logo
#

أحدث الأخبار مع #هيساكوأوتومو

كواليس استعدادات اليابان لمواجهة محتملة على حدودها
كواليس استعدادات اليابان لمواجهة محتملة على حدودها

Independent عربية

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

كواليس استعدادات اليابان لمواجهة محتملة على حدودها

عندما يكون اليوم صافياً، يتجلى لسكان جزيرة يوناغوني اليابانية الساحرة مشهد سلاسل جبال تايوان وهي ترتفع فوق الضباب البحري. وبالنسبة إلى هؤلاء السكان القاطنين على بعد 100 كيلومتر (62 ميلاً) فقط من بؤرة توتر محتملة تعد من الأخطر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تمثل تلك الجبال تذكيراً يومياً بالتهديدات التي يشكلها التوسع الصيني الإقليمي. وحذر قادة يابانيون متعاقبون من أن تايوان قد تكون أوكرانيا التالية، وأن شي جينبينغ قد يتبع خطى فلاديمير بوتين ويشن غزواً قد ينذر بانزلاق دول عديدة إلى حرب أخرى بالوكالة. وربما يبدو هذا السيناريو برمته مجرد افتراض بعيد المنال في طوكيو التي تبعد أكثر من ألفي كيلومتر، إلا أن الحكومة اليابانية هناك تمضي قدماً في تنفيذ أضخم برنامج لتعزيز القدرات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بمضاعفة موازنة الدفاع بحلول عام 2027 وتوسيع نطاق العمليات لقوات الدفاع الذاتي اليابانية بصورة جذرية. لكن الأمر مختلف تماماً في يوناغوني، حيث يلمس السكان التهديد بصورة ملموسة، وشهدت الجزيرة خلال الأشهر القليلة الماضية مناورات غير مسبوقة استعداداً لعملية إخلاء محتملة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتعرف يوناغوني في أرجاء اليابان كمنتجع لقضاء العطلات بسبب سلالتها المتميزة من الخيول البرية، وهي عبارة عن موقع نائي ضئيل المساحة يمتد في بحر الصين الشرقي ولا يتجاوز تعداد سكانها 1700 شخص. وأُنشئت فيها قاعدة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية عام 2016، وتضم خلال الوقت الراهن نحو 250 عنصراً، يمثلون مع أسرهم شريحة مهمة في النسيج الاجتماعي للجزيرة. وخلال مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان أجريت أواخر العام الماضي تحت اسم "كين سورد" Keen Sword، شاركت الوحدة العسكرية المتمركزة داخل الجزيرة للمرة الأولى مع القوات الأميركية الموجودة هناك في ما أطلق عليه "تدريبات الوقاية من الكوارث"، وهي تدريبات ينظر إليها على نطاق واسع كإجراءات تحضيرية لسيناريو وقوع هجوم على تايوان. ورصد مراسل "اندبندنت" جنوداً يابانيين يتقمصون دور قرويين جرحى، وهم ينقلون على حمالات إلى طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز "سي 130" (C-130) هيركوليس كانت بانتظارهم. شملت هذه المناورات عدة جوانب جديدة بالنسبة إلى يوناغوني، أبرزها الهبوط والإقلاع الأول لطائرات "أوسبري" Osprey أميركية الصنع -التي تعد ضرورية للغاية للدعم اللوجيستي في حال استدعت الظروف إجلاءً فعلياً- على أرض الجزيرة التي تتميز برياحها القوية. وصرح متحدث رسمي باسم قوات الدفاع الذاتي اليابانية لـ"اندبندنت" بأن هذا التمرين كان "أوسع نطاقاً وأكثر شمولية من التدريبات السابقة". 8 الاستعدادات اليابانية الاستعدادات اليابانية 1/8 منظر لميناء الصيد الرئيس لجزيرة يوناغوني من منارة تحدد أقصى نقطة في غرب اليابان (آدم ويذنول/اندبندنت) منظر لميناء الصيد الرئيس لجزيرة يوناغوني من منارة تحدد أقصى نقطة في غرب اليابان (آدم ويذنول/اندبندنت) 2/8 هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية في اليابان، تعترف بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين (آدم ويذنول/اندبندنت) هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية في اليابان، تعترف بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين (آدم ويذنول/اندبندنت) 3/8 مدخل قاعدة قوات الدفاع الذاتي الرئيسة في يوناغوني. ويضم نحو 250 فرداً، أصبحوا جزءاً أساساً من حياة الجزيرة (آدم ويذنول/اندبندنت) مدخل قاعدة قوات الدفاع الذاتي الرئيسة في يوناغوني. ويضم نحو 250 فرداً، أصبحوا جزءاً أساساً من حياة الجزيرة (آدم ويذنول/اندبندنت) 4/8 تشتهر يوناغوني في جميع أنحاء اليابان كوجهة لقضاء العطلات وبسبب سلالتها الفريدة من الخيول البرية (آدم ويذنول/اندبندنت) تشتهر يوناغوني في جميع أنحاء اليابان كوجهة لقضاء العطلات وبسبب سلالتها الفريدة من الخيول البرية (آدم ويذنول/اندبندنت) 5/8 وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، على اليسار، يصافح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا خلال زيارته طوكيو أواخر الشهر الماضي (أ ب) وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، على اليسار، يصافح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا خلال زيارته طوكيو أواخر الشهر الماضي (أ ب) 6/8 دونالد ترمب يلتقي وفداً تجارياً يابانياً يضم وزير الإنعاش الاقتصادي ريوسي أكازاوا في البيت الأبيض خلال الـ25 من أبريل الماضي (عبر رويترز) دونالد ترمب يلتقي وفداً تجارياً يابانياً يضم وزير الإنعاش الاقتصادي ريوسي أكازاوا في البيت الأبيض خلال الـ25 من أبريل الماضي (عبر رويترز) 7/8 يقول تيرومي تاناكا، أحد ممثلي المنظمة الفائزة بجائزة نوبل للسلام العام الماضي نيهون هيدانكيو، إن توسيع حجم قوات الدفاع اليابانية أمر "مقزز" (أ ب) يقول تيرومي تاناكا، أحد ممثلي المنظمة الفائزة بجائزة نوبل للسلام العام الماضي نيهون هيدانكيو، إن توسيع حجم قوات الدفاع اليابانية أمر "مقزز" (أ ب) 8/8 أعلنت قوات الدفاع الذاتي اليابانية أن التدريبات التي أجريت أواخر العام الماضي في يوناغوني كانت الأكبر من نوعها (آدم ويذنول/اندبندنت) إضافة إلى ذلك، استقبلت الجزيرة وفداً من كبار المسؤولين من محافظة أوكيناوا بأكملها لبحث أدق تفاصيل خطة إخلاء السكان في حال وقوع غزو على تايوان. وشرح أعضاء الوفد للأهالي أنه سيجري نقلهم إلى مراكز إيواء داخل جزيرة أخرى أكبر ضمن الأرخبيل، بينما سيُحول الجرحى لتلقي الرعاية الطبية في المستشفيات، نظراً إلى عدم وجود مستشفى داخل الجزيرة نفسها. تخيم على الجزيرة أجواء الترقب والقلق، إذ يقول السكان المحليون إن الجنود يبدون أكثر عصبية من المعتاد. وفي حين يرى بعضهم في التدريب الصوري على الإخلاء مصدراً للاطمئنان، فإن تمركز حامية عسكرية كبيرة يمثل نقطة خلاف، إذ تنقسم الآراء بين العائلات حول ما إذا كانت هذه القوات تمثل درعاً واقياً، أم أنها تزيد من احتمالية تحول الجزيرة إلى هدف محتمل. وعلى مقربة من مرفأ الصيد الرئيس في يوناغوني، تقر هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية داخل اليابان بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين. وتضيف قائلة "يثير قلقنا ما نسمعه في الأخبار. من المخيف أن يخطر ببالنا هذا الأمر [غزو تايوان] - وأن نتساءل، هل سيحدث هذا حقاً؟" نفذت الصين خلال العام الماضي عدة تدريبات تحاكي فرض حصار شامل على تايوان -الذي يعد على الأرجح الخطوة التمهيدية لأية عملية غزو محتملة- وشمل ذلك تنظيم أضخم مناوراتها العسكرية منذ 30 عاماً، والتي استمرت لمدة أسبوع كامل خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2024. وعلى امتداد العام الماضي، أصدرت أوامر بتنفيذ عدد قياسي من الطلعات الجوية بلغ 3070 طلعة لطائراتها العسكرية عبر خط المنتصف في مضيق تايوان. وتزعم بكين أن تايوان ذات الحكم الذاتي هي إقليم انفصالي، وأقسم شي جينبينغ مراراً على "إعادة ضم" الجزيرة إلى الوطن الأم باستخدام القوة إذا اقتضت الضرورة. وتشير التقييمات الأميركية إلى أن الصين تعمل على تجهيز نفسها لتكون قادرة على تنفيذ غزو، في حال صدور أمر بذلك، بحلول عام 2027. وعلى رغم أن هذه المواجهة تتكشف على مقربة من الأراضي اليابانية، فإن تحركات قوات الدفاع الذاتي اليابانية في يوناغوني لا تزال محل نقاش محتدم، ليس فقط خشية أن يؤدي ذلك إلى تحويل الجزيرة إلى هدف محتمل، بل كذلك في سياق جدل أعمق يدور في الأوساط اليابانية حول طبيعة الدور المنوط بجيش البلاد. إن تمسك اليابان بدستورها المسالم، الذي أقر عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية كضمان لعدم انخراط البلاد مجدداً في أي نزاع مسلح، يواجه تحديات متزايدة جراء كل من السلوك العدواني الصيني تجاه تايوان والنظام الكوري الشمالي الذي يطلق صواريخه فوق الأراضي اليابانية، والذي ادعى مطلع هذا العام أنه نجح في اختبار إطلاق جيل جديد من الصواريخ الفرط صوتية في بحر اليابان. وتنظر اليابان إلى روسيا باعتبارها جاراً ينطوي على أخطار جمة ولا يمكن التكهن بتصرفاته، ويعد قرار فلاديمير بوتين بشن الهجوم على أوكرانيا خلال فبراير (شباط) من عام 2022 مثالاً صارخاً على ذلك. وأعلن رئيس الوزراء الياباني السابق فوميو كيشيدا أن الأزمة الأوكرانية شكلت الدافع الرئيس لزيادة الموازنة العسكرية ثلاثة أضعاف لتصل إلى 43 تريليون ين (نحو 400 مليار دولار). وتشمل الموازنة استثمارات ضخمة في قدرات الطائرات المسيرة والأسلحة اللازمة للرد على تهديدات كوريا الشمالية، بل وإمكانية توجيه ضربة استباقية في حال وجود معلومات استخباراتية تشير لهجوم وشيك. وتستعد اليابان، وفقاً للمعلومات المتداولة، لنشر أول صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى كوريا الشمالية والصين في قاعدتين داخل جزيرة كيوشو بحلول نهاية العام المالي الحالي خلال مارس (آذار) 2026. وفي مقر وزارة الدفاع اليابانية، أفاد مسؤولون لـ"اندبندنت" بأن الخطة الخمسية التي وضعها فوميو كيشيدا، والتي يواصل تنفيذها خلفه شيغيرو إيشيبا ستؤدي إلى زيادة حجم الإنفاق الدفاعي في البلاد ليبلغ نحو اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، وهو رقم كان يعد ضرباً من الخيال، ولا سيما في ظل أزمة غلاء المعيشة التي كانت تضرب البلاد قبل أعوام قليلة. واستلهمت الخطة معظم تفاصيلها من الحرب الروسية في أوكرانيا، مع التركيز خصوصاً على تطوير برنامج المسيرات الحربية، الذي يكاد يكون معدوماً حالياً. وأكد مسؤولون عسكريون أن الحكومة بصدد اختبار نماذج مختلفة قبل تحديد وجهة التمويل. وقال أحد المسؤولين، طالباً عدم الكشف عن هويته "العدوان الروسي على أوكرانيا يكشف تدهوراً في المنظومة الأمنية العالمية". ويرسم كل من رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا وسلفه فوميو كيشيدا مقارنات مباشرة بين تايوان والوضع في أوروبا، متسائلين "هل ستكون منطقة شرق آسيا مستقبلاً مثل أوكرانيا؟" وتنظر اليابان إلى غزو روسيا لأوكرانيا على أنه فشل في منظومة الردع الفعال. وفي حين اعترف مسؤول بوزارة الدفاع بصعوبة "من المستحيل قياس الردع كمياً"، فإن الرهان يكمن في أن قوة اليابان المتزايدة قد تثني الرئيس الصيني شي جينبينغ عن محاكاة المثال الروسي. وأوضح "أن اليابان بصدد تطوير قدراتها الدفاعية على نطاق واسع، ويشمل ذلك خصوصاً تعزيز الحاميات العسكرية المتمركزة في المناطق الجنوبية الغربية [الأقرب إلى تايوان]". وأكد قائلاً "ويأتي هذا الإجراء بمثابة رسالة واضحة مفادها أن اليابان لن تتسامح مع أية مساع فردية لتغيير الوضع القائم بالقوة". ويتضمن أحد جوانب الخطة تطويراً جذرياً للبنية التحتية العسكرية المتهالكة لتواكب الموديلات العصرية، أبرزها استبدال مقاتلات "أف 15" F15 القديمة بطائرات "أف 35" F35 الأميركية المتطورة. وتطمح اليابان بأن تخطو أكثر إلى المستقبل، عبر المشاركة الفاعلة في تطوير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. ووقعت طوكيو اتفاقاً مع بريطانيا وإيطاليا لتصميم وبناء الجيل القادم من المقاتلات المتخفية، في مشروع استراتيجي هو "برنامج القتال الجوي العالمي" Global Combat Air Programme، ويعرف اختصار باسم "جي سي آي بي" GCAP. وعلى رغم حجم الاستثمارات الجديدة، تظل اليابان معتمدة بصورة كبيرة على الولايات المتحدة في منظومتها الدفاعية، في ظل علاقة تشهد توتراً متزايداً بسبب النهج المعاملاتي لترمب في العلاقات الدولية. ويذكر أن رئيس الوزراء إيشيبا كان من أوائل القادة الدوليين الذين اجتمعوا بترمب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، إذ زار البيت الأبيض خلال السابع من فبراير الماضي، وأثنى الرئيس الأميركي على أدائه واصفاً إياه بأنه "يبلي بلاءً حسناً" في قيادة "دولة قوية ومعتزة بنفسها". وقام وزير الدفاع الأميركي السابق، بيت هيغسيث، بزيارة إلى اليابان أواخر الشهر الماضي، وأشاد بالبلاد بوصفها "حليفاً لا غنى عنه في ردع العدوان العسكري الصيني الشيوعي"، وذلك في مختلف الجبهات، بما في ذلك مضيق تايوان. إلا أن ترمب أبدى انتقادات لاذعة حيال التعاون الأمني الأميركي الياباني، الذي يتيح للقوات الأميركية التمركز داخل الأراضي اليابانية مقابل تعهد واشنطن بالدفاع عن طوكيو في حال تعرضها لأي اعتداء. وعبر ترمب عن استيائه في تصريحات أدلى بها للصحافيين داخل البيت الأبيض مطلع الشهر الماضي، قائلاً "إننا ننفق مئات المليارات من الدولارات لحمايتهم"، مضيفاً "وهم لا يقدمون أية مساهمات". وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان من حق إدارة ترمب أن تطالب اليابان بتقديم مزيد من المساهمات، أوضح أحد المسؤولين في وزارة الخارجية اليابانية أن المشهد قد "تبدل بصورة جذرية" مقارنة بما كانت عليه الحال طوال عقود ما بعد الحرب، حين اعتادت اليابان ألا تتجاوز نسبة إنفاقها على قواتها الدفاعية واحداً في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. واقترح المسؤول أن يشرح الدبلوماسيون اليابانيون للإدارة الأميركية السياق التاريخي لهذه القيود، موضحاً "الولايات المتحدة دائماً ما تضغط علينا لتطوير قدراتنا الدفاعية، بما في ذلك الموازنة". وأضاف، شريطة عدم الكشف عن اسمه "في ضوء التحول الذي طرأ على السياسة اليابانية، وهو تحول جوهري، أرى أنه من الضروري أن يتبدل التصور الأميركي حيال هذا الأمر". ويرى البروفيسور ماتاكي كاميا المتخصص في العلاقات الدولية بأكاديمية الدفاع الوطني اليابانية "ثمة إحساس صادق بأن اليابان قطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار". ويستطرد قائلاً "نسبة اثنين في المئة من الإنفاق المخصص للدفاع كانت فكرة لا تخطر ببال أحد قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا. كما أن امتلاك قدرات هجومية تحت مسمى قدرة الردع المضاد كان يمثل مسألة بالغة الحساسية على الصعيد السياسي". غير أنه لا تزال هناك حدود قصوى لن تتعداها اليابان تحت أي ظرف، حتى لو أقدمت الصين على شن هجوم شامل على تايوان على مرمى البصر من سكان يوناغوني. وفي وضع كهذا، لا يزال من غير المتوقع على أرض الواقع أن تقوم اليابان بنشر قواتها التي جرى تعزيزها حديثاً للمساهمة في الدفاع عن الجزيرة. وأقصى ما يمكن أن تقدمه طوكيو في هذه الحال هو توفير دعم لوجيستي لحلفائها، كالسماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الأقرب إلى مسرح العمليات، على سبيل المثال. وعلى رغم التحولات في المواقف العامة، يؤكد البروفيسور كاميا أن أي دور قتالي مباشر لقوات الدفاع اليابانية، حتى في عمليات حفظ سلام دولية، يظل أمراً مستحيلاً. وإذا كان ترمب يسعى إلى استيعاب حقيقة القيود التي تحكم طبيعة العلاقة مع اليابان كحليف، فعليه أن يدرك هذا الجانب العميق الذي يمثل ركيزة في الوجدان الياباني، والذي تبلور في أعقاب الصدمة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية. وانتقد تيرومي تاناكا، المتحدث باسم منظمة "نيهون هيدانكيو" التي تمثل الناجين من هيروشيما وناغازاكي -والحائز جائزة نوبل للسلام العام الماضي- توسع القدرات العسكرية اليابانية ووصفه بـ"المقزز والمرفوض". وأضاف في حديثه لـ"اندبندنت"، "إن الدستور الياباني يتضمن المادة التاسعة، التي انبثقت من واقعة تعرضنا لهجوم بتلك القنبلة النووية المروعة، ومن منطلق التأمل في تلك التجربة المؤلمة، عزفت اليابان عن امتلاك أية صورة من صور القوة العسكرية". وأردف موضحاً أن الأشخاص الذين جربوا فظائع الحرب، مثله، يقع على عاتقهم واجب تجاه الأجيال اللاحقة بالذود عن أسس السلام والحيلولة دون التخلي عنها. "نسعى جاهدين للحيلولة دون وقوع ذلك، وهذا هو ما أكرس له جهودي يومياً". بالعودة إلى يوناغوني، فإن الآلية التي يجري بها وضع اللمسات الأخيرة على خطط الاستعداد لمواجهة غزو تايوان تترك لدى الأهالي شعوراً بأن أزمة وشيكة أقرب من أي وقت مضى، على حد تعبير المرشدة السياحية المحلية ساوري ماتسودا. وتوضح قائلة "أدرك تمام الإدراك مدى قلق أفراد قوات الدفاع الذاتي اليابانية حيال الأوضاع الراهنة. وألمس بنفسي حدة التوتر المتصاعد". وتوضح ماتسودا، التي تنتمي إلى الجيل الرابع من سكان هذه الجزيرة، أنها تؤيد المناورات العسكرية وتوسيع نطاق القوات المسلحة اليابانية، نظراً إلى "الأوضاع الجيوسياسية الراهنة". وشعر عدد من أهالي يوناغوني على مدى عقود بروابط وثيقة تجاه تايوان، بل دارت نقاشات حول إقامة خط نقل بحري منتظم بين المنطقتين عام 2023، قبل أن تضاعف الصين من حدة ضغوطها على تايبيه. وتعلق ماتسودا قائلة "يؤكد شعب تايوان استقلاليته عن الصين، وقلبي يميل إلى دعمهم. وأجد صعوبة في فهم دوافع الصين وتصريحاتها. وبصراحة، ينتابني شعور بالقلق إزاء هذا الوضع، إذ يصعب التكهن بتحركات الصين المستقبلية، يبدو وكأنها قد تقدم على أي شيء".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store