٠٥-٠٥-٢٠٢٥
هجوم إسرائيلي على "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة... والسفينة تغرق
أعلن تحالف أسطول الحرية المتجه إلى
غزة
لكسر الحصار على القطاع أن إحدى سفنه تعرّضت لهجوم بطائرة مسيّرة في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا، مصدراً نداء استغاثة، ومشيراً إلى أن السفينة مشتعلة وتغرق.
وأفادت شبكة سي أن أن الأميركية، نقلاً عن التحالف، بأن 30 شخصاً كانوا على متن سفينته التي تحمل مساعدات إنسانية عندما وقع الهجوم بعد منتصف ليل الجمعة بالتوقيت المحلي.
وقالت المسؤولة الصحافية في التحالف ياسمين أكار للشبكة عبر الهاتف من مالطا: "هناك ثقب في السفينة الآن، وهي تغرق"، وأشارت إلى أن السفينة أطلقت نداء استغاثة للدول المجاورة، بما فيها مالطا، وأنه جرى إرسال "قارب صغير" من جنوب قبرص. وأكدت المسؤولة نفسها أنها تمكنت من الاتصال بأفراد من طاقم الأسطول بعد إرسال نداء الاستغاثة.
BREAKING: At 00:23 Maltese time, a
#FreedomFlotilla
ship was subjected to a drone attack. The front of the vessel was targeted twice, resulting in a fire and a breach in the hull. The ship is currently located in international waters near
#Malta
. An
#SOS
distress signal was sent.
— Freedom Flotilla Coalition (@GazaFFlotilla)
May 2, 2025
وأشارت أكار إلى أن السفينة التابعة لـ"أسطول الحرية" موجودة الآن على بعد 17 كيلومتراً من سواحل مالطا في المياه الدولية، مؤكدة أنها تعرضت لهجوم بطائرة مسيّرة مرتين، ولافتة إلى أن المولدات الموجودة في مقدمة السفينة كانت الهدف. وأضافت أن "هذا القارب لا يوفر الكهرباء اللازمة للسفينة في الوقت الحالي"، مشيرة إلى أن التحالف لم يتمكن من الاتصال بالسفينة المستهدفة. وقالت أكار: "لدينا 30 ناشطاً دولياً في مجال حقوق الإنسان على متن تلك السفينة التي تغرق في هذه اللحظة". ولم يتهم "أسطول الحرية" أي جهة بالوقوف وراء الهجوم.
تحقيق متعدّد الوسائط
ضحايا المناطق العازلة... فلسطينيو غزة في حصار أبدي
من جهته، قال المنظم الرئيسي لتحالف أسطول الحرية تياغو أفيلا: "نحن ندرك أن القارب تضرر بشدة"، مشيراً إلى أن التحالف لا يعلم ما إذا كان أحد قد أصيب. ويضم تحالف أسطول الحرية الدولي عدداً كبيراً من الناشطين ومنظمات المجتمع المدني الدولية، بينها هيئة الإغاثة الإنسانية (IHH) التركية، وقد شكّلته منظمات مجتمع مدني من 12 دولة.
إلى ذلك، أعلنت حكومة مالطا السيطرة على الحريق الذي اندلع في سفينة أسطول الحرية ليلاً، مشيراً إلى أنها تخضع للمراقبة من قبل الجهات المختصة. ولفتت في بيان أوردته وكالة رويترز إلى أن أسطول مساعدات غزة كان على متنه طاقم من 12 فرداً وأربعة مدنيين، ولا أنباء عن إصابات.
ناشط تونسي يروي تفاصيل استهداف "أسطول الحرية"
في سياق متصل، أكد عضو تنسيقية العمل المشترك من أجل فلسطين وائل نوار، في تصريح مع "العربي الجديد" أنه كان مقرراً أن يكون برفقة زوجته جواهر شنني ضمن أسطول الحرية المتجه إلى غزة، ولكن بسبب تأخر التأشيرة تعذّر عليهما الالتحاق بالسفينة التي تضمّ 30 ناشطاً من عدة بلدان. وأضاف نوار أنهم تلقوا منتصف الليل نداءات استغاثة من رفاقهم هناك، وأنه جرى إعلامهم بالتعرض لهجوم بطائرة مسيّرة إسرائيلية والتي قصفت مرتين محرك السفينة بالمياه الدولية قبالة سواحل مالطا.
وأكد نوار أنهم تلقوا نداءات استغاثة عدة، بعد أن اشتعلت النيران بالسفينة، وأُخبروا بأنهم بصدد الغرق، مبيناً أن الاتصالات قُطعت حالياً، ولا توجد أي محاولات جادة للإنقاذ من روما أو من مالطا. وأضاف أن رفاقهم طلبوا منهم إرسال الإنقاذ من تونس باعتبار قرب السواحل، للمساهمة في عمليات الإنقاذ، مبيناً أنهم بصدد الاتصال بالقوات البحرية التونسية.
تركيا تدين بـ"أشد العبارات" الهجوم الإسرائيلي
من جانبها، دانت وزارة الخارجية التركية بـ"أشد العبارات" الهجوم على السفينة. وأفاد بذلك متحدث وزارة الخارجية التركية أونجو كتشالي، الجمعة، في منشور عبر حسابه على منصة إكس، تعليقاً على استهداف السفينة ليل الخميس ـ الجمعة. وأوضح كتشالي أن الخارجية التركية تلقت نبأ الهجوم الذي استهدف سفينة تابعة لتحالف أسطول الحرية (Freedom Flotilla Coalition - FFC) أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة مالطا.
وتابع أن الهجوم الإسرائيلي استهدف سفينة كونشينس "الضمير"، والتي كان على متنها مواطنون أتراك، أثناء إبحارها في المياه الدولية قبالة سواحل مالطا. وأشار إلى أن جميع أفراد الطاقم والركاب بخير من حيث الحالة الصحية، مضيفًا: "نقوم بإجراء أعمال التنسيق اللازمة بالتعاون مع السلطات المالطية لضمان نقل مواطنينا إلى مكان آمن".
وأكمل متحدث الخارجية التركية: "ندين بأشد العبارات هذا الهجوم الذي استهدف سفينة مدنية في المياه الدولية، والذي يُعد تهديدًا واضحًا لحرية الملاحة والأمن البحري". ولفت إلى وجود ادعاءات تفيد بأن الطائرة التي استهدفت السفينة كانت مسيّرة تابعة لإسرائيل، مشددًا على أن تركيا ستتابع الأمر حتى النهاية. وأكد قائلًا: "سيتم اتخاذ جميع المبادرات اللازمة لكشف تفاصيل الهجوم في أقرب وقت، وضمان محاسبة المسؤولين أمام العدالة".
"حماس": الهجوم الإسرائيلي على "أسطول الحرية" إرهاب دولة
وفي تعليق لها، قالت حركة حماس، في بيان، إن هجوم جيش الاحتلال على سفينة "الضمير" في المياه الدولية جريمة قرصنة وإرهاب دولة، تستدعي إدانة وتدخلاً دولياً عاجلاً، لافتة إلى أن "هجوم مسيّرات جيش الاحتلال الصهيوني المجرم على سفينة "الضمير"، التابعة لأسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، ليل أمس في المياه الدولية، أثناء توجهها لإغاثة أهلنا في قطاع غزة، هو جريمة قرصنة وإرهاب دولة منظم".
ودانت بأشد العبارات هذه الجريمة التي تعكس الطبيعة الإرهابية لكيان الاحتلال، وتحديه السافر لإرادة الإنسانية والعدالة، محمّلةً حكومته الفاشية المسؤولية الكاملة عن سلامة السفينة وطاقمها الذي يواجه خطر الموت جراء هذا الاستهداف الإجرامي. وأضافت: "نثمّن جهود طاقم السفينة الشجعان، وجهود كل ناشطي كسر الحصار والعدوان عن غزة حول العالم، ونشد على أيديهم وندعوهم لمواصلة مسيرتهم لفضح فاشية مجرمي الحرب الصهاينة".
وطالبت الحركة كل دول العالم بإدانة هذه الجريمة، داعيةً مؤسسات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي إلى التدخل لوقف انتهاكات كيان الاحتلال المارق، وإلزامه بوقف عدوانه على الشعب الفلسطيني ومحاسبة قادته على جرائمهم ضد الإنسانية.
وتذكّر هذه الحادثة بجريمة جيش الاحتلال الإسرائيلي في 31 مايو/ أيار 2010، عندما هاجم بالرصاص الحي سفن "أسطول الحرية" حينما كانت في المياه الدولية تتجه نحو غزة لفك الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ عام 2006 وإيصال مساعدات إنسانية. وكانت السفينة "مافي مرمرة" التركية ضمن الأسطول وعلى متنها أكثر من 500 ناشط ومتضامن، أغلبهم أتراك، واستُشهد عشرة أشخاص جرّاء الهجوم الإسرائيلي.
حزب الله: كيان لا يعرف إلا الإرهاب والغطرسة
من جهته، دان حزب الله اللبناني بشدة "العدوان الصهيوني الجبان الذي استهدف سفينة الضمير العالمي في المياه الدولية، المتجهة لإيصال مساعدات إنسانية لأكثر من مليوني فلسطيني يخضعون لحصار خانق وجائر في قطاع غزة". وقال حزب الله في بيان إن هذا الاعتداء على سفينة مدنية سلمية تحمل مساعدات إغاثية "يشكّل انتهاكاً فاضحاً للقوانين والأعراف الدولية والقيم الإنسانية، ويؤكد مجدداً أن هذا الكيان المارق لا يحترم أي قرارات دولية ولا يعرف إلا الإرهاب والغطرسة، ولا يتورع عن استخدام كل الوسائل المحرمة دولياً لتحقيق مآربه وإشباع تعطشه للدم والدمار".
واعتبر حزب الله أن "هذه الجريمة، كما سائر الجرائم والمجازر في غزة وسواها، ما كانت لتقع لولا الدعم الأميركي الفاضح لهذا الكيان المؤقت، والتواطؤ الدولي المعيب والصمت العربي المخزي اتجاه حرب الإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني"، داعيا إلى "أوسع إدانة دولية وعربية لهذه الجريمة التي تكشف حقيقة العدو الصهيوني"، كما دعا إلى "حماية السفينة وطاقمها والناشطين على متنها، والتنبّه من غدر العدو الإسرائيلي الذي لم يتورّع قبل سنوات عن استهداف السفينة مرمرة وقتل عدد من ركابها".