أحدث الأخبار مع #هيجل


شبكة النبأ
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- شبكة النبأ
المعرفة الفلسفية والتقاطع البراجماتي
مفتاح المعرفة في الفلسفة الذرائعية أن التجربة العمليانية للافكار هي الفلترة التجريبية الوحيدة المقبولة التي تقود صحتها الفكرية بعد نجاحها الاختبار التجريبي تحقيقها المنفعة المجتمعية التطبيقية بالحياة والواقع. بمعنى مختصر التجربة العملانية للتاكد من صحة وصوابية الافكار المجردة ونتائجها تسبق تفكير العقل بها ونتائج مدركاته عنها... احدى مقولات كانط مثار نقاش جدلي قوله ( المعرفة تبدأ بالتجربة ولا تنشأ عنها) وبداية الاصطدام بجدار الممانعة في قبول تمرير صحتها القلقة يأتي من الفلسفة البراجماتية (الذرائعية) الامريكية التي تعتمد مفتاح المعرفة ليس في ادراكها العقلي المنظم الذي يصل حد تطابقها مع الواقع وبذا تكتسب جواز مرورها غير الصائب دليل ذلك قول هيجل ماهو عقلي واقعي وماهو واقعي عقلي وإن شاب تعبير هيجل الكثير من التبسيط المخل منها تغييبه التجربة العملانية التي استثمرتها الذرائعية الامريكية افضل استثمار نوعي فلسفي حين اعتبرت نجاح كل معرفة هما التجربة وتحقيق المنفعة منها وليس الاقرار بثنائية صحة تطابقها الادراكي العقلي مع الواقع.., عبارة هيجل كل ماهو واقعي عقلي وكل ماهو عقلي واقعي هي تعبير عن الادراك وليس تعبيرا عن معرفة الشيء وتجربة الانتفاع منه. الادراك هو غير معرفة الشيء التام بالتجربة العملانية. وليس ادراك الشيء ومعرفة خواصه يمنحه تلقائيا (التجربة ) العملانية الصائبة من حيث تستطيع منظومة العقل الادراكية (الحواس + شبكة الاعصاب + الدماغ) ان تمنح الافكارنتاج العقل التفكيري في مطابقتها الواقع لكنها تبقى تلك الافكار فاقدة المشروعية التجريبية كي تكون فكرة عملانية قابلة للتطبيق الناجح على ارض الواقع وفي تطبيقها تتحقق المنفعة العامة بالحياة. مفتاح المعرفة في الفلسفة الذرائعية أن التجربة العمليانية للافكار هي الفلترة التجريبية الوحيدة المقبولة التي تقود صحتها الفكرية بعد نجاحها الاختبار التجريبي تحقيقها المنفعة المجتمعية التطبيقية بالحياة والواقع. بمعنى مختصر التجربة العملانية للتاكد من صحة وصوابية الافكار المجردة ونتائجها تسبق تفكير العقل بها ونتائج مدركاته عنها. والتجربة الاختبارية العلمية والفكرية اجدى نفعا من تفكير العقل المجرد التنظيري غير الخاضع للتجربة التطبيقية. تفكير العقل لا يكون على الدوام انتظاما صائبا في معرفة حقيقة مدركاته كونه يعتمد الحواس التضليلية للعقل وليس التجربة.. ومصادقة مقولات العقل القاطعة صحتها مقارنة بالمدركات الناتجة عن التجربة السابقة عملانيا لافكار مجردة تكون هي الاصوب والاكثر رجحانا من نظامية الافكار الادراكية المجردة الصادرة عن العقل بدون تجربة تطبيقية اختبارية لها. العقل لا يدرك حقائق الاشياء بتمام وكمال المعرفة الادراكية. مثلها كمثل الحواس فهي لا تنقل الاحساسات الخارجية عن موجودات العالم الخارجي من حولنا في تمثّلها حقيقة تلك المدركات حسيّا ايضا الى الذهن حيث تكون تلك الاحساسات المنقولة انطباعات لم يخضعها العقل بعد للتجربة ليتاكد من صوابها. ولذلك قيل الحواس خادعة للعقل مثال ذلك رؤية السراب في صحراء على انه ماء. بحسب فهمنا العبارة بمقاربة اخرى نقول كانط اراد بمقولته الاشكالية الفلسفية المعقدة ( المعرفة تبدأ بالمعرفة ولا تنشأ عنها) ان المعرفة حسية تبدأ بالحواس ولا تنشا عنها من غير مرورها التجريبي عبر منظومة العقل الادراكية التي هي الاخرى اي التجربة حسب كانط ليست كافية لمرور صحة الاخذ بتلك الافكار المعرفية التي استوفت كمال التجربة العقلية. في حين يؤمن كانط ان قالبي الادراك العقلي الزمكاني هما قالبان فطريان مزروعان بالعقل بغيرهما ينحل ويتلاشى الادراك ولا يوجد اثبات برهاني يقبله العلم والعقل عليه. ومع تطور تجربة كانط الفلسفية اعترف قبل وفاته بفضل ديفيد هيوم عليه قوله هيوم انقذني من وهمي الدوجماطيقي حيث انكر هيوم خرافة الافكار الفطرية الموروثة باستثناء ما تورثه الجينات في تكوين صفات الكروموسومات في DNAللشخص. نظام الافكار العقلي في مطابقة الواقع ادراكا تكامليا صحيحا لا يعني ان ذلك الانتظام اكتسب الصفة التجريبية الصالحة للتطبيق الناجح بالحياة. صحة الافكار يشترط اكتسابها الصواب النفعي المطلق للحياة في اجتيازها الفلترة التجريبية انها صائبة صحيحة اولا ومن ثم مطابقتها المعرفية التكاملية مع العقل في تحويله تلك الافكار من التجريد المنظم الى تكاملية تطبيقها الميداني التجريبي الناجح بالحياة. اكتساب المعرفة المجردة تنظيريا عن الاشياء لا يعني أن افكارها النظرية متسقة تماما تنظيريا تجريديا بما يقبله العقل عوضا عن التجربة العملانية الميدانية. بل اكتساب المعرفة يجب ان تهدف الى تطبيق ينتج لنا منفعة مجتمعية. لا يكفي تمرير صوابية الافكار من قبل العقل ان تكون ناجحة في التطبيق. بمعنى تعبيرنا في استعارة غير نصية لمقولة بروتا غوراس القرن الخامس قبل الميلاد الانسان مقياس كل شيء يعني البذرة التي زرعها بروتاغوراس ان الافكار السفسطائية التي كانت تهمة تلصق بالسفسطائيين وبروتاغوراس احدهم انهم باعة كلام نقاشي حواري مرتكزه مقارعة الحجة بالحجة للوصول الى قناعات فكرية فلسفية مجردة لا علاقة لها بالواقع والحياة بل بالميتافيزيقا البدائية في معنى الوجود والطبيعة ما قبل ظهور ميتافيزيقا التدين.. لماذا تكون المعرفة صائبة وصحيحة عملانية بعد مرورها بنجاح في اجتيازها التجربة.؟ المفارقة التي مهدت الى ان تعتبر الذرائعية منفعة الافكار هو في مرورها التجريبي واجتيازها الاختبار بما يقبله العقل في اشتراط تطابق صحة التجربة بما يحقق منفعة واقعية مجتمعية عملانية وليس انتظاما فكريا عقلانيا مجردا يمرره العقل من دون تجربة ميدانية لها.. . بمعنى الفكر بعد التجربة البعدية ليس لمعرفة صحة الفكر الانتظامية النسقية التجريدية في توصيفها الواقع. بل الفكر بعد التجربة الميدانية الاختبارية يغادر خاصيته التجريدية ولا يبقى فكرا انفصاليا عن واقع الحياة غير تجريبي منظما في اكتسابه قبول العقل تمرير تعبير اللغة عنه واخذ مجاله التطبيقي العملاني في تحقيق منفعة بالحياة. في اختلاف فهم كانط التجربة انها بداية صحيحة لكل معرفة لكنها لا تنشأ عنها مراوغة لفظية في الالتفاف على ان اسمى حقيقة معرفية هي ناتج تجربة واقعية صالحة للتطبيق وهو ما يأخذ به العلم . نعم يوجد الكثير جدا من المعارف المكتسبة كبديهيات موضوعية لا تحتاج برهان تحققها بالتجربة العملانية لانها اصبحت ليس ناتج تجربة بل ناتج معرفة تنظيرية اخذت مداها التطبيقي الناجح بالحياة بالتكرار الدارج النافع.. وهو ما لا يأخذ به هيوم وجون لوك وبيركلي. كانط في مقولته الفلسفية الاستعصائية على الفهم التوضيحي الفلسفي او العلمي كان يريد اختزال صدق المعرفة انها عملية عقلية صرفة لا علاقة لها بالتجريب الذي يسبق التطبيق العملاني. ويعتبر كانط ادراكات الحواس وشبكة المنظومة العصبية والعقلية هو بداية تجربة اصيلة تقودها منظومة العقل الادراكية كتجريد لكنه لا يمتلك برهانه على انه يمثل ادراكا حقيقيا صائبا ناجزا للعقل. افكار العقل التجريدية غير التجريبية التي لم تمر بمختبر فلترة الحياة لها لا قيمة حقيقية لها كونها محاورات على صعيد معنى اللغة بما هي لغة وليس معنى اللغة بما هي وسيلة ادراك معرفي يتوسّلها الانسان في تبديل الحياة الى الافضل.. يلاحظ هنا كم كانت الذرائعية الامريكية تمهيدا فلسفيا امام فتح اشكالية معنى اللغة لتصبح هذه الاشكالية الفلسفة الاولى بعد النصف الثاني من القرن العشرين بعد انتشار تيارات فلسفة اللغة ونظرية المعنى اللغوي وفلسفة العقل ونظرية الوعي المقصود وعلوم اللسانيات وغيرها قامت في بعضها كبدايات سرعان ما تخلت عنها مثل الفلسفة البنيوية وبعضها الاخر اصبح نهايات موغلة في غرابة التجريد وتطرفه في التضاد التفسيري الفلسفي في البحث عن معنى فائض اللغة كما في الفلسفات التاويلية والتفكيكية والعدمية وغيرها. ما تنقله مدركات الحواس هو انطباعات عابرة للذهن نحو الدماغ. وما يصدره الدماغ من مقولات معرفية ينقلها الوعي وتعبير اللغة في تفسير الادراكات التي تناولها الدماغ هي ليست صائبة وحقيقية ونافعة ما لم تمر بالتجربة العملانية في معرفة صدقها من عدمه. وهي ناتج مدركات حسية لم تخضع لتجربة التحقق من صدقيتها الميدانية في التطبيق المجتمعي النافع. من المسائل الجوهرية الفلسفية الهامة في فلسفة كانط حول الادراك والمعرفة مقولته الزمان والمكان لا يدركان كموضوعين منفصلين في المعرفة. بل هما ثنائية واحدة في التكامل الادراكي لا تنقسم على نفسها باستقلالية مادية يدركهما العقل كلا بمفرده. كل منهما موضوعا بذاته. يدركهما العقل موضوعين مكان وزمان كما يدرك بقية الاشياء المادية وغير المادية الخيالية. والزمان والمكان في تعالقهما الثنائي هما وسيلة ادراكية كما يعّبر كانط الزمان والمكان قالبي ادراك فطريان مزروعان بالعقل لا يمتلك العقل امكانية التحكم بهما لانهما يفقدانه خاصية التفكير اذا ما اراد العقل معرفتهما اليقينية كموضوعي ادراك معرفي له. ويكونان بالنتيجة وسيلة ادراك للعقل وليس موضوعا يدركه العقل انطولوجيا. هنا بهذا الفهم كانط يعتبر الادراك معرفة ليست يقينية صحيحة مطلقة ليس لانها غير مكتسبة كامل صوابها المتحقق بالتجربة كما ذهبت له البراجماتية بعد قرنين من الزمان على افكار كانط. بل كانط كان يشير الى بديهة علمية فلسفية الى ان كل مدركاتنا ومعارفنا هي مراحل زائلة بالتقادم الزمني عليها في تحقق الافضل. اي نسبية المعرفة وليس تجاوزها للقديم بسبب فشله وفقدانه للتجريبية الميدانية فقط...ما يدركه العقل قد يبدو حقيقيا واقعيا, لكن ليست كل حقيقة في موجود واقعي مدرك يمكنه ملازمة الصفة المعرفية المطلقة والنهائية له. العليّة (السببية) التي انكرها هيوم وتأثر بها كانط ملخصها انها ليست وسيلة معرفية بل هي اداة تضليل العقل في متاهات متعاقبة متوالية لا تقف عند حدود معينة. هنا اذا اعتبرنا العليّة هي سبب لتحقق نتيجة افضل نكون دخلنا في دوامة من السيرورة التغييرية المستمرة اللانهائية وهذه سنة الطبيعة وحياة الانسان عليها وتعالقه الثنائي بها. كل علّة قبلية تقود الى عليّة بعدية تكون فاعلة ومتجاوزة لما قبلها. وبهذه العملية الميكانيكية المستمرة في تعاقب سبب ونتيجة الى ما لا نهاية له. نصل بعدها الى حقيقية صادمة للعقل هي التوقف امام علّة بلا معلول وموجود مخلوق بلا خالق, هو الله. لتثار اسئلة لها بدايات لا نهائيات لها ترافقها اجوبة اكثر دهشة استعصائية من التساؤلات نفسها في مناقشة تفاصيل في الميتافيزيقا بلا جدوى. عندها يصبح البحث عن الحلول جزء مغذي لادامة استمرارية حيوية الاشكالية المستدامة في معالجة ثنائية السبب والنتيجة وليس الاسهام بادنى حل لها تعليلي في اعطاء البديل كما فعل هيوم وفشل فشلا ذريعا.. هيوم انكر السببية وانكر العقل لا مجال تفصيلها. هذه المتوالية من السيرورة سبب ونتيجة توقف العقل البشري الذي يؤمن بالعلة والنتيجة على انهما متواليات لا نهائية تحكم الكون والطبيعة والانسان والاهم من كل ذلك ان العقل اعتاد قبول ادراكهما كموضوعين تجمعهما ثنائية واحدة تقبل القسمة على نفسها بما يسهل مهمة العقل الادراكية التسليم بها وصحة الاستدلال المعرفي بتوسيلها التوظيفي. الفيلسوف ديفيد هيوم انكر ان تحكم حياتنا السبب والنتيجة على انهما وسيلة ادراك معرفي لنا واعطى امثلة فلسفية تناقض ما اطلق عليه هيوم تسليم العقل الجمعي بنتائج تكرار السبب والنتيجة انهما بديهية ثنائية اكتسبت برهانها الحقيقي بمرور الزمن (عادة) اعتادها الانسان بالحياة ليست بحاجة البرهنة على عدم وجودها كحقيقة علمية. وهذا برأيه غير كاف بحاجة الى برهنة موثوقية عليه. معتبرا ثنائية السبب والنتيجة (عادة) من الاعتياد المقبول في المجتمع وفهم مسار الحياة. باشلار وتنظيم الذاكرة باشلار في تاكيده اهمية الاستذكار الزمني لوقائع الماضي يدخل برومانسية تصنع من العاطفة معرفة ما فوق عقلية ادراكية تتعامل مع العلم قبل النفس وتجلياتها العاطفية تتجاوز التحقيب الزمني الموزع بين الماضي والحاضر والمستقبل وهذا التحقيب بذاته اشكالية في تداخل زمني لا يمكن الفكاك منه. يبدأ بوهم الحاضركزمن ليكون التحقيب الزمني مقتصرا على تداخل ماض ومستقبل فقط. يقول الفيلسوف العلمي جاستون باشلار ( الانسان لا يتذكر بمجرد التكرار وانه لا مناص له من تركيب ماضيه فالسمة هي حكاية النزوع في الانا, ومع الاستذكار لا يكتمل عمل التذكر ابدا. فالاستذكار لا يتناهى عندما ينتهي الحدث. لأن الذاكرة تكتمل بالصمت ) ص 67 من كتابه ( الزمن والجدل). تنظيم الذاكرة كخبرة تخزينية تراكمية مكتسبة ليست فطرية معرفية ترتبط بالذهن ولا ينوب عنها يكون عملا ذاتيا تحكمه الذاكرة والارادة والوعي القصدي النفعي بالحياة. مخزون الذاكرة هو وقائع استذكار الماضي الذي حدثت به برغبة ارادة ذاتية قصدية من الفرد. وبغياب تنظيم ارادة الاستذكار كحوادث من الماضي يلعب المخيال التصوري الناقص او الفائض دورا مهما في تعويض نسيان استذكارات الذاكرة. الذاكرة في الكثير الاعم تكون ناقصة الاستذكار بتقادم الزمن على مخزونها اتراكمي الخبراتي. لذا يقوم الخيال بتويض النقص الاستذكاري الى اضافة مالم يكن حدث في وقائع الماضي والتلاعب فيها تحت رغائب عديدة تخون التاريخ الصادق. علينا هنا اثناء ممارستنا الاستذكار الماضي ان ندرك جيدا ان زمن الاستذكار هو غيره زمن التحقيب الوقائعي التاريخي. ما يرتب على هذه الحقيقة ان الماضي وقائع تاريخية تعرف بدلالة زمنية محايدة تلازمها ولا تكون جزءا منها. اي نحن ندرك الماضي كتاريخ وليس كزمن. والشيء المهم ان عملية الاستذكار زمنها الوهمي هو الحاضر الذي نعيشه. والحاضر زمن وهمي افتراضي وليس وجودا زمنيا ندركه بدلالة زمنية لا يدركها العقل. توجد نظريات فلسفية حديثة تنكر وجود زمن لا يدركه العقل. السؤال هو لماذا نحن بحاجة الى تنظيم ماضينا في استذكاره كوقائع تاريخية وليس كزمن يحتوي تاريخه.؟ هنا الاستذكار يكون في وقت اكتسب فيه الماضي ثبات تاريخه كوقائع حدثت بتاريخ تدويني معيّن. الاستذكار يزامنه النسيان في حال كونه اي الاستذكار تجريدا مصدره الخيال وليس وقائع التاريخ المدوّنة. وعندما نقول استذكار وقائع التاريخ فلا نقصد بهذا التاريخ تاريخ الحكام والحروب ونشوء الافكار الفلسفية والعلمية. وانما الماضي كتاريخ يشمل السير الذاتية العمرية للانسان كفرد عاش تاريخه الشخصي في تنمية ذاتيته ويستذكره حاليا كمعرفة او حلم يقظة او رومانسية حالمة يانس نفسيا بها. علينا التوقف قليلا امام عبارة باشلار المنقولة عنه ( الاستذكار لا يتناهى عندما ينتهي الحدث لان الذاكرة تكتمل بالصمت ) نقلا عن المصدر السابق. هنا حسب تعقيبي المتسارع افهم ان الصمت اما ان يكون تفكيرا بموضوع مادي او استذكارا لحوادث الماضي دونما التعبير عنها بلغة الصوت ولا بلغة الكتابة بل يكون التعبير عنها بلغة الصمت. واما ان يكون الصمت استذكارا لموضوع مصدره خزين الذاكرة وهنا تلعب لغة الصمت اعلى اخصاب تخييلي للفكرمن دون ملازمة تعبير اللغة عنه. الاستذكار والزمن بالعودة الى ان الاستذكار في حقيقته يجمع زمانين, زمن الحاضر الذي يحصل فيه الاستذكار لحوادث الماضي, والزمن الماضي الذي وقعت فيه الحوادث التي اصبحت ثوابت تدوينية. امام هذه الحقيقة تكون عملية الاستذكار مزدوجة لا تتم وتكتمل الا بالصمت الذي يجعل من الذاكرة التخييلية تحقيبا من الماضي في تكامله حاضرا لم يعد محتاجا لزمن آخر يلازمه. نرى مهما التذكير ان جاستون باشلار يشاطر رأي ليفي شتراوس في فهمهم كفلاسفة البنيوية انهم يعتبرون الكتابة انثروولوجيا سابقة على لغة الصوت ويعّبر بيار جانيه عن ذلك مقولته ( كل ما انشأه الانسان في البداية هو السرد وليس التسميع على الاطلاق) نقلا عن كتاب باشلار الزمن والجدل. هنا واضح بيار جانيه يحاول تغليب اختراع الانسان للكتابة قبل اختراعه لغة الحوار الصوتية. ارى تنظيم الذاكرة خارج حسابات باشلار في محاولته تطويع الزمان والمكان لما ترغبه النفس والعاطفة الحالمة ان الماضي هو الحاضر والمستقبل بدليل غنى الماضي مقارنة بفقر الحاضر والمستقبل. وافضل الاشياء التي يتغنى بها باشلار في حلم اليقظة هو ما انجزه الماضي فقط ويستذكره بحنين عاطفي طاغ على العقل والوجود في زمن يعيشه في الآن. المعنى باللغة دلالة تجريدية متموضعة بالاشياء المدركة وبالمواضيع التي مصدرها الخيال. وكلا الموضوعين يتم التعبير عنهما بلغة الصوت او لغة التدوين المكتوبة بنفس الآلية الابجدية التي يتعامل بها شعب من الشعوب او امة من الامم. بمعنى لغة التجريد في التعبير عن مدركات العالم الخارجي وموضوعات الخيال الصامتة هي تفكير تجريد لغوي ابجدي باختلاف صوت اللغة خارجيا وصمت اللغة داخليا. يذهب فلاسفة السلوك اللفظي اللغوي يتقدمهم سكنر معنى اللغة وعي قصدي يروم البحث عن فهم اكثر مما يعرفه في فائض المعنى اللغوي الذي لم تفصح عنه اللغة. والمعنى اللغوي الذي دافعه ومصدره سايكولوجي هو محاولة فرض المعنى الذهني على الشيء المقصود في محاولة تطابق ما في سايكولوجيا قصدية تفكير الذهن مع واقع الشيء المادي في العالم المحيط بنا. اصحاب فلسفة السلوك اللفظي يؤمنون بان اللغة هي سلوك نفسي يمارسه الفرد داخل مجتمع. الوعي السايكولوجي القصدي لا يحمل معنى متحقق بالضرورة القصدية, بل احتمال كبير ان المعنى اللغوي المتموضع بالاشياء يقاطع الوعي القصدي قبل التحقق الادراكي الذي ينفرز عنه صحة او خطا المعنى المقصود. الارادة والزمن الارادة الانسانية لا تخلق زمانا لها ولا ازمنة لغيرها. الارادة حاجة ينفذها السلوك للوصول الى تداخل تخارجي مع ثلاثة عوالم هي :علاقة الارادة بعالم الذات والنفس, وعلاقة الارادة بموجودات العالم الخارجي, وتخارج الارادة مع عالم الخيال المستمد من الذاكرة. الارادة الانسانية لا تخلق زمانا خاصا ولا ازمنة جمعية, والارادة لا تقود الزمن, بل الارادة كما ذكرنا تدخل في علاقة تخارج غير جدلي بل تخارج معرفي تكاملي مع مواضيع يدركها الانسان موزعة عديدة ويتعامل معها الزمن بحيادية انفصالية عنها .الارادة الذاتية والزمن جوهران يتحدان معرفيا وينفصلان بالصفات والجوهر. الاستذكار المكاني والنفس الاستذكار في فهم جاستون باشلارالذي يمارسه ويعتمده في المخيال القائم على حلم يقظة يستحضر المكان من الماضي ويبني عليه استثارة نفسية تجعله ينتشي بنوع من تغييب الحاضر في استجلاب ما يعلق بالذاكرة من غبطة ونشوة يكون عاشها بنفسه. وتنظيمه الاستذكار هو تنظيم مخيال الذاكرة بضوء رغائب النفس. تنظيم الاستذكار لدى باشلار تتم ممارسته باستجلاب قطوعات تذكريّة من الوقائع التاريخية التي مركز الاستثارة بها المكان وليس الماضي كزمن مجردا من ملازمته المكان. وهذا الاستذكار ذاكرة تنظيمية عمادها استثارات نفسية بل كل ارادة نفسية لا علاقة لها بثوابت من الماضي كزمن يحتوي حوادثه الخاصة به.لماذا يكون الاستذكار متجها نحو الماضي وليس نحو المستقبل. هل لان الماضي حوادث ووقائع تتسم بالثبات الذي يصلح معيارا للقياس النفسي؟ والمستقبل مجهول هلامي لا تجارب نفسية فيه تقود الى اهمية استذكاره. والذاكرة لا تنظم نفسها ذاتيا بمعيار مستقبلي لم يعرف بعد ولم يكتمل كحضور مكاني تكون للنفس ذكريات فيه.


الاتحاد
٣٠-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- الاتحاد
الحوار مع ابنتي أصعب من الحوار مع هيجل
الحوار مع ابنتي أصعب من الحوار مع هيجل لا تكلّ ابنتي ذات السنوات الستّ من طرح الأسئلة الوجودية، ثم طرح أسئلة أخرى من داخل الإجابات، ثم أسئلة ثالثة من داخل الإجابات الثانية، وهكذا.. حتى أجد نفسي إزاء مجموعة لا نهائية من الأسئلة، هي أسئلة لها بداية ولكن لا توجد نقطة لنهاية السطر. قالت لي إنجي: قالت لي أمي.. إن غداً إجازة من المدرسة.. لماذا؟.. قلتُ لها: لأن غداً رياح شديدة وأتربة ورمال، لذلك سيتم إغلاق المدرسة. قالت: وكيف عرفتم أن غداً هناك رياح؟.. قلتُ: لأن العلماء الذين يتابعون الأحوال الجوية قالوا ذلك. قالت: ولماذا قالوا الآن ونحن بالليل وغداً المدرسة؟ لماذا لم يقولوا لنا ونحن في المدرسة اليوم؟ قلتُ: لأنهم لم يعرفوا قبل ذلك ولكنهم عرفوا الآن. قالت: وكيف عرفوا الآن؟ قلتُ: هناك أقمار اصطناعية وهناك محطة في الفضاء، هناك، فوق، بعيداً جداً، بُعد السحاب، وقد شاهدوا الرياح تتحرك من بعيد، وأنها تقترب من مدرستكم غداً. قالت: ولماذا تحركت الرياح؟ وأين كانت قبل أن تتحرك؟ ولماذا تأتي لمدرستنا؟ قلتُ لها: الله هو الذي خلقنا وخلق الرياح، وهو الذي يحركها، ولكن أيضاً.. هناك أسباب لحركة الرياح موجودة في كتب العلوم، سوف تدرسينها حين تكبرين. قالت: ولماذا خلق الله الرياح؟ ولماذا يحركها حتى تصل إلى هنا؟ قلتُ لها: هذا العالم فيه رياح وأمطار، وبحار ورمال، هناك أشياء كثيرة جداً في هذا العالم. هناك منطقة تعاني من خطر واحد، وهناك مناطق تعاني من أخطار كثيرة. لكن يجب أن نذاكر جيداً في المدرسة، لنعرف كيف نواجه هذه المخاطر. قالت: ولماذا توجد مخاطر؟ لماذا لا يصبح الناس كلهم «هابي»؟ قلتُ لها: حتى نعرف الطيبين مِن الأشرار، ومَن يساعدون الناس والذين يظلمون الناس.. لولا ذلك لما عرفنا الطيب من الشرير؟ قالت: ولماذا يوجد شرير؟ في التليفزيون الشرير «فري سترونج».. لماذا هو قوي جداً؟ قلتُ لها: هو قوي بعض الوقت لكنه بعد ذلك يصبح ضعيفاً. قالت: هو يقتل الطيبين وهو قوي، وبعد أن يصبح ضعيفاً لا يعود الطيبون للحياة. قلتُ لها: لكن هناك طيبين آخرين يعيشون بعد ذلك سعداء لأن الشرير أصبح ضعيفاً. قالت: وكيف صعد الناس إلى فوق وشاهدوا الرياح وهى تذهب إلى المدرسة؟ قلتُ لها: هناك مركبات فضاء مثل السيارات تصل إلى هناك، وهناك أقمار اصطناعية فيها كاميرات ترسل لنا الصور مثل موبايل جدتك حين نرسل لها الصور. قالت: وكيف تصل الصور إلى جدتي؟ قلتُ لها: تنتقل عبْر الهواء من هنا إلى هناك. قالت لي: وأين الهواء؟ قلت لها: كل هذا الفراغ هواء. قالت: وأين يذهب الهواء في الإجازة غداً؟ هل هو يخاف من الرياح؟ قلتُ لها: الهواء هو الرياح.. لكن الهواء لا يتحرك كثيراً، والرياح تجري بسرعة. قالت: كيف عرفتَ ذلك.. هل أنت ترى الهواء؟ أنا لا أرى الهواء، أريد أن أرى الهواء.. إنه «كيوت»، يجب أن نحميه من الرياح.كانت إنجي لا تزال تطرح الأسئلة، وبدأتُ أفقد قدرتي على الإجابة البسيطة. وقد تعللّت بأنني مشغول، وأنني سوف أتحدث معها عن الرياح مرة أخرى. يا إلهي.. كل الأطفال هيجليون، الفكرة ونقيضها ثم فكرة ثالثة ثم نقيضها، وفكرة أخرى. لا نهاية للجدلية الهيجلية الطفولية. بعض الأطفال أرسطيون.. يطرحون أسئلة المنطق البديهية، ويمكنهم الاقتناع سريعاً، حتى لو قمتُ بتفسير الماء بالماء، وبعضهم هيجلي يسأل ثم يسأل، وبعض الأطفال سوفسطائيون.. يستخدمون الثرثرة وطرح الأسئلة البسيطة المعقدة.. لمجرد الإرهاق، وكلما انتهينا إلى جواب، عادوا لجولة إرهاق جديدة.. لا تعنيهم الإجابة بقدر ما يهمهم طرح السؤال.. كأنهم يتحدثون إلى أنفسهم، يسألون بصوت مرتفع، ويفكرون في السؤال التالي من دون الاكتراث بإجابة السؤال الأول. يقول الخبراء: لا يجب أن تسخر أو تملّ أو تهمل، بل ابذل جهداً وأحسن الجواب. وبالنسبة لي.. فإنني رحتُ أبحث عن كتاب «الفلسفة للأطفال».. لا يمكنني الإجابة وحدي، لابد من الاستعانة بفيلسوف.. فالحوار مع ابنتي أصعب من الحوار مع هيجل. *كاتب مصري


الوطن
٢١-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- الوطن
يوم التأسيس وفلسفة التاريخ
لن أتحدث عن يوم التأسيس من زاوية (التأريخ/بهمزة على الألف) كسردية منتقاة تأخذ هذه وتترك تلك، ولا من زاوية (التأريخ) كأحداث تحصل خبط عشواء يدونها المؤرخون يوماً بيوم كأخبار جريدة صباحية، ولن أتحدث عن (التاريخ بلا همزة) كما يراه كارليل ممثلاً في (الأبطال وعبادة البطولة)، ليصبح الفرد هو صانع التاريخ المطلق (السوبرمان)، ولا كما يراه جورجي بليخانوف في (دور الفرد في التاريخ)، حيث يصبح الفرد مجرد أداة لعوامل اجتماعية واقتصادية أكبر، بل سأكون وسطاً في ذلك، محاولاً مقاربة المسألة وفق نظرية هيجل في التاريخ ـ كما أفهمها ـ والتي ترتكز على ركنين (العقل والحرية)، والحرية في أعلى تجلياتها لا تكون في نظر هيجل دون وجود (الدولة)، فالدولة أعلى تجليات الحرية، فالإنسان العاقل لا يكون حراً بلا دولة، فبدون الدولة يكون أقرب للوحشية والبربرية؛ لأنه بلا قوانين، وبدونها يعيش الإنسان وفق ضرورات الغريزة في البقاء كسائر الثدييات مهما حاول التماسك بالأعراف والتقاليد التي تقيم له أود حاجته كفرد في قبيلة، دون أن ترفع له عمود حضارته كمواطن في دولة، وعندما ندرك ذلك نرتبط بمشهد الدولة السعودية الأولى عام 1727م متسائلين عن موقع (العقل) المرتبط بالحرية وفق نظرية هيجل، وهنا يظهر دور الإمام محمد بن سعود كتجلٍ لإرادة العقل المطلق في التاريخ، وكتجسيد حي لفاعليتين لا تنفكان عن بعضهما: الفاعلية الأولى خاصة بالفرد (ذاتية)، وتتمثل في إرادة البطولة في الإمام محمد بن سعود وفي عقبه من بعده لثلاثة قرون متتالية، وإرادة البطولة ثمنها غالٍ ومكلف جداً، (لولا المشقة لساد الناس كلهم الجود يفقر والإقدام قتال)، وقد دفعت هذه السلالة العريقة أكلاف البطولة (سجناً ومنفىً ودماً) مرِّات ومرَّات قرناً إثر قرن، كتعبير عن الفاعلية الثانية الخاصة بالظرف التاريخي خلال ثلاثة قرون، تتكرر فيها استجابة المكونات الداخلية لهذه البطولة بالقبول والولاء والطاعة، ولهذا من حق المنصفين أن يروا في الملك عبدالعزيز وذريته وصولاً إلى ذرى أرومتهم الخالصة النبيلة في 1727م أكثر مما قاله هيجل في وصف نابليون عندما رآه: (إنه التاريخ يركب حصاناً). قد يستغرب البعض هذا الربط بين الحرية والعقل وفق الشرط الهيجلي وبين الإمام محمد بن سعود، والسبب يعود إلى مفهوم الحرية القلق عند هؤلاء البعض، بينما التزامنا بالشرط الهيجلي يفسر لماذا كان حرص الإمام محمد بن سعود على إقامة الدين ونبذ البدع مكوناً مهما في (حركة التاريخ)؟ لأن فيها تحقيقاً للحرية بالمعنى الديني في (لا إله معبود بحق إلا الله)، وهذا الشرط في الحرية هو ما كانت تتعطش له جزيرة العرب أمام الخرافات التي يغذيها العثمانيون أكثر وأكثر، ليأتي الإمام محمد بن سعود فيمنح أبناء جزيرة العرب ما تحتاجه قلوبهم من (تحرر روحي/عقائدي)، ينعكس على واقعهم التاريخي طلباً للحرية ورفعاً للضيم بالمعنى الهيجلي، فإن تفاخرت العراق والشام بعروبتها التي استحلبتها من مدارس استعمارية لترجمات غربية عن القومية، فإن لنا الفخر بأننا قوميون عروبيون على السليقة منذ أسلافنا على هذه الأرض، فكانت جيلاً إثر جيل حتى تجلت المملكة العربية السعودية حامية شوكتنا ومعنى وجودنا السياسي، بكل ما في العروبة من سليقة وصفاء وما في الدين من فطرة ونقاء، دون حاجة إلى أيديولوجيا قومية عفلقية أو ناصرية، أو دينية إخوانية (قطبية أو سرورية)، بل سعودية شعارها سيفان ونخلة عربية كريمة، رايتها سيف تحت رمز حريتها في (نفي العبودية لغير الله) مع خلفية خضراء كإشارة للرخاء والنماء بإذن ربها، ويبقى لنا الفخر بالعاصمة (الرياض) كقلب جزيرة العرب، ومنها كانت العروبة بالفطرة والسليقة لا بالأيديولوجيا، وعلى أرضنا الحرمين، مكي يستقبله مليار ونصف مسلم، ومدني نجاور فيه نبي هذه الأمة وآله الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام، فهل عرفنا الفرق بين فخرنا العربي والديني وتفاخر غيرنا، وشتان ما بين الفخر بيوم التأسيس قبل ثلاثة قرون والتفاخر بيوم الجلاء قبل أمس.


عكاظ
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- صحة
- عكاظ
أيهما أسبق العقل أم التفكير؟
سألني صديقي عن أيهما أسبق العقل أم الفكر، وتشعب السؤال لعدة محاور تتعلق بمدى الارتباط العضوي للمخ بالإدراك والقلب، ودور القلب وعلاقته بالفكر والأحاسيس. وكان جوابي بوجه عام بأن العقل، المخ، الدماغ، والفكر مصطلحات تُستخدم غالبًا في سياقات مختلفة، ويرتبط كل منها بجانب من جوانب الجهاز الذهني والإدراكي لدى الإنسان. القلب يختلط على البعض فهم وظيفته الأساسية والخلط بينه وبين الدماغ، القلب في السياق البيولوجي والعلمي عضو في الجهاز الدوري لضخ الدم في جسم الإنسان، ودوره هو ضخ الدم المحمل بالأكسجين والمواد المغذية إلى أجزاء الجسم المختلفة. من ناحية أخرى، الدماغ هو المسؤول عن العمليات العقلية مثل التفكير والإدراك والوعي. ومع ذلك، التعبير بأن القلب «يعقل» هو تعبير مجازي شاع في العديد من الثقافات وغالباً ما يُستخدم في الأدب والشعر والفلسفة للإشارة إلى العواطف والمشاعر. في العديد من اللغات والثقافات، يُعتبر القلب مركزًا للعواطف والمشاعر، ويرمز إلى الحب والرحمة والعطف. من ناحية علمية، الدراسات الحديثة في علم الأعصاب تُظهر أن العواطف والمشاعر ترتبط بشكل وثيق بمناطق معينة في الدماغ مثل الجهاز الطرفي (limbic system)، لكن لا يعني هذا أن القلب يشارك في عملية التعقل، إذ إن دور القلب يبقى فيزيولوجيًا، لكن تعبيراته في اللغة والثقافة تظهر أهمية العاطفة في حياة الإنسان. عندما نتطرق إلى العقل وكيف ينظر إليه الفلاسفة نجد أن هناك تباينًا في نظرتهم للعقل، وقد تناوله الفلاسفة والعلماء بتفسيرات وتحليلات مختلفة بناءً على مواقفهم الفلسفية والعلمية. العقل مفهوم مجرد يشير إلى القدرة على التفكير، الفهم، التحليل، والتمييز بين الأشياء. يرتبط العقل بالوعي والذكاء والحكمة والبديهة، وهو القدرة التي تجعل الإنسان قادرًا على التفكير المتقدم وحل المشكلات. يعدّ العقل مسؤولًا عن الإدراك والمعرفة والإبداع والتخيل. العقل من المواضيع المركزية في الفلسفة والعلم، وقد تناوله الفلاسفة والعلماء بتفسيرات وتحليلات مختلفة بناءً على مواقفهم الفلسفية والعلمية. يرى أرسطو العقل كوظيفة للروح، حيث إنه الأداة التي يستخدمها الإنسان لفهم الكون والحصول على المعرفة، في حين يعتبره هيجل (العقل) هو المطلق وهو الذكاء الكلي الكامن في التطور التاريخي والمعرفي. بينما يرى علماء الأعصاب الذين يدرسون العقل بواسطة فحص الدماغ ووظائفه، معتبرين العقل نتاجاً للعمليات البيوكيميائية والكهربائية التي تحدث في الدماغ. أما علم الذكاء الاصطناعي فيسعى لفهم الكيفية التي يمكن بها تقليد العقول البشرية باستخدام الكمبيوترات والنظم الذكية، ويقدم أنموذجات حسابية لكيفية عمل العقل. بوجه عام، الفلاسفة تجادلوا على مر العقود حول طبيعة العقل وماهيته، سواء كان منفصلاً عن الجسد أو متصلاً به، بينما العلماء ركزوا بشكل أكبر على الآليات الفيزيولوجية والعصبية التي تقف وراء الوظائف العقلية. العقل والفكر مفهومان مرتبطان ومتداخلان، ولكن من حيث الأسبقية من الناحية المفاهيمية، يمكن أن العقل هو الأسبق كمفهوم أساسي وكأداة، بينما الفكر هو عملية تأتي كنتيجة لاستخدام العقل. لأن العقل يشير عادة إلى القدرة الفطرية التي يتمتع بها الإنسان لفهم ومعالجة المعلومات، واتخاذ القرارات، وحل المشكلات. فهو يشكّل الأساس للوعي والمعرفة والمنطق. يمكن اعتبار العقل كالأداة أو النظام الذي يمكن بواسطته إنتاج الفكر. الذي يمثل العملية النشطة لاستخدام العقل لتوليد الأفكار والقرارات والمعرفة. الفكر هو ما نقوم به «بالعقل»، فهو يعبر عن النشاط الإدراكي نفسه. يعد المخ والدماغ أحيانًا مصطلحين يُستخدمان بشكل متبادل، لكنهما في الواقع يشيران إلى مفاهيم مختلفة ضمن الجهاز العصبي المركزي. المخ هو جزء مادي من الدماغ، وهو عضو معقد يوجد داخل الجمجمة. يتكون من مجموعة هائلة من الخلايا العصبية التي تتحكم في وظائف الجسم المختلفة. المخ مسؤول عن التنسيق بين الوظائف الحيوية كالتنفس وضربات القلب، وكذلك الوظائف العليا مثل التفكير والذاكرة واللغة. أما الدماغ فهو الجزء الأكبر والأعقد من الجهاز العصبي المركزي لدى البشر ومعظم الفقاريات، يتكون الدماغ من عدة أجزاء رئيسية، منها المخ والمخيخ وجذع الدماغ. ويحتوي الدماغ أيضًا على نُظم أخرى مثل الجهاز الحوفي والغدة النخامية وغيرهما من التركيبات العصبية الحيوية. في المجمل، يمكن القول إن المخ هو جزء من الدماغ، بينما الدماغ يشمل المخ وأجزاء أخرى. كثير من الأشياء أو الأفكار والمفاهيم تمر على البعض دون أن يلقي لها اهتمامًا وفي حقيقتها شغلت المفكرين والفلاسفة والعلماء لتنتج للبشرية معرفة وعلومًا إنسانية لخير البشرية ورفاهيتها.


الصحفيين بصفاقس
٠٦-٠٢-٢٠٢٥
- الصحفيين بصفاقس
تقرير: حملة تصيّد إلكتروني تستهدف حسابات المشاهير على 'إكس'.
تقرير: حملة تصيّد إلكتروني تستهدف حسابات المشاهير على 'إكس'. 6 فيفري، 08:30 : كشف تقرير جديد عن حملة 'تصيّد إلكتروني' تستهدف الحسابات البارزة على منصة 'إكس'، بهدف اختراقها واستغلالها لأغراض احتيالية. ويهدف القراصنة للسيطرة على الحسابات البارزة على منصات التواصل الاجتماعي؛ للترويج لمنتجات احتيالية، الأمر الذي انتشر بشكل واسع على منصة 'إكس'، بحسب تقرير نشرته شركة SentinelOne للأمن السيبراني. واستهدف القراصنة حسابات بارزة من مختلف المجالات، بما في ذلك وكالات حكومية مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC)، إلى جانب ممثلين وسياسيين ومؤسسات إعلامية، وحتى شركات متخصصة في الأمن السيبراني. وأوضح الباحث الرئيسي في SentinelLabs توم هيجل، أن هذه الأنشطة تعود بشكل رئيسي إلى 'القيمة المتزايدة والفرص التي يخلقها الاحتيال في العملات المشفرة'. وأضاف هيجل في تصريحات لموقع Recorded Future: 'لقد أصبحت المنصة المستهدفة أكثر عُرْضة لسوء الاستخدام، في حين أنها تظل أداة إعلامية أساسية للمؤثرين والعلامات التجارية وحتى الحكومات. باختصار، الحوافز المالية باتت أكبر من أي وقت مضى، وفي بعض الحالات أصبح استغلال منصات التواصل الاجتماعي أسهل مع مرور الوقت'. استهداف المشاهير أشارت شركة SentinelOne إلى أن الهجمات طالت شخصيات سياسية أميركية، وصحافيين دوليين، وموظفاً في 'إكس'، وشركات تقنية كبرى، ومؤسسات عملات رقمية، بالإضافة إلى مالكي أسماء المستخدم القصيرة والمرغوبة. وأوضحت الشركة أنها جمعت أدلة ومعلومات من شركات أمن سيبراني أخرى تراقب الحملة. من بين أساليب التصيّد الشائعة التي رصدتها SentinelOne، إرسال رسائل بريد إلكتروني تزعم تسجيل دخول مشبوه إلى الحساب، أو إشعارات بانتهاك حقوق النشر، ما يدفع الضحية إلى تسجيل الدخول لحسابه باستخدام اسم المستخدم وكلمة المرور عبر روابط خبيثة. خيوط متشابكة وقال باحثون في شركة SentinelOne إن التحليل يربط هذه الحملة بعملية مماثلة العام الماضي، والتي أدت إلى اختراق عدة حسابات لنشر محتوى احتيالي يهدف إلى تحقيق مكاسب مالية، موضحين أن هذه الأنشطة لا تقتصر على منصة 'إكس'، بل تمتد إلى منصات أخرى بنفس الأهداف المالية. وأكدت الشركة أن التصيّد ليس الطريقة الوحيدة التي يعتمدها القراصنة للاستيلاء على الحسابات، إذ أنهم في معظم الحالات يستولون على الحساب بالكامل ويمنعون المالك الشرعي من استعادته، ثم ينشرون روابط تتعلق بالعملات المشفرة أو الاحتيالات الرقمية. وأوضحت أن اختراق الحسابات البارة يتيح للقراصنة الوصول إلى جمهور أوسع، مما يزيد من فرص وقوع المزيد من الضحايا وتحقيق مكاسب مالية أكبر. وقد تتبعت SentinelOne أنشطة الحملة وصولاً إلى عنوان IP المميز المرتبط بخدمة استضافة افتراضية مقرها في بيليز الواقعة في أميركا الوسطى تُعرف باسم Dataclub، بينما تم تسجيل العديد من النطاقات الضارة المستخدمة في الهجمات عبر مزود الاستضافة التركي Turkticaret. واستعرض التقرير عدة عمليات اختراق حديثة حظيت بتغطية إعلامية واسعة، من بينها هجمات استهدفت حسابات مملوكة لمشروع Tor، وبورصة NASDAQ، وغيرهما. وقبل أيام قليلة، تعرَّض حساب الممثلة الكوميدية الشهيرة إيسا راي على منصة 'إكس' للاختراق، ما دفعها للجوء إلى 'إنستجرام' لتحذير متابعيها من النقر على أي روابط مشبوهة تنشر عبر حسابها الآخر. وحثّت شركة SentinelOne المستخدمين على استخدام كلمات مرور فريدة، وتفعيل المصادقة الثنائية، والتعامل بحذر مع رسائل البريد الإلكتروني التي تحتوي على تنبيهات أمنية أو إشعارات بالحساب. كما أوصت الشركة بإجراء إعادة تعيين كلمة المرور مباشرة عبر المنصة، والتأكد من صحة الروابط قبل النقر عليها.