logo
#

أحدث الأخبار مع #وأناكسيماندر

ثقافة : معرفة فقدناها مع حريق مكتبة الإسكندرية القديمة.. مأساة فكرية
ثقافة : معرفة فقدناها مع حريق مكتبة الإسكندرية القديمة.. مأساة فكرية

نافذة على العالم

time١٤-٠٥-٢٠٢٥

  • منوعات
  • نافذة على العالم

ثقافة : معرفة فقدناها مع حريق مكتبة الإسكندرية القديمة.. مأساة فكرية

الأربعاء 14 مايو 2025 10:00 صباحاً نافذة على العالم - غالبًا ما تروى قصة حريق مكتبة الإسكندرية الشهيرة، وما رافقه من قرون من المعرفة، على أنها حدث درامي واحد لكن هذا مضلِل بعض الشيء، فرغم وقوع الحرائق، لم تدمر المكتبة دفعة واحدة، بل استسلمت لتدهورٍ بطيء على مر قرون، يحيط دمارها الآن بالأساطير والغموض، لكن المؤكد هو أن مكتبة الإسكندرية كانت من أكبر وأهم مجموعات العالم القديم، وأن خسارتها في نهاية المطاف كانت مأساةً فكرية. يرجح أن مكتبة الإسكندر، التي أُسست في عهد بطليموس الثاني في أوائل القرن الثالث قبل الميلاد، كانت جزءًا من معهد أبحاث أكبر في الإسكندرية، يسمى "الموسيون" (أي "مزار الإلهام"، وهو أصل كلمة "متحف")، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فكت. مثل هذا المشروع العظيم أسمى مساعي البشرية لجمع المعرفة الإنسانية وحفظها، ازدهرت المكتبة لنحو ستة قرون، ولكن بحلول القرن الخامس الميلادي، كادت أن تختفي. وقع الحريق سيئ السمعة -والذي غالبًا ما يبالغ في تقديره- أثناء احتلال يوليوس قيصر للإسكندرية عام 48 قبل الميلاد، عندما أمر قواته بإشعال النار في سفن العدو في الميناء، مما قد يتسبب في بعض الأضرار الجانبية للمكتبة. لكن قيصر بالتأكيد لم يحرق المكتبة بأكملها، في الواقع، كان الزوال البطيء للمجموعة يرجع إلى عوامل مختلفة، يرتبط الكثير منها بتراجع الإسكندرية على مدى قرون كمركز فكري. بيعت كتب المكتبة أو دمرت، وهُدمت مبانيها في النهاية واختفت المكتبة ببساطة. لا يزال مصير المكتبة القديمة، وما فقد منها تحديدًا بعد اختفائها، محل جدل بين المؤرخين. نعلم أن سلالة بطليموس التي حكمت مصر من عام 305 إلى 30 قبل الميلاد سعت للحصول على الكتب من كل حدب وصوب، كتبت معظم الكتب باللغة اليونانية، لكن لغات أخرى، بما فيها المصرية، كانت موجودة أيضًا ضمن المجموعة الضخمة، تتفاوت تقديرات العدد الإجمالي للكتب، ولكن من المحتمل أن المكتبة، في أوجها، كانت تضم ما بين كم هائل من الكتب - وهي بلا شك أكبر مجموعة للمعرفة البشرية جُمعت في ذلك الوقت. ووفقًا للسجلات التاريخية، احتوى الأرشيف على أعمال العديد من الكتاب اليونانيين المشهورين في العصور القديمة الكلاسيكية، ومن المرجح أن هؤلاء كانوا الفلاسفة أفلاطون وأرسطو وفيثاغورس، والمؤرخ والجغرافي هيرودوت، وشعراء المسرحيات أمثال إسخيلوس وسوفوكليس ويوربيديس. كانت أعمال أرسطو من بين أكبر كنوز المكتبة، وربما تم الحصول عليها بمبلغ كبير من المال، كما ضمت المكتبة نصوصًا طبية لأبقراط، ورسائل علمية لطاليس وديموقريطس وأناكسيماندر. تجدر الإشارة إلى أنه حتى لو احترقت المكتبة بالكامل، فإن أعمالها الرئيسية لم تكن لتضيع جميعها، في كثير من الحالات، كانت النسخ (أو الأصول) ستحفظ في مجموعات أخرى، سواء في مصر أو خارجها. ووفقًا للمؤرخ جاريت رايان، فإن "جميع الأعمال الأكثر أهمية انتشرت على نطاق واسع في أماكن أخرى، وما ضاع مع المكتبة، في الغالب، هو أعمال أدبية وفلسفية أقل شهرة، وشروح ودراسات: كل ما تبقى من تأملات وأفكار لثقافة أدبية بالغة الرقي". من الأمثلة الشائعة على ما فقد أعمال الشاعرة اليونانية القديمة سافو، ونظمت سافو عشرة آلاف بيت شعري خلال حياتها، ويعتقد المؤرخون أنها جمعت في تسعة كتب محفوظة في مكتبة الإسكندرية. اليوم، لم يبقَ من هذه الكتب سوى حوالي 650 بيتًا، يزعم أحيانًا أن أعمالها فقدت بتدمير المكتبة، لكن هذا مجرد تكهنات؛ فربما كان هذا المجلد المكون من تسعة مجلدات قد صمد حتى العصور الوسطى. كما هو الحال مع سافو، ثمة ميل لربط أي أعمال قديمة مفقودة بمكتبة الإسكندرية، غالبًا دون وجود أدلة دامغة تدعم ذلك، ولعل ارتباط العديد من المجلدات المفقودة بها دليل على نفوذ المكتبة وشهرتها الراسخة، ولكن على الأرجح، فقدت معظم هذه النصوص مع مرور الزمن. مع ذلك، يمثل فقدان أي أعمال قيمة تحفظ في مكتبة الإسكندرية ضربةً موجعة للعلماء آنذاك واليوم، فكل كتاب أو مخطوطة تُدمر - سواءً بالحريق أو سوء الاستخدام أو حتى بالتلف - تُمثل قصصًا لم تُرو، واكتشافات منسية، وإنجازات فكريةٍ اندثرت، وبهذا المعنى، لطالما كانت مكتبة الإسكندرية تذكيرًا بهشاشة المعرفة الإنسانية وأهمية الحفاظ على التراث الفكري.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store