أحدث الأخبار مع #مهديدبان


اليمن الآن
منذ 2 أيام
- ترفيه
- اليمن الآن
شوقي إلى البيت العتيق وحنيني إلى عرفات
أ.د مهدي دبان في كل عام، يهفو فؤادي، و يتشوق قلبي، و تتلهف نفسي لتحل في تلك الرحاب الطاهرة، وأمر بتلك البقاع الفاضلة، حيث تهطل الرحمات، وتُغسل الذنوب، وتُطهر القلوب. يزداد شوقي لأداء تلك المناسك العطرة، التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- وجعل فيها مقامات للذكر والطاعة، وفضلا عظيما لا يناله إلا من اصطفاه. كم يعتصر قلبي ألما حين أرى وفود الحجيج تتوجه إلى بيت الله الحرام، وأشعر بروحي تسبقني إلى هناك، إلى عرفات ومنى ومزدلفة، إلى البيت العتيق، حيث السكينة والطمأنينة، وحيث تنسك الأبدان وتتطهر الأرواح. وقد وجدت نفسي كثيرا ما أردد كلمات الشاعر عبدالرحيم البرعي، فهي تصف حالتي تماما: يا راحلين إلـى منـى بقيـادي هيجتموا يوم الرحيـل فـؤادي من نال من عرفات نظرة ساعة نال السرور ونال كل مـرادي وكم أثرت في هذه الأبيات الأخرى: ضحوا ضحاياهـم وسال دماؤها وأنا المتيّم قد نحرتُ فؤادي هكذا هو شعوري في كل عام، شعور يختلط فيه الألم بالشوق، والعجز، والرجاء بالأمل، أن أكون ممن وفقه الله ليكون من وفده، من ذلك الرعيل المبارك الذي كتب الله له السير إلى بيته، وأداء المناسك، والوقوف بعرفات. فالحج في نظري ليس مجرد طواف وسعي، بل هو تزكية للروح، وتطهير للنفس، وامتثال لأمر الله، واقتداء بنبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-، وامتلاء للقلب بتعظيم الله وشعائره وأحكامه. أذكر دائمًا حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي يملأ قلبي رجاء: "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة." اللهم إني أسألك بحق هذه المشاعر، وصدق هذا التعلق، ألا تحرمنا حج بيتك، ولا تمنعنا الوقوف بعرفات، و بلغنا ما نتمنى، و اكتبنا من وفودك وعبادك المقبولين، إنك ولي ذلك والقادر عليه . //


اليمن الآن
٠٧-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
عهدٌ جديد... حينما ينتصر الضمير على الإهمال
أ.د مهدي دبان في زمن اعتاد فيه الناس على التجاهل واللامبالاة، ظهرت مبادرة لم تكن مجرد محاولة عابرة، بل كانت أشبه بحجر ثقيل رُمي بقوة وسط بركة آسنة من الفساد والإهمال. لقد جاءت هذه المبادرة لتعيد تعريف المسؤولية الحقيقية، ولتبرز الفرق الجوهري بين من يحرص على المصلحة العامة، ومن يعبث بثقة الناس ومقدراتهم؛ بين من يحب وطنه ويخدمه بإخلاص، ومن امتلأ قلبه بالكراهية والأنانية. شباب في عمر الزهور، جسدوا المعاني النبيلة بعناية فائقة، بقلوب نابضة بالصدق، وعقولٍ تواقة للتغيير، وأيادٍ امتدت بالخير دون انتظار مقابل. أما القائمون على شؤون المحافظة، وصندوق الطرق في الجمهورية، فقد مثلوا - بكل أسف - الجانب الآخر من الصورة؛ صورة الإهمال، اللامبالاة، والتقاعس عن أداء الواجب. لقد سطر أولئك الفتية الرائعون عهداً جديداً في مسيرة الوطن. عهد أساسه النية الصافية، والعمل الخالص لوجه الله وخدمة المواطنين، وتيسير سبل الحياة لهم. ولعل استجابة رب العالمين لجهودهم كانت دليلا على إخلاص نيتهم، وصدق توجههم. ألم يقل الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: "لو عثرت بغلة في العراق، لخشيت أن يسألني الله عنها، لم لم تمهد لها الطريق يا عمر؟" فكيف بطريق دولي تمر عليه آلاف المركبات يومياً من سيارات، وشاحنات، وباصات نقل جماعي؟ ألا يستحق هذا الطريق أن يعبد ويُرصف لتقليل الحوادث، والحفاظ على الأرواح، وتوفير الوقت والجهد؟ هنيئاً لمحافظة احتضنت مثل هؤلاء الشباب الشجعان، وزاد الله من أمثالهم. ففي وقت يختبئ فيه بعض المسؤولين خلف مكاتبهم، متناسين دورهم الحقيقي، يظهر رجال آخرون يحملون هم الناس، ويكشفون الغطاء عن عورات المتخاذلين، ويضربون المثل الأسمى في التضحية والعمل. وقد كان... فليت البقية تتعلم. في كل زمان ومكان، يبقى الأمل معقوداً على أصحاب الضمير الحي، الذين يعملون بصمت، ويضيئون الدرب للآخرين. ولئن خذلتنا المؤسسات، فإن في أبناء الوطن من يعيد لنا الثقة، ويثبت أن الخير باق ما دامت هناك قلوب تنبض بالحب، وعقول تفكر في غيرها قبل نفسها. بوركت سواعدكم، ودام عطاؤكم. . //


بلد نيوز
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- بلد نيوز
كهرباء عدن... الثقب الأسود وفرسان الهيكل
أ.د مهدي دبان تعاني عدن الأمرين فيما يتعلق بالكهرباء منذ سنوات طوال... ملفّ بات كابوسا يوميا، وعنوانا للفشل المزمن، وعارا على جبين كل من تولى مسؤولية دون أن يترك أثرا يذكر سوى مزيد من العتمة والخذلان. الحكومات تعاقبت، والإدارات تبدلت، لكن المعاناة ثابتة لا تتغير، كأنها قدر محتوم على هذه المدينة الصابرة. صُرفت المليارات دون جدوى... مشاريع ورقية، خطط لا تغادر أدراج المكاتب، ووعود لا يصدقها حتى مطلقوها. صار حل الملف أعقد من فرضية ريمان في الرياضيات! نفس التبريرات تتكرر، نفس الأعذار تتجدد، كأن من يقرر المصير يهوى العبث بمشاعر الناس. حتى أن أحدهم أقسم – وكأن القسم يكفي – لكنه لم يفِ، وصار قسمه مضربا للمثل، أشهر من قسم فرسان الهيكل الذين ما لبثوا أن داسوا على عهودهم وعادوا لعبادة الأصنام وجمع الأموال من الحرام. إنه الفساد... ذاك الوحش الجشع الذي ابتلع كل المحاولات، التهم كل الأموال، وترك خلفه ثقبا أسود يسحب فيه الأمل كما تسحب الأرواح من أجساد المنهكين. يقف الجميع أمامه عاجزين، مكتوفي الأيدي، بينما البسطاء يحترقون في جحيم الصيف، أطفال تسلخ الشمس جلودهم الرقيقة، وكبار يتحولون إلى أشباح تترنح من شدة التعب والإرهاق. تصريح رئيس الوزراء الأخير كأنه رش ملحا على الجرح... مليار دولار في عقود الطاقة المشتراة! مبلغ يبني محطات بل مدنًا بأكملها، لكنه ألغى العقود... وانتهى الأمر. لا محطات، لا طاقة، لا كهرباء، ولا إجابة واحدة على سؤال بسيط: أين ذهبت الأموال؟ عدن لا تسأل إلا عن حقها في حياة طبيعية... عن نور لا يخونها في عز الظهيرة أو هدوء الليل... عن عدالة لا ترتجف أمام سلطان الفساد. لا أحد يعرف ما الذي يحدث، أو ربما الجميع يعرف لكنهم يفضلون الصمت. وحدهم الناس في عدن يذوبون في لهيب صيف بدأ مبكرا، ووعدونا بأنه سيكون باردا... لكننا صدقناهم، رغم أنهم لم يصدقوا أنفسهم، كما لم يصدق إبليس الكذوب يوما الذي أقسم أن يكذب وهو يعرف بذلك... عدن تحترق، لا مجازا بل حقيقة... والعالم من حولها يتجاهل صراخها، كأنها صدى لا يُسمع... لكن هذا الصدى سيتحول يوما ما إلى صرخة لا يمكن إخمادها، لأن النور لا يهزم، حتى إن طال ظلام الثقب الأسود.


اليمن الآن
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- اليمن الآن
كهرباء عدن... الثقب الأسود وفرسان الهيكل
أ.د مهدي دبان تعاني عدن الأمرين فيما يتعلق بالكهرباء منذ سنوات طوال... ملفّ بات كابوسا يوميا، وعنوانا للفشل المزمن، وعارا على جبين كل من تولى مسؤولية دون أن يترك أثرا يذكر سوى مزيد من العتمة والخذلان. الحكومات تعاقبت، والإدارات تبدلت، لكن المعاناة ثابتة لا تتغير، كأنها قدر محتوم على هذه المدينة الصابرة. صُرفت المليارات دون جدوى... مشاريع ورقية، خطط لا تغادر أدراج المكاتب، ووعود لا يصدقها حتى مطلقوها. صار حل الملف أعقد من فرضية ريمان في الرياضيات! نفس التبريرات تتكرر، نفس الأعذار تتجدد، كأن من يقرر المصير يهوى العبث بمشاعر الناس. حتى أن أحدهم أقسم – وكأن القسم يكفي – لكنه لم يفِ، وصار قسمه مضربا للمثل، أشهر من قسم فرسان الهيكل الذين ما لبثوا أن داسوا على عهودهم وعادوا لعبادة الأصنام وجمع الأموال من الحرام. إنه الفساد... ذاك الوحش الجشع الذي ابتلع كل المحاولات، التهم كل الأموال، وترك خلفه ثقبا أسود يسحب فيه الأمل كما تسحب الأرواح من أجساد المنهكين. يقف الجميع أمامه عاجزين، مكتوفي الأيدي، بينما البسطاء يحترقون في جحيم الصيف، أطفال تسلخ الشمس جلودهم الرقيقة، وكبار يتحولون إلى أشباح تترنح من شدة التعب والإرهاق. تصريح رئيس الوزراء الأخير كأنه رش ملحا على الجرح... مليار دولار في عقود الطاقة المشتراة! مبلغ يبني محطات بل مدنًا بأكملها، لكنه ألغى العقود... وانتهى الأمر. لا محطات، لا طاقة، لا كهرباء، ولا إجابة واحدة على سؤال بسيط: أين ذهبت الأموال؟ عدن لا تسأل إلا عن حقها في حياة طبيعية... عن نور لا يخونها في عز الظهيرة أو هدوء الليل... عن عدالة لا ترتجف أمام سلطان الفساد. لا أحد يعرف ما الذي يحدث، أو ربما الجميع يعرف لكنهم يفضلون الصمت. وحدهم الناس في عدن يذوبون في لهيب صيف بدأ مبكرا، ووعدونا بأنه سيكون باردا... لكننا صدقناهم، رغم أنهم لم يصدقوا أنفسهم، كما لم يصدق إبليس الكذوب يوما الذي أقسم أن يكذب وهو يعرف بذلك... عدن تحترق، لا مجازا بل حقيقة... والعالم من حولها يتجاهل صراخها، كأنها صدى لا يُسمع... لكن هذا الصدى سيتحول يوما ما إلى صرخة لا يمكن إخمادها، لأن النور لا يهزم، حتى إن طال ظلام الثقب الأسود. . //


بلد نيوز
٢٠-٠٤-٢٠٢٥
- منوعات
- بلد نيوز
"قريتي بين دفء الذكريات ووجع التحولات"
كان الشوق يشتعل في صدري كلما اقتربت الإجازة الصيفية، وكأن قلبي على موعد مع الفرح الحقيقي. ما إن تنتهي آخر أيام المدرسة حتى أجد نفسي مشدودا كليا نحو قريتي الجميلة، تلك البقعة التي تحتضنني ببساطة ناسها، وبهاء طبيعتها، وعبق الذكريات الذي لا ينفك يفوح من كل زاوية فيها. كم كنت أشعر بالسعادة الغامرة وأنا أمد نظري في تلك الأرجاء الخلابة! فلايرتد حسيرا... جبال شامخة تحرس المكان، وأودية تنساب فيها المياه رقراقة كأنها أنشودة أبدية للحياة، وخضرة تكسو الأرض برداء بهيج كأنها جزء من الجنة. في الصباح الباكر، كنا نذهب إلى أرضنا الزراعية، حيث الفلاحون يتسابقون إلى العمل وكأنهم في صلاةٍ جماعية يملؤها الرجاء واليقين. أصوات الحراثات، وخرير الماء، وغناء العصافير، وأحاديث المزارعين، كلها كانت تتناغم لتصنع سيمفونية لا تشبه إلا الحياة في أصدق صورها. كانت الأرض الطيبة تعطينا بسخاء، وتمدنا بثمار تكفي لعام كامل، مكافأة من الله لسمر الجباه وعرق الأيادي العاملة. وكنا، نحن الأطفال، نجد في تلك الأجواء متعة لا تضاهى، نصطاد الطيور، ونتتبع الأرانب البرية حتى نظفر بها، ثم نشويها على الجمر، فتغدو وجبة تفوح منها رائحة الانتصار، أكثر من كونها طعاما. وعندما يحل المساء، نعود إلى بيوتنا، لنجد أمهاتنا قد أشعلن "الميافي" – أفران الطين التي تطهى فيها أجمل أرغفة الخبز، دون قطرة زيت. يرافق الخبز لبن الغنم الطازج، و"الحقين" من الشكوة، والماء البارد من قرب الجلد. نتسامر ليلاً، نتأمل القمر، نعد النجوم، نغزل الأحلام، ونحلم بمستقبل لا تلوثه صخب المدن ولا تخنقه جدرانها الإسمنتية. تغيرت تبدلت الأحوال. لم تعد القرية كما كانت. اجتاحها القات، وسرقها السهر، وضيع رونقها الحسد وأجدبت الأرض التي كانت تنبض بالعطاء. هجرتها القلوب قبل الأقدام، بحثا عن حياة موعودة في المدن، فلم يبق للقرية روحها، ولا حافظت المدينة على وعدها. أصبحت القرية ذكرى، والذكريات أوطان لا تغادرنا. بقيت صور الطفولة مطبوعة في القلب، تشهد على زمن كان فيه للحياة طعم مختلف. طعم البراءة، والطبيعة، والحب الحقيقي. ومهما تغيرت الدنيا، يبقى الحنين إلى تلك الأيام يسكننا كأنها لم تمض أبداً. أ.د مهدي دبان