
هل يلقى دروز سوريا مصير علويّي الساحل؟
كتب نايف عازار في 'نداء الوطن':
أطلّ العنف الطائفي برأسه مجدّداً في الربوع السورية ليهدّد النسيج المجتمعي الهش أصلاً في البلاد. فبعد مرور أسابيع على حوادث العنف الطائفي التي عصفت بالساحل السوري وراح ضحيّتها عدد كبير من العلويين وبعض المسيحيين، جاء دور الدروز هذه المرّة ليشتبكوا بالنار مع قوات الأمن السورية والقوات الرديفة لها.
فقد ألهب مدينة جرمانا الواقعة في جنوب شرق دمشق وذات الغالبية الدرزية – المسيحية، تسجيل صوتي قِيل إن مسجّله رجل درزي توجه فيه بشتائم وكلام نابٍ للنبي محمد، وقد انتشر هذا التسجيل كالنار في الهشيم بين السوريين، وكان سبباً لخروج تظاهرات غاضبة في مدن سورية عدّة، تلتها اشتباكات أدمَت مدينتي جرمانا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، قبل أن تنسحب إلى مناطق أخرى ذات ألوان مذهبية متنوّعة، متسبّبة بسقوط مزيد من القتلى في صفوف الدروز وقوات الأمن.
وقد سارع المواطنون السوريون الدروز إلى مغادرة مناطق الاشتباكات، خوفاً من أن يلقوا مصير العلويين في الساحل، إذ إن حوادث الساحل لا تزال ماثلة أمام أعينهم، وما يزيد من ريبتهم، وجود مقاتلين أجانب في صفوف القوات السورية الوليدة، والتي يُقال إنها تتصرّف في العديد من الأحيان من تلقاء نفسها وتبادر إلى شن عمليات عسكرية من دون إخطار السلطة الأمنية المركزية، ما يؤدّي إلى فوضى عارمة يتخلّلها سفك دماء مواطنين سوريين أبرياء.
البندقية للدفاع وليس للقتال
لا يغيب عن بالنا أن الجيش السوري الجديد، هو عبارة عن فصائل إسلامية مقاتلة تمّ ضمّها إلى صفوفه مكافأةً لمساهمتها في دحر قوات الأسد الفارّ، ومنح بعض مقاتليها الأجانب رتباً عسكرية عالية، وهو أمر أثار سخط واستغراب الداخل والخارج. وبطبيعة الحال، فإن لكلّ فصيل من هذه الفصائل أجندته الخاصة، ربّما المشبّعة بأفكار أصولية، وهو ما يُثير هواجس السوريين، خصوصاً الأقليات منهم. ففي جرمانا مثلاً، اندلعت الاشتباكات في بادئ الأمر بين المسلّحين الدروز والقوات السورية الرديفة، وليس قوات الأمن العام، وقد أكدت السلطات السورية لاحقاً أن القوات الرديفة تحرّكت منفردة أي من دون قرار عسكري مركزي، ما أدّى إلى فوضى كبيرة وسقوط ضحايا من كلا الطرفين، قبل أن تتمكّن القوات الأمنية الأصيلة من الإمساك بزمام الموقف وإعادة الهدوء الذي سيبقى مشوباً بالحذر، نظراً لتجدّد الاشتباكات في المناطق الدرزية بين الفينة والأخرى.
ومن المنظور السوري الدرزي، من الطبيعي أن تتمسّك ما تُعرف بـ 'اللجان الشعبية المسلّحة'، خصوصاً الدرزية منها، بسلاحها لحماية مناطقها، ولا يمكن مطالبتها بنزع هذا السلاح، في ظلّ تمدّد 'الميليشيات السلفية المسلّحة' في جسم الجيش السوري. وبالنسبة إلى دروز سوريا، الذين تمسّكوا بالسلاح بعد عسكرة الثورة السورية، وأغلقوا مناطقهم في وجه جيش النظام البائد، فإن البندقية هي للدفاع عن النفس وليس للقتال، وعندما تطمئنهم فعلياً الدولة السورية يتخلّون عنها.
تقديم الطاعة لعائلة الأسد
إذا أردنا الغوص قليلاً في أسباب العنف الطائفي المتجدّد في سوريا، نجد أن 'مؤتمر الحوار الوطني' الذي عُقد أخيراً لم يكن شفافاً بالنسبة إلى العديد من السوريين، فالسلطة الحاكمة برئاسة أحمد الشرع تعمّدت استثناء مكوّنات سورية أساسية من هذا المؤتمر ومن الحوار بشكل عام، وهو أمر يدعو هذه الأقليات إلى القلق على مصيرها وإلى التمسّك بسلاحها وإبقاء أصبعها على الزناد. فضلاً عن ذلك، فإن السوريين ترعرعوا في كنف نظام ديكتاتوري لأكثر من خمسة عقود، وكانوا مطيعين وإن مكرَهين لهذا النظام، وبالتالي لم يكن ولاؤهم لبعضهم بعضاً بل للنظام ولم يكن هناك تعايش حقيقي في ما بينهم، بل كان همّهم الأوحد تقديم الطاعة لعائلة الأسد، وكلّ ذلك أدّى إلى غياب الشعور بالمواطنية الحقّة، وانعدام الثقة بين المكوّنات الطائفية والمذهبية المتنوّعة.
وفي ظلّ الاشتباكات الطائفية الدائرة على المسرح السوري، يتعزز جنوح السوريين نحو أفكار تقسيمية، وهو أمر يُدخل غبطة كبيرة إلى نفوس صنّاع القرار في الجارة العبرية، المتوجّسة من حكم 'الجولاني السابق' وسجله السلفي، والتي تسعى جاهدة إلى إقامة دويلات صغيرة مفتّتة على حدودها، لا تشكّل تهديداً لها. وفي حال دروز سوريا، فإنهم يطلبون حماية دولتهم أوّلاً، لا أن يُترك الأمر للإغراءات الإسرائيلية، والتي بدت جليةً في الغارات الجوية التي شنها الجيش الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على سوريا، مدّعياً أنها لحماية الدروز، وفي مواقف المسؤولين الإسرائيليين المدافعة عن دروز سوريا، وطبعاً كلّ ذلك إرضاءً أيضاً للدروز في الدولة العبرية، ولانخراطهم التاريخي الكبير في صفوف الجيش الإسرائيلي.
إذاً ما يحصل مع الدروز على الحلبة السورية، يُشكّل بوابة مثالية تتيح لتل أبيب التسلّل من خلالها لتنفيذ أجندتها التقسيمية، الرامية أساساً إلى إبعاد المقاتلين السنة عن حدودها الشمالية، واستبدالهم ربّما بدولة درزية تشكّل لها درعاً واقعياً وعمقاً عازلاً يفصل بين أراضيها وبين الأراضي السورية الملتهبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بيروت نيوز
منذ يوم واحد
- بيروت نيوز
تأكيد لبنان- فلسطيني على سلطة الدولة على المخيمات واجتماع للجنة المشتركة حول السلاح
تصدر المشهد السياسي الداخلي ملف السلاح الفلسطيني في المخيمات في ضوء زيارة رئيس السلطة الفلسطينية الى بيروت، وفيما اوحت التصريحات الرسمية اللبنانية والفلسطينية ان هذا الملف وضع على السكة مع تشكيل لجنة مشتركة ستعقد اول اجتماعاتها اليوم، تستبعد مصادر مطلعة ان تكون «الطريق معبدة» للانتقال من الاقوال الى الافعال خصوصا ان ثمة علامة استفهام حيال قدرة السلطة الفلسطينية على «المونة» على مختلف الفصائل خصوصا الاسلامية المتطرفة. وفي هذا السياق كتبت' الديار': تجتمع اللجنة اللبنانية – الفلسطينية اليوم برئاسة مدير المخابرات طوني قهوجي، وامين سر منظمة التحرير عزام الاحمد، للبدء بالبحث في وضع الية تنفيذية لسحب السلاح من المخيمات، وملف الحقوق المدنية للفلسطينيين. يبقى السؤال هل ثمة استعداد لفتح مواجهة عسكرية اذا رفضت تسليم اسلحتها؟ ومن سيقوم بالمهمة؟ الجيش او حركة فتح؟ وهل يحتمل الوضع الداخلي تفجير امني في المخيمات وخصوصا عين الحلوة؟ وماذا عن حركتي حماس والجهاد الاسلامي؟ وهل ستقبل الدولة اللبنانية الاستجابة للضغوط الاميركية التي سبق وطالبت الرئيس السوري احمد الشرع بطرد قياداتهم من دمشق. وهو مطلب ستحمله مورغان اورتاغوس الى بيروت في زيارتها المقبلة. وهل قرار مماثل سيكون دون تداعيات داخلية؟ والاكثر خطورة كلام رئيس الحكومة نواف سلام حول فتح النقاش حول الحقوق المدنية للفلسطينيين، وربطه بملف السلاح، فما هو الهامش المتاح؟ وكيف يمكن ان لا يتحول الامر الى توطين؟ اسئلة خطيرة وكبيرة تستدعي من السلطات اللبنانية مقاربة الملف بحكمة وعدم الاستسلام الى «شعبوية» داخلية تقودها «القوات اللبنانية»، والى ضغط خارجي، كما تقول تلك الاوساط حيث يبدو رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، مستعجلا ودعا الى وضع جدول زمني واضح لا يتعدى الأسابيع القليلة، لاتخاذ الخطوات العملية اللازمة من أجل جمع السلاح الفلسطيني داخل المخيمات وخارجها، وتولّي مسؤولية أمن المخيمات. وكتبت' النهار': تفاعلت أصداء الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لبيروت، والتي يبدو أن أحرجت تماماً 'تحالف الفصائل' المناهضة للسلطة الفلسطينية وحركة 'فتح' ولا سيما منها 'حماس' التي وضعت في مقدم الفصائل المتهمة بتعريض لبنان لخطر الحرب بعد تسليمها خمسة عناصر أطلقوا صواريخ من الجنوب. ولذا بادرت 'حماس'، إلى الإعلان أنها 'ملتزمة باستقرار لبنان وقوانينه، وكذلك بقرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل'، كما اكدت التزامها 'بسيادة لبنان وأمنه واستقراره وقوانينه وكذلك بقرار وقف إطلاق النار'. وأوضحت الحركة، أن 'ما يجري الآن، هو حوار فلسطيني- فلسطيني في لبنان، من أجل التحضير لبناء رؤية فلسطينية موحّدة خاصة بهذا الموضوع وبكل المواضيع الأخرى كالحقوق الإنسانية والاجتماعية وأمن مخيماتنا واستقرارها وقضايا أخرى'. وكتبت' نداء الوطن': لم تختلف لهجة البيانات اللبنانية – الفلسطينية المشتركة، في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان ولقائه أمس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. لغة واضحة لا تحتاج إلى تحليلات، تشدد على حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية وتمسكها بفرض سيادتها على جميع أراضيها بما فيها المخيمات الفلسطينية وإنهاء كل المظاهر المسلحة والتزام الفلسطينيين بقرارات الدولة اللبنانية، بالإضافة إلى الاتفاق على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق هذه التفاهمات. في الواقع، ملفّ السلاح الفلسطيني في لبنان، داخل وخارج المخيمات ليس جديداً، إذ سبق وأقرت طاولة الحوار في العام 2006 عقب خروج قوات الأسد من لبنان، ضرورة تنظيمه وضبطه داخل المخيمات وسحبه من خارجها، لكن القرار سقط عقب «حرب تموز». الجديد هذه المرة في مواقف عباس بحسب مصادر مواكبة، أنها تأتي في ظل تغيرات إقليمية استراتيجية، وتتزامن مع انطلاقة عهد توج العام 2025 بشعار حصرية السلاح. تضيف المصادر، إن مواقف عباس العالية السقف، بدت محرجة بالنسبة إلى الدولة اللبنانية، باعتبارها أن سلاح الفصائل التي تنضوي تحت مظلة السلطة الفلسطينية يمكن تسليمه على الفور إلى الدولة، في حين أن سلاح «حركة حماس» التابع لمحور الممانعة، يحتاج إلى قرار جريء من الدولة اللبنانية وحاسم، لا بل إلى آلية تنفيذية تطبيقية على الفور، تمهيداً لتسليم سلاح «حزب الله». وتختم المصادر بالإشارة إلى احتمال أن تكون مواقف عباس العالية السقف، هي السبب في عدم تنظيم مؤتمرات صحافية عقب لقاءاته الرسمية. وفي اليوم الثاني من زيارته لبيروت، زار عباس عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما زار السرايا حيث استقبله رئيس الحكومة نواف سلام، وعقد لقاء ثنائي، ومن ثم اجتماع أمني. وأفيد أن 'البحث تناول الجهود المستمرة لتعزيز الاستقرار والأمن في لبنان، وضمان احترام سيادة الدولة اللبنانية على جميع أراضيها بما فيها مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. وقد تم التأكيد من قبل الرئيسين سلام وعباس أن الفلسطينيين في لبنان يُعتبرون ضيوفًا، ويلتزمون قرارات الدولة اللبنانية، مع التأكيد على رفض التوطين والتمسك بحق العودة وتمسّك الدولة اللبنانية بفرض سيادتها على جميع أراضيها، بما في ذلك المخيمات الفلسطينية، وإنهاء كل المظاهر المسلّحة خارج إطار الدولة اللبنانية، وإقفال ملف السلاح الفلسطيني خارج أو داخل المخيمات بشكل كامل، لتحقيق حصر السلاح بيد الدولة. والاتفاق على تشكيل لجنة تنفيذية مشتركة لمتابعة تطبيق هذه التفاهمات'.


المردة
منذ 2 أيام
- المردة
بوتين يقلّد لافروف أرفع وسام في روسيا
قلّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزير الخارجية سيرغي لافروف وسام 'القديس أندراوس' أرفع أوسمة روسيا، تقديرا له على خدماته الجليلة للوطن وإسهامه في صياغة السياسة الخارجية للبلاد. وأصدر الرئيس بوتين في 21 آذار/ مارس الماضي مرسومه بتكريم لافروف لمناسبة احتفاله بعيد ميلاده الخامس والسبعين وقلده إياه اليوم، في حفل مهيب بالكرملين شهد تكريم ثلة من المبدعين والمتميزين في خدمة روسيا ومصالحها. ويعد وسام 'القديس أندراوس' أرفع وسام في روسيا، ويمنح على الإنجازات الاستثنائية في خدمة الدولة على مختلف الأصعدة. وقال بوتين: 'حظي لافروف باحترام كبير عالميا بفضل موهبته وذكائه'. من جهته، قال لافروف: 'أعتبر هذا الوسام المقدم من الرئيس بوتين تقديرا لعمل وزارة الخارجية بأكملها'. وتابع بوتين في حفل التكريم للعديد من الشخصيات الروسية من مختلف الفئات الوظيفية: 'إن البطولات التي تقدم من أجل حرية واستقلال روسيا تبعث على الفخر والامتنان، إن مواطني روسيا كفريق واحد وقادرون على حل أي تحديات ومواجهة كل الصعوبات'. كما منح بوتين رئيسة تحرير شبكة RT مارغريتا سيمونيان وسام 'الاستحقاق للوطن' من الدرجة الثالثة. كما قلد الرئيس بوتين رئيس مجلس النشر التابع للكنيسة الروسية الأرثوذكسية، مطران كالوغا وبوروفسك كليمنت (كابلين)، وسام 'الاستحقاق أمام الوطن' من الدرجة الثانية في الحفل بالكرملين. منح الرئيس بوتين لقب 'بطل العمل' للرئيس الفخري للجنة الأولمبية الروسية فيتالي سميرنوف 'تقديراً لإسهاماته البارزة في تطوير الرياضة الوطنية والحركة الأولمبية'. قلّد بوتين المدير العام للمتحف التاريخي الحكومي أليكسي ليفيكين وسام 'ألكسندر نيفسكي'. منح الرئيس بوتين اللقب الشرفي 'الحرس' للفوج الهندسي لنزع الألغام الـ30 تقديرا للشجاعة والبسالة التي أظهرها.

القناة الثالثة والعشرون
منذ 3 أيام
- القناة الثالثة والعشرون
أنباء عن اعتقال العضو السابق في مجلس الشعب السوري خالد العبود
نقلت جريدة "الوطن" السورية عن مصادر في سوريا قولها، إنه تم اعتقال السياسي السوري خالد العبود من قبل عناصر الأمن العام من منزله في درعا، من دون معرفة الأسباب إلى حد الآن. لأول مرة منذ سقوط الأسد.. استدعاء ضباط علويين للالتحاق بالأمن السوري وذكرت حسابات إخبارية أنه تمت مداهمة منزل العبود أمس الثلاثاء من قبل عناصر الأمن، إذ جرت مصادرة هواتفه وأجهزته المحمولة، قبل اقتياده إلى جهة مجهولة. ولم تعلن الجهات الرسمية اعتقال العبود، إلا أن السياسي السوري غاب عن حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي منذ أمس الثلاثاء. وشغل خالد العبود منصب أمين سر مجلس الشعب السوري إبان حكم بشار الأسد. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News