logo
#

أحدث الأخبار مع #هدىالطنيجي

«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي
«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي

الاتحاد

timeمنذ 6 أيام

  • صحة
  • الاتحاد

«عدي».. طفل من غزة يتلقى علاجاً ينقذ حياته في أبوظبي

هدى الطنيجي (أبوظبي) أعلن مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، بالتعاون مع مركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC)، تعافي الطفل «عدي» البالغ من العمر 11 عاماً، فلسطيني من غزة، بعد 7 أشهر من التنويم والعلاج المكثّف، تخللتها عملية زراعة نخاع العظم ناجحة، أنهت معاناته مع مرض جيني نادر يُعرف بنقص إنزيم DADA-2. ويأتي ذلك في إطار الجهود الإنسانية التي تقودها دولة الإمارات في ظل توجيهات القيادة الرشيدة لدعم الأشقاء في غزة، وتقديم الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة. وكان «عدي» قد وصل إلى المستشفى في حالة حرجة، وظلّ لفترة طويلة في وحدة العناية المركزة للأطفال (PICU)، يتلقى رعاية دقيقة من فريق طبي متعدّد التخصّصات، وبفضل التنسيق والدعم الكبير من إدارة المستشفى ودائرة الصحة – أبوظبي، تم تسهيل قدوم شقيقته من غزة، والتي كانت المتبرعة المتوافقة في عملية الزراعة. الرعاية الدقيقة وقالت الدكتورة ميسون آل كرم، المدير التنفيذي للشؤون الطبية في مستشفى ياس كلينك: «لقد جسّدت هذه الحالة كل معاني العمل الطبي الإنساني، من التشخيص المعقّد إلى الرعاية الدقيقة والزراعة الناجحة، وما أنجزه الفريق يعكس مدى التزامنا بحياة الإنسان، بصرف النظر عن مكانه أو ظروفه». فريق طبي وقد أُديرت هذه الحالة من قبل فريق رعاية متكامل شمل أطباء العناية المركزة للأطفال، جراح أطفال، أطباء أنف وأذن وحنجرة، وأخصائي الأمراض المعدية، كما تسلط هذه الحالة الضوء على أهمية وجود فريق تمريض قوي قادر على التعامل مع مثل هذه الحالات عالية الخطورة، حيث كان لتنسيقهم وخبراتهم السريرية دور محوري في رعاية الطفل خلال فترة علاجه الطويلة والمعقدة. شكراً رئيس الدولة وقد وجَّه الطفل عدي الجدبة الشكر إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، ومركز أبوظبي للخلايا الجذعية (ADSCC). مرض وراثي قالت الدكتورة مانسي ساشديف، الاستشارية في أمراض الدم وزراعة نخاع العظم للأطفال في مستشفى ياس كلينك – مدينة خليفة، والتي كانت الطبيبة المشرفة على الحالة: «إن إجراء زراعة نخاع العظم بشكل عاجل كان ضرورياً لإنقاذ حياة (عدي)، ومن دونها لم يكن ليتمكن من النجاة، وكان معرضاً للوفاة نتيجة عدوى خطيرة تهدد حياته». وأضافت: «كان يعاني مرضاً وراثياً نادراً جداً تسبب له في التهابات متكررة وخطيرة، وانخفاضاً في المناعة، وضعفاً في وظيفة نخاع العظم، بالإضافة إلى التهابات في الأوعية الدموية، ولم يكن هناك علاج جذري لحالته سوى زراعة نخاع العظم». من جهته، قال الدكتور غوفيند، رئيس وحدة العناية المركزة للأطفال: «ما مرّ به هذا الطفل كان استثنائياً من جميع النواحي، ورغم كل التحديات، لم يفقد عزيمته، لقد ألهمنا جميعاً، وكان خروجه من المستشفى لحظة مؤثرة وملهمة لكل فرد منّا». نقص المناعة قال خالد الجدبة، والد الطفل «عدي»: «إن (عدي) كان يعاني منذ طفولته نقص المناعة، حيث اتجهنا بداية إلى منظمة الصحة العالمية في غزة، والتي عرضت حالته على عدد من المستشفيات في الخارج، حيث كانت حالته تسوء، ونتيجة لصعوبة الوصول إلى الخدمات الطبية المطلوبة لعلاج حالته، ومع بدء الحرب في 7 أكتوبر ساء الوضع، حيث كنّا في حالة غير مطمئنة لعدم توافر المنشآت الطبية والتخصصات المطلوبة لرعايته». وأضاف: «اتجهنا مرة أخرى إلى منظمة الصحة العالمية، والتي قامت باستكمال الأوراق الخاصة بنقل (عدي)، ولله الحمد تم نقله إلى دولة الإمارات، بالتحديد إلى مستشفى ياس كلينك، حيث تلقى رعاية طبية دقيقة، ليتقرر إجراء عملية زراعة نخاع عظم، ليتم إجراء الفحوص المطلوبة مع أفراد أسرته كافة، واتضح من تطابقه مع شقيقته (دعاء)، والتي قدمت هي الأخرى من غزة بتوجيهات من المعنيين في الدولة، وقام فريق طبي بإجراء العملية، ولله الحمد نجحت بفضل من الله والفريق الطبي»، متقدماً بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات وإدارة المستشفى ودائرة الصحة في أبوظبي على جهودهم في إنقاذ حياة «عدي». رحلة علاج قالت زهرة الجدبة، والدة عدي: «كانت رحلة علاج ابني (عدي) طويلة، إلا أن تم نقلنا إلى دولة الإمارات التي أجرى خلالها عملية زراعة نخاع عظم بعد أن أصبحت ابنتي (دعاء) جاهزة للتبرع لشقيقها، وندعو الله أن يتمم شفاؤه، ونتقدم بالشكر الجزيل إلى دولة الإمارات والقائمين على المستشفى». وقالت دعاء الجدبة، المتبرعة لشقيقها «عدي»: «بفضل الله، ودولة الإمارات، تم نقلنا من غزة إلى الإمارات من أجل زراعة نخاع عظم لأخي (عدي)، بعد أن أصبحت المتبرعة المتوافقة في عملية الزراعة، جداً سعداء بالنتيجة ونشكر الدولة الإنسانية والقائمين على علاج (عدي)».

الإمارات وأميركا.. شراكات في الذكاء الاصطناعي من أجل المستقبل
الإمارات وأميركا.. شراكات في الذكاء الاصطناعي من أجل المستقبل

الاتحاد

timeمنذ 6 أيام

  • أعمال
  • الاتحاد

الإمارات وأميركا.. شراكات في الذكاء الاصطناعي من أجل المستقبل

هدى الطنيجي (أبوظبي) تجمع الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة رؤية مشتركة نحو تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي وحلوله، خاصة أن دولة الإمارات تمكنت منذ سنوات من تبني وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، لتصبح إحدى أبرز الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وصياغة ملامح حوكمته وسياساته الدولية، من خلال مساهمتها الاستباقية في منصات متعددة الأطراف. وخلال العام الماضي، تم إعلان إطار للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي بين البلدين؛ بهدف تعزيز وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل آمن وموثوق. وأكد الإطار الرغبة المشتركة للبلدين لتعميق التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات ذات الصلة، والالتزام المشترك بتطوير مذكرة تفاهم بين حكومتي البلدين بشأن الذكاء الاصطناعي. وأشار الإطار إلى إدراك البلدين الإمكانات الهائلة للذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تسريع النمو الاقتصادي، وإحداث نقلة نوعية في التعليم والرعاية الصحية، فضلاً عن خلق فرص العمل ودفع الاستدامة البيئية، وغيرها. وأضاف أنهما يدركان في الوقت نفسه التحديات والمخاطر التي تفرضها هذه التكنولوجيا الناشئة، والأهمية الحيوية لتوفير الضمانات وسبل الحماية فيما يتعلق بها. وشدد الجانبان على عزمهما على التعاون في العديد من المجالات، أهمها: تعزيز الذكاء الاصطناعي الآمن والموثوق، ودعم البحث والتطوير الأخلاقيين له، وبناء أطر تنظيمية لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى توسيع وتعميق التعاون في مجال حماية الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني وتطوير المواهب في هذا المجال، إلى جانب دعم الطاقة النظيفة لمتطلبات أنظمة الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الذكاء الاصطناعي من أجل التنمية المستدامة في البلدان النامية. وتستثمر دولة الإمارات، بقيادة مجموعة «G42» في مجال الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تنويع اقتصادها، وأبرمت الشركة الرائدة مؤخراً صفقات عدة مع شركات أميركية، ما يبرز دورها الحيوي في مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي. وترفع الشراكات القوية بين دولة الإمارات وأميركا في مجال الذكاء الاصطناعي، شعار ضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول من أجل خدمة العالم أجمع. الاستثمار في الذكاء الاصطناعي استطاعت الإمارات نتيجة العلاقة المتميزة التي تربطها بالولايات المتحدة من الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي الذي جمع بين ازدهار الطاقة وتوسيع النمو وتقدّم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات حتى أصبحت رائدة في هذا القطاع، وتمكنت الإمارات من المضي بنجاح، وتعزيز التعاون مع الإدارة الأميركية بقيادة الرئيس دونالد ترمب إزاء العلاقة بين التقدّم في الذكاء الاصطناعي وازدهار الطاقة. التكنولوجيا جاءت زيارة سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، والوفد المرافق له مؤخراً للبيت الأبيض، ولقاء الرئيس ترامب ونائبه وكبار المسؤولين الأميركيين وقادة شركات التكنولوجيا، لتؤكد أن الإمارات والولايات المتحدة تواصلان توسيع ما وصفته سفارة الإمارات في الولايات المتحدة بـ «علاقة اقتصادية بقيمة تريليون دولار» تعود بالنفع على جميع الولايات الخمسين في مختلف القطاعات، بما في ذلك الفضاء، والطاقة، والتصنيع، والتكنولوجيا، وعلوم الحياة، والرعاية الصحية. وخلال الزيارة، جرى التوافق على إطار استثماري إماراتي في الولايات المتحدة بنحو 1.4 تريليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة، ومن ذلك توقيع شراكة بقيمة 25 مليار دولار بين صندوق الثروة السيادية الإماراتي ADQ، وشركة Energy Capital Partners الأميركية - لبناء 25 جيجاوات من توليد الطاقة والبنية التحتية في الولايات المتحدة لخدمة مراكز البيانات، وأجهزة الحوسبة الضخمة، وغيرها من الصناعات كثيفة الاستهلاك للطاقة. والواضح أن هذه الشراكة تأخذ في اعتبارها التوقعات بشأن ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 70% في خلال العقد المقبل، والذي يُعد الذكاء الاصطناعي محركاً رئيساً لهذا الطلب. وتسعى دولة الإمارات والولايات المتحدة إلى تعزيز الاستثمارات المتبادلة في مجال الطاقة والتكنولوجيا، إذ يتم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لتحسين كفاءة إدارة الطاقة، عبر خصخصة مليارات الدولارات لتصبح واحدة من الدول الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. اتفاقيات شهد العام الماضي، توقيع العديد من اتفاقيات الشراكة والاستثمار بين البلدين، في المجال التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، ففي أبريل 2024 أعلنت كل من G42، الشركة القابضة الرائدة في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بدولة الإمارات، و«مايكروسوفت»، استثماراً استراتيجياً قدره 1.5 مليار دولار من مايكروسوفت في G42. وفي يونيو 2024، وقعت شركة World Wide Technology، وهي شركة تكامل تكنولوجي رائدة مقرها الولايات المتحدة الأميركية، اتفاقية استراتيجية مع NXT Global، لإنشاء وتطوير أول مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر في الإمارات. وأعلنت مجموعة «جي 42» و«مايكروسوفت»، في فبراير الماضي، إطلاق «مؤسسة الذكاء الاصطناعي المسؤول» - المركز الأول من نوعه في الشرق الأوسط - ويهدف إلى تعزيز معايير الذكاء الاصطناعي المسؤول، وترسيخ أفضل الممارسات في منطقة الشرق الأوسط والجنوب العالمي. التكنولوجيا المتقدمة ويسهم تعزيز التعاون في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة، والاستفادة من الابتكارات والتقنيات الحديثة، في تطوير قطاعات المستقبل في الإمارات، وسياسة التنويع الاقتصادي الوطني، كما يعزز تكثيف الاستثمارات الإماراتية في التكنولوجيا المتقدمة داخل الولايات المتحدة من مكانة الدولة مركزاً تقنياً عالمياً، ويدعم مكانتها في المنطقة، لاسيما أن التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي يعدان من القطاعات الواعدة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام، والانفتاح الشامل على اقتصاد المستقبل. وتوفر الاستثمارات الإماراتية في الولايات المتحدة الأميركية، فرصة مهمة لتوسيع الاستثمارات الوطنية على الصعيد العالمي، مما يسهم في تعزيز الاستدامة التنموية الشاملة، وكذلك في تعميق الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين، مما يضمن شراكة استراتيجية طويلة الأمد. وتعد الإمارات حالياً أحد اللاعبين الذين لهم تحرك بارز في صناعة أشباه الموصلات خلال السنوات الأخيرة، فقد فطنت مبكراً لأهمية هذا المجال، من خلال تعزيز استثماراتها الخارجية في هذا القطاع، لتتوسع الشراكات العميقة بين الشركات الأميركية والإماراتية، لتشمل اليوم عدداً واسعاً من أبرز شركات التكنولوجيا الأميركية من «أي بي إم» و«مايكروسوفت» إلى «إنفيدا» و«أوبن إيه آي». ويشكل الذكاء الاصطناعي أحد أبرز الملفات المهمة في التعاون بين البلدين والشركات التابعة لهما في أعقاب إعلان «MGX» الإماراتية شراكة عالمية للاستثمار في الذكاء الاصطناعي بقيمة تصل إلى 100 مليار دولار مع شركات «مايكروسوفت» و«بلاك روك» و«جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز». «جي 42» و«انفيدا» أعلنت «جي 42»، المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، شراكتها مع «انفيدا»؛ بهدف تعزيز تكنولوجيا المناخ، من خلال التركيز على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، الهادفة إلى تحسين توقعات الطقس بشكل كبير على مستوى العالم. ويستند التعاون إلى منصة «NVIDIA Earth -2»، وهي منصة مفتوحة تقوم بتسريع عملية الوصول إلى توقعات المناخ والطقس، عبر توظيف واسطة المحاكاة عالية الدقة المعززة بالذكاء الاصطناعي. وتركز «جي 42» و«NVIDIA» في المرحلة الأولى من تعاونهما، على تطوير نموذج لتوقعات الطقس بدقة كيلومتر مربع لتحسين دقة رصد التوقعات الجوية، وتتضمن أهم محاور المبادرة، إنشاء مركز عمليات جديد، ومختبر للمناخ التقني في إمارة أبوظبي، سيكون مركزاً مخصصاً للبحث والتطوير، ما يرسخ التزام الشركتين بالاستدامة البيئية، ويعزز هذا المركز جهود تطوير الحلول المناخية والجوية المخصصة، التي تستفيد من أكثر من 100 بيتابايت من البيانات الجيولوجية. «مايكروسوفت» يشكل إعلان «مايكروسوفت» استثمار 1.5 مليار دولار في شركة «جي 42» لإدخال أحدث تقنيات «مايكروسوفت» في مجال الذكاء الاصطناعي، والدفع بمبادرات تطوير المهارات إلى دولة الإمارات ودول العالم، خطوة مهمة لترسيخ مكانة أبوظبي في قطاع التكنولوجيا العالمي، وتأكيداً على الثقة والفرص الواعدة التي تتمتع «G42» لتوسيع حضورها الدولي في مجال الذكاء الاصطناعي لتصبح في مصاف أكبر الشركات العالمية على هذا الصعيد. وفي سبتمبر 2024، أعلنت «مايكروسوفت» و«مجموعة 42» تأسيس مركزين جديدين في أبوظبي. سيركز المركز الأول على تعزيز نشر الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول في منطقة الشرق الأوسط وجنوب العالم، بينما سيكون المركز الثاني امتداداً لمختبر أبحاث «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» التابع لـ «مايكروسوفت» في الإمارات.

برعاية منصور بن زايد.. «قمة الحوكمة الناشئة 2025» تناقش دور الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات
برعاية منصور بن زايد.. «قمة الحوكمة الناشئة 2025» تناقش دور الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات

الاتحاد

time٠٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • الاتحاد

برعاية منصور بن زايد.. «قمة الحوكمة الناشئة 2025» تناقش دور الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات

هدى الطنيجي (أبوظبي) برعاية سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، اختتمت أمس في أبوظبي النسخة الأولى من قمة حوكمة التقنيات الناشئة «GETS 2025»، وذلك بتنظيم مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة «ATRC»، بالشراكة الاستراتيجية مع النيابة العامة الاتحادية. وشارك في القمة، صنّاع السياسات العالميون، والخبراء القانونيون، والتقنيون، وقادة الشباب، في تجمع عالمي هو الأول من نوعه حول الحوكمة المسؤولة للتقنيات المتقدمة. وشهد اليوم الأول من القمة حضور أكثر من ألف مشارك من أكثر من 20 دولة، من بينهم وزراء وشخصيات ووفود عربية رفيعة المستوى، من أبرزها النائب العام لدولة قطر والوفد المرافق له، والنائب العام لجمهورية مصر العربية والوفد المرافق له، ومساعد النائب العام في سلطنة عُمان والوفد المرافق له، إضافة إلى قضاة وخبراء سياسات، وشخصيات دولية رائدة في مجالات التكنولوجيا والقانون. وتناولت أجندة اليوم الأول قضايا مهمة في مستقبل التحول الرقمي، مثل: الأخلاقيات في الذكاء الاصطناعي، وتنظيم البيانات عبر الحدود، والمرونة السيبرانية، والأمن في مرحلة ما بعد الكمّ. وألقى كلمات رئيسة كل من معالي المستشار الدكتور حمد سيف الشامسي، النائب العام للاتحاد، ومعالي فيصل عبدالعزيز البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ومعالي الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير الدولة لشؤون الشباب، والدكتور محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، ومقصود كروز، رئيس الهيئة الوطنية لحقوق الإنسان، والدكتور محمد عبيد الكعبي، رئيس دائرة القضاء لإمارة الشارقة، والمستشار سالم علي الزعابي، رئيس نيابة بمكتب النائب العام للاتحاد. تطوير أنظمة شفافة أكد معالي حمد الشامسي، أن دولة الإمارات تواصل تأكيد دورها الريادي في قيادة الحوار العالمي، بشأن حوكمة التكنولوجيا، من خلال الدعوة إلى تطوير أنظمة شفافة، خاضعة للمساءلة، ومبنيّة على قيم إنسانية، مشيراً إلى أن القمة تؤكد على الإيمان بأن الابتكار لا يكتمل دون التزام أخلاقي، وأن مستقبل التقنيات الناشئة ينبغي أن يُوجَّه ليس فقط بالتقدم التكنولوجي، بل بالهدف السامي الذي يخدم الإنسان والمجتمع. الابتكار المسؤول في جلسة حوارية خاصة، أشار معالي فيصل البناي، إلى الحاجة الملحَّة للابتكار المسؤول، لافتاً إلى أهمية حوكمة التكنولوجيا العالمية. وأضاف معاليه: إنه يجب على المؤسسات التقنية تحمل المسؤولية عن التقنيات التي تطلقها، وهذا يتطلب تعاوناً قوياً ومستمراً بين الجهات الفاعلة في مجال التكنولوجيا والمنظمين. جلسات عدة كما شهدت القمة عقد جلسات عدة، سُلط من خلالها الضوء على الدور الحاسم للشباب في تشكيل الحوكمة الرقمية، وتحديات هيكلية الأنظمة المستقلة وحماية الحقوق الرقمية، ودور التكنولوجيا في تطوير الأنظمة القضائية العالمية، وتحديات الذكاء الاصطناعي في مجال خصوصية المعلومات. كما ناقشت التداعيات السيبرانية للتقنيات المتقدمة والناشئة، وأهمية تكامل أدوار الحكومة والتكنولوجيا والمجتمع لبناء مستقبل رقمي أكثر عدالة، وسُبُل الاستعداد لمستقبل ما بعد الكوانتوم والأمن السيبراني وحوكمة الأعمال. وضمن الجلسة التي عُقدت تحت عنوان «من الرؤية للتمكين.. خريطة الطريق لمستقبل العدالة الجنائية 2030»، استعرض المستشار سالم الزعابي استراتيجية الذكاء الاصطناعي للنيابة العامة لدولة الإمارات للأعوام 2025-2030، التي تسعى من خلالها النيابة إلى ترسيخ مكانتها مؤسسة قضائية وقانونية رائدة تتبنى الابتكار الرقمي والحوكمة الذكية ضمن رؤيتها الاستراتيجية الشاملة. وأشار إلى أن الاستراتيجية ترتكز على توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في تعزيز كفاءة منظومة العدالة الجنائية، ودعم متخذي القرار، وتحسين جودة الخدمات المقدمة، مع ضمان الالتزام بأعلى المعايير الأخلاقية والقانونية. توصيات قدمت القمة التي شهدت مشاركة مركز تريندز للبحوث والاستشارات، باعتباره شريكاً معرفياً رسمياً لها، عدداً من التوصيات العالمية في يومها الأول، حيث دعت إلى ضرورة إيجاد ميثاق عالمي للتفاعل البشري مع الذكاء الاصطناعي يضمن دمج الأخلاق والمساواة في الابتكار منذ البداية، كما أشارت إلى تعزيز دور الشباب كمشاركين في تصميم الحوكمة الرقمية، واستعرضت أهمية تبني الأمن السيبراني والثقة الرقمية كضرورات وطنية، والعمل على تحقيق التوازن المطلوب بين القانون والعدالة والتطور التقني. كما ناقشت القمة الجاهزية الكمّية وأمن ما بعد التشفير، حيث حثّت على اتخاذ إجراءات مبكّرة، ودعت إلى إجراء عمليات تدقيق للبيانات، وترقيات التشفير، والتوافق مع معايير ما بعد الكم، بالإضافة إلى استعراض موضوع الشمول الرقمي والمساواة اللغوية في الذكاء الاصطناعي. تمكين الشباب كما شهدت فعاليات قمة حوكمة التقنيات الناشئة 2025، جلسات نقاشية طرحت من قبل الخبراء وصناع القرار، حيث سلطت الضوء على عدد من المحاور المتعلقة بالحوكمة المسؤولة للتقنيات الناشئة وجوانب الذكاء الاصطناعي المختلفة. وتضمنت الجلسات النقاشة المقامة على هامش القمة عناوين مهمة، منها تمكين الشباب في التقنيات الناشئة، والإمارات تقود حوكمة الذكاء الاصطناعي والتقنيات عالمياً، والذكاء الاصطناعي في الفضاء والذكاء الاصطناعي لتنظيم السياسات وغيرها. تطور التكنولوجيا قال ناصر الراشدي، الرئيس التنفيذي لشركة 5iR للاستشارات والتدريب في مجال التكنولوجيا، العضو الاستشاري في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي: نهنئ الرعاة والمنظمين المشاركين في هذه القمة الاستثنائية على اختيار موضوع «حوكمة التقنيات الناشئة» المحور المهم في كافة الأصعدة، لأن الجميع مهتم اليوم بعملية هذا التطور السريع للتكنولوجيا والكيفية، التي تتم خلالها حوكمتها بشكل فاعل لكي نتأكد من الاستفادة وتحقيق الأهداف المنشودة. وذكر أن هذه القمة سعت من خلال المشاركات المختلفة منها المحلية والدولية، لتسليط الضوء على استخدام هذه التكنولوجيا، الأمر الذي يعمل على تقديم رسالة رئيسية، وهي المسؤولية المشتركة في حوكمة هذه التقنيات. وأشار إلى أنه خلال الجلسة التي شارك بها، تضمنت العديد من النقاط الرئيسة والجوهرية منها: أهمية ترجمة الرؤية الرشيدة من القيادة في عملية الاستفادة من هذه التقنيات المتقدمة وترجمتها إلى خطط رشيقة فيها مرونة وفعالية من الجهات المعنية، وأهمية التدرج، والاستفادة من هذه التقنيات، واستخدامها على نطاق مصغر، ليتم مع مرور الوقت التوسع بها إلى حين التأكد من قدرات هذه التقنيات وجاهزيتنا والاستفادة منها، مع عدم التأخر في التعرف على التقنيات وكيفية الاستفادة منها. مسؤولية مشتركة وأضاف ناصر الراشدي: وتحدثنا عن جودة المعلومات المعنية بكافة التقنيات والبنية التحتية للمعلومات في مختلف القطاعات، حيث تعمل المعلومات من تمكين الآلات في تحقيق ووضع المخرجات الدقيقة المعتمدة عليها كتوصيات واتخاذ القرارات وإدارة البيانات وحوكمتها، والتي تتطلب مسؤولية مشتركة بين القطاع الحكومي والخاص والأكاديمي حتى الأفراد، حيث إن الجميع مشترك بجودة المعلومات، ونؤكد أهمية هذا القمة في تسليط الضوء على الكثير من الرسائل المهمة، ونتمنى أن نرى تقريراً شاملاً يعمّم على كثير من الجهات للاستفادة من مخرجات هذا المؤتمر لوضع سياستها المؤسسية أو حتى القطاعية. بنية تشريعية من جانبها، قالت أميرة الوحشي مدير مشروع قمة حوكمة التقنيات الناشئة من النيابة العامة الاتحادية: سعيدين بمشاركتنا ضمن هذه القمة كشريك استراتيجي مع مجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، أهمية هذه القمة تكمن في تعزيز دور الدولة الريادي في مجال التقنيات الناشئة وحوكمتها، والبدء بالشراكات لتأسيس منظومة متطورة تخدم القطاعات كافة، وتوجهات الدولة اليوم تتمثل في دعم هذا القطاع لبناء بنية تشريعية قانونية قوية تواجه التغيرات والتطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة. وأشارت إلى المشاركة أيضاً في تعزيز الشراكات وتفعيل دور الشركات المطورة لهذه التقنيات الناشئة وتعزيز استخدامها في جميع القطاعات والمجالات، ومن هذا المنطلق ندعم كافة الحوارات مع صناع القرار وصناع السياسات لبدء بناء منظومة تشريعية تخدم دور النيابة العامة الاتحادية واختصاصاتها تتزامن مع تداخل هذه التقنيات الناشئة في مختلف القطاعات. الجرائم المالية بدوره، قال نيد فارهات، مؤسس ومدير شركة سايبر ساج: قمة حوكمة التقنيات الناشئة حدث مهم يستقطب عدداً من الخبراء والقادة من مختلف دول العالم من أجل تبادل المعلومات وطرح الأفكار والحلول المختلفة منها في مجال الذكاء الاصطناعي المعني بالسياسات والفضاء، وغيرها من المواضيع الشيقة، بالإضافة إلى جلسات تطرقت إلى الأمن السيبراني والتحول الرقمي ومستقبل التكنولوجيا الحديثة، ومشاركتي في هذه القمة تمثّلت في الحلقة النقاشية تحت عنوان مكافحة الجرائم المالية، والتي قدمت تعريفاً شاملاً عن هذا الجانب، حيث يجب وضع البرامج المسبقة لتفادي هذه الجرائم التي قد تمتدّ في مختلف العالم؛ لذا يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق بين مختلف الدول والمنظمات المعنية بهدف السيطرة عليها، والعمل على وضع خطط وجاهزية تامة لمواجه مختلف تلك الأحداث. وذكر أن الذكاء الاصطناعي له دور مهم وفاعل في جانب مكافحة الجرائم المالية من خلال فحص المعلومات وتقديم رؤية واضحة وشاملة ومنع عمليات الاحتيال وغيرها، وتوفير نهج أكثر تطوراً للكشف عن تلك الجرائم وبالتالي منعها والتقليل من حجم الخسائر التي تخلفها. 18 جلسة مختصة في اليوم الثاني تضمن جدول أعمال اليوم الثاني من قمة حوكمة التقنيات الناشئة أكثر من 18 جلسة حوارية متخصصة، ناقشت محاور دقيقة تتعلق بأحدث ما توصلت إليه التقنيات الناشئة، مع التركيز على تحقيق التوازن بين الابتكار والمسؤولية. من أبرز هذه الجلسات «من الرؤية إلى الإنجاز: بناء التنافسية الوطنية من خلال القيادة المسؤولة في مجال الذكاء الاصطناعي»، و«بناء ابتكار أخلاقي مرن في عصر الذكاء الاصطناعي». كما شملت أجندة اليوم الثاني جلسات نوعية تتناول موضوعات السلامة العامة، ومكافحة الجرائم المالية، والتصنيع، والصحة، والتعليم، حيث تركز هذه الجلسات على تطوير أطر حوكمة مرنة تضمن الاستخدام الآمن والمسؤول للتقنيات الناشئة. وأكد الدكتور خالد المدحاني، رئيس النيابة الاتحادية لمكافحة الإشاعات والجرائم الإلكترونية، أهمية تضمين المسؤولية الأخلاقية والجزائية في جميع مراحل تطوير وتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة. وأشار إلى أن التعامل مع هذه الأدوات لا يقتصر على الابتكار فحسب، بل يتطلب التزاماً صارماً بأفضل الممارسات والمعايير الفنية والقانونية. وأكد ضرورة بناء منظومة تشريعية مرنة تواكب التطور التكنولوجي وتحمي المجتمع من إساءة الاستخدام، لافتاً إلى أن المسؤولية القانونية لا تقع فقط على المستخدم النهائي، بل تشمل أيضاً من قام بتصنيع الأداة أو برمجتها أو تشغيلها، خاصة في حال وقوع أضرار ناتجة عن التقصير أو التجاوز. وشدد على أن التقييم القانوني يجب أن يستند إلى مدى الالتزام بالضوابط والمعايير المعتمدة في كل مرحلة من مراحل تطوير التقنية، موضحاً أن عدم الامتثال قد يؤدي إلى مساءلة قانونية ضمن الأطر التنظيمية المعتمدة في الدولة. من جانبه، أكد حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أهمية مواءمة الابتكار مع الحوكمة الصارمة، لاسيما في ظل التوسع المتسارع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات إدارة الأزمات. وأشار إلى أن اتخاذ القرارات في أوقات الأزمات يتطلب سرعة ووضوحاً، مما يستدعي استخدام أدوات ذكية وموثوقة تدعم صناع القرار، مشدداً على أن الابتكار التقني لا بد أن يكون مضبوطاً بقواعد واضحة، بدءاً من فهم الخوارزميات التي تقوم عليها هذه الأدوات، وصولاً إلى التأكد من توافقها مع الأطر التشريعية والتنظيمية، بما يضمن سلامة الاستخدام. وأضاف الكعبي: إن إدارة الطوارئ تستوجب توظيف التقنيات بشكل مدروس، بما لا يضر بخصوصية المجتمعات أو يحد من فعالية الاستجابة للأزمات.

المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة - أبوظبي لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يرسم آفاقاً واعدة لمستقبل القطاع الصحي
المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة - أبوظبي لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يرسم آفاقاً واعدة لمستقبل القطاع الصحي

الاتحاد

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • صحة
  • الاتحاد

المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة - أبوظبي لـ«الاتحاد»: الذكاء الاصطناعي يرسم آفاقاً واعدة لمستقبل القطاع الصحي

هدى الطنيجي (أبوظبي) أكد إبراهيم الجلاف، المدير التنفيذي للصحة الرقمية في دائرة الصحة - أبوظبي، أن قطاع الرعاية الصحية يشهد تحولاً ملحوظاً مدفوعاً بالتزام متواصل بالاستفادة من القدرات الاستثنائية التي يقدمها الذكاء الاصطناعي وتقنيات الصحة الرقمية، التي تعيد تشكيل مسارات تقديم الرعاية لتكون في متناول كل من يحتاج إليها، وتتسم بطابع شخصي أكبر وفق نموذج يتنبأ بالمرض، ويستبق حدوثه. وذكر أن هذه التقنيات تبشر مع استمرارها بالتطور بإمكانات أكبر لتحسين النتائج العلاجية للمرضى، وتبسيط سبل تقديم الرعاية الصحية، وترسيخ دعائم نظام صحي أكثر مرونة. وقال إبراهيم الجلاف، في حواره مع «الاتحاد»: إن هذه التطورات تدفع نحو تحول نوعي في الرعاية الصحية العالمية، وتحقيق التكامل بين الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية ليس مجرد تطور تكنولوجي، بل هو تحول جوهري في سبل تقديم الرعاية لأفراد المجتمعات، وعبر قدرات البيانات، سنتمكن من تعزيز كفاءة الرعاية الصحية ووضعها في الوقت ذاته بمتناول كل من يحتاج إليها وفق أسلوب عادل وشامل. الذكاء الاصطناعي قال إبراهيم الجلاف: يبشر الذكاء الاصطناعي بقدرات جديدة كلياً في تشخيص الأمراض تجعل من اكتشاف إصابات، مثل السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية والاضطرابات العصبية، أمراً أكثر سرعة ودقة، في حين يمكن لخوارزميات تعلّم الآلة تحليل كميات ضخمة من البيانات في غضون ثوانٍ معدودة، وتحديد أنماط تساعد كوادر الرعاية السريرية من اتخاذ قرارات مستنيرة سريعاً، لذلك فإن هذه القدرات السباقة لا تحسّن من التشخيص المبكر فحسب، بل تمكّن كوادر القطاع الصحي والمرضى أيضاً من اتخاذ قرارات مدروسة وأكثر دقة، وفي أبوظبي، يتيح إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي بما يشمل ملفات تعريف المخاطر التنبئية للمرضى لكوادر الرعاية الصحية تحديد الأفراد ذوي المخاطر المرتفعة للإصابة بأكثر من 14 مرضاً، يما يتيح لهم تصميم الرعاية بشكل مسبق وتجنب انتظار الإصابة بالمرض. وأضاف: بعيداً عن أهميته في تحسين دقة التشخيص، يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً حيوياً أيضاً في مجال الطب الشخصي، إذ تستفيد أنظمة الذكاء الاصطناعي من البيانات الجينية والسريرية والمرتبطة بأنماط الحياة لتصميم خطط علاجية شخصية للمرضى، وتحسين نتائجهم الصحية الإيجابية مع الحد من الحاجة لإجراءات غير الضرورية، هذا التحول من الرعاية التي تستجيب للمرض إلى تلك التي تستبق حدوثه يعزز من دقة الرعاية الطبية، ويحد استخدام منهجية التجربة والتعلم، بما يقود في نهاية المطاف لتحسين النتائج بالنسبة لأفراد المجتمع. أكاديمية الذكاء الاصطناعي أشار إبراهيم الجلاف، إلى أنه خلال نسخة عام 2024 من أسبوع أبوظبي العالمي للرعاية الصحية، أطلقت دائرة الصحة - أبوظبي بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي و«كور24» أكاديمية عالمية للذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية. وتعمل هذه الأكاديمية على صقل مهارات كوادر الرعاية الصحية وتسهم في البحوث الطبية العالمية بالاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة، ونجحت حتى اليوم بتعزيز مهارات أكثر من 3 آلاف مهني صحي في الإمارة، وتحسين قدراتها في الذكاء الاصطناعي وكفاءتها في التقنيات المتطورة. الصحة الرقمية ذكر إبراهيم الجلاف، أن تقنيات الصحة الرقمية أسهمت في تيسير سبل الوصول للرعاية الضرورية، حيث تضع تقنيات التطبيب عن بعد والاستشارات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، الرعاية عالية الجودة في متناول المناطق التي تفتقر للخدمات الصحية الأساسية، في حين تمكّن الأجهزة القابلة للارتداء وأدوات مراقبة الحالة الصحية للمرضى من تتبع الصحة بشكل مباشر، وتركز هذه الابتكارات على التحول من العلاج إلى الوقاية، وتمكّن أفراد المجتمع من امتلاك زمام السيطرة على صحتهم. وأشار إلى أنه تعمل أدوات أداء المهام الإدارية المدعومة بالذكاء الاصطناعي تبسيط العمليات من خلال أتمتة المهام الروتينية مثل حجز المواعيد وإدارة السجلات، ليتمكن الموظفون من توجيه تركيزهم نحو رعاية المرضى. وقال: في أبوظبي، يعمل تطبيق «صحتنا» على تحسين سبل الوصول للرعاية الصحية من خلال توحيد السجلات الطبية، ومعلومات العافية، والبيانات الجينية ضمن منصة واحدة، ويحتوي تطبيق الهواتف المتحركة على مدقق الأعراض المعتمد على الذكاء الاصطناعي، وخاصية حجز المواعيد، والاستشارات عن بعد، ضمن مرافق الرعاية الصحية للقطاع الخاص بأبوظبي، في حين يوفر الوصفات الطبية واستعراض السجلات الطبية للفرد وأسرته بشكل يسير، ومن خلال دعم إدارة الصحة الاستباقية، يقلل «صحتنا» من الحاجة لزيارات متكررة للمستشفيات، ويحسن بذلك من سبل الوصول للرعاية وكفاءتها. استدامة الرعاية الصحية قال إبراهيم الجلاف: بينما تتبنى أنظمة الرعاية الصحية الذكاء الاصطناعي وتواصل تحولها الرقمي، تبرز الاستدامة كمحط تركيز رئيسي للقطاع، حيث تساعد التحليلات التنبؤية المدعومة بالذكاء الاصطناعي المستشفيات في الحد من النفايات وتحسين استغلال الموارد وتقليل البصمة الكربونية، في حين تكتسب ابتكارات الرعاية الصحية المستدامة مزيداً من الاهتمام، مثل الأجهزة الطبية القابلة للتحلل الحيوي وأنظمة المستشفيات الموفرة للطاقة، عبر مراعاة الاستدامة في ابتكارات الرعاية الصحية، يضمن القطاع استفادة المرضى والكوكب ككل من التطورات التكنولوجية. مستقبل الصحة ذكر إبراهيم الجلاف، أنه تبقى منهجية الرعاية التي تركز على المريض الأساس الذي يقوم عليه مستقبل الرعاية الصحية، كما أن إدخال التقنيات الرقمية، مثل الأجهزة القابلة للارتداء، والتحليلات التنبئية القائمة على الذكاء الاصطناعي، ومنصات الصحة الرقمية يجعل من الوصول للرعاية الصحية أمراً أكثر سهولة، وتغدو الرعاية وفق نموذج يستبق حدوث المرض، وتمكّن الأجهزة القابلة للارتداء المراقبة المستمرة، وتتيح الكشف المبكر والتدخل المباشر قبل تفاقم حالة المريض. وأشار إلى أن مستقبل الرعاية الصحية يعتمد على البيانات، ويركز كلياً على المريض، وذلك من خلال توفير مجموعة من الخدمات الرقمية المُخصصة والمُصممة لتلبية احتياجات جميع السكان، ويضمن التحول إلى نموذج الرعاية الصحية الاستباقية وضع صحة أفراد المجتمع أولاً على الدوام، تزامناً مع تعزيز سلاسة رعاية المريض وسهولة وصوله لها. وأضاف: «تؤسس الابتكارات التكنولوجية العالمية فرصاً قيمة لتعزيز الصحة على نطاق واسع، ونحن في أبوظبي ملتزمون بضمان تطبيق تلك الابتكارات بشكل يعود بالفائدة على أفراد المجتمع». وتحتفي جائزة للابتكار خلال أسبوع أبوظبي العالمي للصحة بالأفراد والمؤسسات الذي يبتكرون حلولاً جديدة في الذكاء الاصطناعي والصحة الرقمية والتقنيات الطبية، ويتخطون الحدود المألوفة نحو رسم ملامح جديدة كلياً لرعاية المرضى على مستوى العالم». وقال: بينما يبشر الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية بآفاق واعدة لمستقبل القطاع الصحي، يتعين على صناع السياسات ومزودي الرعاية الصحية والباحثين وخبراء التكنولوجيا التعاون لتأسيس أطر عمل تضمن أمان وسلامة وموثوقية هذه الأدوات وتوافرها بأسلوب عادل ومستدام. وتؤكد خطة التنمية المستدامة 2030 قدرة التكنولوجيا على تسريع وتيرة تقدم البشرية. وأشار إلى أنه من خلال تسخير قدرات الذكاء الاصطناعي بأسلوب مسؤول وشامل، يمكننا تحقيق الرؤية المتمثلة بوضع الرعاية الصحية التنبؤية والشخصية وعالمية المستوى في متناول الجميع وبالاستفادة من التكنولوجيا، تستهدف المرحلة الجديدة في القطاع الصحي ضمان حياة صحية مديدة لأفراد المجتمع.

11.9 مليون ملف تعريفي تروي قصصاً لإنقاذ المرضى
11.9 مليون ملف تعريفي تروي قصصاً لإنقاذ المرضى

الاتحاد

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • صحة
  • الاتحاد

11.9 مليون ملف تعريفي تروي قصصاً لإنقاذ المرضى

هدى الطنيجي (أبوظبي) كشفت منصّة «ملفّي» التي تربط جميع مرافق الرعاية الصحية تقريباً في أبوظبي، عن وجود أكثر من 11.9 مليون ملف تعريفي خاص بكل مريض، تدعم 52.377 مستخدماً معتمداً، بمن فيهم الأطباء والممرضون والمهنيّون الصحيون المساعدون، عبر 3.006 مرافق رعاية صحية، ما يعزّز دورها كحجر أساس في نظام الرعاية الصحية في الإمارة. «ملفّي»، أول منصّة لتبادل المعلومات الصحية (HIE) في المنطقة، تلعب دوراً أساسياً في تمكين المتخصّصين في الرعاية الصحية من الوصول الفوري إلى معلومات المرضى المهمّة.، ومن خلال تمكين القرارات الطبية المستنيرة، تعزز ملفّي رعاية المرضى، وتحسّن نتائجها، وبالتالي تسهم في إنقاذ الأرواح. ويتجلى التأثير الحقيقي للمنصّة بصورة أفضل في قصص المرضى الذين تم تطوير علاجهم من خلال قدراتها. إنقاذ الأرواح وقالت الدكتورة حكمية مناد، اختصاصية الطب الباطني – مستشفى ميدكلينيك المعمورة: في بعض الأحيان، لا تنبع أعمق قصص المرضى من الابتكارات المتطورة، بل من القدرة على تجميع التاريخ الطبي الشامل للمريض، وذلك تشخيصاً لما قد يبقى مخفياً. ففي إحدى الحالات المشهودة، زار مريض يبلغ من العمر 68 عاماً العيادة، وكان المريض يشعر بتوعّك خفيف من دون ظهور أي أعراض خطيرة. وذكر أنه مع الاطلاع على السجلات الطبية للمريض عبر «ملفي» عن فحص دم أجري قبل عامين يشير إلى انخفاض مستويات الهيموغلوبين، وهو تفصيل ربما كان ليمرّ من دون أن يُلاحظه أحد لولا «ملفّي»، وأكّدت فحوصات المتابعة انخفاضاً كبيراً في مستويات الهيموغلوبين، حيث أشارت إلى احتمال وجود نزف في الجهاز الهضمي، وأدّى تنظير القولون الذي أجري في الوقت المناسب إلى التشخيص المبكر لسرطان القولون، أي في مراحله الأولى، ويُبرز هذا المثال كيف أنّ الوصول إلى السجلات الطبية الشاملة من خلال منصّة مثل «ملفي» يُمكنه أن يكشف عن حالات خفيّة، ما يُتيح تدخلاً في الوقت المناسب لإنقاذ حياة المريض. الرعاية المُتخصّصة وقال الدكتور رانجيث بوتامال، استشاري أمراض القلب في مستشفى الأهلية: يبدأ الطب المُتخصّص بالوصول إلى المعلومات الحيويّة، ما يُمكّن مُقدمي الرعاية من توفير رعاية دقيقة وفريدة تُضاهي رعاية المريض نفسه. ففي حالة، وصل رجل يبلغ من العمر 38 عاماً فاقداً للوعي إثر نوبة قلبيّة حادّة، وبينما استعاد الإنعاش القلبي الرئوي نبضات قلب المريض، كشفت نتائج الفحوصات المخبرية عن جلطة دموية كبيرة وتباطؤ في تدفق الدم إلى القلب. وذكر أنه في الظروف العادية، كان من المفترض إعطاء المريض أدوية مُعالجة للجلطات. ولكن من خلال الوصول إلى «ملفّي»، تم اكتشاف إصابة المريض في الرأس قبل فترة وحدوث نزف داخلي، وهما تفصيلان مهمّان لم يخطر على بال المريض أن يتحدّث عنهما بنفسه. وقد حال هذا دون توسيع نطاق العلاج الذي كان من المُحتمل أن يُلحق الضرر بالمريض، ما أتاح اتباع نهج مُصمّم خصيصاً أدّى في النهاية إلى شفائه التام. وتُؤكّد هذه الحالة أيضاً أهمّية تبادل المعلومات الصحية لضمان اتخاذ قرارات مستنيرة وحماية سلامة المرضى. تجنّب الحساسية من جانبها، أشارت فاطمة العامري ممرضة في إحدى المنشآت الطبية بأبوظبي، إلى أن الوصول إلى التاريخ الطبي للمريض قد يُحدث فرقاً كبيراً، خاصةً عندما يتعلّق الأمر بتحديد ومنع ردود الفعل التحسسية الشديدة. وقد تجلى هذا بوضوح في حالة مريضة سرطان مُسنة، عانت من المرض الخبيث لسنوات عدّة، ووُصف لها باراسيتامول لتخفيف آلامها. ورغم عدم إبلاغها عن أي حساسية معروفة، فإن سجلاتها الطبية عبر «ملفّي» أكدت على وجود حساسية مُسجلة سابقاً تجاه مسكّنات الألم، وهو سهو كان من الممكن أن يُسبّب في ردّ فعل تحسّسي خطير. وقد تم تعديل خطة علاجها على الفور، ما ضمن سلامتها وجنّبها المزيد من المضاعفات. وتُؤكد هذه الحالة كذلك الدور الأساسي لـ«ملفي» في توفير إمكانية الوصول إلى سجلات المرضى المُفصّلة، وتحسين جودة الرعاية، وتمكين اتخاذ قرارات مستنيرة في مجالات مُعقّدة مثل علم الأورام. رعاية أسرع وقالت الدكتورة شانكار أيابان كوتي، استشاري جراحة الأعصاب في مستشفى إن إم سي التخصصي: إنه بالنسبة للمرضى الذين يواجهون صعوبة في التعامل مع العلاج الطبي، فإنّ الوصول السلس إلى سجلاتهم الصحّية لا يُخفّف من قلقهم فحسب، بل يُمكّن مُقدمي الرعاية الصحية أيضاً من توفير رعاية أسرع وأكثر أماناً وأكثر معرفة. ومن الحالات العديدة الأخرى، أراد أحد المرضى إجراء استشارة جراحية بشأن إصابة دماغية تم تشخيصها سابقاً في مؤسسة طبية أخرى، لكنّه نسيّ إحضار صورة الشعاعية الحديثة. ومن خلال تطبيق «ملفّي»، استطاع الدكتور الوصول إلى صور الرنين المغناطيسي وتاريخه الطبي، وكشفت الإصابة عن أنّها ورم كهفي حميد، ما ألغى الحاجة إلى الجراحة. ولم يخفّف هذا التشخيص الذي أنجز في الوقت المناسب من قلق المريض فحسب، بل سمح له أيضاً بالمضي قدماً في حياته ومن دون أي تأخير غير ضروري. ويوضح هذا المثال مدى أهمية منصّة تبادل المعلومات الصحية في تقليل الفحوصات المكررة، وتقليل التعرض للإشعاع، وضمان رعاية فعالة وعالية الجودة. وذكرت أنه في عالم يمكن أن تكون فيه المعلومات الدقيقة وفي الوقت المناسب هي الفيصل بين الحياة والموت، تعمل منصّات تبادل المعلومات الصحية على إحداث تحول في سبل تقديم الرعاية الصحية. ومن خلال تمكين الوصول السلس إلى سجلات المرضى الشاملة، تُمكّن هذه المنصّات المتخصصين بالرعاية الصحية من اتخاذ قرارات سليمة وتستند إلى البيانات، وبالتالي تجنب المخاطر غير الضرورية، وتقديم رعاية شخصية بثقة. فمن الكشف عن الحالات الخفيّة إلى منع العلاجات الضارّة، تُظهر هذه الحالات الواقعية التأثير العميق للرعاية الرقمية «المتّصلة» على نتائج المرضى. ومع استمرار تطوّر الرعاية الصحية، أصبحت الأدوات مثل منصّة «ملفّي» بمثابة ركائز أساسية في بناء أنظمة صحّية أكثر أماناً وذكاءً وكفاءة وتعطي الأولوية لما هو أكثر أهمية، أي سلامة ورفاهية المرضى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store