أحدث الأخبار مع #مهرجانالبندقية،


Independent عربية
منذ 13 ساعات
- ترفيه
- Independent عربية
السينما حين تعري الطغاة وتقاوم النسيان
التأثير الكثيف الذي يصاحب المرء بعد أن يشتبك مع الذكريات له مذاق لا يمكن تحديده، ويصعب تسميته، بل يصعب الحكم عليه بأنه محفّز، أو مثير للألم. وربما هذان الإحساسان وسواهما ما يترك علاماته على من ينتهي من مشاهدة الفيلم البرازيلي "ما زلتُ هنا"، (I'm Still Here) الفائز بجائزة الأوسكار 2025 عن أفضل فيلم عالمي. قد يقول سياسي إن الفيلم يأتي في سياق "حتى لا ننسى"، وقد يرى مؤرخ أنه "محطة من تاريخ التحولات في البرازيل"، أما الشاعر فينظر إلى الأمر من زاوية "توثيق لعذابات المضطهدين، وهزائم الطغاة"، وكذلك ربما تفعل الناشطة النسوية التي ترى في شخصية (فرناندا توريس) رمزاً لإسهام النساء الخلاق في النضال ضد الديكتاتورية. وكل هؤلاء يتقاسمون الحق في تأويل الفيلم استناداً إلى ضرورة صيانة الذاكرة الفردية والجماعية من الفساد والتحلل والاجتزاء، وكذلك فضح محاولات السلطات طمس الماضي، والتنصل من مسؤوليتها عن تشويهه وتزييفه وتكدير صفو البشر. الفيلم، باللغة البرتغالية، لا يقدم نفسه باعتباره هجاءً سياسياً مباشراً لنظام العسكر الديكتاتوري، مع أن الأمر في عمقه كذلك، لكنه، وهذا أهم ما في الفيلم، يصوغ طريقة آسرة لكيفية التعبير السينمائي من خلال سبر أعماق الألم والقهر والخذلان. واختار المخرج والتر سالس أن يلجأ إلى السينما المتقشفة، إذ لا جماليات لونية بالطريقة المهندَسة التي نراها في سينما ويس أندرسون، ولا نعثر على تنقيب نفسي في دواخل الشخصيات، كما يحلو لأفلام تشارلي كوفمان أن تفعل. وحتى الانتقال عبر الأزمنة بتقنية (الفلاش باك) يتم في حدود بناء السرد السينمائي، ليكون قطعة من زمن تجري وقائعه عام 1970، خلال فترة الديكتاتورية العسكرية في البرازيل من عام 1964 إلى 1985. المخرج سالس صرح بأن الأفلام "أدوات ضد النسيان"، وأنه يعتقد أن "السينما تُعيد بناء الذاكرة"، لذا يهدف فيلمه إلى ضمان ألا ينسى أحد، وإدامة التواصل مع التاريخ. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) كتب سيناريو الفيلم موريلو هاوزر وهيتور لوريجا، وهو مستوحى من مذكرات مارسيلو روبنز بايفا الصادرة عام 2015، الذي كان والده اليساري، عضو الكونغرس، روبنز بايفا، من بين ما يُقدر بـ20 ألف شخص تعرضوا للتعذيب، وثمة من يقول إن الرقم أعلى بكثير. الفيلم غني بالتفاصيل التي تستحق الثناء، وفي التعاطي مع الأحداث نلمس نفَسَاً جديداً يبدأ من الخاص ويغوص فيه إلى أبعد حد، من خلال حكاية عائلة تتبعثر سكينتها ذات يوم أحد، حينما يلقي العسكر القبض على رب العائلة (سيلتون ميلو) البرلماني المنشق عن السلطة العسكرية، ومن ثم على زوجته وابنته ذات الـ14 سنة، يتعرض الثلاثة إلى ضغط نفسي. تخرج الأم وابنتها ويبقى الأب، ولا تعود الأسرة تعرف عن الرجل شيئاً. غلالة كثيفة جداً من الغموض والأخبار المضللة تحيط بمصير الأسرة التي تتفسخ طمأنينتها، وتضطر إلى الرحيل من المنزل بعد بيعه. وعندما يصل الزوجة نبأ وفاة زوجها تخوض، بحكمة وصلابة، في دوامة معرفة الملابسات المحيطة بالموت، ثم تبدأ في المعاناة الكبرى والأشد التي تنتهي بسقوط نظام العسكر، وإصدار الحكومة المدنية اللاحقة شهادة وفاة تستخدم دليلاً رسمياً موثقاً لفظائع الديكتاتورية التي حكمت البرازيل، ويقول شهود إنها كانت مدعومة من الولايات المتحدة. أداء الزوجة، التي أصبحت في ما بعد محامية ومرجعاً قضائياً للدفاع عن حقوق المضطهدين وأصحاب الأرض الأصليين، هو الذي رفع الفيلم إلى مصاف التتويج في المناسبات العالمية، فحصدت جائزة غولدن غلوب، وحصد الفيلم جائزة أفضل سيناريو في مهرجان البندقية، وحاز أيضاً جائزة الأوسكار 2025، مع أنه حورب بعد إصداره في السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من قبل اليمين البرازيلي المتطرف الذي يمثل امتداداً أيديولوجياً للديكتاتورية العسكرية. الفيلم ينهض على أرشيف عائلي ثري، فضلاً عن أرشيف سياسي تفصيلي عن أعوام القمع الطويلة. ويصح أن يوصف بأنه روائي وثائقي، لكن الوثائقية جاءت في حلة الاستعادة الذكية للماضي، من دون فصل بين الأزمنة. ولعل أجواء التصوير بالألوان الباهتة القليلة الجودة (وهذا مقصود) قد محت الفواصل، وجعلت المشاهد يعيش في عام 1970. أضف إلى ذلك الجهد المبهر الذي بذل من أجل إثبات أن الحياة تسير بكل عنفوانها على رغم سيارات العسكر ومعداته الثقيلة التي تجوب الشوارع بهدف بث الذعر في نفوس الناس. العائلة تلهو على شاطئ البحر برفقة الأصدقاء والبشر الكثير الذين أقبلوا على الحياة هازئين بالعسكر وبطشهم وزنازينهم. الفيلم بسِمته الهادئة وبالشحنة العاطفية الهادرة في مفاصله يعد انعطافة في تاريخ التناول السينمائي للديكتاتورية، لكنه يأتي امتداداً لأفلام عالمية لم تبدأ بفيلم شارلي شابلن "الديكتاتور العظيم" (The Great Dictator) الذي عرض للمرة الأولى في الـ15 من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1940، ويتضمن هجاءً ساخراً للنازية وهتلر، على رغم العلاقة غير المتوترة في ذلك الحين بين أميركا وألمانيا. وشهدت أميركا اللاتينية مراجعات لحقب حكم العسكر، ومن أبرز طغاة تلك القارة كان الجنرال التشيلي بينوشيه الذي قدمه المخرج التشيلي بابلو لارين عام 2023 في فيلم (El Conde) بصورة مصاص دماء يبلغ من العمر 250 سنة، إذ بعد أن تظاهر بموته، يختبئ بينوشيه (خايمي فاديل)، المعروف أيضاً باسم "أل كوندي"، في عرينه المتداعي في باتاغونيا، آملاً في الموت. ومن تشيلي إلى الأرجنتين نطل عبر فيلم "أزور" (Azor) على الأحوال السياسية العاصفة في الأرجنتين عام 1980، لنكتشف كيفية استيلاء الاستبداد على السلطة في فترة استمرت ما بين عامي 1976 و1983 حين جرى تطهير عسكري للحكومة والمدنية، مما أسفرعن قتل وتعذيب واختفاء آلاف والسيطرة الباطشة على ممتلكات الناس وأراضيها. وعن جرائم الاختفاء القسري التي ارتكبها الحكم العسكري في الأرجنتين أنجز المخرج خوان ماندلباوم فيلمه الوثائقي "مفقودنا" مدفوعاً بالرغبة الشديدة في تخليد ذكرى الضحايا، وعدم إفلات الجناة من العقاب. ولا يمكن الخروج من الأرجنتين من دون التنويه بفيلم "التاريخ الرسمي أو الحكاية الرسمية" (La historia oficial) الذي أنتج عام 1985، وأخرجه لويس بوينسو، وفاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية عام 1986. يعالج الفيلم الاختفاء القسري من خلال قصة زوجين أرجنتينيين يصطدمان بحقيقة كون ابنتهما المتبناة مختطفة، أم من أُم معتقلة سياسية. ونالت القارة السوداء حصة كبيرة من الأفلام التي هجت الأنظمة الديكتاتورية فيها، ومن أبرز تلك الأفلام "آخر ملوك اسكتلندا" (The Last King of Scotland) الذي أنتج عام 2006 والمستوحى من رواية تحمل الاسم نفسه. يجسد الفيلم، شخصية الجنرال عيدي أمين حاكم أوغندا منذ 1971 إلى 1979، وأدى هذا الدور باقتدار بليغ الممثل فوريست ويتاكر، واستحق بفضله جائزة الأوسكار لأفضل ممثل رئيس عن دوره في هذا الفيلم الذي أخرجه كيفين ماكدونالد. الطغاة منتشرون في القارات جميعها، من أوروبا إلى أميركا اللاتينية إلى أفريقيا إلى آسيا، حيث نطالع في الأخيرة نموذجاً للديكتاتورية التي ما زال يجسدها النظام في كوريا الشمالية. فعلى رغم أن فيلم "المقابلة" (The Interview) زاد من اشتعال الخلاف بين بيونغ يانغ وواشنطن، فإن أثر الفيلم، الذي أخرجه عام 2014 سيث روغن وإيفان غولدبيرغ، كان كبيراً لجهة تعريف العالم بما يجري في هذا البلد. الفيلم يتحدث في قالب كوميدي عن صحافيين يتلقيان تعليمات باغتيال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، بعد أن يتمكنا من الحصول على مقابلة معه. ما يميز الأفلام التي استُعرضت أنها مشغولة بحس جمالي فائق وبأداء تمثيلي مبهر، فنُبل القضية لا يبرر التفريط بالقيم الفنية لحساب تمرير خطاب سياسي أو أيديولوجي، ولعل هذه النقطة تشير إلى بعض الأفلام العربية التي غرقت في الإسفاف والمباشرة، فكانت بمثابة محامٍ فاشل عن قضية عادلة.


العين الإخبارية
١٢-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- العين الإخبارية
مهرجان كان السينمائي 2025.. توقعات بجائزة لـ«Mother Bhumi»
تواصل النجمة الصينية فان بينغ بينغ جذب الأنظار عالميًا، حيث يترشح فيلمها "Mother Bhumi" لجائزة كبرى في مهرجان كان السينمائي 2025. الفيلم من إخراج الماليزي البارز تشونج كيت أون، وقد حصلت شركة "ريديانس" ومقرها بكين على حقوقه العالمية، تمهيدًا للترويج له في مهرجان كان السينمائي. وبالتزامن مع استعدادات المهرجان، كشفت الشركة المنتجة عن لقطات حصرية من الفيلم، الذي يُعد من أبرز الأعمال المرشحة لجذب اهتمام النقاد والمشترين على السواء. تدور قصة الفيلم حول هونغ إيم، وهي أرملة تعمل في زراعة الأرز صباحًا، وتتحول مساءً إلى معالجة روحية لأهالي قريتها. ومع تصاعد المؤشرات حول قرب وفاة زوجها، تبدأ في معركة داخلية للحفاظ على توازنها النفسي، ساعيةً لإنقاذ نفسها وأطفالها من مستقبل مجهول. يشارك في البطولة أيضًا النجم التايواني باي رون ين، الحاصل على جائزة الحصان الذهبي عن فيلم "Old Fox"، بالإضافة إلى ناتالي هسو من هونغ كونغ، التي تؤدي دور ابنتها. المخرج تشونج كيت أون رسّخ مكانته كمخرج واعد في السينما الآسيوية. فاز عمله الأول "قصة الجزيرة الجنوبية" (2020) بجائزة أفضل مخرج جديد في جوائز الحصان الذهبي، إلى جانب جائزة فيبرسكي في مهرجان هونغ كونغ السينمائي الدولي. كما عُرض فيلمه الثاني "ثلج في منتصف الصيف" (2023) لأول مرة في مهرجان البندقية، وفاز بجائزة فايربيرد، بينما شهد العام الماضي عرض فيلمه "بافان من أجل رضيع" في مهرجان طوكيو السينمائي الدولي. من جانبه، قال منغ شيه، الرئيس التنفيذي لشركة "ريديانس": "نحن نتابع تشونج منذ بداياته اللافتة، وفان بينغ بينغ تقدم هنا تحولاً حقيقيًا في مسيرتها الفنية عبر أداء جريء ومعقد. نثق بأن هذا الفيلم سيحظى باهتمام عالمي، ونتطلع إلى مشاركته مع محبي السينما وصناعها". وعُرفت فان بأدوار قوية في أفلام مثل "ضائع في بكين" و"جبل بوذا" و"أنا لست مدام بوفاري"، إلا أن دورها في "Mother Bhumi" يمثل نقلة جسدية وفنية نوعية. وأكدت في مؤتمر صحفي سابق: "لا وجود لمعيار الجمال أو القبح في السينما. حتى أن أصدقائي لم يتعرفوا عليّ أثناء التصوير. وهذا دليل على التزام فريق العمل بتحويلي إلى الأم بهومي". الفيلم إنتاج مشترك بين شركتي جانجي بيكتشرز وساوذرن آيلت بيكتشرز من ماليزيا، إلى جانب الإيطالية فولوس فيلمز. ويشارك في الإنتاج كل من وونغ كيو سون (مخرج "ثلج في منتصف الصيف")، وستيفانو سينتيني (مخرج "رؤوس أم ذيول" و"ماجلان")، وزوي تينغ (مخرج "بافان فور أن إنفانت"). أما مونتاج الفيلم، فيتولى الإشراف عليه والتر فاسانو، الذي سبق وقدم أعمالاً بارزة مثل "Call Me by Your Name". كما تشارك "ريديانس" في مهرجان كان بأفلام أخرى، منها الوثائقي "إيماجو" للمخرج ديني عمر بيتساييف في أسبوع النقاد، والفيلم القصير "ليلي" للمخرجين تشاوجوانج لوه وشوهان لياو ضمن مسابقة الأفلام القصيرة، وفقا لمجلة "فارايتي". aXA6IDI2MDI6ZmFhNTpiMjg6MjIxOjo1IA== جزيرة ام اند امز US