logo
#

أحدث الأخبار مع #هندوسي

التوتر الهندي الباكستاني وانعكاساته الجيوسياسية (مقال)
التوتر الهندي الباكستاني وانعكاساته الجيوسياسية (مقال)

وكالة أنباء تركيا

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • وكالة أنباء تركيا

التوتر الهندي الباكستاني وانعكاساته الجيوسياسية (مقال)

شهد الأسبوع الأخير تطورات خطيرة عند الحدود الهندية الباكستانية بدأت بهجوم مسلح في بولواما/كشمير تبنته مجموعة متشددة. الأمر الذي اعتبرته الهند اختباراً للأمن القومي باشرت على إثره بتجميد اتفاقية 'نهر السند'، لتصرّح باكستان بأن ذلك التجميد بمثابة إعلان حرب يقابله تعليق اتفاقية وقف إطلاق النار بين البلدين فهذا النهر شريان الحياة الزراعي والصناعي لباكستان والمساس به تهديد وجودي! هكذا تبدو الوقائع على الرقعة الملتهبة، ولكن إذا ما فتحنا الخرائط فإننا نسمع من وراء البحار تشجيعاً ضمنياً من واشنطن لنيودلهي في اتخاذ خطوات حازمة تجاه باكستان. ونقرأ بياناً صينياً مبهماً يدعو إلى ضبط النفس، وحماية طرق التنمية الإقليمية. كيف يُقرَأ الحدث في بيئته الجيوسياسية؟ توصف كشمير بأنها برميل بارود إقليمي، لأسباب: – كونها منطقة حدودية متنازع عليها تاريخياً – أنها ذات ثقل في التوازن ديني فسكانها مسلمون وحاكمها هندوسي – أن الهجوم الأخير جرى في منطقة حيوية تمر فيها أجزاء من مشروع الصين CPEC. وهنا نكون قد أمسكنا بالعقدة.. نعم، فقد فهمت الصين تماماً أن المطلوب رأس الـ'CPEC' ذلك الممر البري الاقتصادي الضخم بين الصين وباكستان الذي يضم عدداً من مشاريع البنى التحتية في باكستان والذي يربط مدينة 'كاشغر' الصينية بميناء 'كـوادر' الباكستاني كجزء من 'مبادرة الحزام والطريق الصينية'. فهو الكوريدور البحري للصين نحو بحر العرب! بالإضافة إلى كون الصين تهيمن على أجزاء كبيرة من المعادن النادرة داخل باكستان. فاشتعال المنطقة يعني ضرب المصالح الصينية دون المساس بالصين مباشرة. ربما تكون الولايات المتحدة فعلاً هي المستفيدة من هندسة هذا التوتر؟! قبل تحليل المستفيد والخاسر؛ نشير إلى اهتمام العالم اليوم بمدى تماسك توازن الردع بين الهند وباكستان الذي يصفه مراقبون بالهشّ نظراً لامتلاك البلدين سلاحاً نووياً محمّلاً بتاريخ من الحروب المتجددة. فالردع قائم، لكن النوايا غير مضمونة في بيئة مشحونة عقائدياً وقومياً. ختاماً، من المستفيد ومن الخاسر وما مخاطر كلٍّ من الدول سالفة الذِكر؟ – أمريكا: مستفيظة من ضعف الصين في خاصرتها، وتبتز الهند بملف الأمن مقابل الأسواق، ولكنها تفتح جبهة قد تخرج عن السيطرة – الصين: تتعرض مصالحها للخطر، لكنها تتريث لتفادي الانجرار إلى مواجهة إقليمية. وقد يأتي الوقت لاحقاً بعد استكمال الترسانة إلى نشر أدوات ردعها الأمنية من حماية ممراتها الاقتصادية – باكستان: تُحشَر في الزاوية، ولكن قد تستجلب دعماً صينياً أو تركياً أو حتى سعودياً في المقابل – الهند: تُستخدم كقوة موازنة للصين، ولكن على حساب استقرارها الداخلي. – شعوب المنطقة: كما هي دائماً الضحية الكبرى، حيث ترتفع الأسعار، وتُهدّد التنمية والأمن الغذائي، وأخطر من ذلك إذا اندلعت الحرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store