logo
#

أحدث الأخبار مع #هبةالقواس،

الأوركسترا الفلهارمونيّة وكورال سيدة اللويزة يحتفيان بزمن الفصح (صور)
الأوركسترا الفلهارمونيّة وكورال سيدة اللويزة يحتفيان بزمن الفصح (صور)

LBCI

time١٩-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • LBCI

الأوركسترا الفلهارمونيّة وكورال سيدة اللويزة يحتفيان بزمن الفصح (صور)

برعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس، احتضن السراي الحكومي، في زمن القيامة والفصح المجيد، رائعة موتزارت الخالدة (ريكويم- (Requiem التي أحيتها، بوقار، الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، بقيادة المايسترو لبنان بعلبكي، ومشاركة كورال جامعة سيدة اللويزة بإدارة الأب خليل رحمة، وأداء: السوبرانو ماري جوزيه مطر، الميزو سوبرانو ميلاني أشقر، التينور بشارة مفرّج والباريتون برونو خوري. ومثّل الحدث رمزية مميزة ولا سيّما أنه الاحتفال الموسيقي الأول الذي يقام في القصر الحكومي في العهد الجديد، وبعَيد ترميمٍ أُحدِث على تقنيات الصوت في القاعة المخصصة للاحتفال. وافتتاحًا للتحديث، صدح صوت السوبرانو هبة القواس في أرجاء القصر الحكومي قبيل الحفلة بناءً على طلب من الرئيس سلام، لتستقبل أغنياتها الحضور الكبير الذي لبى الدعوة، وفي مقدمته: عقيلة رئيس الحكومة السيدة سحر بعاصيري سلام والرئيس فؤاد السنيورة وعقيلته، والرئيس سعد الحريري ممثلاً بأحمد الحريري، ونائب رئيس الحكومة طارق متري، ووزراء: السياحة لوري الخازن لحود، والاقتصاد والتجارة عامر البساط، والثقافة غسان سلامة، والدفاع اللواء ميشال منسى، والشؤون الاجتماعية حنين السيد، والعمل الدكتور محمد حيدر، والصناعة جو عيسى الخوري، والاتصالات شارل الحاج، والداخلية والبلديات أحمد الحجار، والشباب والرياضة نوره بايراقداريان، والتنمية الإدارية فادي مكي، والإعلام بول مرقص، والسيدة منى الهراوي، والأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية، والسفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، وعدد من النواب والسفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وشخصيات ثقافية واجتماعية وإعلامية وفنية. وبعد النشيد الوطني الذي أدتهالأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية، تحدثت رئيسة الكونسرفتوار هبة القواس مشبّهةً احتضان السراي الكبير للحدث بإعلان "عن بدايةٍ جديدةٍ للبنان الذي يتجاوز السياسيّ نحو الإنساني، ويجعلُ من الثقافةِ رافعةً للبناءِ والتقدم." وأضافت: من قلبِ السراي الكبير، من هذا المعلمِ التاريخيّ والسياسيّ والوطنيّ، نُطلُّ على لحظةٍ تُشبهُ القيامةَ في تاريخِ لبنان... لحظةِ ولادةٍ جديدة. من هنا، حيثُ تُصنَع القراراتُ وتُرسمُ ملامحُ الدولة، نلتقي اليومَ لا في حدثٍ سياسيٍّ أو احتفالٍ بروتوكوليّ، بل في لقاءٍ ثقافيّ – روحيّ – إنسانيّ، يَعبُر بالوطن من مفهومِ الدولة إلى معنى الرسالة. نفتتحُ هذا الحفلَ اليوم، في أسبوعِ آلامِ المسيح، بموسيقى "الريكويم" لموزارت، من مقرِّ رئاسةِ الحكومة، في دعوةٍ نادرةٍ، مميزة تُعلنُ عن "لبنانَ الرسالة"، لبنانُ الذي يتسع ويحتضن مختلف الطوائفِ والمذاهبِ ويعالج الانقسامات، لِيعلنَ بصوتِ الموسيقى أننا مُوحَّدون في الجمالِ، في الإبداعِ، في الإيمانِ بقوّةِ الإنسان. تصدحُ موسيقى الريكويم موزارت اليوم، لا كَمَرثاةٍ للحزن، بل كنشيدٍ للقيامة، لِنعلنَ عن لبنانَ جديد، يُبعثُ للعالمِ بصوتِه الحقيقي وتوقيعِه الحضاريّ الأزليّ. لبنانُ اليومَ يقفُ على عتبةِ التَحوُّل". وتابعت: "بعد سنواتٍ من الفراغِ، ها نحن أمام حكومةٍ جديدة، أمام بدايةِ مرحلةٍ استثنائيةٍ يقودُها رئيسٌ للجمهورية آمنَ به شعبُه ووثِقَ به العالم، وأعادَ الاعتبارَ لهيبةِ الدولة. هو رئيسُ المرحلةِ المفصليةِ، والضامنُ لحوارٍ وطنيِ عابرٍ للضجيج؛ ودولةُ رئيسِ مجلسِ وزراء يشكّلُ بحدّ ذاتِه قيمةً وطنيةً وفكريةً عالية: الدكتور نواف سلام، رجلُ الفكر والقانون، الذي ارتفعتْ به الثقةُ الدوليةُ قبل أن تضطّلع به الإرادةُ المحلية، يقودُ اليومَ لحظةً مفصليةً في عمر لبنان". وتابعت بالإنكليزية: "Tonight, as the first notes of Mozart's Requiem rise from this stage, they do so not only as a musical masterpiece but as a profound testament to resilience, rebirth, and renewal. This performance is not only a cultural celebration, but a symbolic affirmation that Lebanon is reemerging—with dignity, clarity, and creative force—into the international fold. Your presence honors our transition." وأضافت القواس: "دولة الرئيس، حضوركُم اليوم ليس سياسياً فقط، بل رمزياً أيضاً. لقد رآكم اللبنانيون والعالم على مدى سنواتٍ، رجلَ الموقف، ورجلَ الفكرة، ورجلَ المبادرة. واليوم، يرَوْن فيكم، ومعكم، مستقبلَ دولةٍ تحكمُها القيمُ وتُبنى على المعرفة، على القانون، وعلى الجمال أيضاً. من هنا، من هذا المقام، وفي حضورِ معالي وزيرِ الثقافة، نعلنُ التزامَنا ببناءِ منظومةٍ موسيقيةٍ متكاملةٍ في لبنان، لا تكتفي بالإنتاجِ الثقافيّ، بل تضعُ الموسيقى في قلبِ الاقتصادِ الوطني. ومع معالي وزيرِ الثقافة، صاحبِ الرؤيةِ العميقة والعقلِ البنّاء، نعملُ على تطويرِ منظومةٍ متكاملة لصناعةِ الموسيقى في لبنان، لا كفعالياتٍ موسميةٍ بل كقطاعٍ وطنيٍّ قابلٍ للتصديرِ والاستثمار، يرتكزُ على التقاليدِ ويستشرفُ المستقبلَ، من الذكاءِ الاصطناعيّ إلى التعليمِ الموسيقيّ، وصولًا إلى التبادلِ الثقافيّ والدبلوماسيةِ الموسيقية". وتابعت القواس: "وفي هذا المسار، الموسيقى ليست فقط أداةً جماليةً، بل ركيزةً من ركائزِ ما يمكنُ أن يُسمى "دبلوماسيةَ لبنانَ الثقافية" – لغةٌ تفتحُ أبواباً حيث تُغلِقُ السياسة، وتبني جسوراً بين الشعوب حيث تفشلُ الاتفاقات.اسمحوا لي أن أحيّي الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، هذا الصرح الوطنيّ الذي أعدْنا بَعثَه العامَ الماضي بعد توقفٍ دامَ أكثرَ من أربعِ سنوات. لقد عادوا، لأنهم يؤمنونَ أن الموسيقى هي الحياة.أشكرُ كلَّ موسيقيّ وموسيقية على عطائهم، وعلى حضورِهم الثابت رغم كل الصعوبات". وقالت القواس: "وإلى قائدِهم في هذه الليلة المايسترو لبنان بعلبكي، أقول: اسمُك اسمُه، كما سمّاه الأزل، فتذكّر أنك كلما تلوّحُ بالعصا، ترسم بموسيقاك معالمَ وطنٍ جديد…ونُحيّي أيضًا جوقة جامعة سيدة اللويزة الحبيبة بقيادة الأب خليل رحمة، والصوليست الرائعين :ماري- جوزيه مطر – سوبرانو، ميلاني أشقر – ميزو سوبرانو، بشارة مفرّج – تينور، وبرونو خوري – باريتون، أنتم رُسُلُ جَمالٍ في زمنِ التحوّل. والشكرُ الكبير لدولةِ الرئيس ولحَرَمِه الكريمة، على فتح أبواب هذا المعلم التاريخيّ ليكونَ بيتاً للفن والثقافة. الشكرُ للأمين العام لمجلس الوزراء القاضي محمود مكية ولطاقَم السراي الكبير، لفريقِ عملِنا التقْني والإداري، وللرعاة والداعمين، ولشاشاتِ الوطن الذين يرافقوننا بشكلٍ دائم LBCI وتلفزيون لبنان على النقلِ المباشر. والشكرُ الأسمى لكم أنتم – الوزراء، النواب، السفراء، الشخصيات الرسمية، الفكرية، الثقافية – على حضورِكُم ودعمِكم". وختمت: "من السراي الكبير، حيث قراراتُ الدولة، تصدحُ اليومَ نغماتِ الحياة. من الريكويم إلى الرجاء. من الألمِ إلى الأمل. من الصمتِ إلى السمفونيا. أهلاً بكم في "رائعة موزارت الخالدة. أهلاً بكم في لبنانَ الجديد. وأخيرًا، أيها الحضورُ الكريم، نقفُ الآن في حضرتِه، هو صوتُ العقل حين يغيبُ المنطق، هو توازنٌ في زمنِ الانفعال، وهو نهجٌ يريد للبنانَ أن يستعيدَ مكانتَه، لا بالصوتِ العالي بل بالرؤيةِ العميقة.أدعوكم الآن للاستماعِ إلى كلمتِه امتداداً لهذا المشهد الراقي الذي بدأناه بموزارت، ونُكملُه برؤيةِ دولةِ الرئيس". ثم كانت كلمة للرئيس سلام رحّب فيها بالأوركسترا والكونسرفتوار ورئيسته وبالكورال والمشاركين والحضور، وأعلن عن حفلة مقبلة في السراي بالتعاون مع الكونسرفتوار. واختلفت هذه الأمسية عن سابقاتها، بما تضمنته من نبض استثنائي أرسته هيبة المعلم الرئاسي التاريخي، فحلّق بها إلى شواهق المتعة الخالصة. توليفة مسكونة بالجمال والإبداع والإبهار، قدمها الكونسرفتوار الوطني في أمسية تجلّت فيها عناصر الإبداع مكتملةً، وفي صرح عريق، فاحتفت الأوركسترا بـ "القداس الجنائزي"-"Requiem"، أحد أعظم الأعمال الكلاسيكية للمؤلف النمساوي الشهير وولفغانغ أماديوس موازرت (1756 - 1791) العمل الموسيقي الملهِم وأحد روائع موزارت الخالدة، الذي يتجاوز الموسيقى إلى رحلة روحية قدسيّة نغميّة تجاور أعمق المشاعر الإنسانية، ولا سيما في أسبوع الآلام الذي يسبق القيامة المجيدة. وحضر جمهور الموسيقى ليشهد على هذه اللوحة الفنية المرصّعة بجميع أنماط الرّقي، كما تابع هذه الليلة الاستثنائية في تاريخ لبنان من القصر الحكومي الملايين من المشاهدين عبر النقل المباشر على شاشتي تلفزيون لبنان والمؤسسة اللبنانية للإرسال. فإلى جانب أوركسترانا الوطنية العظيمة، ضمّت التوليفة الساحرة لوحات مترفة بعبق الموسيقى والأصوات المبهرة: جماعيًّا، جوقة مترنّمة كسربٍ يخترق بأصواته المتناغمة سكون الروح، مع كورال سيدة اللويزة التي قادها وأدارها باحترافه المعتاد الأب خليل رحمة، لتنصهر بقداس موزارت كأنهما صرحٌ صوتيّ واحد يعجز السامع عن تسلّقه. فلم يكن مجرد جوقة، بل كياناً جماعيًا يحمل ثقل المعنى ويمنحه نَفَسًا بشريًا مضاعفًا. تعدّدت الأصوات وتماوجت بين طبقات السوبرانو والبايس، وبدا وكأنّ كل صوتٍ يحمل في داخله قصة فناء شخصي، وأنّ كلّ جملةٍ ليتورجية تُقال على لسان جماعةٍ من الأرواح التائبة. منفردةً، لمعت على أسوار هذا الصّرح الأصوات الدافقة: السوبرانو ماري جوزيه مطر، الميزو سوبرانو ميلاني أشقر، التينور بشارة مفرّج والباريتون برونو خوري، في لوحات صوتيّة تكاملت مع قداس موتزارت بانسياب والتزام وتماهٍ. وعبرت الفلهارمونيّة الوطنية بقيادة بعلبكي جمالية هذا المشهد، إلى تلك الأمكنة العميقة التي تتجسّد فيها تساؤلاتنا عن المصير، في كل جملة صوتية ولحنية حيث تلتقي الروح بالجمال الأبدي. وحيث، تربط عبقرية موزارت بين الوجود والتلاشي، بين الآلام والسلام، وتجمع بين الحزن والرجاء، في لحظات من السكون الصاخب، وكأنها دعوة للتأمل في الأبعاد الأعمق للروح البشرية. بعازفيها اللبنانيين والأجانب القادمين من روسيا ودول أخرى، جسّدت الأوركسترا، العاصفة الموسيقيّة المتوارية خلف أوتار كمنجاتها، موزّعةً برقّةٍ أحيانًا وعصف أحيانًا أخرى، في كريشندو يتنقّل على أقواس التشيلو والفيولا والكونترباص، مستجيبًا لعصا القائد. متسرّبًا بحنوّ وعنف كأنفاس متهدّجة، إلى آلات النفخ التي تستمدّ منه النسائم والرياح على حد سواء، لتلتقي بروح موزارت التائقة دومًا إلى ما خلف الموسيقى في قداسه الخالد. وبهذا التماسك بين الأوركسترا، القائد، والكورال، تحقّق ما هو أبعد من الأداء: حالة انخطاف جماعي نحو لحظة مطلقة. وعند الانتهاء، لم يكن التصفيق مجرّد شكر، بل عودة متردّدة إلى الأرض، بعد زيارة إلى ضفاف الماوراء. ولم تكن Requiem في هذه الأمسية مجرّد قطعة موسيقية تؤدّى، بل رحلة شعائرية حملت الجمهور عبر طقس جنائزي تقليدي، حيث اختلطت الموسيقى بالقداسة، والموت بالتأمل، والصوت بالصمت. انسحبت الأوركسترا تدريجيًا إلى فضاء يتجاوز المادي، وراحت تعبر، برفق وعمق، إلى تخوم الغياب. كلّ حركة في العمل حملت وزنًا لاهوتيًا ومعنًى وجوديًا، افتتاح الليتورجيا بنداءٍ كنسيّ مشحون بالخوف والرجاء، انسحاباً إلى حيث تداخلت الأصوات في استغاثةٍ موسيقية مركّبة. وبين هذه الثنائيات، العنف والسكون، الضوء والظلمة، الشكّ والإيمان، نسجت الأوركسترا سرديّة روحية تزداد حضورًا كلّما خفَتَت، وتكثُر معانيها كلّما قلّ الكلام. لم تكن الحركات منفصلة بل تنقّلت بسلاسة طقسية، كأنها خطوات في قدّاس حيّ، تشهد فيه الأرواح على مصيرها. ومع كلّ انتقال، كانت الأوركسترا تنسحب بنا إلى الأعماق، تاركة العالم الخارجي يتلاشى خلف جدارٍ من الأصوات المقدّسة. ومع تلاشي النغمة الأخيرة، لم يكن هناك تصفيق، بل صمتٌ طويل. صمتٌ بدا امتدادًا طبيعيًا للعمل، وكأنّ الجمهور لا يريد الخروج من تلك اللحظة. لحظة شعر فيها الجميع، ولو لبرهة، أنهم عبروا، بالموسيقى وحدها، إلى الضفة الأخرى من المعنى.

عازف البيانو الإيطالي بروسيدا يتألّق في المتحف الوطني بدعوة من الكونسرفتوار والمعهد الثقافي الإيطالي
عازف البيانو الإيطالي بروسيدا يتألّق في المتحف الوطني بدعوة من الكونسرفتوار والمعهد الثقافي الإيطالي

سيدر نيوز

time٠٤-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • سيدر نيوز

عازف البيانو الإيطالي بروسيدا يتألّق في المتحف الوطني بدعوة من الكونسرفتوار والمعهد الثقافي الإيطالي

احتضن المتحف الوطني في بيروت أمسية موسيقية أحياها منفردًا عازف البيانو الإيطالي الشهير روبرتو بروسيدا لجمهور الموسيقى الكلاسيكية في لبنان في سياق الحفلات الموسيقية التي ينظمها الكونسرفتوار دوريًا، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القواس، ومدير المعهد الثقافي الإيطالي في بيروت إنجيلو جيو. حضر الأمسية جمع من السياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين وأهل الثقافة والفن والموسيقى، تقدمهم سفيرا إيطاليا وكولومبيا وجيو ووفد دبلوماسي إيطالي. بداية، كلمة لقواس تنوعت بين العربية والإنكليزية والإيطالية، وقالت: 'نُقيم هذا الحفل كتأكيد أن لبنان باقٍ في روحه، في نغمه، في جوهره الثقافي. مصرّين أن تبقى الموسيقى فعل الحياة، وصوت الإنسان الحر، وتعبيرًا راقيًا يتجاوز من يسعون إلى تقييد وطنٍ لا يُقيّد. في حضرة النغم، تسقط الحواجز وتذوب الأزمنة. في حضرة الموسيقى، نحن لسنا شعوبًا وأوطانًا فحسب، بل نحن كائنات تصغي إلى جوهرها، إلى صداها الأوّل، إلى ما يشبه الحقيقة حين تتجلّى على هيئة صوت. والموسيقى، منذ وجودها، كانت وسيلة الإنسان ليُعيد ترتيب الفوضى، ويمنح الزمن نبضًا قابلاً للعيش. نجتمع اليوم لنحتفل ليس فقط بعزف أو برنامج، بل بلحظة تتقاطع فيها الأزمنة، والثقافات، والقلوب، لحظةٍ يصير فيها الجمال فعل مقاومة، وتصير الموسيقى بيتًا مؤقّتًا نلجأ إليه جميعًا. ومن لبنان، بلد الضوء الخارج من العتمة، إلى إيطاليا، بلد الفنّ والاتّساع الروحي، نفتح بابًا جديدًا للحوار، حيث الكلمة الأولى والأخيرة… للموسيقى.' أضافت: 'يشرفني ويسعدني أن أرحب بكم في المعهد الوطني العالي للموسيقى، منارة ثقافية تعكس روح لبنان ونفسه وصموده من خلال لغة الموسيقى العالمية. إن هذا المعهد، الذي يرتكز على التراث الموسيقي الغني للبنان، والمستوحى من التزامه الثابت للإبداع، يواصل ازدهاره كمكان للتميز والحوار والاستكشاف الفني. إن لقاءنا شهادة أخرى على الدور الحيوي الذي تلعبه الدبلوماسية الثقافية في تشكيل ورعاية عالم مترابط ومزدهر. أود أن أتوجه بجزيل الشكر إلى سفارة إيطاليا في لبنان على تعاونها المستمر والملهم معنا. لقد جلبت هذه الشراكة على مر السنين حوارًا موسيقيًا بين ثقافتينا، حوار يتجاوز اللغة والحدود.' تابعت : 'إن هذا الحدث المسائي مميز بشكل خاص بفضل العمق الشخصي والثقافي الذي أضافه صديقنا العزيز، الملحق الثقافي الإيطالي في لبنان، السيد أنجيلو جيو. إن معرفته العميقة بالموسيقى، وحبه للبنان، ورؤيته الثقافية الرفيعة أضافت بعدًا إنسانيًا وفنيًّا فريدا إلى هذه الشراكة. كما يشرفنا أن نرحب بعازف البيانو الذي يجسد فنه أناقة وعمق وتنوع الموسيقى الإيطالية. روبرتو بروسيدا، الذي يتمتع بإتقان شديد في نقل التفاصيل اللحنية والوضوح البارع، يعتلي خشبتنا بعزف يتنقل بين كنوز دالابيكولا الشعرية إلى بوح شوبان، ومن أناقة ميندلسون إلى الابتكار الإيقاعي في بيترسي'. ختمت: 'هذا البرنامج ليس مجرد أداء، بل هو سرد منسق من الشغف والعقل والتاريخ. وفي يد المايسترو بروسيدا، تصبح كل قطعة قصة حية، تنكشف أمامنا بكل دقة وعاطفة. الموسيقى هي فن اللامرئي، خيط صوتي يعبر الزمن ويصل بين الأرواح عبر اللغات والحدود. إنها شكل من الدبلوماسية الصامتة، تتحدث إلى القلب قبل أن تتحدث إلى العقل، وتبني جسورًا حيث كثيرًا ما تفشل الكلمات'. جيو ثم كانت كلمة لـ جيو شكر فيها للمعهد الوطني العالي للموسيقى ممثلاً برئيسته التعاون المثمر بينهما، والمتحف الوطني على احتضان الأمسية في مساحة خلابة للتاريخ، ورحب بعازف البيانو بروسيدا. عرض جيو لبعض مشاريع المعهد الإيطالي مع مؤسسات ثقافية لبنانية، وتابع: 'الموسيقى هي قوة تتخطى الزمن وتجسد الحضارات الإنسانية على امتداد العصور. ونحن في المعهد الثقافي الإيطالي نعتز بالتعاون مع المعهد الوطني اللبناني للموسيقى، الذي لا يقتصر فقط على الحفلات الموسيقية بل يتضمن أيضاً نقل خبراتنا الموسيقية إلى المواهب الموسيقية في لبنان، عبر إقامة أنشطة موسيقية مع الكونسرفتوار، وماستر كلاسز وبرامج تدريب وغيرها من مشاريع التبادل الموسيقي والثقافي. ونحن نؤمن أن التعليم والفن يسيران معاً إلى النهاية، لأن الثقافة ليست ترفاً وإنما ضرورة، وهي فعل صمود ونشر للجمال والأمل'. أمسية موسيقية ساحرة ضاقت بحضور كبير ملأ المتحف والباحات الجانبية، تألق فيها العازف الإيطالي الشهير روبرتو بروسيدا، وهو أحد أهم العازفين في العالم الذي يتنقل مؤديًا عروضه على أبرز المسارح العالمية. فأمتع جمهور الحاضرين في حفل فني استثنائي، أخذ الحضور في رحلة بين العصور حيث قدم مجموعة من روائع الأعمال الكلاسيكية الخالدة لعدد من أعظم الموسيقيين، تنوعت بين مؤلفين من مدارس موسيقية مختلفة. أظهر بروسيدا خلالها براعته وحرفيته العالية على البيانو، في أداء مذهل امتاز بالدقة الفنية والعمق التعبيري، ونجح في الجمع بين التقنيات الفائقة للبيانو وبين الإحساس الفني العميق، مضيفًا أبعادًا جديدة على المعزوفات، ما جعل الأمسية حدثًا موسيقيًّا لا يُنسى'. الافتتاح كان مع مقطوعة 'Sonatina Canonica on Paganini's Capricci'، للمؤلف الإيطالي 'Luigi Dallapiccola (1904-1975)' المعروف بتقنياته المعقدة والحديثة التي تدمج التنوع اللحني مع التلاعب بالإيقاعات، فكان عزف هذا العمل بمثابة تحدٍّ تقني، إذ قدم بروسيدا أداءً دقيقًا يعكس الحساسية العميقة للموسيقى المعاصرة. لينتقل بعدها إلى مؤلفات 'Felix Mendelssohn (1809-1847)' ومجموعة من 'أغانٍ بلا كلمات' '6 Song ohne Worte' التي تتميز باللحن الرومانسي الخفيف والعاطفي. ومنها: – op. 19 no. 6 و op. 38 n. 2 اللتان جسّدتا الخيال الموسيقي الواسع، حيث أظهر بروسيدا إبداعه في التعامل مع الانسيابية واللحن الرومانسي معبّراً عن التنقلات النفسية. op. 38 n. 6 'Duet'، أضافت عنصر الحوار الموسيقي بين النغمات المختلفة، متابعًا عزفه مع op. 53 n. 2 وop. 62 n. 6، التي أظهرت عمق المشاعر والطبقات الصوتية التي ميّزت أعمال مندلسون. لم يقتصر البرنامج على الموسيقى الرومانسية فقط، بل شمل أيضًا 'Rondo Capriccioso op.14' من مندلسون، التي تعكس أسلوبه المفعم بالمرح والابتكار، مؤدّيًا هذا العمل بشغف وأداء راقٍ، مما أبرز التقنيات العميقة التي يتمتع بها هذا المؤلف العظيم. تلى ذلك أداء لقطع من 'Goffredo Petrassi (1904-3003) مع 'Toccata' (1933) التي تتسم بالقدرة على الدمج بين الحداثة والبلاغة الموسيقية، بالإضافة إلى 'Inventions n.1,58' المعروفة كأعمال موسيقية تتضمّن تنقلات سريعة ودقيقة بين النغمات، وتمكن بروسيدا من تأدية هذه الأعمال باحترافية عالية، مستعرضًا التنوع الكبير في الأنماط الموسيقية للمؤلف. وفي ختام الأمسية، قدّم بروسيدا أعمالًا خلابة من 'Frederic Chopin (1810-1849)' حيث عزف 'Nocturnes op. 62 n. 1 and 2' ، التي تمثل قمة الرومانسية والعاطفة في موسيقى البيانو، وأظهرت تقنيات عزفه العميقة في التأثير والتعبير العاطفي، مع التفاعل المثالي بين الإيقاع واللحظة. كما قدم أيضًا 'Bllad no.4 op.52' ، إحدى أروع إبداعات شوبان، فتمكن بروسيدا من إبراز الجوانب العاطفية العميقة للعمل. وقد أسرت الأمسية الحضور بتنوعها وإبداعها الموسيقي، تمثل ذلك في الإنصات العميق والتفاعل مع اللحظات الموسيقية والعزفية الاستثنائية، حيث كان الأداء بمثابة رحلة بين حقبات موسيقية مختلفة تجمع بين الحداثة والكلاسيكية، مما أضاف طابعًا خاصًا للعزف الذي جسد الابتكار الفني والتقني.

جاهدة وهبه والأوركسترا الشرق - عربية بقيادة أندريه الحاج: إبهار في رحاب القصيدة والمقام على مسرح كركلا
جاهدة وهبه والأوركسترا الشرق - عربية بقيادة أندريه الحاج: إبهار في رحاب القصيدة والمقام على مسرح كركلا

الوطنية للإعلام

time٠٢-٠٤-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • الوطنية للإعلام

جاهدة وهبه والأوركسترا الشرق - عربية بقيادة أندريه الحاج: إبهار في رحاب القصيدة والمقام على مسرح كركلا

وطنية - نظم المعهد الوطني العالي للموسيقى - الكونسرفتوار، تزامنا مع عيد الفطر المبارك، بدعوة من رئيسته المؤلفة الموسيقية هبة القواس، حفلة موسيقية غنائية على مسرح كركلا، مع الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق - عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج وأحيتها غناء الفنانة اللبنانية القديرة جاهدة وهبه، رافقهما كورال المعهد بإدارة السيدة عايدة شلهوب زيادة. وفي بيان، وزع عن الحفلة، أشار الى نجاح مبهر لحفلة ساحرة، اشترك في إنجازه، إلى جانب الفنانة جاهدة وهبه، أربعون عازفا مجليا من الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق - عربية بقيادة عصا المايسترو أندريه الحاج، قائد الشرق - عربية بمهاراته الأكاديمية، وحسه العميق بالنغم، وحضوره اللافت وسطوة قيادته. وإطلالة الصوت الجماعي المرافق لكوال المعهد الوطني العالي للموسيقى. حضور رسمي وجماهيري كبير، ضاقت به مقاعد مسرح كركلا، جلوسا ووقوفا في خلفية القاعة وفي الممرات، منصتين، ومتابعين، ومتفاعلين مع الغناء المتوهج لوهبه التي قدمت حفلة لا تنسى، ومع الموسيقى العابقة في المكان العريق، التي صدحت بها الأوركسترا وعازفوها وقائدها بتميز ليس جديدا على أدائها، وأثبتت أنها "صوت هوية لا تنكسر" كما وصفتها في كلمتها الافتتاحية رئيسة المعهد الدكتورة هبة القواس، وقالت:"في هذا المساء، وفي ظلّ واقعٍ لبنانيٍ مثقلٍ بالتحديات ومليءٍ بالأمل، تعانق الأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية الشعر والمسرح، وتؤكّد مجددًا أنها، رغم كل الأزمات، تقوم من تحت الرماد، لتمنحنا دفقة أمل، وصورةً مشرقة عن لبنان القادر، رغم كل شيء، أن يُبدع، ويُدهش، ويقود". وأضافت: في أولى ليالي نيسان، في ظلّ عبق العيد، عيد الفطر المبارك، نلتقي اليوم على منصة يتجسّد فيها الشعرُ صوتًا، والموسيقى روحًا، والفكرُ حضورًا حَيًّا نابضًا .إننا إذ نفتتح هذه الأمسية الاستثنائية للأوركسترا الوطنية اللبنانية للموسيقى الشرق-عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، والتي تحمل توقيع الفنانة القديرة جاهدة وهبه، نكون لا نحتفي بفنّ الأداء فحسب، بل نحتفي بفلسفة الاندماج العميق بين الكلمة والنغمة، بين الشعر ككائن سامٍ، والموسيقى كسرٍّ كوني تُولد من صمتٍ متأملٍ وتفيضُ بالحضور. في هذا المكان، حيث تتقاطع الجماليات وتتلاقى الأبعاد، يصبح الصوت أداة للمعرفة، ويغدو الجسدُ آلةً تُستعاد من خلالها الأسئلة الكبرى: من نحن؟ وما الذي نُغنيه حين نُغني؟ وما معنى أن نحمل تراثًا في حناجرنا؟ نحن لسنا فقط ورثة تقاليد، بل نحن صانعو رؤى، وحَمَلة مشروع وجوديّ يعبُر الأزمنة، يعيد تشكيل الهوية العربية لا بوصفها جامدة، بل بوصفها حية، نابضة، حوارية، متحولة". وتابعت القواس: "جاهدة وهبه، هي ليست مغنيةً تؤدي القصيدة فحسب، بل هي الكلمة حين تتموْسق، واللحن حين يتحوّل إلى رؤيا .إنها من أولئك القلائل الذين يقفون على المسرح كمن يقف على عتبة سؤال، أو على تخوم صلاة. وقبل أن نُصغي، لا بد أن نقف امتنانًا لكل من ساهم وتعاون مع آلية الكونسرفتوار الكبرى، لجعل هذا اللقاء ممكنًا: إلى الفنان العظيم عبد الحليم كركلا، الذي قدّم مسرحه اليوم للمعهد الوطني العالي للموسيقى، إيمانًا برسالة الفن كفعل وطنيّ سامٍ.إلى محطة الـLBCI وتلفزيون لبنان، وفريق العمل فيهما، على مواكبتهم هذا الحدث الثقافي.إلى مهندس الصوت شادي سعد وBlueSound، على هندسةٍ سمعية دقيقة منحت العرض أبعاده النقية. وإلى فريق العمل في الكونسرفتوار، الجنود المجهولين الذين سهروا بصدقٍ وتفانٍ، لتأتي كلّ تفصيلة في هذا الحفل إلى تمامها المُضيء، لهم الامتنان الصافي، والمحبة الواجبة. دعونا نُصغي الليلة لا فقط بآذاننا، بل بقلوبٍ تدركُ جمالَ الصدق، وبعقولٍ قادرةٍ على التقاط النور الكامن في كل ارتجافة صوت .فلنكن شركاء في هذا الطقس الفني الراقي، طقس تتوحّد فيه الذكرى بالحلم، والماضي بالمستقبل، والذات بالكل". بصوتها المصقول وتجربتها الفنية الاستثنائية، حلّقت الفنانة جاهدة وهبه إلى طبقات عليا من الأداء المتفرّد، حملت معها جمهور الحاضرين، إلى فضاءات خارج الزمان والمكان. وهبه "الأستاذة" في ابتكار اللحظات الفنية، تمكّنت من القبض على سرّ المتعة الفنيّة الخالصة، ونثرها بجرعات متساوية بين مساحات الإنصات العميق حينًا، وبين انفلات المشاعر بجرعات زائدة أحيانًا. وبين القصائد والنغم، عبَرت "قصيدة الغناء" على جسورٍ متينة مَدَّتها بأدواتها الفنّية والأكاديمية، ومهاراتها المتميزة في إعادة تشكيل القصيدة إلقاءً وأداءً وإحساسًا، في خلطة سحرية تمثّل هوية فنية خاصة جدًا لا تشبه إلا جاهدة وهبه. "في رحاب القصيدة والمقام" وهو العنوان الذي وسّعت له وهبه منازل صوتها وحضورها، تحوّل على الخشبة إلى رحابةٍ من أصالة وحداثة، إلى مزج متمكّن من استحضار المقام إلى مقاله الأثير في الحنجرة الحاضرة دومًا للاحتفاء بالفن الملهم. احتفاء لا يحدث نادرًا في حفلات وهبه، إنّما هو دائم الإقامة في رؤيتها الفنية الخاصة. رؤية أهّلتها أن تجتاز فنّ الممكن، والسّهل، والمُتاح، والاعتيادي، والمقولَب، والنّمطي، إلى خصوبةٍ ولّادةٍ لمّاحة ومبتكَرة. إلى عمارةٍ شيّدتها بيدَين عاريتَين إلّا من الجِدّ، والاجتهاد، والثقافة، والوله بالشّعر والّلحن، وبخطوط كفَّيها المرسومة على قدر البسالة والطموح والنجاح. مساراتها الفنية المتعددة، مكّنتها من تشييد صرح فنّي ذيّله توقيعُها، قوامه الكلمة واللحن والصوت والأداء وإجادة الوقوف على الخشبة ومَسرَحة الغناء، فهي المؤدّية والمرنّمة والمطربة والممثلة والشاعرة والملحّنة (والملحّنات العربيات نادرات). وهي الفنانة التي فتنت ألباب جمهور حفلة "في رحاب القصيدة والمقام"، وقدّمت مع الأوركسترا المبهرة والمكتملة العديد وقائدها المقتدر، روائع الفن اللبناني والعربي الأصيل، في خطّ بيانيّ فنّي مدهش و"سلطنة" غنائية امتدّت تأثيراتها إلى السامعين. روائع من ألحان وقصائد كبار الشعراء والموسيقى والمعاصرين، كما في "سكن الليل" (شعر: جبران خليل جبران، لحن محمد عبد الوهاب، إعداد أندريه الحاج) التي تزينت بإضافات وهبة الأدائية وبصمة الحاج بإعداد جذاب. و"رح حلفك بالغصن يا عصفور" (شعر: ميشال طراد، لحن: الأخوين رحباني، إعداد: أندريه الحاج)، التي قدمتها الفنانة وهبه باحتراف عالٍ، أدهش الحضور بتمكنّها من تطويع صعوبة تحفة وديع الصافي، التي يهابها كثر من الفنانين. وأغنية "أرض الغجر" (شعر: ماجدة داغر، لحن: شربل روحانا، توزيع: إيلي معلوف)، بمقدمة موسيقية من توزيع المايسترو، استطاع فيها أن يضيف أبعادًا جديدة على الأغنية التي أغدق عليها شربل روحانا لحنًا ساحرًا حمل قصيدة داغر إلى عمق النغم. و"لا ما بندم ع شي" (شعر: ميشال فوكير، لحن: شارل دومون، توزيع: عبدالله المصري، وترجمة جاهدة وهبه عن أغنية "Non rien de rien" ( في إداء رائع شارك فيه الحضور غناءً. وأغنية "يا حبيبي تعال لحقني" (شعر: أحمد جلال، لحن مدحت عاصم، إعداد: أندريه الحاج). وتألقت وهبه في ألحانها الخاصة في أعمال أصبحت من كلاسيكيات الغناء المعاصرة، وهي: "يا ريت فيي إنهدى" (شعر: طلال حيدر، إعداد كلود شلهوب وأندريه الحاج)، و"بيروت" (شعر: لميعة عباس عمارة، أعداد أندريه الحاج)، قصيدة "إرادة الحياة" (شعر: أبو القاسم الشابي، توزيع سمير الفرجاني)، و أغنية "ما طلبتُ من الله" (شعر: أحلام مستغانمي، توزيع: مايك ماسي)، وقصيدة "قل لي" (شعر: سعاد الصباح، إعداد: أسامة عبد الرسول)، وأغنية الختام رائعة الأديب الألماني الحائز جائزة نوبل "لا تمضٍ إلى الغابة" ترجمة أمل جبوري وإعداد كلود شلهوب، التي ينتظرها جمهور وهبه في معظم حفلاتها. ألحان وهبه التي تتضمن شغفها الموسيقي وهويتها، وقصائد كبار الشعراء، وأداء مختلف لفنانة تجيد العبور إلى مكامن الإبداع باحتراف، إلى جانب أعمال كبار الموسيقى واللحن، شكّلت معًا أمسية مختلفة في أبعاد متعددة. أمسية كانت هذه ليلتي" مسك ختامها بأداء جاهدة المحلّق، بعد طلب ملحّ من الجمهور لأغنيةٍ ما بعد الأخيرة، أمسية تنتظرها دومًا ذائقة فنية مثقفة، وجمهور لبناني وعربي متعطش إلى الأصالة والرقيّ في زمن ينهشه الاستسهال والاستهلاك. وها هو المعهد الوطني العالي للموسيقى، في حفلاته الغربية والشرق- عربية يعيد تأكيد حضور الموسيقى لاستعادة التوازن الثقافي إلى بلد الثقافة والحضارة والفنون.

"أصداء الشرق" أمسية للكونسرفتوار افتتاحا للموسم الموسيقي الشرقي
"أصداء الشرق" أمسية للكونسرفتوار افتتاحا للموسم الموسيقي الشرقي

ليبانون 24

time١٨-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • ليبانون 24

"أصداء الشرق" أمسية للكونسرفتوار افتتاحا للموسم الموسيقي الشرقي

نظم المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار)، بدعوة من رئيسته المؤلفة الموسيقية هبة القواس، أمسية موسيقية بعنوان "أصداء الشرق"، أحيتها الأوركسترا الوطنية للموسيقى الشرق-عربية بقيادة المايسترو أندريه الحاج، في الكنيسة الأرمنية الإنجيلية الأولى في بيروت. حضر الأمسية الرئيس فؤاد السنيورة، الوزيران السابقان غطاس خوري ومحمد المشنوق، مدير عام وزارة الثقافة الدكتور علي الصمد، مدير عام وزارة الاتصالات الدكتور باسل الأيوبي، شخصيات سياسية وديبلوماسية وثقافية وإعلامية ومهتمون. وقد افتتح الكونسرفتوار حفلاته للأوركسترا الشرق – عربية لهذا الموسم بهذه الامسية، على أن تكون الحفلة المقبلة في الأول من نيسان مع الفنانة جاهدة وهبه، على مسرح "إيفوار" سن الفيل (مسرح كركلا). القواس بداية، قالت القواس: "الحفلة الليلة هي الأولى في موسم الأوركسترا الشرق - عربية، ليلة مميزة مع جذورنا وأصداء موروثنا الشرقي الذي نعيد إحياءه من خلال الأوركسترا. هذه الأوركسترا عملت منذ تأسيسها بأسلوب مختلف عن أسلوب العزف الذي اعتدنا عليه في الأوركسترات الشرق- عربية، وما يميزها ليس فقط الآلات وإنما طريقة العزف المختلف والمحترف". اضافت: "في هذه المناسبة، نعلن عن البدء بابتكار تقليد جديد للكتابة الموسيقية العربية ، إلى جانب عزف الأوركسترا من التراث الموسيقي، ولكن في الوقت نفسه ما نتمناه على المؤلفين الموسيقيين اللبنانيين والعرب الذين يكتبون للأوركسترات السمفونية وللأعمال العظيمة، أن يعتنوا بآلاتهم التقليدية، ونتوجه لهم أن يكتبوا تأليفًا عربيا حديثا جدا للأوركسترا التي بإمكانها أن تنفّذ هذه الأعمال. فبالإضافة إلى إعادة إحياء القديم، نطمح أن تكون الأعمال ذا بعد تأليفي يغني الريبيرتوار الشرق -عربي بمعناه العميق". البرنامج ولفت الكونسرفتوار في بيان، الى أن برنامج الامسية "تضمن بعض المؤلفات التي تحمل نفسا غربيا، وتخلل الأمسية عزف منفرد لعازف الفلوت نبيل مروة في مقطوعتين: "بين اللا والدو" – أندريه الحاج و "لونغ شهناز" – أدهم أفندي. مؤلفون لبنانيون عزفت الأوركسترا مؤلفاتهم بأداء محترف تحت إدارة عصا أندريه الحاج، الذي كان الافتتاح مع إحدى مقطوعاته "ملامح"، التي أخذت الحضور في رحلة ذات أبعاد موسيقية مختلفة. لتدخل بعدها نغمة أخرى في معزوفة "شذا" لجيلبير يمين عاكسةً الأصالة في الموسيقى اللبنانية. وفي امتداد لتنوع موسيقي طبَع البرنامج، عزفت الأوركسترا مقطوعة "بوليرو" للراحل وليد غلمية التي تضمنت هويته الموسيقية الفريدة والحديثة. ومع "ذكرى" مقطوعة المؤلف إياد كنعان، تمكن العازفون من إيصال الحنين المتلطي خلف نغماتها ليعبق في فضاء الكنيسة. في إطلالته المميزة على الفلوت، غرّد نبيل مروة منفردًا في مقطوعتَي الحاج وأفندي، اللتين حملتا روح المؤلفين مع إضافةٍ ساحرة من مروة. وقبل الختام الذي اختاره المايسترو من مارسيل خليفة "لونغا نهوند" التي تميزت بإيقاع رهيف أضفى حيوية على الحفل، و"سلطانة" لعلي الخطيب ذات الصوت الموسيقي الخاص، غنّى الجمهور رائعة الأخوين الرحباني "طريق النحل" مع الأوركسترا، فكانوا الصوت المرافق للموسيقى الفاتنة التي يحفظها اللبنانيون غيبًا للسيدة فيروز. وكانت لفتة مميزة من الحاج عبر إشراك الحضور غناءً مع الأوركسترا من خلال قصيدة "طريق النحل" مطبوعة وموزعة على الحاضرين، الذين تفاعلوا بحس موسيقي وغنائي مع الأغنية، فصدحت أصواتهم وكأنها كورس مرافق "ضل تذكرني وتذكر طريق النحل"، ما أضفى على الأمسية أجواءً مسكونة بالذاكرة والأصالة والزمن الجميل والتأثير الفيروزي والرحباني. برع المايسترو الحاج في نقل سحر الموسيقى الشرقية عبر توزيعها المتقن للوتريات وآلات النفخ والإيقاع، فشكلت سويًّا فسيفساء ملونة من الألحان، في تناغم مدهش وتلاقٍ متماهٍ مع الشرق في موسيقاه، عبّرت الأوركسترا عن أصالته بتمكّن مشهود لها عبر تاريخها الموسيقي".

أمسية مبهرة للأوركسترا الفلهارمونية بقيادة غارو أفيسيان احتفاء بالشهر الفرنكوفوني (صور)
أمسية مبهرة للأوركسترا الفلهارمونية بقيادة غارو أفيسيان احتفاء بالشهر الفرنكوفوني (صور)

LBCI

time١٧-٠٣-٢٠٢٥

  • ترفيه
  • LBCI

أمسية مبهرة للأوركسترا الفلهارمونية بقيادة غارو أفيسيان احتفاء بالشهر الفرنكوفوني (صور)

في سياق الاحتفالات بشهر الفرنكوفونية، وبدعوة من رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى المؤلفة الموسيقية هبة القواس، والمنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط (OIF)، وسفارات: أرمينيا، بلجيكا، كندا وسويسرا لدى لبنان، شهدت كنيسة القديس يوسف- الأشرفية أمسية موسيقية تحت عنوان "Harmonie de la Francophonie" أحيتها الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة المايسترو غارو أفيسيان وعازفة البيانو الروسية البريطانية إيفلين بيريزوفسكي، وذلك بالتعاون مع "الجمعية الخيرية العمومية الأرمنية" "UGAB – Liban". حضور دبلوماسي وسياسي وثقافي وموسيقي وإعلامي حاشد حضر الأمسية تقدمهم: ممثل المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط السفير ليفون أميرجانيان، وسفراء: أرمينيا، كندا، بلجيكا، سويسرا، أورغواي، رومانيا، الجمهورية التشيكية، رئيس منظمة UGAB – Liban جيرار توفنكجيان، والنواب: وميشال موسى، وسعيد أسمر، ومارك ضو، وجان طالوزيان، وممثلة المكتب الإقليمي لليونيسكو كوستانزا فارينا، والملحق الثقافي للاتحاد الأوروبي في سوريا، وووزراء ونواب سابقون، وملحقون ثقافيون وسياسيون واقتصاديون لسفارات ووزارات ومديرون عامون وقناصل، ونائبة رئيسة الكونسرفتوار أمينة بري، وجمهور غفير من محبي الموسيقى الكلاسيكية. وحلّق الجمهور في الحفلة الاستثنائية إلى أماكن عالية من المتعة الموسيقية الخالصة، وذلك عبر الإنصات العميق والتفاعل الكبير مع المعزوفات المتنوعة بأنماطها الموسيقية الآتية من فضاءات فرنكوفونية مختلفة وبلدان عدة ومؤلفين متعددي المدارس والأمزجة الموسيقية المعاصرة. فكان الإبهار العنوان العريض للحفلة الساحرة والناجحة في كل المقاييس، من خلال الأداء الاحترافي الرفيع المستوى للأوركسترا وقائدها، وكذلك الأداء المتميز والمتقن لعازفة البيانو بيريزوفسكي. "أيها القادمون من لغات شتّى إلى لغة واحدة هي الموسيقى"، بهذه الجملة التي تختصر قوة الموسيقى، افتتحت القواس الحفل المبهر بكلمة تضمنت اللغات الثلاث، محمّلةً بعبق الموسيقى ورسالة الفرنكوفونية، وقالت: "الفرنكوفونية ليست حدودًا مرسومة، بل مساحةٌ تمتدّ حيث يتلاقى الفكر والإبداع. هي نبضٌ ثقافي، يعبر القارات كما تعبر الألحانُ الأزمنة، يوحّد الأصوات لا بالتشابه، بل بالاختلاف المتناغم. هذا المساء، ليست الموسيقى أداءً، بل حوارٌ حيّ، حيث تتجاور أنغام ناجي حكيم، أرتور أونيجير، فيفيان فونغ، بوغوص جلاليان، سيزار فرانك، آرام خاتشاتوريان، وهبة القواس، في لقاءٍ يُعيد تشكيل المعنى.وهنا، تحتفي الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية بهذا الامتداد الفني، في مشهدٍ حمله الكونسرفتوار الوطني العالي للموسيقى، تأكيدًا أنّ الثقافة مسؤوليةٌ لا تعرف التردد، وأن الموسيقى، كما الفرنكوفونية، ليست صدى الماضي، بل صُنع المستقبل. فلنكن هذا المساء جزءًا من الهارموني، حيث تتحد اللغات في صمت الإنصات، وحيث تكتب الموسيقى ما تعجز عنه الكلمات". وأضافت: "على الرغم من أنني لست فرنكوفونيةً باللغة، إلا أنني فرنكوفونيةٌ بالثقافة بعمق. لقد وُلِدتُ وترعرعتُ في بلدٍ تتداخل فيه الفرنكوفونية مع تفاصيل الحياة اليومية، فاستوعبتُ جوهرها، ليس فقط في الموسيقى، ولكن أيضًا في الطريقة التي أرى بها العالم، وأشعر به، وأتخيله. وبالفرنسية تابعت القواس:"الفرنكوفونية ليست مجرد لغة، إنها نظرة إلى العالم، إنها أسلوب حياة، إنها حساسية تتجلى في الموسيقى، وتُشعرنا بعمق الصمت، وتكشف عن نفسها في كل نغمةٍ تُعزَفُ هذا المساء. إنها حوار، إنها حركة، إنها ذلك الدافع الذي يجعل الروح تهتز، ويوحد الاختلافات في لحنٍ إنسانيٍّ واحد." وأكملت القواس كلمتها بالإنكليزية، فقالت: "ومن دواعي سروري العميق وامتناني الكبير أن أرحب بكم الليلة في حفل "تناغم الفرنكوفونية"، هذا الحفل الذي يحتفي بالغنى الثقافي، والحوار الفني، وروح الموسيقى الموحدة ضمن شهر الفرنكوفونية لعام 2025. بصفتي رئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، يشرفني أن أرى هذا الجمع من الفنانين وسفراء الثقافة وعشاق الموسيقى الذين يؤمنون بقوة الفن في تجاوز الحدود. الليلة، تقدم الأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، بقيادة المايسترو غارو أفيسيان، وبمشاركة عازفة البيانو المتميزة إيفلين بيريزوفسكي، برنامجًا يعكس تنوع الموسيقى وتفوقها عبر المشهدين الفرنكوفوني والدولي". وتابعت: "يمثل هذا الحفل تكريمًا للقيم الثقافية المشتركة التي نتمسك بها. كما يسعدنا أن نحظى بحضور ودعم المنظمة العالمية للفرنكوفونية (OIF) وسفارات أرمينيا، وبلجيكا، وكندا، وسويسرا، إذ يعزز انخراطها في هذا الحدث روح الفرنكوفونية ويسلط الضوء على إسهاماتها الفنية. إن اختيارنا للمؤلفين الموسيقيين ناجي حكيم، وآرثر هونغر، وفيفيان فونغ، وبوغوس جلاليان، وسيزار فرانك، وآرام خاتشاتوريان، وبالإضافة إليّ، هبة القواس، يعكس هذه الفلسفة وهذا الحوار الثقافي، مجسدًا ثراء التقاليد الموسيقية في هذه البلدان. لكن هذا الحفل ليس مجرد احتفال، بل هو أيضًا رسالة التزام وصمود. فالأوركسترا الفلهارمونية اللبنانية، التي واجهت تحدياتٍ هائلة، تواصل التألق بفضل تفاني موسيقييها وشغفهم. وكمعهد موسيقي، أخذنا على عاتقنا مسؤولية تحقيق هذه الرؤية الفنية، إيمانًا منا بأن الموسيقى قوة أساسية تجمع، وترتقي، وتُلهم". ثم كانت كلمة لسعادة السفير ليفون أميرجانيان، رئيس المنظمة العالمية للفرنكوفونية في الشرق الأوسط ومما جاء فيها: "هذا الحدث هو ثمرة تعاون رائع بين سفارات أرمينيا وبلجيكا وكندا وسويسرا في لبنان، ورئيسة المعهد الوطني العالي للموسيقى، والجمعية الخيرية العمومية الأرمنية، وكذلك المنظمة الدولية للفرنكوفونية، التي أمثلها في منطقة الشرق الأوسط. أود أن أشكر بحرارة كل شريك من شركائنا على التزامهم ومساهماتهم في هذا الاحتفال الجميل". وتابع: "يسرنا هذا المساء أن نستمع إلى الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية، التي تكرمنا بتقديم برنامج فريد، يسلط الضوء على مؤلفين ومؤلفات تنبع من كل الفضاء الفرنكوفوني. إذا كانت الفرنكوفونية هي قبل كل شيء لغة التبادل، فإن الموسيقى هي لغة عالمية تتجاوز الحدود والأزمنة. فهي تربط بين الشعوب والثقافات، وتحتوي على العواطف والقصص التي توحدنا بما يتجاوز الكلمات. هذا الحفل يجسد هذا الروح بشكل مثالي: إنه يحتفل بالحوار بين الثقافات، ونقل التراث، والاتحاد من خلال الفن، والتنوع والاحترام والأخوة التي تشكل قلب القيم الفرنكوفونية". تلاه سعادة سفير جمهورية أرمينيا لدى لبنان فاهاكن أتابيكيان في كلمة جاء فيها: "أود أن أعبر عن امتناني لزملائي وأصدقائي الأعزاء، سفراء كندا وسويسرا وبلجيكا، الذين منحوني شرف ومتعة الترحيب والتعبير عن الشكر نيابة عنهم لجميع الذين ساهموا في هذه الأمسية التي هي ثمرة تعاون استثنائي بين سفاراتنا المعنية، والمنظمة الدولية للفرنكوفونية، والمعهد الوطني العالي للموسيقى المرموق، وجمعية UGAB. وأضاف: "هذا الحفل، الذي تؤديه الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية اللبنانية الرائعة، سيأخذنا في رحلة من بلد إلى آخر، حيث نكتشف الأصوات والتأثيرات التي تشكل غنى تراثنا الموسيقي المشترك، وهو في الواقع قصيدة للتنوع. التنوع الثقافي الذي يشكل جوهر الفرنكوفونية، والتنوع الذي يشكل أساس بنية المجتمع اللبناني. "عندما تتحدث الأسلحة، تصمت الملهمات". هذه العبارة تتردد بحزن عبر التاريخ. عندما تغزو أصوات البنادق والقنابل الفضاء، تبدو الموسيقى والشعر والفن وكأنها تختفي، كما لو أنها اختفت في صمت قسوة العالم. لكن هذا الحفل يأتي في الاتجاه المعاكس، حيث تتحدث الموسيقى وتلتزم المدافع بالصمت، لكي يسود الحق في العدالة في جميع أنحاء العالم ضد حق الأقوى، ولكي ينتصر الشعور البسيط بالتعاطف البشري ضد الاندفاعات الدموية لأعداء التسامح، ولكي لا يبقى أي طفل يتيم، ولكي يعود جميع أسرى الحرب إلى منازلهم." واحتفاء بهذا التنوع الفرنكوفوني، قدمت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان برنامجًا موسيقيًا متميزاً ومعاصرًا ضمّ مؤلفين موسيقيين من شتى المساحات الموسيقية الفرنكوفونية ومختلف المدارس الموسيقية، حيث قدمت الأوركسترا أداءً استثنائياً تخللته مشاركة من العازفة إيفلين بريزوفسكي على البيانو، لتأخذنا في رحلة موسيقية متنوعة تنبض بالحياة. وتضمن البرنامج المؤلفين: ناجي حكيم (Ouverture Libanaise – Liban) وآرثر هونغر(Pastorale d'été -Suisse)، وهبة القواس (Pleusis 2ème et 3ème mouvements -Liban)، وفيفيان فونغ (Prière pour orchestra – Canada) ، وبوغوس جلاليان(Sept sequences - Liban) ، وسيزار فرانك(Variations pour piano et orchestra - Belgique) ، وآرام خاتشاتوريان (Mascarade – ،Valse – Armenie, Variation d'Aegina, Danse des filles en rose, Lezginka, Danse du sabre). بنبض ناجي حكيم المتدفق حياة وإيقاعًا، افتتح أفيسيان الأمسية بـ "ميدلي" كلاسيكي جمع أنماطًا موسيقية مختلفة، تخللته هوية حكيم الخاصة في توزيع فاتن تلألأت على نغماته آلات النفخ والوتريات والإيقاع في الافتتاحية اللبنانية التي تضمنت أيضًا مقطعًا من النشيد الوطني اللبناني الذي وقف الجمهور عند أدائه. وعكست المعزوفات المختارة تنوع الخلفيات الثقافية للمؤلفين، كما توّج الأمسية عنوان موسيقي عريض هو الحداثة والمعاصرة في ما قدّمته الأوركسترا من معزوفات، تفوفت فيها على نفسها في الجرأة بالطرح الموسيقي المعاصر. فمن مقطوعة "صوت الرياح" لآرثر هونيغر، الذي اشتهر بتجسيد مشاهد الطبيعة في موسيقاه، كانت الألحان تعكس الحركة الديناميكية للريح في تنقلاتها بين الهدوء والعواصف، إلى معزوفة "بليزوس" لهبة القواس المحملة بعمق التعبير العاطفي والتجاوز التعبيري، إلى فضاءات من التجلي ومساحات من الارتقاء بالذات الموسيقية المفعمة بنداء الروح والتدفق الهائل للقاء منتظر بالمطلق، إلى فيفيان فونغ، بلمستها المعاصرة في تداخل الأصوات ما أضفى تجربة سمعية جديدة ومثيرة. ومن جهة أخرى، كانت أعمال بوغوص جيلاليان تجسد الإرث الأرمني، حيث أظهر التناغم بين الآلات الأوبرالية والتقليدية قدرة فنية استثنائية في نقل التراث إلى آفاق جديدة. ومن خلال المقطوعة الرومانسية لسيزار فرانك، تألق الأداء الأوركسترالي في نقل المشاعر الصادقة والدافئة، وعبّر عن توازن دقيق بين العاطفة والقيادة الموسيقية المحترفة. بينما جسدت ألحان "الرقص الأرميني" لآرام خاتشاتوريان القوة والإثارة، معززة بتقنيات موسيقية مفعمة بالروح الشرق أوسطية التي لا تخلو من الأصالة والابتكار، حيث نقلت الأجواء الشرقية إلى منصة الأوركسترا بطريقة فنية متقنة. وتمكنت الأوركسترا بقيادة المايسترو غارو أفيسيان من إبراز التنوع الغني في المعزوفات بفضل توجيهاته الدقيقة وعصاه الساحرة وحركاته المفعمة بالحيوية، في حين قدمت إيفلين بيريزوفسكي أداءً بيانيًا رائعًا، حيث أظهرت مهاراتها الاستثنائية وقدرتها على استحضار مشاعر عميقة، مما أضاف للموسيقى جمالًا فائقًا وأثرًا عاطفيًا في نفوس الحضور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store