أحدث الأخبار مع #نخلة


البيان
منذ 3 أيام
- ترفيه
- البيان
نخلة تسقط فوق شخص خلال مهرجان كان
سقطت نخلة فوق رجل في مهرجان كان السينمائي بينما كان يسير على طول شارع كروازيت، أمس السبت، في البلدة الفرنسية المطلة على البحر. وسارعت السلطات لعلاج الشخص المصاب، الذي سقط أرضاً، بينما كان ينزف، ولم تصدر معلومات على الفور عن حالته. والمفارقة أن جائزة المهرجان وتميمته هي «السعفة الذهبية».


الدستور
٠٩-٠٣-٢٠٢٥
- سياسة
- الدستور
يوم الشهيد.. حينما يُكتب التاريخ بدماء الأبطال
في التاسع من مارس من كل عام، تتجدد ذكرى البطولة والتضحية في مصر، حيث تحيي الدولة يوم الشهيد، تكريمًا لمن بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، وهذه المناسبة الوطنية، التي اختيرت في ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض عام 1969، لا تقتصر على استذكار قائد عسكري فذ، بل تمتد لتشمل كل بطل نذر حياته لحماية أرض مصر وصون كرامتها. ومنذ فجر التاريخ، كانت مصر مقبرة الغزاة، حيث قدّم أبناؤها أرواحهم في معارك الدفاع عن السيادة والحرية، من مقاومة الاحتلال الأجنبي إلى حرب أكتوبر المجيدة، وصولًا إلى الحرب المستمرة ضد الإرهاب، وعلى امتداد العقود، بقيت عقيدة الجندي المصري ثابتة: "نموت وتحيا مصر". وفي كل عام، تشهد البلاد فعاليات رسمية وشعبية لإحياء ذكرى الشهداء، تتقدمها احتفالات القوات المسلحة، ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، في رسالة وفاء وامتنان لأرواح طاهرة ضحّت كي تبقى راية الوطن خفّاقة، فهم حاضرون ببطولاتهم، وإن غابوا بأجسادهم. وفي السطور التالية، تخلّد "الدستور" ذكرى اثنين من أبطال الحروب، دافعوا فيها عن وطنهم حتى آخر قطرة في دمائهم. الملازم أول السيد نخلة – استشهد في 18 أكتوبر 1973 في نقطة "بالوظة" الحصينة بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لها- شقيق الشهيد: أخي كان يحلم أن يكون رئيسًا للجمهورية.. واستشهد مقاتلًا حتى آخر لحظة في إحدى قرى محافظة الدقهلية، نشأ السيد إبراهيم نخلة وسط أسرة مصرية بسيطة، لكن طموحه كان أبعد من حدود قريته الصغيرة، فمنذ طفولته، لم يكن مجرد طفل عادي، بل كان يحمل بداخله أحلامًا كبيرة لم تكن تتناسب مع سنه الصغير، فلم يكن يحلم بمهنة عادية، بل كان يخبر الجميع أنه يريد أن يكون رئيسًا للجمهورية، وكان هذا الحلم نابعًا من قناعة داخلية بأنه قادر على تحقيق شيء عظيم، وطالما تحدث عن المستقبل وكأنه يراه أمامه بوضوح، وكان يرى أن مصر بحاجة إلى رجال شجعان يدافعون عنها، وكان مستعدًا لأن يكون أحد هؤلاء الرجال. "السيد لم يمت، بل أصبح جزءً من تاريخ هذا الوطن، من تاريخه المجيد، من بطولاته التي ستظل تُروى للأجيال القادمة"، بهذه الكلمات بدأ محمد نخلة حديثه، قبل أن ينظر مرة أخرى إلى صورة شقيقه، مبتسمًا بفخر، رغم الدموع التي لم يستطع إخفاءها، والتي ظهرت جلية في صوته. ومع "الدستور"، فتح "نخلة" باب ذكرياته عن شقيقه الشهيد، فتحدث بنبرة تمزج بين الحزن والفخر، فقال: كان "السيد" صامتًا في كثير من الأوقات، قليل الكلام، لكنه كان حاد الذكاء، سريع البديهة، قوي الإرادة، لم يكن يرضى بالحلول الوسط، فإذا أراد شيئًا، كان يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة، ورغم نشأته المتواضعة، كان يرى نفسه قادرًا على تغيير الواقع، وكان يؤمن بأن العمل والاجتهاد هما السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام، وفي سنوات الدراسة، التحق بكلية التجارة، لكنه لم يكن راضيًا، إذ كان يحمل في داخله حلمًا آخر، وهو الالتحاق بالكلية الحربية، ولأنها لم تكن مجرد فكرة عابرة، ظل ثلاث سنوات متتالية يقدم أوراقه للكلية الحربية، ورغم رفضه في كل مرة، لم يفقد الأمل، فكان يقول دائمًا إنه لن يستسلم، وسيحاول حتى يتحقق حلمه، وفي السنة الثالثة له من الدراسة في كلية التجارة، جاءه القبول أخيرًا، ولم يكن هناك شعور يضاهي سعادته في ذلك اليوم، فقد شعر بأنه اقترب خطوة من تحقيق ذاته. ونقل "نخلة" لنا شعور أخيه بالسعادة عندما التحق بالكلية الحربية، التي طالما حلم بها، فروى: بدأ "السيد" يتدرب بجد واجتهاد، وبعد انتهائه من سنوات الدراسة كانت والدته تتمنى أن يكون بالقرب منها، لكن قلبه كان متعلقًا بالجبهة، حيث شعر أن مكانه الحقيقي هناك، وبعد التخرج، التحق بسلاح المشاة، وكان أمامه فرصة للبقاء في وحدة قريبة من أسرته، بفضل أحد أقاربه الذي كان يشغل منصبًا عسكريًا رفيعًا، لكن الشهيد رفض ذلك تمامًا، وأصر على الذهاب إلى الجبهة، لإيمانه أن البطل الحقيقي يجب أن يكون في الميدان، لا في المكاتب أو الأماكن الآمنة. وتابع حكاية الشهيد قائلًا: عندما اندلعت حرب أكتوبر، كان السيد إبراهيم نخلة في مقدمة الصفوف، حتى جاء يوم 18 أكتوبر 1973، وكان أحد أصعب الأيام في الحرب، حيث تقدمت وحدته في عدة مواقع حتى وصلت إلى منطقة مصارف "بالوظة"، وهي إحدى المناطق الحصينة التي كانت تحت سيطرة العدو، ولم يكن الانتصار سهلًا، فقد واجهت القوات المصرية مقاومة شرسة، وكانت السماء تمطر قذائف من الطائرات الإسرائيلية، وفي ذلك اليوم، ظل يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، وعندما هاجم الطيران الإسرائيلي موقعهم، لم يتراجع أو يختبئ، بل ظل ثابتًا في موقعه، حتى استشهد هناك، مقاتلًا كما أراد دائمًا، وهو ما رواه أحد زملائه من العساكر الذين رافقوه يوم استشهاده، فأخبر الأسرة أن "السيد" ظل يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ورغم القصف العنيف، لم يكن يفكر في التراجع، بل كان يقاتل بكل ما يملك من قوة، حتى سقط شهيدًا. ويعود "محمد" بالذاكرة إلى حديثه مع أخيه في المرة الأخيرة التي زارهم فيها قبل استشهاده، فقال: قبل أن يغادر منزله إلى الجبهة، تحدث "السيد" بكلمات لا تُنسى: "الجبهة ليست مجرد معركة، بل اختبار لكل ما نؤمن به، إما أن أعود منتصرًا، أو أن تكون هناك رصاصة في صدري، وفي الحالتين سأكون سعيدًا لأنني فعلت ما أؤمن به، وسأجعل أمي وأبي سعيدين في الدنيا سواء عشت أو استشهدت"، مستكملًا ذكرياته: تلك الكلمات كانت عقيدة أخي التي عاش بها حتى آخر لحظة، فكان يرى في الاستشهاد شرفًا لا يضاهيه شيء. وبصوت حزين، تابع: عندما وصل خبر استشهاده إلى الأسرة، كان وقع الصدمة شديدًا، ولم يكن من السهل تقبل فقدانه، لكنه ترك إرثًا من الفخر والشرف، فوالدته، التي كانت تتمنى أن يبقى بجانبها، وجدت نفسها أمام حقيقة مؤلمة، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن ابنها لم يكن ليقبل بحياة عادية، بل كان مقدرًا له أن يكون بطلًا. وفي قريته، كان "السيد" محبوبًا من الجميع، وكان خلوقًا، محترمًا، يتمتع بأخلاق عالية جعلته قريبًا من قلوب الناس، وحتى بعد استشهاده، ظلت ذكراه حية بين أهله وأصدقائه، الذين ما زالوا يتذكرون مواقفه وكلماته، كما كان زملاؤه في الجيش يعلمون مدى شجاعته، وكانوا يقدرون إصراره على القتال حتى آخر لحظة، ورغم مرور السنوات، لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة الجميع. واختتم "محمد" حديثه عن أخيه البطل بـ: "أخي مات شهيدًا.. قدم حياته من أجل وطنه.. ورغم مرور السنوات ما زلنا نشعر بوجوده بيننا". عملية إنزال رمانة أو معركة الكيلو 19 في السادس من أكتوبر 1973، شهدت منطقة "بالوظة" -التي استشهد فيها البطل الملازم أول "السيد نخلة"- بسيناء واحدة من أعنف المواجهات العسكرية خلال حرب أكتوبر، حيث حاول الجيش الإسرائيلي استعادة حصن "لحظنيت"، الذي استولت عليه القوات المصرية في الساعات الأولى من الحرب. وبدأت المعركة عندما دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات مدرعة من بالوظة في محاولة لفك الحصار عن الحصن، إلا أن القوات المصرية، مدعومة بوحدات الصاعقة ومجموعات اقتناص الدبابات، تصدت لهذه التعزيزات بكمائن محكمة، وأسفرت المواجهات عن تدمير عدة دبابات إسرائيلية وإجبار باقي القوة على التراجع شرقًا، مما أدى إلى إحباط محاولات العدو لاستعادة الحصن. ومع حلول المساء، تعرضت المنطقة لغارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت النقاط التي سيطرت عليها القوات المصرية، لكن الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط طائرة معادية، بينما استكملت وحدات الاقتحام عمليات تأمين الموقع وتنظيم الدفاعات استعدادًا لأي هجوم مضاد. وانتهت المعركة بسيطرة مصرية كاملة على الحصن، وسقوط 60 قتيلًا إسرائيليًا وأسر 26 آخرين، فيما استمرت القوات المصرية في التقدم شرقًا لتعزيز مواقعها في عمق سيناء.