أحدث الأخبار مع #ناديةهناوي


الشرق الأوسط
٠٦-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- الشرق الأوسط
السرديات ما بعد الكلاسيكية في كتاب جديد
تطرح الباحثة العراقية الدكتورة نادية هناوي أفكاراً ورؤى جديدة في كتابها «السرديات ما بعد الكلاسيكية: مصطلحات - موضوعات إشكاليات». وترى أن السرديات ما بعد الكلاسيكية ليست توسيعاً لسابقتها السرديات الكلاسيكية، إنما هي استقصاءٌ بحثيٌّ في الأصول واستدراك معرفي على السرديات الفرنسية، بسبب ما تركته من ثغرات منهجية وموضوعية ووسائطية، ارتبط قسم منها بإشكالات مفاهيمية لم يكن النقد البنيوي وما بعد البنيوي قد وقف منها موقفاً حاسماً. الكتاب الصادر أخيراً عن مؤسسة «أبجد للنشر» ببغداد يأتي استكمالاً لمشروعها البحثي، وفيه إحاطةٌ تفصيليةٌ بهذه السرديات، لما تناولته وناقشت أبعاده في كتابها المعنون «علم السرد ما بعد الكلاسيكي» بأجزائه الثلاثة الصادرة في العامين 2022 و2023، بالإضافة إلى كتابها «الآفاق المستقبلية في نقد السرديات العربي» عام 2024. تقدم المؤلفة في كتابها الجديد اجتهادات علمية تسعى من خلالها نحو محاولة التعريف باصطلاحات السرديات ما بعد الكلاسيكية وظواهرها، والتصدي لبعض إشكالاتها. ومما تؤكده أن البحث في مستجدات علوم هذه السرديات سيدفع نحو فتح منافذ نقدية جديدة، لا من ناحية الإضافة النوعية فحسب، إنما أيضاً من ناحية التشخيص العلمي لمواطن القصور والتأزم ومعالجتها معالجة جذرية. وترى هناوي أن ما تركته السرديات الكلاسيكية من ثغرات، حمل المنظرين الأميركان وآخرين من جنسيات غربية إلى الاستدراك عليها؛ ففككوا ما وجدوا فيه من إشكال معرفي واشتبكوا معه، وأفادت رؤاهم من تداخل الاختصاصات، كما استعانوا بما في العلوم الإنسانية الصرفة من نظريات ومفاهيم، ساعدتهم في بلورة مجموعة علوم تندرج تحت مسمى «علم السرد ما بعد الكلاسيكي» الذي تراه المؤلفة علماً تعددياً، وبوحدة مجزأة، وأجزاء موحدة، تتخذ من الفلسفة الأميركية حاضنة مرجعية أساسية، ومن خلالها تنتقد ما انتهت إليه السرديات الكلاسيكية من نواقص ومتروكات. وهو ما ساهم في الارتقاء بمنجز جماعة أوهايو عبر مشاريع سردية مستجدة، تمخضت عنها وعن مراكز بحثية أخرى علوم سردية جديدة. وتشير المؤلفة إلى أن تطور علم السرد ما بعد الكلاسيكي شجَّع المنظرين الأنجلو أميركيين على اجتراح مصطلحات خاصة ووضع دراسات في موضوعات جادة ذات أجهزة مفاهيمية وبأطر إجرائية تجعل السرديات ما بعد الكلاسيكية ابتكارية من ناحية الطريقة التي بها تعاملت مع المتراكم المعرفي، فاستطاعت تجاوزه بما وضعته من علوم، أخذ كل واحد منها - في مرحلتنا الحالية - هيأته المستقلة بذاته ضمن حاضن معرفي واحد أنجلو أميركي. يشتمل الكتاب على ثلاثة فصول تتوزع داخلها مباحث عدة لا تزال موادها المعرفية موضع الدراسة داخل مخابر النقد الأنجلو أميركي. يتناول الفصل الأول أربعة مصطلحات سردية هي «ما بعد الكلاسيكية - الاستبدال Metalepsis - غير الطبيعي والحجب Un-Natural وparalipsis - دراسات الأقلمة Adaptation Studies»، فضلاً عن مناقشة مفاهيم تأتي في سياق تلك المصطلحات، ومنها مثلاً الحكاء وهو «عنصر رئيس يقف ما بين المؤلف والسارد. مما يجعل المسافة بينهما طبيعية، لأن الحكّاء هو الواسطة التي بها يتملص المؤلف من أي تبعة يمكن للتخييل السردي أن يلصقها به، وفي الآن نفسه يتمكن من إحلال السارد محله بشكل منطقي. وساهم وجود الحكاء في تطوير أساليب التخاطب الأدبي، وعكس فاعلية المخاطبة وأهميتها في البناء السردي». ويختص الفصل الثاني بدراسة 6 من موضوعات السرديات ما بعد الكلاسيكية. وواحدة منها موضوعة «الأقلمة» وما يتصل بها من أغراض وعناصر تساعد في التمييز وفهم علاقة النص المصدر بالنص المؤقلَم. ويدرس الفصل الثالث إشكالات السرديات ما بعد الكلاسيكية، ومنها ما يتعلق بوعي السارد بالتجربة وبالشخصية وما بينهما من مسافة موضوعية تختلف درجة الدقة فيها تبعاً للطريقة التي بها ينظر المؤلف إلى شخصياته. ما يجعله «ثغرة معرفية في النظرية السردية، بعد أن تجافى المنظرون الغربيون رسوخ وظيفة المؤلف في السرد القديم في حين أعلوا شأن السارد ومتعلقاته من مقام ووجهة نظر وصيغة وصوت ووضع سردي». وحددت الباحثة هناوي جملة عوامل جعلت النظرية السردية تتغاضى عن دور المؤلف؛ إما «لأن هذه النظرية حسبته تكنيكاً شفاهياً قديماً تجاوزه الزمن ولا ضرورة له في السرد الحديث، أو لأن الكشف عن هذا الدور لا يساير أغراض هذه النظرية ولا يماشي ما فيها من قواعد وأنظمة». ومن الإشكالات التي يعالجها هذا الكتاب إشكالية التبئير إذ «يرى المنظرون الكلاسيكيون أنّ التبدل في درجة التبئير يفتت التحبيك ويخرق المحاكاة فتكون القوى المحركة للسرد غير ممكنة أو زائفة وردود الأفعال غير إنسانية، مما يتنافى مع موثوقية التعبير الواقعي عن القوى المحركة للمجتمع. أما المنظرون ما بعد الكلاسيكيين فيرون أن هذه القوى صارت آفلة ومفككة مما يحتاج الاستعاضة عنها بغيرها في مواجهة للعالم، بحثاً عن حقيقته، ومن ثم يكون التبدل في درجة التبئير مجدياً وفاعلاً بوصفه متخيلاً حراً، لا تقيده المحاكاة»، وثمة إشكالات أخرى تتعلق بتبدل الضمائر، وما ينجم عن ذلك من تبدل في أوضاع السارد ووظيفته إزاء كل من المسرود والمسرود له. لقد قدمت هناوي في كتابها جهداً بحثياً لافتاً ومتقدماً يضيف إلى النقد الأدبي. ويمتاز بجمعه بين مناهج تتعدى مناطق البينية والتداخل إلى التعدد الاختصاصي. ويضع أمام القارئ خريطة نقدية للطريقة التي بها تطورت السرديات عبر العقود الأخيرة. وعن ذلك تقول: «أملنا كبير في أن تتواصل المساهمات الجادة على طريق إغناء النقد الأدبي العربي وتجديده، وبالشكل الذي يبقيه حياً شاخصاً، فيه من القدرة على المغامرة أضعاف ما فيه من الدأب على المداومة».

الدستور
١٧-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- الدستور
الباحثة العراقية نادية هناوي تتأمل في كتابها الجديد " أقلمة سرد الحيوان"
عمان – الدستور – عمر أبو الهيجاء صدر حديثا للباحثة نادية هناوي كتاب جديد بعنوان (أقلمة سرد الحيوان) عن مؤسسة أبجد للنشر والتوزيع والترجمة. ويشتمل الكتاب البالغة صفحاته أربعمئة صفحة من القطع المتوسط على سبعة فصول تدور موضوعاتها حول سردية الحيوان والمتخيل الحيواني. وتصب أطروحة الكتاب في باب دراسات الأقلمة والتعدد الاختصاصي، التي لاقت في مفتتح هذا القرن اهتماما، وأحرزت تقدما معرفيا فتح أمام النقد الأدبي آفاقا جديدة للاستزادة العلمية. ومن ذلك علم سرد الحيوان، تقول المؤلفة (يختص الكتاب بمركزة النظر البحثي حول الحيوان، بقصد مقاربته مقاربة تتعدى حدود الأنسنة إلى ما هو أوسع من ذلك بكثير مما يتعلق بماهية الحيوان ووظائفه وأدواره وحقوقه، وما على الإنسان من مسؤولية في الإقرار بتلك الحقوق واحترامها). وتؤكد المؤلفة أن المدرسة الأنكلوأمريكية لم تتبن التنظير لعلم سرد الحيوان، إلا انطلاقا من سعيها إلى المغالبة في مجال النقد الأدبي، بالاستناد أيضا إلى الفلسفة التحليلية والفكر البراغماتي. فكان هذا العلم الجديد واحدا من الأمثلة على تقديم طروحات جديدة في مجال النظر إلى الإنسان عامة وتطوير النظرية السردية خاصة، اعتمادا على ما للحيوان من أدوار وفعاليات عقلية واعية وغير واعية، سواء على مستوى الواقع الحياتي في ما تتألف منه استجاباته الحركية من ردود فعل عاطفية، وما تتركب منه أفعاله من أبعاد معقولة وغير معقولة، أو على المستوى السردي في ما ينتجه عقل الشخصية الحيوانية من عمليات تحمل وجهات نظر مختلفة، بعضها يتخطى المنطق والزمن. وتلفت المؤلفة النظر إلى أن علم سرد الحيوان إنما هو جزء من علم السرد غير الطبيعي ويندرج ضمن فنون الأدب المماثلة، التي تحاكي الواقع المعيش برؤى غير منطقية. وفي مضمار فلسفة التجنيس، صدر لنادية هناوي كتاب آخر جديد بعنوان (العبور الأجناسي الأشكال – الأنواع – القضايا) وتقوم فكرته على (التأصيل المفاهيمي لنظرية العبور الأجناسي بكل ما يعنيه التأصيل من نظر فكري وتمحيص علمي، يوسِّع آفاق النقد الأدبي، ويعمِّق أغواره ويجدد مساراته.) وترى المؤلفة أن جوهر قضية التجنيس الأدبي أنها قوالب، ولا يمكن الحديث عن أي قالب إلا في جوهر ما يعنيه الثبات من القدرة على الضم والاحتواء من الداخل والخارج. وهذا ما يجعل لقضية التجنيس أهميةً من جانب، وتعقيدا من جانب آخر. وتؤكد أنه بسبب ذلك كله حاول بعض المنظرين إلغاء التجنيس بالكامل، أو القول بنفي النقاء عن الأجناس الأدبية. يتوزع الكتاب بين بابين؛ يختص الباب الأول بعبور أجناس (الرواية والقصة القصيرة والمقالة) على أشكال وأنواع وأجناس معينة، ويختص الباب الثاني بقضايا العبور الأجناسي، وما كان قد تمخض عن البحث والتنظير في الأجناس العابرة من مسائل وفرضيات، سعى الكتاب إلى التعمق فيها وفك ما فيها من اشتباكات والتباسات.