logo
#

أحدث الأخبار مع #ميراجلال

نقاب ميرا ووجه سوريا
نقاب ميرا ووجه سوريا

المدن

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • المدن

نقاب ميرا ووجه سوريا

في أحد أكثر المشاهد عبثية وتناقضاً، عادت ميرا جلال ثابت إلى الظهور، بعد اختفائها الغامض. لكنها لم تعد كما غابت. لم تكن صور عودتها سوى مرآة سوسيولوجية لوجه سوريا كلها، والباحث/القارئ للقضايا المجتمعية "شديدة الحرارة" سيتجاوز قليلاً الحقائق، لا لأنها غير مهمة، بل لأن دلالات الحالة ككل تتجاوز إن كانت ميرا خُطفت وسُبيت، أم تزوجت برضاها. فالصورة التي بألف كلمة، قالت الكثير، كما لو أنها مثال يُدرَّس. ذهبت ميرا فتاة بوجه مكشوف، وشعر منسدل، شديد الكثافة، أسود الوضوح، حاضر المعنى، وعادت بجسد مغطى بالكامل، مذكِّرًا ــ وبإصرار ــ باللباس الأفغاني قاسي الوقع على الروح والذاكرة السورية. بملامح مطفأة، وراء نقاب تام، يمسك بمعصمها رجل، ومحاطة بذكور لا يبتسمون، بدت ميرا كما لو أنها خارجة من كهف نسيه الله لألف عام، آتية من عمق موغل في القبلية، لا من بيت زوجي لشاب أصرت على الهرب معه بدافع الحب. عندما بُلّغ عن اختفاء ميرا، كانت مجرد طالبة في معهد تعليمي يقع في قلب مدينة لطالما تفاخرنا ــ لا بفولكلورية بل بأصالة وصدق ــ بتنوع سكانها ومشاربهم، بنبيذهم، بجوامعهم وكنائسهم: حمص، مدينتنا، طرية الأرض، لينة المتحد. ثم هكذا، وبحسب أهلها، خُطفت ميرا. أتت القصة كصفعة هائلة للحلم السوري. ميرا التي كان يُفترض أن تنعم بالأمان والحرية، تحوّلت إلى مرآة لخيبة جماعية، وإلى تجسيد حيّ للخذلان، وللتماحك والاصطراع أيضًا، خصوصاً في الأوساط التي حملت عبء الثورة لعقد ونصف، وعلّقت آمالها على ولادة وطن لا يخذل أبناءه، وبالأخص بناته. من اسمها وحده، بدت أسطورة ميرا القديمة وكأنها تعود أكثر حداثةً وتجدداً. وهكذا هي الحكايات، تكبر بعيداً من جذورها. في الميثولوجيا، كانت ميرا ــ أو سميرنا ــ أميرة فائقة الجمال، وقعت ضحية لعنة الآلهة، فاشتعلت فيها رغبة محرّمة تجاه والدها. وبمساعدة خادمتها، دخلت سريره ليلًا، فجامَعها من دون أن يعرف مَن تكون. ولما انكشفت الحقيقة، همّ بقتلها، فهربت إلى الغابة، تطاردها لعنتها وعارها، وتوسلت إلى الآلهة أن تنقذها. فاستُجيبت دعواتها، وتحولت إلى شجرة مرّ. في جسدها النباتي الجديد، توقفت الحياة البشرية، لكن الرحم ظل مفتوحًا. وبعد تسعة أشهر، انشقّ اللحاء، وولد منه طفل شديد الجمال هو أدونيس، الذي صار رمزاً لانبعاث الحياة من رحم الموت. ورغم كآبة الأسطورة، إلا أن الحكاية تنتهي بولادة الجمال، حتى لو انبثق من الخجل والعار. تنتصر الأسطورة للحياة حتى لو نبتت من جرح، كما لو أن الكون أراد ترتيب توازنه من قلب التضاد. لتهطل حبات المرّ دموعاً للندم، وتحترق بخوراً لطرد الخطايا، ولغسل العار. حاملةً عبء حكاياتنا، قديمها وحديثها، تبدو سوريا اليوم مقطوعة الأنفاس، تلهث من تعب الماضي، ومن ثقل التركة البذيئة التي لا تعلم كيف تُصرفها. تبدو سوريا اليوم مخنوقة من رماد الحرائق، وصمّاء من شدة الصراخ. البلاد لم تفتح رئاتها بَعد على أنفاس الخلاص، وما زالت تترنّح، مطعونة بألف غادر، مضروبة على رأسها بركام الماضي، حالمة، ساذجة، ومغرَّراً بها. ما تعيشه بلادنا اليوم هو انهيار في المنطق الجمعي، ارتباك مضطرد، غير منفصل عن تهاوٍ لبنية السلطة ذاتها. فمنذ عقود، لم تُبنَ العلاقة بين الحاكم والمحكوم على تعاقد عقلاني، بل على رمزية أبوية، قدرية، أبدية. لم يكن الرئيس موظفاً في خدمة حكومته وشعبه، بل كل ما في البلد هو في خدمة ذاك الحاكم، الذي إن مسّه مكروه، أُعلن النفير، وبدأت حفلة الجنون الجماعي عن اللعنات التي ستحل بالبلاد والعباد إن خُدش للمنقذ هواء، أو مُسّت لأقداره نجمة، أو سقط له شهاب. وهكذا، كلما تراجعت المؤسسات، تزايدت الشخصنة، وتحول النظام السياسي إلى طقس نفسي وثقافي، لا إلى منظومة دستورية. فالحقيقة أن شيئًا جوهريًا لم يتغير في روحية تعاملنا مع السلطة ورأسها الحاكم. إذ، رغم اختلافها الظاهري عن نام الأسد، فالثقة التي وُضعت في الإدارة الجديدة، مُنحت بتزكية القلب، وبالحب... "بالحب بدنا نعمرها". بُنيت على أمل عاطفي، على استبطان جمعي، وتبنٍّ مطلق لفكرة "الرجل المنقذ"، وهو مَنطق يشبه ما ورثه السوريون من الطاعة المغلَّفة بالحب للقائد الحامي. إن إقبال شريحة واسعة من السوريين، خصوصاً السنّة الذين كانوا بغالبيتهم عماد الثورة ومقدّمي قرابينها الأكثر تضررًا، على تصديق الرواية الرسمية عن هروب ميرا، لا ينمّ، في جوهره وبُعده العميق، عن عدم تعاطف، أو هُزءٍ أخلاقي، أو حتى شماتة بميرا. بل من إدراكهم اللاواعي أن تصديق اختطافها، و"سَبيها"، وإعادتها، وإرهابها وأهلها، يعني القبول بأن آليات العنف القديمة ما زالت تعمل تحت جِلد الدولة الجديدة. يعني الاعتراف بأن تلك الغالبية قاتلت لأكثر من عقد من أجل نظام جديد، فإذا به يُعيد إنتاج الرعب، والكبت، والعنف، والإخفاء، والإهانة، باسم الأمن والاستقرار، وباسم الوطن الجديد. لهذا بدا أن كل ما يُهدّد هذه الصورة ــ كقضية ميرا ــ يُقابل بالرفض والتشكيك العنيفين، لا لضعف في الحجة، بل لخوف عميق من انهيار المعنى أيضاً. وكتتمة لحكايات خجلنا اليومية، ومن هذا الخوف نفسه، جاءت ردود الأفعال "المشككة" في إخلاء طلاب المدن الجامعية من أبناء السويداء. فرغم أن مئات الطلاب من الطائفة الدرزية غادروا مساكنهم الجامعية تحت وطأة التهديدات وغياب الأمان، لم يتوانَ بعض الأصوات عن اتهامهم بتنفيذ "أوامر القيادة الدرزية". وبدلًا من أن تُشكّل المأساة لحظة تضامن جماعي، تحوّلت ــ ويا للفجيعة ــ إلى فرصة لإعادة إنتاج الخطاب الطائفي، بعدما فضّل أبناء الثورة استمرار "نقاء" الحلم على الاعتراف بالخذلان. كأن الحفاظ على شرعية الثورة الجديدة يتطلّب التستّر على كل ما يعاكس صورتها المأمولة، حتى لو عنى ذلك التضحية بالحقيقة، أو بفتاة مكسورة، أو بطلاب خائفين.

مصري بإيطاليا يطلق زوجته في الشارع ويتصدر التريند
مصري بإيطاليا يطلق زوجته في الشارع ويتصدر التريند

24 القاهرة

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • 24 القاهرة

مصري بإيطاليا يطلق زوجته في الشارع ويتصدر التريند

تصدر فيديو لـ زوج مصري في ميلانو بإيطاليا تريند مواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، إذ ظهر أحد المصريين في فيديو متداول خلال انفعاله على زوجته في الهاتف وطلاقه العلني لها أمام الجيران، مما أثار سخرية مستخدمي السوشيال ميديا. مصري بإيطاليا يطلق زوجته في الشارع ويتصدر التريند وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لـ رجل مصري بأحد شوارع حي ميلانو بإيطاليا وهو ينفعل على زوجته ويصرخ في الهاتف أمام الجيران والمارة لينتهي الأمر بينهما بـ الطلاق العلني، مما أثار موجة من السخرية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي. وكتب صاحب حساب: حسبي الله ونعم الوكيل، بتصوروا العالم وتسخروا وتتنمروا على مشاكلهم عشان ترند تافه مثلكم ومثل أفكاركم ما بتعرفوا إنه لا تعظم ما أبتلي به غيرك فتبتلى بمثله، الله يبليكم مثله. وأضاف مستخدم آخر: الله يسامحك خليتي الراجل ماشي يكلم نفسه حرام عليكي. وكتب شخص آخر: حسبي الله ونعم الوكيل فيه، الراجل المصري مفيش زيه الله يكون في عونك على الراجل الفضيحة ده بهدلك حتى في الغربة يا بنت الناس ربنا يهديه. فرحة السياح أهم حاجة..أول تعليق من الطفل صاحب تريند البيع بالأسبانية: بقالي3 سنين شغال وتعلمت اللغة من الشارع بعد مزاعم اختطافها والزواج.. ميرا جلال تتصدر تريند السوشيال ميديا

"قضية ميرا" تثير جدلاً واسعاً بين السوريين وتشعل مواقع التواصل
"قضية ميرا" تثير جدلاً واسعاً بين السوريين وتشعل مواقع التواصل

شفق نيوز

time٠٩-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • شفق نيوز

"قضية ميرا" تثير جدلاً واسعاً بين السوريين وتشعل مواقع التواصل

شفق نيوز/ أثارت قضية الشابة العلوية السورية ميرا جلال ثابت، (22 عاماً) من منطقة "تل كلخ" بريف حمص الغربي، موجة من الغضب والجدل الحاد في الأوساط السورية، بعد عودتها المفاجئة إلى منزل ذويها برفقة شاب ادعى أنه زوجها، وظهورها بزي ديني مناقض لبيئتها الاجتماعية، بعد إعلان اختفائها قبل نحو أسبوعين. وقد تم تداول صور ومقاطع فيديو تظهر ميرا وهي منقبة، برفقة الشاب أحمد وعناصر من جهاز الشرطة، قيل إنهم أعادوها إلى منزلها في قرية المخطبية. وأثارت هذه المشاهد غضباً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، وسط اتهامات بتحويل جريمة اختطاف إلى "زواج شرعي" بغطاء أمني وإعلامي. وكانت عائلة الفتاة قد أعلنت عن فقدانها بتاريخ 27 نيسان/ أبريل الماضي، بعد خروجها من معهد إعداد المدرّسين في حي الدبلان بمدينة حمص. وذكرت مصادر محلية أن والد الفتاة تم اعتقاله لاحقاً بتهمة تقديم بلاغ كاذب، وهو ما زاد من حالة الاحتقان الشعبي. الجدل تصاعد بعد أن ظهر الشاب الذي ادعى الزواج من ميرا، في فيديو سابق برفقة مراسل تلفزيوني خلال مسيرة احتفالية في حمص، ما دفع نشطاء للتشكيك في الرواية الرسمية، واعتبار اللقاء الإعلامي "مسرحية أمنية مكشوفة"، وفق تعبير عدد من النشطاء الحقوقيين. الناشط السياسي المعتصم الكيلاني وصف الحادثة بأنها "مسرحية رخيصة برعاية رسمية"، متسائلًا: "كيف يمكن لفتاة من تل كلخ أن تتعرف على شاب متشدد دينياً وتهرب معه وتتزوجه شرعياً؟"، معتبراً أن "الأمر ربما يتعلق بعمليات تجنيد قسري تشبه ما تمارسه بعض الجماعات المتطرفة". من جهتها، كتبت الناشطة فرح يوسف على "فيسبوك"، وتابعتها وكالة شفق نيوز "لا تسامحينا يا ميرا إذا سكتنا عن هذا الفعل الهمجي، هذه همجية يجب أن يُحاسب مرتكبوها"، داعية لكشف مصير النساء العلويات المختطفات كافة، سواء من عدن ضمن سيناريوهات مشابهة أو من ما يزال مصيرهن مجهولًا. وظهرت ميرا برفقة والدها والشاب المدعو أحمد، خلال لقاء مصور اجراه مراسل الأخبارية السورية في منزل والدها، حيث قالت إنها "تركت المنزل نتيجة ضغوط عائلية وبمحض إرادتها وأنها تزوجت أحمد بمحض ارادتها وتجمعهما علاقة حب". غير أن العديد من النشطاء شككوا في صحة أقوالها، مرجحين أنها صدرت تحت ضغوط أمنية لحماية عائلتها. وأفاد مصدر مطلع لمراسل وكالة شفق نيوز، بإيقاف قناة "الإخبارية" السورية مراسلها أمير عبد الباقي عن العمل وإحالته للتحقيق وذلك بعد نشره لفيديو اللقاء مع الشابة ميرا والشاب أحمد بدون تكليف رسمي من القناة. وتسلّط هذه الحادثة الضوء على قضايا مشابهة تتعلق باختفاء نساء من الطائفة العلوية، وسط اتهامات لجماعات متطرفة بالوقوف وراء عمليات اختطافهن وإجبارهن على الزواج، ما يعيد فتح ملف معقّد "معتم عليه" في سوريا. وما تزال الجهات الرسمية السورية تلتزم الصمت حيال تفاصيل القضية، ما يعزز من حالة الغموض ويزيد من التفاعل الشعبي المتواصل والغاضب على مختلف المنصات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store