logo
#

أحدث الأخبار مع #نايفعازار

هل يلقى دروز سوريا مصير علويّي الساحل؟
هل يلقى دروز سوريا مصير علويّي الساحل؟

IM Lebanon

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

هل يلقى دروز سوريا مصير علويّي الساحل؟

كتب نايف عازار في 'نداء الوطن': أطلّ العنف الطائفي برأسه مجدّداً في الربوع السورية ليهدّد النسيج المجتمعي الهش أصلاً في البلاد. فبعد مرور أسابيع على حوادث العنف الطائفي التي عصفت بالساحل السوري وراح ضحيّتها عدد كبير من العلويين وبعض المسيحيين، جاء دور الدروز هذه المرّة ليشتبكوا بالنار مع قوات الأمن السورية والقوات الرديفة لها. فقد ألهب مدينة جرمانا الواقعة في جنوب شرق دمشق وذات الغالبية الدرزية – المسيحية، تسجيل صوتي قِيل إن مسجّله رجل درزي توجه فيه بشتائم وكلام نابٍ للنبي محمد، وقد انتشر هذا التسجيل كالنار في الهشيم بين السوريين، وكان سبباً لخروج تظاهرات غاضبة في مدن سورية عدّة، تلتها اشتباكات أدمَت مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، قبل أن تنسحب إلى مناطق أخرى ذات ألوان مذهبية متنوّعة، متسبّبة بسقوط مزيد من القتلى في صفوف الدروز وقوات الأمن. وقد سارع المواطنون السوريون الدروز إلى مغادرة مناطق الاشتباكات، خوفاً من أن يلقوا مصير العلويين في الساحل، إذ إن حوادث الساحل لا تزال ماثلة أمام أعينهم، وما يزيد من ريبتهم، وجود مقاتلين أجانب في صفوف القوات السورية الوليدة، والتي يُقال إنها تتصرّف في العديد من الأحيان من تلقاء نفسها وتبادر إلى شن عمليات عسكرية من دون إخطار السلطة الأمنية المركزية، ما يؤدّي إلى فوضى عارمة يتخلّلها سفك دماء مواطنين سوريين أبرياء. البندقية للدفاع وليس للقتال لا يغيب عن بالنا أن الجيش السوري الجديد، هو عبارة عن فصائل إسلامية مقاتلة تمّ ضمّها إلى صفوفه مكافأةً لمساهمتها في دحر قوات الأسد الفارّ، ومنح بعض مقاتليها الأجانب رتباً عسكرية عالية، وهو أمر أثار سخط واستغراب الداخل والخارج. وبطبيعة الحال، فإن لكلّ فصيل من هذه الفصائل أجندته الخاصة، ربّما المشبّعة بأفكار أصولية، وهو ما يُثير هواجس السوريين، خصوصاً الأقليات منهم. ففي جرمانا مثلاً، اندلعت الاشتباكات في بادئ الأمر بين المسلّحين الدروز والقوات السورية الرديفة، وليس قوات الأمن العام، وقد أكدت السلطات السورية لاحقاً أن القوات الرديفة تحرّكت منفردة أي من دون قرار عسكري مركزي، ما أدّى إلى فوضى كبيرة وسقوط ضحايا من كلا الطرفين، قبل أن تتمكّن القوات الأمنية الأصيلة من الإمساك بزمام الموقف وإعادة الهدوء الذي سيبقى مشوباً بالحذر، نظراً لتجدّد الاشتباكات في المناطق الدرزية بين الفينة والأخرى. ومن المنظور السوري الدرزي، من الطبيعي أن تتمسّك ما تُعرف بـ 'اللجان الشعبية المسلّحة'، خصوصاً الدرزية منها، بسلاحها لحماية مناطقها، ولا يمكن مطالبتها بنزع هذا السلاح، في ظلّ تمدّد 'الميليشيات السلفية المسلّحة' في جسم الجيش السوري. وبالنسبة إلى دروز سوريا، الذين تمسّكوا بالسلاح بعد عسكرة الثورة السورية، وأغلقوا مناطقهم في وجه جيش النظام البائد، فإن البندقية هي للدفاع عن النفس وليس للقتال، وعندما تطمئنهم فعلياً الدولة السورية يتخلّون عنها. تقديم الطاعة لعائلة الأسد إذا أردنا الغوص قليلاً في أسباب العنف الطائفي المتجدّد في سوريا، نجد أن 'مؤتمر الحوار الوطني' الذي عُقد أخيراً لم يكن شفافاً بالنسبة إلى العديد من السوريين، فالسلطة الحاكمة برئاسة أحمد الشرع تعمّدت استثناء مكوّنات سورية أساسية من هذا المؤتمر ومن الحوار بشكل عام، وهو أمر يدعو هذه الأقليات إلى القلق على مصيرها وإلى التمسّك بسلاحها وإبقاء أصبعها على الزناد. فضلاً عن ذلك، فإن السوريين ترعرعوا في كنف نظام ديكتاتوري لأكثر من خمسة عقود، وكانوا مطيعين وإن مكرَهين لهذا النظام، وبالتالي لم يكن ولاؤهم لبعضهم بعضاً بل للنظام ولم يكن هناك تعايش حقيقي في ما بينهم، بل كان همّهم الأوحد تقديم الطاعة لعائلة الأسد، وكلّ ذلك أدّى إلى غياب الشعور بالمواطنية الحقّة، وانعدام الثقة بين المكوّنات الطائفية والمذهبية المتنوّعة. وفي ظلّ الاشتباكات الطائفية الدائرة على المسرح السوري، يتعزز جنوح السوريين نحو أفكار تقسيمية، وهو أمر يُدخل غبطة كبيرة إلى نفوس صنّاع القرار في الجارة العبرية، المتوجّسة من حكم 'الجولاني السابق' وسجله السلفي، والتي تسعى جاهدة إلى إقامة دويلات صغيرة مفتّتة على حدودها، لا تشكّل تهديداً لها. وفي حال دروز سوريا، فإنهم يطلبون حماية دولتهم أوّلاً، لا أن يُترك الأمر للإغراءات الإسرائيلية، والتي بدت جليةً في الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على سوريا، مدّعياً أنها لحماية الدروز، وفي مواقف المسؤولين الإسرائيليين المدافعة عن دروز سوريا، وطبعاً كلّ ذلك إرضاءً أيضاً للدروز في الدولة العبرية، ولانخراطهم التاريخي الكبير في صفوف الجيش الإسرائيلي. إذاً ما يحصل مع الدروز على الحلبة السورية، يُشكّل بوابة مثالية تتيح لتل أبيب التسلّل من خلالها لتنفيذ أجندتها التقسيمية، الرامية أساساً إلى إبعاد المقاتلين السنة عن حدودها الشمالية، واستبدالهم ربّما بدولة درزية تشكّل لها درعاً واقعياً وعمقاً عازلاً يفصل بين أراضيها وبين الأراضي السورية الملتهبة.

هكذا تتموضع إسرائيل في الجنوبَين اللبناني والسوري
هكذا تتموضع إسرائيل في الجنوبَين اللبناني والسوري

IM Lebanon

time١٠-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

هكذا تتموضع إسرائيل في الجنوبَين اللبناني والسوري

كتب نايف عازار في 'نداء الوطن': لم تكتفِ إسرائيل بشن حروب ضارية على الجنوبَين اللبناني والسوري، محوّلةً خصوصاً بلدات في جنوب لبنان إلى مناطق غير قابلة للعيش، بل سعت إلى إحكام قبضتها وإبقاء سيطرتها على نقاط عدة في الجنوبَين اللذين يؤرقان خاصرتها الشمالية. فمِن جنوب لبنان انسحب الجيش الإسرائيلي في 18 شباط الفائت، إلّا أنه أبقى على قواته في خمس نقاط استراتيجية توصف بالتلال الحاكِمة وطريقين. وكما بات معلوماً، فإن أهمية هذه النقاط بالنسبة إلى الدولة العبرية تكمن في أنها تحمي مستوطناتها الشمالية كما تتيح لها مراقبة مساحة شاسعة من جنوب لبنان، فضلاً عن أنها تشكّل شريطاً عازلاً بالنار. هذه المواقع المشرفة الخمسة والطريقان تبدأ من الغرب في اتجاه الشرق، وهي على الشكل الآتي: – تلة اللبونة: تطل على الطريق الساحلي من بوابة الناقورة وصولاً إلى بلدة البياضة، وتشرف على قيادة قوات 'اليونيفيل' من الجهة الغربية، أمّا شمالاً فتشرف على العديد من القرى اللبنانية الجنوبية وصولاً إلى صور. وتعتبر القيادة العسكرية الإسرائيلية أن البقاء هناك يحمي ثلاث مستوطنات متاخمة للحدود. هذا وتشرف التلة التي تمتاز بغابات كثيفة وتبعد عن الخط الأزرق 300 متر، على الوادي بين إسرائيل ولبنان. إذاً، اللبونة تعتبر مدخل جنوب لبنان من الجهة الغربية وتتيح لمن يمسك بها أفضلية المراقبة من الناقورة حتى صور. – جبل بلاط: يبعد عن الخط الأزرق 800 متر، ويقع في القطاع الأوسط ويشرف على جزء منه وعلى الوادي بين عيتا الشعب والأراضي الإسرائيلية شرقاً. وتعتقد تل أبيب أن الجبل يؤمن الحماية لثلاث مستوطنات شمالية، لذلك فقد أبقت سرية من الجنود فيه. – تلة جل الدير: تتبع عقارياً عيترون التي تعتبر البلدة الأخيرة في قضاء بنت جبيل في القطاع الأوسط، وتبعد 800 متر عن الخط الأزرق، وتشرف على جزء من القطاع الأوسط وعدد من المواقع وتحمي ثلاث مستوطنات، وتعتبرها إسرائيل في غاية الأهمية. – تلة الدواوير: تقع بين مركبا وحولا وتبعد 300 متر عن الخط الأزرق، وتشرف على يارون ومارون الراس، وتحمي مستوطنة 'مرغليوت' كما تطل على مستعمرة 'مسكفعام'. – تلة الحمامص: تقع في القطاع الشرقي وتبعد عن مستوطنة 'المطلة' 200 متر، وتعتبر إسرائيل أنها تحمي ثلاث مستوطنات من بينها 'المطلة'. كما أنها تكشف مناطق واسعة من إصبع الجليل ومستوطناته، وتشرف على مدينة الخيام، التي كانت تُوصَف بأنها موقع دفاعي متقدّم لـ 'حزب الله'. أمّا الطريقان اللذان أحكم الجيش الإسرائيلي قبضته عليهما من خلال إقفالهما، ومن دون أن يكون له وجود مادي فيهما، فيقع أحدهما بين اللبونة وجبل بلاط، والآخر بين العديسة وكفركلا. من جنوب لبنان إلى جنوب سوريا، فما إن بدت تباشير سقوط النظام السوري البائد، حتى كشّرت إسرائيل عن أنيابها التوسعية في سوريا متذرّعة بحجج وهواجس 'سلَفية' وأمنية تؤرقها، مطلقةً العنان لآلتها العسكرية في الجنوب السوري المتاخم لحدودها، بل دفعت بقواتها إلى العمق السوري لتقترب من مشارف دمشق، وهي استهدفت مستودعات أسلحة استراتيجية ومواقع عسكرية تعتبرها حساسة، فضلاً عن أهداف أخرى تعتبر الدولة العبرية أنها تشكل تهديداً أمنياً مباشراً لها، مدمرةً بذلك حوالى 80 في المئة من قدرات القوات البرية والبحرية والجوية السورية في عملية أسمتها 'سهم باشان'، وهي تسمية مستوحاة من التوراة. وفي موازاة الضربات العسكرية القاصمة التي لم تعرف السكون على الجنوب والداخل السوري، سيطر الجيش الإسرائيلي في أعقاب سقوط النظام السوري على المنطقة العازلة، التي يبلغ طولها نحو 75 كيلومتراً ويتراوح عرضها بين 200 متر جنوباً و10 كيلومترات في الوسط، في خرق فاضح لاتفاقية فض الاشتباك الموقعة بين سوريا وإسرائيل عام 1974، كما أحكم قبضته على مواقع استراتيجية مهمّة كان أبرزها في جبل الشيخ. كذلك شمل التوغل بلدات عدّة في محافظة القنيطرة الجنوبية أبرزها: أوفانية، والقنيطرة، والحميدية، والبعث، والصمدانية الغربية، والقحطانية، والحرية، وحضر، وأم باطنة، وخان أرنبة، والرواضي، وعرنة، فضلاً عن حرش جباتا الخشب والتلول الحمر، كذلك توغلت القوات الإسرائيلية في بلدة سويسة في ريف القنيطرة كما بلدة مجدوليا. وفي المحصلة، فإن إسرائيل بسطت سيطرتها على أعلى نقطة في جبل الشيخ، والتي يبلغ ارتفاعها أكثر من 2800 متر، وهو أمر يتيح لها كشف كامل المنطقة بين سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية والأردن، بنطاق قد يتجاوز 70 كلم من كافة الاتجاهات. وفيما تزعم الدولة العبرية أن توغلاتها في الجنوب السوري ترمي إلى تأمين المنطقة، وتدّعي أن وجودها هناك موَقت، كشفت صحيفة 'واشنطن بوست' أن إسرائيل تبني قواعد عسكرية في الجنوب السوري، ما يرجّح فرضية الوجود طويل الأمد. وفي الأيام الأخيرة، جزمت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش أقام بهدوء شديد منطقة أمنية داخل الأراضي السورية، وأنه لا يوجد في الوقت الراهن تاريخ نهائي لاستمرار الاحتفاظ بها.

هل يُصلح الكاظمي ما أفسده "الإطار التنسيقي"؟
هل يُصلح الكاظمي ما أفسده "الإطار التنسيقي"؟

صوت لبنان

time٠١-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • صوت لبنان

هل يُصلح الكاظمي ما أفسده "الإطار التنسيقي"؟

نداء الوطن نايف عازار في خضمّ أزمة حياتية حادة تعصف بالعراق، وعلى وقع قرع طبول حرب اقتصادية ستتجلّى عاجلاً أم آجلاً بشكل عقوبات غربية وتحديداً أميركية قد تطول مسؤولين عراقيين، وفي ظلّ قتامة المشهد السياسي الذي يظلّل "بلاد الرافدين" بسبب اخفاقات حكومة محمد شياع السوداني الداخلية والخارجية، خرقت طائرة خاصة الثلثاء الفائت أجواء بغداد الملبّدة بالغيوم السياسية، وسرعان ما تبيَّن أن على متنها رئيس الحكومة العراقية السابق مصطفى الكاظمي العائد إلى ربوع الوطن. فبعد غياب دامَ أكثر من سنتين، وعقب محاولة اغتياله في عقر داره في 7 تشرين الثاني من عام 2021 بواسطة طائرة مسيّرة مفخخة استهدفت منزله في العاصمة العراقية، نجا منها بأعجوبة، وغداة حملة سياسية شعواء رافقت خروج حكومته من المشهد السياسي مع تسلّم السوداني المقاليد الحكومية، عاد الكاظمي، رجل الحوار والانفتاح إلى وطنه الأم، مدجّجاً بشبكة علاقات دبلوماسية إقليمية ودولية نسجها إبّان رئاسته الحكومة، بل بدأ بحياكتها مذْ كان رئيساً لجهاز الاستخبارات العراقية. ما أهمية عودة الكاظمي في هذا التوقيت؟ لا شك في أن منطقة الشرق الأوسط برمّتها تتحرّك فوق صفيح ساخن، بفِعل الحروب الإسرائيلية المتعدّدة الجبهات والمعزَّزة بضوء أخضر أميركي وإفرازاتها، سيُعاد بعدها رسم خريطة الإقليم. وفي ظلّ خلط الأوراق الإقليمية والدولية، بدفع أميركي "متعالٍ" يقوده الرئيس الجمهوري دونالد ترامب، يجد العراق نفسه يتيماً وفي شبه عزلة دولية، بعدما أخفقت حكومة السوداني في نسج علاقات مع الإدارة الأميركية الجديدة، بل وجدت بغداد نفسها في شبه عزلة عربية أيضاً. فالاجتماعات العربية والخليجية الأخيرة التي بحثت في شجون "اليوم التالي" في غزة، استبعدت العراق عنها، كما أن بغداد لم تنجح في مواكبة التطورات الجذرية التاريخية الحاصلة على خريطة الجارة السورية، إذ تبدو الهوّة عميقة بين الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع والسوداني، في وقت يُعتبر فيه "الإطار التنسيقي"، وهو الائتلاف السياسي الشيعي الحاكم في العراق، أحد أجنحة طهران السياسية، التي تساقطت أذرعها العسكرية المعطوبة تباعاً كـ "أحجار الدومينو" في المنطقة. رسائل دولية إلى بغداد في السياق، أفادت مصادر عراقية مقرّبة من الكاظمي "نداء الوطن"، بأن رئيس الحكومة السابق لم تطأ قدماه العراق وهو خالي الوفاض، بل جاء إلى بلاده معززاً باتصالات ولقاءات إقليمية عقدها في الآونة الأخيرة، وقد يكون يحمل في جعبته رسائل دولية إلى بغداد، فضلاً عن مشروع سياسي داخلي قد يرى النور قريباً ويُكَلّل بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة. فالكاظمي، بحسب شريحة واسعة من العراقيين، يُعدّ من أفضل رؤساء الحكومات الذين تعاقبوا على السلطة في عراق ما بعد صدام، ونجح في فترة وجيزة من حكمه في رفع مكانة بلاده إقليمياً ودولياً، وأدار الملف الاقتصادي بشكل جيّد، ففي عهده سجّل العراق للمرّة الأولى خزيناً احتياطياً قُدر بأكثر من 100 مليار دولار لم تتركه أي حكومة سابقة، فضلاً عن أنه عبر بسلام بمؤسسات الدولة إلى مرحلة آمنة بعدما كانت على حافة الانهيار. كما أن عودته إلى بغداد تؤسس لخطوة ذات أبعاد متعدّدة تحمل في طياتها رسائل تتجاوز البعد الشخصي لتصل إلى المشهد السياسي الأوسع، وستعكس في طبيعة الحال تغييرات في لعبة التوازنات الدولية المتصلة بالعراق. الاتّكاء على دهاء الكاظمي لا تخفي بعض المصادر العراقية لـ "نداء الوطن" أن عودة الكاظمي تمت بدعوة سياسية خاصة لإنقاذ تحالف "الإطار التنسيقي" المترنح سياسياً في الداخل، ولمواجهة أزمة تلوح في الأفق العراقي - الأميركي "الترامبي"، وبذلك يريد "الإطار" الاتّكاء على براعة الكاظمي ودهائه الدبلوماسي وعلاقاته العنكبوتية مع الإدارة الأميركية، لإخراج الحكومة العراقية من أتون الصراع مع قائد سفينة "العم سام"، ولإبعاد كأس العقوبات الاقتصادية الأميركية التي باتت "قاب قوسين أو أدنى" من بعض القيادات الشيعية الرئيسية داخل الائتلاف الحاكم. وليس خافياً على أحد، أن للكاظمي باعاً طويلاً في نسج العلاقات الدولية وتقريب وجهات النظر بين ألدّ الخصوم الدوليين، ولعل المحادثات السعودية - الإيرانية التي رأت النور في السنوات الأخيرة "بمعيّة" الكاظمي خير دليل على ذلك، ناهيك عن دوره المحوري في مساعيه لإذابة الجليد بين "إيران النووية" والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومن ورائها الولايات المتحدة. ويبقى في الصورة الشاملة للمنطقة، أن لبنان جوزاف عون ونواف سلام، وسوريا أحمد الشرع الذي نزع عنه رداء التطرّف، هم بأمسّ الحاجة في الجوار، إلى عراق يقوده شيعة ليبراليون، يبرعون في "إمساك العصا من المنتصف" و"تدوير الزوايا" بين واشنطن "المتعالية" وطهران "المتزمّتة".

إسرائيل تستخدم 'النقاط الخمس' كـ 'أوراق ضغط'
إسرائيل تستخدم 'النقاط الخمس' كـ 'أوراق ضغط'

IM Lebanon

time٢٤-٠٢-٢٠٢٥

  • سياسة
  • IM Lebanon

إسرائيل تستخدم 'النقاط الخمس' كـ 'أوراق ضغط'

كتب نايف عازار في 'نداء الوطن': بعدما حوّلت آلة الحرب الإسرائيلية الضروس بلدات جنوبية لبنانية عدة 'أثراً بعد عين'، مخلّفةً دماراً مَهولاً ومحوّلةً قرى عدة إلى مناطق غير قابلة للعيش، وكل ذلك نتيجة إشعال 'حزب الله' شرارة حرب إسناد غزة، بات الجنوب كما 'الحزب' بحاجة ماسّة إلى من يسندهما، من جرّاء ما حلّ بهما من ويلات الحرب الطاحنة. وبعدما كان جنوب لبنان محرّراً من الاحتلال الإسرائيلي عشية 'حرب الإسناد'، بات غداتها محتلاً جزئياً. فالدولة العبرية سحبت جيشها من الجنوب في المهلة الممدّدة في 18 شباط، إلّا أنها أبقت احتلالها لخمس 'تلال حاكِمة'، ضاربةً عرض الحائط باتفاق وقف النار المبرم مع الحكومة الميقاتية السابقة والتي كان 'حزب الله' أحد أبرز أعمدتها، كما بالقرار 1701. ورغم التطور التكنولوجي الإسرائيلي المَهول، والممهور أميركياً، الذي بدا جلياً في حربي لبنان وغزة من خلال المسيّرات المتطورة والمقاتلات المتنوعة والأقمار الاصطناعية كما الذكاء الاصطناعي، إلّا أن حكومة نتنياهو حرصت على إبقاء جيشها في خمس تلال استراتيجية في جنوب لبنان، حرصاً منها على الاحتفاظ بوجود مادي هناك. فالتلال الشاهقة هذه، تطلّ على المستوطنات الشمالية، ما يتيح للجيش الإسرائيلي حمايتها تمهيداً لإعادة المستوطنين الفارين منها والمتخوّفين من العودة إليها، رغم ضرب وزير المال بتسلئيل سموتريتش موعداً في الأول من آذار المقبل للعودة إليها. كما أنها تشرف على بلدات جنوبية لبنانية عدة، ما يسمح للقوات الإسرائيلية بمراقبتها عن كثب، وبالتالي التعامل مع أي تحركات لـ 'حزب الله' بالنار فوراً، والتحرك من داخل الجنوب في حال نشوب أي حرب جديدة، ولا يكون عليها بذلك اجتياز الحدود مجدداً. هاجس 'الهولوكوست' و'جنون' نتنياهو ليس خافياً على أحد أن إسرائيل ببقائها في المواقع الجنوبية أرادت أن تمسك في يدها أوراقاً ضاغطة على الحكومة اللبنانية، لدفعها إلى مواصلة نشر الجيش اللبناني في الجنوب وتعزيز قبضتها الرسمية على المواقع التي يخليها 'الحزب'، كما السيطرة على كامل مخازن سلاحه. وبعدما حفرت هجمات 7 تشرين الأوّل عميقاً في الوجدان الإسرائيلي الجماعي وأعادت إلى ذاكرة اليهود هاجس 'الهولوكوست'، وأصابت نتنياهو وائتلافه الحكومي بالجنون، فإن الإسرائيليين يرتابون من 'حزب الله' أكثر من 'حماس' التي أفقدتهم صوابهم في 7 تشرين الأوّل، فالحزب ورغم أنه أُنهك وفقد أكثر من ثمانين في المئة من قدراته العسكرية، إلّا أنه يؤرق سكان الشمال الذين يتخوّفون من احتلاله الجليل. كما أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الذي تقتات حكومته من ديمومة الجبهات الساخنة، بحاجة إلى تسجيل إنجازات في الداخل الإسرائيلي، وبقاء بعض قواته في لبنان ربّما 'يشفي غليل' وزرائه المتطرّفين الذين يلوّحون بفرط عقد الائتلاف الحكومي، إن قدّمت الحكومة ما يعتبرونه مزيداً من التنازلات في لبنان وغزة. خطأ ستندم عليه تل أبيب بعض الإعلام العبري انتقد البقاء في لبنان، وعاد بالذاكرة لعام 1982، معتبراً أن المنطقة العازلة أو الشريط الحدودي الذي أقامته إسرائيل منذ ذلك العام وحتى خروجها من لبنان عام 2000 لم يحمِ شمال البلاد، بل جرّ الويلات على الجيش من جراء هجمات 'حزب الله'، لذلك اعتبرت الأقلام العبرية المعارِضة للبقاء في الجنوب أنه سيستدرج عاجلاً أم آجلاً هجمات على الجيش الإسرائيلي، مِما تبقى من مقاتلي 'الحزب'. فالمراسل العسكري لـ 'معاريف' آفي أشكنازي، اعتبر أن مهاجمة ناشطين ومخازن سلاح في لبنان هي السبيل لإظهار قوة الردع الإسرائيلية، بيد أن إقامة مواقع عسكرية سبق أن انسحب منها الجيش قبل 25 عاماً، هي خطأ ستندم عليه تل أبيب. وأضاف أنه بإمكان الجيش توفير الشعور بالأمن لسكان الشمال، وهذا لا يتحقق من خلال إقامة مواقع عسكرية في الوحل، بل يتحقق عند وقت الاختبار. في المقابل، وصف الكاتب حغاي هوبرمان عدم الانسحاب بالأخبار الجيّدة. وكتب في 'القناة 7' أن الجيش لم ينسحب من لبنان بصورة كاملة، بل بقيَ في خمس نقاط، وأن هذه النقاط ليست تافهة، بل تكتسب أهمية استراتيجية وهي بمثابة عيون إسرائيل على الجنوب اللبناني. الباحثة في 'معهد دراسات الأمن القومي' أورنا مزراحي، اعتبرت أن قرار إسرائيل الاحتفاظ بالنقاط الخمس، ناجم عن التقدير أن الجيش اللبناني سيواجه صعوبات في الانتشار في المنطقة كلها، وفي التصدي لمساعي 'حزب الله' ترميم قواته. وأضافت مزراحي أنه في ضوء هذا، من المحتمل أن يستغلّ 'الحزب' استمرار الوجود الإسرائيلي لإثبات عجز الجيش اللبناني في مواجهة إسرائيل، واستخدامه كذريعة للتمسّك بموقفه كونه المدافع الحقيقي عن لبنان، وبمرور الوقت، يمكن أن تتحوّل القوات الإسرائيلية في هذه النقاط إلى أهداف للهجمات، وربّما يشعل ذلك حرباً جديدة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store