أحدث الأخبار مع #وديناميكا


يا بلادي
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- علوم
- يا بلادي
زلزال الحوز: دراسة ميدانية سويسرية تكشف مكامن الضعف الزلزالي في المغرب
أوفدت الجمعية السويسرية للهندسة الزلزالية وديناميكا الهياكل (SGEB) بعثة استكشافية إلى المغرب عقب زلزال سبتمبر 2023، ضمّت مجموعة من العلماء والمهندسين. وقد عكف الفريق على معاينة الأضرار التي لحقت بالمباني، وتوثيق أنماط البناء السائدة، وتحليل خصائصها في المناطق المتضررة. وتهدف استنتاجاتهم إلى المساهمة في تطوير استراتيجيات الحد من المخاطر في سويسرا، وإغناء البحث الدولي المتعلق بالمرونة الزلزالية في المناطق الجبلية المعرضة للمخاطر. نُفذت البعثة ما بين 23 و27 نوفمبر 2023، وشملت زيارات ميدانية لعدد من المدن الأكثر تضررًا، مثل تالات نيعقوب، إمكدال، تفغاغت وأمزميز. ووفقًا لما نُشر الثلاثاء في مجلة Nature ، تركزت الأضرار الأكثر حدة داخل دائرة نصف قطرها 60 كيلومترًا حول مركز الزلزال، خاصة في القرى الجبلية عند سفوح الأطلس الكبير. ولم يُعزَ ذلك فقط إلى قوة الزلزال، بل أيضًا إلى عوامل موقعية مثل طبيعة التربة، التضاريس الوعرة، الأحواض الرسوبية، وتأثيرات الرنين، التي ساهمت في تضخيم الموجات الزلزالية. ففي تفغاغت، الواقعة على بُعد 15 كيلومترًا فقط من المركز، دُمرت غالبية المباني بالكامل، وسُجلت أضرار مماثلة في تالات نيعقوب. هشاشة أنماط البناء التقليدي عزا الفريق حجم الدمار أيضًا إلى أنماط البناء المتبعة في المناطق المتضررة، لاسيما التقليدية منها في الأطلس الكبير. وقد تبين أن الأبنية الطينية، كالتي شُيدت باستخدام الطوب اللبن أو الطوب المضغوط، كانت عرضة بشكل خاص للانهيار. ومن أبرز مواطن الضعف التي لوحظت: رداءة المواد المستعملة، ضعف تماسك الزوايا، وانعدام التعزيزات الكافية، مما أدى إلى تشققات عمودية وانهيارات في الجدران. كما رُصدت أضرار ملموسة في المدينة القديمة بمراكش، تعود إلى عوامل متعددة. وأوضح الفريق أن هشاشة هذه المباني لا تقتصر على خصائصها الإنشائية والمادية فحسب، بل تشمل أيضًا موقعها ضمن النسيج العمراني، وطبيعة المباني المجاورة وروابطها الهيكلية، فضلًا عن غياب الصيانة والتعديلات العشوائية مثل الامتدادات غير المدروسة، والتي تضعف بنيتها. ومن بين المعالم التاريخية المتضررة، سجل الفريق أضرارًا في عدة مساجد، أبرزها الكتبية والقصبة، حيث بدت المآذن أكثر عرضة للخطر بفعل ارتفاعها وتأثرها بالرنين الزلزالي. في المقابل، صمدت معظم المباني الحديثة المشيدة بالخرسانة في مراكش أمام الزلزال، وذلك بفضل تصميمها المتوافق مع معايير مقاومة الزلازل. تُبرز ملاحظات فريق SGEB، خلال هذه البعثة الميدانية إلى إقليم الحوز، كيف تُسهم العوامل الجيولوجية والطبوغرافية والموقعية في تضخيم آثار الزلازل. وتشير هذه النتائج إلى أهمية إجراء دراسات مماثلة لتعزيز مرونة المنشآت في مواجهة الزلازل المستقبلية.


وكالة خبر
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- وكالة خبر
هل تصلح الأحزاب الدينية للسياسة؟
ربما كشفت الاندفاعة التي قامت بها حركة حماس قبل أكثر من عام ونصف العام عن طبيعة العقل المغامر الذي تدار به السياسة وصراعاتها لدى الإسلاميين بهذا القدر من التسطيح والتبسيط بعيداً عن إجراء الحد الأدنى للحسابات التي تتطلبها، بقدر ما يتعلق برؤية قاصرة مفعمة بالأيديولوجيا التي لا علاقة لها بواقع السياسة. أدرك الأوروبيون مبكراً كارثة الحكم الديني حين كان يدير الأرض بالمتخيل الديني ليحكم على القارة بالتخلف فأزاحوا سلطة الدين مرة وإلى الأبد لتبدأ نهضة القارة، أما ثيودور هرتسل الذي كان يراقب العالم من عواصمها مستفيداً من تجربة التاريخ وحالماً بإنشاء دولة لليهود كان واضحاً وحاداً وهو يضع أسس هذه الدولة في كتاب صغير ليطلب «حجر الحاخامات في كنسهم ومنع تدخلهم في السياسة». بعد ثلاثة أرباع القرن من محاولة إسرائيل إبعاد رجال الدين عن السياسة و»حجرهم في كنسهم» تسلل المتدينون للحكم وأصبح لهم وزراء بمرجعيات حاخامية لتبدأ إسرائيل مشوار هبوطها نحو الدول العالمثالثية، بإلغاء استقلال القضاء والصراعات الداخلية والنبذ الخارجي وأزمة التجنيد وأزمة صدام مكوناتها ومجموعة من الأزمات تتفجر تباعاً وتلك طبيعة الأشياء عندما تصل قوى دينية لمركز القرار. الدين مجموعة مبادئ ونظم ثابتة أما السياسة فهي حالة متحركة ترتبط بالتغيرات اليومية وانزياحات موازين القوى. وما بين استاتيكا الدين وديناميكا السياسة لا بد أن تصاب المجتمعات ذات الطبيعة الحية بسكتة الأيديولوجيا الثابتة ما يحكم عليها بالتراجع أو على الأقل بالصدام بين مكوناتها ما بين من يريد السكن في الماضي ومن يريد الذهاب نحو المستقبل، ما بين من يريد قراءة الواقع بوقائعه وما بين من يريد قراءة الواقع بغيبياته وما بين الأرض وبين السماء تكمن أزمة كثير من الشعوب التي حكمتها قوى دينية. للمرة الثانية يحدث هذا الفعل المغامر، قد سبق السابع من أكتوبر الذي لم يخضع لأي حسابات عقلية أو سياسية فعل مشابه قبل ربع قرن لقوة دينية وهي القاعدة ضربت برجي مركز التجارة العالمي وما بين غزوة بن لادن وغزوة 7 أكتوبر ربما يتضح لدينا طبيعة العقل الديني في فهمه للصراعات وإن كانت النتيجة وبالاً على المخططين، بل وكانت النتيجة مزيداً من الهيمنة الإقليمية والدولية للقوى التي تلقت الضربة فقد احتلت الولايات المتحدة باسم الغضب والانتقام للضربة أفغانستان وأسقطت الرئيس العراقي صدام حسين وأعدمته، أما إسرائيل فقد ضربت حزب الله بقوة وقتلت أمينه العام أيقونة المحور واحتلت غزة وشردت أهلها وقتلت عشرات الآلاف من سكانها ودمرت معالم الحياة فيها لعقود قادمة وها هي تضرب سورية وتهدد إيران وتتصرف كدولة مهيمنة إقليمياً. لا يتعلق الأمر هنا بطبيعة ما قامت به التنظيمات الإسلامية بقدر ما يتعلق بقراءة موازين القوة وتوقع ردة الفعل وهي الدرس الأول في السياسة ومدى استفادة أبناء المدرسة الدينية من التاريخ وقدرتهم على تحويله إلى ممارسة سياسية ناجحة، وهذا لم يتحقق في ظل الانبهار بالأيديولوجيا وتاريخها ومعاركها فكل صراعات التاريخ وحروبه العالمية ومعاركه الكبرى والصغرى وأسلحته ومناوراته وذكائه الصناعي الذي دخل كجزء من آلة الحرب لا تعني شيئاً لأبناء تلك المدرسة ففي الكثير من النقاشات يفاجئك الإسلاميون باستعادة تجربة معارك ما قبل السلاح، معارك الإرادة والشجاعة وتلك انتهت مع اختراع أول طلق ناري وبتنا أمام عصور مختلفة تتطلب سياسات مختلفة. هذه تصلح للقياس في فهم الإسلاميين لإدارة المجتمعات والتي تنتهي عادة بتراجيديا مؤلمة على نمط البطل في الأساطير اليونانية وخسارات فادحة، فالعقل الذي يدير صراعاته في القرن الحادي والعشرين بمنطق الغزوة باعتبار الغزوة مصطلحاً وفعلاً قديم هو عقل لا يصلح لإدارة المجتمعات بل لا تستطيع المجتمعات دفع كلفة بدائيته وتخيلاته على نمط حسابات الأرقام المنفصلة عن واقع السياسة وموازينها وفداحة تكلفتها إذا ما تم ارتكاب أدنى الأخطاء. انتهت غزوة مانهاتن بالقضاء على مخطِّطِها وتنظيمه وفكرته التي تمت ملاحقتها، ولم تنتهِ تداعيات غزوة السابع من أكتوبر بعد لكن إسرائيل اغتالت مخطِّطها وقضت على قوة تنظيمه وفكرته وحاضنته الاجتماعية لتقف حماس أمام مفترق يشبه النهايات. فهي غير قادرة على الاستمرار ولا التراجع ولا الثبات في المكان ولا مستقبل لها بعد هذه المغامرة الفادحة، فلا يمكنها العودة لحكم مرفوض من قبل الجميع وأولهم سكان قطاع غزة، ولا هي قادرة على الاختفاء من المشهد بمحض إرادتها لتقف أمام خيارين فإما النصر أو الشهادة، وطالما أن النصر غير متحقق فنحو الشهادة وهنا أيضاً نموذج كيف تقف الأيديولوجيا عائقاً أمام الحل الوسط والانسحاب بمرونة تحفظ ما تبقى من التنظيم أو من أهل غزة. الإقليم وتجاربه بعد زلزال غزة بحاجة لقراءة أخرى. صحيح أن معظم الأفكار والنظريات فشلت في المنطقة العربية لكن فشل الإسلاميين مختلف ليس فقط لأنه الأكثر فداحة بل لشدة انفصاله عن واقع السياسة، وهذا ما يقرؤه الغزيون في تصريحات زعماء الأحزاب الدينية الذي يحاولون ممارسة السياسة متأخراً ... أو تحت ضغط اللحظة ...!


قدس نت
٠٤-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- قدس نت
هل تصلح الأحزاب الدينية للسياسة ؟
بقلم: أكرم عطا الله ربما كشفت الاندفاعة التي قامت بها حركة حماس قبل أكثر من عام ونصف العام عن طبيعة العقل المغامر الذي تدار به السياسة وصراعاتها لدى الإسلاميين بهذا القدر من التسطيح والتبسيط بعيداً عن إجراء الحد الأدنى للحسابات التي تتطلبها، بقدر ما يتعلق برؤية قاصرة مفعمة بالأيديولوجيا التي لا علاقة لها بواقع السياسة. أدرك الأوروبيون مبكراً كارثة الحكم الديني حين كان يدير الأرض بالمتخيل الديني ليحكم على القارة بالتخلف فأزاحوا سلطة الدين مرة وإلى الأبد لتبدأ نهضة القارة، أما ثيودور هرتسل الذي كان يراقب العالم من عواصمها مستفيداً من تجربة التاريخ وحالماً بإنشاء دولة لليهود كان واضحاً وحاداً وهو يضع أسس هذه الدولة في كتاب صغير ليطلب «حجر الحاخامات في كنسهم ومنع تدخلهم في السياسة». بعد ثلاثة أرباع القرن من محاولة إسرائيل إبعاد رجال الدين عن السياسة و»حجرهم في كنسهم» تسلل المتدينون للحكم وأصبح لهم وزراء بمرجعيات حاخامية لتبدأ إسرائيل مشوار هبوطها نحو الدول العالمثالثية، بإلغاء استقلال القضاء والصراعات الداخلية والنبذ الخارجي وأزمة التجنيد وأزمة صدام مكوناتها ومجموعة من الأزمات تتفجر تباعاً وتلك طبيعة الأشياء عندما تصل قوى دينية لمركز القرار. الدين مجموعة مبادئ ونظم ثابتة أما السياسة فهي حالة متحركة ترتبط بالتغيرات اليومية وانزياحات موازين القوى. وما بين استاتيكا الدين وديناميكا السياسة لا بد أن تصاب المجتمعات ذات الطبيعة الحية بسكتة الأيديولوجيا الثابتة ما يحكم عليها بالتراجع أو على الأقل بالصدام بين مكوناتها ما بين من يريد السكن في الماضي ومن يريد الذهاب نحو المستقبل، ما بين من يريد قراءة الواقع بوقائعه وما بين من يريد قراءة الواقع بغيبياته وما بين الأرض وبين السماء تكمن أزمة كثير من الشعوب التي حكمتها قوى دينية. للمرة الثانية يحدث هذا الفعل المغامر، قد سبق السابع من أكتوبر الذي لم يخضع لأي حسابات عقلية أو سياسية فعل مشابه قبل ربع قرن لقوة دينية وهي القاعدة ضربت برجي مركز التجارة العالمي وما بين غزوة بن لادن وغزوة 7 أكتوبر ربما يتضح لدينا طبيعة العقل الديني في فهمه للصراعات وإن كانت النتيجة وبالاً على المخططين، بل وكانت النتيجة مزيداً من الهيمنة الإقليمية والدولية للقوى التي تلقت الضربة فقد احتلت الولايات المتحدة باسم الغضب والانتقام للضربة أفغانستان وأسقطت الرئيس العراقي صدام حسين وأعدمته، أما إسرائيل فقد ضربت حزب الله بقوة وقتلت أمينه العام أيقونة المحور واحتلت غزة وشردت أهلها وقتلت عشرات الآلاف من سكانها ودمرت معالم الحياة فيها لعقود قادمة وها هي تضرب سورية وتهدد إيران وتتصرف كدولة مهيمنة إقليمياً. لا يتعلق الأمر هنا بطبيعة ما قامت به التنظيمات الإسلامية بقدر ما يتعلق بقراءة موازين القوة وتوقع ردة الفعل وهي الدرس الأول في السياسة ومدى استفادة أبناء المدرسة الدينية من التاريخ وقدرتهم على تحويله إلى ممارسة سياسية ناجحة، وهذا لم يتحقق في ظل الانبهار بالأيديولوجيا وتاريخها ومعاركها فكل صراعات التاريخ وحروبه العالمية ومعاركه الكبرى والصغرى وأسلحته ومناوراته وذكائه الصناعي الذي دخل كجزء من آلة الحرب لا تعني شيئاً لأبناء تلك المدرسة ففي الكثير من النقاشات يفاجئك الإسلاميون باستعادة تجربة معارك ما قبل السلاح، معارك الإرادة والشجاعة وتلك انتهت مع اختراع أول طلق ناري وبتنا أمام عصور مختلفة تتطلب سياسات مختلفة. هذه تصلح للقياس في فهم الإسلاميين لإدارة المجتمعات والتي تنتهي عادة بتراجيديا مؤلمة على نمط البطل في الأساطير اليونانية وخسارات فادحة، فالعقل الذي يدير صراعاته في القرن الحادي والعشرين بمنطق الغزوة باعتبار الغزوة مصطلحاً وفعلاً قديم هو عقل لا يصلح لإدارة المجتمعات بل لا تستطيع المجتمعات دفع كلفة بدائيته وتخيلاته على نمط حسابات الأرقام المنفصلة عن واقع السياسة وموازينها وفداحة تكلفتها إذا ما تم ارتكاب أدنى الأخطاء. انتهت غزوة مانهاتن بالقضاء على مخطِّطِها وتنظيمه وفكرته التي تمت ملاحقتها، ولم تنتهِ تداعيات غزوة السابع من أكتوبر بعد لكن إسرائيل اغتالت مخطِّطها وقضت على قوة تنظيمه وفكرته وحاضنته الاجتماعية لتقف حماس أمام مفترق يشبه النهايات. فهي غير قادرة على الاستمرار ولا التراجع ولا الثبات في المكان ولا مستقبل لها بعد هذه المغامرة الفادحة، فلا يمكنها العودة لحكم مرفوض من قبل الجميع وأولهم سكان قطاع غزة، ولا هي قادرة على الاختفاء من المشهد بمحض إرادتها لتقف أمام خيارين فإما النصر أو الشهادة، وطالما أن النصر غير متحقق فنحو الشهادة وهنا أيضاً نموذج كيف تقف الأيديولوجيا عائقاً أمام الحل الوسط والانسحاب بمرونة تحفظ ما تبقى من التنظيم أو من أهل غزة. الإقليم وتجاربه بعد زلزال غزة بحاجة لقراءة أخرى. صحيح أن معظم الأفكار والنظريات فشلت في المنطقة العربية لكن فشل الإسلاميين مختلف ليس فقط لأنه الأكثر فداحة بل لشدة انفصاله عن واقع السياسة، وهذا ما يقرؤه الغزيون في تصريحات زعماء الأحزاب الدينية الذي يحاولون ممارسة السياسة متأخراً ... أو تحت ضغط اللحظة ...! جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت


جريدة الايام
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الايام
هل تصلح الأحزاب الدينية للسياسة ؟
ربما كشفت الاندفاعة التي قامت بها حركة حماس قبل أكثر من عام ونصف العام عن طبيعة العقل المغامر الذي تدار به السياسة وصراعاتها لدى الإسلاميين بهذا القدر من التسطيح والتبسيط بعيداً عن إجراء الحد الأدنى للحسابات التي تتطلبها، بقدر ما يتعلق برؤية قاصرة مفعمة بالأيديولوجيا التي لا علاقة لها بواقع السياسة. أدرك الأوروبيون مبكراً كارثة الحكم الديني حين كان يدير الأرض بالمتخيل الديني ليحكم على القارة بالتخلف فأزاحوا سلطة الدين مرة وإلى الأبد لتبدأ نهضة القارة، أما ثيودور هرتسل الذي كان يراقب العالم من عواصمها مستفيداً من تجربة التاريخ وحالماً بإنشاء دولة لليهود كان واضحاً وحاداً وهو يضع أسس هذه الدولة في كتاب صغير ليطلب «حجر الحاخامات في كنسهم ومنع تدخلهم في السياسة». بعد ثلاثة أرباع القرن من محاولة إسرائيل إبعاد رجال الدين عن السياسة و»حجرهم في كنسهم» تسلل المتدينون للحكم وأصبح لهم وزراء بمرجعيات حاخامية لتبدأ إسرائيل مشوار هبوطها نحو الدول العالمثالثية، بإلغاء استقلال القضاء والصراعات الداخلية والنبذ الخارجي وأزمة التجنيد وأزمة صدام مكوناتها ومجموعة من الأزمات تتفجر تباعاً وتلك طبيعة الأشياء عندما تصل قوى دينية لمركز القرار. الدين مجموعة مبادئ ونظم ثابتة أما السياسة فهي حالة متحركة ترتبط بالتغيرات اليومية وانزياحات موازين القوى. وما بين استاتيكا الدين وديناميكا السياسة لا بد أن تصاب المجتمعات ذات الطبيعة الحية بسكتة الأيديولوجيا الثابتة ما يحكم عليها بالتراجع أو على الأقل بالصدام بين مكوناتها ما بين من يريد السكن في الماضي ومن يريد الذهاب نحو المستقبل، ما بين من يريد قراءة الواقع بوقائعه وما بين من يريد قراءة الواقع بغيبياته وما بين الأرض وبين السماء تكمن أزمة كثير من الشعوب التي حكمتها قوى دينية. للمرة الثانية يحدث هذا الفعل المغامر، قد سبق السابع من أكتوبر الذي لم يخضع لأي حسابات عقلية أو سياسية فعل مشابه قبل ربع قرن لقوة دينية وهي القاعدة ضربت برجي مركز التجارة العالمي وما بين غزوة بن لادن وغزوة 7 أكتوبر ربما يتضح لدينا طبيعة العقل الديني في فهمه للصراعات وإن كانت النتيجة وبالاً على المخططين، بل وكانت النتيجة مزيداً من الهيمنة الإقليمية والدولية للقوى التي تلقت الضربة فقد احتلت الولايات المتحدة باسم الغضب والانتقام للضربة أفغانستان وأسقطت الرئيس العراقي صدام حسين وأعدمته، أما إسرائيل فقد ضربت حزب الله بقوة وقتلت أمينه العام أيقونة المحور واحتلت غزة وشردت أهلها وقتلت عشرات الآلاف من سكانها ودمرت معالم الحياة فيها لعقود قادمة وها هي تضرب سورية وتهدد إيران وتتصرف كدولة مهيمنة إقليمياً. لا يتعلق الأمر هنا بطبيعة ما قامت به التنظيمات الإسلامية بقدر ما يتعلق بقراءة موازين القوة وتوقع ردة الفعل وهي الدرس الأول في السياسة ومدى استفادة أبناء المدرسة الدينية من التاريخ وقدرتهم على تحويله إلى ممارسة سياسية ناجحة، وهذا لم يتحقق في ظل الانبهار بالأيديولوجيا وتاريخها ومعاركها فكل صراعات التاريخ وحروبه العالمية ومعاركه الكبرى والصغرى وأسلحته ومناوراته وذكائه الصناعي الذي دخل كجزء من آلة الحرب لا تعني شيئاً لأبناء تلك المدرسة ففي الكثير من النقاشات يفاجئك الإسلاميون باستعادة تجربة معارك ما قبل السلاح، معارك الإرادة والشجاعة وتلك انتهت مع اختراع أول طلق ناري وبتنا أمام عصور مختلفة تتطلب سياسات مختلفة. هذه تصلح للقياس في فهم الإسلاميين لإدارة المجتمعات والتي تنتهي عادة بتراجيديا مؤلمة على نمط البطل في الأساطير اليونانية وخسارات فادحة، فالعقل الذي يدير صراعاته في القرن الحادي والعشرين بمنطق الغزوة باعتبار الغزوة مصطلحاً وفعلاً قديم هو عقل لا يصلح لإدارة المجتمعات بل لا تستطيع المجتمعات دفع كلفة بدائيته وتخيلاته على نمط حسابات الأرقام المنفصلة عن واقع السياسة وموازينها وفداحة تكلفتها إذا ما تم ارتكاب أدنى الأخطاء. انتهت غزوة مانهاتن بالقضاء على مخطِّطِها وتنظيمه وفكرته التي تمت ملاحقتها، ولم تنتهِ تداعيات غزوة السابع من أكتوبر بعد لكن إسرائيل اغتالت مخطِّطها وقضت على قوة تنظيمه وفكرته وحاضنته الاجتماعية لتقف حماس أمام مفترق يشبه النهايات. فهي غير قادرة على الاستمرار ولا التراجع ولا الثبات في المكان ولا مستقبل لها بعد هذه المغامرة الفادحة، فلا يمكنها العودة لحكم مرفوض من قبل الجميع وأولهم سكان قطاع غزة، ولا هي قادرة على الاختفاء من المشهد بمحض إرادتها لتقف أمام خيارين فإما النصر أو الشهادة، وطالما أن النصر غير متحقق فنحو الشهادة وهنا أيضاً نموذج كيف تقف الأيديولوجيا عائقاً أمام الحل الوسط والانسحاب بمرونة تحفظ ما تبقى من التنظيم أو من أهل غزة. الإقليم وتجاربه بعد زلزال غزة بحاجة لقراءة أخرى. صحيح أن معظم الأفكار والنظريات فشلت في المنطقة العربية لكن فشل الإسلاميين مختلف ليس فقط لأنه الأكثر فداحة بل لشدة انفصاله عن واقع السياسة، وهذا ما يقرؤه الغزيون في تصريحات زعماء الأحزاب الدينية الذي يحاولون ممارسة السياسة متأخراً ... أو تحت ضغط اللحظة ...!


زاوية
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- علوم
- زاوية
سمو الشيخ حامد يفتتح معرض جامعة خليفة للبحوث والابتكار 2025
أبوظبي - افتتح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا، اليوم معرض جامعة خليفة للبحوث والابتكار 2025 المنعقد بالتزامن مع شهر الابتكار في دولة الإمارات والذي يضم أكثر من 100 مشروع. رافق سمو الشيخ حامد بن زايد كلًا من معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي، القائد العام لشرطة أبوظبي ومعالي سارة مسلم، رئيسة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، وحسن أحمد الحوسني، المدير التنفيذي لشركة بيانات، وسعادة محمد الكويتي، رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، واللواء ثاني بطي الشامسي، مدير أكاديمية سيف بن زايد للعلوم الشرطية والأمنية، وسعادة حميد الشمري، نائب رئيس مجلس أمناء جامعة خليفة وسعادةُ البروفيسور إبراهيم الحجري، رئيس جامعة خليفة. وقد تم إطلاع سموّ الشيخ حامد بن زايد والوفد المرافق خلال الزيارة على المشاريع المبتكرة والحلول التكنولوجية المعروضة ضمن ثلاثة أقسام، تشمل قسم للبحوث وقسم لمشاريع لتطبيقات صناعية مشتركة مع شركاء الجامعة في مختلف القطاعات وعروض وقسم ثالث لمشاريع الشركات الناشئة تحت مظلة شركة مشاريع جامعة خليفة، حيث حضر سموّه جلسة استعراض لمشروع ناشئ متميّز حول التكنولوجيا العصبية. وخلال الحدث، تواصل ممثلو المؤسّسات الحكومية والخاصة والأكاديميّة والصناعية والشركاء الدوليون مع باحثي جامعة خليفة في مناطق العروض الثلاثة التي اشتملت على مشاريع مثل المركبة القمرية و"قُمرة إيه آي" المعني بالأنظمة الذكية، ومشروع الجينوم المرجعي الإماراتي ومشروع القمر الصناعي المصغّر بحجم 6 وحدات والنموذج الأولي لأيون الهيدروجيل المستدام "غولد"، والطابعة ثلاثية الأبعاد الحيوية الاقتصادية والمنصة الدقيقة للتحفيز الحيوي والدراسة حول جليد البحر القطبي ومشروع "تطوير استقرار الشبكة الكهربائية" القائم على برمجية (سايف)، ومشروع صنع الخيوط البلاستيكية المستخدمة في تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد والخاصة بخزّانات الهيدروجين. وغطت المشاريع المعنيّة بالتطبيقات الصناعية إلى مواضيع كالعيش حياة صحية طويلة وانتقال الطاقة والرقمنة السّائدة والمجتمع الآمن المستدام والمواد المتقدمة والتصنيع والصحة، وشملت المشاريع المعنيّة بهذه المواضيع، نظام مراقبة لتقييم مخاطر الحمل وديناميكا تسعير الأغذية و"أغري تِك فور" للزراعة الفعّالة والمستدامة في دولة الإمارات وممتص الطاقة الشمسية المصنوع بتكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد واستخدام تقنية رؤية الكمبيوتر لتحليل الشعلة وبرنامج اكتشاف العلوم الطبية الحيوية. استعرض الحدث تكنولوجيا تطوير الأدوات العددية المستخدَمة لتحديد أصل الانبعاثات الإشعاعية وقوّتها، والتي تمثّل دراسة تهدف إلى تعزيز سلامة المفاعلات النووية، إضافةً لنماذج كبيرة للّغة، لعملاء قطاع المرافق وللكشف عن الحالات الشاذة في عدّادات المرافق، وجهاز تحلية المياه بالطاقة الشمسية المحاكي لأشجار القرم والشواحن السريعة للسيارات الكهربائية وأطلس الأوميكس المتعدد للسرطان وهو منصة معنيّة بعلم الأورام الدقيق، إضافةً إلى "الآي جِن راير"، وهي أداة تستخدم الأنظمة الذكية لتشخيص الأمراض الوراثية النادرة مبكّرًا وعلاجها. لمحة عن جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا: جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا هي جامعة بحثية الأعلى تصنيفًا في دولة الإمارات تركز على إعداد قادة ومفكرين مبدعين عالميين في مجالات العلوم والهندسة والطب، تهدف جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا عالمية المستوى إلى دعم اقتصاد المعرفة الذي يشهد نمواً متسارعاً في أبوظبي والإمارات من خلال ترسيخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية مرموقة والارتقاء إلى مصاف الجامعات البحثية الرائدة على مستوى العالم. -انتهى-