منذ 20 ساعات
خواطر ومحطات حول الوحدة اليمنية (الحلقة رقم 44)
بدأت السلطات اليسارية حكمها في جنوب الوطن منذ خطوة 22يوينو التصحيحية المجيدة عام 1969م كانت خطوة تصحيحية بمعنى الكلمة صححت الاختلالات التي كانت في بداية نموها بفعل وجود عناصر يمينية من نفس التنظيم السياسي الجبهة القومية..
ومجيدة كونها أجادت وأوجدت عمل مخلص وإخلاص وحرص على بناء الوطن والدفاع عن سيادته واستقلاله والحرص على المال العام وكل مصالح ومنافع الشغيلة والكادحين في بلادنا.
السلطات اليسارية وبناء الدولة
السلطات المتعاقبة لليساريين الاقحاح في جنوب الوطن خلال الفترة من عام 1969م إلى عام 1990م استطاعوا وبجدارة انجاز العديد من المكاسب الثورية أبرزها بناء دولة نظام وقانون دولة مهابة لا يحق لأحد فيها حمل السلاح غير أفراد الجيش والأمن.. وتوحيد 23إمارة في إطار واحد- أما سلطات هذه الأيام مختلفة وكلك نظر- ومن المكاسب الثورية إنشاء البنية التحتية للدولة وبناء مساكن للمواطنين لا يستهان بها وتملكيها لموظفي الدولة المدنيين والعسكريين والتعليم المجاني والتطبيب المجاني ودعم أسعار السلع والمواد الغذائية وبناء المكتبات العامة الواسعة وكذلك بناء المراكز الثقافية الجيدة ومن المكاسب الهامة حق العمل لكل مواطن قادر على العمل مكفول دستورياً وبناء جيش وأمن قوي من كل مناطق اليمن شمالاً وجنوباً وغيرها من الانجازات التي تحققت على الرغم من أن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كانت عبارة عن جزيرة وسط محيط من الأعداء من الشمال والشمالي الشرقي والغربي المملكة العربية السعودية- العدو التاريخي لليمن كله- وسلطات صنعاء المتعاقبة ومن الشرق سلطنة عمان.
إن مثل تلك الانجازات لم يكن طريق الوصول إليها مفروشاً بالورد ولم تأتي من فراغ بل أتت بعون من الله وجهود مئات الرجال الأفذاذ أبرزهم أربعة رجال من اليساريين الاقحاح وخاصة خلال الفترة من يونيو 1969م إلى يونيو 1978م وهم كالتالي:
• الأول: سالم ربيع علي رئيس مجلس الرئاسة الأمين العام المساعد للتنظيم السياسي الجبهة القومية.
• الثاني: عبدالفتاح إسماعيل عضو مجلس الرئاسة الأمين العام للتنظيم السياسي الجبهة القومية- من بعد عام 1975م سمي التنظيم السياسي الموحد الجبهة القومية بعد انضمام حزب الشعب الديمقراطي وحزب الطليعة الشعبية.
• الثالث: علي ناصر محمد عضو مجلس الرئاسة رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع – وثلاثتهم أعضاء في المكتب السياسي للجبهة القومية.
• الرابع: محمد سعيد عبدالله الشرجبي عضو المكتب السياسي للتنظيم السياسي الجبهة القومية وزير أمن الدولة.
وقد كان للأربعة دفع رباعي مميز لمسيرة التنمية والتطوير في بناء دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ومن ينكر دور أي منهم كقادة أفذاذ وكقادة تاريخيين للجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي اليمني فهو مصاب بعمى الألوان لا يرى إلا الأسود منها.
سلبيات وأخطاء السلطات اليسارية في جنوب الوطن
لا ننكر نحن اليساريين الاقحاح أن هناك أخطأ وسلبيات رافقت حكمنا لجنوب الوطن خلال الفترة من يونيو من عام 1969م إلى مايو من عام 1990م فالسلبيات والإيجابيات موجودة لدى كل البشر مع الفارق أن اليساريين إيجابياتهم كانت أكثر من سلبياتهم واليمينيين العكس.
ومن ابرز سلبيات وأخطأ حكم اليساريين لجنوب الوطن على مدى أكثر من عشرين عاماً هي على النحو التالي:
• التطرف السياسي في بعض الأمور الاجتماعية والاقتصادية.
• تقييد القطاع الخاص وكبحه من أداء دوره المطلوب تحت رقابة وإشراف الدولة.
• التطرف في تأمين الأراضي الزراعية المحدودة بمقادير بسيطة لو نستثني أراضي الإقطاعيين الكبار.
• تشجيع الانتفاضات الفلاحية العفوية التي رفعت شعار الأرض لمن يزرعها وليس لمن يملكها خاصة الملكيات البسيطة.. وأخطأ وسلبيات أخرى.
لكن على كل حال تجربة حكم سلطات اليساريين إيجابياتها أكثر من سلبياتها ومن ينكر ذلك فهو واهم أو معتوه.
يتبع العدد القادم.