logo
يوم الشهيد.. حينما يُكتب التاريخ بدماء الأبطال

يوم الشهيد.. حينما يُكتب التاريخ بدماء الأبطال

الدستور٠٩-٠٣-٢٠٢٥

في التاسع من مارس من كل عام، تتجدد ذكرى البطولة والتضحية في مصر، حيث تحيي الدولة يوم الشهيد، تكريمًا لمن بذلوا أرواحهم دفاعًا عن الوطن، وهذه المناسبة الوطنية، التي اختيرت في ذكرى استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض عام 1969، لا تقتصر على استذكار قائد عسكري فذ، بل تمتد لتشمل كل بطل نذر حياته لحماية أرض مصر وصون كرامتها.
ومنذ فجر التاريخ، كانت مصر مقبرة الغزاة، حيث قدّم أبناؤها أرواحهم في معارك الدفاع عن السيادة والحرية، من مقاومة الاحتلال الأجنبي إلى حرب أكتوبر المجيدة، وصولًا إلى الحرب المستمرة ضد الإرهاب، وعلى امتداد العقود، بقيت عقيدة الجندي المصري ثابتة: "نموت وتحيا مصر".
وفي كل عام، تشهد البلاد فعاليات رسمية وشعبية لإحياء ذكرى الشهداء، تتقدمها احتفالات القوات المسلحة، ووضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول، في رسالة وفاء وامتنان لأرواح طاهرة ضحّت كي تبقى راية الوطن خفّاقة، فهم حاضرون ببطولاتهم، وإن غابوا بأجسادهم.
وفي السطور التالية، تخلّد "الدستور" ذكرى اثنين من أبطال الحروب، دافعوا فيها عن وطنهم حتى آخر قطرة في دمائهم.
الملازم أول السيد نخلة – استشهد في 18 أكتوبر 1973 في نقطة "بالوظة" الحصينة بعد قصف الطائرات الإسرائيلية لها-
شقيق الشهيد: أخي كان يحلم أن يكون رئيسًا للجمهورية.. واستشهد مقاتلًا حتى آخر لحظة
في إحدى قرى محافظة الدقهلية، نشأ السيد إبراهيم نخلة وسط أسرة مصرية بسيطة، لكن طموحه كان أبعد من حدود قريته الصغيرة، فمنذ طفولته، لم يكن مجرد طفل عادي، بل كان يحمل بداخله أحلامًا كبيرة لم تكن تتناسب مع سنه الصغير، فلم يكن يحلم بمهنة عادية، بل كان يخبر الجميع أنه يريد أن يكون رئيسًا للجمهورية، وكان هذا الحلم نابعًا من قناعة داخلية بأنه قادر على تحقيق شيء عظيم، وطالما تحدث عن المستقبل وكأنه يراه أمامه بوضوح، وكان يرى أن مصر بحاجة إلى رجال شجعان يدافعون عنها، وكان مستعدًا لأن يكون أحد هؤلاء الرجال.
"السيد لم يمت، بل أصبح جزءً من تاريخ هذا الوطن، من تاريخه المجيد، من بطولاته التي ستظل تُروى للأجيال القادمة"، بهذه الكلمات بدأ محمد نخلة حديثه، قبل أن ينظر مرة أخرى إلى صورة شقيقه، مبتسمًا بفخر، رغم الدموع التي لم يستطع إخفاءها، والتي ظهرت جلية في صوته.
ومع "الدستور"، فتح "نخلة" باب ذكرياته عن شقيقه الشهيد، فتحدث بنبرة تمزج بين الحزن والفخر، فقال: كان "السيد" صامتًا في كثير من الأوقات، قليل الكلام، لكنه كان حاد الذكاء، سريع البديهة، قوي الإرادة، لم يكن يرضى بالحلول الوسط، فإذا أراد شيئًا، كان يسعى إليه بكل ما أوتي من قوة، ورغم نشأته المتواضعة، كان يرى نفسه قادرًا على تغيير الواقع، وكان يؤمن بأن العمل والاجتهاد هما السبيل الوحيد لتحقيق الأحلام، وفي سنوات الدراسة، التحق بكلية التجارة، لكنه لم يكن راضيًا، إذ كان يحمل في داخله حلمًا آخر، وهو الالتحاق بالكلية الحربية، ولأنها لم تكن مجرد فكرة عابرة، ظل ثلاث سنوات متتالية يقدم أوراقه للكلية الحربية، ورغم رفضه في كل مرة، لم يفقد الأمل، فكان يقول دائمًا إنه لن يستسلم، وسيحاول حتى يتحقق حلمه، وفي السنة الثالثة له من الدراسة في كلية التجارة، جاءه القبول أخيرًا، ولم يكن هناك شعور يضاهي سعادته في ذلك اليوم، فقد شعر بأنه اقترب خطوة من تحقيق ذاته.
ونقل "نخلة" لنا شعور أخيه بالسعادة عندما التحق بالكلية الحربية، التي طالما حلم بها، فروى: بدأ "السيد" يتدرب بجد واجتهاد، وبعد انتهائه من سنوات الدراسة كانت والدته تتمنى أن يكون بالقرب منها، لكن قلبه كان متعلقًا بالجبهة، حيث شعر أن مكانه الحقيقي هناك، وبعد التخرج، التحق بسلاح المشاة، وكان أمامه فرصة للبقاء في وحدة قريبة من أسرته، بفضل أحد أقاربه الذي كان يشغل منصبًا عسكريًا رفيعًا، لكن الشهيد رفض ذلك تمامًا، وأصر على الذهاب إلى الجبهة، لإيمانه أن البطل الحقيقي يجب أن يكون في الميدان، لا في المكاتب أو الأماكن الآمنة.
وتابع حكاية الشهيد قائلًا: عندما اندلعت حرب أكتوبر، كان السيد إبراهيم نخلة في مقدمة الصفوف، حتى جاء يوم 18 أكتوبر 1973، وكان أحد أصعب الأيام في الحرب، حيث تقدمت وحدته في عدة مواقع حتى وصلت إلى منطقة مصارف "بالوظة"، وهي إحدى المناطق الحصينة التي كانت تحت سيطرة العدو، ولم يكن الانتصار سهلًا، فقد واجهت القوات المصرية مقاومة شرسة، وكانت السماء تمطر قذائف من الطائرات الإسرائيلية، وفي ذلك اليوم، ظل يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، وعندما هاجم الطيران الإسرائيلي موقعهم، لم يتراجع أو يختبئ، بل ظل ثابتًا في موقعه، حتى استشهد هناك، مقاتلًا كما أراد دائمًا، وهو ما رواه أحد زملائه من العساكر الذين رافقوه يوم استشهاده، فأخبر الأسرة أن "السيد" ظل يقاتل حتى اللحظة الأخيرة، ورغم القصف العنيف، لم يكن يفكر في التراجع، بل كان يقاتل بكل ما يملك من قوة، حتى سقط شهيدًا.
ويعود "محمد" بالذاكرة إلى حديثه مع أخيه في المرة الأخيرة التي زارهم فيها قبل استشهاده، فقال: قبل أن يغادر منزله إلى الجبهة، تحدث "السيد" بكلمات لا تُنسى: "الجبهة ليست مجرد معركة، بل اختبار لكل ما نؤمن به، إما أن أعود منتصرًا، أو أن تكون هناك رصاصة في صدري، وفي الحالتين سأكون سعيدًا لأنني فعلت ما أؤمن به، وسأجعل أمي وأبي سعيدين في الدنيا سواء عشت أو استشهدت"، مستكملًا ذكرياته: تلك الكلمات كانت عقيدة أخي التي عاش بها حتى آخر لحظة، فكان يرى في الاستشهاد شرفًا لا يضاهيه شيء.
وبصوت حزين، تابع: عندما وصل خبر استشهاده إلى الأسرة، كان وقع الصدمة شديدًا، ولم يكن من السهل تقبل فقدانه، لكنه ترك إرثًا من الفخر والشرف، فوالدته، التي كانت تتمنى أن يبقى بجانبها، وجدت نفسها أمام حقيقة مؤلمة، لكنها كانت تعلم في قرارة نفسها أن ابنها لم يكن ليقبل بحياة عادية، بل كان مقدرًا له أن يكون بطلًا.
وفي قريته، كان "السيد" محبوبًا من الجميع، وكان خلوقًا، محترمًا، يتمتع بأخلاق عالية جعلته قريبًا من قلوب الناس، وحتى بعد استشهاده، ظلت ذكراه حية بين أهله وأصدقائه، الذين ما زالوا يتذكرون مواقفه وكلماته، كما كان زملاؤه في الجيش يعلمون مدى شجاعته، وكانوا يقدرون إصراره على القتال حتى آخر لحظة، ورغم مرور السنوات، لا يزال اسمه محفورًا في ذاكرة الجميع.
واختتم "محمد" حديثه عن أخيه البطل بـ: "أخي مات شهيدًا.. قدم حياته من أجل وطنه.. ورغم مرور السنوات ما زلنا نشعر بوجوده بيننا".
عملية إنزال رمانة أو معركة الكيلو 19
في السادس من أكتوبر 1973، شهدت منطقة "بالوظة" -التي استشهد فيها البطل الملازم أول "السيد نخلة"- بسيناء واحدة من أعنف المواجهات العسكرية خلال حرب أكتوبر، حيث حاول الجيش الإسرائيلي استعادة حصن "لحظنيت"، الذي استولت عليه القوات المصرية في الساعات الأولى من الحرب.
وبدأت المعركة عندما دفع الجيش الإسرائيلي بتعزيزات مدرعة من بالوظة في محاولة لفك الحصار عن الحصن، إلا أن القوات المصرية، مدعومة بوحدات الصاعقة ومجموعات اقتناص الدبابات، تصدت لهذه التعزيزات بكمائن محكمة، وأسفرت المواجهات عن تدمير عدة دبابات إسرائيلية وإجبار باقي القوة على التراجع شرقًا، مما أدى إلى إحباط محاولات العدو لاستعادة الحصن.
ومع حلول المساء، تعرضت المنطقة لغارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت النقاط التي سيطرت عليها القوات المصرية، لكن الدفاعات الجوية نجحت في إسقاط طائرة معادية، بينما استكملت وحدات الاقتحام عمليات تأمين الموقع وتنظيم الدفاعات استعدادًا لأي هجوم مضاد.
وانتهت المعركة بسيطرة مصرية كاملة على الحصن، وسقوط 60 قتيلًا إسرائيليًا وأسر 26 آخرين، فيما استمرت القوات المصرية في التقدم شرقًا لتعزيز مواقعها في عمق سيناء.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لتطوير العملية التعليمية ودعم الطلاب.. مدير "تعليم البحر الأحمر" يبدأ جولة ميدانية في حلايب
لتطوير العملية التعليمية ودعم الطلاب.. مدير "تعليم البحر الأحمر" يبدأ جولة ميدانية في حلايب

الدستور

time١٣-٠٤-٢٠٢٥

  • الدستور

لتطوير العملية التعليمية ودعم الطلاب.. مدير "تعليم البحر الأحمر" يبدأ جولة ميدانية في حلايب

انطلقت اليوم الأحد، سلسلة من الزيارات الميدانية للمدارس الواقعة في الإدارات التعليمية الجنوبية بمحافظة البحر الأحمر، وذلك لمتابعة ضمان جودة التعليم وتذليل العقبات التي قد تعوق سير العملية التعليمية في مختلف أنحاء المحافظة، بتوجيهات من الدكتور محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء عمرو حنفي محافظ البحر الأحمر. واستهل المهندس سيد عبدالعزيز، مدير مديرية التربية والتعليم بالبحر الأحمر، جولته بزيارة إدارة حلايب التعليمية، يرافقه كل من فايزة أحمد مدير التعليم العام، وأشرف فرج الله مدير إدارة المتابعة وتقييم الأداء. وبدأت الزيارة بتفقد مدرسة جمال عبدالناصر للتعليم الأساسي، حيث شهد الوفد طابور الصباح ومراسم تحية العلم، وتم تكريم عيسى محمد سدو، معلم اللغة الإنجليزية، تقديرًا لإخلاصه وتفانيه في أداء رسالته التربوية. ثم توجه الوفد إلى مدرسة أحمد زويل للتعليم الأساسي، تلاها زيارة لمدرسة الفريق عبد المنعم رياض الثانوية، ثم فصول عبد المنعم رياض الثانوية الزراعية، حيث تم متابعة سجلات القرائية (سجل 26)، والحضور والغياب، والسلوك (سجل 5)، إلى جانب التأكيد على أهمية نظافة الفصول واستكمال خطة أعمال الدهانات لتحسين البيئة التعليمية. كما قام وكيل الوزارة بتوزيع هدايا عينية على الطلاب، تضمنت ملابس وأحذية وأدوات رياضية، بهدف دعمهم وتحفيزهم على مواصلة التفوق الدراسي. كما قام المهندس سيد عبدالعزيز خلال جولته بتقديم شرح مبسط لنظام 'البكالوريا' للطلاب، بهدف توعيتهم بالنظام الجديد واستعدادهم له بشكل أفضل. وعلى هامش الزيارة، عقد مدير المديرية اجتماعًا موسعًا ضم مدير الإدارة ومديري المدارس ومشايخ وعواقل حلايب وعددًا من أولياء الأمور، في لقاء جماهيري مفتوح شهد مناقشات جادة ومثمرة حول سبل تطوير العملية التعليمية بالإدارة، والتحديات التي تواجه المدارس، والجهود المبذولة للارتقاء بمستوى الأداء. وأكد خلال اللقاء على أهمية تكاتف الجهود بين الإدارة التعليمية والمجتمع المحلي لتوفير بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة، بما ينسجم مع رؤية مديرية التربية والتعليم في تطوير المنظومة التعليمية بجميع ربوع محافظة البحر الأحمر. مدير "تعليم البحر الأحمر مدير "تعليم البحر الأحمر مدير "تعليم البحر الأحمر مدير "تعليم البحر الأحمر

محافظات : انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج
محافظات : انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج

نافذة على العالم

time٠٨-٠٤-٢٠٢٥

  • نافذة على العالم

محافظات : انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج

الثلاثاء 8 أبريل 2025 12:01 صباحاً نافذة على العالم - أطلقت مديرية أوقاف سوهاج، مساء اليوم الإثنين خمس ندوات علمية كبرى عقب صلاة العشاء، تحت عنوان: "مراعاة الآداب والقوانين ضرورة شرعية ووطنية"، وذلك برعاية الدكتور محمد أبو سعدة وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج ، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز القيم الأخلاقية والوطنية، وضمن النشاط الدعوي والعلمي والتثقيفي للوزارة، وقد شهدت الندوات مشاركة نخبة من أساتذة الجامعات المصرية وكوكبة من علماء وزارة الأوقاف، حيث توزعت الندوات على عدد من المساجد الكبرى بالمحافظة، وشهدت حضورًا جماهيريًا واسعًا وتفاعلًا ملموسًا من رواد المساجد وهى: مسجد الشهيد عبد المنعم رياض – سوهاج ،حاضر فيها الأستاذ الدكتور المساعد علاء حسن جابر، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج، إلى جانب الشيخ محمود محمد أحمد إمام المسجد. وفي مسجد الحق – سوهاج ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور أحمد فهمي علي، أستاذ العقيدة، وشاركه الأستاذ الدكتور سعد خلف عبد الوهاب، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج. وبالمسجد الكبير – بني حميل حاضر فيه الأستاذ الدكتور المساعد خالد الديب عبد العزيز، أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، والدكتور عبد الله عبد العزيز جلال، مدرس أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بأسيوط. مسجد آل نفادي – طهطا ،ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور المساعد علي حسن العشري، أستاذ الدعوة، وشاركه الأستاذ الدكتور المساعد عاطف مصطفى محمد أبو زيد، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج. مسجد الحاج عبد العال – طهطا ،حاضر فيه الأستاذ الدكتور أبو الحسن عطية مسعد، أستاذ التفسير، وشاركه الأستاذ الدكتور المساعد رمضان حسن ضاحي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج تناولت الندوات أهمية الالتزام بالآداب العامة والقوانين المنظمة للحياة المجتمعية، وبيّنت أنها ليست فقط واجبًا وطنيًا، بل ضرورة شرعية تنبع من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تسعى إلى حفظ النظام وحماية الحقوق وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع. وقد أكّد المحاضرون أن مراعاة القوانين والأنظمة سلوك حضاري يعكس أخلاق الإسلام، ويعزز الانتماء الوطني، داعين إلى تعزيز هذه القيم في البيوت والمدارس والمساجد، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات تتطلب الوعي والالتزام والانضباط. تأتي هذه الندوات في سياق رؤية وزارة الأوقاف لترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال، ومواصلة الجهود في نشر الوعي الديني الرشيد، وربط النصوص الشرعية بواقع الناس وقضاياهم المعاصرة، بما يحقق المصلحة العامة ويخدم الاستقرار المجتمعي.

انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج
انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج

اليوم السابع

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • اليوم السابع

انطلاق خمس ندوات علمية كبرى بأوقاف سوهاج

أطلقت مديرية أوقاف سوهاج ، مساء اليوم الإثنين خمس ندوات علمية كبرى عقب صلاة العشاء، تحت عنوان: "مراعاة الآداب والقوانين ضرورة شرعية ووطنية"، وذلك برعاية الدكتور محمد أبو سعدة وكيل وزارة الأوقاف بسوهاج ، وذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف المصرية لنشر الفكر الوسطي المستنير، وتعزيز القيم الأخلاقية والوطنية، وضمن النشاط الدعوي والعلمي والتثقيفي للوزارة، وقد شهدت الندوات مشاركة نخبة من أساتذة الجامعات المصرية وكوكبة من علماء وزارة الأوقاف، حيث توزعت الندوات على عدد من المساجد الكبرى بالمحافظة، وشهدت حضورًا جماهيريًا واسعًا وتفاعلًا ملموسًا من رواد المساجد وهى: مسجد الشهيد عبد المنعم رياض – سوهاج ،حاضر فيها الأستاذ الدكتور المساعد علاء حسن جابر، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج، إلى جانب الشيخ محمود محمد أحمد إمام المسجد. وفي مسجد الحق – سوهاج ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور أحمد فهمي علي، أستاذ العقيدة، وشاركه الأستاذ الدكتور سعد خلف عبد الوهاب، أستاذ العقيدة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج. وبالمسجد الكبير – بني حميل حاضر فيه الأستاذ الدكتور المساعد خالد الديب عبد العزيز، أستاذ الدعوة بكلية أصول الدين والدعوة بأسيوط، والدكتور عبد الله عبد العزيز جلال، مدرس أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بأسيوط. مسجد آل نفادي – طهطا ،ألقى المحاضرة الأستاذ الدكتور المساعد علي حسن العشري، أستاذ الدعوة، وشاركه الأستاذ الدكتور المساعد عاطف مصطفى محمد أبو زيد، أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج. مسجد الحاج عبد العال – طهطا ،حاضر فيه الأستاذ الدكتور أبو الحسن عطية مسعد، أستاذ التفسير، وشاركه الأستاذ الدكتور المساعد رمضان حسن ضاحي، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بسوهاج تناولت الندوات أهمية الالتزام بالآداب العامة والقوانين المنظمة للحياة المجتمعية، وبيّنت أنها ليست فقط واجبًا وطنيًا، بل ضرورة شرعية تنبع من مقاصد الشريعة الإسلامية التي تسعى إلى حفظ النظام وحماية الحقوق وتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع. وقد أكّد المحاضرون أن مراعاة القوانين والأنظمة سلوك حضاري يعكس أخلاق الإسلام، ويعزز الانتماء الوطني، داعين إلى تعزيز هذه القيم في البيوت والمدارس والمساجد، خاصة في ظل ما يشهده العالم من تحديات تتطلب الوعي والالتزام والانضباط. تأتي هذه الندوات في سياق رؤية وزارة الأوقاف لترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال، ومواصلة الجهود في نشر الوعي الديني الرشيد، وربط النصوص الشرعية بواقع الناس وقضاياهم المعاصرة، بما يحقق المصلحة العامة ويخدم الاستقرار المجتمعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store