أحدث الأخبار مع #وفتاح2


Independent عربية
منذ 2 أيام
- سياسة
- Independent عربية
البقاء للأذكى... حين تقاتل التكنولوجيا عن صناعها
لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران التي بدأت صبيحة الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري مجرد صدام عابر، بل هي نتيجة عقود من النزاع غير المباشر بين الطرفين، وركزت إسرائيل خلالها على الاغتيالات النوعية والهجمات السيبرانية والعمليات الاستخباراتية المعقدة، وصولاً إلى الضربات الدقيقة التي أطاحت كبار القادة في النظام الإيراني. وبينما تهدد طهران باستمرار الرد وتتهم الوكالة الذرية الدولية بالخيانة في ظل استمرار الضربات المتبادلة على المواقع العسكرية والنووية، يتحدث نتنياهو عن "تغيير وجه العالم"، وسط تساؤلات تثار في شأن مصير التصعيد المتزايد بين الطرفين، خصوصاً أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران وفقاً لمحللين، لم تكن مجرد عملية عسكرية تقليدية وحسب، بل شكلت تحولاً جذرياً في أسلوب إدارة الحروب الحديثة وتنفيذها. وبحسب موقع NDTV فإن الذكاء الاصطناعي الذي استخدمته إسرائيل في هذه العملية كان عنصراً محورياً لعب دوراً كبيراً في رسم خرائط نقاط الضعف الاستراتيجية لإيران، وتحديد الأهداف ذات الأهمية القصوى، حيث اعتمدت القوات الإسرائيلية على نماذج متقدمة لتحليل كميات ضخمة من المعلومات الاستخباراتية، سواء البشرية أو الإلكترونية، ساعدت في تسريع اتخاذ القرارات، وضمان دقة الضربات. ووفقاً لمحللين عسكرين، فقد وفرت تقنيات التعلم الآلي وأدوات التجسس والذكاء الاصطناعي لإسرائيل مزيجاً من المراقبة اللحظية والتحليل التنبُّئي، مما مكنها من استباق التحركات الإيرانية ومتابعة الأنشطة قرب المنشآت النووية وتوجيه الطائرات المسيرة والمقاتلات بدقة عالية وتنفيذ العملية بسرعة وكفاءة. ومع استمرار النزاع الإسرائيلي - الإيراني للأسبوع الثاني على التوالي، يعتقد كثر أن السيطرة على شبكات المعلومات والخوارزميات وأنظمة التحكم من بعد والهجمات السيبرانية، هي مفتاح التفوق العسكري الذي حول طبيعة الحروب عن كونها مجرد دبابات وجنود ومعارك تقليدية ومواجهات مباشرة. وباتت الطائرات المسيرة والروبوتات القتالية التي تؤدي أدواراً ميدانية حساسة في المواجهة بين الطرفين أحد أبرز وأهم مظاهر هذا التحول في خضم واقع جديد يعطي أهمية بالغة للاستثمار في التكنولوجيا العسكرية المتطورة، وتطوير القدرات الذاتية التي من شأنها أن تحقق تفوقاً نوعياً، وقد قابل الاستخدام المكثف من قبل إيران للمسيرات في عمليات الاستطلاع والضربات الدقيقة، اعتماد إسرائيل على أنظمة قتالية مستقلة عالية الذكاء قادرة على اتخاذ قرارات هجومية من دون تدخل بشري مباشر. قدرات صاروخية منذ الساعات الأولى لاشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران برزت القدرات الصاروخية للأخيرة باعتبارها حجر الأساس في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية. وتباطأت وتيرة الضربات الإيرانية بصورة ملحوظة من نحو 100 صاروخ في اليوم الأول إلى وابل من الصواريخ أحادية الرقم بحلول اليوم الخامس، ولا تزال إيران تحتفظ بترسانة من الصواريخ تشمل صاروخي "فتاح 1" و"فتاح 2" فائقي السرعة، اللذين تقول وسائل إعلام إيرانية رسمية إنهما قابلان للمناورة أثناء الطيران، ويمكنهما حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 450 كيلوغرام، أما صاروخ "عماد" الأكبر، الذي يعلن عن مداه الذي يزيد قليلاً على 1000 ميل، فيمكنه حمل رأس حربي يزن نحو 800 كيلوغرام. في حين يحمل صاروخ "سجيل" الفرط صوتي رأساً متفجراً يزن نحو 500 كيلوغرام. وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طهران هذا النوع من الصواريخ منذ بدء التصعيد. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وبحسب الإعلام الرسمي الإيراني، يستطيع النظام أيضاً إطلاق صاروخ "خيبر شيخان" المدار عبر الأقمار الاصطناعية، وصاروخ "قاسم بصير" الذي أعلن عنه أخيراً، وهو صاروخ يزعم أنه مجهز بقدرات ذكية تتفادى الدفاعات الجوية. وقبل أيام قليلة من الحرب كشفت إيران عن رأس حربي يزن طنين، قالت إنه يمكن تركيبه على صواريخها الحالية، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية. وقدرت أجهزة الاستخبارات الغربية أن إيران لا تزال تمتلك نحو 2000 إلى 3000 صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل، وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، إن إيران لا تزال تمتلك آلاف الصواريخ الإضافية تحت تصرفها. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين أن الجيش دمر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ، أو ثلث المنصات التي تملكها إيران منذ بداية الحرب. وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS فإن جهود الاعتراض الإسرائيلية حدت من نطاق الهجوم الأولي لإيران التي كانت تخطط في الأصل لإطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ. جيل جديد يرى محللون أن إيران تتبع استراتيجية استنزاف ممنهجة ضد إسرائيل عبر إطلاق صواريخ قديمة أو منخفضة التقنية لإنهاك المنظومة الدفاعية، تمهيداً للمرحلة التالية وإطلاق صواريخ الجيل الجديد المتطورة والفتاكة الذكية، حيث أعلنت طهران أخيراً عن صواريخ مجهزة بمركبات عودة قابلة للمناورة، ومزودة بزعانف تحكم ونظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية لزيادة دقتها وتمكينها من المناورة داخل الغلاف الجوي. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإنه "مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران أصبحت قدرة الأخيرة على ترشيد مخزونها من صواريخ الاعتراض عاملاً حاسماً في تحديد مدة النزاع". أجبرت هذه المعضلة الجيش الإسرائيلي على ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق المأهولة بالسكان والبنى التحتية الاستراتيجية، مما أثار مخاوف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من نفاد المخزون قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الصاروخية. وقال موقع Missle Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS إن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز"، مشيراً إلى قدرة بعض تلك الصواريخ على ضرب مناطق بعيدة مثل إسرائيل وجنوب شرقي أوروبا. وكشفت القوات المسلحة الإيرانية في الأول من يونيو الجاري عن جيل جديد من الطائرات المسيرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي في خطوة تعكس مساعي طهران لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية في ظل العقوبات والضغوط الإقليمية. وقد صممت طائرات "هوما" و"ديديبان" و"شاهين 1" لأداء مهام استخباراتية وهجومية في بيئات عملياتية معقدة، استجابة لمتطلبات ميادين القتال الحديثة، وتستند تلك الطائرات وفقاً لبيان قوات الأمن الداخلي الإيرانية، إلى تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الدقيقة واستخدام المجسات الذكية، إذ بإمكانها التشغيل من مساحات ضيقة ومنصات متحركة، وقد عرضت للمرة الأولى خلال مراسم عسكرية رسمية كجزء من استراتيجية إيران الدفاعية الشاملة. تطورات سريعة في المقابل، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أخيراً عن مسؤولين أن النسخة الـ250 من الرادار المتعدد المهام (MMR) باتت تشكل "قلب" أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل، بقدرات على اكتشاف مئات التهديدات الجوية في وقت واحد بفضل دمج تقنيات مع التعلم الآلي، إذ يعمل النظام ضمن نطاق ترددات (S-band)، ويدمج مع منظومات إلكترونية وبصرية سلبية وأخرى نشطة، مما يمنحه القدرة على كشف وتحديد وتعقب أهداف متعددة في بيئات معقدة للغاية. وذكرت الصحيفة أن هذه الأنظمة، التي طورتها شركة "إلتا" التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية والرائدة في مجال تكنولوجيا الدفاع، مسؤولة حتى الآن عن اعتراض عشرات آلاف المحاولات لاستهداف إسرائيل جواً. وبحسب ما سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشره، فإن الرادار هو عنصر محوري في أنظمة "القبة الحديدية" و"حيتس" و"مقلاع داوود" و"سبايدر"، ويعد الأكثر مبيعاً في فئته عالمياً، إذ تم بيعه لأكثر من 20 دولة عبر خمس قارات، بإجمالي صفقات تتجاوز 25 مليار شيكل (7.1 مليار دولار). وتتمتع الرادارات الجديدة بقدرة على التمييز بين الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، وحتى الطائرات منخفضة البصمة، وتوفر صورة جوية دقيقة ومحدثة حتى في بيئات كثيفة التشويش. وأكد الرئيس التنفيذي للصناعات الجوية بوعاز ليفي في تصريحات للصحيفة أن هذه الأنظمة "أنقذت حياة كثيرين"، وشدد على أن التطورات في ميدان المعركة وظهور تهديدات جديدة مثل المسيرات الصغيرة والأسلحة الانتحارية والصواريخ الذكية، فرضت على إسرائيل تعزيز قدراتها الدفاعية "بأقصى سرعة". حرب رقمية في موازاة ذلك تتسع رقعة حرب أخرى خلف الشاشات تشمل الفضاء السيبراني، وتمثل فيها الخوارزميات أدوات اختراق وتدمير ذات كفاءة فائقة، والتي قد تستخدم في تنفيذ هجمات دقيقة لشبكات الكهرباء والمياه والمنشآت النووية، وهي بحسب خبراء لا تقل خطراً عن ذلك الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في منظومات الاستخبارات الحديثة، حيث تفكك الاتصالات المعترضة بواسطة نماذج حسابية تتعلم أنماط الحركة وتحلل صور الأقمار الاصطناعية وتكتشف الاستعدادات العسكرية قبل حدوثها. وبات التنبؤ بالضربات أو التنقلات العسكرية قائماً على خوارزميات تستشف النيات من البيانات. ومن دون طائرات أو صواريخ أعلنت مجموعة قرصنة يشتبه في ارتباطها بالاستخبارات الإسرائيلية تعرف باسم "بريداتوري سبارو" مسؤوليتها عن تعطيل بنك "سبيه" الإيراني، وعن اختراق وضرب بورصة العملات المشفرة الإيرانية، وسرقة ما يعادل 90 مليون دولار وزعت عبر محافظ غير قابلة للتعقب. كما تعرضت مئات محطات الوقود في مدن إيرانية لعطل مفاجئ تبنته المجموعة نفسها في رسالة مشفرة وصفت بأنها "رد سيبراني إسرائيلي على التهديدات الإيرانية". وحذر مسؤول إسرائيلي من اختراق إيران لكاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل من أجل جمع معلومات عن نتائج هجماتها الصاروخية. وبحسب وكالة "بلومبيرغ" فقد أصدر النائب السابق لمدير عام الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية ريفائيل فرانكو تحذيراً عبر الإذاعة العامة دعا فيه السكان إلى إغلاق كاميرات المراقبة في منازلهم أو تغيير كلمة المرور. وبحسب متخصصين في عمليات الأمن السيبراني فقد تعرضت إيران خلال أيام معدودات لـ6700 هجمة سيبرانية استخدمت تقنية الحرمان من الخدمة وتسمى DDoS التي شلت الوصول إلى الإنترنت وأثرت في البنوك والصرافات الآلية والخدمات الإلكترونية الحكومية، مما دفع الحكومة الإيرانية لفرض قيود مشددة على الإنترنت. وكانت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية أعلنت حظر استخدام المسؤولين والمرافقين لهم أية أجهزة متصلة بالشبكات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الساعات الذكية أو الحواسيب المحمولة طبقاً للتعليمات الصادرة عنها. ودعت القيادة السيبرانية الإيرانيين إلى تقليل استخدام الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت واتخاذ الاحتياطات اللازمة. ووفقاً لتقارير شركة "كنتك" (Kentik) العالمية لمراقبة البيانات، فقد تم رصد انخفاض كبير في الاتصال بشبكة الإنترنت بنسبة بلغت 54 في المئة، فيما رصدت منظمة "نتبلوكس" (NetBlocks) انخفاضاً في الاتصال بالإنترنت بنسبة 90 في المئة. وأكدت مؤسسة "كلاودفلير رادار" (Cloudflare Radar) أيضاً هذا الانقطاع الذي وصفته بـ"الأوسع في إيران" منذ احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وفي إطار الرد أعلنت إيران اليوم أنها هاجمت بالصواريخ "حديقة الفضاء السيبراني" CyberSpark التي توفر خدمات الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي، وتعد جزءاً من قطاع التكنولوجيا المتقدم في مدينة بئر سبع جنوب إسرائيل، وتضم شركات عالمية ومراكز أبحاث متخصصة في الحرب الإلكترونية مثل "مايكروسوفت" و"إنتل" و"إلبيت سيستمز"، وغيرها.


صدى البلد
١٤-٠٦-٢٠٢٥
- سياسة
- صدى البلد
سمير فرج: إيران تستخدم صواريخ فرط صوتية في ضرب إسرائيل
قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن الصواريخ المستخدمة في النزاعات الحديثة، تنقسم إلى نوعين، صواريخ بالستية، وأخرى فرط صوتية. وأوضح اللواء سمير فرج، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى مُقدم برنامج "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الباليستية لا تتجاوز سرعتها 5 أضعاف سرعة الصوت، بينما الصواريخ الفرط صوتية، مثل 'فتاح 1' و"فتاح 2" التي تستخدمها إيران حاليًا، تصل سرعتها إلى 16 ضعف سرعة الصوت؛ ما يجعل اعتراضها أمرًا بالغ الصعوبة. الصواريخ الفرط صوتية تغادر الغلاف الجوي أشار سمير فرج إلى أن الصواريخ الفرط صوتية تغادر الغلاف الجوي خلال مسارها نحو الهدف، وتكون خارج نطاق الجاذبية الأرضية، ثم تهبط مباشرة على الهدف بدقة عالية، في زمن لا يتجاوز 11 دقيقة، وهو ما يعجز منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود عن التصدي له. وأضاف أن القبة الحديدية يمكنها التعامل مع الصواريخ الباليستية التقليدية، لكنها غير قادرة على اعتراض الصواريخ الفرط صوتية، نظرًا للسرعة الفائقة والارتفاع الكبير لها أثناء الطيران. وبخصوص الموقف الأمربكي، قال فرج إن الولايات المتحدة لم تتدخل عسكريًا حتى الآن، لكنها أعلنت أنها ستشارك في حال تعرض قواتها أو مصالحها لأي تهديد مباشر، مشيرًا إلى أن احتمال تدخل أمريكا لمساندة إسرائيل في اعتراض تلك الصواريخ وارد بقوة، كما حدث سابقًا. وأشار المفكر الاستراتيجي إلى أن إسرائيل لجأت إلى ضربة استباقية ضد إيران، لكن بعد الضربات الإيرانية "الموجعة"؛ من المرجح أن تتحرك واشنطن نحو فرض تهدئة، وفتح باب المفاوضات، خاصة في ظل اعتراف تل أبيب بأن الضربات الإيرانية مؤلمة بالفعل. وقال فرج، إن الصواريخ الإيرانية أصابت مبانٍ دفاعية داخل إسرائيل، ما دفع الإسرائيليين إلى اللجوء للخنادق، مضيفًا أن الضربة قد لا تستمر أكثر من 3 أيام، قبل أن تتدخل أمريكا لوقف القتال. وأكد اللواء سمير فرج، احتمالية توسع المواجهة نحو مفاعل ديمونة النووي، معتبرًا ذلك أحد الخطوط الحمراء التي قد تشعل حربًا واسعة.