logo
#

أحدث الأخبار مع #منيرالحافي

شاويش على الكورنيش
شاويش على الكورنيش

صوت لبنان

time١٧-٠٤-٢٠٢٥

  • صوت لبنان

شاويش على الكورنيش

الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: mounirhafi@ X, Facebook, Instagram لا شك أن الكثير من المستمعين الكرام، يتذكرون شخصية الشاويش في الأفلام المصرية القديمة، وهو ذاك الرقيب العسكري ذو الشخصية الشديدة، يجول في الشوارع، ليلاً ونهاراً لضبط الأمن والقبض على المتلبّسين أو المشكوك بسلوكهم، أو الذين يزعجون الناس بالتعديات على أنواعها. تذكرتُ صورة «الشاويش» أكثر من مرة خلال زياراتي لكورنيش بيروت البحري، الفريد من نوعه في لبنان بل في العالم العربي، والذي يفتقر إلى وجود رقيب. يمتد كورنيش بيروت البحري من السان جورج في ميناء الحصن، وصولاً إلى الرملة البيضاء. ويمكن اعتبارُه منطقة حيوية جداً في بيروت، إذ إنه المتنفس الأساسي للناس، بفعل اجتياح الباطون لمدينتنا الجميلة والنقص الفاضح في الحدائق العامة والخاصة. لكنّ هذا المتنفس يحتاج إلى تنظيم ورعاية، ووجود الدولة وبلدية بيروت، ويحتاج إلى شاويش! على كورنيش بيروت البحري، توجد تعديات كثيرة تحتاج إلى حلول. أول ما يحتاجه الكورنيش، وجود الشرطة بشكل علني واضح للعيان، سواء من قوى الأمن الداخلي أو حرس بلدية بيروت. وجود الشرطة يفرض الأمن ويعطي الأمان للناس. إذ إن العديد من مرتادي الكورنيش، هم من الخارجين عن القانون أو المزعجين أو الذين يتوجهون إلى الكورنيش بغرض السكر أو التعدي على السيدات والفتيات. وسأذكر بعض المناظر المزعجة والخطيرة. - الشبان المتعرون الذين يقطعون الحاجز الحديدي (الدرابزون) للقفز نحو البحر. يعرّض هؤلاء أنفسهم للخطر. وكم من شاب أعلنت وفاته جراء سقوطه على الصخور. - وجود حفر مخصصة للشجر على الرصيف، لكنها مفتوحة من دون أشجار مما يعرض الناس لخطر الوقوع. الأشجار نفسها على الكورنيش تحتاج إلى تنظيم وإعادة تهذيب. - عواميد الكهرباء على الكورنيش تحتاج إلى إضاءة. العواميد وفوانيس الإضاءة موجودة، من دون لمبات. الكورنيش مظلم في الليل. - فلتان البائعين خصوصاً من فئة الصغار. يبيعون أوراق اليانصيب أو الورود أو القهوة أو المأكولات بشكل غير شرعي. أما المتسولون غير الشرعيين فيكتسحون كل بيروت وكورنيشها.- مصيبة الكورنيش، هي استقدام الناس للنراجيل ذات التنباك المعسّل، التي تنتج دخاناً مزعجاً يدخل إلى أنفاس الناس الذين يمارسون رياضة المشي أو الجري. ناهيك عن مناقل الفحم المشتعل الذي يتطاير نحو الناس ومنهم أطفال. - يجب إعادة تجهيز المقاعد المخصصة للناس. تحتاج مقاعد الخشب والحديد إلى طلاء والسيراميك إلى صيانة. كذلك يجب إجراء الصيانة اللازمة لأرضية الأرصفة. - العمال المولجون تنظيف الكورنيش يعملون جهدهم للتنظيف لكن مطلوب من الناس أن يعملوا واجبهم المدني بإلقاء النفايات في السلال المخصصة لها، لا على الكورنيش أو على البحر. هناك نقص في السلال المخصصة للنفايات على الكورنيش. - البحر نفسه يتم تلويثه من قبل كثيرين، أو من قبل المجاري الصحية التي تصب فيه. وهذا التلوث يجب وقفه فوراً. - قيام بعض أصحاب الدراجات النارية بالسير على الرصيف مما يعرض الناس لخطر الإصابة.- يجب تنظيم سير الدراجات الهوائية والسكوتر على الرصيف عبر مسار خاص أو في أوقات معينة. - يجب منع الصيد من الرصيف. قبل مدة تضرر أحد الأشخاص بشدة، جراء دخول صنارة الصيد في رقبته. - اصطحاب بعض السيدات والرجال، كلابهم معهم. بعض الكلاب الكبيرة تكون خطيرة تخيف الأطفال. ناهيك عن مسألة القذارة التي تخرج من الكلاب على الرصيف ولا يقوم أصحابها بلمّ قاذوراتها. هذا الأمر موجود في كل شوارع بيروت. - هناك أشخاص يصفّون سياراتهم على الكورنيش ويرفعون أصوات الموسيقى الصاخبة المزعجة جداً للناس. - التعديات على الأملاك البحرية متواجدة في أكثر من موقع على كورنيش بيروت. يطول الكلام في مشاكل كورنيش البحر. لكن للموضوع تتمة في حلقات أخرى، آملاً أن تعمل الوزارات المعنية، والمجلس البلدي الجديد والمحافظ الذي سيتم تعيينه، على إعادة النظام لكورنيش البحر، وأن نرى رجال أمن ظاهرين يحمون الناس ويمنعون التعديات نهاراً وليلاً في بيروت وكورنيشها. الكورنيش يحتاج إلى شاويش.

سلام بالإكراه
سلام بالإكراه

صوت لبنان

time٠٣-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صوت لبنان

سلام بالإكراه

الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: @mounirhafi X, Facebook, Instagram ننشغلُ كلبنانيين، مرةً أخرى، بمخاوفَ من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعدما تخطى العدوانُ حدود الجنوب نحو ضاحية بيروت الجنوبية. فإذا بتدمير المباني واغتيال الأشخاص يطال حدود العاصمة من جديد. الجيش الإسرائيلي لم يوقف خروقاته لاتفاق وقف الأعمال الحربية منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، وأحصى لبنان مئات الخروقات من جانب العدو. إسرائيل تدّعي أنها تفعل ذلك لأن حزب الله يخرق الاتفاق. إسرائيل مرتاحة على وضعها. الولايات المتحدة الأميركية تدعمها، والمجتمع الدولي مقسوم، وكل جهة مهتمة بأوضاعها الخاصة. كل فريق يريد أن «يخلّص بحاله» في ظل هذه الانقسامات السياسية غير المسبوقة، حتى ضمن الكيانات الواحدة أو المتحالفة. لبنان، يحاول عبر دولته رفع الصوت لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. الرئيس جوزاف عون الذي التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع الماضي، أدان بشدة الضربات الإسرائيلية على لبنان وكان لافتاً كلامه: «إن لم تكن الولايات المتحدة وفرنسا قادرتين على تأمين ضمانات، فمن يمكنه تأمين ضمانات» بشأن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار. الرئيس عون استبعد من فرنسا أن يكون حزب الله مسؤولاً عن إطلاق صواريخ بدائية الصنع باتجاه إسرائيل مرتين في فترتين زمنيتين متقاربتين. لذلك ينتظر اللبنانيون والعالم نتائج التحقيقات لكشف هوية الأشخاص والجهة أو الجهات التي تقف وراء إطلاق الصواريخ. وإن كان بعض المحللين يرون أن التصعيد هو من مصلحة إيران، التي ترسل رسالة للولايات المتحدة عبر الحدود اللبنانية بأنها ما زالت تمسك بورقة ضغط على الحدود. فيما يرى آخرون أن من مصلحة إسرائيل نفسها أن تبقي على ورقة خرق حزب الله للاتفاق، كي تظل تقصف الأراضي اللبنانية في الجنوب والبقاع والضاحية وتغتال من تراه مضراً أو متربصاً بأمنها القومي. التصعيد العسكري الإسرائيلي يترافق مع ضغط أميركي يقضي بضرورة قبول لبنان الجلوس مع إسرائيل في محاولة للتطبيع بين البلدين. تريد أميركا ثلاث لجان، واحدة سياسية وأخرى دبلوماسية، وثالثة عسكرية لبحث القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل. الأسرى اللبنانيون لدى قوات الاحتلال، وتحديدُ الحدود المشتركة، وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان. طبعاً لبنان لا يستطيع أن يقبل بالتطبيع لأسباب كثيرة، أولاها أن إسرائيل عدو يطمع بأرضه كما فلسطين وغيرهما. وثانيها، أن آثار الاعتداءات الإسرائيلية ما زال اللبنانيون يعانون منها كل يوم. وثالثها، أن لبنان لا يستطيع أن يجاري المطبعين من إخوانه العرب، فظروفه السياسية غير مؤاتية، ووجود حزب الله في لبنان، يمنع لبنان الرسمي من التفكير في القيام بخطوة كهذه. أميركا وحلفاؤها يرون أن من مصلحة لبنان الجلوس سريعاً إلى طاولة المفاوضات حتى وإن أتت النتائج في مرحلة لاحقة. وعلى ما يبدو فإن أميركا-ترامب سوف تنهي الملفات العالقة في المنطقة بمنطق استمرار الضغط. في غزة، يعود الجيش الإسرائيلي إلى الحرب، فيما يتولى الجيش الأميركي ضرب الحوثيين في اليمن. أما «أم الممانعة» إيران، فإن رسالة الرئيس دونالد ترامب المكتوبة للمرشد، كانت واضحة المعالم. «نحن نحترمكم لكننا نحذركم». الوقت المعطى لإيران كي توافق على اتفاق نووي، قصير ولا يتعدى شهر أيار المقبل. إقبلوا بشروط الولايات المتحدة وإلا فإن الضربات العسكرية ستنال منكم. طبعاً إن ضرب إيران ليس كضرب اليمن عسكرياً. لطالما هددت إيران بأنها ستشعل المنطقة إذا تم الهجوم عليها، وكذلك حذرت روسيا من مغبة الحل العسكري للموضوع النووي الإيراني، متخوفة من نتائج كارثية على المنطقة وربما على العالم. تستمر العمليات العسكرية في غزة واليمن ولبنان. رأيي، أنه آن الأوانُ كي يسود العدل ونُعطى حقنا في العيش بأمن وسلام. أمنٌ ترعاه الشرعية الدولية والقانون الذي وضعته الأمم المتحدة، وسلامٌ لا يكون بالإكراه واستمرارِ القتل والدماء والتمييز الفاضح بين الشعوب، فيكون شعب إسرائيلي مدعوم، وشعب عربي محروم.

ربيع لبنان
ربيع لبنان

صوت لبنان

time٢٠-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صوت لبنان

ربيع لبنان

الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: @mounirhafi X, Facebook, Instagram دخلنا اليوم في فصل الربيع، حين تتفتح الأزهار وتتحضر الشمس لتلقي بدفئها، بعد شتاء. وعلى الرغم من أن فصل الشتاء هذا العام لم يحمل كثيراً من مطر، إلا أنني أحب الربيع وطقسه البديع، وألوانه التي توزّع على الناس البهجة، وروائحَ الزهور المنعشة التي يمكن التمتع بها خصوصاً في المناطق الريفية. غداً، ٢١ آذار، عيد الأم. عيد أمهاتنا العزيزات. منهنّ من بقي بيننا ينوّر حياتنا ونستمد منهنّ الأمل والحنان، ومنهنّ من غادر هذه الدنيا فأصيب الفاقدون بحسرة ما بعدها حسرة، إلى أن يلتقي الناس جميعاً في الحياة الآخرة، وهي خيرٌ وأبقى. فكرة الربيع لطالما ارتبطت بالحصاد بعد طول عمل وشغل، وبعد مطر وعواصف. فهل سيكون الربيع فصلاً جميلاً للبنان بعد حروب مع العدو ومشاكل سياسية واقتصادية؟ هل سنحصد في هذا الربيع نتائج انتخاب رئيس الجمهورية وتأليف حكومة. هل سيتم في الربيع بدء ورشة إعمار لبنان عبر الجنوب وبقية المناطق؟ هل ستنجح الحكومة في إقرار التعيينات القضائية والدبلوماسية والإدارية، بشكل مناسب، تعتمد فيه على الكفاءات من كل المناطق، فلا يزعل زيدٌ أو عمرو، ولا يشعر أحد من أصحاب الكفاءات من كل الطوائف والمناطق في بيروت والشمال وعكار والبقاع وجبل لبنان والجنوب، بأي غبن؟ هل سيكون الربيع ملوّناً بأعلام البلدان العربية التي كانت غائبة أو مغيبة عن لبنان. هل سنشاهد السعودي والإماراتي والقطري والكويتي والعماني والبحريني في ربوع بيروت التي لطالما سكنوا فيها وتملكوا فيها، كما في الجبل الذي اصطافوا فيه وبنوا القصور والدور؟ ربيع لبنان لا يكتمل من دون العرب. ربيع لبنان لا يكتمل من دون العودة إلى دورة اقتصادية كاملة مرتبطة حتماً بالمصارف. وأعتقد أن المصارف كما عهدناها سابقاً، قد عفا عليها الزمن، فيجب إعادة هيكلتها من فوق إلى تحت. الناس لم تعد تثق بمصارف لبنان التي منعت أموالهم عنهم، بعد تعامل لسنوات طوال. فكيف سيكون للمواطن اللبناني الثقة «ببنكه» عندما يقوم هذا البنك بشطب أموال زبونه؟ البنك يتحجج بمصرف لبنان، ومصرف لبنان يتحجج بالدولة. والخاسر الأكبر: الناس. أنا وأنتَ، وأنتم. يقال إن المصارف سيتم دمجها ومشاركتها مع مصارف خارجية عربية وعالمية تحمل الثقة، وتعيد الثقة إلى اللبنانيين. ينبغي في أقرب وقت، إعادة أموال المودعين إلى أصحابها، فما حصل من منع هو حرام شرعاً ومخالف للقانون. ربيع لبنان يتطلب وقف الفساد. معروفة أسماء الفاسدين في كل المواقع. ما على السلطة السياسية إلا اتخاذ القرار المناسب، في الوقت المناسب وفي المكان المناسب. طبعاً أمر الإصلاح يحتاج إلى وقت، إذ إن الفساد المتجذر أخذ وقتاً طويلاً حتى آلت الدولة إلى ما آلت إليه. لكن مع الوقت سيعتاد الناس على النظام وعلى الصح. خذ مثلاً بسيطاً الالتزام بقواعد السير. إذا انتشرت شرطة السير وحاسبت سائقي السيارات والشاحنات والدراجات النارية على المخالفات وكانت جدية في ذلك، اعتاد الناس من جديد على ضرورة تطبيق القانون. يحتاج الموضوع إلى قرار، ثم متابعة وعدم انقطاع. لا يكون ربيع إلا بالأم. الأم، المدرسة والجامعة والحضن والتربية على الحق والعادات لأبنائها وبناتها. أطال الله عمرَ أمي وأمهاتكم، وهنّ اللواتي ربّين وعلّمن وضحّين. ورحم الله المتوفيات منهنّ. الأمهات العزيزات، خصوصاً اللواتي يربين أجيالاً جديدة، تقع عليهنّ مسؤولية كبرى، فهنّ يُنشئن الجيل الجديد الذي سيحمل الراية من بعد هذا الجيل. صلاحهنّ سيكون حتماً في أولادهنّ. نتيجة تربيتهن، سنراها في الشبان والشابات. وكما قال الشاعر الكبير أحمد شوقي: الأم مدرسةٌ إذا أعددتَها، أعددتَ شعباً طيب الأعراقِ.

شهر الصيام
شهر الصيام

صوت لبنان

time١٣-٠٣-٢٠٢٥

  • منوعات
  • صوت لبنان

شهر الصيام

الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: @mounirhafi X, Facebook, Instagram بدأ شهرُ رمضان هذا العام، في الأول من آذار الميلادي، وتصادف مع بداية زمن الصوم لدى إخواننا المسيحيين، كاثوليكاً وأورثوذكساً، والذي يستمر أربعين يوماً. يا للمصادفة التقويمية الجميلة، أن يصوم الجميعُ في زمن واحد وفي مكان واحد. المهم، أن الهدف من الصوم واحد، فهو فريضة أمرنا الله بها. وأسُّ إقرارها كما يقول المنطق وعلماء الدين، أن نشعر مع الفقير، ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يحصل على الطعام والشراب بسبب قلة حيلته. وهكذا يكون المسلم والمسيحي في صيامهما، يستشعران حاجة المسكين والضعيف، فيهبان إلى مساندته والعطف عليه، والتصدق إليه. أصدقائي المستمعين، فكرتُ وأنا أكتب هذه الحلقة، هل نحن نراعي الأصول في كيفية صيامنا وإفطارنا؟ وهل نحن نحقق الهدف من صيامنا؟ لا شك كما قلتُ، الصيام فرض. وكما يقول الحديث الشريف:«قال الله عزّ وجلّ: كل عمل ابنِ آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به». ومعنى ذلك أن للصيام قيمة كبرى عند الله سبحانه وتعالى، لدرجة لا يعرفها الإنسان، والله تعالى هو الذي يعطي الجزاء للصائم سواء في الدنيا أم في الآخرة. تبقى الطقوس الدنيوية المترافقة مع الصيام. فهل الإفطار المبالغ فيه بعد صوم طويل، هو جزء من هذا الصيام؟ أليس المطلوب أن يتماشى الإفطار مع فكرة الصوم المثالية، وأن يتم الإفطار على شيء من طعام وشراب، تنفيذاً لفكرة تعويد النفس على القليل، ومنعها عن كثرة المأكل والمشرب؟ أنا أرى أن الاعتدال الشديد في الطعام عند الإفطار، واجب وخير من التخمة والإفراط في الطعام الدسم والحلويات وكل ما هو غير صحي سواء عند الإفطار أو عند السحور قبل صيام اليوم التالي. أمر آخر أشاهده في رمضان. كثرة الإفطارات التي تقيمها الجمعيات والأندية ناهيك عن المؤسسات. لا شكّ أنه يحق لهذه المؤسسات أن تقيم إفطاراتها الريعية التي تعتمد على تبرعات أهل الخير لإدارة مشاريعها الخيرية أو التنموية وغير ذلك. لكن ما يلفت هو وجود الأشخاص أنفسهم في كل الإفطارات. وهذا الأمر يجب إيجاد حل له. أقترح أن يكون هناك إفطار واحد موحد تقيمه جهة واحدة في وقت واحد وفي مكان كبير، تعود مداخيله إلى مؤسسات خيرية مشاركة في إقامة الإفطار. وإن لم يكن إفطار واحد، فلا بأس بعدة إفطارات تقيمها جهاتٌ متعاونة. والجماعة خير من الفرد. أما الإفطارات التي لا يكون هدفها جمعَ المساعدات المالية، فيمكن إقامتها على شرف الأصدقاء والمحبين، على أن يكون معظم المدعويين من المساكين والفقراء، الذين لا يملكون مالاً لشراء الطعام الذي يسدّ جوعهم. أرى أن الأهم من إقامة الإفطارات الباذخة، هو إرسال أموال الزكاة والفطرة إلى مستحقيها الفقراء في بيوتهم، من غير ضوضاء ولا إعلان. هكذا الكل يستفيد. المستفيد الأول هو العاطي الذي يكسب ثواب عطائه عند ربه. وجزاؤه عند الله سبحانه وتعالى. والأفضل أيضاً، رصدُ المال لمساعدة الناس على دخول المستشفيات أو الطبابة. أشاهد وأسمع عن مئات الحالات لأشخاص عاديين متوسطي الحال، لا يستطيعون إدخال أنفسهم أو مرضاهم إلى المستشفيات، وهذا أمر محزن جداً في غياب الدولة والإدارات المعنية. الأفضل من صرف المال على غير المحتاجين، هو صرفه على المحتاجين من طلاب الجامعات الذين لا يستطيعون الدخول إلى الجامعات الخاصة حتى الرسمية. البعض يدخل في سنة أولى ثم يتوقف لعدم قدرة أهله على دفع الأقساط. رمضان كريم وعظيم. ليتنا نرصد ما نريد صرفه على الطعام والشراب واللهو، على الغاية الأساس التي أوجده الله، لأجلها. وهو مساعدة النفس على الصحة من خلال الصيام إذ يقول الرسول العربي صلى الله عليه وسلّم: «صوموا تصحوا»، كما على مساعدة غيرنا من الفقراء والمحتاجين. دعونا نطبّق هذه القاعدة: «رمضان شهر الصيام، لا شهر الطعام».

القاهرة اليوم
القاهرة اليوم

صوت لبنان

time٠٦-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • صوت لبنان

القاهرة اليوم

الإعلامي منير الحافي لمتابعة الكاتب: @mounirhafi X, Facebook, Instagram لطالما أحب اللبنانيون مصر، وعاصمتها القاهرة. لقد تربينا، كما آباؤنا على الأغاني والأفلام المصرية التي قرّبتنا من اللهجة ومن العادات ومن أسماء الأماكن المصرية. وفي المقابل، يكنّ أهل مصر للبنانيين المحبة والاحترام، وهم يفتحون أبوابهم لنا وللعرب منذ زمن طويل. عدتُ للتوّ من زيارة للقاهرة، كانت كعادتها مليئة بالأحداث، ذلك أنّ المصريين شعب، ليلُه كنهاره، في النور والحياة. أريد أن أطلع الأصدقاء المستمعين، على شيء مما يجري في القاهرة اليوم. منذ أن تحطّ الطائرة على المدرج، ترى تغيراً ملحوظاً.تمّ بناء مطار جديد. نحو مصر الجديدة، حيث كان سكني، تشاهد طرقات جديدة وتلحظ توفيراً كبيراً في الوقت. أوتوسترادات وكَباري جديدة يتفرع منها طرقٌ مليئة بالمحلات الحديثة. داخل الفندق، الحجوزات « full ». مصر وجهة عالمية للسياحة بسبب آثارها. مصر مقصد الناس من الولايات المتحدة وروسيا والصين وأوروبا والمنطقة العربية. ترى كل الوجوه في صالة الانتظار داخل الفندق وفي الكافيه والمطعم. في زيارتنا هذه، كانت مصر تتحضر لاستقبال القادة العرب لعقد قمة طارئة من أجل فلسطين. تخيّل عدد الوفود المرافقة للشخصيات الرسمية. وجود الجامعة العربية في مصر، يُضيف نشاطاً كبيراً إلى البلد. الأهرامات، والمتاحف، والقصور القديمة، وأضرحة الشخصيات الرسمية ونجوم الزمن الجميل الفنية، عوامل جذب قوية أيضاً للصناعة السياحية في مصر. الدولة تدير القطاع السياحي بنجاح وتنظيم، فيدرّ للخزينة مليارات الدولارات سنوياً. زرتُ والأصدقاء معي، أهرامات الجيزة، ولاحظت تطويراً وتحسيناً في إدارة المرفق الحيوي. ومن المنتظر أن يفتتح الرئيس عبدالفتاح السياسي «المتحف المصري الكبير» الملاصق للأهرامات، في بداية شهر تموز – يوليو المقبل بحضور شخصيات عربية وعالمية. الحكومة المصرية اليوم مجيشّة للبناء والإصلاح وتطوير القوانين بما يتماشى مع حاجات مصر. بناء المدن الجديدة، خصوصاً حول القاهرة القديمة. نقل العاصمة الإدارية من وسط القاهرة، إلى مدينة جديدة متكاملة تبعد عدة كيلومترات. جذب استثمارات عربية ومصرية لبناء مدن ومصانع ومجمّعات وغيرها. لفت نظري وجود مطاعم كثيرة أصحابها سوريون كانوا غادروا سوريا واستقروا في مصر التي فتحت لهم المجال للعمل فيها. في كل زاوية من القاهرة تشاهد مطعماً سورياً. جلسنا مع شخص سوري أنشأ مصنعاً لإنتاج الملابس، ونجح في عمله. قال لنا إنه يأمل أن يترك ولداه اللذان يعملان مهندساً وصيدلانياً، أوروبا وكندا، كي يعملا معه. سألته هل ستعود إلى حمص، قال: سوف أعيد بناء معمل أشغّل فيه أهل حارتي، وأساهم في إعادة إعمار بلدي. لكني لن أترك القاهرة التي حضنتني وآلاف السوريين وقت الحرب. كما السوريين، استقبلت القاهرة اللبنانيين الذين قصدوها خلال الأزمة الاقتصادية التي ضربت لبنان منذ العام ٢٠١٩. الكثير من اللبنانيين أنشأوا مشاريع في مصر، منها المطاعم. الكل مرحّب به في مصر، ما دام يحترم القوانين المصرية. في القاهرة، دولة يرأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي. الرجل يحلم بالإنماء وإنشاء الطرقات والكباري ومحطات القطارات والمترو، وبناء المدن وجذب الاستثمارات العربية والأجنبية إلى بلاده. في مصر، يدعم الجيش القوي الحكومة. الجيش جزء مهم من الحكم. في مصر حركة نقابية مهمة جداً في بلد يقدّر عدد سكانه بحوالى ١٢٠ مليون شخص. إلتقيت برئيس نقابة النقل البري أشرف ألدوكار الذي قال لي إن قطاع النقل البري هو شريان «الحياة» للاقتصاد المصري ويضم حوالى مليون ومئتين وخمسين ألف عامل. والاتحاد يملك مستشفيات ونوادي ومؤسسات كثيرة أخرى. كل هذا لتحسين الظروف الاجتماعية والصحية والمعيشية للعمال. مشاريع مصر على عهد الرئيس السيسي مستمرة بالازدياد. الحكومة المصرية تؤكد أنها تريد الرخاء لأهل مصر وتعمل على ذلك. طبعاً المعوقات كثيرة، والشعب المصري يتحمّل بوطنية نتائج إنشاء المشاريع الكبرى وتوسيع آفاق الاقتصاد. لكن في النهاية سيكون الأمر في صالح الناس على المديين المتوسط والطويل. أتمنى لمصر، التوفيق في سعيها للإصلاح والتغيير ومحاكاة العالم المتطور. برأيي إذا كانت مصر بخير، فالعالم العربي بخير.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store