠٨-٠٥-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةنساء سودانيات يشاركن في صناعة السلام وإخماد نيران الفتنقادت نساء سودانيات أدواراً محورية وغير مرئية في بناء وتهيئة مناخ السلام خلال فترات النزاعات المسلحة التي شهدتها البلاد، بخاصة في المناطق النائية التي تفتقر إلى وجود الدولة ومؤسساتها، وذلك بين مجموعات إثنية واجهت صراعات حادة ارتكزت على الحوار المجتمعي، من خلال تشكيل مجموعات محلية ودعوتها إلى حلقات نقاش غير رسمية تدور حول فنجان شاي أو قهوة، بهدف خلق مساحات آمنة للنقاش وتبادل الرؤى. كذلك شملت تلك الأدوار تقديم الدعم النفسي والمساعدات الإنسانية (الإغاثة) وترميم النسيج الاجتماعي، فضلاً عن وقوف تلك القيادات النسوية في المساحات الفاصلة بين النزاع والسلام، إذ شكلن خط الدفاع الأول في وجه الانهيار بإطفاء نيران الفتن، وبذل كثير من الجهود من أجل استقرار آلاف الأسر. صناعة السلام رئيسة منظمة "زينب لتنمية وتطوير المرأة"، فاطمة أحمد، أشارت إلى أن "النساء المشاركات في عمليات فض النزاع يُخترن بعناية، وغالباً ما يكنّ من القياديات المؤثرات في مجتمعاتهن، ممن يحملن رغبة صادقة في إعادة الاستقرار وتعزيز التعايش السلمي". وتضيف "تلعب هؤلاء النساء دوراً محورياً في تسهيل الحوار والاستماع إلى مقترحات المشاركين والمشاركات وقيادة مسارات المصالحة". وتابعت أحمد "من المؤكد أن وجود النساء في طليعة جهود بناء السلام يُحدث فارقاً كبيراً، لما يتمتعن به من صبر ومرونة وقدرة على الإصغاء وتقبّل الآخر. كذلك فإن التزامهن العالي يعزّز من فرص نجاح تلك المبادرات واستدامتها". وتشير إلى أن "معسكرات النزوح لم تكن بمعزل عن هذه الجهود، إذ نُفذت فيها برامج لفض النزاعات بمشاركة نساء نزحن من مناطق الصراع، على رغم التحديات المتعددة، وعلى رأسها تهميش بعض الجهات الرسمية لأدوار النساء أو تقليلها من شأنهن". المشاركات في عمليات فض النزاع يُخترن بعناية وغالباً ما يكنّ من القياديات المؤثرات في مجتمعاتهن (أ ف ب) وزادت رئيسة المنظمة بالقول "الحضور النسائي في لجان المصالحة يُسهم كذلك في تسريع الوصول إلى الحلول وتثبيتها على المدى الطويل، لما لديهن من وعي عميق بجذور النزاعات وطرق معالجتها. كذلك شاركن في برامج إعادة دمج للشباب والنساء المجندين سابقاً، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP وبرنامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الدمج DDR Sudan". وأشارت أحمد إلى أن "الحكومة لم تنجح في التواجد بفاعلية لتحقيق أهداف فض النزاعات وبسط الأمن، لكن على رغم غياب الدعم الحكومي، حصلت بعض المبادرات على دعم من منظمات دولية، بينها منظمات تابعة للأمم المتحدة. بالتالي يظل السياق محفوفاً بالتحديات، أبرزها تصاعد خطاب الكراهية والتحريض القبلي، ما يهدد استقرار المجتمعات الهشة، وعليه لا بد من استمرار الجهود من خلال التواصل مع المؤثرين محلياً وإعلامياً لتعزيز ثقافة السلم الأهلي". جهود إنسانية في السياق، أكدت المتطوعة في مجال العمل الاجتماعي والخدماتي رميساء الباهي أن "النساء كنّ في طليعة الاستجابة الإنسانية منذ بداية الأزمة، وشاركن في تنظيم مراكز الإيواء وتقديم الدعم النفسي وتنسيق جهود الإغاثة". وأضافت الباهي "لم تكن النساء مجرد مستفيدات من المساعدات، بل فاعلات أساسيات، تمكن من الاستجابة باحترافية لحاجات الأسر، خصوصاً النساء والأطفال. وتميّزت المبادرات النسائية بالمرونة والحساسية تجاه الحاجات الخاصة، وارتكزت على علاقات ثقة متبادلة داخل المجتمع". وأردفت "النساء تولّين مسؤوليات إدارية وميدانية داخل مراكز الإيواء، شملت تنسيق الإقامات وتوزيع المواد الغذائية وتقديم التوعية والرعاية للفئات الأكثر هشاشة. كما قادت بعضهن لجاناً نسوية لإدارة العمل داخل عدد من المراكز بكفاءة". ولفتت المتطوعة في العمل الاجتماعي والخدماتي إلى أن "التحديات كانت جسيمة... فثقافياً، واجهنا تحفظات مجتمعية على عمل المرأة في الميدان، ولوجستياً، عانينا من ضعف البنية التحتية وقلة الموارد وصعوبة التنقل. أما أمنياً، فتعرضنا لتهديدات مباشرة وقيود حالت دون الوصول إلى بعض المناطق". تلعب النساء دوراً محورياً في تسهيل الحوار والاستماع إلى مقترحات المشاركين والمشاركات وقيادة مسارات المصالحة (أ ف ب) تجارب ميدانية من جانبها، أفادت الاختصاصية النفسية نفيسة آدم بأن "الدعم الذي قدمته المجموعات النسوية اتخذ أشكالاً متنوعة، منها جلسات جماعية للنساء لتبادل القصص، وأنشطة ترفيهية للأطفال كالرسم والغناء، وجلسات استماع فردية مع أمهات وناجيات من العنف، كذلك نظمت بعض النساء حلقات ذكر ودعاء، واستخدمن الحرف اليدوية كوسيلة للتفريغ النفسي. وعلى رغم أن هذه الجهود بدأت عفوية، فإنها تطورت إلى مبادرات منظمة". وواصلت آدم "أنشأنا مجموعات دعم صغيرة داخل الأحياء، ثم لجاناً نسوية للتعامل مع المجتمع وتوفير بيئة مستقرة نفسياً". مشيرة إلى أن الفئات الأكثر هشاشة كانت الأطفال، ثم الأمهات والناجيات من العنف، وأحياناً حتى الرجال لجأوا إلى النساء للبوح في ظل غياب الدعم المؤسساتي". وأكدت أن "النساء اعتمدن على خبراتهن الشخصية، وتبادلن المهارات مثل الإصغاء الفعّال وتقنيات التنفّس، واستخدمن الموروث الديني والثقافي لتعزيز الصمود". ونوهت الاختصاصية النفسية إلى أن الحرب خلّفت آثاراً نفسية عميقة مثل القلق والأرق والاكتئاب. وأنه "على رغم كل ذلك، قاومت النساء هذه المشاعر بالقوة الجماعية وبمحاولات إعادة خلق حياة طبيعية وسط الفوضى"، محددة التحديات التي واجهتهن لتقديم هذا الدعم، في غياب التدريب وضغط المسؤوليات وغياب الخصوصية، فضلاً عن ضعف الوعي بأهمية الدعم النفسي، والذي عُدّ في بعض الأحيان ترفاً لا ضرورة له. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حق مهدور في حين رأى الناشط السياسي حمد خليفة أن "الثقافة الذكورية في المشهد السياسي تُقصي النساء حتى عندما يكنّ في طليعة العمل المجتمعي، فيما تُغيّب أصواتهن في اتفاقيات السلام الرسمية على رغم كونهن الأكثر تأثراً بالحرب". وأضاف خليفة "المجتمع السوداني لا يعترف بالمجهود المجتمعي كعمل سياسي، في حين أن التضامن المجتمعي والدعم النفسي والإغاثة، كلها أدوات نضال مدني تُسهم في الحفاظ على تماسك المجتمعات وتقدمها". ومضى الناشط السياسي في القول "لا أحد ينكر جهود المرأة السودانية بخاصة الناشطات في العمل المجتمعي، وشاهدنا أدوارهن العظيمة خلال هذه الحرب، يمتلكن طاقة وحيوية وتفاعلاً غير محدود، ودائماً يعملن في صمت وتفاني وجودة في الأداء".