أحدث الأخبار مع #مهديعامل


ساحة التحرير
١٨-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
مهدي عامل:الفيلسوف الثوري الراهن!سمير دياب
مهدي عامل: الفيلسوف الثوري الراهن سمير دياب مهدي عامل، حاضر بفكره في هذا الزمان والمكان، وكتاباته مادة نابضة في خوض الصراع الوطني والطبقي المحتدم اليوم. وإنتاجاته الفكرية والسياسية تواصل إقناع الأجيال الطالعة بصوابيتها ودقتها ومنهجيتها الثورية بتوافر التحليل النقدي لتجديد ثورة مهدي عامل التحررية. لماذا ثورة مهدي عامل راهنة ؟ لإن مهدي عامل الماركسي، مبدع في إنتاج عمل نظري ومنهجي استخلص الأساس المادي لإستخدام الفكر الماركسي في واقع عياني معًين. وفي فهم تميًز الرأسمالية بقوانينها الكونية العامة في بنية كل ّ منطقة وتاريخها، وفي كيفية وضع الآليات الكفيلة بإحداث قطيعة ضد بقايا الاستعمار في المنطقة وضد البرجوازية التابعة في آن معاً. وعليه، دخل مهدي عامل حقل منهجه الماركسي لتحليل العالم العربي، والنضال ضد الاستعمار، وحركات التحرر الوطني، لصوغ مفاهيم متميزة بتميّز السياقات التي يحلّلها. مستنتجاً أن الماركسية محكومة باثبات قدرتها على تحليل مشكلات بلدان المنطقة العربية، ومحددا الفرق بين ماركسية (مكونة) مبتذلة وأخرى (تتكون) بتصديها للمشاكل والأزمات والقدرة على تجاوزها والإنتصار لقضية التحرر والإشتراكية. في هذا الحقل، قدم مهدي عامل مفهومه عن ' نمط الإنتاج الكولونيالي'، أي شكل وجود نمط الإنتاج الرأسمالي في منطقتنا، ومفهومه عن 'الطائفية' و'الدولة الطائفية'. هذا العمل النظري القيم، قدمه مهدي عامل في 'مقدمات نظرية لدراسة أثر الفكر الاشتراكي في حركة التحرر الوطني'، بأجزائه الثلاثة: الأول: 'في التناقض' (نشر عام 1973). والثاني: 'في نمط الإنتاج الكولونيالي' (نشرعام 1976). والثالث: 'في تمرحل التاريخ' الذي نُشر غير مكتمل بعد استشهاده. في كتاباته النقدية، قدم مهدي عامل كتابه في 'أزمة الحضارة العربية أم أزمة البرجوازيات العربية' (عام 1973) إنتقد فيه أعمال الندوة الفكرية التي عقدت في الكويت تحت عنوان 'أزمة التطور الحضاري في الوطن العربي'. ثم قدم كتابه 'النظرية في الممارسة السياسية، بحث في أسباب الحرب الأهلية في لبنان' (عام 1979) الذي وضع فيه رؤيته إلى الطائفة والطائفية في لبنان، ليطورها في كتابه 'مدخل إلى نقض الفكر الطائفي: القضية الفلسطينية في أيديولوجية البرجوازية اللبنانية' (عام 1980) يشرّح فيه فكر ميشيل شيحا، وليتناول في كتابه النقدي ' في الدولة الطائفية' (عام 1986) مجموعة مفكرين تناولوا مسألة الطائفية في لبنان. مستنتجاً أن النقد هو سلاح فعال لإنتاج المعرفة. نقد مهدي عامل للفكرَ الماركسي السائد لم يحرفه أو يخرجه عن مساره النضالي الفكري الثوري، حيث بقي هذا المفكر المناضل ثابتا وراسخاً متمسكاً بجذور إنتمائه للحزب الشيوعي اللبناني محولاً كتاباته إلى مادة نقاشية فكرية دائمة الحركة والحضور في إنتاج البديل الثوري. مهدي عامل مقاوم صلب، محاور صنديد وناقد صارم. مفكر عربي ثوري إقتحم المحظورات دون وجل، فوضعه تجار التخلف والرجعية هدفاً ضمن لائحة أهداف لإطفاء شعلة الفكر الثوري والتحرر الوطني، حيث نجحوا في إغتيال جسده في بيروت بتاريخ 18 أيار/ مايو عام 1987 وفشلوا في إغتيال فكره ونهجه التحرري الاشتراكي الثوري. أما كتاباته ومقولاته المشهورة ولا سيما مقولته 'لست مهزوماً ما دمت تقاوم' التي باتت شعاراً وملاذاً لكل مقاوم/ة وثائر ومنتفض في الوطن العربي والعالم، ولكل مناضل/ة حر يناضل ضد الاستعمار الإمبريالي الاميركي والاحتلال الصهيوني وأنظمة الرجعية العربية الخيانية والتبعية وكل أشكال سياسات التخلف والبؤس والتجزئة والتفتيت والتطييبف.. من أجل التحرر الوطني الجذري الشامل. الشهيد مهدي عامل قامة وقيمة لفيلسوف ثوري راهن. تحية ووردة حمراء. 17/5/2025


التغيير
٢٢-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- التغيير
جدير بالاطلاع و التبصر: عماؤنا الأيديولوجي: صَفّقنا للخميني وعادَينا الديموقراطية
أعَرّفُ اليسار بأنه موقف أخلاقي ضد الاضطهاد الطبقي، والتمييز العنصري والحقد الطائفي، والهيمنة الإمبريالية على العالم، وتأييد الدفاع عن حقوق الإنسان. وقد جاء حينٌ من الدهر تحوّلنا فيه -نحن اليساريين والقوميين- إلى أيديولوجيين نُعادي الديمقراطية باسم العداء للإمبريالية، ونؤيد الأصولية الشيعية باسم العداء لإسرائيل، وندافع عن أنظمة حكم الشيوعية السوفييتية وما شابهها في العالم الثالث. حين تسلّم الخميني السلطة صفّقنا للخميني، فلم نكن نرى في شاه إيران إلا الحارس الأمريكي في الخليج، والاعتراف بإسرائيل. عداؤنا لأمريكا وإسرائيل أعمانا عن رؤية خطر الخمينية على إيران والمنطقة العربية. وحين رُفع العلم الفلسطيني في قلب طهران طرنا فرحًا. ولم نكترث لتصفية حزب «توده» والليبراليين الإيرانيين، بل ولم نتخذ موقفًا أخلاقيًا من الحرب الإيرانية- العراقية، فجميع العراقيين الشيوعيين في دمشق وقفوا إلى جانب إيران. وأذكر حادثة ذات أهمية تبرز عماءنا اليساري الأيديولوجي آنذاك. بعد اغتيال حسين مروة برصاص 'حزب الله' بأيام اجتمعنا في بيت الدكتور «طيب تيزيني» على شرف حضور الفيلسوف والشاعر الماركسي المحبوب «مهدي عامل». سُئل مهدي عامل كيف ستكون العلاقة بينكم وبين 'حزب الله' و'أمل' بعد اغتيال حسين مروة، فأجاب: لا بد من التحالف معهم، نحن في معركة صعبة مع إسرائيل. فقلت له: من قتل حسين مروة سيقتل مهدي عامل، أخاف عليك. تبسّم مهدي بسمته الطفلية وأجابني: لا تخَف عليّ. لم يمضِ على اغتيال حسين مروة شهور حتى تم اغتيال مهدي عامل في 1987. ولم تمضِ سنوات قليلة حتى صفّى'حزب الله' المقاومة الوطنية اللبنانية. لقد حرَم العماء الأيديولوجي مهدي عامل أن يرى خطر حركة مليشياوية مسلحة تغتال أحد أهم عقول اليسار اللبناني آنذاك. وظل وعينا بالكفاح ضد إسرائيل واحتلالها لجنوب لبنان عامل غضٍّ للنظر عن أصولية 'حزب الله' وطائفيته في مجتمع طائفي ودولة طائفية. إلى أن استفقنا وانهار الأساس الأيديولوجي لعمائنا، عندما تحوّل هذا الحزب إلى أداة إجرام بحق الشعب السوري. هذا الحزب الذي أعتقد بأن الله ليس بحاجة إليه وليس بحاجة إلى أي حزب باسمه. كان العماء الأيديولوجي وراء مشاركة اليسار العربي في المؤتمر القومي-الإسلامي حيث كان الأصوليون الإسلاميون الشيعة والسنّة، حماس والجهاد وحزب الله يتسيّدون المؤتمر بخطاباتهم. لم نكن نميّز بين ضرورة العداء للعنصرية الصهيونية من جهة، وضرورة العداء للأصولية بكل أنواعها، كنا نعادي الإخوان المسلمين ونصفّق لحماس ولحزب الله. وما زال الحزب السوري القومي الذي من المفترض أنه علماني يتحالف مع حزب الله وحزب الله هو الذي صفّى مقاومته في الجنوب، ما زال الحزب الشيوعي اللبناني يُمالئ حزب الله وحزب الله هو الذي قضى عليه عمليًا في لبنان. ما زالت بعض بقايا اليسار الفلسطيني ترى في الأصولية الشيعية حبل خلاص ونجاة، وليس حبل مشنقة. لا يمكن أن تكون يساريًا وأصوليًا معًا، لا يمكن أن تكون شيوعيًا وطائفيًا معًا، لا يمكن أن تكون وطنيًا وتابعا لدولة ولاية الفقيه. إذا كان لا بدّ من نقد ذاتي، فعلى جميع قوى اليسار جماعات وأفرادًا أن يعتذروا من التائقين إلى الحرية عن عمائهم الأيديولوجي. *مفكر وباحث وشاعر سوري مِن أبَوَين فلسطينيَّين.