منذ 16 ساعات
بعد يومين من مهاجمة أخرى.. ترامب يغازل مراسلة خلال عقد اتفاق بين رواندا والكونغو.. ما القصة؟
أشاد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بمراسلة تدعى هاريانا فيراس وغازلها، واصفًا إياها بـ«الجميلة»، خلال حفل توقيع اتفاقية سلام في البيت الأبيض، ومزح قائلًا إن ذلك قد يُنهي مسيرته المهنية.
وقع هذا المشهد في المكتب البيضاوي، الجمعة، أثناء توقيع اتفاق السلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، والذي توسطت فيه الولايات المتحدة، بهدف إنهاء القتال المستمر منذ عقود في شرق الكونغو.
ومع بدء حفل التوقيع، دعت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت المراسلة و«الصديقة» هاريانا فيراس إلى التحدث إلى الصحافة، والحاضرين في الغرفة بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، ووزراء خارجية الدولتين الأفريقيتين.
من هي هاريانا فيراس؟
وأخبرت فيراس، وهي مواطنة من جمهورية الكونغو الديمقراطية وتغطي أخبار البيت الأبيض -تعرف، نفسها عبر منصة linkedin، بـ«صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية ومراسل دائم للبيت الأبيض ومجلس الشيوخ الأمريكي والبنتاجون ووزارة الخارجية لشؤون أفريقيا»- ترامب بما شاهدته على الأرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية عند ورود أنباء اتفاق السلام.
قالت: «رأيت أملًا. لديهم الآن أمل بيوم أفضل في الكونغو»، مضيفة أن رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي أراد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام. ورد ترامب قائلا: «لقد قلت ذلك بشكل جميل»، قبل أن يخبر فيراس أنها «جميلة» أيضًا.
وتابع: «لا يُسمح لي بقول ذلك»، قال مازحًا. «أنتِ تعلمين أن ذلك قد يكون نهاية مسيرتي السياسية، لكنكِ جميلة- وجميلة من الداخل. أتمنى لو كان لديّ المزيد من المراسلين مثلكِ».
ما أهمية اتفاق رواندا والكونغو؟
وقد جاء هذا المشهد المرح خلال حفل توقيع اتفاق بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بعد عقود من إراقة الدماء، وهو أمر كان يبدو جديًا في السابق.
تم الترويج للاتفاق باعتباره خطوة مهمة نحو السلام في دولة الكونغو الواقعة في وسط أفريقيا، حيث أدى الصراع مع أكثر من 100 جماعة مسلحة إلى مقتل ملايين الأشخاص منذ تسعينيات القرن العشرين.
أدى الصراع إلى أزمة إنسانية ونزوح واسع النطاق في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تحتل ميليشيا مدعومة من رواندا مساحات كبيرة من الأرض.
وقال ترامب، الذي أشار إلى أنه «سيضع الكثير من الضغط» على الجانبين لاحترام الاتفاق: «نحن هنا اليوم للاحتفال بانتصار مجيد، وهذا هو ما هو عليه، من أجل قضية السلام».
استكمل: «لقد طال انتظارنا. توقيع اتفاقية سلام تاريخية بين جمهورية الكونغو الديمقراطية وجمهورية رواندا. استمر الصراع لسنوات طويلة». وأطلق على الاتفاق اسم «اتفاق واشنطن» على الرغم من أن ترامب مازح بأنه كان ينبغي أن يطلق عليه اسم «اتفاق ترامب».
وبموجب الاتفاق، ستتمكن الولايات المتحدة أيضًا من الوصول إلى رواسب المعادن في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مثل الذهب والليثيوم والنحاس. ونسب ترامب لنفسه يوم الجمعة الفضل ليس فقط في اتفاق واشنطن، ولكن أيضًا في دوره في صراعات خارجية أخرى.
وقال: «في غضون بضعة أشهر قليلة، حققنا الآن السلام بين الهند وباكستان، والهند وإيران، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، وعدد من الدول الأخرى أيضًا».
مغازلة تأتي بعد يومين من مهاجمة أخرى
قبل يومين، هاجم ترامب، الثلاثاء، مراسلة محطة «CNN» ناتاشا برتراند، بعد نشرها أول تقرير حول التقييم الاستخباراتي المتعلق بتأثير الضربة الأميركية على منشآت إيران النووية.
وقال ترامب عبر منصته «تروث سوشيال»: «يجب طرد ناتاشا برتراند من CNN شاهدتها لثلاثة أيام وهي تنشر أخبارا زائفة.. يجب توبيخها على الفور، ثم طردها مثل الكلب».
واتهم ترامب المراسلة الأميركية بالكذب ونشر معلومات غير دقيقة حول المواقع النووية الإيرانية، مضيفا أنها «تسعى لتشويه سمعة طيارينا الذين نفذوا مهمة ناجحة بدقة».
ووصف ترامب برتراند بأنها «غير مؤهلة للظهور على الشاشة»، قائلا إنها «من الأشخاص الذين دمروا سمعة شبكة كانت عظيمة في السابق».
وكانت برتراند أول من كشف التقييم الاستخباراتي الأميركي لحجم الأضرار التي لحقت بمنشآت إيران النووية الثلاث، عقب الضربات التي بدأت في 13 يونيو واستهدفت مواقع حساسة في طهران ومناطق أخرى، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء إيرانيين.
يذكر أن بيرتراند البالغة من العمر 33 عاما، تعمل كمراسلة سياسية مع محطة CNN، وسبق أن غطت الحرب بين روسيا وأوكرانيا والهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.