
كواليس استعدادات اليابان لمواجهة محتملة على حدودها
عندما يكون اليوم صافياً، يتجلى لسكان جزيرة يوناغوني اليابانية الساحرة مشهد سلاسل جبال تايوان وهي ترتفع فوق الضباب البحري. وبالنسبة إلى هؤلاء السكان القاطنين على بعد 100 كيلومتر (62 ميلاً) فقط من بؤرة توتر محتملة تعد من الأخطر في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تمثل تلك الجبال تذكيراً يومياً بالتهديدات التي يشكلها التوسع الصيني الإقليمي.
وحذر قادة يابانيون متعاقبون من أن تايوان قد تكون أوكرانيا التالية، وأن شي جينبينغ قد يتبع خطى فلاديمير بوتين ويشن غزواً قد ينذر بانزلاق دول عديدة إلى حرب أخرى بالوكالة.
وربما يبدو هذا السيناريو برمته مجرد افتراض بعيد المنال في طوكيو التي تبعد أكثر من ألفي كيلومتر، إلا أن الحكومة اليابانية هناك تمضي قدماً في تنفيذ أضخم برنامج لتعزيز القدرات العسكرية منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك بمضاعفة موازنة الدفاع بحلول عام 2027 وتوسيع نطاق العمليات لقوات الدفاع الذاتي اليابانية بصورة جذرية.
لكن الأمر مختلف تماماً في يوناغوني، حيث يلمس السكان التهديد بصورة ملموسة، وشهدت الجزيرة خلال الأشهر القليلة الماضية مناورات غير مسبوقة استعداداً لعملية إخلاء محتملة.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعرف يوناغوني في أرجاء اليابان كمنتجع لقضاء العطلات بسبب سلالتها المتميزة من الخيول البرية، وهي عبارة عن موقع نائي ضئيل المساحة يمتد في بحر الصين الشرقي ولا يتجاوز تعداد سكانها 1700 شخص. وأُنشئت فيها قاعدة لقوات الدفاع الذاتي اليابانية عام 2016، وتضم خلال الوقت الراهن نحو 250 عنصراً، يمثلون مع أسرهم شريحة مهمة في النسيج الاجتماعي للجزيرة.
وخلال مناورات عسكرية مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان أجريت أواخر العام الماضي تحت اسم "كين سورد" Keen Sword، شاركت الوحدة العسكرية المتمركزة داخل الجزيرة للمرة الأولى مع القوات الأميركية الموجودة هناك في ما أطلق عليه "تدريبات الوقاية من الكوارث"، وهي تدريبات ينظر إليها على نطاق واسع كإجراءات تحضيرية لسيناريو وقوع هجوم على تايوان. ورصد مراسل "اندبندنت" جنوداً يابانيين يتقمصون دور قرويين جرحى، وهم ينقلون على حمالات إلى طائرة نقل عسكرية أميركية من طراز "سي 130" (C-130) هيركوليس كانت بانتظارهم.
شملت هذه المناورات عدة جوانب جديدة بالنسبة إلى يوناغوني، أبرزها الهبوط والإقلاع الأول لطائرات "أوسبري" Osprey أميركية الصنع -التي تعد ضرورية للغاية للدعم اللوجيستي في حال استدعت الظروف إجلاءً فعلياً- على أرض الجزيرة التي تتميز برياحها القوية. وصرح متحدث رسمي باسم قوات الدفاع الذاتي اليابانية لـ"اندبندنت" بأن هذا التمرين كان "أوسع نطاقاً وأكثر شمولية من التدريبات السابقة".
8
الاستعدادات اليابانية
الاستعدادات اليابانية
1/8 منظر لميناء الصيد الرئيس لجزيرة يوناغوني من منارة تحدد أقصى نقطة في غرب اليابان (آدم ويذنول/اندبندنت)
منظر لميناء الصيد الرئيس لجزيرة يوناغوني من منارة تحدد أقصى نقطة في غرب اليابان (آدم ويذنول/اندبندنت) 2/8 هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية في اليابان، تعترف بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين (آدم ويذنول/اندبندنت)
هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية في اليابان، تعترف بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين (آدم ويذنول/اندبندنت) 3/8 مدخل قاعدة قوات الدفاع الذاتي الرئيسة في يوناغوني. ويضم نحو 250 فرداً، أصبحوا جزءاً أساساً من حياة الجزيرة (آدم ويذنول/اندبندنت)
مدخل قاعدة قوات الدفاع الذاتي الرئيسة في يوناغوني. ويضم نحو 250 فرداً، أصبحوا جزءاً أساساً من حياة الجزيرة (آدم ويذنول/اندبندنت) 4/8 تشتهر يوناغوني في جميع أنحاء اليابان كوجهة لقضاء العطلات وبسبب سلالتها الفريدة من الخيول البرية (آدم ويذنول/اندبندنت)
تشتهر يوناغوني في جميع أنحاء اليابان كوجهة لقضاء العطلات وبسبب سلالتها الفريدة من الخيول البرية (آدم ويذنول/اندبندنت) 5/8 وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، على اليسار، يصافح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا خلال زيارته طوكيو أواخر الشهر الماضي (أ ب)
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، على اليسار، يصافح رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا خلال زيارته طوكيو أواخر الشهر الماضي (أ ب) 6/8 دونالد ترمب يلتقي وفداً تجارياً يابانياً يضم وزير الإنعاش الاقتصادي ريوسي أكازاوا في البيت الأبيض خلال الـ25 من أبريل الماضي (عبر رويترز)
دونالد ترمب يلتقي وفداً تجارياً يابانياً يضم وزير الإنعاش الاقتصادي ريوسي أكازاوا في البيت الأبيض خلال الـ25 من أبريل الماضي (عبر رويترز) 7/8 يقول تيرومي تاناكا، أحد ممثلي المنظمة الفائزة بجائزة نوبل للسلام العام الماضي نيهون هيدانكيو، إن توسيع حجم قوات الدفاع اليابانية أمر "مقزز" (أ ب)
يقول تيرومي تاناكا، أحد ممثلي المنظمة الفائزة بجائزة نوبل للسلام العام الماضي نيهون هيدانكيو، إن توسيع حجم قوات الدفاع اليابانية أمر "مقزز" (أ ب)
8/8 أعلنت قوات الدفاع الذاتي اليابانية أن التدريبات التي أجريت أواخر العام الماضي في يوناغوني كانت الأكبر من نوعها (آدم ويذنول/اندبندنت)
إضافة إلى ذلك، استقبلت الجزيرة وفداً من كبار المسؤولين من محافظة أوكيناوا بأكملها لبحث أدق تفاصيل خطة إخلاء السكان في حال وقوع غزو على تايوان. وشرح أعضاء الوفد للأهالي أنه سيجري نقلهم إلى مراكز إيواء داخل جزيرة أخرى أكبر ضمن الأرخبيل، بينما سيُحول الجرحى لتلقي الرعاية الطبية في المستشفيات، نظراً إلى عدم وجود مستشفى داخل الجزيرة نفسها.
تخيم على الجزيرة أجواء الترقب والقلق، إذ يقول السكان المحليون إن الجنود يبدون أكثر عصبية من المعتاد. وفي حين يرى بعضهم في التدريب الصوري على الإخلاء مصدراً للاطمئنان، فإن تمركز حامية عسكرية كبيرة يمثل نقطة خلاف، إذ تنقسم الآراء بين العائلات حول ما إذا كانت هذه القوات تمثل درعاً واقياً، أم أنها تزيد من احتمالية تحول الجزيرة إلى هدف محتمل.
وعلى مقربة من مرفأ الصيد الرئيس في يوناغوني، تقر هيساكو أوتومو صاحبة المتجر الواقع في أقصى بقعة غربية داخل اليابان بأن سكان الجزيرة لا يسعهم إلا الشعور بالقلق إزاء الوضع مع الصين.
وتضيف قائلة "يثير قلقنا ما نسمعه في الأخبار. من المخيف أن يخطر ببالنا هذا الأمر [غزو تايوان] - وأن نتساءل، هل سيحدث هذا حقاً؟"
نفذت الصين خلال العام الماضي عدة تدريبات تحاكي فرض حصار شامل على تايوان -الذي يعد على الأرجح الخطوة التمهيدية لأية عملية غزو محتملة- وشمل ذلك تنظيم أضخم مناوراتها العسكرية منذ 30 عاماً، والتي استمرت لمدة أسبوع كامل خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 2024. وعلى امتداد العام الماضي، أصدرت أوامر بتنفيذ عدد قياسي من الطلعات الجوية بلغ 3070 طلعة لطائراتها العسكرية عبر خط المنتصف في مضيق تايوان.
وتزعم بكين أن تايوان ذات الحكم الذاتي هي إقليم انفصالي، وأقسم شي جينبينغ مراراً على "إعادة ضم" الجزيرة إلى الوطن الأم باستخدام القوة إذا اقتضت الضرورة. وتشير التقييمات الأميركية إلى أن الصين تعمل على تجهيز نفسها لتكون قادرة على تنفيذ غزو، في حال صدور أمر بذلك، بحلول عام 2027.
وعلى رغم أن هذه المواجهة تتكشف على مقربة من الأراضي اليابانية، فإن تحركات قوات الدفاع الذاتي اليابانية في يوناغوني لا تزال محل نقاش محتدم، ليس فقط خشية أن يؤدي ذلك إلى تحويل الجزيرة إلى هدف محتمل، بل كذلك في سياق جدل أعمق يدور في الأوساط اليابانية حول طبيعة الدور المنوط بجيش البلاد.
إن تمسك اليابان بدستورها المسالم، الذي أقر عقب هزيمتها في الحرب العالمية الثانية كضمان لعدم انخراط البلاد مجدداً في أي نزاع مسلح، يواجه تحديات متزايدة جراء كل من السلوك العدواني الصيني تجاه تايوان والنظام الكوري الشمالي الذي يطلق صواريخه فوق الأراضي اليابانية، والذي ادعى مطلع هذا العام أنه نجح في اختبار إطلاق جيل جديد من الصواريخ الفرط صوتية في بحر اليابان.
وتنظر اليابان إلى روسيا باعتبارها جاراً ينطوي على أخطار جمة ولا يمكن التكهن بتصرفاته، ويعد قرار فلاديمير بوتين بشن الهجوم على أوكرانيا خلال فبراير (شباط) من عام 2022 مثالاً صارخاً على ذلك.
وأعلن رئيس الوزراء الياباني السابق فوميو كيشيدا أن الأزمة الأوكرانية شكلت الدافع الرئيس لزيادة الموازنة العسكرية ثلاثة أضعاف لتصل إلى 43 تريليون ين (نحو 400 مليار دولار). وتشمل الموازنة استثمارات ضخمة في قدرات الطائرات المسيرة والأسلحة اللازمة للرد على تهديدات كوريا الشمالية، بل وإمكانية توجيه ضربة استباقية في حال وجود معلومات استخباراتية تشير لهجوم وشيك.
وتستعد اليابان، وفقاً للمعلومات المتداولة، لنشر أول صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول إلى كوريا الشمالية والصين في قاعدتين داخل جزيرة كيوشو بحلول نهاية العام المالي الحالي خلال مارس (آذار) 2026.
وفي مقر وزارة الدفاع اليابانية، أفاد مسؤولون لـ"اندبندنت" بأن الخطة الخمسية التي وضعها فوميو كيشيدا، والتي يواصل تنفيذها خلفه شيغيرو إيشيبا ستؤدي إلى زيادة حجم الإنفاق الدفاعي في البلاد ليبلغ نحو اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2027، وهو رقم كان يعد ضرباً من الخيال، ولا سيما في ظل أزمة غلاء المعيشة التي كانت تضرب البلاد قبل أعوام قليلة.
واستلهمت الخطة معظم تفاصيلها من الحرب الروسية في أوكرانيا، مع التركيز خصوصاً على تطوير برنامج المسيرات الحربية، الذي يكاد يكون معدوماً حالياً. وأكد مسؤولون عسكريون أن الحكومة بصدد اختبار نماذج مختلفة قبل تحديد وجهة التمويل.
وقال أحد المسؤولين، طالباً عدم الكشف عن هويته "العدوان الروسي على أوكرانيا يكشف تدهوراً في المنظومة الأمنية العالمية".
ويرسم كل من رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا وسلفه فوميو كيشيدا مقارنات مباشرة بين تايوان والوضع في أوروبا، متسائلين "هل ستكون منطقة شرق آسيا مستقبلاً مثل أوكرانيا؟"
وتنظر اليابان إلى غزو روسيا لأوكرانيا على أنه فشل في منظومة الردع الفعال. وفي حين اعترف مسؤول بوزارة الدفاع بصعوبة "من المستحيل قياس الردع كمياً"، فإن الرهان يكمن في أن قوة اليابان المتزايدة قد تثني الرئيس الصيني شي جينبينغ عن محاكاة المثال الروسي.
وأوضح "أن اليابان بصدد تطوير قدراتها الدفاعية على نطاق واسع، ويشمل ذلك خصوصاً تعزيز الحاميات العسكرية المتمركزة في المناطق الجنوبية الغربية [الأقرب إلى تايوان]". وأكد قائلاً "ويأتي هذا الإجراء بمثابة رسالة واضحة مفادها أن اليابان لن تتسامح مع أية مساع فردية لتغيير الوضع القائم بالقوة".
ويتضمن أحد جوانب الخطة تطويراً جذرياً للبنية التحتية العسكرية المتهالكة لتواكب الموديلات العصرية، أبرزها استبدال مقاتلات "أف 15" F15 القديمة بطائرات "أف 35" F35 الأميركية المتطورة.
وتطمح اليابان بأن تخطو أكثر إلى المستقبل، عبر المشاركة الفاعلة في تطوير التكنولوجيا العسكرية المتقدمة. ووقعت طوكيو اتفاقاً مع بريطانيا وإيطاليا لتصميم وبناء الجيل القادم من المقاتلات المتخفية، في مشروع استراتيجي هو "برنامج القتال الجوي العالمي" Global Combat Air Programme، ويعرف اختصار باسم "جي سي آي بي" GCAP.
وعلى رغم حجم الاستثمارات الجديدة، تظل اليابان معتمدة بصورة كبيرة على الولايات المتحدة في منظومتها الدفاعية، في ظل علاقة تشهد توتراً متزايداً بسبب النهج المعاملاتي لترمب في العلاقات الدولية.
ويذكر أن رئيس الوزراء إيشيبا كان من أوائل القادة الدوليين الذين اجتمعوا بترمب في مستهل ولايته الرئاسية الثانية، إذ زار البيت الأبيض خلال السابع من فبراير الماضي، وأثنى الرئيس الأميركي على أدائه واصفاً إياه بأنه "يبلي بلاءً حسناً" في قيادة "دولة قوية ومعتزة بنفسها".
وقام وزير الدفاع الأميركي السابق، بيت هيغسيث، بزيارة إلى اليابان أواخر الشهر الماضي، وأشاد بالبلاد بوصفها "حليفاً لا غنى عنه في ردع العدوان العسكري الصيني الشيوعي"، وذلك في مختلف الجبهات، بما في ذلك مضيق تايوان.
إلا أن ترمب أبدى انتقادات لاذعة حيال التعاون الأمني الأميركي الياباني، الذي يتيح للقوات الأميركية التمركز داخل الأراضي اليابانية مقابل تعهد واشنطن بالدفاع عن طوكيو في حال تعرضها لأي اعتداء. وعبر ترمب عن استيائه في تصريحات أدلى بها للصحافيين داخل البيت الأبيض مطلع الشهر الماضي، قائلاً "إننا ننفق مئات المليارات من الدولارات لحمايتهم"، مضيفاً "وهم لا يقدمون أية مساهمات".
وفي معرض رده على سؤال حول ما إذا كان من حق إدارة ترمب أن تطالب اليابان بتقديم مزيد من المساهمات، أوضح أحد المسؤولين في وزارة الخارجية اليابانية أن المشهد قد "تبدل بصورة جذرية" مقارنة بما كانت عليه الحال طوال عقود ما بعد الحرب، حين اعتادت اليابان ألا تتجاوز نسبة إنفاقها على قواتها الدفاعية واحداً في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.
واقترح المسؤول أن يشرح الدبلوماسيون اليابانيون للإدارة الأميركية السياق التاريخي لهذه القيود، موضحاً "الولايات المتحدة دائماً ما تضغط علينا لتطوير قدراتنا الدفاعية، بما في ذلك الموازنة".
وأضاف، شريطة عدم الكشف عن اسمه "في ضوء التحول الذي طرأ على السياسة اليابانية، وهو تحول جوهري، أرى أنه من الضروري أن يتبدل التصور الأميركي حيال هذا الأمر".
ويرى البروفيسور ماتاكي كاميا المتخصص في العلاقات الدولية بأكاديمية الدفاع الوطني اليابانية "ثمة إحساس صادق بأن اليابان قطعت شوطاً كبيراً في هذا المضمار". ويستطرد قائلاً "نسبة اثنين في المئة من الإنفاق المخصص للدفاع كانت فكرة لا تخطر ببال أحد قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا. كما أن امتلاك قدرات هجومية تحت مسمى قدرة الردع المضاد كان يمثل مسألة بالغة الحساسية على الصعيد السياسي".
غير أنه لا تزال هناك حدود قصوى لن تتعداها اليابان تحت أي ظرف، حتى لو أقدمت الصين على شن هجوم شامل على تايوان على مرمى البصر من سكان يوناغوني. وفي وضع كهذا، لا يزال من غير المتوقع على أرض الواقع أن تقوم اليابان بنشر قواتها التي جرى تعزيزها حديثاً للمساهمة في الدفاع عن الجزيرة. وأقصى ما يمكن أن تقدمه طوكيو في هذه الحال هو توفير دعم لوجيستي لحلفائها، كالسماح للولايات المتحدة باستخدام قواعدها الأقرب إلى مسرح العمليات، على سبيل المثال.
وعلى رغم التحولات في المواقف العامة، يؤكد البروفيسور كاميا أن أي دور قتالي مباشر لقوات الدفاع اليابانية، حتى في عمليات حفظ سلام دولية، يظل أمراً مستحيلاً.
وإذا كان ترمب يسعى إلى استيعاب حقيقة القيود التي تحكم طبيعة العلاقة مع اليابان كحليف، فعليه أن يدرك هذا الجانب العميق الذي يمثل ركيزة في الوجدان الياباني، والذي تبلور في أعقاب الصدمة التي خلفتها الحرب العالمية الثانية.
وانتقد تيرومي تاناكا، المتحدث باسم منظمة "نيهون هيدانكيو" التي تمثل الناجين من هيروشيما وناغازاكي -والحائز جائزة نوبل للسلام العام الماضي- توسع القدرات العسكرية اليابانية ووصفه بـ"المقزز والمرفوض".
وأضاف في حديثه لـ"اندبندنت"، "إن الدستور الياباني يتضمن المادة التاسعة، التي انبثقت من واقعة تعرضنا لهجوم بتلك القنبلة النووية المروعة، ومن منطلق التأمل في تلك التجربة المؤلمة، عزفت اليابان عن امتلاك أية صورة من صور القوة العسكرية".
وأردف موضحاً أن الأشخاص الذين جربوا فظائع الحرب، مثله، يقع على عاتقهم واجب تجاه الأجيال اللاحقة بالذود عن أسس السلام والحيلولة دون التخلي عنها. "نسعى جاهدين للحيلولة دون وقوع ذلك، وهذا هو ما أكرس له جهودي يومياً".
بالعودة إلى يوناغوني، فإن الآلية التي يجري بها وضع اللمسات الأخيرة على خطط الاستعداد لمواجهة غزو تايوان تترك لدى الأهالي شعوراً بأن أزمة وشيكة أقرب من أي وقت مضى، على حد تعبير المرشدة السياحية المحلية ساوري ماتسودا. وتوضح قائلة "أدرك تمام الإدراك مدى قلق أفراد قوات الدفاع الذاتي اليابانية حيال الأوضاع الراهنة. وألمس بنفسي حدة التوتر المتصاعد".
وتوضح ماتسودا، التي تنتمي إلى الجيل الرابع من سكان هذه الجزيرة، أنها تؤيد المناورات العسكرية وتوسيع نطاق القوات المسلحة اليابانية، نظراً إلى "الأوضاع الجيوسياسية الراهنة".
وشعر عدد من أهالي يوناغوني على مدى عقود بروابط وثيقة تجاه تايوان، بل دارت نقاشات حول إقامة خط نقل بحري منتظم بين المنطقتين عام 2023، قبل أن تضاعف الصين من حدة ضغوطها على تايبيه.
وتعلق ماتسودا قائلة "يؤكد شعب تايوان استقلاليته عن الصين، وقلبي يميل إلى دعمهم. وأجد صعوبة في فهم دوافع الصين وتصريحاتها. وبصراحة، ينتابني شعور بالقلق إزاء هذا الوضع، إذ يصعب التكهن بتحركات الصين المستقبلية، يبدو وكأنها قد تقدم على أي شيء".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سودارس
منذ 37 دقائق
- سودارس
هنا أم درمان.. عامان من الإتلاف المتعمد لصوت السودان
في بيان إعادة السيطرة على هيئة الإذاعة والتلفزيون، قال المتحدث باسم الجيش السوداني "تمكنت قواتكم المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، وأبناء بلادنا الذين يعملون جنبا إلى جنب معها، اليوم، من انتزاع مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، ذاكرة ووجدان الأمة السودانية، من دنس مليشيا آل دقلو الإرهابية، والمرتزقة من الدول الأخرى". أثارت سيطرة قوات الدعم السريع على الإذاعة السودانية قلق وخوف الجهات الإعلامية والثقافية على الإرث الثقافي والتاريخي والمعرفي السوداني، المحفوظ منذ ما يقارب 100 عام داخل مباني الهيئة، في أرشيف مكتبة الإذاعة الصوتية. وقد خاطبت نقابة الصحفيين السودانيين، في بيان لها بعد أسبوعين من سيطرة تلك القوات على مباني الإذاعة، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، وناشدتها أن هناك خطرا حقيقيا يتهدد مكتبتي الإذاعة والتلفزيون، داعية اليونسكو إلى التدخل لدى الطرفين المتقاتلين لإنقاذ هذا الإرث من الضياع. كما أدانت النقابة عدم احترام المؤسسات المدنية، وتحويل المؤسسات الإعلامية إلى ميادين للمعارك العسكرية، وطالبت قوات الدعم السريع بالخروج الفوري من مباني الإذاعة والتلفزيون. إفناء مع سبق الإصرار المسلمي البشير الكباشي، مدير مكتب الجزيرة في السودان، يقول حول الساعات الأولى عقب إعادة سيطرة الجيش على مباني الإذاعة "حين سارعت إلى الإذاعة بعد استعادتها من احتلال قوات الدعم السريع، الذي استمر 11 شهرا بعد اندلاع الحرب، وجدتها كتلة ضخمة متفحمة، خربة، ليست أكثر من أنقاض مكان اختفت معالمه". ويستطرد الكباشي "وأنت تدلف إليها عبر بوابتها الكبيرة، تستقبلك آثار القصف، وقبيل مدخلها مجزرة لسيارات عديدة احترقت تماما، ولكنك أمام مبناها الرئيس لن تجد ما تقول غير: كان هنا مبنى اسمه الإذاعة، أصبح أثرا بعد عين. الفناء طال كل شيء، المدخل ليس أكثر من كتل فحم، والمبنى ليس أكثر من أطلال. ولن تجد بداخلها إلا أرضا محروقة، كتلا مسودة من أثاث، ومكانا حلكا، دكنا، سحما، لن تبصر بداخله شيئا، فأنت في كهف حالك، تنبعث منه رائحة الإتلاف المتعمد، والإفناء المقصود". هنا أم درمان من لندن دقت ساعة بيغ بن معلنة مواعيد نشرة الأخبار في إستوديوهات الإذاعة البريطانية من لندن ، وساد الصمت داخل إستوديو الأخبار، وخرج صوت مذيع النشرة عميقا وهادئا قائلا بثبات "هنا أم درمان". لثوان، خيم الصمت على صوت الميكروفون، وعقدت الدهشة ألسنة الزملاء في القسم العربي لإذاعة بي بي سي. عاد الصوت الرخيم مجددا بعد هنيهة، معتذرا لمستمعي الإذاعة البريطانية "وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي". ثم استدرك مصححا "هنا لندن ، نشرة الأخبار، يقرؤها عليكم أيوب صديق". ويبدو أن الإعلامي السوداني، أيوب صديق، قد دهمه الحنين إلى مرابع حياته العملية الأولى بالإذاعة السودانية في أم درمان ، التي بدأ العمل بها عام 1966 من خلال برنامجه الشهير "من أرشيف الإذاعة"، قبل التحاقه بإذاعة "بي بي سي" أواخر سبعينيات القرن المنصرم. تأسست الإذاعة السودانية في الأول من مايو/أيار 1940، وكان الغرض منها الدعاية لمعسكر الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية. وكان تمويلها من ميزانية الدعاية البريطانية ووزارة المستعمرات. أول بث لها كان من غرفة صغيرة مساحتها 12 مترا مربعا، بمباني حي البوستة بمدينة أم درمان القديمة. بدأت الإذاعة بثها على الموجة المتوسطة 524 مترا، ثم في عام 1943 أدخلت الموجة القصيرة 31 مترا. وفي عام 1954 أضيفت موجة متوسطة جديدة سمحت بوصول بث الإذاعة إلى معظم أنحاء السودان والخارج، حتى انتقلت إلى مبانيها الحالية عام 1957. أنشئت مكتبة الإذاعة مع تأسيسها عام 1940، وأضيفت إليها مكتبة الإنتاج السينمائي في عام 1942. في سبتمبر/أيلول 2023، قرعت نقابة الصحفيين السودانيين جرس الإنذار مجددا، في بيان آخر لها منذ اندلاع الحرب، مناشدة اليونسكو وجميع المنظمات العاملة في مجال حفظ التراث المادي والإنساني، لإنقاذ هذا الإرث وحمايته من الضياع، قائلة: "لا تزال الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون متوقفة عن العمل والبث، منذ 15 أبريل/نيسان الماضي، ويتواصل مسلسل اتخاذها ثكنة عسكرية مع مواصلة المعارك بداخلها، مما يشكل خطرا على ما تحمله من إرث تاريخي في مكتبتها المرئية والمسموعة، كونها تحتوي على إرث نادر". ويضيف البيان: "لقد أقدم الدعم السريع، منذ شهور -وفقا لشهادات متطابقة لشهود كانوا محتجزين بالمكان ذاته في وقت سابق- على تحويل مباني الإذاعة والتلفزيون إلى معتقلات، الأمر الذي يزيد من خطورة تدمير أو إتلاف أرشيف يقترب عمره من 100 عام، ويمثل إرثا سياسيا وثقافيا واجتماعيا للأمة السودانية". ذاكرة الأمة السودانية يقول الدكتور طارق البحر، مدير إدارة الدراما بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، للجزيرة نت "إن الضرر الذي وقع على الإذاعة ضرر بليغ، يتكون من شقين: شق مادي يتعلق بالمنشآت، وخاصة المكتبة، وشق معنوي وقع على جميع أهل السودان، باعتبار أن مكتبة الإذاعة بشقيها التقليدي والرقمي، هي الذاكرة السمعية لأهل السودان. داخل هذه المكتبة يحفظ الإرث الثقافي والاجتماعي والسياسي، في ترتيب عال من الأرشفة لكل الحقب السياسية منذ الاستقلال، بالإضافة إلى الإرث الغنائي بمختلف ضروبه، من اللون الذي يعرف باسم "الحقيبة"، مرورا بالغناء الحديث، وحتى غناء الريف". ويواصل البحر "المحزن، وما لم يكن يتصوره إنسان، أن قوات الدعم السريع استهدفت مدينة أم درمان والمنافذ الثقافية بها، وعلى وجه الخصوص الإذاعة. لقد استهدفوا الثقافة السودانية والحياة الاجتماعية السودانية، من أجل إحلال ثقافات أخرى يحلمون بها، وهيهات! هنالك آلاف الساعات المسجلة في إذاعة أم درمان في مختلف التخصصات: الدراما، الموسيقى، الوثائقيات، المنوعات، الأفلام... وجميعها تعبر عن الحياة السودانية. إذاعة أم درمان (الذاكرة السمعية) ذات تاريخ عريق، خاصة أنها من أوائل الإذاعات في العالم العربي وأفريقيا. إعادة الألق وتعويض ضياع محتويات الإذاعة يتم بمساهمة المستمعين، من خلال تسجيلاتهم في مكتباتهم المنزلية الخاصة". ويتمنى الإذاعي الشهير طارق البحر أن يعاد إعمار الإذاعة في أسرع فرصة ممكنة. وحول إعادة تأهيل الإذاعة ومكتباتها، يقول الدكتور البحر: "يجب أن ننظر نظرة مستقبلية، منذ الآن، لمسألة التخزين داخل الإذاعة، ويجب الاستفادة من التقنية في إعادة ترميم الصوت وإعادة إنتاجه بالطرق الحديثة، حتى نحفظ تاريخنا السمعي". فالإذاعة، كما يقول البحر، تعتبر رمزا من رموز العزة والكرامة لأهل السودان، وهي إحدى منظومات البلد الثقافية والاجتماعية التي لم يتخل عنها إنسان السودان طيلة حياته. كما أن الإذاعة أدت دورا كبيرا في الفعل الاجتماعي، وتوحيد أهل السودان من خلال الغناء والموسيقى والبرامج ونشرات الأخبار، ومن خلال نشرة أخبار الوفيات، فقد عرف السودانيون أصقاع السودان من خلال نشرة الساعة الثامنة، التي تذيع أسماء الوفيات في مختلف أنحاء البلاد، التي كانت سبل التواصل بين أجزائها ليست سهلة. لذلك فهو يتمنى أن يكون هناك جهد رسمي وأهلي لإعادة إذاعة أم درمان إلى مكانها الطبيعي الأول. حجم الضرر يقول الدكتور إبراهيم محمد عثمان إبراهيم، مدير الإدارة العامة لتقانة المعلومات بالهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون "كنت من أوائل الذين دخلوا مباني الهيئة في ثاني أيام تحريرها لتقييم الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. لاحظت، منذ دخولي من البوابة الرئيسية لمباني الهيئة، أن مبنى الإذاعة محترق تماما، وعددا من العربات في الباحة الأمامية محترقة بالكامل. إستوديوهات الإذاعة كلها كانت عبارة عن مكان لحريق كبير. مبنى الإذاعة الرئيسي، الذي يضم الإستوديوهات وغرف الخوادم، مقسم إلى: إستوديوهات في الناحية الشمالية، الوسط الذي يضم مركز الأخبار، إستوديوهات في الناحية الجنوبية أصيبت بمجموعة من الدانات أدت إلى تدمير المبنى بالكامل، كل هذه المجموعات من الإستوديوهات دمرت تماما". وعن حجم الضرر الذي لحق بالإستوديوهات، يقول الدكتور إبراهيم "المنطقة الشمالية، التي تحتوي على مجموعة الإستوديوهات الشمالية، تعرضت لحريق جزئي نوعا ما، لكنها لم تدمر بالكامل. وقد امتدت ألسنة اللهب إلى الجزء الشمالي فقط. أما منطقة الوسط، التي تحتوي على جميع الخوادم التابعة للإستوديوهات، سواء الشمالية أو الجنوبية، للأسف هذه المنطقة قد احترقت بالكامل بسبب الانبعاث الناتج عن الحريق، وتعرضت لتدمير تام نتيجة للقصف، ولاحقا بفعل الحريق". ويضيف "تحتوي منطقة الوسط على ذاكرة الأمة السودانية، وتنقسم إلى جزأين: الأول يحتوي على الأرشيف في شكل أشرطة منذ تأسيس الإذاعة عام 1957 حتى عام 2000، والثاني يحتوي على الذاكرة الرقمية منذ إدخال نظام "نيتيا" الفرنسي للبث والإنتاج في العام 2000، وجميع المواد محفوظة على الخوادم مباشرة. هذه الخوادم، وهذه الغرفة، تعرضت لحريق كامل. كما دمرت غرفة الكنترول والبث الرئيسية (إم سي آر)، التي تعمل آليا على ربط الإستوديوهات بالشبكة، تدميرا تاما. وغرفة الباك أب، التي تحتوي على الأرشيف الرقمي، احترقت أيضا بالكامل". وحول الكيفية التي يمكن بها إعادة تأهيل ما حدث من دمار، يقول الدكتور محمد عثمان "احتفاظي بخوادم البث (البرودكشن) في منزلي منذ بداية الحرب ساعد، نوعا ما، في استعادة جزء كبير من البيانات، وما زلنا نعمل على استرجاع البقية. أما مواد الأرشيف التي تم تحويلها رقميا رغم الحريق، فلدينا نسخ احتياطية منها في غرفة التحول الرقمي، وقد استطعنا استعادة البيانات المخزنة هناك، لأنها كانت محفوظة تحت الأرض، إلى جانب آلات وأجهزة تحويل الأشرطة إلى ملفات رقمية. هذا هو الوضع فيما يتعلق بالإستوديوهات والإذاعة. والحمد لله رب العالمين، حتى الآن، استطعنا استعادة كل البيانات الرقمية، والعمل جار على استعادة بقية المواد". نضم صوتنا إلى الأصوات التي تنادي بعودة الإذاعة السودانية إلى العمل بكل طاقتها في أسرع وقت، ونتمنى أن نسمع قريبا، من داخل مباني الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون بأم درمان ، الجملة التاريخية الباذخة "هنا أم درمان ، إذاعة جمهورية السودان".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
جلسات عاصفة في الكونغرس والمحاكم الأميركية حول المهاجرين
قال السيناتور الأميركي جاري بيترز خلال جلسة للجنة بالكونغرس أمس الثلاثاء، إن استخدام الرئيس دونالد ترمب قاعدة خليج غوانتانامو البحرية لإيواء مهاجرين يكلف 100 ألف دولار يومياً للمحتجز الواحد. واستجوب بيترز، وهو أكبر عضو ديمقراطي في لجنة الأمن الداخلي والشؤون الحكومية في مجلس الشيوخ، وزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم حول الكلفة المرتفعة التي تزيد بكثير عن 165 دولاراً في اليوم الواحد داخل مراكز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة، كما تساءل عن سبب إرسال المحتجزين إلى القاعدة البحرية الأميركية في كوبا ثم إعادتهم للولايات المتحدة على نفقة دافعي الضرائب. شائن نوعاً ما وقال السيناتور الديمقراطي "نحن ننفق 100 ألف دولار يومياً لإبقاء شخص ما في غوانتانامو، نبقيهم هناك لفترة ثم نعيدهم جواً للولايات المتحدة، أو يمكننا إبقاؤهم هنا في مقابل 165 دولاراً في اليوم، وأعتقد أن هذا أمر شائن نوعاً ما". وطلب البيت الأبيض زيادة كبيرة في تمويل إنفاذ قوانين الهجرة في وقت يحاول تحقيق هدف ترمب المتمثل في عمليات الترحيل الجماعي، وقد طلبت الإدارة من الكونغرس هذا الشهر مبلغ 44 مليار دولار إضافية لوزارة الأمن الداخلي في السنة المالية 2026 التي تبدأ في أول أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وقالت نويم التي مثلت أمام اللجنة للدفاع عن طلب الموازنة، إنها لا تعرف الكلفة اليومية لإيواء المهاجرين في معتقل غوانتانامو. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي تريشيا ماكلولين في بيان أن "الرئيس ترمب ملتزم بالحفاظ على سلامة الأميركيين"، وقال مسؤول أميركي تحدث شرط عدم الكشف عن هويته، إن هناك ما يقارب 70 مهاجراً محتجزين حالياً هناك، فيما رفع الاتحاد الأميركي للحريات المدنية دعوى قضائية في مارس (آذار) الماضي لمنع نقل 10 مهاجرين إلى القاعدة. وفي الدعوى زعم الاتحاد الأميركي للحريات المدنية أن المهاجرين في غوانتانامو احتجزوا في غرف بلا نوافذ مدة 23 ساعة في الأقل يومياً، وتعرضوا للتفتيش الجائر مع التعرية، ولم يتمكنوا من الاتصال بأفراد أسرهم. مبدأ "هابياس كوربوس" وخلطت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم أمس الثلاثاء بين "هابياس كوربوس"، المبدأ القانوني الذي يضمن الحقوق الأساس للفرد عبر منع توقيفه من دون مثوله أمام القضاء، وبين صلاحيات السلطة التنفيذية في ترحيل مهاجرين غير نظاميين، وارتكبت الوزيرة الخطأ خلال مثولها أمام لجنة في مجلس الشيوخ في جلسة استماع سئلت خلالها عن تصريحات أدلى بها مستشار البيت الأبيض ستيفن ميلر. وفي التاسع من مايو (أيار) الجاري هدد الرئيس دونالد ترمب بأنه إذا ما استمر القضاء في عرقلة خططه لترحيل المهاجرين غير النظاميين فسيعمد إلى تعليق هذا الحق الأساس الذي تتفرع منه حقوق المهاجرين عبر الطعن بإجراءات ترحليهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وسألت السيناتور الديموقراطية ماغي حسن الوزيرة نويم أمس "ما هو هابياس كوربوس؟"، فأجابت الأخيرة أنه الحق الدستوري الذي يجب أن يكون الرئيس قادراً بموجبه على طرد الأشخاص من هذا البلد، وتعليق حقهم"، لكن ماغي سارعت إلى تصحيح خطأ الوزيرة موضحة لها أن "هابياس كوربوس" هو المبدأ القانوني الذي يلزم الحكومة بتقديم سبب علني لتوقيف أشخاص وسجنهم". وأضافت، "من دون هذه الحماية يمكن للحكومة ببساطة اعتقال أناس، بمن فيهم مواطنون أميركيون، واحتجازهم لأجل غير مسمى من دون سبب، و'هابياس كوربوس' هو الحق الأساس الذي يميز المجتمعات الحرة كأميركا عن الدول البوليسية مثل كوريا الشمالية". ورداً على توضيحات ماغي قالت الوزيرة إنها تدعم هذا الحق، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن الأمر عائد لرئيس الولايات المتحدة الذي يقرر ما إذا كان سيجري تعليقه أم لا، لافتة إلى أن إدارة ترمب ستلتزم بأي حكم قضائي يصدر في هذا الشأن. وجعل ترمب من مكافحة الهجرة غير الشرعية أولويته القصوى، مشيراً إلى غزو تتعرض له بلاده من قبل "مجرمين من الخارج"، لكن برنامج الترحيل الجماعي الذي أطلقته إدارة ترمب أحبط أو تباطأ بسبب أحكام قضائية عدة، بما في ذلك من المحكمة العليا ذات الغالبية المحافظة. انتهاك محتمل وأمر قاض أميركي الثلاثاء إدارة الرئيس دونالد ترمب بإبقاء مجموعة من المهاجرين يجري نقلهم جواً إلى جنوب السودان في عهدة سلطات الهجرة الأميركية، قائلاً إن ترحيلهم انتهاك محتمل لأمر محكمة، وقال قاضي المحكمة الجزئية الأميركية في بوسطن، براين ميرفي، خلال جلسة استماع افتراضية جرى ترتيبها على عجل، إنه على رغم أنه لن يأمر الطائرة بالعودة فإن هذا خيار يمكن لوزارة الأمن الداخلي استخدامه للامتثال لأمره، محذراً من أن مسؤولين قد يمثلون للمساءلة إذا تبين أنهم انتهكوا أمره السابق الذي حظر الترحيل السريع لمهاجرين إلى بلدان أخرى غير بلدانهم، قبل أن تتاح لهم فرص إثارة أي مخاوف من احتمال تعرضهم للتعذيب أو الاضطهاد في تلك البلدان، وقال ميرفي لمحامي وزارة العدل الأميركية إليانس بيريس إن "لدي مؤشراً قوياً على أن الأمر القضائي الأولي الذي أصدرته قد جرى انتهاكه". وأضاف ميرفي، الذي عينه الرئيس الديمقراطي السابق جو بايدن، أن أي مهاجر مشمول بالأمر القضائي في طريقه إلى الدولة الأفريقية يجب أن يبقى في عهدة الحكومة بانتظار جلسة استماع أخرى، موضحاً أن وزارة الأمن الداخلي التي تشرف على وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأميركية يمكن أن تمتثل لهذا الأمر بطرق لا حصر لها، بما في ذلك إبقاء المهاجرين على متن الطائرة وعلى مدرج المطار بمجرد هبوطها، متابعاً "لن أقيد وزارة الأمن الداخلي في شأن مكان احتجازهم، وإذا أرادوا تحويل الطائرة يمكنهم ذلك". ويمثل هذا التطور صداماً جديداً بين القضاء الاتحادي وإدارة الرئيس الجمهوري ترمب في إطار مساعيها إلى تنفيذ دعوات الأخير للترحيل الجماعي كجزء من أجندته المتشددة في شأن الهجرة.


Independent عربية
منذ 3 ساعات
- Independent عربية
مقتل زعيم الماويين في الهند مع 26 متمردا
قتلت قوات هندية خاصة زعيم المتمردين الماويين في الهند اليوم الأربعاء، على ما قال وزير الداخلية آميت شاه، في ما قد يشكل ضربة حاسمة في النزاع المتواصل منذ عقود. وقال الوزير الهندي إن قوات هندية قتلت 27 متمرداً في وسط الهند، بينهم "الزعيم الأعلى" للتمرد الماوي، موضحاً في بيان "اليوم في عملية في نارايانبور، قضت قواتنا الأمنية على 27 ماوياً بينهم نامبالا كيشاف رو المعروف بباسافاراجو، الأمين العام لحركة 'سي بي أي' الماوية، أي قائدها الأعلى والعمود الفقري لحركة (ناكساليت)"، تيمناً بالبلدة الواقعة عند سفوح جبال الهملايا، إذ نشأ التمرد الماوي قبل ستة عقود تقريباً. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) أضاف البيان "هذه المرة الأولى منذ ثلاثة عقود على معركة بهارات (الهندية) ضد حركة (نكساليت)، التي تحيد فيها قواتنا زعيماً برتبة أمين عام". ومنذ انطلاق حركة التمرد عام 1967، لقي أكثر من 12 ألف شخص حتفهم في اشتباكات مسلحة. وتؤكد حركة "ناكساليت" التي تعتنق فكر الزعيم الصيني الثوري ماو تسي تونغ، أنها تناضل من أجل حقوق السكان الأصليين، مطالبة بتخويلهم الانتفاع من الأراضي وفرص العمل والموارد الطبيعية الزاخرة في المنطقة. في ذروته منتصف العقد الأول من القرن الـ21، سيطر التمرد على ما يقرب من ثلث مساحة البلاد، مع 15 ألفاً إلى 20 ألف مقاتل. وأثنى شاه على "قواتنا الأمنية وأجهزتنا الشجاعة على هذا الإنجاز الكبير"، مضيفاً أنه في عمليات أوسع نطاقاً، اعتقل 54 شخصاً، واستسلم 84 من الـ"نكساليت" في ولايات تشاتيسغار وتيلانغانا ومهاراشترا. وأكد أن "حكومة مودي عازمة على القضاء على الـ(ناكساليت) قبل الـ31 من مارس (آذار) 2026"، مكرراً وعيده بسحق المتمردين.