logo
#

أحدث الأخبار مع #نوالالحوطة

الروائية نوال الحوطة: 'الربو' دفعني بقوة لعالم الأدب.. والكتابة جزء لا يتجزأ من خطة التعافي
الروائية نوال الحوطة: 'الربو' دفعني بقوة لعالم الأدب.. والكتابة جزء لا يتجزأ من خطة التعافي

البلاد البحرينية

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • البلاد البحرينية

الروائية نوال الحوطة: 'الربو' دفعني بقوة لعالم الأدب.. والكتابة جزء لا يتجزأ من خطة التعافي

حسن فضل: نوال الحوطة.. كاتبة وروائية وصاحبة تجربة ملهمة ومثيرة مع مرض الربو، الذي حاول عبثًا انتزاع أنفاسها المتقطعة، فتنفست ألق الأحرف وإكسيرها الجذاب، وواجهت المرض بكل عنفوان بسحر الكلمة. كان المرض يدفعها بقوة لعالم الأدب، ويمنحها قدرة هائلة على وصف الشعور، فالكتابة متنفسها وجزء لا يتجزأ من خطة التعافي، حيث وظفت تجربتها في كتابة مشهد في مسلسل تلفزيوني يصف حالة مصاب بالربو. نوبة ربو مجنونة كادت تخمد أنفاسها المتبقية وتنهي حياتها؛ لكنها نجت بأعجوبة وكتب الله لها عمرا جديدا، فقررت التغلب عليه والتحرر من قيوده والخروج من دائرة المرض، وهزمت مرض الربو بأعواد القرنفل، واتخذت منها سلاحًا في مواجهة نوباته المتعجرفة والمتوحشة لتكسب رهان التحدي مع طبيبها، وتثبت أنه يمكن التغلب على المرض ويمكن العيش بدون أدوية الربو بتغيير نظام الحياة. 'صحتنا' التقت الروائية والكاتبة نوال الحوطة؛ للحديث عن تجربتها المثيرة. حدثينا عن بداياتك مع مرض الربو؟ كانت بداية المعاناة قبل سن المدرسة، أي في سنوات طفولتي الأولى، في وقت كان الطب يتعامل مع المرض بأدوات محددة وبسيطة. كانت تستمر المعاناة لأيام، واستمرت المعاناة حتى بلغت الخامسة عشرة من عمري، حينها اختفى المرض من حياتي وكأنه لم يكن؛ ولكنه عاد أكثر حدة وشراسة بعد عشرين عامًا، وكان ذلك مترافقًا مع رحيل والدتي بالعام 2015، ولا أدري حقًّا إن كان الفقد والحزن والحالة النفسية السيئة سببًا لعودة المرض، حيث عدت مجددًا لأروقة المستشفيات والمواعيد والأدوية. كيف أثّر الربو على نمط حياتكِ اليومي؟ في الطفولة لم يكن مسموحًا لي اللعب الذي يتطلب بذل جهد كالركض والقفز؛ لأن نسبة قدرتي على التنفس تنخفض حالًا، وكذلك الحال في دروس الرياضة وفي المدرسة أحيانًا لا يسمح لي بممارسة بعض التمارين كالجري والتحمية. ما أكثر التحديات التي تواجهينها في التعامل مع نوبات الربو؟ الخوف المصاحب للنوبة هو أكثر التحديات التي أواجهها، ففقدان القدرة على التنفس ليس بالأمر الذي يمكن التأقلم معه، فنحن مخلوقات تحيا بالتنفس. هل مررتِ بتجربة صحية حرجة بسبب الربو؟ وكيف تعاملتِ معها؟ في عمر التاسعة من عمري أصابتني نوبة ربو مجنونة سيطرت علي كليًّا، وعجز الأطباء عن التعامل معها، ما جعلهم يفقدون الأمل في بقائي على قيد الحياة، ولذا كان الجميع في حالة بكاء، ولا أذكر كيف تم التعامل مع الأمر لكنه مضى على خير والحمد لله. ما دور العائلة أو البيئة المحيطة في دعمكِ أثناء نوبات المرض؟ يحتاج مريض الربو للشعور بالحب والاحتواء ليشعر بالأمان؛ لأن نوبات الربو تجلب معها شعور غريب بالخوف في كل مرة، ولذا من دون وعي الأهل بحاجته قد تتفاقم حالته، والحمد لله، حظيت بعائلة متفهمة داعمة، وكان للمرض دور أساس في حصولي على اهتمام ودلال مضاعف. هل تعتمدين على خطة معينة في الوقاية أو العلاج؟ وهل تتابعين مع مختصين بانتظام؟ نعم كنت أتعامل مع مختصين في قسم الأمراض التنفسية، في مستشفى الملك حمد مثل دكتورة نادين ودكتور يامن، وكانت تتم متابعي بانتظام مع وصف العلاجات المناسبة وعمل فحوصات دورية واختبار للتنفس كل 6 أشهر. هل ترين أن الوعي المجتمعي بمرض الربو كافٍ؟ في الماضي لم يكن هناك وعي بهذا الأمر، أما الآن ومع تطور التكنولوجيا وتوسع مجال السوشال ميديا، أصبح الجميع على اطلاع. هل أثّر الربو على مسيرتكِ الأدبية أو طريقتكِ في الكتابة؟ بالعكس كان يدفعني وبقوة في عالم الأدب قراءة وكتابة؛ كون المرض يجعل الإنسان أكثر حساسية ودقة في وصف شعور ما، هذا حولني إلى كاتبة شديدة الحساسية نحو القضايا الاجتماعية، فالجميع لاحظ أنني أكتب بشعور في منتهى العمق يلامس مشاعرهم الداخلية. هل وظفتِ تجربتكِ مع الربو في أحد أعمالك الروائية أو الكتابية؟ نعم قمت بتوظيفها في كتابة بعض مشاهد مسلسل تلفزيوني يصف حالة المصاب بنوبة ربو مع عدم قدرته على الحصول على دوائه (الفينتولين) وتفاقم حالته بمرور الوقت. كيف توازنين بين الكتابة والاهتمام بصحتكِ، خصوصا أثناء النوبات أو في فترات التعب؟ لا يمكن في وقت حصول نوبة الربو التركيز على أمر آخر عدا الصحة، فيحتاج المريض هنا إلى الهدوء، والراحة ومتابعة العلاج حتى تمضي النوبة بسلام ومن ثم يمكن أن يستأنف حياته. من واقع تجربتك، هل يمكن التعافي من الربو والتعايش معه؟ يمكن التغلب على المرض ويمكن العيش من دون أدوية الربو بتغيير نظام الحياة، فأنا هنا أتحدث عن معركتي ولست طبيبة، لذا قد لا ينطبق حديثي على جميع الحالات؛ ولكنني قبل ثلاث سنوات قرّرت ترك العلاج وبدأت باستخدام البديل الطبيعي وهي 'أعواد القرنفل'، قد لا يصدق أحد قدرتها الخارقة؛ لكنني خضت التجربة وتحديت طبيبي في هذا الأمر ونجحت، فـألغى الطبيب مواعيدي بعد مرور 6 أشهر من الحياة من دون بخاخات وأدوية ربو. أنا الآن وبعد مرور ثلاث سنوات منذ تركت العلاج أعيش حياة طبيعية، أمارس الرياضة دون أذى، ولكن بحرص، وأتعامل مع أي بداية لنوبة ربو بتحدٍ، وسلاحي هو القرنفل؛ فتهدأ وتتلاشى العوارض منذ بدايتها. ما النصائح التي تقدمينها للأشخاص الذين يعيشون مع مرض مزمن مثل الربو؟ لا تجعل من المرض سجنًا يغيبك عن الحياة ولا قيدا يبقيك في الظلمة. اخرج من دائرة المرض وحلّق بعيدًا، وعش حياتك وكأنك لا تشكو من شيء، فهذا جزء مهم من مشوار العلاج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store