logo
#

أحدث الأخبار مع #هيرتزل

"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل
"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل

جو 24

timeمنذ يوم واحد

  • سياسة
  • جو 24

"طوفان الأقصى".. وفن الممكن! #عاجل

جو 24 : كتب: كمال ميرزا في المحاضرات والندوات والمقابلات يتشدّق السياسيّون والأكاديميّون والمثقّفون بأنّ السياسة هي "فن الممكن"! تعريف خفيف، لطيف، سهل، جذّاب، مباشر، يعلق في الذهن، ويوحي بالعمق والمنطقيّة والإفحام، ويضفي على قائله ألقاً وبرستيجاً باعتباره شخصاً "فهماناً"! وغالباً ما يُستخدم هذا التعريف بمعيّة مصطلحات رديفة لها ألقها وبرستيجها هي الأخرى مثل "العقلانيّة" و"الموضوعيّة" و"الواقعيّة"! ولكن لو أخذنا بعين الاعتبار طبيعة السياقات والحالات والمواقف التي يتم فيها استخدام هذا التعريف وهذه المصطلحات، لوجدنا أنّ ذلك يتمّ عادةً في معرِض تبرير تخاذل ما أو تقاعس ما أو إخفاق ما! السياسة كفن للممكن هي الصيغة الدعائية المزوّقة والمنمّقة للسياسة باعتبارها فن اختلاق الحجج والمبرّرات والذرائع! ساسة الأنظمة العربيّة ومسؤولوها هم أكثر مَن يعشقون مقولة "فن الممكن"، ويردّدونها "ع الطالع والنازل"، واستخدامهم وتوظيفهم لها يأتي غالباً على طريقة: الفساد ممكن.. لكن النزاهة غير ممكنة! بيع موارد الدولة ومقّدراتها ممكن.. لكن صونها واستثمارها وتنميتها غير ممكنة! القمع والتنكيل ممكنين.. لكن الحريّة غير ممكنة! إذلال الشعوب وإخضاعها وتجويعها ممكنة.. لكن صون كرامة المواطن غير ممكن! التبعيّة والهيمنة ممكنتين.. لكن الاستقلال وامتلاك الإرادة الحرّة غير ممكنين! العمالة والخيانة ممكنتين.. لكن الإخلاص والشرف غير ممكنين! الاحتلال ممكن.. لكن التحرير غير ممكن! وهكذا دواليك! والساسة العرب بقصد أو دون قصد، بغباءٍ أو بتغابٍ، لا يميّزون بين "السهل" و"الممكن"، وينحازون إلى "السهل" باعتباره "الممكن"، لذا تأتي حلولهم دائماً على طريقة: "حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس".. و"امشي الحيط الحيط وقول يا ربّ الستر".. "والكف ما بتناطح مخرز".. و"الإيد إلي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر".. و"إلي بتجوّز أمّي بقله يا عمّي".. و"الفليلة (أي الهروب) ثلثين المراجل".. و"100 إخص ولا الله يرحمه"! بكلمات أخرى، برغم الهالة التي يحيطون أنفسهم بها، وبرغم استعلائهم على شعوبهم، وبرغم الألقاب والمسمّيات الرنانة، والقصور الفارهة، وقاعات الاجتماعات والمؤتمرات الفخمة، والبدلات وربطات العنق، والخدم والحشم والحرس، والطقوس والمراسم والبروتوكولات.. فإنّ الساسة والمسؤولين العرب يصرّفون شؤون دولهم بنفس منطق العوام ووضاعة الدهماء والسوقة وأبناء السوق و"الزعران"! في المقابل، لو أتينا على العدو، سواء بمعناه الحرفيّ المباشر أي العدو الصهيونيّ، أو بمعناه الواسع أي المشروع الإمبرياليّ الرأسماليّ الغربي، لوجدنا أنّ السياسة بالنسبة لقادة ومسؤولي ومخطّطي هذا العدو هي فعليّاً "فن اللاممكن" وليس "فن الممكن"! تخيّل على سبيل المثال لو أنّ "هيرتزل" قد أتى إليك سنة 1887، أي قبل عشر سنوات من انعقاد المؤتمر الصهيونيّ الأول، وقال لك: ـ سنقوم بتأسيس حركة صهيونيّة عالميّة، وسنجعل من الديانة اليهوديّة "قوميّةً"، ومن يهود العالم "شعباً"، وسنقوم بإنشاء "دولة يهوديّة" في قلب العالم، وسنستقطب ونسخّر كافة الدول الاستعماريّة العظمى من أجل إقامة دولتنا هذه.. ماذا كنتَ ستردّ عليه؟! ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! أو تخيّل لو أنّ "بن غوريون" قد أتى إليك سنة 1938وقال لك: ـ بعد عشر سنوات ستؤلّف عصاباتنا المسلّحة جيشاً واحداً، وسنهزم جيوش ومتطوعي العرب، وسنطرد الفلسطينيّين من بلادهم، وسنعلن قيام دولتنا التي سيتهافت العالم أجمع بشرقه وغربه على الاعتراف بها، وبعدها بتسع عشرة سنة، سنشن حرباً خاطفة أخرى على العرب، وسنهزم جيوشهم في ست ساعات، وسنحتل أضعاف المناطق والمساحات التي قمنا باحتلالها في المرّة الأولى.. ماذا كنتَ ستردّ عليه؟! ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! نفس السيناريو أعلاه طبّقه على أي مثال تريده. لو أتى أحدهم قبلها بسنوات وقال لك أنّ العرب سيوقّعون اتفاقيات سلام مع الكيان الصهيونيّ.. أو أنّ العراق الذي خرج منتصراً من الحرب العراقيّة الإيرانيّة سيتم غزوه وتدمير جيشه.. أو أنّ ثواراً ومجاهدين من جميع أنحاء الأرض تموّلهم دول عربيّة سيضعون أيديهم بيد الأمريكيّ والصهيونيّ من أجل تدمير سوريا والقضاء على جيشها.. أو أنّ المسلمين سيقومون بتحريف دين الله وملّة أبيهم إبراهيم من أجل تسويغ تهافتهم على خطب ودّ الكيان الصهيونيّ وتطبيع علاقاتهم معه.. لو أنّ أحدهم قال لك أيّا من هذا لكان ردّك دائماً: ـ ماذا.. هراء.. مستحيل.. لا يمكن!! مفهوم "الممكن" عند ساسة العدو ومسؤوليه مرتبط بالصعوبة لا بالسهولة، والسياسة عندهم هي تذليل الصعوبات من أجل تحقيق ما قد يتبدّى للوهلة الأولى مستحيلاً أو "غير ممكن". بالعودة إلى تعريف العرب الأثير: "السياسة فن الممكن"، ولو سلّمنا جدلاً بصحة وصواب ووجاهة هذا التعريف، سيقودنا ذلك بشكل تلقائيّ إلى سؤال آخر أكثر إلحاحاً وأهميّةً: ـ مَن الذي يحدّد ما هو ممكن وما هو غير ممكن، وعلى أي أساس؟! الأنظمة العربيّة لطالما تذرّعت بأنّ هزيمة إسرائيل غير ممكنة في ضوء الحقائق الموضوعيّة على الأرض، والانعتاق من الهيمنة الأمريكيّة والغربيّة غير ممكن، وعلى هذا الأساس تبرّر وتسوّغ تصرفاتها وسلوكها! أو بلغة الدكتور "عبد الوهاب المسيري" فإنّ الأنظمة العربية تدرك الواقع أولاً وتستجيب له ثانياً في ضوء "خريطتها الإدراكيّة المشبعة بالهزيمة"، والتي غزتها وغزت عقول ووجدان نخبها الحاكمة "المقولات الإدراكيّة الصهيونيّة"، لدرجة جعلت الكثير من هذه الأنظمة والنخب بمثابة "صهاينة وظيفيّين"، بمعنى أنّهم من حيث "النموذج الكامن" يستبطنون في دواخلهم رؤيةً صهيونيّة للعالم والحياة والآخرين، مع أنّهم من حيث الظاهر عرب ومسلمون (ومسيحيّون) يؤدون الصلوات ويزاولون العبادات! ومن هنا يأتي سرّ كراهية الأنظمة العربيّة لـ "طوفان الأقصى"، وحقدها على "محور المقاومة"، وعلى "فكرة المقاومة" بحدّ ذاتها.. بكونها تفنّد أكاذيب هذه الأنظمة بخصوص ما هو ممكن وما هو غير ممكن! فمن الانتفاضة الأولى التي لم تمتلك شيئاً سوى الحجارة فالانتفاضتين الثانية والثالثة، إلى حرب تموز جنوب لبنان، إلى العدوانات المتكرّرة على قطاع غزّة، إلى أسر "شاليط" وصفقة "وفاء الأحرار"، إلى غزوة 7 أكتوبر المباركة، إلى صمود "حزب الله" وصدّه التوغل الصهيونيّ رغم ما تعرّض له الحزب من اختراقات وهزّات، إلى إخوة الصدق اليمنيّين، إلى صواريخ إيران ومسيّراتها التي دكّت "تل أبيب" وسائر مناطق الداخل المحتل من أقصى جنوبه إلى أقصى شماله.. جميع هذه الوقائع والشواهد تثبت أن المقاومة ممكنة، وأنّ الصمود ممكن، وأنّ العدو الصهيونيّ أضعف مما نتخيّل، وأن جبهته الداخليّة أوهى مما نتصوّر، وأنّ بالإمكان مواجهته، ومنازلته، ومقارعته، وهزيمته، وأنّ الدول والشعوب في حال امتلاكها العقيدة والإرادة تستطيع بناء مقوّمات قوّتها وصمودها وردعها بالاعتماد على إمكاناتها الذاتيّة في المقام الأول رغم التضييق والحصار.. وهذا بدوره يزيد من غلّ وحنق الأنظمة العربية التي تتهاوى سرديّتها، وتتآكل شرعيّتها (لمن كان له شرعيّة أساساً)، وتستجيب لذلك عبر المزيد من كراهية المقاومة والحقد عليها والوقوف في وجهها، سواء بطريقة غير مباشرة عن طريق التقاعس والخذلان، كأن تمتنع هذه الأنظمة عن قطع علاقاتها بالكيان الصهيونيّ، أو تحجم عن الاعتراف بفصائل المقاومة كحركات تحرّر وطنيّ مشروعة.. أو الوقوف في وجه المقاومة مباشرةً من خلال الاصطفاف عسكريّاً وأمنيّاً واستخباراتيّاً ولوجستيّاً برّاً وبحراً وجوّاً إلى جانب العدو الصهيونيّ وراعيته أمريكا! لو فرضنا أنّنا عدنا إلى الوراء، إلى أحد برامج "الزمن الجميل" المسموعة أو المرئيّة، وطُلب من الأنظمة العربيّة أن تُهدي أغنية ما إلى "الكيان الصهيونيّ"، ظنّي أنّ هذه الأغنية ستكون: ((أنساك.. ده كلام؟! أنساك.. يا سلام!! أهو ده إلّي مش ممكن أبداً ولا أفكّر فيه أبداً ده مستحيل قلبي يميل ويحب يوم غيرك أبداً أبداً أهو ده إلّي مش ممكن أبداً))! تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store