#أحدث الأخبار مع #موفمبرلصحةالرجالIndependent عربية١٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةلماذا خسر ترمب واليمين دعم الناخبين الذكور من الشباب؟"سأمنحه بضعة أيام، أو بضعة أسابيع، لأرى كيف ستسير الأمور"، بهذه العبارة عبر ديف بورتنوي مالك شركة "بارستول سبورتس" Barstool Sports، عن موقفه المتردد تجاه خطة ترمب الجمركية. هذ الموقف يعكس نهجاً عاماً بين الشباب في ما يتعلق بالسياسة في الولايات المتحدة. وعلى رغم أن بورتنوي قد يبدو علامة مبكرة على تغير أوسع، فإنه ليس وحده في هذا. المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي وشخصيات عامة مثل بورتنوي يمثلون جزءاً من موجة متنامية من مؤيدي ترمب السابقين الذين باتوا يتعاملون معه الآن بشك وريبة، وعلى المنصات نفسها التي يُعتقد أنها ساعدت ترمب على الفوز سابقاً. أصبح الشباب، على رغم تقلب مواقفهم وميلهم في الوقت نفسه إلى المراقبة الشديدة للأمور، محط اهتمام مختلف أطياف المشهد السياسي. فعلى اليسار، يسعى البعض إلى إعادة تعريف مفهوم الذكورة بمصطلحات تقدمية. أما على اليمين، فانخفضت بصورة حادة معدلات التأييد بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 سنة. فما الذي يحدث؟ الشباب الذكور يُمثلون كتلة تصويتية متقلبة - وهم بالفعل بدأوا في تغيير مواقفهم. وقد أشارت "مبادرة أبحاث الشباب الذكور"، وهي جهة ترصد توجهاتهم السياسية، أخيراً إلى أن "شهر العسل بين ترمب وهؤلاء الشباب قد يكون قد انتهى". لقد أمضيت العامين الماضيين في التحدث مع شباب من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وما سمعته باستمرار هو شعورهم العميق بالحاجة إلى استعادة السيطرة على حياتهم في عالم يشعرون بأنه يسلبهم تلك السيطرة. وكلما حاول الجانبان السياسيان فرض أجنداتهما عليهم، زاد نفورهم. فعدد متزايد من الشباب لا يتجاوب مع محتوى المؤثرين السياسيين بقدر تجاوبهم مع مواضيع مثل اللياقة البدنية أو تحسين الذات. قد يبدو إلقاء اللوم على "الفضاء الذكوري" إجابة سهلة. فمسلسل "مراهَقة" Adolescence على منصة "نتفليكس" - الذي يُصور فتى انجذب إلى هذا النوع من الخطاب وقتل زميلته في صف الدراسة - أثار ما وصفه ريتشارد ف. ريفز من "المعهد الأميركي للفتيان والرجال" American Institute of Boys and Men بـ "الذعر الأخلاقي". لا شك أن تأثير هذا العالم حقيقي، إذ يتفاعل ستة من كل 10 شبان مع مؤثري "الرجولة" بانتظام – لكن قصة الاستياء أعمق بكثير من مجرد ذلك. المشكلة ليست أنهم ينزلقون نحو التطرف، بل في أنهم يفقدون الإيمان بالعالم من حولهم. قد يعتقد البعض أنه تم "تنويرهم" عبر الخطاب الذكوري، مقتنعين بأنهم اكتشفوا حقائق مجتمعية صادمة عن وضع الرجال في المجتمع، أو ربما لأنهم يتعرضون لمحتوى سلبي يهدف إلى زيادة التفاعل. في كلتا الحالتين، لا تتطابق هذه السردية مع الواقع الفعلي، إذ يشير "معهد موفمبر لصحة الرجال" Movember Institute of Men's Health إلى أن الفئة الأكثر تفاعلاً مع هذا النوع من المحتوى غالباً ما تكون من الشباب المتعلمين، والعاملين، والمستقرين مالياً، والمرتبطين بعلاقات. يتميز أبناء "الجيل زد" Gen Z بتوافق نادر بين مختلف الأطياف السياسية، في اعتبار أن القضية الأكثر أهمية بالنسبة إليهم هي الوظائف والاقتصاد. فهم يتقاسمون القلق نفسه، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، من أن النظام الاقتصادي الذي نجح مع آبائهم لن يوفر لهم الاستقرار نفسه أو الفرص. ويقول نحو أربعة من كل 10 أميركيين ما دون سن الـ30، إنهم "بالكاد يتدبرون أمورهم" من الناحية المالية. فقد تراجعت فرص العمل بالنسبة إلى الخريجين الجدد بصورة ملحوظة، ولا يشعر سوى 56 في المئة منهم بالتفاؤل حيال مستقبلهم المالي. وقد عمقت جائحة "كوفيد" هذا الشعور بعدم اليقين. فأحد الشباب الذين قابلتهم وصف شعوره بأنه تأخر عامين في تكوين نفسه. وبالنسبة إلى أفراد الفئة العمرية الأولى من "جيل زد" Gen Z 1.0 - أي أولئك الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية خلال فترة الوباء - فإنهم يشعرون بصورة خاصة بأن الأعوام الحاسمة التي كان من المفترض أن تؤهلهم للنجاح المالي والاجتماعي على المدى الطويل، قد ضاعت. لذا، من غير المستغرب أن أقل من نصف هؤلاء الشباب، يشعرون بالانتماء إلى مجتمعهم. مع تغيّر الأهداف التقليدية في الحياة عبر الطيف الجندري، لم يعد واضحاً أين ينبغي للشباب أن يوجهوا طاقاتهم. فقط 48 في المئة من الشباب الأميركيين يرون أن إنجاب الأطفال أمر مهم. وبالنسبة لبعضهم، بدأت مُثل جديدة تترسّخ، أبرزها نموذج الرجولة الفائقة المرتبطة بعالم التكنولوجيا. فقد أصبحت "ريادة الأعمال" المهنة الأكثر إثارة للإعجاب بين الشباب، متقدمة على الرياضة والموسيقى. كما يتزايد الشعور بانعدام الأمان العاطفي، إذ يقل عدد الرجال الذين يشعرون بالثقة في إمكانية العثور على شريك طويل الأمد بنسبة 10 في المئة مقارنة بالنساء. وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى أن كثيراً من النساء يعبرن عن صعوبة إيجاد شريك يلبي توقعاتهن - وهي فجوة في التوقعات لا يعرف الرجال كيف يمكنهم جسرها. فما الدور الذي يُفترض أن تضطلع به الحكومة الأميركية تجاه هؤلاء الشباب؟ يزداد شعور الشباب الذكور بالشك في أن الحكومة ستعمل لصالحهم - وربما يعود ذلك إلى خيبة أملهم المتزايدة بسبب اتساع فجوة الدخل والتفكك الاجتماعي. ويُعد إيلون ماسك مثالاً على هذا التحول؛ إذ تراجعت شعبيته بين الرجال من جيل الألفية من 51.5 في المئة في يناير (كانون الثاني) إلى 34.7 في المئة في أبريل (نيسان)، مع تزايد التصور بأنه بات أكثر ارتباطاً بالمؤسسة الحاكمة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد أن تلاشت آمالهم في أن تقدم الحكومة حلولاً حقيقية، بدأ الشباب الذكور يبحثون عن بدائل أخرى. وهنا يدخل "الفضاء الذكوري" على الخط، مشجعاً إياهم على تبني نمط "الرجل السيغما" Sigma Male القائم على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. ومع تآكل الثقة في الحلول الجماعية، يبرز التفكير العدائي، ما يؤدي إلى نشوء جيل يزداد انقسامه على أساس النوع الاجتماعي. وفي ظل غياب الثقة في نظام قادر على معالجة هذه التحديات، يجد هؤلاء الشباب أنفسهم مضطرين للاعتماد على أنفسهم. مع تلاشي الآمال في أن تقدم الحكومة حلولاً ملموسة، بدأ الشباب يبحثون عن بدائل أخرى. وهنا يبرز المجال الذكوري الذي يعزز فكرة "الرجل السيغما" Sigma Male، القائمة على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. ومع تراجع الثقة في الحلول الجماعية، يتصاعد التفكير العدائي، مما يسهم في تشكيل جيل منقسم على نحو متزايد على أساس النوع الاجتماعي. وفي ظل غياب الثقة في نظام قادر على معالجة مخاوف الشباب وتلبية حاجاتهم، يجد هؤلاء أنفسهم مُجبرين على الاعتماد على أنفسهم. في الواقع، إن القيم التي تحظى بإعجاب الشباب غالباً ما تكون مرتبطة بالشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. ويشير المؤسس المشارك لـ"مبادرة أبحاث الشباب"Young Men Research Initiative، آرون سميث، إلى أن تحسين الرسائل التي تركز على مفاهيم الحماية والرعاية قد يكون وسيلة فعالة للتواصل. الشباب لا تحركهم الأيديولوجيا بمقدار ما تحركهم المخاوف الحقيقية من أن المستقبل الذي يتطلعون إليه قد يبدو غامضاً أو بعيد المنال. إن إعادة جذب هذه الفئة لن تتحقق من خلال إصلاحات سطحية أو حلول سريعة - مثل التفكير الجندري الصفري (اعتبار مكسب أحد الجنسين خسارة للآخر)، أو تحسين قنوات التواصل، أو إعادة إحياء وظائف التصنيع. بدلاً من ذلك، ينبغي على القادة تخصيص مساحة سياسية حقيقية تُمكن الشباب من الإسهام في بناء المستقبل الذي يطمحون إليه، والأهم من ذلك، الإنصات لهم. أليس لاسمان هي زميلة في مركز الأبحاث "نيو أميركا" New America متخصصة في المواضيع الاقتصادية، تغطي شؤون "الجيل زد" والسياسة والذكورة. عملت سابقاً مستشارة في شركة "ماكينزي"، والأمم المتحدة، و"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، ولديها خبرة متخصصة في الاقتصاد والنوع الاجتماعي.
Independent عربية١٦-٠٥-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةلماذا خسر ترمب واليمين دعم الناخبين الذكور من الشباب؟"سأمنحه بضعة أيام، أو بضعة أسابيع، لأرى كيف ستسير الأمور"، بهذه العبارة عبر ديف بورتنوي مالك شركة "بارستول سبورتس" Barstool Sports، عن موقفه المتردد تجاه خطة ترمب الجمركية. هذ الموقف يعكس نهجاً عاماً بين الشباب في ما يتعلق بالسياسة في الولايات المتحدة. وعلى رغم أن بورتنوي قد يبدو علامة مبكرة على تغير أوسع، فإنه ليس وحده في هذا. المؤثرون على وسائل التواصل الاجتماعي وشخصيات عامة مثل بورتنوي يمثلون جزءاً من موجة متنامية من مؤيدي ترمب السابقين الذين باتوا يتعاملون معه الآن بشك وريبة، وعلى المنصات نفسها التي يُعتقد أنها ساعدت ترمب على الفوز سابقاً. أصبح الشباب، على رغم تقلب مواقفهم وميلهم في الوقت نفسه إلى المراقبة الشديدة للأمور، محط اهتمام مختلف أطياف المشهد السياسي. فعلى اليسار، يسعى البعض إلى إعادة تعريف مفهوم الذكورة بمصطلحات تقدمية. أما على اليمين، فانخفضت بصورة حادة معدلات التأييد بين الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 سنة. فما الذي يحدث؟ الشباب الذكور يُمثلون كتلة تصويتية متقلبة - وهم بالفعل بدأوا في تغيير مواقفهم. وقد أشارت "مبادرة أبحاث الشباب الذكور"، وهي جهة ترصد توجهاتهم السياسية، أخيراً إلى أن "شهر العسل بين ترمب وهؤلاء الشباب قد يكون قد انتهى". لقد أمضيت العامين الماضيين في التحدث مع شباب من مختلف أنحاء الولايات المتحدة، وما سمعته باستمرار هو شعورهم العميق بالحاجة إلى استعادة السيطرة على حياتهم في عالم يشعرون بأنه يسلبهم تلك السيطرة. وكلما حاول الجانبان السياسيان فرض أجنداتهما عليهم، زاد نفورهم. فعدد متزايد من الشباب لا يتجاوب مع محتوى المؤثرين السياسيين بقدر تجاوبهم مع مواضيع مثل اللياقة البدنية أو تحسين الذات. قد يبدو إلقاء اللوم على "الفضاء الذكوري" إجابة سهلة. فمسلسل "مراهَقة" Adolescence على منصة "نتفليكس" - الذي يُصور فتى انجذب إلى هذا النوع من الخطاب وقتل زميلته في صف الدراسة - أثار ما وصفه ريتشارد ف. ريفز من "المعهد الأميركي للفتيان والرجال" American Institute of Boys and Men بـ "الذعر الأخلاقي". لا شك أن تأثير هذا العالم حقيقي، إذ يتفاعل ستة من كل 10 شبان مع مؤثري "الرجولة" بانتظام – لكن قصة الاستياء أعمق بكثير من مجرد ذلك. المشكلة ليست أنهم ينزلقون نحو التطرف، بل في أنهم يفقدون الإيمان بالعالم من حولهم. قد يعتقد البعض أنه تم "تنويرهم" عبر الخطاب الذكوري، مقتنعين بأنهم اكتشفوا حقائق مجتمعية صادمة عن وضع الرجال في المجتمع، أو ربما لأنهم يتعرضون لمحتوى سلبي يهدف إلى زيادة التفاعل. في كلتا الحالتين، لا تتطابق هذه السردية مع الواقع الفعلي، إذ يشير "معهد موفمبر لصحة الرجال" Movember Institute of Men's Health إلى أن الفئة الأكثر تفاعلاً مع هذا النوع من المحتوى غالباً ما تكون من الشباب المتعلمين، والعاملين، والمستقرين مالياً، والمرتبطين بعلاقات. يتميز أبناء "الجيل زد" Gen Z بتوافق نادر بين مختلف الأطياف السياسية، في اعتبار أن القضية الأكثر أهمية بالنسبة إليهم هي الوظائف والاقتصاد. فهم يتقاسمون القلق نفسه، بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية، من أن النظام الاقتصادي الذي نجح مع آبائهم لن يوفر لهم الاستقرار نفسه أو الفرص. ويقول نحو أربعة من كل 10 أميركيين ما دون سن الـ30، إنهم "بالكاد يتدبرون أمورهم" من الناحية المالية. فقد تراجعت فرص العمل بالنسبة إلى الخريجين الجدد بصورة ملحوظة، ولا يشعر سوى 56 في المئة منهم بالتفاؤل حيال مستقبلهم المالي. وقد عمقت جائحة "كوفيد" هذا الشعور بعدم اليقين. فأحد الشباب الذين قابلتهم وصف شعوره بأنه تأخر عامين في تكوين نفسه. وبالنسبة إلى أفراد الفئة العمرية الأولى من "جيل زد" Gen Z 1.0 - أي أولئك الذين كانوا يتابعون دراستهم الجامعية خلال فترة الوباء - فإنهم يشعرون بصورة خاصة بأن الأعوام الحاسمة التي كان من المفترض أن تؤهلهم للنجاح المالي والاجتماعي على المدى الطويل، قد ضاعت. لذا، من غير المستغرب أن أقل من نصف هؤلاء الشباب، يشعرون بالانتماء إلى مجتمعهم. مع تغيّر الأهداف التقليدية في الحياة عبر الطيف الجندري، لم يعد واضحاً أين ينبغي للشباب أن يوجهوا طاقاتهم. فقط 48 في المئة من الشباب الأميركيين يرون أن إنجاب الأطفال أمر مهم. وبالنسبة لبعضهم، بدأت مُثل جديدة تترسّخ، أبرزها نموذج الرجولة الفائقة المرتبطة بعالم التكنولوجيا. فقد أصبحت "ريادة الأعمال" المهنة الأكثر إثارة للإعجاب بين الشباب، متقدمة على الرياضة والموسيقى. كما يتزايد الشعور بانعدام الأمان العاطفي، إذ يقل عدد الرجال الذين يشعرون بالثقة في إمكانية العثور على شريك طويل الأمد بنسبة 10 في المئة مقارنة بالنساء. وقد يُعزى ذلك جزئياً إلى أن كثيراً من النساء يعبرن عن صعوبة إيجاد شريك يلبي توقعاتهن - وهي فجوة في التوقعات لا يعرف الرجال كيف يمكنهم جسرها. فما الدور الذي يُفترض أن تضطلع به الحكومة الأميركية تجاه هؤلاء الشباب؟ يزداد شعور الشباب الذكور بالشك في أن الحكومة ستعمل لصالحهم - وربما يعود ذلك إلى خيبة أملهم المتزايدة بسبب اتساع فجوة الدخل والتفكك الاجتماعي. ويُعد إيلون ماسك مثالاً على هذا التحول؛ إذ تراجعت شعبيته بين الرجال من جيل الألفية من 51.5 في المئة في يناير (كانون الثاني) إلى 34.7 في المئة في أبريل (نيسان)، مع تزايد التصور بأنه بات أكثر ارتباطاً بالمؤسسة الحاكمة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبعد أن تلاشت آمالهم في أن تقدم الحكومة حلولاً حقيقية، بدأ الشباب الذكور يبحثون عن بدائل أخرى. وهنا يدخل "الفضاء الذكوري" على الخط، مشجعاً إياهم على تبني نمط "الرجل السيغما" Sigma Male القائم على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. ومع تآكل الثقة في الحلول الجماعية، يبرز التفكير العدائي، ما يؤدي إلى نشوء جيل يزداد انقسامه على أساس النوع الاجتماعي. وفي ظل غياب الثقة في نظام قادر على معالجة هذه التحديات، يجد هؤلاء الشباب أنفسهم مضطرين للاعتماد على أنفسهم. مع تلاشي الآمال في أن تقدم الحكومة حلولاً ملموسة، بدأ الشباب يبحثون عن بدائل أخرى. وهنا يبرز المجال الذكوري الذي يعزز فكرة "الرجل السيغما" Sigma Male، القائمة على الاستقلالية والاكتفاء الذاتي. ومع تراجع الثقة في الحلول الجماعية، يتصاعد التفكير العدائي، مما يسهم في تشكيل جيل منقسم على نحو متزايد على أساس النوع الاجتماعي. وفي ظل غياب الثقة في نظام قادر على معالجة مخاوف الشباب وتلبية حاجاتهم، يجد هؤلاء أنفسهم مُجبرين على الاعتماد على أنفسهم. في الواقع، إن القيم التي تحظى بإعجاب الشباب غالباً ما تكون مرتبطة بالشعور بالمسؤولية تجاه الآخرين. ويشير المؤسس المشارك لـ"مبادرة أبحاث الشباب"Young Men Research Initiative، آرون سميث، إلى أن تحسين الرسائل التي تركز على مفاهيم الحماية والرعاية قد يكون وسيلة فعالة للتواصل. الشباب لا تحركهم الأيديولوجيا بمقدار ما تحركهم المخاوف الحقيقية من أن المستقبل الذي يتطلعون إليه قد يبدو غامضاً أو بعيد المنال. إن إعادة جذب هذه الفئة لن تتحقق من خلال إصلاحات سطحية أو حلول سريعة - مثل التفكير الجندري الصفري (اعتبار مكسب أحد الجنسين خسارة للآخر)، أو تحسين قنوات التواصل، أو إعادة إحياء وظائف التصنيع. بدلاً من ذلك، ينبغي على القادة تخصيص مساحة سياسية حقيقية تُمكن الشباب من الإسهام في بناء المستقبل الذي يطمحون إليه، والأهم من ذلك، الإنصات لهم. أليس لاسمان هي زميلة في مركز الأبحاث "نيو أميركا" New America متخصصة في المواضيع الاقتصادية، تغطي شؤون "الجيل زد" والسياسة والذكورة. عملت سابقاً مستشارة في شركة "ماكينزي"، والأمم المتحدة، و"منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية"، ولديها خبرة متخصصة في الاقتصاد والنوع الاجتماعي.