أحدث الأخبار مع #هيرست،


سواليف احمد الزعبي
منذ 10 ساعات
- سياسة
- سواليف احمد الزعبي
ديفيد هيرست: 'إسرائيل' خسرت الحرب بالفعل لكنها لا تعلم ذلك
#سواليف نشر رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي، الصحفي البريطاني #ديفيد_هيرست، مقالًا أكد فيه أن #الاحتلال الإسرائيلي قد هُزم فعليًا، 'لكنه لا يعلم بذلك بعد'. يرى هيرست أن ما قاله الرئيس الأميركي دونالد #ترامب في السعودية بشأن أن التدخل الليبرالي كارثة، هو قول صحيح. كما أشار إلى أنه لا يمكن هدم الدول وإعادة بنائها؛ والدليل على ذلك واضح في ما حدث لروسيا ما بعد الاتحاد السوفيتي، وأفغانستان، والعراق، وليبيا، واليمن. ويتابع هيرست أن ترامب أوقف قصف اليمن وألغى عقوبات استمرت عقودًا على #سوريا، مما أدى فعليًا إلى إعاقة طريقين رئيسيين لطموحات 'إسرائيل' في #الهيمنة_الإقليمية: تقسيم سوريا وافتعال حرب مع #إيران. لكن ما يعد به ترامب وما ينفذه على أرض الواقع، أمران مختلفان – كما ظهر مرارًا خلال المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني. وقد صُدم مسؤولو وزارة الخزانة الأميركية من إعلان ترامب رفع العقوبات عن سوريا، إذ تبين أن هذه العقوبات المعقدة، التي فُرضت منذ إدراج سوريا على قائمة 'الدول الراعية للإرهاب' في 1979، لا يمكن رفعها بسرعة أو بشكل شامل. ويتطلب الأمر شهورًا من الإجراءات وربما تشريعات من الكونغرس لإلغاء 'قانون قيصر'، رغم أن ترامب يستطيع تعليق بعض أجزائه لأسباب تتعلق بالأمن القومي. وقد كلف هذا 'العرض المسرحي'، وفق هيرست، رعاته من السعودية والإمارات وقطر أكثر من ثلاثة تريليونات دولار – وهو مبلغ ضخم حتى بمقاييس الخليج؛ 600 مليار من السعودية، و1.2 تريليون من قطر، وصفقات متعددة، بما في ذلك طائرة 747 لاستخدام ترامب الشخصي، وبرج لإريك ترامب في دبي، وصفقات عملات رقمية مع شركة World Liberty Financial التابعة لعائلة ترامب. في الوقت الذي كان فيه أثرياء الخليج يتسابقون على نيل رضا ترامب، كانت 'إسرائيل' تحيي ذكرى النكبة بمجزرة في غزة. ففي يوم الأربعاء، الذي كان من أكثر الأيام دموية منذ انسحاب 'إسرائيل' الأحادي، استشهد قرابة 100 فلسطيني، وشنت غارة عنيفة قرب المستشفى الأوروبي في خان يونس. ووفق هيرست، فإن القيادة السياسية لحماس في الخارج وافقت على صفقة مع الأميركيين كان من شأنها إطلاق سراح أسرى مقابل تمديد وقف إطلاق النار، لكن محمد السنوار رفضها لأنها لم تتضمن ضمانًا لإنهاء الحرب، فتوقفت الصفقة. ويقول هيرست إن محاولة اغتيال السنوار، تعني أن نتنياهو لا يخطط لإعادة الأسرى أحياء؛ فالاتفاقات تحتاج إلى قيادة ومركزية في القرار لدى حماس، بينما الحرب الشاملة لا تحتاج سوى فوضى وقتال عصابات. الهدف الآن بات واضحًا، وفق هيرست؛ تجويع الفلسطينيين في غزة وقصفهم حتى الخروج من القطاع. ويضيف: حتى المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على تجاهل هذا. حيث قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمام مجلس الأمن: 'ما هي الأدلة الإضافية التي تحتاجونها الآن؟ هل ستتحركون لمنع الإبادة الجماعية؟'. ووصف ماكرون سياسة 'إسرائيل' في غزة بأنها 'مخزية'، وسانشيز قال في البرلمان إن 'إسرائيل دولة إبادة جماعية'، مضيفًا أن مدريد لا تتعامل مع هكذا دولة. ويرى هيرست أن هذا الصمت خيانة كبرى، لكنه ليس مفاجئًا؛ فالحكام العرب لديهم سجل طويل في التخلي عن الفلسطينيين، فقط الفارق اليوم أنهم يفعلون ذلك وهم يشاهدون الفلسطينيين يُجَوّعون ويُقصفون في بث مباشر. ويؤكد: رغم أن حماس وحزب الله تلقوا ضربات قوية، إلا أن المقاومة لم تُكسر. ولم تُعلن 'إسرائيل' بعد عن حجم خسائرها البشرية الحقيقية، ولم يُسلّم أي حارس أسيرا لإنقاذ حياته، ما يشير إلى أن الروح القتالية في غزة ما زالت حاضرة. ويقارن هيرست بين غزة وفيتنام، من حيث حجم القصف أولًا، إذ أسقطت الولايات المتحدة أكثر من 5 ملايين طن من القنابل خلال 8 سنوات على فيتنام، بينما أسقطت 'إسرائيل' على غزة حتى يناير الماضي نحو 100 ألف طن، ما يعادل 275 طنًا لكل كيلومتر مربع – أي أكثر بـ18 ضعفًا من فيتنام. يُذكّر هيرست بـ'برنامج هاملت' في فيتنام، حيث تم تهجير القرويين إلى معسكرات لتطهير الريف من الشيوعيين، فيما أصبحت مناطق بأكملها 'مفتوحة للهجوم'، وكل من بقي في المنطقة صار هدفًا مشروعًا، والمنطق ذاته يُطبق اليوم في غزة: أي فلسطيني يبقى في 'منطقة إطلاق نار حرة' يُعتبر حماس ويُقتل. ويُشير هيرست إلى فظائع مشابهة حدثت في فيتنام مثل مذبحة ماي لاي عام 1968، والتي قتل فيها 500 مدني؛ القادة الأميركيون حينها قالوا إن 'الشرقيين لا يضعون نفس القيمة على الحياة كما نفعل نحن'، أما القادة الإسرائيليون اليوم، فيذهبون إلى أبعد من ذلك بوصف الفلسطينيين بـ'الحيوانات البشرية'. ينقل هيرست عن اللواء الإسرائيلي المتقاعد جيورا إيلاند قوله: 'يجب تدمير غزة بالكامل، وتجويعها حتى ينقلب الفلسطينيون على السنوار'. لكن ذلك لم يحدث، رغم تطبيق خطة 'الجنرالات' على شمال القطاع. مع العملية العسكرية الأخيرة 'عربات جدعون'، تهدف 'إسرائيل' إلى تهجير سكان غزة قسرًا إلى ما تسميه 'منطقة معقمة' في رفح، حيث سيتم تفتيشهم ولن يُسمح لهم بالعودة إلى منازلهم، التي سيتم هدمها. كما في فيتنام، تحولت الحرب على غزة إلى حرب عالمية على المقاومة، يقول هيرست، وما فعلته فيتنام بجونسون ونيكسون، ستفعله غزة بنتنياهو ومن يخلفه – ربما بينيت. لقد أنهت حرب فيتنام عاملان: تصميم الفيتناميين، والرأي العام الأميركي، والعاملان نفسيهما سيكونان مفتاح تحرر فلسطين: صمود الفلسطينيين على أرضهم، وتحول الرأي العام الغربي المتسارع ضد 'إسرائيل'، والهزيمة ليست فقط في ساحة المعركة، بل في فقدان الشرعية الأخلاقية والدعم الدولي، و'إسرائيل' قد تربح معركة تلو أخرى، لكنها تخسر الحرب، كما حدث للأميركيين في فيتنام.


النهار
١٣-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- النهار
يوم كاد "المواطن كين" أحد أعظم الأفلام في التاريخ أن يُنسى
عندما عُرض فيلم "المواطن كين" (Citizen Kane) لأول مرة في الأول من أيار/مايو عام 1941، لم يكن ذلك في أحد المسارح التاريخية في هوليوود، ولا حتى في إحدى دور السينما الفاخرة في نيويورك. بل افتُتح الفيلم، الذي كان مقدّراً له أن يصبح الأكثر تقديراً على الإطلاق، في قاعة عروض فودفيل سابقة على مسرح برودواي، بعد أن أُلغيت جميع الخطط الأخرى بسبب معارضة إمبراطور الصحافة ويليام راندولف هيرست. فقد أدرك هيرست، عن حق، أنّ الفيلم كان إدانة مستترة له، فحظر على جميع صحفه التطرّق إلى الفيلم أو إلى مخرجه أورسون ويلز، وفي بعض الروايات، يُقال إنه عرض مكافأة مجزية، تفوق ميزانية الفيلم، لشراء النسخ الأصلية فقط من أجل تدميرها، وفق ما أورد تقرير لمجلة " سميثسونيان". لاحقاً، صرّح ويلز أنّ أحد رجال هيرست حاول الإيقاع به عبر إرسال فتاة في الرابعة عشرة من عمرها إلى غرفته في الفندق، في محاولة بائسة لتشويه سمعته. كانت حملة ممنهجة للقضاء على مسيرة المخرج الشاب قبل أن تبدأ. بسبب مقاطعة هيرست، كان "المواطن كين" فشلاً في شباك التذاكر، إذ خسر استوديو "RKO" ما لا يقلّ عن 150 ألف دولار، أي ما يعادل أكثر من 3 ملايين دولار اليوم، رغم أن العديد من النقاد الأوائل كانوا مبهورين. كتب الناقد بوسلي كروذر في "نيويورك تايمز" مادحاً طموح كاتب الفيلم ومخرجه ومنتجه وبطله، أورسون ويلز، مشيراً إلى أنّ أسلوبه الجريء أظهر "حيوية وابتكاراً ملهماً أكثر مما قدّمه أي من الحرفيين المخضرمين خلال سنوات". يجمع الفيلم بين حكاية نجاح ذاتي على طريقة هوراشيو ألجر وبين مأساة على نمط دكتور فاوست، حيث يروي قصة حياة تشارلز فوستر كين، الذي يرتقي من منزل متواضع في كولورادو إلى قمة النفوذ في الولايات المتحدة كإمبراطور إعلامي مغرور يستطيع بأصابعه الثقيلة أن يغيّر موازين القوى العالمية. ومع ذلك، فإن كلمته الأخيرة الغامضة قبل وفاته، "روزبد"، هي التي تخلق اللغز الذي يدفع حبكة الفيلم. لكن ما ميّز "المواطن كين" عن غيره هو النهج البصري الثوري الذي اعتمده ويلز، والذي حوّل القصة التقليدية من فقر إلى ثراء إلى مأساة كبرى وسخرية لاذعة. خرج ويلز عن كلّ القواعد، متجاوزاً التسلسل الزمني بحرية، مستخدماً تقنيات مبتكرة في التلاشي والمونتاج لنقل المشاهد بين الأزمنة. حتى التفاصيل الصغيرة كانت سابقة لعصرها: أحد المشاهد الشهيرة في الدقائق الأولى من الفيلم، الذي يظهر انعكاسات في كرة ثلجية محطمة، يلمّح إلى مواضيع الفيلم الكبرى مثل الطموح والإرث، وصورة الذاكرة المشوهة. أرجع ويلز هذه الابتكارات إلى جهله بصناعة السينما، حيث قال في أحد لقاءاته: "فقط عندما تعرف شيئاً عن المهنة تصبح متردداً أو حذراً". يروي تقرير "سميثسونيان" أنّه بعد عرضه المخيب للآمال في الولايات المتحدة، اختفى الفيلم تقريباً، إلى أن كتب الناقد الفرنسي أندريه بازان، الذي شارك لاحقاً في تأسيس مجلة "دفاتر السينما" الرائدة، مقالة تحليلية عام 1947 وصف فيها "المواطن كين" بأنه "ثورة في لغة السينما". احتفى به النقاد والمخرجون الفرنسيون، ممّا دفع الجمهور الأميركي لإعادة اكتشافه. وأُعيد إصداره في الولايات المتحدة عام 1956، حيث لقي استقبالاً أوسع وأكثر تقديراً. وبحلول عام 1962، اختاره نحو 70 ناقداً سينمائياً بارزاً كأعظم فيلم أُنتج على الإطلاق. كما أصبح من أكثر الأفلام تأثيراً في تاريخ السينما، خاصة بفضل نزعة ويلز الدائمة للتجريب وشخصيته العنيدة، مما جعله مصدر إلهام رئيسي لمخرجي هوليوود الجدد في السبعينيات. قال المخرج مارتن سكورسيزي ذات مرة: "العنصر الأساسي الذي تعلمناه من ويلز هو قوة الطموح. لقد ألهم عدداً من الناس ليصبحوا مخرجين أكثر من أي شخص آخر في تاريخ السينما". لكن كراهية هيرست لويلز تسبّبت في ضرر دائم لمسيرته: فبعد نجاحه المبكر، وجد المخرج العبقري نفسه في صراع دائم مع استوديوهات الإنتاج من أجل السيطرة الإبداعية، وكافح مراراً لتأمين التمويل لأعماله، ولم يحقق أي من أفلامه أرباحاً خلال حياته. حتى أنه قال ساخراً عن مسيرته: "بدأت من القمة، وما زلت أشق طريقي نحو الأسفل". هذه اللعنة التي ألقاها هيرست على ويلز زادت فقط من الهالة الغامضة المحيطة بأشهر أفلامه وأكثرها تعقيداً. يمكن القول إنّ ويلز انتصر على هيرست في معركة الإرث، وهو ما اعترفت به مؤسسة هيرست نفسها عام 2015، عندما عرضت "المواطن كين" في قصر سان سيميون الشهير، الذي كان مقرّ هيرست الفخم في كاليفورنيا. ومع ذلك، تبقى القصة المثيرة للجدل وراء الفيلم عنصراً أساسياً في عظمته الأميركية الفريدة. في مقالها الشهير عام 1971 عن إنتاج الفيلم، رأت الناقدة بولين كايل أنّ هيرست كان في النهاية "ضحية لأسلوبه الصحفي نفسه". بعبارة أخرى، واجهه ويلز بسلاحه ذاته، حيث صنع فيلماً مذهلاً شكّل نوعاً من الصحافة الصفراء بأسلوب فني راقٍ. وبهذا المعنى، لم يكن المواطن كين مجرد علامة فارقة في السينما الأميركية لعام 1941، بل كان أيضاً نذيراً بظهور تلفزيون الواقع وثقافة الفضائح التي تمثلها اليوم مواقع مثل "TMZ"، إلى جانب اتجاهات أخرى أقل شأناً في المشهد الترفيهي والحياة العامة الأميركية. إنه إنجاز فني ساحق، مشبع بروح الإثارة التي لطالما غذّت الصحافة الشعبية.