
سلام بالإكراه
الإعلامي منير الحافي
لمتابعة الكاتب:
@mounirhafi X, Facebook, Instagram
ننشغلُ كلبنانيين، مرةً أخرى، بمخاوفَ من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان، بعدما تخطى العدوانُ حدود الجنوب نحو ضاحية بيروت الجنوبية. فإذا بتدمير المباني واغتيال الأشخاص يطال حدود العاصمة من جديد. الجيش الإسرائيلي لم يوقف خروقاته لاتفاق وقف الأعمال الحربية منذ السابع والعشرين من تشرين الثاني ٢٠٢٤، وأحصى لبنان مئات الخروقات من جانب العدو. إسرائيل تدّعي أنها تفعل ذلك لأن حزب الله يخرق الاتفاق. إسرائيل مرتاحة على وضعها. الولايات المتحدة الأميركية تدعمها، والمجتمع الدولي مقسوم، وكل جهة مهتمة بأوضاعها الخاصة. كل فريق يريد أن «يخلّص بحاله» في ظل هذه الانقسامات السياسية غير المسبوقة، حتى ضمن الكيانات الواحدة أو المتحالفة. لبنان، يحاول عبر دولته رفع الصوت لوقف الاعتداءات الإسرائيلية. الرئيس جوزاف عون الذي التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس الأسبوع الماضي، أدان بشدة الضربات الإسرائيلية على لبنان وكان لافتاً كلامه: «إن لم تكن الولايات المتحدة وفرنسا قادرتين على تأمين ضمانات، فمن يمكنه تأمين ضمانات» بشأن استمرار تنفيذ وقف إطلاق النار. الرئيس عون استبعد من فرنسا أن يكون حزب الله مسؤولاً عن إطلاق صواريخ بدائية الصنع باتجاه إسرائيل مرتين في فترتين زمنيتين متقاربتين. لذلك ينتظر اللبنانيون والعالم نتائج التحقيقات لكشف هوية الأشخاص والجهة أو الجهات التي تقف وراء إطلاق الصواريخ. وإن كان بعض المحللين يرون أن التصعيد هو من مصلحة إيران، التي ترسل رسالة للولايات المتحدة عبر الحدود اللبنانية بأنها ما زالت تمسك بورقة ضغط على الحدود. فيما يرى آخرون أن من مصلحة إسرائيل نفسها أن تبقي على ورقة خرق حزب الله للاتفاق، كي تظل تقصف الأراضي اللبنانية في الجنوب والبقاع والضاحية وتغتال من تراه مضراً أو متربصاً بأمنها القومي. التصعيد العسكري الإسرائيلي يترافق مع ضغط أميركي يقضي بضرورة قبول لبنان الجلوس مع إسرائيل في محاولة للتطبيع بين البلدين. تريد أميركا ثلاث لجان، واحدة سياسية وأخرى دبلوماسية، وثالثة عسكرية لبحث القضايا العالقة بين لبنان وإسرائيل. الأسرى اللبنانيون لدى قوات الاحتلال، وتحديدُ الحدود المشتركة، وانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها في جنوب لبنان. طبعاً لبنان لا يستطيع أن يقبل بالتطبيع لأسباب كثيرة، أولاها أن إسرائيل عدو يطمع بأرضه كما فلسطين وغيرهما. وثانيها، أن آثار الاعتداءات الإسرائيلية ما زال اللبنانيون يعانون منها كل يوم. وثالثها، أن لبنان لا يستطيع أن يجاري المطبعين من إخوانه العرب، فظروفه السياسية غير مؤاتية، ووجود حزب الله في لبنان، يمنع لبنان الرسمي من التفكير في القيام بخطوة كهذه. أميركا وحلفاؤها يرون أن من مصلحة لبنان الجلوس سريعاً إلى طاولة المفاوضات حتى وإن أتت النتائج في مرحلة لاحقة. وعلى ما يبدو فإن أميركا-ترامب سوف تنهي الملفات العالقة في المنطقة بمنطق استمرار الضغط. في غزة، يعود الجيش الإسرائيلي إلى الحرب، فيما يتولى الجيش الأميركي ضرب الحوثيين في اليمن. أما «أم الممانعة» إيران، فإن رسالة الرئيس دونالد ترامب المكتوبة للمرشد، كانت واضحة المعالم. «نحن نحترمكم لكننا نحذركم». الوقت المعطى لإيران كي توافق على اتفاق نووي، قصير ولا يتعدى شهر أيار المقبل. إقبلوا بشروط الولايات المتحدة وإلا فإن الضربات العسكرية ستنال منكم. طبعاً إن ضرب إيران ليس كضرب اليمن عسكرياً. لطالما هددت إيران بأنها ستشعل المنطقة إذا تم الهجوم عليها، وكذلك حذرت روسيا من مغبة الحل العسكري للموضوع النووي الإيراني، متخوفة من نتائج كارثية على المنطقة وربما على العالم. تستمر العمليات العسكرية في غزة واليمن ولبنان. رأيي، أنه آن الأوانُ كي يسود العدل ونُعطى حقنا في العيش بأمن وسلام. أمنٌ ترعاه الشرعية الدولية والقانون الذي وضعته الأمم المتحدة، وسلامٌ لا يكون بالإكراه واستمرارِ القتل والدماء والتمييز الفاضح بين الشعوب، فيكون شعب إسرائيلي مدعوم، وشعب عربي محروم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


MTV
منذ ساعة واحدة
- MTV
22 May 2025 22:44 PM قاسم في رسالة إلى أهل الجنوب: مشاركتكم الكثيفة جزءٌ من إعادة الإعمار
وجه الأمين العام لـ"حزب الله"، الشيخ نعيم قاسم، رسالة إلى أهل الجنوب في شأن الانتخابات البلدية والاختيارية، جاء فيها: "يا أهلنا في الجنوب اللبناني المقاوم. قدَّمتم أعظم التضحيات، ونموذجاً للصمود الأسطوري في مواجهة العدوان الإسرائيلي لعقود خلت وآخرها في إسناد طوفان غزة ومعركة أولي البأس وما بعدها، وأثبتُّم أنكم أهل العزة والسيادة وتحرير الأرض. أعدتُم إعمار الجنوب بعد تحرير عام 2000، ومرة أخرى بعد عدوان تموز 2006، والآن سبقتم الدولة والمسؤولين في العودة إلى أرضكم، تحدَّيتم المخاطر وقدَّمتم التضحيات لتستعيدوا أرضكم ووطنكم بثباتٍ وشجاعةِ وتوكُّلٍ على الله تعالى. يأتي استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام كتَحدٍّ من تحديات الصمود وقوة الموقف والتمسُّك بالأرض وإعمارها بأهلها وبساتينها وبيوتها وكلِّ أسباب الحياة فيها. كلُّ المراهنين مع العدوان الإسرائيلي ينتظرون النتائج. نحن لا نُخاطبُكم لتحقِّقوا الفوز في الانتخابات، فأنتم فائزون بإذن الله تعالى، بتكاتفكم والتفافكم حول حركة أمل وحزب الله، ودعمِكم للوائح التنمية والوفاء، ودعمِكُم للمقاومة، بل أنتم المقاومة. نحن نُخاطِبُكم لتُكثِّفوا حضوركم ومشاركتكم في الانتخابات، ليكون الفوز صاخباً. لن نفرِّط بحبَّة تراب واحدة من جنوبنا المعطاء، ولن نقبلَ ببقاء الاحتلال الاسرائيلي على أي شبرٍ من أرضنا ووطننا. إن مشاركتكم الكثيفة في الانتخابات البلدية والاختيارية جزءٌ من إعادة الإعمار التي سنواكبها مع البلديات المنتخبة، ومع الدولة اللبنانية التي يجب أن تتحمَّل مسؤوليتها. إنَّ استعادةَ أرض الجنوب وإعمارها وإعمار كل ما تهدَّم في لبنان جزءٌ لا يتجزأ من الوفاء لدماء الشهداء وعلى رأسهم سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض) والجرحى والأسرى الذين سنعمل على استعادتهم".


القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
الغارات الإسرائيلية جنوباً.. رسائل إسرائيلية بالنار
كانت لافتة جداً الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي اندلعت مساء اليوم في الجنوب، مستهدفة أماكن عدة ولا سيما في النبطية. مصادر سياسية وضعت عبر 'هنا لبنان' الغارات في إطار التصعيد الإسرائيلي قبيل الانتخابات البلدية والاختيارية، في رسائل للداخل اللبناني، بأنّ يوم الانتخابات لن يكون يوماً عادياً في الجنوب، وأن لا ضمانات من إسرائيل بعدم التصعيد، على الرغم من كل الاتصالات والضغوطات الدولية التي تُمارَس عليها. ولفتت المصادر إلى أنّ إسرائيل أكدت بوضوح للمجتمع الدولي والمحلي أنّها ستكون بالمرصاد لأي تحرك من حزب الله في المنطقة الجنوبية في أي وقت. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


IM Lebanon
منذ 2 ساعات
- IM Lebanon
أيوب: نشهد تسونامي لمسار تغيير
أكدت النائبة غادة أيوب، أننا 'نشهد تسونامي لمسار تغيير بدأ مع العهد الجديد، وخط 'القوات' يحفظ السيادة والهوية لمختلف المناطق اللبنانية'. وشددت في حديث لـ'MTV'، على أن 'أهل زحلة لن يسكتوا حين يأتي 'حزب الله' لتغيير هوية المدينة ومعركة 'القوات' كانت بوجه الجميع وبوجه المال الانتخابي والرشاوى'.