#أحدث الأخبار مع #ناديقريشالبلاد البحرينية٠٥-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالبلاد البحرينيةدور أندية العصر الجاهلي ومساجد العصر الإسلامي الأولعرفت العرب أيام الجاهلية الأندية التي أسسوها حول الكعبة، فكانت تستخدم كمجالس لهم، تعقد فيها اجتماعاتهم وتناقش فيها أوضاعهم وخططهم الخاصة بحماية التجارة التي تنقلها القوافل صيفا وشتاء، باعتبار التجارة عصب الحياة الاقتصادية آنذاك. فقد جاء في القرآن الكريم في (سورة قريش) قوله تعالى: 'لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف'. مثلت الأندية أهم أماكن تجمعهم، كما كانت أماكن لهو وتسلية لهم أيضا، ومن بين أشهرها وأكثرها فاعلية (نادي قريش) و(دار الندوة). وكان يتم أثناء اجتماعاتهم في الأندية مناقشة أوضاعهم وخططهم الخاصة بالتجارة للاطمئنان على سلامة القوافل وحمايتها، كما كانوا يعقدون فيها الندوات لمناشدة الأشعار ومبادلة الأخبار، وكذلك الحديث عن شؤون القبائل من بين ما يتناولونه في جلساتهم بشكل مركز. كانوا يمارسون في أنديتهم المنكر، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة العنكبوت 'وتأتون في ناديكم المنكر'، والمنكر في العرف الإسلامي يعني كل ما قبحه الشرع وحرمه. وعندما جاء الإسلام بتعاليمه السمحة، برز المسجد كأهم مؤسسة لها دورها الفاعل والمؤثر في حياة الإنسان من جميع الجوانب. فقد جسّد المسجد القيم الدينية العظيمة بأجلى صورها، مركزا على أهمية تأدية العبادة وطلب العلم من الجميع ذكورًا وإناثًا دون استثناء، لما للعلم من دور كبير في تحضر البشرية وتطورها. فقد بدأ الدين الإسلامي الحنيف بكلمة 'اقرأ' أول كلمة من (سورة العلق) وهي أول سورة نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا برهان جلي يؤكد أهمية القراءة والكتابة في الدين الإسلامي حيث جاء ذكر (القراءة) و(القلم) في السورة نفسها، فقال جل جلاله 'اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم'. استخدم المسجد كمعهد تعليمي ومركز إشعاع فكري، كما كان مقر قيادة الجيوش التي تنطلق منه لمحاربة الأعداء. وكانت تلقى فيه الخطب على اختلافها، كالخطب التي تحث المسلمين على الزهد والورع والتقوى، وكذلك الحث على الجهاد وطلب العلم لتنوير العقول، فبرز كمدرسة لطلاب العلم والمعرفة. وأخذ العلماء من رجال الدين يلقون دروسهم على طلبتهم الذين يلتفون حولهم في حلقات، وبهذا أخذ مصطلح (الحلقات) ينتشر بين طلاب العلم. كان التعليم في المساجد دون مقابل أي بالمجان، ومن المدهش حقًا أنه بمجرد سماع طلاب العلم الجادين والمجتهدين بوجود عالم على درجة كبيرة من العلم والشهرة في أحد الأمصار الإسلامية، فإنهم يشدون الرحال إلى بلدة ذلك العالم، نظرًا لتشبعهم بأهمية التعليم وتقديرهم للعلماء الأجلاء. وفي ذلك قال الإمام علي (عليه السلام) شعرًا حول أهمية العلم وأهله: ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاءُ وقيمة المرء ما قد كان يحسنُهُ والجاهلون لأهل العلم أعداءُ فقم بعلم ولا تطلب به بدلًا فالناسُ موتى وأهل العلم أحياءُ وهو القائل: منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا. وقال الإمام الشافعي رضوان الله عليه: رأيت العلم صاحبه كريمٌ ولو ولدته أباء لئامُ وليس يزال يرفعه إلى أنْ يعظمَ أمره القومُ الكرامُ استمر المسجد ردحًا من الزمن وبالتحديد حتى نهاية القرن الثالث الهجري يمثل المدرسة الوحيدة لأبناء الأمة الإسلامية. وكان طلبة العلم يترددون على المساجد من أجل كسب العلم والتحاور في أمور دينهم ودنياهم، وكذلك تردد الكثير من الأدباء والكتاب من مختلف التوجهات بشكل دائم على المساجد، وكان يهدي البعض منهم الكتب التي جمعها إلى المسجد الذي يتردد عليه لينتفع بها طلاب العلم والعلماء الذين يترددون على المسجد. زخرت مكتبة الجامع بالكوفة بنوادر المخطوطات وكثرة كتب التاريخ والأدب. واستطاع إسحاق بن مرار الشيباني وهو من اللغويين الكوفيين أن يجمع أشعار نيف وثمانين قبيلة أخرجها في مجلد وجعلها في مسجد الكوفة. كما شهد مسجد الكوفة بروز مدرسة لتفسير القرآن الكريم، وكان من أساتذتها سعيد بن جبير المتوفى سنة 94 هـ. كما كان يقام في مسجد الكوفة إنشاد الشعر ونقده والمناظرات في العلوم العربية. هكذا عرف دور المسجد في العصر الإسلامي الأول بأنه محط رجال العلماء والأدباء وطلاب العلم، واعتبرت المساجد بمثابة مدارس والجوامع بمثابة جامعات. فشتان بين دور المساجد التنويرية في العهد الإسلامي الأول، ودور الأندية في العصر الجاهلي المشبع بالمنكر. فقد استطاع العرب المسلمون، من خلال اهتمامهم بالعلم، بناء حضارات في الشرق والغرب وبالتحديد في بغداد ودمشق والقاهرة، بالإضافة إلى الحضارة في الأندلس، حيث تشيد كتب التاريخ العربية والأجنبية بتلك الحضارات. بينما كانوا في العصر الجاهلي قبائل متناحرة تكثر بينهم الحروب التي تستمر لعدة سنوات ولأسباب تافهة، كحرب (البسوس) التي دامت أربعين سنة بين قبيلتين متناحرتين (بكر وتغلب) أشهر قبائل العرب قبل الإسلام.
البلاد البحرينية٠٥-٠٤-٢٠٢٥منوعاتالبلاد البحرينيةدور أندية العصر الجاهلي ومساجد العصر الإسلامي الأولعرفت العرب أيام الجاهلية الأندية التي أسسوها حول الكعبة، فكانت تستخدم كمجالس لهم، تعقد فيها اجتماعاتهم وتناقش فيها أوضاعهم وخططهم الخاصة بحماية التجارة التي تنقلها القوافل صيفا وشتاء، باعتبار التجارة عصب الحياة الاقتصادية آنذاك. فقد جاء في القرآن الكريم في (سورة قريش) قوله تعالى: 'لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف'. مثلت الأندية أهم أماكن تجمعهم، كما كانت أماكن لهو وتسلية لهم أيضا، ومن بين أشهرها وأكثرها فاعلية (نادي قريش) و(دار الندوة). وكان يتم أثناء اجتماعاتهم في الأندية مناقشة أوضاعهم وخططهم الخاصة بالتجارة للاطمئنان على سلامة القوافل وحمايتها، كما كانوا يعقدون فيها الندوات لمناشدة الأشعار ومبادلة الأخبار، وكذلك الحديث عن شؤون القبائل من بين ما يتناولونه في جلساتهم بشكل مركز. كانوا يمارسون في أنديتهم المنكر، فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى في سورة العنكبوت 'وتأتون في ناديكم المنكر'، والمنكر في العرف الإسلامي يعني كل ما قبحه الشرع وحرمه. وعندما جاء الإسلام بتعاليمه السمحة، برز المسجد كأهم مؤسسة لها دورها الفاعل والمؤثر في حياة الإنسان من جميع الجوانب. فقد جسّد المسجد القيم الدينية العظيمة بأجلى صورها، مركزا على أهمية تأدية العبادة وطلب العلم من الجميع ذكورًا وإناثًا دون استثناء، لما للعلم من دور كبير في تحضر البشرية وتطورها. فقد بدأ الدين الإسلامي الحنيف بكلمة 'اقرأ' أول كلمة من (سورة العلق) وهي أول سورة نزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وهذا برهان جلي يؤكد أهمية القراءة والكتابة في الدين الإسلامي حيث جاء ذكر (القراءة) و(القلم) في السورة نفسها، فقال جل جلاله 'اقرأ وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم'. استخدم المسجد كمعهد تعليمي ومركز إشعاع فكري، كما كان مقر قيادة الجيوش التي تنطلق منه لمحاربة الأعداء. وكانت تلقى فيه الخطب على اختلافها، كالخطب التي تحث المسلمين على الزهد والورع والتقوى، وكذلك الحث على الجهاد وطلب العلم لتنوير العقول، فبرز كمدرسة لطلاب العلم والمعرفة. وأخذ العلماء من رجال الدين يلقون دروسهم على طلبتهم الذين يلتفون حولهم في حلقات، وبهذا أخذ مصطلح (الحلقات) ينتشر بين طلاب العلم. كان التعليم في المساجد دون مقابل أي بالمجان، ومن المدهش حقًا أنه بمجرد سماع طلاب العلم الجادين والمجتهدين بوجود عالم على درجة كبيرة من العلم والشهرة في أحد الأمصار الإسلامية، فإنهم يشدون الرحال إلى بلدة ذلك العالم، نظرًا لتشبعهم بأهمية التعليم وتقديرهم للعلماء الأجلاء. وفي ذلك قال الإمام علي (عليه السلام) شعرًا حول أهمية العلم وأهله: ما الفضل إلا لأهل العلم إنهمُ على الهدى لمن استهدى أدلاءُ وقيمة المرء ما قد كان يحسنُهُ والجاهلون لأهل العلم أعداءُ فقم بعلم ولا تطلب به بدلًا فالناسُ موتى وأهل العلم أحياءُ وهو القائل: منهومان لا يشبعان طالب علم وطالب دنيا. وقال الإمام الشافعي رضوان الله عليه: رأيت العلم صاحبه كريمٌ ولو ولدته أباء لئامُ وليس يزال يرفعه إلى أنْ يعظمَ أمره القومُ الكرامُ استمر المسجد ردحًا من الزمن وبالتحديد حتى نهاية القرن الثالث الهجري يمثل المدرسة الوحيدة لأبناء الأمة الإسلامية. وكان طلبة العلم يترددون على المساجد من أجل كسب العلم والتحاور في أمور دينهم ودنياهم، وكذلك تردد الكثير من الأدباء والكتاب من مختلف التوجهات بشكل دائم على المساجد، وكان يهدي البعض منهم الكتب التي جمعها إلى المسجد الذي يتردد عليه لينتفع بها طلاب العلم والعلماء الذين يترددون على المسجد. زخرت مكتبة الجامع بالكوفة بنوادر المخطوطات وكثرة كتب التاريخ والأدب. واستطاع إسحاق بن مرار الشيباني وهو من اللغويين الكوفيين أن يجمع أشعار نيف وثمانين قبيلة أخرجها في مجلد وجعلها في مسجد الكوفة. كما شهد مسجد الكوفة بروز مدرسة لتفسير القرآن الكريم، وكان من أساتذتها سعيد بن جبير المتوفى سنة 94 هـ. كما كان يقام في مسجد الكوفة إنشاد الشعر ونقده والمناظرات في العلوم العربية. هكذا عرف دور المسجد في العصر الإسلامي الأول بأنه محط رجال العلماء والأدباء وطلاب العلم، واعتبرت المساجد بمثابة مدارس والجوامع بمثابة جامعات. فشتان بين دور المساجد التنويرية في العهد الإسلامي الأول، ودور الأندية في العصر الجاهلي المشبع بالمنكر. فقد استطاع العرب المسلمون، من خلال اهتمامهم بالعلم، بناء حضارات في الشرق والغرب وبالتحديد في بغداد ودمشق والقاهرة، بالإضافة إلى الحضارة في الأندلس، حيث تشيد كتب التاريخ العربية والأجنبية بتلك الحضارات. بينما كانوا في العصر الجاهلي قبائل متناحرة تكثر بينهم الحروب التي تستمر لعدة سنوات ولأسباب تافهة، كحرب (البسوس) التي دامت أربعين سنة بين قبيلتين متناحرتين (بكر وتغلب) أشهر قبائل العرب قبل الإسلام.