أحدث الأخبار مع #مهرجانسندانس


اليمن الآن
منذ 3 أيام
- ترفيه
- اليمن الآن
لغز صورة (الفتاة الفيتنامية التي تركض عارية).. جدل تاريخي ينتهي بتعليق اسم المصور
أخبار وتقارير (الأول) وكالات: في خطوة غير مسبوقة، أعلنت مسابقة (العالمية للتصوير الصحفي تعليق ذكر اسم صاحب صورة) الشهيرة، التي تعدّ واحدة من أبرز الصور الأيقونية في تاريخ الصحافة، بسبب شكوك أُثيرت حديثاً حول نسبها. الصورة بالأبيض والأسود، التي تُظهر فتاة فيتنامية تركض عارية على طول الطريق بعد قصفٍ بالنابالم في قرية ترانغ بانغ عام 1972، كانت تُنسب سابقاً إلى المصوّر الفيتنامي الأمريكي "نك أوت" من وكالة "أسوشييتد برس"، والذي فاز بفضلها بجائزة بوليتزر وجائزة "وورلد برس فوتو". لكن وثائقياً عُرض في مهرجان سندانس السينمائي في يناير الماضي، قدّم شهادة جديدة تشير إلى أن الصورة قد تكون من تصوير صحافي فيتنامي مستقل يدعى نغوين ثانه نغي. إثر هذه المزاعم، فتحت "وورلد برس فوتو" تحقيقاً داخلياً دام أشهراً، وتوصّلت إلى أن الشكوك المحيطة بالصورة قوية بما يكفي لتعليق ذكر اسم المصوّر، مشيرةً إلى أن التحليل الفني أظهر أن المصوّرين الآخرين، ومن بينهم نغوين ثانه نغي، ربما كانوا في موقع أفضل لالتقاط الصورة مقارنةً بنك أوت. ومع ذلك، أكدت المسابقة أن هذه الخطوة لا تلغي فوز الصورة بجائزة "وورلد برس فوتو" التاريخية، بل تعكس التزامها بالدقة والمصداقية في توثيق الأحداث. وعلّقت المديرة التنفيذية للمسابقة، جومانا الزين خوري، بالقول: "الصورة بحد ذاتها لا جدال فيها، فهي توثّق لحظة تاريخية حقيقية تستمر أصداؤها في فيتنام والولايات المتحدة والعالم". وأعلنت وكالة "أسوشييتد برس" من جانبها أنها ستواصل نسب الصورة إلى نك أوت، رغم التساؤلات المستمرة، مؤكدةً التزامها بدعم مصوّرها الفائز بالجائزة.


النهار
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
وثائقي جديد يُعيد فتح النقاش: من وراء الصورة التي طبعت حرب فيتنام؟
إذا كان هناك مصور ارتبطت مسيرته المهنية بأكملها بصورة واحدة، فإن ذلك المصور هو نِك أوت. انقلبت حياته في 8 حزيران/يونيو 1972، عندما جمعه هجوم بالنابالم، وهو في الحادية والعشرين من عمره، بالطفلة فان ثي كيم فوك ذات التسعة أعوام، على طريق في فيتنام. صورته التي التقطها لخمسة أطفال مذعورين يركضون هرباً من سحابة ضخمة من الدخان، بينما تقف فوك عارية ومغطاة بالحروق في وسط المشهد وهي تصرخ، أصبحت رمزاً لفظائع حرب فيتنام بعد أن نُشرت على أغلفة الصحف في جميع أنحاء العالم. حصلت الصورة، التي تحمل عنوان "رعب الحرب"، لاحقاً على جائزة صورة العام من منظمة الصحافة العالمية، كما فازت بجائزة "بوليتزر"، ولا تزال واحدة من أكثر الصور تأثيراً وإدانةً للحروب الحديثة. تعرّضت فوك لحروق شديدة أدت إلى احتراق ملابسها، وأثارت صورتها عارية نقاشاً أخلاقيّاً بين المحررين آنذاك، لكنهم قرروا في النهاية أن المصلحة العامة تفوق أي تحفظات أخلاقية تتعلق بجسدها، من دون استشارتها في الأمر. لاحقاً، أصبحت الصورة مثالاً دراسيّاً عند مناقشة أخلاقيات الإعلام. ولكن اليوم، وبعد خمسة عقود، ظهرت مزاعم صادمة عن عملية تستّر طويلة الأمد قسمت مجتمع الصحافة المصورة: ماذا لو لم يكن نِك أوت هو من التقط الصورة أصلاً؟ هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه الفيلم الوثائقي الطويل "المصوّر المتخفّي" أو "ذي سترينغر" (The Stringer)، الذي عُرض لأول مرة في مهرجان سندانس السينمائي في 25 كانون الثاني/يناير، ويزعم أنّ الصورة التُقطت في الواقع بواسطة مصوّر مستقلّ لم يُنسب إليه الفضل، وهو أحد الصحافيين الذين كانوا حاضرين في ذلك اليوم. اعتمد الفيلم على تحقيق أجراه فريق فرنسي متخصص في الأدلة الجنائية يُدعى "إندكس"، كُلِّف بتحديد ما إذا كان أوت في الموقع المناسب وفي اللحظة المناسبة لالتقاط الصورة. ويستخدم "المصوّر المتخفّي" القصة الخلفية لهذه الصورة الشهيرة لإثارة أسئلة تتجاوز مسألة حقوق النسب والتكامل الصحافي، مشيراً إلى قضايا التحيّز وإساءة استخدام السلطة. ادعاءات محرّر الصور يقول غاري نايت، المنتج التنفيذي للفيلم وأحد مؤسسي "مؤسسة VII" والمصور الصحافي السابق، إنه بدأ هذا التحقيق مدفوعاً بادّعاء محرّر صور سابق في وكالة "أسوشييتد برس" في سايغون، بأن الصورة نُسبت إلى أوت رغم أنها لم تكن له. كارل روبنسون، الذي كان يعمل في الوكالة آنذاك، يزعم أنه تلقى تعليمات من رئيس قسم التصوير في "أسوشييتد برس" في سايغون، هورست فاس، بنسب الصورة إلى أحد مصوري الوكالة الرسميين بدلاً من المصور المستقل الذي سلّم الفيلم الذي احتوى على اللقطة التاريخية. كان فاس شخصية نافذة في الوكالة وحائزاً على جائزتي "بوليتزر"، ووفقاً للفيلم، ربما كان يريد أن يفعل شيئاً من أجل عائلة أوت، نظراً لكونه قد عمل سابقاً مع شقيقه الأكبر، الذي كان مصوّراً صحافيّاً وقُتل أثناء تغطيته للحرب في عام 1965. انضمّ أوت إلى "أسوشييتد برس" في العام نفسه، عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، واستمرّ في العمل مع الوكالة لمدّة 52 عاماً، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة في 1977، وتقاعد بعد أربعة عقود. أصبح مشهوراً عالميّاً باعتباره "مصوّر فتاة النابالم"، وكان يسافر حول العالم، أحياناً برفقة كيم فوك نفسها، التي أصبحت الآن مواطنة كندية، والتي عبّرت سابقاً عن انزعاجها من التقاط الصورة عندما كانت "تحت وطأة الألم، وعارية"، قبل أن تقول إنّها "ستستخدمها في العمل من أجل السلام". رغم أنّ صحة الصورة ليست محلّ شك، فإنّ الوثائقي يخلص إلى أنّ المصوّر الفعلي كان نغوين ثانه نغيه، وهو مصور مستقلّ محلّي حصل على 20 دولاراً مقابل عمله ولم يُنسب إليه الفضل. وبعد أكثر من نصف قرن، وبعد أن تم تعقّبه لأخذ شهادته، حضر نغيه العرض الأول للفيلم في سندانس، حيث أكّد: "أنا من التقط الصورة". أجرى نايت وفريق من الصحافيين تحقيقاً استمرّ لمدّة عامين، ووُثّق من قبل المخرج الفيتنامي الأميركي باو نغوين. ويقول نايت لصحيفة " آرت نيوزبيبر" إنه كان مدفوعاً بقناعة أنّ الصحافيّين يجب أن يكونوا أيضاً خاضعين للمحاسبة، مضيفاً: "يجب أن نكون مستعدّين لفحص أخطائنا عندما نطالب العالم بالمحاسبة، مهما كان الأمر غير مريح". إلى جانب ذلك، يشير إلى قضية أوسع تتعلق بعدم تكافؤ السلطة في الصحافة، التي "كان يهيمن عليها رجال بيض غربيون مثلي"، وهي القضية التي يعالجها الفيلم أيضاً. "هذا الفيلم هو بمثابة استعارة لكيفية محو مساهمات المصورين الصحافيّين المحلّيين من تاريخ الصحافة، سواء في فيتنام أو في أماكن أخرى، خصوصاً الفئة الأكثر ضعفاً، وهي الصحافيون المستقلون". تحقيق "أسوشييتد برس" قبل عرض الفيلم، أجرت وكالة "أسوشييتد برس" تحقيقاً داخليّاً أعادت فيه فحص الأحداث، وتضمّنت شهادات سبعة أشخاص كانوا في موقع الحدث أو في مكتب الوكالة في سايغون، وأكّدت أنّ الفضل في الصورة يعود إلى أوت، بينما وصفت روبنسون بأنّه "موظف سابق ساخط". من جانبه، رفض محامي أوت، جيمس هورنشتاين، بشدة الادعاءات التي قدّمها صناع الفيلم، قائلاً إنّ المصور كان حاضراً في مكتب الوكالة وقت تحميض الصور وطباعتها، وكان مستعدّاً للإجابة عن سبب تصويره لفتاة عارية. وأضاف: "طُبعت الصورة فوراً وعُرضت على الموجودين في المكتب... كارل روبنسون لم يكن حتى في المكتب في تلك اللحظة". كما أشار إلى أنّ قضية تشهير قيد التحضير، وستستند إلى شهادات شهود عيان، بالإضافة إلى صور وأفلام لم يطّلع عليها صناع الفيلم. وفي بيان صدر عن محاميه، رفضت فوك المشاركة في الفيلم الوثائقي، واصفة إياه بأنه "هجوم شائن وكاذب على نِك أوت". ومن بين الانتقادات الموجهة للفيلم، غياب صوتَي أوت وفوك، وكذلك عدم منح "أسوشييتد برس" حقّ الردّ. وبحسب الوكالة، فقد عُرض عليها مشاهدة الفيلم مسبقاً، ولكن بشرط توقيع اتفاقية سرّية، وهو ما رفضته. لاحقاً، كان العرض الأول للفيلم هو المرة الأولى التي يتمكن فيها مسؤولو الوكالة من الاستماع إلى الادّعاءات بشكل كامل. وقد طالبت "أسوشييتد برس" صنّاع الفيلم بإنهاء الالتزامات السرية المفروضة على المساهمين فيه، بمن فيهم نغيه، ومشاركة نتائج تحقيق "إندكس". وأضافت في بيان: "لا يمكننا التأكيد بشكل أوضح: نحن نهتمّ فقط بالحقائق والتاريخ الحقيقي لهذه الصورة الأيقونية". أخلاقيات الصحافة المصورة اشتعل النقاش داخل مجتمع الصحافة البصرية فور عرض الوثائقي. بالنسبة لجيس كرومبي، الأكاديمية والمستشارة المتخصصة في أخلاقيات التصوير، فإن هناك جانباً آخر للقصة يبرز: "عندما يتم التقاط صور لأفراد يعانون، فإنّ المصوّر قد يتفاعل معهم، لكنه غالباً لا يشركهم في حياة الصورة بعد ذلك. لكن في هذه الحالة، حافظ أوت وفوك على علاقة دامت مدى الحياة، ما يجعلها ليست مجرد ضحية حرب مجهولة، بل إنسانة من لحم ودم". أما أوت، فقد كسر صمته في 15 شباط/فبراير عبر منشور على "فايسبوك"، شكر فيه داعميه، وأرفقه بصورة من احتفاله بفوزه بجائزة "بوليتزر" مع زملائه في "أسوشييتد برس"، بمن فيهم روبنسون. وكتب: "بعد أكثر من 50 عاماً، لا أفهم لماذا يختلق كارل روبنسون قصة ويدّعي أنني لم ألتقط تلك الصورة الأيقونية". اقرأ أيضاً: