#أحدث الأخبار مع #و«نوفونورديسك»،البيان٢٩-٠٣-٢٠٢٥أعمالالبيانتوحيد الأسواق المالية الأوروبية.. فرصة سانحة أم حلم بعيد؟مجلس تحرير «فايننشال تايمز» الحديث عن توحيد أسواق المال في أوروبا كان، لأكثر من عقد من الزمان، مجرد حديث. لذا فقد قلص الاتحاد الأوروبي من طموحاته في هذا المجال. لكن، بدلاً من الاستسلام للشعور بخيبة الأمل، فإن المسؤولين التنفيذيين في كبرى المصارف الأوروبية يبدون الآن أكثر حماسة حيال هذا المشروع مما كانوا عليه منذ سنوات. ويبدو أن السعي وراء «اتحاد أسواق رأس المال» قد يكون أكثر نجاحاً عند تقليص نطاقه. ويرى كريستيان سيوينغ، الرئيس التنفيذي لدى «دويتشه بنك»، هذا الأمر. ففي وقت مبكر من الشهر الجاري، صرح أمام الحضور في أحد المؤتمرات بأنه في حين أنه لا يرغب في أن يذهب به الحماس بعيداً، إلا أنه يرى فرصاً «لم تكن موجودة بهذا الوضوح قبل ستة أشهر». فهل هو محق؟ من حيث المبدأ، فإن الحجج التي تصب في صالح أسواق رأس المال الأكثر عمقاً والأقل تجزؤاً واضحة. ويشكل الاتحاد الأوروبي قرابة 17 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، لكنه يضم مجرد خمس من بين أكبر الشركات المُدرجة في مؤشر «إس آند بي 1200»، وهي «إل في إم إتش»، و«إس إيه بي»، و«نوفو نورديسك»، و«هيرميس»، و«إيه إس إم إل». وإذا تدفقت العشرة تريليونات يورو المستقرة في حسابات نقدية بربوع أوروبا إلى الاستثمارات بصورة أكثر سلاسة، سيكون من السهل على الشركات أن تنمو وللأسر أن تعزز ثرواتها. وحتى الآن، تسلك هذه الخطط مساراً متعارضاً مع ما ترغب فيه الحكومات الوطنية. لكن هناك سببين للتحلّي بقدر أكبر من التفاؤل هذه المرة. على الصعيد الداخلي، يبدو أن المفوضية الأوروبية تعلّمت من أخطائها السابقة وأصبحت تركز على خطوات أصغر يمكن تحقيقها. وتسلّط خططها بشأن «اتحاد الادخار والاستثمار» الضوء على منحها الأولوية للتحركات المحدودة ذات التأثير الكبير، ولم تعد تتحدث عن «اتحاد أسواق رأس المال». وعلى الصعيد الخارجي، تعزز العوامل الجيوسياسية، لا سيما التعاملات الأكثر توتراً للبيت الأبيض مع أوروبا، من الشعور بأن الشركات الأوروبية يجب عليها أن تكون أقل اعتماداً على التمويل الأمريكي. ويعرب بعض المسؤولين التنفيذيين سراً عن آمالهم في أن يكون المستشار الألماني القادم، فريدريش ميرز، يشاركهم إيمانهم بأن أوروبا ستواجه أزمة إن لم تتخذ إجراءات في هذا الصدد. رغم ذلك، تبقى هناك صعوبة في إدراك بعض أركان هذا اللغز، مثل توحيد قوانين الإفلاس الوطنية أو التنسيق فيما يتعلق بالحوافز الضريبية لتشجيع الاستثمار في الأصول الأوروبية. إنه حتى الإصلاحات الأقل صعوبة، مثل إصلاح القواعد التنظيمية فيما يتعلق بالتوريق، قد تكون ذات تأثير بالغ، خاصة بالنسبة للمصارف. وتشير تقديرات «أبوللو غلوبال مانجمنت» إلى أن تسهيل جمع القروض وبيعها على المصارف، وشراء المستثمرين لهذه القروض، سيتيح قروضاً إضافية بقيمة تريليون يورو. وتجدر الإشارة إلى بلوغ إصدار سندات التوريق الأوروبية 245 مليار يورو العام الماضي، ما يشكل 16 % من الإجمالي التوريق الأمريكي، بحسب جمعية الأسواق المالية في أوروبا. لقد أهدرت أوروبا أفكاراً جيدة من قبل بسبب تقاعسها، وقد تعاود الكرة من جديد. لكن من المُتوقع أن تأتي إشارة مهمة في التحديث التالي للمفوضية الأوروبية بشأن التوريق. ومن المُنتظر صدور هذا التحديث قبل الصيف وسيكون واحداً من أول الاختبارات الكبرى للطموحات الجديدة للمفوضية. وإذا ثبت أن تفاؤل المسؤولين التنفيذيين في محله، فمن شأن تفاؤل المستثمرين أن يأتي لاحقاً. وقد أثارت موجة من المكاسب القوية لأسهم المصارف الأوروبية تساؤلات حول ما قد يتطلبه الأمر لمنح هذه الأسهم جولة المكاسب التالية. وقد يكون إحراز تقدم جاد في صدد اتحاد أسواق رأس المال هو الإجابة عن هذه التساؤلات.
البيان٢٩-٠٣-٢٠٢٥أعمالالبيانتوحيد الأسواق المالية الأوروبية.. فرصة سانحة أم حلم بعيد؟مجلس تحرير «فايننشال تايمز» الحديث عن توحيد أسواق المال في أوروبا كان، لأكثر من عقد من الزمان، مجرد حديث. لذا فقد قلص الاتحاد الأوروبي من طموحاته في هذا المجال. لكن، بدلاً من الاستسلام للشعور بخيبة الأمل، فإن المسؤولين التنفيذيين في كبرى المصارف الأوروبية يبدون الآن أكثر حماسة حيال هذا المشروع مما كانوا عليه منذ سنوات. ويبدو أن السعي وراء «اتحاد أسواق رأس المال» قد يكون أكثر نجاحاً عند تقليص نطاقه. ويرى كريستيان سيوينغ، الرئيس التنفيذي لدى «دويتشه بنك»، هذا الأمر. ففي وقت مبكر من الشهر الجاري، صرح أمام الحضور في أحد المؤتمرات بأنه في حين أنه لا يرغب في أن يذهب به الحماس بعيداً، إلا أنه يرى فرصاً «لم تكن موجودة بهذا الوضوح قبل ستة أشهر». فهل هو محق؟ من حيث المبدأ، فإن الحجج التي تصب في صالح أسواق رأس المال الأكثر عمقاً والأقل تجزؤاً واضحة. ويشكل الاتحاد الأوروبي قرابة 17 % من الناتج الإجمالي المحلي العالمي، لكنه يضم مجرد خمس من بين أكبر الشركات المُدرجة في مؤشر «إس آند بي 1200»، وهي «إل في إم إتش»، و«إس إيه بي»، و«نوفو نورديسك»، و«هيرميس»، و«إيه إس إم إل». وإذا تدفقت العشرة تريليونات يورو المستقرة في حسابات نقدية بربوع أوروبا إلى الاستثمارات بصورة أكثر سلاسة، سيكون من السهل على الشركات أن تنمو وللأسر أن تعزز ثرواتها. وحتى الآن، تسلك هذه الخطط مساراً متعارضاً مع ما ترغب فيه الحكومات الوطنية. لكن هناك سببين للتحلّي بقدر أكبر من التفاؤل هذه المرة. على الصعيد الداخلي، يبدو أن المفوضية الأوروبية تعلّمت من أخطائها السابقة وأصبحت تركز على خطوات أصغر يمكن تحقيقها. وتسلّط خططها بشأن «اتحاد الادخار والاستثمار» الضوء على منحها الأولوية للتحركات المحدودة ذات التأثير الكبير، ولم تعد تتحدث عن «اتحاد أسواق رأس المال». وعلى الصعيد الخارجي، تعزز العوامل الجيوسياسية، لا سيما التعاملات الأكثر توتراً للبيت الأبيض مع أوروبا، من الشعور بأن الشركات الأوروبية يجب عليها أن تكون أقل اعتماداً على التمويل الأمريكي. ويعرب بعض المسؤولين التنفيذيين سراً عن آمالهم في أن يكون المستشار الألماني القادم، فريدريش ميرز، يشاركهم إيمانهم بأن أوروبا ستواجه أزمة إن لم تتخذ إجراءات في هذا الصدد. رغم ذلك، تبقى هناك صعوبة في إدراك بعض أركان هذا اللغز، مثل توحيد قوانين الإفلاس الوطنية أو التنسيق فيما يتعلق بالحوافز الضريبية لتشجيع الاستثمار في الأصول الأوروبية. إنه حتى الإصلاحات الأقل صعوبة، مثل إصلاح القواعد التنظيمية فيما يتعلق بالتوريق، قد تكون ذات تأثير بالغ، خاصة بالنسبة للمصارف. وتشير تقديرات «أبوللو غلوبال مانجمنت» إلى أن تسهيل جمع القروض وبيعها على المصارف، وشراء المستثمرين لهذه القروض، سيتيح قروضاً إضافية بقيمة تريليون يورو. وتجدر الإشارة إلى بلوغ إصدار سندات التوريق الأوروبية 245 مليار يورو العام الماضي، ما يشكل 16 % من الإجمالي التوريق الأمريكي، بحسب جمعية الأسواق المالية في أوروبا. لقد أهدرت أوروبا أفكاراً جيدة من قبل بسبب تقاعسها، وقد تعاود الكرة من جديد. لكن من المُتوقع أن تأتي إشارة مهمة في التحديث التالي للمفوضية الأوروبية بشأن التوريق. ومن المُنتظر صدور هذا التحديث قبل الصيف وسيكون واحداً من أول الاختبارات الكبرى للطموحات الجديدة للمفوضية. وإذا ثبت أن تفاؤل المسؤولين التنفيذيين في محله، فمن شأن تفاؤل المستثمرين أن يأتي لاحقاً. وقد أثارت موجة من المكاسب القوية لأسهم المصارف الأوروبية تساؤلات حول ما قد يتطلبه الأمر لمنح هذه الأسهم جولة المكاسب التالية. وقد يكون إحراز تقدم جاد في صدد اتحاد أسواق رأس المال هو الإجابة عن هذه التساؤلات.