#أحدث الأخبار مع #وبيدبسمةIndependent عربية٢٣-٠٤-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةالخيم بديلا لمباني الجامعات المدمرة في غزةأمام قاعة المحاضرات وقفت تتفقد الدمار الذي حل بجامعة الأزهر التي تدرس فيها، فالسبورة مهشمة والكراسي منهوبة والطاولات جميعها معطوبة وكل شيء خراب، فاغرورقت عينا الفتاة التي تبددت أحلامها بأن تصبح مطورة مواقع إلكترونية. تسمرت الفتاة في مكانها وعادت بذاكرتها للخلف، وأمام عيني بسمة مر شريط حياتها في الجامعة لتشرح ما تراه، "المحاضر يقف أمام الطلاب وأنا أرتدي أفضل الملابس وأتصفح كتبي الجامعية وأستمع بعناية لما يشرحه الأستاذ عن آليات تطوير المواقع إلكترونية". منحة في الخارج لكن المعبر مغلق كل ذكريات بسمة تدمرت بتدمير الجيش الإسرائيلي جامعتها، وتقول "جلست على مقاعد الدراسة شهرين فقط، وبسرعة توقفت رحلتي في حياتي الجامعية بسبب الحرب، وتدمرت حياتي عندما زرت المعهد التعليمي ووجدت القوات البرية وقد حولته إلى خراب". وأمام مشهد الخراب الذي طاول مباني الجامعة التي تدرس فيها بسمة، انقطع الأمل عند الفتاة في مواصلة تعليمها داخل غزة، وتوضح أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتتحول إلى جزء من صفوف الأشخاص الذين لم يواصلوا تعليمهم، ولذلك تقدمت لمنحة دراسية خارج القطاع وحصلت عليها. دمر الجيش الإسرائيلي كل مقومات الحياة في القطاع منذ بدء الحرب (مريم أبو دقة) وبيد بسمة التي تنظر إلى كومة ركام وسط الجامعة، أوراق المنحة الدراسية في جامعة جزائرية، لكن الفتاة لم تغادر غزة، وتشير إلى أن إغلاق إسرائيل المعابر يحول دون سفرها ويحرمها حقها في التعليم حتى في الغربة خارج القطاع. التعليم الإلكتروني ليس حلاً أما في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فيروي الطالب أمجد تجربة مريرة لتوقف دراسته في تخصص الوسائط المتعددة، ويقول "هذا المرفق التعليمي دمره الجيش بالكامل، فأين سأتلقى محاضراتي ومتى سيبدأ التعليم مجدداً؟". واستأنفت وزارة التعليم العالي الدراسة الجامعية إلكترونياً فقط، حيث تعذر عليها استئناف التعليم الوجاهي للطلاب الجامعيين بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، وكذلك لعدم وجود مبان للجامعات بعدما دمرها جيش الاحتلال. ويضيف أمجد أن "تخصصي يعتمد على التعليم الوجاهي في مجال البرامج والتصميم، مما يجعل التعليم الإلكتروني خياراً صعباً، وأنا في حيرة من أمري بين انتظار إعادة إعمار الجامعة أو البحث عن فرصة لاستكمال دراستي في الخارج". الإنترنت مقطوع ويعتقد أمجد أن سفره خارج غزة من أجل الدراسة يعني هجرة طوعية لا يفكر فيها، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يكون جزءاً من الأشخاص الذين يشجعون الهجرة التي ترغب إسرائيل في تطبيقها لتنفيذ خطة "ريفييرا غزة" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي الجامعة الإسلامية المدمرة أيضاً تقف فيروز مصدومة من الدمار الذي طاولها، وبسبب هذا الركام توقفت مسيرتها التعليمية في تخصص شبكات الإنترنت والأمن السيبراني، وتقول "لا يمكنني استئناف التعليم إلكترونياً في هذا المجال، فالإنترنت مقطوع والوصول إليه صعب ويحتاج إلى جهد كبير، والكهرباء لا تصل بيوتنا منذ 558 يوماً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مستقبل فيروز المهني والتعليمي مجهول، وهي تعتقد أنها فقدت فرصتها في التعليم "حال توقفت الحرب وسمحت إسرائيل بإعادة الإعمار فإننا نحتاج إلى أعوام لنعيد بناء جامعة واحدة، وهذا يعني أني فقدت حقي في التعليم". المحاضرات الإلكترونية مشقة ويعد التعليم الإلكتروني حلاً لكنه لا يجدي نفعاً في بعض التخصصات التي تحتاج إلى أن يرى الطلاب المحاضر ليسألوه ويجيبهم، وفي ظروف غزة التي لا يوجد بها كهرباء ولا إنترنت يصبح استخدام الفصول الدراسية الإلكترونية أصعب. في غزة 17 جامعة وكلية مجتمع متوسطة، دمر الجيش الإسرائيلي 11 منها بالكامل وألحق أضراراً بالمعاهد الستة الباقية مما يجعلها غير صالحة للدراسة، ولهذا توجهت وزارة التعليم العالي للتعليم الإلكتروني. ويعتمد التعليم الإلكتروني على منصة "غوغل كلاس روم" الرقمية، كما تقدم المحاضرات في بث مباشر عبر تطبيق "زووم" أو عبر مواد مسجلة تنشر على "يوتيوب"، لكن هذه المهمة صعبة جداً حتى على المحاضرين. ويقول المعيد في الجامعة أحمد القرا "أقوم بتصوير المحاضرات ثم تحميلها على المنصة الإلكترونية، وبسبب ضعف الإنترنت والبنية التحتية أجد صعوبة في رفع الفيديوهات وأضطر إلى الذهاب لمناطق بعيدة من بيتي حتى أستطيع تحميلها وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً جداً، فهذه مهمة صعبة وقد لا تنجح في كثير من التخصصات". جامعات من الخيم سجل نحو 5 آلاف طالب في التعليم الإلكتروني، وهو عدد قليل جداً مقارنة بعدد الطلاب الجامعيين البالغ 50 ألف تلميذ، ولذلك تفكر وزارة التعليم العالي في استخدام الخيم لبدء التعليم الجامعي في قطاع غزة، نتيجة تدمير غالبية مباني الجامعات والوقت الطويل اللازم لإعمارها. ويقول المدير العام لوحدة العلاقات العامة في وزارة التعليم أحمد النجار إن "مواصلة التعليم في ظل تداعيات الحرب الطاحنة التي نالت من كل شيء هو رأس مال الغزيين، وهو واقع وحاضر بالنسبة إلى الأجيال المقبلة"، ويختم بأن "غالبية جامعات غزة تعرضت لأشكال مختلفة من الدمار، وما بقي من المباني لا يصلح للاستعمال ولذلك قررنا استخدام خيم تعليمية لاستقبال الطلبة والتربويين الذين يخاطرون بالذهاب إلى أماكن الاتصال بالإنترنت من أجل أن يواصلوا الدراسة، ولذلك نرى في الخيم حلاً أفضل لمواصلة التعليم".
Independent عربية٢٣-٠٤-٢٠٢٥سياسةIndependent عربيةالخيم بديلا لمباني الجامعات المدمرة في غزةأمام قاعة المحاضرات وقفت تتفقد الدمار الذي حل بجامعة الأزهر التي تدرس فيها، فالسبورة مهشمة والكراسي منهوبة والطاولات جميعها معطوبة وكل شيء خراب، فاغرورقت عينا الفتاة التي تبددت أحلامها بأن تصبح مطورة مواقع إلكترونية. تسمرت الفتاة في مكانها وعادت بذاكرتها للخلف، وأمام عيني بسمة مر شريط حياتها في الجامعة لتشرح ما تراه، "المحاضر يقف أمام الطلاب وأنا أرتدي أفضل الملابس وأتصفح كتبي الجامعية وأستمع بعناية لما يشرحه الأستاذ عن آليات تطوير المواقع إلكترونية". منحة في الخارج لكن المعبر مغلق كل ذكريات بسمة تدمرت بتدمير الجيش الإسرائيلي جامعتها، وتقول "جلست على مقاعد الدراسة شهرين فقط، وبسرعة توقفت رحلتي في حياتي الجامعية بسبب الحرب، وتدمرت حياتي عندما زرت المعهد التعليمي ووجدت القوات البرية وقد حولته إلى خراب". وأمام مشهد الخراب الذي طاول مباني الجامعة التي تدرس فيها بسمة، انقطع الأمل عند الفتاة في مواصلة تعليمها داخل غزة، وتوضح أنها لن تقف مكتوفة الأيدي وتتحول إلى جزء من صفوف الأشخاص الذين لم يواصلوا تعليمهم، ولذلك تقدمت لمنحة دراسية خارج القطاع وحصلت عليها. دمر الجيش الإسرائيلي كل مقومات الحياة في القطاع منذ بدء الحرب (مريم أبو دقة) وبيد بسمة التي تنظر إلى كومة ركام وسط الجامعة، أوراق المنحة الدراسية في جامعة جزائرية، لكن الفتاة لم تغادر غزة، وتشير إلى أن إغلاق إسرائيل المعابر يحول دون سفرها ويحرمها حقها في التعليم حتى في الغربة خارج القطاع. التعليم الإلكتروني ليس حلاً أما في الكلية الجامعية للعلوم التطبيقية فيروي الطالب أمجد تجربة مريرة لتوقف دراسته في تخصص الوسائط المتعددة، ويقول "هذا المرفق التعليمي دمره الجيش بالكامل، فأين سأتلقى محاضراتي ومتى سيبدأ التعليم مجدداً؟". واستأنفت وزارة التعليم العالي الدراسة الجامعية إلكترونياً فقط، حيث تعذر عليها استئناف التعليم الوجاهي للطلاب الجامعيين بسبب استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع، وكذلك لعدم وجود مبان للجامعات بعدما دمرها جيش الاحتلال. ويضيف أمجد أن "تخصصي يعتمد على التعليم الوجاهي في مجال البرامج والتصميم، مما يجعل التعليم الإلكتروني خياراً صعباً، وأنا في حيرة من أمري بين انتظار إعادة إعمار الجامعة أو البحث عن فرصة لاستكمال دراستي في الخارج". الإنترنت مقطوع ويعتقد أمجد أن سفره خارج غزة من أجل الدراسة يعني هجرة طوعية لا يفكر فيها، مشيراً إلى أنه لا يريد أن يكون جزءاً من الأشخاص الذين يشجعون الهجرة التي ترغب إسرائيل في تطبيقها لتنفيذ خطة "ريفييرا غزة" التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وفي الجامعة الإسلامية المدمرة أيضاً تقف فيروز مصدومة من الدمار الذي طاولها، وبسبب هذا الركام توقفت مسيرتها التعليمية في تخصص شبكات الإنترنت والأمن السيبراني، وتقول "لا يمكنني استئناف التعليم إلكترونياً في هذا المجال، فالإنترنت مقطوع والوصول إليه صعب ويحتاج إلى جهد كبير، والكهرباء لا تصل بيوتنا منذ 558 يوماً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) مستقبل فيروز المهني والتعليمي مجهول، وهي تعتقد أنها فقدت فرصتها في التعليم "حال توقفت الحرب وسمحت إسرائيل بإعادة الإعمار فإننا نحتاج إلى أعوام لنعيد بناء جامعة واحدة، وهذا يعني أني فقدت حقي في التعليم". المحاضرات الإلكترونية مشقة ويعد التعليم الإلكتروني حلاً لكنه لا يجدي نفعاً في بعض التخصصات التي تحتاج إلى أن يرى الطلاب المحاضر ليسألوه ويجيبهم، وفي ظروف غزة التي لا يوجد بها كهرباء ولا إنترنت يصبح استخدام الفصول الدراسية الإلكترونية أصعب. في غزة 17 جامعة وكلية مجتمع متوسطة، دمر الجيش الإسرائيلي 11 منها بالكامل وألحق أضراراً بالمعاهد الستة الباقية مما يجعلها غير صالحة للدراسة، ولهذا توجهت وزارة التعليم العالي للتعليم الإلكتروني. ويعتمد التعليم الإلكتروني على منصة "غوغل كلاس روم" الرقمية، كما تقدم المحاضرات في بث مباشر عبر تطبيق "زووم" أو عبر مواد مسجلة تنشر على "يوتيوب"، لكن هذه المهمة صعبة جداً حتى على المحاضرين. ويقول المعيد في الجامعة أحمد القرا "أقوم بتصوير المحاضرات ثم تحميلها على المنصة الإلكترونية، وبسبب ضعف الإنترنت والبنية التحتية أجد صعوبة في رفع الفيديوهات وأضطر إلى الذهاب لمناطق بعيدة من بيتي حتى أستطيع تحميلها وهو ما يستغرق وقتاً طويلاً جداً، فهذه مهمة صعبة وقد لا تنجح في كثير من التخصصات". جامعات من الخيم سجل نحو 5 آلاف طالب في التعليم الإلكتروني، وهو عدد قليل جداً مقارنة بعدد الطلاب الجامعيين البالغ 50 ألف تلميذ، ولذلك تفكر وزارة التعليم العالي في استخدام الخيم لبدء التعليم الجامعي في قطاع غزة، نتيجة تدمير غالبية مباني الجامعات والوقت الطويل اللازم لإعمارها. ويقول المدير العام لوحدة العلاقات العامة في وزارة التعليم أحمد النجار إن "مواصلة التعليم في ظل تداعيات الحرب الطاحنة التي نالت من كل شيء هو رأس مال الغزيين، وهو واقع وحاضر بالنسبة إلى الأجيال المقبلة"، ويختم بأن "غالبية جامعات غزة تعرضت لأشكال مختلفة من الدمار، وما بقي من المباني لا يصلح للاستعمال ولذلك قررنا استخدام خيم تعليمية لاستقبال الطلبة والتربويين الذين يخاطرون بالذهاب إلى أماكن الاتصال بالإنترنت من أجل أن يواصلوا الدراسة، ولذلك نرى في الخيم حلاً أفضل لمواصلة التعليم".