أحدث الأخبار مع #نيكول


نافذة على العالم
منذ 11 ساعات
- صحة
- نافذة على العالم
أخبار العالم : حين يتكلم العقل: كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ بي بي سي توثّق حياة 3 مرضى
الاثنين 19 مايو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، BBC / Twenty Twenty Productions Ltd التعليق على الصورة، ذهبت نيكول للعلاج النفسي لأنها تخشى قيادة السيارة Article information Author, نيك تريغل Role, مراسل الشؤون الصحية - بي بي سي قبل 4 ساعة دخلت نيكول غرفة المعالج النفسي وأمسكت بما تسميه وسادة العناق. اعترفت بتوترها من الجلوس مع شخص غريب لمناقشة صحتها النفسية. تبلغ نيكول من العمر 31 عاماً، وتعيش في لندن وتعمل مساعدة إخصائي تقويم العمود الفقري. لكنها تعاني من القلق أثناء قيادة السيارة. تقول "هناك الكثير من الأشياء التي تدور في ذهني بسرعة وأنا أقود سيارتي". "كم تبعد المسافة؟ ما هو الطريق الذي يجب أن أسلكه؟ بطريقة ما، نسيت كيفية القيادة". تعاني نيكول من نوبات هلع، وخوفها من القيادة يدفعها إلى إلغاء الكثير من خططها باستمرار. وبعد ست جلسات مع المعالج النفسي أوين أوكين، اتضح أن مشاكلها أعمق بكثير من مجرد الخوف من القيادة. البحث في أعماق العقل يعاني واحد من كل ستة أشخاص في المملكة المتحدة، أسبوعياً، من مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ويلجأ أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً إلى "خدمات العلاج بالكلام" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس NHS)، بينما يدفع الكثيرون تكاليف الحصول على الدعم والعلاج النفسي الخاص. يُستخدم هذا النوع من العلاج غالباً لعلاج القلق والاكتئاب، لكنه قد يساعد أيضاً في التعامل مع مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة. ومع ذلك، فهو لا ينجح مع الجميع؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص لا يستفيدون منه. تابعت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 12 شخصاً، شاركوا في سلسلة تدعى "غيّر عقلك، غيّر حياتك"، وتلقّى كلٌّ منهم ست جلسات دعم من مُعالِجين نفسيين. استخدم المُعالِجون النفسيون مزيجاً من أساليب العلاج بالكلام المُختلفة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يُركز على تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، إلى جانب تقنيات أخرى لتحسين العلاقات ومعالجة الصدمات. ما يكشفه هذا العلاج لافت للنظر، إذ يوضح كيف يُمكن لفهم العقل وتعلم كيفية إدارته أن يُغيّرا حياة الناس. صدر الصورة، BBC / Twenty Twenty Productions Ltd التعليق على الصورة، يقول أوين أوكين إن العمل كمعالج نفسي أشبه بالعمل كمحقق. يقول أوين أوكين، الذي عمل في هذا المجال لمدة 25 عاماً، "لا تتقيد بعقلك الذي ولدت به". يصف وظيفته بأنها أشبه بالتحقيقات: "يأتي الناس بقصة تبدو معقولة، لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن القصة والمشاعر لا تتطابقان في كثير من الأحيان. أعتقد أن ما نقوم به هو البحث والتقصّي قليلاً". "كرهت نفسي تماماً" خلال جلساتهما، يغوص أوين بشكل أعمق في قلق نيكول. في لحظة مؤثرة، تنهمر دموعها وتعترف بأنها في الماضي كانت "تكره نفسها تماماً". تعيش قلقاً اجتماعياً مستمراً، حيث تقلق بشأن نظرة الآخرين لها وتخشى أن تقول شيئاً خاطئاً، وتبيّن: "لا أشعر بأنني جيدة بما يكفي لأكون هناك. قد أرتكب خطأً. أحتاج إلى أن يحبني الناس". ويطرح أوين تساؤلات حول سبب شعورها بهذه الطريقة: "نحن كبشر نحب المشاعر الإيجابية، نحب الشعور بالسعادة والفرح والوقوع في الحب". لكنه يشير إلى أن بعض الأشخاص يحاولون تجنب أو قمع مشاعر مثل الخوف والرعب والحزن، مما قد يؤدي إلى القلق. وبدلاً من ذلك، يرى أن من الأفضل تقبّل هذه المشاعر والاعتراف بها كأحاسيس طبيعية وآمنة. عندما يصل الناس إلى تلك المرحلة، يقول إنهم يبدأون في الشعور بالقوة: "يدركون أنهم لن ينهاروا أمام مشاعرهم". وهي تتحدث خارج غرفة العلاج، تقول نيكول: "أنا مصدومة. لقد فهمني على الفور. كنت أرى الهشاشة أمراً سلبياً، لكنها ليست كذلك". وعندما طُلب منها وصْفُ نفسها، استخدمت كلمات مثل اللطف، والتأمل، والعزيمة، والحماس وقالت لأوين "أنا لستُ شخصاً سيئاً". وأضافت أنها تعلمت الكثير: "الأهم من ذلك أنني أدركت أنني لم أكن لطيفة مع نفسي. كان ذلك بمثابة كشف كبير بالنسبة لي". يقول أوين إن هذا أمر شائع بين العديد من الأشخاص الذين يعالجهم: "عندما يصل الناس إلى هذه النقطة الفاصلة، عندما يستيقظون ويدركون ما يفعلونه، تكون لحظة ذهبية بالنسبة لي". "أصبتُ بسكتة دماغية في أوائل الثلاثينيات من عمري" تعلم جيمس أن يفكر في نفسه بشكل مختلف بفضل العلاج. جيمس، أب لطفل واحد، ويبلغ من العمر 39 عاماً ويعمل في مجال المالية، ويُعاني من القلق، وخاصةً القلق من ارتكاب الأخطاء في العمل. هذا الخوف مُنهكٌ للغاية لدرجة أنه يُعيقه عن الذهاب إلى العمل أحياناً. وقد حظي بدعم البروفيسور ستيف بيترز، وهو طبيب نفسي يُوضح أن السعي للكمال هو أساس مشاكله ويقول "إذا اعتقدنا أن ارتكاب خطأ هو نهاية العالم، فإن ذلك يجعلنا مثل المشلولين". كان جيمس رياضياً في السابق، يلعب كرة القدم بشكل شبه احترافي وينافس في ألعاب القوى قبل أن يتخصص في رياضة الزلاجة الجماعية (بوبسلي). وكان يتدرب بشكل تجريبي مع منتخب بريطانيا عندما أُصيب بسكتة دماغية قبل ثماني سنوات. يقول "بلمح البصر، فقدت كل شيء". ويضيف "جعلني ذلك أشعر بأنني أقل شأناً". وهو الآن يخشى من ضعف أدائه في العمل وفقدان وظيفته. صدر الصورة، BBC / Twenty Twenty Productions Ltd التعليق على الصورة، أصيب جيمس بسكتة دماغية في أوائل الثلاثينيات من عمره. خلال الجلسات، يشرح البروفيسور بيترز أن سرّ النجاح يكمن في النظام العقائدي لجيمس (أي ما يؤمن به): أولاً، يُقدّم البروفيسور بعض النصائح البسيطة: "ضع قدميك على الأرض، وانهض، وامشِ". ويحاول بيترز التركيز على المهمة الأساسية للحركة - وفي حالة جيمس، التحرك ليتمكن من الذهاب إلى العمل - فذلك يساعد الأشخاص الذين يعانون من التفكير الكارثي على تجاوز الأفكار السلبية التي تمنعهم من اتخاذ أي خطوة. في الجلسات اللاحقة، يستكشف جيمس والبروفيسور بيترز ما قد يكون وراء مشاكله. يروي جيمس للبروفيسور بيترز عن طفولته وكيف كان والده ينتقده لحثّه على التحسن. يشرح البروفيسور بيترز كيف يعتقد جيمس أنه لإرضاء الآخرين يتوجب عدم ارتكاب الأخطاء، ثمّ إنّ السكتة الدماغية المُدمّرة التي أصيب بها في صغره أثارت لديه رغبةً عارمة في عدم تكرار الأمور. يُخبر البروفيسور، جيمس أنه بحاجة إلى "التصالح مع نفسه" من خلال التعريف بنفسه لا بالأداء بل بالقيم والسلوكيات. ويطلب هو أيضاً من جيمس أن يصف نفسه، فيُجيب جيمس بأنه مُجتهد، صادق، مُرحّب، ودود، ويُعطي الأولوية للآخرين. لكن مع مرور جلساته، تتغير طريقة تفكير جيمس ويقول "أستطيع أن أنظر إلى نفسي في المرآة وأن أشعر بقيمتي ومكانتي". "توفيت أمي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري" تختلف معاناة أنجالي بعض الشيء. تتعلق بحدث صادم في طفولتها - توفيت والدتها فجأة عندما كانت في الـ 15 من عمرها. وهي الآن أمٌّ لثلاثة أطفال دون سن الخامسة، تعاني من صراعات عاطفية.. تعاني من ليالٍ بلا نوم، وضيق في الصدر، وانفصال عاطفي. وتقول أنجالي، 34 عاماً، "إن الأمومة أعادت فتح كل ما حاولتُ كبتهُ". كان إنجاب طفلها الأول مؤلماً بشكل خاص. أصيبت بتسمم الدم - وهي الحالة التي توفيت بسببها والدتها - وقالت "ظننتُ أني لن أنجو". وتشرح المعالِجَة النفسية، جوليا صموئيل، لأنجالي أنها لم تستطع استيعاب ما حدث، ونتيجة لذلك، بقيت الصدمة معها. عندما توفيت والدتها، كانت أنجالي في منتصف امتحاناتها، وكان لديها شقيقان أصغر منها سناً، ما تركها بلا وقت للحزن. صدر الصورة، BBC / Twenty Twenty Productions Ltd التعليق على الصورة، شعرت أنجالي بانفصال عاطفي قبل أن تذهب للعلاج. تقترح جوليا العلاج بإزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)، وهو أسلوب يستخدم الحركات لمساعدة الأشخاص على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. سألت جوليا أنجالي عن أسوأ ذكرياتها، ووصفت كيف حاول والدها إنقاذ حياة والدتها بالضغط على صدرها في منزلهما حتى وصل المسعفون ونُقلت والدتها على عجل مع أنجالي على أمل عودتها. لكنها لم تعد. تقول أنجالي إنها لم تتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص. وطلبت جوليا من أنجالي أن تشبك ذراعيها على صدرها وتبدأ بالتنفس العميق والنقر، مقلدة رفرفة أجنحة الفراشة. تحدثت عن الذكريات وكيف تتغير الصور في ذهنها إلى صور أكثر إيجابية. تقول جوليا إن هذا النوع من العلاج فعّال بشكل خاص عند التعامل مع حدث صادم واحد. وتقول إن ذكرى واحدة يمكن أن تكون بمثابة عائق أمام كل شيء. بعد ذلك، تحدثت أنجالي كيف أن أعراضها المَرضيّة خفّت، وعن الرضا الذي تشعر به الآن.


الوسط
منذ 14 ساعات
- صحة
- الوسط
حين يتكلم العقل: كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ بي بي سي توثّق حياة 3 مرضى
دخلت نيكول غرفة المعالج النفسي وأمسكت بما تسميه وسادة العناق. اعترفت بتوترها من الجلوس مع شخص غريب لمناقشة صحتها النفسية. تبلغ نيكول من العمر 31 عاماً، وتعيش في لندن وتعمل مساعدة إخصائي تقويم العمود الفقري. لكنها تعاني من القلق أثناء قيادة السيارة. تقول "هناك الكثير من الأشياء التي تدور في ذهني بسرعة وأنا أقود سيارتي". "كم تبعد المسافة؟ ما هو الطريق الذي يجب أن أسلكه؟ بطريقة ما، نسيت كيفية القيادة". تعاني نيكول من نوبات هلع، وخوفها من القيادة يدفعها إلى إلغاء الكثير من خططها باستمرار. وبعد ست جلسات مع المعالج النفسي أوين أوكين، اتضح أن مشاكلها أعمق بكثير من مجرد الخوف من القيادة. البحث في أعماق العقل يعاني واحد من كل ستة أشخاص في المملكة المتحدة، أسبوعياً، من مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ويلجأ أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً إلى "خدمات العلاج بالكلام" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس NHS)، بينما يدفع الكثيرون تكاليف الحصول على الدعم والعلاج النفسي الخاص. يُستخدم هذا النوع من العلاج غالباً لعلاج القلق والاكتئاب، لكنه قد يساعد أيضاً في التعامل مع مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة. ومع ذلك، فهو لا ينجح مع الجميع؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص لا يستفيدون منه. تابعت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 12 شخصاً، شاركوا في سلسلة تدعى "غيّر عقلك، غيّر حياتك"، وتلقّى كلٌّ منهم ست جلسات دعم من مُعالِجين نفسيين. استخدم المُعالِجون النفسيون مزيجاً من أساليب العلاج بالكلام المُختلفة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يُركز على تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، إلى جانب تقنيات أخرى لتحسين العلاقات ومعالجة الصدمات. ما يكشفه هذا العلاج لافت للنظر، إذ يوضح كيف يُمكن لفهم العقل وتعلم كيفية إدارته أن يُغيّرا حياة الناس. يقول أوين أوكين، الذي عمل في هذا المجال لمدة 25 عاماً، "لا تتقيد بعقلك الذي ولدت به". يصف وظيفته بأنها أشبه بالتحقيقات: "يأتي الناس بقصة تبدو معقولة، لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن القصة والمشاعر لا تتطابقان في كثير من الأحيان. أعتقد أن ما نقوم به هو البحث والتقصّي قليلاً". "كرهت نفسي تماماً" خلال جلساتهما، يغوص أوين بشكل أعمق في قلق نيكول. في لحظة مؤثرة، تنهمر دموعها وتعترف بأنها في الماضي كانت "تكره نفسها تماماً". تعيش قلقاً اجتماعياً مستمراً، حيث تقلق بشأن نظرة الآخرين لها وتخشى أن تقول شيئاً خاطئاً، وتبيّن: "لا أشعر بأنني جيدة بما يكفي لأكون هناك. قد أرتكب خطأً. أحتاج إلى أن يحبني الناس". ويطرح أوين تساؤلات حول سبب شعورها بهذه الطريقة: "نحن كبشر نحب المشاعر الإيجابية، نحب الشعور بالسعادة والفرح والوقوع في الحب". لكنه يشير إلى أن بعض الأشخاص يحاولون تجنب أو قمع مشاعر مثل الخوف والرعب والحزن، مما قد يؤدي إلى القلق. وبدلاً من ذلك، يرى أن من الأفضل تقبّل هذه المشاعر والاعتراف بها كأحاسيس طبيعية وآمنة. عندما يصل الناس إلى تلك المرحلة، يقول إنهم يبدأون في الشعور بالقوة: "يدركون أنهم لن ينهاروا أمام مشاعرهم". وهي تتحدث خارج غرفة العلاج، تقول نيكول: "أنا مصدومة. لقد فهمني على الفور. كنت أرى الهشاشة أمراً سلبياً، لكنها ليست كذلك". وعندما طُلب منها وصْفُ نفسها، استخدمت كلمات مثل اللطف، والتأمل، والعزيمة، والحماس وقالت لأوين "أنا لستُ شخصاً سيئاً". وأضافت أنها تعلمت الكثير: "الأهم من ذلك أنني أدركت أنني لم أكن لطيفة مع نفسي. كان ذلك بمثابة كشف كبير بالنسبة لي". يقول أوين إن هذا أمر شائع بين العديد من الأشخاص الذين يعالجهم: "عندما يصل الناس إلى هذه النقطة الفاصلة، عندما يستيقظون ويدركون ما يفعلونه، تكون لحظة ذهبية بالنسبة لي". "أصبتُ بسكتة دماغية في أوائل الثلاثينيات من عمري" تعلم جيمس أن يفكر في نفسه بشكل مختلف بفضل العلاج. جيمس، أب لطفل واحد، ويبلغ من العمر 39 عاماً ويعمل في مجال المالية، ويُعاني من القلق، وخاصةً القلق من ارتكاب الأخطاء في العمل. هذا الخوف مُنهكٌ للغاية لدرجة أنه يُعيقه عن الذهاب إلى العمل أحياناً. وقد حظي بدعم البروفيسور ستيف بيترز، وهو طبيب نفسي يُوضح أن السعي للكمال هو أساس مشاكله ويقول "إذا اعتقدنا أن ارتكاب خطأ هو نهاية العالم، فإن ذلك يجعلنا مثل المشلولين". كان جيمس رياضياً في السابق، يلعب كرة القدم بشكل شبه احترافي وينافس في ألعاب القوى قبل أن يتخصص في رياضة الزلاجة الجماعية (بوبسلي). وكان يتدرب بشكل تجريبي مع منتخب بريطانيا عندما أُصيب بسكتة دماغية قبل ثماني سنوات. يقول "بلمح البصر، فقدت كل شيء". ويضيف "جعلني ذلك أشعر بأنني أقل شأناً". وهو الآن يخشى من ضعف أدائه في العمل وفقدان وظيفته. خلال الجلسات، يشرح البروفيسور بيترز أن سرّ النجاح يكمن في النظام العقائدي لجيمس (أي ما يؤمن به): أولاً، يُقدّم البروفيسور بعض النصائح البسيطة: "ضع قدميك على الأرض، وانهض، وامشِ". ويحاول بيترز التركيز على المهمة الأساسية للحركة - وفي حالة جيمس، التحرك ليتمكن من الذهاب إلى العمل - فذلك يساعد الأشخاص الذين يعانون من التفكير الكارثي على تجاوز الأفكار السلبية التي تمنعهم من اتخاذ أي خطوة. في الجلسات اللاحقة، يستكشف جيمس والبروفيسور بيترز ما قد يكون وراء مشاكله. يروي جيمس للبروفيسور بيترز عن طفولته وكيف كان والده ينتقده لحثّه على التحسن. يشرح البروفيسور بيترز كيف يعتقد جيمس أنه لإرضاء الآخرين يتوجب عدم ارتكاب الأخطاء، ثمّ إنّ السكتة الدماغية المُدمّرة التي أصيب بها في صغره أثارت لديه رغبةً عارمة في عدم تكرار الأمور. يُخبر البروفيسور، جيمس أنه بحاجة إلى "التصالح مع نفسه" من خلال التعريف بنفسه لا بالأداء بل بالقيم والسلوكيات. ويطلب هو أيضاً من جيمس أن يصف نفسه، فيُجيب جيمس بأنه مُجتهد، صادق، مُرحّب، ودود، ويُعطي الأولوية للآخرين. لكن مع مرور جلساته، تتغير طريقة تفكير جيمس ويقول "أستطيع أن أنظر إلى نفسي في المرآة وأن أشعر بقيمتي ومكانتي". "توفيت أمي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري" تختلف معاناة أنجالي بعض الشيء. تتعلق بحدث صادم في طفولتها - توفيت والدتها فجأة عندما كانت في الـ 15 من عمرها. وهي الآن أمٌّ لثلاثة أطفال دون سن الخامسة، تعاني من صراعات عاطفية.. تعاني من ليالٍ بلا نوم، وضيق في الصدر، وانفصال عاطفي. وتقول أنجالي، 34 عاماً، "إن الأمومة أعادت فتح كل ما حاولتُ كبتهُ". كان إنجاب طفلها الأول مؤلماً بشكل خاص. أصيبت بتسمم الدم - وهي الحالة التي توفيت بسببها والدتها - وقالت "ظننتُ أني لن أنجو". وتشرح المعالِجَة النفسية، جوليا صموئيل، لأنجالي أنها لم تستطع استيعاب ما حدث، ونتيجة لذلك، بقيت الصدمة معها. عندما توفيت والدتها، كانت أنجالي في منتصف امتحاناتها، وكان لديها شقيقان أصغر منها سناً، ما تركها بلا وقت للحزن. تقترح جوليا العلاج بإزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)، وهو أسلوب يستخدم الحركات لمساعدة الأشخاص على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. سألت جوليا أنجالي عن أسوأ ذكرياتها، ووصفت كيف حاول والدها إنقاذ حياة والدتها بالضغط على صدرها في منزلهما حتى وصل المسعفون ونُقلت والدتها على عجل مع أنجالي على أمل عودتها. لكنها لم تعد. تقول أنجالي إنها لم تتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص. وطلبت جوليا من أنجالي أن تشبك ذراعيها على صدرها وتبدأ بالتنفس العميق والنقر، مقلدة رفرفة أجنحة الفراشة. تحدثت عن الذكريات وكيف تتغير الصور في ذهنها إلى صور أكثر إيجابية. تقول جوليا إن هذا النوع من العلاج فعّال بشكل خاص عند التعامل مع حدث صادم واحد. وتقول إن ذكرى واحدة يمكن أن تكون بمثابة عائق أمام كل شيء. بعد ذلك، تحدثت أنجالي كيف أن أعراضها المَرضيّة خفّت، وعن الرضا الذي تشعر به الآن. وقالت "ساعدتني معالجتي على إعادة التواصل مع الفتاة ذات الـ 15 عاماً التي جعلتها تسكُت. بدأتُ أستوعب الصدمة التي كانت تُلازمني. والآن أفهم الحزن على أنه الوجه الآخر للحب".


العين الإخبارية
منذ 14 ساعات
- ترفيه
- العين الإخبارية
طبق نباتي بنكهة «المشاكل».. أسرار زفاف ميغان وهاري
في الوقت الذي تحافظ فيه بعض العرائس على هدوئهن أثناء التحضيرات لحفل الزفاف، تتوتر أخريات وتصبح التفاصيل الصغيرة مصدر قلق كبير. ويبدو أن دوقة ساسكس ميغان ماركل كانت من النوع الثاني الذي ينتابه هذا القلق ويهتم بأدق التفاصيل، بحسب ما ما طالعته "العين الإخبارية" في صحيفة "ديلي ميل" البريطانية. دوقة "صعبة"؟ فعلى ذمة ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" نقلا عن كاتبة السيرة الملكية كاتي نيكول في كتابها "العائلة المالكة الجديدة"، ورد أن ميغان ماركل "وبّخت" أحد مقدمي الطعام بشدة بسبب قائمة طعام زفافها النباتية، مما اضطر الملكة إليزابيث الراحلة للتدخل. وقالت نيكول للصحيفة "في إحدى المرات التي سبقت الزفاف (الذي حصل في مثل هذا اليوم ١9 مارس/أذار 2018)، ذهبت ميغان إلى قلعة وندسور لتذوق قائمة الطعام، وانتهى بها الأمر إلى نقاش حاد مع أحد الموظفين". مضيفة "كانت ميغان في القلعة لتذوق بعض الأطباق، وأخبرت أحد مُقدمي الطعام أنها تستطيع تذوق طعم البيض في طبق كان من المفترض أن يكون نباتيا ومتوازنا غذائيا، فانزعجت بشدة". ولفتت إلى أن "التواصل المباشر" للعروس مع أحد أفراد الطاقم لفت انتباه الملكة إليزابيث الثانية - المعروفة بمعاملتها مساعديها كأفراد من عائلتها، حتى أنها كانت تشتري لهم هدايا عيد الميلاد كل عام". ووفقا لمصدر نيكول المطلع، وجّت الملكة الراحلة بعض النصائح الصارمة لميغان. ففجأة دخلت الملكة وقالت: "ميغان، في هذه العائلة لا نتحدث مع الناس بهذه الطريقة". ولم تكن هذه المرة الأخيرة التي تلفت فيها معاملة ميغان للموظفين انتباه الملكة. نادي "الناجين" وبحسب المؤرخ الملكي هوغو فيكرز، وقعت "مشكلة" أثناء إقامة هاري وميغان، اللذين أصبحا زوجين الآن، في كوخ فروغمور - بالقرب من قلعة وندسور - بين عامي 2019 ومارس/أذار 2020. في إحدى المرات، زُعم أن دوقة ساسكس كانت "صعبة" للغاية مع مساعد بستاني لدرجة أن كبير البستانيين في وندسور شعر بالحاجة إلى الشكوى إلى الملكة الراحلة، التي قيل إنها توجهت بسيارتها إلى ميغان لتوبيخها. وفي هذا الصدد، لفتت "ديلي ميل" إلى أنه خلال فترة عملها كعضوة في العائلة المالكة، اكتسبت ميغان "سمعة سيئة" بسبب معاملتها للموظفين، لدرجة أن الحديث يدور عن "نادي ناجي ساسكس". ويقال إن المجموعة تضم موظفين سابقين ساخطين عملوا لدى دوق ودوقة ساسكس، و"عاشوا ليرويوا قصتهم"، وفقا لمحررة الشؤون الملكية في صحيفة ديلي ميل، ريبيكا إنجلش. وقد نفت ميغان كل تلك الاتهامات، ووصفتها بأنها "حملة تشويه مدبرة ضدها"، مؤكدة أنها تعرضت شخصيا للتنمر وتحرص على دعم من مروا بتجارب مشابهة. في حديثها لمجلة "بيست هيلث" عام ٢٠١٥، قالت ميغان: "أنا واعية بما أتناوله. أحاول تناول طعام نباتي خلال الأسبوع، ثم أتمتع بمرونة أكبر فيما أتناوله في عطلات نهاية الأسبوع". وسبق أن صرحت ميغان، أنها تتعمد تناول المزيد من الطعام النباتي، ولكن في سبتمبر/أيلول ٢٠١٩، صرحت لمجلة "فوغ" البريطانية أنها ليست نباتية متشددة. aXA6IDQ2LjIwMi4yNTEuMTQ4IA== جزيرة ام اند امز NO


شفق نيوز
منذ 14 ساعات
- صحة
- شفق نيوز
حين يتكلم العقل: كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ بي بي سي توثق حياة 3 مرضى
دخلت نيكول غرفة المعالج النفسي وأمسكت بما تسميه وسادة العناق. اعترفت بتوترها من الجلوس مع شخص غريب لمناقشة صحتها النفسية. تبلغ نيكول من العمر 31 عاماً، وتعيش في لندن وتعمل مساعدة أخصائي تقويم العمود الفقري. لكنها تعاني من القلق أثناء قيادة السيارة. تقول "هناك الكثير من الأشياء التي تدور في ذهني بسرعة وأنا أقود سيارتي". "كم تبعد المسافة؟ ما هو الطريق الذي يجب أنا أخذه؟ بطريقة ما، نسيت كيفية القيادة". تعاني نيكول من نوبات هلع، وخوفها من القيادة يدفعها إلى إلغاء الكثير من خططها باستمرار. وبعد ست جلسات مع المعالج النفسي أوين أوكين، اتضح أن مشاكلها أعمق بكثير من مجرد الخوف من القيادة. البحث في أعماق العقل يعاني واحد من كل ستة أشخاص في المملكة المتحدة، أسبوعياً، من مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ويلجأ أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً إلى "خدمات العلاج بالكلام" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس NHS)، بينما يدفع الكثيرون تكاليف الحصول على الدعم والعلاج النفسي الخاص. يُستخدم هذا النوع من العلاج غالباً لعلاج القلق والاكتئاب، لكنه قد يساعد أيضاً في التعامل مع مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة. ومع ذلك، فهو لا ينجح مع الجميع؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص لا يستفيدون منه. تابعت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 12 شخصاً، شاركوا في سلسلة تدعى "غيّر عقلك، غيّر حياتك"، وتلقّى كلٌّ منهم ست جلسات دعم من مُعالجين نفسيين. استخدم المُعالجون النفسيون مزيجاً من أساليب العلاج بالكلام المُختلفة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يُركز على تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، إلى جانب تقنيات أخرى لتحسين العلاقات ومعالجة الصدمات. ما يكشفه هذا العلاج مُلفت للنظر، إذ يوضح كيف يُمكن لفهم العقل وتعلم كيفية إدارته أن يُغيرا حياة الناس. يقول أوين أوكين، الذي عمل في هذا المجال لمدة 25 عاماً "لا تتقيد بعقلك الذي ولدت به". يصف وظيفته بأنها أشبه بالتحقيقات: "يأتي الناس بقصة تبدو معقولة، لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن القصة والمشاعر لا تتطابقان في كثير من الأحيان. أعتقد أن ما نقوم به هو البحث والتقصي قليلاً". "كرهت نفسي تماماً" خلال جلساتهما، يغوص أوين بشكل أعمق في قلق نيكول. في لحظة مؤثرة، تنهمر دموعها وتعترف بأنها في الماضي كانت "تكره نفسها تماماً". تعيش قلقاً اجتماعياً مستمراً، حيث تقلق بشأن نظرة الآخرين لها وتخشى أن تقول شيئاً خاطئاً، وتبيّن: "لا أشعر بأنني جيدة بما يكفي لأكون هناك. قد أرتكب خطأً. أحتاج إلى أن يحبني الناس". ويطرح أوين تساؤلات حول سبب شعورها بهذه الطريقة: "نحن كبشر نحب المشاعر الإيجابية، نحب الشعور بالسعادة والفرح والوقوع في الحب". لكنه يشير إلى أن بعض الأشخاص يحاولون تجنب أو قمع مشاعر مثل الخوف والرعب والحزن، مما قد يؤدي إلى القلق. وبدلاً من ذلك، يرى أن من الأفضل تقبّل هذه المشاعر والاعتراف بها كأحاسيس طبيعية وآمنة. عندما يصل الناس إلى تلك المرحلة، يقول إنهم يبدأون في الشعور بالقوة: "يدركون أنهم لن ينهاروا أمام مشاعرهم." وهي تتحدث خارج غرفة العلاج، تقول نيكول: "أنا مصدومة. لقد فهمني على الفور. كنت أرى الهشاشة أمراً سلبياً، لكنها ليست كذلك". وعندما طُلب منها وصف نفسها، استخدمت كلمات مثل اللطف، والتأمل، والعزيمة، والحماس وقالت لأوين "أنا لستُ شخصاً سيئاً". وأضافت أنها تعلمت الكثير: "الأهم من ذلك أنني أدركت أنني لم أكن لطيفة مع نفسي. كان ذلك بمثابة كشف كبير بالنسبة لي". يقول أوين إن هذا أمر شائع بين العديد من الأشخاص الذين يعالجهم: "عندما يصل الناس إلى هذه النقطة الفاصلة، عندما يستيقظون ويدركون ما يفعلونه، تكون لحظة ذهبية بالنسبة لي". "أصبتُ بسكتة دماغية في أوائل الثلاثينيات من عمري" تعلم جيمس أن يفكر في نفسه بشكل مختلف بفضل العلاج. جيمس، أب لطفل واحد، ويبلغ من العمر 39 عاماً ويعمل في مجال المالية، ويُعاني من القلق، وخاصةً القلق من ارتكاب الأخطاء في العمل. هذا الخوف مُنهكٌ للغاية لدرجة أنه يُعيقه عن الذهاب إلى العمل أحياناً. وقد حظي بدعم البروفيسور ستيف بيترز، وهو طبيب نفسي يُوضح أن السعي للكمال هو أساس مشاكله ويقول "إذا اعتقدنا أن ارتكاب خطأ هو نهاية العالم، فإن ذلك يجعلنا مثل المشلولين". كان جيمس رياضياً في السابق، يلعب كرة القدم بشكل شبه احترافي وينافس في ألعاب القوى قبل أن يتخصص في رياضة الزلاجة الجماعية (بوبسلي). وكان يتدرب بشكل تجريبي مع منتخب بريطانيا عندما أُصيب بسكتة دماغية قبل ثماني سنوات. يقول "بلمح البصر، فقدت كل شيء". ويضيف "جعلني ذلك أشعر بأنني أقل شأناً". وهو الآن يخشى من ضعف أدائه في العمل وفقدان وظيفته. خلال الجلسات، يشرح البروفيسور بيترز أن سرّ النجاح يكمن في النظام العقائدي لجيمس (أي ما يؤمن به): أولا، يُقدّم البروفيسور بعض النصائح البسيطة: "ضع قدميك على الأرض، وانهض، وامشِ". ويحاول بيترز التركيز على المهمة الأساسية للحركة—وفي حالة جيمس، التحرك ليتمكن من الذهاب إلى العمل—يساعد الأشخاص الذين يعانون من التفكير الكارثي على تجاوز الأفكار السلبية التي تمنعهم من اتخاذ أي خطوة. في الجلسات اللاحقة، يستكشف جيمس والبروفيسور بيترز ما قد يكون وراء مشاكله. يروي جيمس للبروفيسور بيترز عن طفولته وكيف كان والده ينتقده لحثّه على التحسن. يشرح البروفيسور بيترز كيف يعتقد جيمس أنه لإرضاء الآخرين يتوجب عدم ارتكاب الأخطاء، ثمّ إنّ السكتة الدماغية المُدمّرة التي أصيب بها في صغره أثارت لديه رغبةً عارمة في عدم تكرار الأمور. يُخبر البروفيسور، جيمس أنه بحاجة إلى "التصالح مع نفسه" من خلال التعريف بنفسه لا بالأداء بل بالقيم والسلوكيات. ويطلب هو أيضاً من جيمس أن يصف نفسه، فيُجيب جيمس بأنه مُجتهد، صادق، مُرحّب، ودود، ويُعطي الأولوية للآخرين. لكن مع مرور جلساته، تتغير طريقة تفكير جيمس ويقول "أستطيع أن أنظر إلى نفسي في المرآة وأن أشعر بقيمتي ومكانتي". "توفيت أمي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري" تختلف معاناة أنجالي بعض الشيء. تتعلق بحدث صادم في طفولتها - توفيت والدتها فجأة عندما كانت في الـ 15 من عمرها. وهي الآن أم لثلاثة أطفال دون سن الخامسة، تعاني من صراعات عاطفية. تعاني من ليالٍ بلا نوم، وضيق في الصدر، وانفصال عاطفي. وتقول انجالي، 34 عاماً، "إن الأمومة أعادت فتح كل ما حاولتُ كبتهُ". كان إنجاب طفلها الأول مؤلم بشكل خاص. أصيبت بتسمم الدم - وهي الحالة التي توفيت بسببها والدتها - وقالت "ظننتُ أني لن أنجو". وتشرح المعالِجَة النفسية، جوليا صموئيل، لأنجالي أنها لم تستطع استيعاب ما حدث، ونتيجة لذلك، بقيت الصدمة معها. عندما توفيت والدتها، كانت أنجالي في منتصف امتحاناتها، وكان لديها شقيقان أصغر منها سناً، ما تركها بلا وقت للحزن. تقترح جوليا علاج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة، وهو علاج يستخدم الحركة لمساعدة الناس على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. تقترح جوليا العلاج بإزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)، وهو أسلوب يستخدم الحركات لمساعدة الأشخاص على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. سألت جوليا أنجالي عن أسوأ ذكرياتها، ووصفت كيف حاول والدها إنقاذ حياة والدتها بالضغط على صدرها في منزلهما حتى وصل المسعفون ونُقلت والدتها على عجل مع أنجالي على أمل عودتها. لكنها لم تعد. تقول أنجالي إنها لم تتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص. وطلبت جوليا من أنجالي أن تشبك ذراعيها على صدرها وتبدأ بالتنفس العميق والنقر، مقلدة رفرفة أجنحة الفراشة. تحدثت عن الذكريات وكيف تتغير الصور في ذهنها إلى صور أكثر إيجابية. تقول جوليا إن هذا النوع من العلاج فعال بشكل خاص عند التعامل مع حدث صادم واحد. وتقول إن ذكرى واحدة يمكن أن تكون بمثابة عائق أمام كل شيء. بعد ذلك، تحدثت أنجالي كيف أن أعراضها المرضية خفت وعن الرضا الذي تشعر به الآن. وقالت "ساعدني معالجتي على إعادة التواصل مع الفتاة ذات الـ 15 عاماً التي جعلتها تسكُت. بدأتُ أستوعب الصدمة التي كانت تُلازمني. والآن أفهم الحزن على أنه الوجه الآخر للحب".


BBC عربية
منذ 16 ساعات
- صحة
- BBC عربية
حين يتكلم العقل: كيف يغيّر العلاج النفسي نظرة الإنسان؟ بي بي سي توثق حياة 3 مرضى
دخلت نيكول غرفة المعالج النفسي وأمسكت بما تسميه وسادة العناق. اعترفت بتوترها من الجلوس مع شخص غريب لمناقشة صحتها النفسية. تبلغ نيكول من العمر 31 عاماً، وتعيش في لندن وتعمل مساعدة أخصائي تقويم العمود الفقري. لكنها تعاني من القلق أثناء قيادة السيارة. تقول "هناك الكثير من الأشياء التي تدور في ذهني بسرعة وأنا أقود سيارتي". "كم تبعد المسافة؟ ما هو الطريق الذي يجب أنا أخذه؟ بطريقة ما، نسيت كيفية القيادة". تعاني نيكول من نوبات هلع، وخوفها من القيادة يدفعها إلى إلغاء الكثير من خططها باستمرار. وبعد ست جلسات مع المعالج النفسي أوين أوكين، اتضح أن مشاكلها أعمق بكثير من مجرد الخوف من القيادة. البحث في أعماق العقل يعاني واحد من كل ستة أشخاص في المملكة المتحدة، أسبوعياً، من مشاكل الصحة النفسية مثل الاكتئاب والقلق، ويلجأ أكثر من 1.2 مليون شخص سنوياً إلى "خدمات العلاج بالكلام" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية (إن إتش إس NHS)، بينما يدفع الكثيرون تكاليف الحصول على الدعم والعلاج النفسي الخاص. يُستخدم هذا النوع من العلاج غالباً لعلاج القلق والاكتئاب، لكنه قد يساعد أيضاً في التعامل مع مجموعة من المشكلات الأخرى، مثل اضطراب تشوّه صورة الجسم، واضطراب الوسواس القهري، واضطراب ما بعد الصدمة. ومع ذلك، فهو لا ينجح مع الجميع؛ إذ تشير الأبحاث إلى أن ثلث الأشخاص لا يستفيدون منه. تابعت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي 12 شخصاً، شاركوا في سلسلة تدعى "غيّر عقلك، غيّر حياتك"، وتلقّى كلٌّ منهم ست جلسات دعم من مُعالجين نفسيين. استخدم المُعالجون النفسيون مزيجاً من أساليب العلاج بالكلام المُختلفة، بما في ذلك العلاج السلوكي المعرفي الذي يُركز على تغيير طريقة تفكيرنا وسلوكنا، إلى جانب تقنيات أخرى لتحسين العلاقات ومعالجة الصدمات. ما يكشفه هذا العلاج مُلفت للنظر، إذ يوضح كيف يُمكن لفهم العقل وتعلم كيفية إدارته أن يُغيرا حياة الناس. يقول أوين أوكين، الذي عمل في هذا المجال لمدة 25 عاماً "لا تتقيد بعقلك الذي ولدت به". يصف وظيفته بأنها أشبه بالتحقيقات: "يأتي الناس بقصة تبدو معقولة، لكن الشيء المثير للاهتمام هو أن القصة والمشاعر لا تتطابقان في كثير من الأحيان. أعتقد أن ما نقوم به هو البحث والتقصي قليلاً". "كرهت نفسي تماماً" خلال جلساتهما، يغوص أوين بشكل أعمق في قلق نيكول. في لحظة مؤثرة، تنهمر دموعها وتعترف بأنها في الماضي كانت "تكره نفسها تماماً". تعيش قلقاً اجتماعياً مستمراً، حيث تقلق بشأن نظرة الآخرين لها وتخشى أن تقول شيئاً خاطئاً، وتبيّن: "لا أشعر بأنني جيدة بما يكفي لأكون هناك. قد أرتكب خطأً. أحتاج إلى أن يحبني الناس". ويطرح أوين تساؤلات حول سبب شعورها بهذه الطريقة: "نحن كبشر نحب المشاعر الإيجابية، نحب الشعور بالسعادة والفرح والوقوع في الحب". لكنه يشير إلى أن بعض الأشخاص يحاولون تجنب أو قمع مشاعر مثل الخوف والرعب والحزن، مما قد يؤدي إلى القلق. وبدلاً من ذلك، يرى أن من الأفضل تقبّل هذه المشاعر والاعتراف بها كأحاسيس طبيعية وآمنة. عندما يصل الناس إلى تلك المرحلة، يقول إنهم يبدأون في الشعور بالقوة: "يدركون أنهم لن ينهاروا أمام مشاعرهم." وهي تتحدث خارج غرفة العلاج، تقول نيكول: "أنا مصدومة. لقد فهمني على الفور. كنت أرى الهشاشة أمراً سلبياً، لكنها ليست كذلك". وعندما طُلب منها وصف نفسها، استخدمت كلمات مثل اللطف، والتأمل، والعزيمة، والحماس وقالت لأوين "أنا لستُ شخصاً سيئاً". وأضافت أنها تعلمت الكثير: "الأهم من ذلك أنني أدركت أنني لم أكن لطيفة مع نفسي. كان ذلك بمثابة كشف كبير بالنسبة لي". يقول أوين إن هذا أمر شائع بين العديد من الأشخاص الذين يعالجهم: "عندما يصل الناس إلى هذه النقطة الفاصلة، عندما يستيقظون ويدركون ما يفعلونه، تكون لحظة ذهبية بالنسبة لي". "أصبتُ بسكتة دماغية في أوائل الثلاثينيات من عمري" تعلم جيمس أن يفكر في نفسه بشكل مختلف بفضل العلاج. جيمس، أب لطفل واحد، ويبلغ من العمر 39 عاماً ويعمل في مجال المالية، ويُعاني من القلق، وخاصةً القلق من ارتكاب الأخطاء في العمل. هذا الخوف مُنهكٌ للغاية لدرجة أنه يُعيقه عن الذهاب إلى العمل أحياناً. وقد حظي بدعم البروفيسور ستيف بيترز، وهو طبيب نفسي يُوضح أن السعي للكمال هو أساس مشاكله ويقول "إذا اعتقدنا أن ارتكاب خطأ هو نهاية العالم، فإن ذلك يجعلنا مثل المشلولين". كان جيمس رياضياً في السابق، يلعب كرة القدم بشكل شبه احترافي وينافس في ألعاب القوى قبل أن يتخصص في رياضة الزلاجة الجماعية (بوبسلي). وكان يتدرب بشكل تجريبي مع منتخب بريطانيا عندما أُصيب بسكتة دماغية قبل ثماني سنوات. يقول "بلمح البصر، فقدت كل شيء". ويضيف "جعلني ذلك أشعر بأنني أقل شأناً". وهو الآن يخشى من ضعف أدائه في العمل وفقدان وظيفته. خلال الجلسات، يشرح البروفيسور بيترز أن سرّ النجاح يكمن في النظام العقائدي لجيمس (أي ما يؤمن به): أولا، يُقدّم البروفيسور بعض النصائح البسيطة: "ضع قدميك على الأرض، وانهض، وامشِ". ويحاول بيترز التركيز على المهمة الأساسية للحركة—وفي حالة جيمس، التحرك ليتمكن من الذهاب إلى العمل—يساعد الأشخاص الذين يعانون من التفكير الكارثي على تجاوز الأفكار السلبية التي تمنعهم من اتخاذ أي خطوة. في الجلسات اللاحقة، يستكشف جيمس والبروفيسور بيترز ما قد يكون وراء مشاكله. يروي جيمس للبروفيسور بيترز عن طفولته وكيف كان والده ينتقده لحثّه على التحسن. يشرح البروفيسور بيترز كيف يعتقد جيمس أنه لإرضاء الآخرين يتوجب عدم ارتكاب الأخطاء، ثمّ إنّ السكتة الدماغية المُدمّرة التي أصيب بها في صغره أثارت لديه رغبةً عارمة في عدم تكرار الأمور. يُخبر البروفيسور، جيمس أنه بحاجة إلى "التصالح مع نفسه" من خلال التعريف بنفسه لا بالأداء بل بالقيم والسلوكيات. ويطلب هو أيضاً من جيمس أن يصف نفسه، فيُجيب جيمس بأنه مُجتهد، صادق، مُرحّب، ودود، ويُعطي الأولوية للآخرين. لكن مع مرور جلساته، تتغير طريقة تفكير جيمس ويقول "أستطيع أن أنظر إلى نفسي في المرآة وأن أشعر بقيمتي ومكانتي". "توفيت أمي عندما كنت في الخامسة عشرة من عمري" تختلف معاناة أنجالي بعض الشيء. تتعلق بحدث صادم في طفولتها - توفيت والدتها فجأة عندما كانت في الـ 15 من عمرها. وهي الآن أم لثلاثة أطفال دون سن الخامسة، تعاني من صراعات عاطفية. تعاني من ليالٍ بلا نوم، وضيق في الصدر، وانفصال عاطفي. وتقول انجالي، 34 عاماً، "إن الأمومة أعادت فتح كل ما حاولتُ كبتهُ". كان إنجاب طفلها الأول مؤلم بشكل خاص. أصيبت بتسمم الدم - وهي الحالة التي توفيت بسببها والدتها - وقالت "ظننتُ أني لن أنجو". وتشرح المعالِجَة النفسية، جوليا صموئيل، لأنجالي أنها لم تستطع استيعاب ما حدث، ونتيجة لذلك، بقيت الصدمة معها. عندما توفيت والدتها، كانت أنجالي في منتصف امتحاناتها، وكان لديها شقيقان أصغر منها سناً، ما تركها بلا وقت للحزن. تقترح جوليا علاج إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة، وهو علاج يستخدم الحركة لمساعدة الناس على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. تقترح جوليا العلاج بإزالة التحسس وإعادة المعالجة بحركات العين (EMDR)، وهو أسلوب يستخدم الحركات لمساعدة الأشخاص على معالجة الأحداث المؤلمة والتعافي منها. سألت جوليا أنجالي عن أسوأ ذكرياتها، ووصفت كيف حاول والدها إنقاذ حياة والدتها بالضغط على صدرها في منزلهما حتى وصل المسعفون ونُقلت والدتها على عجل مع أنجالي على أمل عودتها. لكنها لم تعد. تقول أنجالي إنها لم تتحدث عن هذا الأمر مع أي شخص. وطلبت جوليا من أنجالي أن تشبك ذراعيها على صدرها وتبدأ بالتنفس العميق والنقر، مقلدة رفرفة أجنحة الفراشة. تحدثت عن الذكريات وكيف تتغير الصور في ذهنها إلى صور أكثر إيجابية. تقول جوليا إن هذا النوع من العلاج فعال بشكل خاص عند التعامل مع حدث صادم واحد. وتقول إن ذكرى واحدة يمكن أن تكون بمثابة عائق أمام كل شيء. بعد ذلك، تحدثت أنجالي كيف أن أعراضها المرضية خفت وعن الرضا الذي تشعر به الآن. وقالت "ساعدني معالجتي على إعادة التواصل مع الفتاة ذات الـ 15 عاماً التي جعلتها تسكُت. بدأتُ أستوعب الصدمة التي كانت تُلازمني. والآن أفهم الحزن على أنه الوجه الآخر للحب".