أحدث الأخبار مع #وسائل


جو 24
٠٣-٠٣-٢٠٢٥
- أعمال
- جو 24
المعادن الاستراتيجية السورية: الكنز المخفي وراء مشروع إسرائيل الكبرى
جو 24 : كتب د. وسيم جابر * تحت أنقاض سوريا المدمرة، وخلف ستار الخطاب السياسي المرتبك، تكمن حقيقة أكثر صلابة من الصخور التي تختزنها أرضها. إنها ليست حرباً على النفوذ فحسب، بل سباق محموم على ثروات معدنية استراتيجية تتحكم بمستقبل الصناعات التكنولوجية المتقدمة في العالم. الكوارتز السيليكوني: المعدن الذي سيحكم العالم في المنطقة الجنوبية من سوريا، وتحديداً في محافظات درعا والسويداء، وصولاً إلى مناطق القريتين والتنف، تستلقي رواسب هائلة من الكوارتز السيليكوني النقي بنسبة تصل إلى 99%، وهو المادة الخام الأساسية لصناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات والخلايا الشمسية. هذه المنطقة تحديداً هي ما تقع اليوم ضمن ما يسمى "الممر الدرزي-الإسرائيلي" في خرائط التقسيم المزعومة. ليس من قبيل الصدفة أن تتزامن حملة التطهير العرقي في هذه المناطق مع إعلان إسرائيل عن بناء أكبر مجمع تكنولوجي للمسيرات والإلكترونيات المتقدمة في صحراء النقب. هذه المعادلة الاقتصادية البسيطة هي التي تفسر الإصرار الإسرائيلي على توسيع نفوذها باتجاه العمق السوري. إسرائيل لا تقاتل من أجل الأرض فحسب، بل من أجل ما تحت الأرض. ثروة تفوق نفط الخليج القيمة الاستراتيجية للمعادن السورية تتجاوز بمراحل الصدقة الخليجية على سوريا اليوم. وفقاً لتقديرات خبراء الجيولوجيا، فإن قيمة الكوارتز السيليكوني النقي الموجود في المنطقة الجنوبية السورية، إضافة إلى معادن استراتيجية أخرى كالفوسفات والزيوليت والرمال الكوارتزية، تفوق في قيمتها الاستراتيجية ثروات السعودية وقطر مجتمعة. صعود صناعات الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة والتقنيات العسكرية المتطورة يجعل من هذه المعادن أكثر قيمة من النفط في عالم الغد. تقارير استخباراتية إسرائيلية قدرت قيمة الثروات المعدنية السورية - إذا ما تم استغلالها بتقنيات متقدمة - بما يزيد عن 3 تريليونات دولار. (أعيد كتابة الرقم: 3 تريليونات دولار). استراتيجية "الفوضى المخططة" لم تكن الحرب في سوريا فوضى عشوائية، بل فوضى مُصممة بعناية. الصراع الطائفي والإثني الذي شهدته البلاد كان مقدمة ضرورية لتقسيم المنطقة وفق خارطة الثروات المعدنية: روجافا (الشمال الشرقي): سيطرة أمريكية على حقول النفط والغاز المنطقة الجنوبية: سيطرة إسرائيلية (عبر حلفاء محليين) على رواسب الكوارتز الساحل: نفوذ روسي يضمن المصالح البحرية والعسكرية المنطقة الوسطى: منطقة عازلة مفككة تمنع أي تواصل جغرافي بين مكونات سوريا التاريخية هذا التقسيم ليس سياسياً فقط، بل جيولوجي بالدرجة الأولى. كل قوة دولية أو إقليمية تسعى للسيطرة على المنطقة التي تحتوي على المورد الاستراتيجي الذي يخدم مشروعها المستقبلي. مجمع النقب التكنولوجي: البوابة الإسرائيلية للهيمنة في مفارقة صارخة، بينما تتحدث وسائل الإعلام عن "مساعدات إنسانية" لسوريا، تبني إسرائيل في "صحراء النقب" مجمعاً تكنولوجياً ضخماً متخصصاً في صناعة المسيرات والإلكترونيات المتقدمة. هذا المجمع، المقرر افتتاحه هذا العام، سيحتاج إلى كميات هائلة من السيليكون النقي - وهو بالضبط ما تختزنه المناطق الجنوبية السورية. التناقض المُذهل يكمن في أن هذه المسيرات والتقنيات ستستخدم لاحقاً في استكمال السيطرة على المزيد من الأراضي السورية، في حلقة جهنمية لا تنتهي من الاستغلال والهيمنة. العرب: من ممولي الدمار إلى متسولي الإعمار الدور الخليجي في المعادلة السورية يثير الاستغراب والسخرية معاً. الدول التي أنفقت مئات المليارات لتدمير سوريا، تتصدق اليوم بـ 200 مليون دولار لدعم جهود الجولاني وتحقيقه الغاية". هذه المبالغ الهزيلة لا تُفهم إلا في سياق تهيئة الأرض لمشروع إقليمي أكبر، يستهدف تحويل المنطقة العربية إلى كانتونات ضعيفة متناحرة. تدمير سوريا لم يكن مجرد إزاحة لنظام سياسي معين، بل تدميراً لدولة محورية كانت تشكل القلب النابض للمقاومة ضد المشروع الإسرائيلي في المنطقة. المعادلة الصفرية: سوريا مقابل إسرائيل ما نشهده اليوم هو تطبيق عملي لنظرية المؤامرة التي طالما تم التشكيك بها. إضعاف سوريا وتقسيمها إلى دويلات متناحرة يعني بالضرورة تعزيز قوة إسرائيل وتمكينها من تنفيذ مشروع "إسرائيل الكبرى". الخطة ذات ثلاثة أبعاد متكاملة: عسكرياً: تدمير القدرات العسكرية السورية وتشتيت الجيش اقتصادياً: السيطرة على الموارد الاستراتيجية وإفقار السكان ديموغرافياً: تهجير السكان الأصليين وإحداث تغيير ديموغرافي في النهاية، ليست المعركة على سوريا سوى معركة على مستقبل الشرق الأوسط برمته. من يسيطر على الكوارتز السيليكوني السوري، سيتحكم بصناعة التكنولوجيا المستقبلية. ومن يتحكم بالتكنولوجيا، يتحكم بالعالم. الصحوة الأخيرة قبل السقوط أمام هذه الحقائق الصادمة، يقف السوريون والعرب أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الاستسلام للمشروع الإسرائيلي وما يتبعه من تحول المنطقة إلى مستعمرات تكنولوجية تابعة، أو إعادة توحيد الصفوف والمقاومة. لن تُجدي المناشدات الأخلاقية، ولن ينقذ المنطقة سوى وعي شعوبها بالثروات الحقيقية التي تملكها، والدفاع عنها كمصير وجودي. سباق المعادن الاستراتيجية قد بدأ، وسوريا هي ساحته الرئيسية. والسؤال المُلح: هل يعي العرب قيمة ما يملكون، أم سيستمرون في تسليم ثرواتهم إلى مشاريع الهيمنة الخارجية، واحدة تلو الأخرى؟ لا شك أن المنطقة تقف على مفترق طرق تاريخي. إما تُعيد اكتشاف ثرواتها وتستعيد السيطرة عليها، أو تستمر في دور الضحية في مسرحية كُتبت فصولها قبل عقود، وها نحن نشهد تطبيقها حرفياً على أرض الواقع. أيها العرب، قاتلوا بأسنانكم وأظفاركم مشروع إسرائيل! من لم يُشعل نار المقاومة اليوم فقد دفن شرف العروبة حياً، وخان وعد الله قبل خيانة الأرض! ليس بعد الآن إلا دمٌ أو دمع... فاختاروا! * موقع كلمة تابعو الأردن 24 على


ساحة التحرير
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- رياضة
- ساحة التحرير
بطاقة حمراء لإسرائيل'.. حملة تجتاح الملاعب الأوروبية لدعم فلسطين!
بطاقة حمراء لإسرائيل'.. حملة تجتاح الملاعب الأوروبية لدعم فلسطين! تبنى مشجعو فرق عدة حول العالم خلال الأسبوعين الأخيرين، شعار 'أشهر بطاقة حمراء في وجه إسرائيل' للمطالبة بطردها من البطولات الدولية. وذكرت وسائل إعلام غربية، اليوم الأربعاء، أن مشجعي فريق سلتيك الأسكتلندي قاموا بحمل يافطات تحمل شعار 'أشهر بطاقة حمراء في وجه إسرائيل' للمطالبة بطرد تل أبيب من البطولات الدولية. وعزت صحيفة غربية رفع المشجعين لهذه اللافتات إلى اتهامهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب في غزة، وهو ما قاموا به خلال مباراة ضد فريق بايرن ميونخ الألماني. وتكررت عملية رفع مثل هذه اللافتات في أكثر من مدينة من إسبانيا إلى فرنسا وبلجيكا وتونس وتركيا وماليزيا واليونان. وكان جمهور سلتيك الأسكتلندي من أكثر الداعمين لفلسطين، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية خلال جميع مباريات الفريق العشر، سواء على أرضه أو خارجها، وذلك كله رغم العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم 'يويفا' على جماهير سلتيك، إلا أنهم حددوا موقفهم بمواصلة رفع الأعلام الفلسطينية في المدرجات. وفي السياق نفسه، وقف المئات من مشجعي فريق إشبيلية الإسباني حاملين لافتات حمراء فوق رؤوسهم، وذلك مساء يوم الاثنين الماضي، إضافة إلى لافتة ضخمة مكتوب عليها ' أشهر بطاقة حمراء في وجه إسرائيل'. كما شهدت مباريات كرة القدم خلال الأسبوعين الماضيين، في كل من إيطاليا وإسبانيا وماليزيا وتونس وبريطانيا وفرنسا واليونان وتركيا وبلجيكا احتجاجات برفع البطاقات الحمراء، حيث رفعت شعارات مماثلة في مباريات 72 فريقا عبر 25 دولة في ست قارات. يتوازى ذلك مع دعوة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (BDS) شركة 'ريبوك' إلى الانسحاب من عقد الرعاية الذي أبرمته لمدة عامين مع الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم (IFA)، بعدما بدأ شعارها بالظهور على الموقع الرسمي للاتحاد كراع جديد. ويشار إلى أن إسرائيل قد ارتكبت، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى إعلان الاتفاق بين حركة 'حماس' وتل أبيب، في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، حتى الآن. سبوتنيك عربي, 26.02.2025


المناطق السعودية
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- أعمال
- المناطق السعودية
(ثمارية العقارية) تطلق المرحلة البيعية الرابعة لمشروع 'المها' الأكبر في جنوب غرب العاصمة الرياض
أعلنت شركة ثمارية العقارية عن إطلاق المرحلة البيعية الرابعة من مشروع المها أكبر مشاريعها العقارية، في جنوب غرب الرياض، وذلك خلال حفل أقيم يوم الاثنين 24 فبراير 2025 في مقر مركز مبيعات مخطط المها حيث يمتد المشروع على مساحة 13 مليون متر مربع، ويقع داخل محيط الدائري الثاني متميزاً بموقعه الاستراتيجي القريب من حديقة الأمير محمد بن سلمان وبجوار قاعدة الملك سلمان وملعب روشن، ما يجعله خيارًا مثاليًا للراغبين في التملك ضمن بيئة حديثة ومتكاملة. أكدت شركة ثمارية ، أن هذه هي المرحلة البيعيه الرابعة من مشروع المها ليست مجرد حي سكني، بل مخطط نموذجي يعمل بأسلوب عصري يواكب تطلعات الشباب والشابات نحو التملك ضمن بيئة متكاملة الخدمات توفر جودة حياة لا مثيل لها'. كما أكدت الشركة ان مشروع المها سيكون بصمة مختلفة في العاصمة الرياض، ونقلة نوعية في قطاع التطوير العقاري محليًا وإقليميًا، وتجدر الإشارة الى ان 60 في المئة من اجمالي المساحة مسطحات خضراء وجادة البولي فارد التي تمتد على طول 5 كم تقريبا ومسار رياضي بالإضافة الى الخدمات المتكاملة، وشبكة طرق تسهّل الدخول والخروج بانسيابية'. من جانبه، تحدث محمد العمري، مدير إدارة المنتجات العقارية في شركة ثمارية العقارية، عن المزايا الفريدة التي يقدمها مشروع المها بكافة مراحله البيعيه خصوصا انهم اعلنو عن المرحلة البيعيه الرابعة من المشروع حيث قال: 'يعد المشروع نموذجًا للمخططات العصرية التي تراعي احتياجات السوق العقاري، حيث صُمم ليجمع بين الجودة العالية والتخطيط المثالي الذي يعزز من رفاهية السكان ويوفر تجربة سكنية متكاملة'. وأضاف العمري: 'حرصنا على تقديم مشروع يتماشى مع رؤية المملكة 2030، حيث يواكب أحدث التوجهات العالمية في التطوير العقاري، ويوفر بيئة مستدامة تتكامل فيها المرافق والخدمات بأسلوب يحقق أعلى مستويات الراحة والرفاهية'. وشهد الحفل حضور عدد كبير من العقاريين والمستثمرين والهادفين للسكن الخاص إضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام. كما تم الإعلان عن بيع نسبة كبيرة من المخطط، ما يؤكد على الإقبال الواسع على المشروع، ويؤكد إسهام مشروع المها في تحفيز سوق العقارات، وجذب أنظار المستثمرين من داخل العاصمة الرياض وخارجها.


ساحة التحرير
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- سياسة
- ساحة التحرير
إسرائيل تمنع دخول برلمانية أوروبية بسبب مواقفها الداعمة المؤيدة للفلسطينيين!
إسرائيل تمنع دخول برلمانية أوروبية بسبب مواقفها الداعمة المؤيدة للفلسطينيين!ذكرت وسائل إعلام عبرية أن وزارة الداخلية منعت عضو البرلمان الأوروبي ريما حسن، من الدخول إلى إسرائيل، بسبب نشاطاتها المؤيدة للفلسطينيين.وجاء قرار منع دخول عضو البرلمان الأوروبي الفرنسية من أصول فلسطينية سورية، ريما حسن، بتوجيه من وزير الداخلية موشيه أربيل، الذي وصفها بأنها 'داعمة لحركة حماس'. وأوضحت وزارة الداخلية في بيان أن 'الدخول إلى إسرائيل سيمنع'، وأنها 'تعمل بشكل متواصل على تعزيز المقاطعة ضد إسرائيل بالإضافة إلى العديد من التصريحات العامة سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو في المقابلات الإعلامية'. وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة 'يسرائيل هيوم' نقلا عن مصدر في البرلمان الأوروبي، أن النائبة التي تحمل الجنسية الفرنسية، في طريقها إلى إسرائيل. وأشارت وسائل إعلام عبرية أنه 'من المحتمل أن تقع أزمة دبلوماسية مع الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يتواجد فيه وزير الخارجية جدعون ساعر في مقر الاتحاد الأوروبي ببروكسل، حيث يجتمع مع ممثلي الاتحاد الأوروبي'. وتعرف ريما حسن بمواقفها البارزة الداعمة للقضية الفلسطينية، حيث سلطت الضوء مرارا على الانتهاكات التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة. ومنذ انتخابها لعضوية البرلمان الأوروبي، تأتي حسن كل يوم بالكوفية التي ترمز إلى النضال الفلسطيني، ووفقا لوسائل إعلام عبرية، فإنها وصفت حماس بأنها 'حركة مقاومة' مشروعة وتواصل تأكيدها على أن إسرائيل ارتكبت 'إبادة جماعية'. ريما حسن هي محامية فرنسية من أصل فلسطيني ومولودة في سوريا، وقد فازت بمقعد في البرلمان الأوروبي، عن حزب 'فرنسا الأبية' اليساري، وأثارت الاهتمام خلال الأشهر الماضية بسبب موقفها من الحرب وتأكيدها على 'الإبادة الجماعية في غزة'. المصدر: RT + وسائل إعلام عبرية2025-02-24 The post إسرائيل تمنع دخول برلمانية أوروبية بسبب مواقفها الداعمة المؤيدة للفلسطينيين! first appeared on ساحة التحرير.


نافذة على العالم
٢٤-٠٢-٢٠٢٥
- ترفيه
- نافذة على العالم
أخبار العالم : التصوير في صنعاء... مهنة تكافح للبقاء
الاثنين 24 فبراير 2025 09:14 صباحاً أتاحت متنزهات العاصمة اليمنية صنعاء والمجسمات والنوافير فرص عمل غير متوقعة للمئات من الشباب العاملين في التصوير، بعد اتساع رقعة البطالة. فبمجرد افتتاح مجسم أو نافورة جديدة يتزاحم المصورون هناك على المتنزهين عارضين التقاط الصور التذكارية، إذ إن التصوير بكاميرا احترافية على يد مصور متمرس، لا يزال هو المفضل لدى الكثير من الأشخاص رغم وجود الهواتف الذكية، خصوصاً مع قدرة المصورين على الإقناع بجودة عملهم. ويتهكم وائل وهو عامل سابق في استوديو تصوير شهير في صنعاء، كان أغلق بسبب تبعات الانقلاب الحوثي والحرب بقوله: «أنشأت الجماعة الحوثية كثيراً من المجسمات والنوافير على حساب الخدمات التي حرمت الناس منها، لكنها وفرت لنا من خلالها فرص عمل». ولجأ وائل للتصوير في الحدائق العامة والمتنزهات مقابل ما يقارب نصف دولار للصورة الواحدة (250 ريالاً حيث تفرض الجماعة الحوثية سعراً ثابتاً للدولار يساوي 534 ريالا)، ويحتاج يومياً لالتقاط 20 صورة على الأقل للحصول على ما يسد أهم نفقاته ونفقات عائلته والادخار منها لبعض الالتزامات الشهرية. ومع ذلك تفرض الجماعة الحوثية قيوداً مشددة على التصوير والمصورين، إذ أجبرتهم على استصدار تراخيص من قطاع السياحة الذي تسيطر عليه بمبالغ كبيرة، إلى جانب الإتاوات المفروضة من قبل مشرفي الجماعة على المواقع التي يجري فيها التصوير. قيود وجبايات تتفاوت تكاليف إصدار ترخيص التصوير في الأماكن العامة بين 20 إلى 30 دولاراً (10 إلى 20 ألف ريال يمني)، وفق إفادة عدد من المصورين، حيث يخضع كل راغب في الحصول على الترخيص لاستجواب حول المنطقة التي سيزاول التصوير فيها. وإلى جانب ذلك يُسأل الراغب في الحصول على الترخيص عن ثمن الكاميرا التي يحملها والمعدات الأخرى التابعة لها، وتتحكم مزاجية الأفراد المسؤولين عن إصدار التراخيص بالمبالغ التي تفرض على المصورين. وكان التصوير في الحدائق والمتنزهات قبل الانقلاب الحوثي مهنة يمارسها العديد من المصورين بحرية في عدد من المواقع الهامة والأثرية والمتنزهات والحدائق، دون أي قيود أو شروط أو جبايات. ويقول وجدي سعيد، وهو اسم مستعار لمصور صحافي سابق، تحول إلى العمل مصوراً في المتنزهات بسبب ممارسات الحوثيين ضد وسائل الإعلام، إن العمل في تصوير المتنزهين تحول إلى مهنة يتسابق الكثير من مالكي الكاميرات على مزاولتها في ظل البطالة الشديدة التي ضربت المجتمع والتضييق على الكثير من القطاعات التي كان المصورون يعملون فيها. ويوضح سعيد لـ«الشرق الأوسط» أن البطالة ضربت مهنة التصوير بشكل عميق، بداية بما تعرضت له وسائل الإعلام، ولاحقاً المنظمات المحلية والدولية التي تعرضت بدورها لإجراءات تعسفية شملت اختطاف موظفيها واقتحام مقراتها والتحكم بأنشطتها وأعمالها. ويرى أن الجماعة الحوثية لا تتسامح مع التصوير، ما لم يكن في خدمة مشروعها، ولذلك تسمح بالتصوير بجوار المجسمات التي أنشأتها أو أضرحة قتلاها، للترويج لمشروعها فقط، بينما تمنع تصوير الشوارع والمرافق الحيوية وما تعانيه من إهمال وتردٍّ، وقد تصل عقوبة ذلك إلى السجن والمحاكمة. مداخيل محدودة أنشأت الجماعة الحوثية خلال الأعوام الماضية كثيراً من المجسمات والنوافير بتكاليف باهظة تشير إلى حالات فساد ونهب للأموال العامة في ظل أوضاع معيشية معقدة. ويتحسر المصور باسم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» لما يعانيه وعدد من زملائه، إذ لا يحصلون على الكثير من الدخل، بسبب انتشار الهواتف المزودة بكاميرات عالية الجودة من جهة، وزيادة أعداد المصورين الذين يتزاحمون في المتنزهات، إلى جانب ما يجري اقتطاعه منهم كإتاوات. ويشير إلى أن غالبية المصورين يلجأون إلى العمل لأوقات طويلة تبدأ منذ ساعات الصباح الباكر وحتى ساعات متأخرة من الليل، وخلال ذلك يضطرون إلى التخفي والهروب عند وصول المشرفين الحوثيين، خوفاً من أي إتاوات عشوائية يجري فرضها عليهم، أو معاقبتهم لأي سبب. ويجبر المصورون على دفع المزيد من المبالغ تحت مسميات مختلفة، وغالباً دون سندات قبض، ومن ذلك، مقابل رسوم صيانة الأماكن العامة وتحسينها، ورسوم التشجير. وتستغرب فاطمة حمود، وهو اسم مستعار لمصورة تعاني من البطالة بسبب قيود الحوثيين، من حرمان المصورين من تصوير الأماكن العامة، إذ تقتصر التراخيص التي يتم منحها للمصورين على السماح لهم بالتصوير في المتنزهات العامة فقط، ويمنع التصوير في الشوارع، وتشدد العقوبات على من يقوم بتصوير المؤسسات العامة. وتُمنع النساء، بحسب إيضاحات حمود لـ«الشرق الأوسط»، من مزاولة التصوير في المتنزهات مثل الرجال، ويسمح لهن فقط بتصوير المناسبات النسائية. وتعاني حمود في كل مرة تصطحب معها كاميرتها لتصوير مناسبة عائلية أو خلال الخروج مع أقاربها للتنزه في المناطق الريفية، حيث تتعرض للاستجواب حول أسباب حملها الكاميرا، وما إذا كانت تملك تصريحاً للتصوير. ويصل الأمر في كثير من الأوقات إلى تفتيش الكاميرا والاطلاع على الصور التي تحتويها دون مراعاة لأي خصوصية، بحجة الاحتياطات الأمنية والتحقق من عدم مخالفة السياسة العامة للجماعة الحوثية بشأن التصوير.