logo
#

أحدث الأخبار مع #هيرودس

هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد
هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد

بوابة الفجر

time٢٠-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • بوابة الفجر

هبة عبد العزيز تكتب.. لنفرح ونبتهج.. عيد فصح مجيد

جاء الملاك إلى يوسف فى الحلم وقال له ( قم وخذ الصبى وأمه واهرب إلى مصر، وكن هناك حتى أقول لك، لأن هيرودس مزمع أن يطلب الصبى ليهلكه ) متى ٢: ١٣ .١٥ ..... ولعلى أتأمل معكم قرائى الأعزاء بعد قراءة تلك الكلمات المباركة، وذلك تزامنا مع الإحتفال بذكرى الميلاد هذا العام فكرتى: "الهروب إلى المستقبل" و"الأمل فى القادم". وقد أرى أنه من الأهمية أن نتعلم فى معنى " الهروب إلى المستقبل" أمران هما: متى يكون الهروب بمثابة الخروج الآمن؟ وممن يمكن أن نهرب؟، وكذلك أعتقد أنه من الجيد جدا فى معنى " الأمل فى القادم" أن ندرب أنفسنا على أن الحياة أمل مسبوق بالعمل، وغالبا ما يكون الأمل هو "مفتاح الخلاص" هذا الخلاص الذى نسعى إليه من آلالام وأوجاع تعيش بداخلنا أو تحيط بنا، والتى قد تحاول أحيانا أن تسحق وتكسر عظامنا، أو تطرحنا أرضا نعانى العجز والإحباط، إلا أن حسن إيماننا ويقيننا الصادق بالله هو الذى يعيننا دائما على مواجهة كل ما يحدث لنا أو حولنا من شرور أو أزمات. وأحيانا كثيرة يبدو لى أن الأمل يشتد أكثر كلما زادت الشدة، فكما يقولون أن " الحاجة هى أم الإختراع" بحيث تصبح الحاجة للخلاص هى الحالة المسيطرة علينا، وحينها نجد أن أغلب جوارح الأنسان وطاقته تبدأ فى العمل جميعها بإتجاه الخروج من تلك الحالة البائسة....حالة الضيق واليأس والمعاناة، إلى أن يظهر ضوء لنهار جديد من بعد ساعات العتمة الطويلة، وكما هو معلوم أن ضوء النهار دائما يأتى بعد ظلمة الليل الطويل، وأن الفرج أيضا لا يأتى إلا بعد الضيق، وهنا يحضرنى قول جميل لسيدنا على بن أبى طالب يقول فيه "كل الحادثات إذا تناهت فموصل بها الفرج". ولعلى أرى أيضا أنه من المهم جدا أن يمتزج الأمل بالعمل فى وضع خارطة طريق محددة المعالم لنسير عليها، وإلا سنضطر للسير قى طرق ضبابية، ربما تصل بنا إلى قرارات أو نتائج كاريثة. ويشهد لنا تاريخنا الطويل أننا كمصريون، قد مررنا بأوقات صعبة بل ومصيرية لا تعد ولا تحصى، ولربما أيضا كانت تلك الأيام والأعوام أشد، أثقل وأكثر عتمة وقتامة من عامنا المضى، الذى حمل الكثير من الأحداث والتغيرات والتى شملت مستويات عدة منها العام والشخصى.... فقد مر على الكثير منا بالكثير من الضغوط والمعاناة. إلا أننا إجتزنا كل صعاب ومعوقات الماضى، ومما يعطينا الأمل لنعمل ونحن مؤمنين بأننا سنجتاز كل ما نواجهه دائمامن صعاب بإذن الله. وحيث نحتفل هذه الأيام بقدوم عام جديد، كما يحتفل عدد من أصحابنا وأصدقائنا وجيراننا وشركائنا فى الوطن بأعيادهم فى عيد الميلاد المجيد، أدعو الله أن نحظى كلنا هذا العام والأعوام المقبلة بالفرح والإنفراج لنا كأشخاص ولوطننا مصر، وأطلب من الله يهب سلامه لمناطق الصراع فى العالم وخاصة لجيراننا وأشقائنا فى سوريا واليمن والعراق وليبيا. فعلم المقارنة بين الأديان يخبرنا بأنه كثيرا ما كان يحدث أن ينتشر الإيمان فى مكان ما بين الناس أملا فى فكرة الخلاص، فقد كان ظهور الرسول المخلص فى زمن مقبل، فكرة متمكنة فى كثير من الأحيان، وذلك لأن الرجاء فى الخير يعد أصل من أصول الأديان، وأن الأمل فى الصلاح كذلك كان وسيظل من أهم مواد الحياة الأنسانية، التى يبثها الله فى ضمير خلقه، ويفتح بها لهم سبيل الإجتهاد فى محاولة مستمرة طوال الوقت أو أغلبه للوصول للكمال الذى لم ولن يتحقق أبدا على الأرض، فالكمال لله وحده لا شريك له، ولكنها طبيعتنا كلنا نحن معشر البشر، نسعى له كلا منا ولكن بدرجات مختلفة، فتلك هى الفطرة التى فطرنا الله عليها. ويذكر أستاذنا عباس محمود العقاد فى كتابه (حياة المسيح) أن الزمن الذى ظهر فيه سيدنا عيسى كانت له آفتان: إحداهما غلبت المظاهر على كل شىء، بحيث إنتقلت الحضارة من النفس إلى الجسد، وقد تحجرت الأشكال والأوضاع فى الدين والحياة الإجتماعية، والآفة الآخرى كانت سوء العلاقة بين الأمم والطوائف، أى أن الدنيا حينها كانت آفتها مظاهر الترف ومظاهر العقيدة. فهل كان لتلك الآفات خلاص غير ذلك الخلاص؟ وهو مجىء سيدنا عيسى برسالته السماوية د؟ وهل كانت المسيحية إلا العقيدة التى تدعو إلى الخلاص من حيث يرجى وهيهات لها فى غيره خلاص؟. لذا كان الإيمان بإنتظار المسيح على أشده بعد زوال مملكة دادود وهدم الهيكل الأول، حيث بدأ يردد الشعب الإسرائيلي وعود أنبيائه بعودة الملك (بضم الميم) إلى أمير من ذرية داود نفسه، ثم ترقى الإيمان بالمسيح بمعنى (الملك) " بفتح الميم" إلى الإيمان بالمسيح بمعنى (المختار أو النذور للصلاح والهداية)، وقد تعاظم الأمل أكثر فى ذلك كلما استحكم الظلم. فكم كان العصر الذى ظهر فيه السيد المسيح فى أشد الإحتياج إلى السكينة والتسليم والثقة بالإيمان والتطهير من الفساد المنتشر آنذاك فى بلاط الملك هيرود أو هيرودس. فقد إنطلق السيد المسيح من أساس أن الله هو مبدأ الوجود، وجاء ليخلص المجمتع من الحالة الهمجية وشديدة العنصرية السائدة إلى مجتمع راقى تسود فيه قيم المحبة والسلام والخير ، جاء ليأخذ بيدهم إلى مدارج عليا من الإحساس الراقى والمشاعر الطيبة، فقد كان مولده مولد فرح لتلك الأرض المعذبة، وكان بمثابة تجسيد لمحبة الله للبشرية ورسالة سلام للإنسان للمصالحة مع الله والعمل بوصياه، والإيمان بحضوره فى أعماق الضمير. ومع بدايات عام جديد من الحياة تعالوا (سواء أفراد أو جماعات بل وأنظمة) نسأل سؤالا وهو: أين ستكون قبلتنا لهذا العام؟ هل هى قبلة الحب والسلام أم قبلة الكره والحرب؟ فالإتجاه مهم... ولا يقل عنه أهمية إلى أى مدى سيدوم، وكل ما سيلى ذلك من تفاصيل هو بالأساس كان إختيار. ودعونى أختم مقالى هذا بتلك الكلمات الإنسانية، التى تبرهن أن الرسالات السماوية جاءت لتكمل بعضها البعض لا لتتنازع: (لاتظنوا أننى جئت لأنقص الناموس أو الأنبياء، وما جئت لأنقص بل لأكمل،فأنى الحق أقول لكم إلى أن تزول السماء والأرض لا يزول حرف واحد أو كلمة واحدة من الناموس حتى يكون الكل....) كما جاء فى الأصحاح الخامس. فالمجد للله دائما... وعلى الأرض السلام... وبالناس المسرة.

البابا تواضروس  يصلي "الجمعة العظيمة" في الكاتدرائية المرقسية
البابا تواضروس  يصلي "الجمعة العظيمة" في الكاتدرائية المرقسية

البوابة

time١٨-٠٤-٢٠٢٥

  • منوعات
  • البوابة

البابا تواضروس يصلي "الجمعة العظيمة" في الكاتدرائية المرقسية

صلى قداسة البابا تواضروس الثاني، اليوم، صلوات الجمعة العظيمة في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، بمشاركة خمسة من الآباء الأساقفة العموم المشرفين على القطاعات الرعوية بالقاهرة، وكهنة كنائس الكاتدرائية، وخورس شمامسة الكلية الإكليريكية بالأنبا رويس. وشهدت الكاتدرائية حضورًا شعبيًّا كبيرًا امتلأت جنباتها بهم. كان قداسته قد صلى صلوات خميس العهد أمس، في دير الشهيد مار مينا العجائبي بصحراء مريوط بالإسكندرية. صلوات الجمعة العظيمة وتحوي صلوات يوم الجمعة العظيمة رصدًا زمنيًّا دقيقًا لحظة بلحظة لأحداث اليوم الذي صلب فيه السيد المسيح بدءًا من القبض عليه مرورًا بمراحل محاكمته والحكم عليه، وصلبه وموته ودفنه في القبر، وذلك من خلال صلوات السواعي النهارية الست التي تصلى يوم "الجمعة العظيمة" وهي آخر صلوات سواعي أسبوع البصخة المقدسة التي تبدأ بالساعة التاسعة من أحد الشعانين وتنتهي بالساعة الثانية عشرة من يوم الجمعة العظيمة، بإجمالي ٥٣ ساعة. وألقى قداسة البابا العظة عقب الساعة الحادية عشرة، واستهلها بمجموعة عبارات وصف بها عظمة يوم الجمعة العظيمة، قائلاً: هذا هو اليوم الخالد في تاريخ البشرية، منذ أن خلق الله الإنسان، فهناك أسماء كثيرة لعظماء وُجِدوا عبر التاريخ، إلا أنهم انتهوا جميعًا، فيما عدا السيد المسيح الذي لا يزال اسمه يتعظم أكثر فأكثر، فهو ولد متجسدًا بطريقة فريدة إذ أتى من عذراء وظلت عذراء حتى بعد ولادته. وأضاف: "في عمر ٣٣ سنة مات على الصليب بعكس نواميس الطبيعة، وفي طفولته أفزع ملكًا اسمه هيرودس ملك اليهودية عندما سمع بميلاده فزع وقتل أطفال بيت لحم، وفي عمر ١٢ سنة تحير علماء اليهود الذين جلس معهم وجادلهم وفي عمر الـ ٣٠ (بداية خدمته) صنع معجزات أظهرت سلطانه على الطبيعة والأمراض والشياطين، منها مشىه على المياه وتهدئة الرياح وجعلها تسكن، فبرز السؤال من هو هذا؟!." واستكمل: "لم يمتلك حقولاً أو مزارع ولكنه أشبع الآلاف بخمس خبزات وسمكتين، وشفى مرضى كثيرين بقوته الذاتية دون أن يستخدم علبة دواء.لم يكتب كتابًا ولكن المكتبات لا تسع الكتب التي كتبت عنه، ولم يؤلف نشيدًا أو ترنيمة ولكن معظم الأناشيد والترنيمات التي كتبها البشر كانت لأجله، لم يؤسس معهدًا أو كلية ولكن عدد من تتلمذوا عليه أكثر من عدد خريجي كافة الجامعات. تقابل وتلامس معه ملايين من العصاة والخطاة الذين خضعوا أمام سلطان محبته. عندما مات على الصليب ناح عليه قليلون ولكن الشمس أظلمت واتشحت بالسواد. وفي صلبه لم يرتعد الخطاة من جراء أفعالهم وخطاياهم ولكن الأرض ارتعدت وتزلزلت. ورغم مرور ألفي عام على صلبه وموته إلا أنه ما زال حيًّا فلا هيرودس استطاع أن يهلكه ولا القبر استطاع أن يمسكه ولكنه قام من الأموات في اليوم الثالث. ولخص قداسة البابا قصة الخلاص من البداية بسقوط آدم التي جعلت الإنسان ينفصل عن وخروجه من نطاق الحماية الإلهية، خرج إلى العراء ومن يتعرى يبرد ويموت، وهكذا انزلق آدم وحواء إلى الخطية والعدم. وذكَّر قداسته سامعيه بسؤال توما للسيد المسيح: "يَا سَيِّدُ، لَسْنَا نَعْلَمُ أَيْنَ تَذْهَبُ، فَكَيْفَ نَقْدِرُ أَنْ نَعْرِفَ الطَّرِيقَ؟" (يو ١٤: ٥) وجاءت إجابة السيد المسيح واضحة محددة: "أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يو ١٤: ٦). واستخلص قداسة البابا من هذا السؤال الإجابة، كالتالي: ١- المسيح هو الطريق إلى السماء: والصليب هو مفتاح الطريق، فكل صلواتنا خلال الصوم الكبير ثم أسبوع البصخة ترسخ فينا معنى الصليب، مؤكدًا أن المسيح هو الطريق الوحيد للسماء. ولفت إلى كلمات معلمنا بولس الرسول "فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا" (رو ٨: ١٨). فمهما كانت آلام الزمان الحاضر فبالمسيح الطريق نصل إلى مجد السماء. ٢- الحق: وهو الوصية أي الكتاب المقدس وفيه الحق الكتابي، لذا فإن السيد المسيح كان يكرر في كلامه عبارة "الحق الحق أقول لكم"، لذا يجب أن تجعل كتابك المقدس مفتوحًا لأن المسيح يتكلم معك من خلاله. ٣- الحياة: ونأخذها من الأسرار المقدسة ولا سيما سري التوبة والتناول "مَنْ يَأْكُلُ جَسَدِي وَيَشْرَبُ دَمِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ" (يو ٦: ٥٤).

سبع ملاحظات حول اعتراف الڤاتيكان بـ «دولة إسرائيل»!*
سبع ملاحظات حول اعتراف الڤاتيكان بـ «دولة إسرائيل»!*

البناء

time٠٣-٠٣-٢٠٢٥

  • سياسة
  • البناء

سبع ملاحظات حول اعتراف الڤاتيكان بـ «دولة إسرائيل»!*

في جلسة هادئة وبعض الأصدقاء، احتدم النقاش حول اعتراف حاضرة الڤاتيكان بـ «دولة إسرائيل»، وحول المواقف الرسمية والشخصية التي صدرت من هنا، أو من هناك، وحول الآثار السلبية التي يمكن أن تترتّبَ على هذا الاعتراف، ليس فقط على السياسة العالمية، وإنما على الموقف الديني ـ اللاهوتي ـ المسيحي برمّته! بعيداً عن الانفعال يمكن أن أسجّل الملاحظات التالية: أوّلاً – اعتراف الڤاتيكان بـ «إسرائيل» هو اعتراف بصوابيّة الموقف اليهودي من السيّد المسيح الذي اعتبروه دجّالاً، فحاكموه ثَمّ صلبوه. ثانياً – اعتراف الڤاتيكان بـ «إسرائيل» هو صكّ براءة لليهوديّة العالمية التي ما زالت تعتبر أنّ «دم المسيح عليهم وعلى أولادهم». وإذا كان ثمّةَ تراجعٌ عن هذا الموقف فإنما ينبغي أن يعلن عنه من قبل الدولة اليهودية، أو المراجع الدينية اليهودية. ثالثاً – اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية، وبعض الدول العربية، لا يبرّر اعتراف الكنيسة الكاثوليكية بـ «إسرائيل»؛ فالڤاتيكان، ومنذ ألفي عام، على عداء مع اليهودية من موقع روحي ـ إيديولوجي ـ تاريخي؛ أيّ أنّ العداء موجود قبل المسألة الفلسطينية بمئات السنين. ولا يجوز الربط بين ما يجري الآن أو ما جرى منذ خمسين عاماً، وبين الصراع المسيحي ـ اليهودي. رابعاً – الإدّعاء بأنّ الڤاتيكان دولة كأيّة دولة أخرى في العالم، واعتراف هذه الدولة بـ «إسرائيل» هو حقٌّ سياسيٌّ مشرعنٌ لها؛ هذا الادّعاء مردود، لأنّ الڤاتيكان يمثّل كاثوليك العالم كلّهم، وينطق باسمهم، ويؤثر على مشاعرهم. واعتراف هذه الدولة، ذات الشخصية المعنوية، بالدولة اليهودية، سيؤدي حتماً إلى قناعة كاثوليكية جَماعيّة بأنّ العداء مع اليهود قد انتهى، وأنّ لليهود حقّاً قوميّاً في فلسطين التي هي، بزعم يهودي، أرض الميعاد! خامساً – يعتبر يوم الخميس الواقع فيه 30 كانون الأول من عام 1993 موعداً آخِرَ لصلب يسوع الناصري، لأنه في مثل هذا اليوم تمّ اعتراف الڤاتيكان بالدولة اليهوديّة. سادساً – تُرى لماذا الاعتراف واليوم بالذات؟ إنه انتصار آخر يُضاف إلى انتصارات حكّام «إسرائيل» الذين يريدون أن يظهروا للعالم أنهم دعاة سلام، وأنّ المشكلة ليست عندهم، بل عند الإنسان العربي المصرّ على ذبح اليهود، ورميهم في البحر. تصوّروا معي هذه الورقة الرابحة التي قدّمتها حاضرة الڤاتيكان إلى «إسرائيل» هديّة بمناسبة الأعياد. سابعاً – كيف يريد الڤاتيكان أن نقرأ ونفسّر، بعد اليوم، الإنجيل المقدّس؟ ماذا نقول لأولادنا عندما يبدأ الكلام عن صلب المسيح؟ كيف يمكن لأولادنا أن يميّزوا بين اليهود صالبي المسيح والدولة اليهودية المعترف بها من قِبل أعلى سلطة روحيّة تمثّلهم؟ هل نكذب عليهم؟ هل نعيد كتابة الانجيل من جديد؟ هل نقول لهم: لقد تغيّر اليهود وصاروا أصدقاء للمسيح وللمسيحية؟ هل نحذف من الإنجيل عبارة «دمه علينا وعلى أولادنا»؟ هل نلغي سرّ الفداء؟ وإذا سُئلنا عن هيرودس ذابح الأطفال في بيت لحم، فبماذا نجيب؟ سأقول لهم: انتظروا الجواب من البيت الأبيض. 8/1/1994

مَن هو هذا الصبيّ؟
مَن هو هذا الصبيّ؟

النهار

time٠٨-٠٢-٢٠٢٥

  • منوعات
  • النهار

مَن هو هذا الصبيّ؟

في الحياة اليوميّة، كلّ أُم وأب أو أُخت وأخ أو زوجة وزوج يمكن أن يتعرّض أحدهم أو جميعهم لحزنٍ كبير بعد ابتلاء أحد أحبّتهم بمُصاب جلل أو بالموت. فيكون "قد جاز سَيف في نفوسهم"، لكن نادراً ما "تُكشَف أفكار من قلوب كثيرة" جرّاء هذا المُصاب أو الموت. لأنّه لا بُدّ وأن يكون الشخص المُشار إليه(ها) أو المجموعة ذات موقع عظيم في المُجتمع أو مُبتَلى بمًصابٍ كبير. هذا ما سنتحدّث عنه في المقالة الراهنة. مريَم أُمُّ يسوع بادَرها سمعان الشيخ في هيكل القُدس-أورشليم بالقَول: "ها إِنَّ هَذا قَد جُعِلَ لِسُقوطِ وَقِيامِ كَثيرينَ في إِسرائيلَ، وَهَدَفًا لِلمُخالَفَة". يسوع قد جُعل عنصرًا يُسقط كثيرين: هو أسقط "هيرودس وكلّ أورشليم معه" يوم عرَف، مُتأخِّراً بمَولده من المجوس. إذ حوَّل أنظاره صوب كلِّ طفلٍ مولود حديثاً كشخصٍ يُهدِّد سُلطته، فقام بمجزرةٍ للتخلُّص من "الملِك" الجديد المُفترَض. تماماً كما يفعل الصهاينة اليوم إذ يقَتلون كلّ طفل(ة) فلِسطينيّ(ة)، حتّى ولو كان جنيناً في الرحم، عمداً وبِلَا تردُّد وبدون أن يرِفّ لهم جَفن خوفاً من أن يكبر ويصير "إرهابياً" فيَقتلهم. ويسوع يُسقط اليوم كلَّ مُتَجبِّر معتوه يضع نُصبَ عينَيه تهجير أصحاب وطن إلى أرضٍ غريبة ليكونوا على غرار يسوع "الغريب" في عالمٍ مُتَوحِّشٍ أراد قتله "في المهد صبيًّا" فهُجِّر إلى "ارضِ مِصر" ، عالمٍ لا يرحم البشر ولا الحجر ولا أيّ كائنٍ حيّ آخَر. لقد أنزل يسوع المتربِّعين على العروش المُزَيَّفة والفانية والمُغتصبة السُلطة لأنّهم لا يرحمون أنفسهم ولا يرحمون الآخَرين. ويسوع "رفعَ المُتواضِعين" إلى سمائه مع المُنكَسِري القلوب والخطأة والبغايا والعشّارين واللّصَّ المصلوب إلى يمينه... أجل كان يسوع هدفاً للمُخالَفة، إذ لم يتعرَّف شعبه إليه على أنّه "النبيّ" ولا "المسيح" المُنتَظر لأنّه لم يكن يبغي التسلُط ولا التربُّع على عرش ولا أخذ مكان مُغتصب سلطة. "لقد أتى ليَخدُم لا ليُخدَم"، وتلقّى الصفعات من "حقيرين" يعتقدون انّهم أقوياء بالسلاح الذي يمتشقون. نعم، لقد "جاز سيفُ في نفس" مريَم، فانكشفَت "أَفكارٌ مِن قُلوبٍ كَثيرة". لقد "جاز سيفٌ في نفس" كلّ إنسان تعرَّض لَما تعرَّضت له مريم من طعنةٍ في أفريقيا -ماضياً وحاضراً- وفي آسيَا وفي أميركا اللَّاتينيّة/الجنوبيّة -ماضياً وحاضراً- وفي مَشرق الأرض ومغربها. ذاك السَيف في عصرنا نعني به أوّلًا الانقلابات العسكريّة والأمنيّة -المُخابراتيّة، والحروب والأوبئة الجرثوميّة المنتشرة بأمر جهةٍ "خفيّة" تفتعلها لإبادة مَن لا ينصاعون لها، إلى الأعاصير المجنونة أو الحرائق الكبيرة المُفتَعلة أو الأمطار الاصطناعيّة الملوِّثة للأجواء لضرب مناطق تودّ تغيير وُجهة استعمالها، أو رشَ المبيدات السامّة فوق الأراضي الزراعيّة وغيرها من الوسائل المؤذية. السَيف المُعاصر يبتلي بحدِّه أفراد ومحموعات وشعوب. ذلك أنّ "سائدي هذا العالم" يتكفّلون بتسليط "سيوفهم" على رقاب الجميع دون استثناء ودون استئذان، بما فيهم شعوبهم. مبتغاهم الأوحد التسيُّد والاستغلال إلى أقصى الحدود. ولكن هناك "صبيٌّ يَنمو وَيَتَقَوّى بِٱلرّوحِ، مُمتَلِئاً حِكمَةً، وَكانَت نِعمَةُ ٱللهِ عَلَيه"، قادرٌ أن يكون مُحرِّرَ الأفراد والجماعات والشعوب. مَن هو هذا الصبيّ؟ "هو قدَّم نفسه؛ وأنتَ، مَن أنتَ لتَتردَّد في تقديم ذاتِكَ بكليّتها؟" هو يسوع دائماً، وإلى جانبه كلّ إنسان "لا يُريد أن يعيش أبدَ الدهرِ بين الحُفَر"، إنسانٌ "إذا أراد الحياة، فلا بُدّ أن يستجيب القدَر".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store