logo
#

أحدث الأخبار مع #وجامعةكولورادو،

أشباح رقمية: عندما تستمر الحياة بعد الموت بفضل الذكاء الاصطناعي
أشباح رقمية: عندما تستمر الحياة بعد الموت بفضل الذكاء الاصطناعي

ألتبريس

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • ألتبريس

أشباح رقمية: عندما تستمر الحياة بعد الموت بفضل الذكاء الاصطناعي

بقلم فكري سوسان في زمن التحولات الرقمية السريعة، لم تعد فكرة العودة إلى الحياة بعد الموت أمراً خيالياً بالكامل. الذكاء الاصطناعي بات اليوم قادراً على إحياء الأصوات والذكريات، بل وحتى إنتاج نسخ افتراضية تحاكي الأموات بدقة مقلقة. هذا ما يؤكده تقرير جديد لباحثين من 'غوغل ديب مايند'Google Deepmind وجامعة كولورادو، حيث يظهر أن ما يسمونه 'الأشباح التوليدية' قد تصبح قريباً واقعاً شائعاً في حياة البشر. صورة قريبة من هذا المستقبل ظهرت بالفعل في إحدى حلقات مسلسل 'المرآة السوداء' (Black Mirror)، حين قررت امرأة التواصل مع نسخة افتراضية من زوجها المتوفى. في ذلك العمل الدرامي، تتحول الذكرى إلى واقع تفاعلي. وما كان خيالاً تلفزيونياً بالأمس، بات الآن موضع اختبار في مختبرات التكنولوجيا. صورة من إحدى حلقات مسلسل 'المرآة السوداء' حيث يتم إعادة تجسيد علاقة بعد الموت المبدأ بسيط ومخيف في آن واحد: تسجل المنصات ساعات من مقابلات وصور وبيانات عن شخص ما، ثم تعتمد على نماذج الذكاء الاصطناعي لبناء شخصية رقمية تتحدث بنفس أسلوبه، تتذكر حياته، وترد على الأسئلة وكأنها هو. شركتا 'ذكرى' (Rememory) و'ما بعد الحياة' (HereAfter AI) تقدمان هذه الخدمة بالفعل. النتيجة؟ روبوت محادثة قادر على التفاعل مع أفراد الأسرة بعد وفاة صاحبه، ليواسيهم، أو ليحدثهم عن ماضٍ مشترك. في بعض السياقات، كالثقافات التي تكرم الأسلاف، قد يكون هذا التطور امتداداً طبيعياً لممارسات راسخة. لكن في مجتمعات أخرى، يثير الكثير من الأسئلة الأخلاقية والقانونية، خصوصاً عندما تبدأ هذه 'الأشباح' في اتخاذ أدوار عملية: أستاذ جامعي يستمر في إلقاء محاضراته، فنان يطرح أعمالاً جديدة، أو مستشار يقدم النصائح بعد وفاته. بل إن بعضها قد يدخل في الاقتصاد الفعلي عبر بيع خدمات أو منتجات رقمية. لكن هذا التقدم يثير تحديات لا يُستهان بها. ما الذي يمنع أن تتسبب هذه النسخة في إيذاء عاطفي لمن يتعلق بها؟ من يضمن ألا تُفشي أسراراً كان من الأفضل دفنها مع صاحبها؟ كيف نتعامل مع حقوق الملكية والخصوصية إذا ما استُخدمت بيانات الشخص دون موافقة واضحة؟ في غياب تشريعات واضحة، يبقى الباب مفتوحاً أمام استغلال هذه التقنية لأغراض تجارية أو دعائية أو حتى سياسية. وفي ظل اندفاع كثيرين لتخليد ذواتهم رقمياً، يصبح من الضروري التفكير من الآن في كتابة 'وصية رقمية' تحدد ما يجب أن يبقى وما يجب أن يُمحى. لقد تغيرت علاقتنا بالموت. لم يعد نهاية صامتة، بل بداية لحضور رقمي قد يطول. في عالم تتحكم فيه الخوارزميات، من لا يحدد مصيره الافتراضي بنفسه قد يترك لغيره أن يفعل. فهل نملك نحن، الأحياء، الحق في أن نقرر شكل حضور الآخرين بعد موتهم؟ أم أن الذكاء الاصطناعي بدأ يتجاوز حتى حدود الرحيل؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store