
كهرباء عدن... الثقب الأسود وفرسان الهيكل
أ.د مهدي دبان
تعاني عدن الأمرين فيما يتعلق بالكهرباء منذ سنوات طوال... ملفّ بات كابوسا يوميا، وعنوانا للفشل المزمن، وعارا على جبين كل من تولى مسؤولية دون أن يترك أثرا يذكر سوى مزيد من العتمة والخذلان. الحكومات تعاقبت، والإدارات تبدلت، لكن المعاناة ثابتة لا تتغير، كأنها قدر محتوم على هذه المدينة الصابرة.
صُرفت المليارات دون جدوى... مشاريع ورقية، خطط لا تغادر أدراج المكاتب، ووعود لا يصدقها حتى مطلقوها. صار حل الملف أعقد من فرضية ريمان في الرياضيات! نفس التبريرات تتكرر، نفس الأعذار تتجدد، كأن من يقرر المصير يهوى العبث بمشاعر الناس. حتى أن أحدهم أقسم – وكأن القسم يكفي – لكنه لم يفِ، وصار قسمه مضربا للمثل، أشهر من قسم فرسان الهيكل الذين ما لبثوا أن داسوا على عهودهم وعادوا لعبادة الأصنام وجمع الأموال من الحرام.
إنه الفساد... ذاك الوحش الجشع الذي ابتلع كل المحاولات، التهم كل الأموال، وترك خلفه ثقبا أسود يسحب فيه الأمل كما تسحب الأرواح من أجساد المنهكين. يقف الجميع أمامه عاجزين، مكتوفي الأيدي، بينما البسطاء يحترقون في جحيم الصيف، أطفال تسلخ الشمس جلودهم الرقيقة، وكبار يتحولون إلى أشباح تترنح من شدة التعب والإرهاق.
تصريح رئيس الوزراء الأخير كأنه رش ملحا على الجرح... مليار دولار في عقود الطاقة المشتراة! مبلغ يبني محطات بل مدنًا بأكملها، لكنه ألغى العقود... وانتهى الأمر. لا محطات، لا طاقة، لا كهرباء، ولا إجابة واحدة على سؤال بسيط: أين ذهبت الأموال؟
عدن لا تسأل إلا عن حقها في حياة طبيعية... عن نور لا يخونها في عز الظهيرة أو هدوء الليل... عن عدالة لا ترتجف أمام سلطان الفساد. لا أحد يعرف ما الذي يحدث، أو ربما الجميع يعرف لكنهم يفضلون الصمت. وحدهم الناس في عدن يذوبون في لهيب صيف بدأ مبكرا، ووعدونا بأنه سيكون باردا... لكننا صدقناهم، رغم أنهم لم يصدقوا أنفسهم، كما لم يصدق إبليس الكذوب يوما الذي أقسم أن يكذب وهو يعرف بذلك...
عدن تحترق، لا مجازا بل حقيقة... والعالم من حولها يتجاهل صراخها، كأنها صدى لا يُسمع... لكن هذا الصدى سيتحول يوما ما إلى صرخة لا يمكن إخمادها، لأن النور لا يهزم، حتى إن طال ظلام الثقب الأسود.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي
أبرز نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني, ناصري زوهير, بسان بيطرسبورغ الروسية, جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي وتطوير الاقتصاد الأخضر خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة, حسبما أفاد به بيان للمجلس. جاء ذلك خلال مشاركته يوم الخميس في أشغال مؤتمر "نفسكي" البيئي الحادي عشر, ممثلا عن رئيس المجلس الشعبي الوطني, السيد ابراهيم بوغالي, أين ألقى مداخلة في جلسة خصصت لموضوع "الحلول منخفضة الكربون لتطوير الاقتصاد الأخضر" تطرق فيها إلى مجهودات الجزائر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة. كما أكد السيد ناصري في كلمته على الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, لمسألة الانتقال الطاقوي, باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الطاقوي الوطني, وحرصه على تنفيذ برنامج مدروس لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية, والاستفادة من كل المؤهلات والقدرات الطبيعية والمالية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر, يضيف المصدر ذاته. وفي ذات السياق, ذكر بأن الجزائر تسعى بخطى ثابتة إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الطاقات النظيفة من خلال إطلاق استثمارات استراتيجية واسعة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما ذكر بخارطة الطريق التي تمت المصادقة عليها في ديسمبر2022 لتطوير الهيدروجين النظيف, والتي تشمل استثمارات تتراوح بين 20 و25 مليار دولار بالشراكة مع متعاملين أجانب بهدف إنتاج 40 تيراواط/ساعة سنويا بحلول 2040, للاستهلاك المحلي والتصدير. وفي ختام مداخلته, شدد السيد ناصري على المسؤولية الدولية لجميع الدول في مجال مسار الانتقال الطاقوي الذي لابد أن يكون عالميا وعادلا, مشيرا إلى أن الدول النامية وخاصة الافريقية تواجهها عراقيل أكبر من غيرها في هذا المسار. كما دعا إلى "تعزيز العمل المشترك لتحقيق العدالة المناخية, ونقل التكنلوجيا, وتعزيز القدرات المحلية من أجل سد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية, وتوريث كوكب نظيف للأجيال القادمة, دون أن تترك أي دولة خلف الركب", وفقا للمصدر ذاته.


التلفزيون الجزائري
منذ 4 ساعات
- التلفزيون الجزائري
نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني يستعرض بسان بطرسبورغ جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي – المؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري
أبرز نائب رئيس المجلس الشعبي الوطني، ناصري زوهير، بسان بيطرسبورغ الروسية، جهود الجزائر في الانتقال الطاقوي وتطوير الاقتصاد الأخضر خاصة في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة، حسبما أفاد به بيان للمجلس. جاء ذلك خلال مشاركته أمس الخميس في أشغال مؤتمر 'نفسكي' البيئي الحادي عشر، ممثلا عن رئيس المجلس الشعبي الوطني، ابراهيم بوغالي، أين ألقى مداخلة في جلسة خصصت لموضوع 'الحلول منخفضة الكربون لتطوير الاقتصاد الأخضر' تطرق فيها إلى مجهودات الجزائر في التحول نحو الاقتصاد الأخضر في ظل التحديات التي تفرضها التغيرات المناخية المتسارعة. كما أكد ناصري في كلمته على الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، لمسألة الانتقال الطاقوي، باعتباره ركيزة أساسية لتعزيز الأمن الطاقوي الوطني، وحرصه على تنفيذ برنامج مدروس لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، والاستفادة من كل المؤهلات والقدرات الطبيعية والمالية الكبيرة التي تزخر بها الجزائر، يضيف المصدر ذاته. وفي ذات السياق، ذكر بأن الجزائر تسعى بخطى ثابتة إلى ترسيخ مكانتها كدولة رائدة في مجال الطاقات النظيفة من خلال إطلاق استثمارات استراتيجية واسعة في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر. كما ذكر بخارطة الطريق التي تمت المصادقة عليها في ديسمبر2022 لتطوير الهيدروجين النظيف، والتي تشمل استثمارات تتراوح بين 20 و25 مليار دولار بالشراكة مع متعاملين أجانب بهدف إنتاج 40 تيراواط / ساعة سنويا بحلول 2040، للاستهلاك المحلي والتصدير. وفي ختام مداخلته، شدد ناصري على المسؤولية الدولية لجميع الدول في مجال مسار الانتقال الطاقوي الذي لابد أن يكون عالميا وعادلا، مشيرا إلى أن الدول النامية وخاصة الافريقية تواجهها عراقيل أكبر من غيرها في هذا المسار. كما دعا إلى 'تعزيز العمل المشترك لتحقيق العدالة المناخية، ونقل التكنلوجيا، وتعزيز القدرات المحلية من أجل سد الفجوة بين الدول المتقدمة والنامية، وتوريث كوكب نظيف للأجيال القادمة، دون أن تترك أي دولة خلف الركب'، وفقا للمصدر ذاته.


الخبر
منذ 18 ساعات
- الخبر
"المخزن يفعل ما يريد متجاهلا تماما الأغلبية"
قال موقع إخباري بريطاني، إن مشاركة الجيش الصهيوني المتورط في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، في المناورات العسكرية الجارية على الأراضي المغربية، هي "أحدث تعزيز للعلاقات مع المغرب على الرغم من ردود الفعل المحلية". وفي مقال مطول لـ "ميدل إيست أي"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، سلط الضوء على التعاون المغربي-الصهيوني في عز إبادة الفلسطينيين، أكد أن المرة الثالثة التي يشارك فيها الكيان الصهيوني في المناورات السنوية متعددة الأطراف، ولكن على عكس العام الماضي، التي أحيطت فيها بالسرية تجنبا لغضب الشارع المغربي، فإن المشاركة هذا العام كانت في العلن. وفي هذا الخصوص، قال ياسر العبادي، القيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في تصريح لـ"ميدل إيست أي"، "حقيقة النظام المغربي لا يتعاون مع الجيش الصهيوني فحسب، بل ويظهر ذلك لنا بلا خجل وعلنا، وهذا ما يجعلني عاجزا عن الكلام حقا". ويرى ياسر العبادي أن دولة المخزن "تفعل ما تريد، متجاهلة تماما رغبات الأغلبية، تماما مثل ما حدث مع التطبيع"، مردفا: "إنها ديكتاتورية وهكذا تتصرف الأنظمة الاستبدادية". من جهته، نبه الخبير المغربي في الأمن والجيوسياسية في شمال افريقيا، عبد القادر عبد الرحمن، في تصريح للموقع ذاته إلى أنه ورغم المعارضة الشعبية الواسعة، فقد تطور التعاون بين المغرب والكيان الصهيوني "تدريجيا"، مشيرا الى أن التجارة بين الطرفين شهدت نموا سريعا لتصل إلى 116.7 مليون دولار في عام 2023، وهو ضعف الرقم المسجل في العام السابق. ولفت الى أن التعاون يتوسع أيضا في مجال الأسلحة والاستخبارات، مستشهدا بالصفقات والسفن التي تحمل أسلحة موجهة الى الكيان الصهيوني وترسو في الموانئ المغربية، وتزويد المملكة بقمر صناعي صهيوني للتجسس، وحذر من أن "هذا التعاون العسكري الوثيق من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة شمال افريقيا والساحل على نطاق أوسع". ويرى ياسر العبادي إن كل هذا التعاون بين الجانبين لم يفاجئه لأن "الاتصالات العسكرية بين المغرب والكيان الصهيوني سبقت التطبيع بعقود من الزمن"، موضحا: "نحن نعلم أن الملك الحسن الثاني ساعد الصهاينة على الفوز في حرب الستة أيام من خلال تقديم معلومات حيوية عن الدول العربية". وختم الحقوقي المغربي تصريحاته قائلا :"حتى بث الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة وآلاف الجثث البشرية في شوارع غزة لن تجعل النظام المغربي يتراجع أو يفكر في قطع العلاقات أو على الأقل إخفاءها". وفي أواخر شهر مارس الماضي، تورطت الفرقة الصهيونية التي تشارك في المناورات بالمغرب في قتل 15 من عمال الإنقاذ الفلسطينيين في غزة وفي حفر مقابر جماعية للتغطية على الجريمة. ودعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، الرباط إلى "احترام سيادة القانون واعتقال جنود اللواء". وأضافت المقررة الاممية : "إذا تأكد ذلك، فإنه سيمثل عتبة جديدة من الانحطاط - وانتهاكا للالتزام الدولي بالتحقيق مع الأفراد المتورطين في جرائم الفظائع وملاحقتهم قضائيا".