logo
البقاء للأذكى... حين تقاتل التكنولوجيا عن صناعها

البقاء للأذكى... حين تقاتل التكنولوجيا عن صناعها

Independent عربيةمنذ 2 أيام

لم تكن المواجهة بين إسرائيل وإيران التي بدأت صبيحة الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري مجرد صدام عابر، بل هي نتيجة عقود من النزاع غير المباشر بين الطرفين، وركزت إسرائيل خلالها على الاغتيالات النوعية والهجمات السيبرانية والعمليات الاستخباراتية المعقدة، وصولاً إلى الضربات الدقيقة التي أطاحت كبار القادة في النظام الإيراني.
وبينما تهدد طهران باستمرار الرد وتتهم الوكالة الذرية الدولية بالخيانة في ظل استمرار الضربات المتبادلة على المواقع العسكرية والنووية، يتحدث نتنياهو عن "تغيير وجه العالم"، وسط تساؤلات تثار في شأن مصير التصعيد المتزايد بين الطرفين، خصوصاً أن الضربة الإسرائيلية الأخيرة على إيران وفقاً لمحللين، لم تكن مجرد عملية عسكرية تقليدية وحسب، بل شكلت تحولاً جذرياً في أسلوب إدارة الحروب الحديثة وتنفيذها.
وبحسب موقع NDTV فإن الذكاء الاصطناعي الذي استخدمته إسرائيل في هذه العملية كان عنصراً محورياً لعب دوراً كبيراً في رسم خرائط نقاط الضعف الاستراتيجية لإيران، وتحديد الأهداف ذات الأهمية القصوى، حيث اعتمدت القوات الإسرائيلية على نماذج متقدمة لتحليل كميات ضخمة من المعلومات الاستخباراتية، سواء البشرية أو الإلكترونية، ساعدت في تسريع اتخاذ القرارات، وضمان دقة الضربات.
ووفقاً لمحللين عسكرين، فقد وفرت تقنيات التعلم الآلي وأدوات التجسس والذكاء الاصطناعي لإسرائيل مزيجاً من المراقبة اللحظية والتحليل التنبُّئي، مما مكنها من استباق التحركات الإيرانية ومتابعة الأنشطة قرب المنشآت النووية وتوجيه الطائرات المسيرة والمقاتلات بدقة عالية وتنفيذ العملية بسرعة وكفاءة.
ومع استمرار النزاع الإسرائيلي - الإيراني للأسبوع الثاني على التوالي، يعتقد كثر أن السيطرة على شبكات المعلومات والخوارزميات وأنظمة التحكم من بعد والهجمات السيبرانية، هي مفتاح التفوق العسكري الذي حول طبيعة الحروب عن كونها مجرد دبابات وجنود ومعارك تقليدية ومواجهات مباشرة. وباتت الطائرات المسيرة والروبوتات القتالية التي تؤدي أدواراً ميدانية حساسة في المواجهة بين الطرفين أحد أبرز وأهم مظاهر هذا التحول في خضم واقع جديد يعطي أهمية بالغة للاستثمار في التكنولوجيا العسكرية المتطورة، وتطوير القدرات الذاتية التي من شأنها أن تحقق تفوقاً نوعياً، وقد قابل الاستخدام المكثف من قبل إيران للمسيرات في عمليات الاستطلاع والضربات الدقيقة، اعتماد إسرائيل على أنظمة قتالية مستقلة عالية الذكاء قادرة على اتخاذ قرارات هجومية من دون تدخل بشري مباشر.
قدرات صاروخية
منذ الساعات الأولى لاشتعال الحرب بين إسرائيل وإيران برزت القدرات الصاروخية للأخيرة باعتبارها حجر الأساس في استراتيجيتها الدفاعية والهجومية. وتباطأت وتيرة الضربات الإيرانية بصورة ملحوظة من نحو 100 صاروخ في اليوم الأول إلى وابل من الصواريخ أحادية الرقم بحلول اليوم الخامس، ولا تزال إيران تحتفظ بترسانة من الصواريخ تشمل صاروخي "فتاح 1" و"فتاح 2" فائقي السرعة، اللذين تقول وسائل إعلام إيرانية رسمية إنهما قابلان للمناورة أثناء الطيران، ويمكنهما حمل رأس حربي يصل وزنه إلى 450 كيلوغرام، أما صاروخ "عماد" الأكبر، الذي يعلن عن مداه الذي يزيد قليلاً على 1000 ميل، فيمكنه حمل رأس حربي يزن نحو 800 كيلوغرام. في حين يحمل صاروخ "سجيل" الفرط صوتي رأساً متفجراً يزن نحو 500 كيلوغرام. وهذه المرة الأولى التي تستخدم فيها طهران هذا النوع من الصواريخ منذ بدء التصعيد.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبحسب الإعلام الرسمي الإيراني، يستطيع النظام أيضاً إطلاق صاروخ "خيبر شيخان" المدار عبر الأقمار الاصطناعية، وصاروخ "قاسم بصير" الذي أعلن عنه أخيراً، وهو صاروخ يزعم أنه مجهز بقدرات ذكية تتفادى الدفاعات الجوية. وقبل أيام قليلة من الحرب كشفت إيران عن رأس حربي يزن طنين، قالت إنه يمكن تركيبه على صواريخها الحالية، بحسب صحيفة "التايمز" البريطانية.
وقدرت أجهزة الاستخبارات الغربية أن إيران لا تزال تمتلك نحو 2000 إلى 3000 صاروخ قادر على الوصول إلى إسرائيل، وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنجبي، إن إيران لا تزال تمتلك آلاف الصواريخ الإضافية تحت تصرفها. وأكد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي دفرين أن الجيش دمر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ، أو ثلث المنصات التي تملكها إيران منذ بداية الحرب. وبحسب المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية IISS فإن جهود الاعتراض الإسرائيلية حدت من نطاق الهجوم الأولي لإيران التي كانت تخطط في الأصل لإطلاق ما يصل إلى ألف صاروخ.
جيل جديد
يرى محللون أن إيران تتبع استراتيجية استنزاف ممنهجة ضد إسرائيل عبر إطلاق صواريخ قديمة أو منخفضة التقنية لإنهاك المنظومة الدفاعية، تمهيداً للمرحلة التالية وإطلاق صواريخ الجيل الجديد المتطورة والفتاكة الذكية، حيث أعلنت طهران أخيراً عن صواريخ مجهزة بمركبات عودة قابلة للمناورة، ومزودة بزعانف تحكم ونظام ملاحة عبر الأقمار الاصطناعية لزيادة دقتها وتمكينها من المناورة داخل الغلاف الجوي. وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإنه "مع استمرار التصعيد بين إسرائيل وإيران أصبحت قدرة الأخيرة على ترشيد مخزونها من صواريخ الاعتراض عاملاً حاسماً في تحديد مدة النزاع".
أجبرت هذه المعضلة الجيش الإسرائيلي على ترشيد استخدام صواريخ الاعتراض، مع إعطاء الأولوية لحماية المناطق المأهولة بالسكان والبنى التحتية الاستراتيجية، مما أثار مخاوف داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من نفاد المخزون قبل أن تستنفد إيران ترسانتها الصاروخية. وقال موقع Missle Threat التابع لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS إن إيران تمتلك الترسانة الصاروخية الأكبر والأكثر تنوعاً في الشرق الأوسط، مع الآلاف من الصواريخ الباليستية وصواريخ "كروز"، مشيراً إلى قدرة بعض تلك الصواريخ على ضرب مناطق بعيدة مثل إسرائيل وجنوب شرقي أوروبا. وكشفت القوات المسلحة الإيرانية في الأول من يونيو الجاري عن جيل جديد من الطائرات المسيرة ذات الإقلاع والهبوط العمودي في خطوة تعكس مساعي طهران لتعزيز قدراتها الدفاعية الذاتية في ظل العقوبات والضغوط الإقليمية. وقد صممت طائرات "هوما" و"ديديبان" و"شاهين 1" لأداء مهام استخباراتية وهجومية في بيئات عملياتية معقدة، استجابة لمتطلبات ميادين القتال الحديثة، وتستند تلك الطائرات وفقاً لبيان قوات الأمن الداخلي الإيرانية، إلى تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الدقيقة واستخدام المجسات الذكية، إذ بإمكانها التشغيل من مساحات ضيقة ومنصات متحركة، وقد عرضت للمرة الأولى خلال مراسم عسكرية رسمية كجزء من استراتيجية إيران الدفاعية الشاملة.
تطورات سريعة
في المقابل، نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أخيراً عن مسؤولين أن النسخة الـ250 من الرادار المتعدد المهام (MMR) باتت تشكل "قلب" أنظمة الدفاع الجوي في إسرائيل، بقدرات على اكتشاف مئات التهديدات الجوية في وقت واحد بفضل دمج تقنيات مع التعلم الآلي، إذ يعمل النظام ضمن نطاق ترددات (S-band)، ويدمج مع منظومات إلكترونية وبصرية سلبية وأخرى نشطة، مما يمنحه القدرة على كشف وتحديد وتعقب أهداف متعددة في بيئات معقدة للغاية.
وذكرت الصحيفة أن هذه الأنظمة، التي طورتها شركة "إلتا" التابعة للصناعات الجوية الإسرائيلية والرائدة في مجال تكنولوجيا الدفاع، مسؤولة حتى الآن عن اعتراض عشرات آلاف المحاولات لاستهداف إسرائيل جواً. وبحسب ما سمحت الرقابة العسكرية الإسرائيلية بنشره، فإن الرادار هو عنصر محوري في أنظمة "القبة الحديدية" و"حيتس" و"مقلاع داوود" و"سبايدر"، ويعد الأكثر مبيعاً في فئته عالمياً، إذ تم بيعه لأكثر من 20 دولة عبر خمس قارات، بإجمالي صفقات تتجاوز 25 مليار شيكل (7.1 مليار دولار).
وتتمتع الرادارات الجديدة بقدرة على التمييز بين الطائرات من دون طيار والصواريخ الباليستية والصواريخ المجنحة، وحتى الطائرات منخفضة البصمة، وتوفر صورة جوية دقيقة ومحدثة حتى في بيئات كثيفة التشويش. وأكد الرئيس التنفيذي للصناعات الجوية بوعاز ليفي في تصريحات للصحيفة أن هذه الأنظمة "أنقذت حياة كثيرين"، وشدد على أن التطورات في ميدان المعركة وظهور تهديدات جديدة مثل المسيرات الصغيرة والأسلحة الانتحارية والصواريخ الذكية، فرضت على إسرائيل تعزيز قدراتها الدفاعية "بأقصى سرعة".
حرب رقمية
في موازاة ذلك تتسع رقعة حرب أخرى خلف الشاشات تشمل الفضاء السيبراني، وتمثل فيها الخوارزميات أدوات اختراق وتدمير ذات كفاءة فائقة، والتي قد تستخدم في تنفيذ هجمات دقيقة لشبكات الكهرباء والمياه والمنشآت النووية، وهي بحسب خبراء لا تقل خطراً عن ذلك الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي في منظومات الاستخبارات الحديثة، حيث تفكك الاتصالات المعترضة بواسطة نماذج حسابية تتعلم أنماط الحركة وتحلل صور الأقمار الاصطناعية وتكتشف الاستعدادات العسكرية قبل حدوثها. وبات التنبؤ بالضربات أو التنقلات العسكرية قائماً على خوارزميات تستشف النيات من البيانات. ومن دون طائرات أو صواريخ أعلنت مجموعة قرصنة يشتبه في ارتباطها بالاستخبارات الإسرائيلية تعرف باسم "بريداتوري سبارو" مسؤوليتها عن تعطيل بنك "سبيه" الإيراني، وعن اختراق وضرب بورصة العملات المشفرة الإيرانية، وسرقة ما يعادل 90 مليون دولار وزعت عبر محافظ غير قابلة للتعقب. كما تعرضت مئات محطات الوقود في مدن إيرانية لعطل مفاجئ تبنته المجموعة نفسها في رسالة مشفرة وصفت بأنها "رد سيبراني إسرائيلي على التهديدات الإيرانية".
وحذر مسؤول إسرائيلي من اختراق إيران لكاميرات المراقبة الخاصة في إسرائيل من أجل جمع معلومات عن نتائج هجماتها الصاروخية. وبحسب وكالة "بلومبيرغ" فقد أصدر النائب السابق لمدير عام الهيئة الوطنية للأمن السيبراني الإسرائيلية ريفائيل فرانكو تحذيراً عبر الإذاعة العامة دعا فيه السكان إلى إغلاق كاميرات المراقبة في منازلهم أو تغيير كلمة المرور. وبحسب متخصصين في عمليات الأمن السيبراني فقد تعرضت إيران خلال أيام معدودات لـ6700 هجمة سيبرانية استخدمت تقنية الحرمان من الخدمة وتسمى DDoS التي شلت الوصول إلى الإنترنت وأثرت في البنوك والصرافات الآلية والخدمات الإلكترونية الحكومية، مما دفع الحكومة الإيرانية لفرض قيود مشددة على الإنترنت.
وكانت قيادة الأمن السيبراني الإيرانية أعلنت حظر استخدام المسؤولين والمرافقين لهم أية أجهزة متصلة بالشبكات الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو الساعات الذكية أو الحواسيب المحمولة طبقاً للتعليمات الصادرة عنها. ودعت القيادة السيبرانية الإيرانيين إلى تقليل استخدام الأجهزة الذكية المتصلة بالإنترنت واتخاذ الاحتياطات اللازمة. ووفقاً لتقارير شركة "كنتك" (Kentik) العالمية لمراقبة البيانات، فقد تم رصد انخفاض كبير في الاتصال بشبكة الإنترنت بنسبة بلغت 54 في المئة، فيما رصدت منظمة "نتبلوكس" (NetBlocks) انخفاضاً في الاتصال بالإنترنت بنسبة 90 في المئة. وأكدت مؤسسة "كلاودفلير رادار" (Cloudflare Radar) أيضاً هذا الانقطاع الذي وصفته بـ"الأوسع في إيران" منذ احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
وفي إطار الرد أعلنت إيران اليوم أنها هاجمت بالصواريخ "حديقة الفضاء السيبراني" CyberSpark التي توفر خدمات الأمن السيبراني للجيش الإسرائيلي، وتعد جزءاً من قطاع التكنولوجيا المتقدم في مدينة بئر سبع جنوب إسرائيل، وتضم شركات عالمية ومراكز أبحاث متخصصة في الحرب الإلكترونية مثل "مايكروسوفت" و"إنتل" و"إلبيت سيستمز"، وغيرها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران أمام مجلس الأمن: قواتنا المسلحة ستحدد توقيت ونطاق الرد على أميركا
إيران أمام مجلس الأمن: قواتنا المسلحة ستحدد توقيت ونطاق الرد على أميركا

الشرق السعودية

timeمنذ 4 ساعات

  • الشرق السعودية

إيران أمام مجلس الأمن: قواتنا المسلحة ستحدد توقيت ونطاق الرد على أميركا

قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، خلال جلسة أمام مجلس الأمن الدولي، إن "قواتنا المسلحة ستحدد توقيت وطبيعة ونطاق الرد المتناسب على الهجمات الأميركية" التي استهدفت منشآت إيران النووية"، فيما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من خطر انزلاق منطقة الشرق الأوسط إلى "دوامة من الانتقام المتبادل". واعتبر المندوب الإيراني أن "الولايات المتحدة قررت التضحية بأمنها" من أجل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي وصفه بـ"مجرم الحرب"، مؤكداً أن "إيران التي تسعى دائماً للسلام، تحتفض بحقها للدفاع عن نفسها ضد العدوان الأميركي والإسرائيلي"، مشيراً إلى أن هذا القرار "ستتخذه القوات المسلحة". وأضاف: "كل المزاعم الأميركية تجاه طهران لا أساس لها وبلا سند قانوني، ولها دوافع سياسية"، معتبراً أن نتنياهو :جر أميركا لحرب جديدة". من جهته، قال جوتيريش في الجلسة التي خصصت للأوضاع في إيران: "لا يمكننا، ويجب ألا نستسلم أمام السلام، شعوب المنطقة لا تستطيع تحمّل دورة جديدة من الدمار"، داعياً إلى اتخاذ إجراءات "فورية وحاسمة" لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات "جادة ومستمرة". وشدد جوتيريش على ضرورة أن تسود الدبلوماسية، وأن يتم حماية أرواح المدنيين، وضمان حرية الملاحة البحرية الآمنة. وأضاف أن "الأمم المتحدة مستعدة لدعم جميع الجهود السلمية، لكن السلام لا يُفرض، بل يُختار". وفي ما بدا تكراراً لنداء سابق أطلقه قبل يومين، قال جوتيريش: "دعوت في هذه القاعة إلى إعطاء فرصة للسلام، لكن لم يتم الاستجابة لذلك". وأكد جوتيريش أن "ضرورة التوصل إلى حل موثوق وشامل وقابل للتحقق، بما يتضمن وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية للمواقع الإيرانية بصورة كاملة". خطر انهيار نظام عدم الانتشار النووي من جانبه، حذّر المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، خلال كلمة بالفيديو أمام الجلسة، من أن "نظام عدم الانتشار النووي على المحك"، معتبراً أن "قصف الليلة الماضية لإيران يزيد من خطورة الوضع، ويهدد بانهيار النظام الأمني الذي استمر لأكثر من نصف قرن". وقال جروسي إن "لدينا نافذة ضيقة للعودة إلى الحوار، إذا أُغلقت، فإن العنف قد يصل إلى مستويات لا يمكن تصورها، وقد ينهار نظام عدم الانتشار النووي كما نعرفه". وتأتي هذه التصريحات وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، على خلفية القصف الأميركي على المواقع النووية الإيرانية، الذي اعتُبر تصعيداً غير مسبوق يهدد باندلاع نزاع إقليمي واسع. وقالت القائمة بأعمال الممثل الأميركي الدائم لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا، إن واشنطن تحركت لحماية حليفتها إسرائيل ضد تهديدات إيران، و"لا ينبغي لطهران أن تصعد الوضع". وزعمت خلال جلسة لمجلس الأمن أن "إيران أخفت برنامجها للأسلحة النووية لفترة طويلة، وعرقلت جهودنا الصادقة في المفاوضات الأخيرة". وتابعت: "يجب على مجلس الأمن أن يدعو إيران لإنهاء سعيها للحصول على أسلحة نووية". من جهته أدان مبعوث روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا، ما وصفها بـ"الإجراءات الاستفزازية الأميركية ضد إيران". وأضاف في كلمة أمام مجلس الأمن الدولي: "واشنطن تخاطر بسلامة البشرية بأكملها بالهجوم على إيران.. وأميركا غير مهتمة بالدبلوماسية، وأظهرت تجاهلاً تاماً لقرارات الأمم المتحدة". وأشار المبعوث الروسي إلى أن "الوضع بالشرق الأوسط أصبح خطيراً للغاية.. وندعو لوقف فوري للأعمال العدائية من جانب إسرائيل، وأميركا". وعبّر مبعوث الصين لدى الأمم المتحدة، عن إدانة بلاده بشدة للهجمات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية. وقال إنه "يجب أن يكون هناك التزام بالقانون الدولي بالشرق الأوسط.. والهجمات الأميركية على إيران زادت حدة التوتر بالشرق الأوسط". وأضاف: "ندعو للحوار ولا يمكن تحقيق السلام بالشرق الأوسط باستخدام القوة.. كما ندعو لتدخل سريع من مجلس الأمن لمواجهة أزمة الشرق الأوسط". من جهته طالب مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة، بالعودة إلى مسار المفاوضات للوصول إلى حل للأزمة النووية الإيرانية، مؤكداً "ضرورة ضمان عدم حيازة إيران السلاح النووي.. ويجب أن تعود إيران إلى التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وعقد مجلس الأمن الدولي جلسة بناء على طلب من طهران، وذلك بعد أن قصفت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، في هجمات بقنابل ضخمة قادرة على اختراق التحصينات.

قتلى وجرحى في ضربات روسية على كييف
قتلى وجرحى في ضربات روسية على كييف

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

قتلى وجرحى في ضربات روسية على كييف

قتل ما لا يقل عن خمسة أشخاص وأصيب حوالى 20 آخرين بجروح في ضربات روسية بالمسيرات والصواريخ على كييف ومحيطها خلال الليل، على ما أعلنت السلطات الأوكرانية اليوم الإثنين. وأفاد وزير الدفاع الأوكراني إيغور كليمنكو عبر "تيليغرام" بأنه في منطقة شيفشكيفسكي في غرب العاصمة "دمر جزء كامل من مبنى سكني من طبقات عدة. سجل حتى الآن أربعة قتلى، وقام المسعفون بمساعدة 10 جرحى"، مشيراً كذلك إلى مقتل شخص وإصابة حوالى 10 في ضربات على بيلا تسيركفا جنوب كييف. "هجوم كبير" وكانت السلطات الأوكرانية، أعلنت، صباح اليوم، أن العاصمة كييف تتعرض لـ"هجوم كبير" بالطائرات المسيرة، في حين أفادت "وكالة الصحافة الفرنسية" عن سماع دوي انفجارات قوية. وتحدث تيمور تكاتشينكو، رئيس الإدارة العسكرية في كييف، في بيان عن "هجوم كبير آخر على العاصمة. ربما يكون في عدة موجات من طائرات العدو المسيرة"، متوجهاً إلى السكان بالقول "ابقوا في الملاجئ ما دام الخطر قائماً" ومبلغاً عن إصابة واحدة على الأقل. وسُمع في كييف صوت طائرة مسيرة تحلق فوق وسط المدينة إضافة إلى انفجارات وإطلاق نار من المرجح أن يكون ناتجاً عن محاولات وحدات الدفاع الجوي إسقاط الطائرات. وفي أحد الملاجئ في طابق سفلي من مبنى سكني في وسط كييف، كان أشخاص يتابعون الأنباء عبر هواتفهم وينتظرون انتهاء الهجوم للعودة إلى منازلهم. أوكرانيا تتوعد بتكثيف هجماتها في وقت سابق، أعلن رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي أن أوكرانيا ستكثف ضرباتها ضد أهداف عسكرية في عمق الأراضي الروسية، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم واسع النطاق نفذته كييف ضد قاعدة جوية روسية في شرق سيبيريا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) عشية المحادثات بين البلدين في إسطنبول في الثاني من يونيو (حزيران)، قصفت أوكرانيا عدة مطارات روسية، على بعد آلاف الكيلومترات من حدودها، بواسطة طائرات مسيرة تم تهريبها إلى روسيا ثم إطلاقها من بعد في عملية معقدة. وأشارت كييف إلى أن هذا الهجوم الذي جاء رداً على القوات الجوية الروسية التي تضرب أوكرانيا بشكل شبه يومي، أدى إلى إلحاق الضرر بكثير من الطائرات العسكرية أو تدميرها. وفي إحاطة صحافية، أول من أمس السبت، طُلب عدم نشر مضمونها حتى الأحد، أكد سيرسكي أن هجمات مماثلة مقبلة. وقال أمام الصحافيين "بالطبع، سنواصل. سنزيد حجم وعمق العمليات" مشيراً إلى أن كييف لن تهاجم سوى الأهداف العسكرية. وأكد سيرسكي، "لن نكتفي بالبقاء في موقف دفاعي، لأن ذلك لا يجدي ويقودنا في النهاية إلى ما نحن عليه من تراجع وخسارة رجال وأراض". تأتي تصريحاته في وقت وصلت الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام إلى طريق مسدود. وانعقدت آخر جولة مفاوضات بين الجانبين قبل نحو ثلاثة أسابيع، ولم يحدد أي موعد لاستئناف المحادثات. وأسفرت الحرب، الأشد ضراوة في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، والمستمرة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، عن مقتل عشرات الآلاف من كلا الجانبين على الأقل. ويودي القصف المدفعي والجوي بضحايا جدد بين المدنيين يومياً. وأعلنت السلطات الأوكرانية، أمس الأحد، مقتل رجل بقصف روسي على خيرسون (جنوب) ومقتل أربعة أشخاص بضربة ليل السبت الأحد على كراماتورسك (شرق)، بحسب حصيلة جديدة. كذلك، قتل فتى (17 سنة) في ضربة روسية على سلوفيانسك (شرق). وأصيبت والدته واثنان من السكان وفق نيابة منطقة دونيتسك. وأعلن الجيش الأوكراني مقتل ثلاثة أشخاص آخرين وجرح 11 شخصاً في قصف على موقع تدريب عسكري أوكراني، أمس الأحد.

مجلس الأمن يجتمع بشأن إيران مع سعي روسيا والصين لوقف القتال
مجلس الأمن يجتمع بشأن إيران مع سعي روسيا والصين لوقف القتال

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

مجلس الأمن يجتمع بشأن إيران مع سعي روسيا والصين لوقف القتال

عقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً، أمس الأحد، لمناقشة الهجمات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، وذلك في الوقت الذي اقترحت فيه روسيا والصين وباكستان أن يعتمد المجلس قراراً يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الشرق الأوسط. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن، أمس، "إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يمثل منعطفاً خطراً في منطقة تعاني بالفعل من تداعيات خطرة. نحن الآن نواجه خطر الانزلاق إلى دوامة لا تنتهي من الردود المتبادلة". وأضاف غوتيريش، "يجب أن نتحرك فوراً وبحزم لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني". ويترقب العالم رد إيران بعد أن قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن الولايات المتحدة "محت" المواقع النووية الإيرانية الرئيسة. ونددت روسيا والصين يالهجمات الأميركية. وقال سفير الصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ، "لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط باستخدام القوة. لم يتم استنفاد الوسائل الدبلوماسية لمعالجة القضية النووية الإيرانية، ولا يزال هناك أمل في التوصل إلى حل سلمي". حكايات "خرافية" لكن السفيرة الأميركية القائمة بالأعمال لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا أبلغت المجلس أن الوقت قد حان لكي تتصرف واشنطن بحزم، وحثت مجلس الأمن على دعوة إيران إلى إنهاء جهودها للقضاء على إسرائيل وإنهاء سعيها لامتلاك أسلحة نووية. وقالت، "لطالما أخفت إيران برنامجها للأسلحة النووية وعرقلت جهودنا التي بذلناها بحسن نية في المفاوضات الأخيرة". وأضافت "لا يمكن للنظام الإيراني امتلاك سلاح نووي". وذكر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا بما قاله وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في مجلس الأمن عام 2003 بأن الرئيس العراقي صدام حسين يشكل خطراً وشيكاً على العالم بسبب مخزون البلاد من الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وقال، "مرة أخرى يُطلب منا أن نصدق حكايات الولايات المتحدة الخرافية، وأن نصدق مرة أخرى معاناة الملايين من الناس الذين يعيشون في الشرق الأوسط. وهذا يرسخ قناعتنا بأن التاريخ لم يعلم زملاءنا الأميركيين شيئاً". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) "سلاح سياسي" كانت إيران طلبت عقد اجتماع مجلس الأمن، أمس الأحد. واتهم سفير إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إسرائيل والولايات المتحدة بتدمير الدبلوماسية، وقال إن كل المزاعم الأميركية لا أساس لها من الصحة، وإن معاهدة حظر الانتشار النووي "تم التلاعب بها وتحويلها إلى سلاح سياسي". وقال إيرواني أمام المجلس، "بدلاً من ضمان الحقوق المشروعة للأطراف في الطاقة النووية السلمية، تم استغلالها كذريعة للعدوان والعمل غير القانوني الذي يعرض المصالح العليا لبلدي للخطر". وأشاد سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون بالولايات المتحدة لاتخاذها إجراءات ضد إيران، قائلاً "هذا ما يبدو عليه خط الدفاع الأخير عندما تفشل كل الخطوط الأخرى". واتهم إيران باستخدام المفاوضات حول برنامجها النووي كتمويه لكسب الوقت لصنع الصواريخ وتخصيب اليورانيوم". وتابع، "كانت تكلفة التقاعس عن العمل ستكون كارثية. كان من الممكن أن تكون إيران النووية حكماً بالإعدام بالنسبة لكم بقدر ما كانت ستكون بالنسبة لنا". التصويت على القرار لم يتضح بعد موعد طرح مشروع القرار للتصويت. وقال دبلوماسيون إن روسيا والصين وباكستان وزعت مسودة القرار وطلبت من الدول الأعضاء إبداء رأيها بحلول مساء اليوم الإثنين. ويحتاج القرار من أجل إقراره إلى تأييد تسعة أعضاء على الأقل من دون استخدام الولايات المتحدة أو فرنسا أو بريطانيا أو روسيا أو الصين حق النقض (الفيتو). ومن المرجح أن تعترض الولايات المتحدة على مشروع القرار الذي اطلعت عليه "رويترز"، والذي يندد بالهجمات على المواقع والمنشآت النووية الإيرانية. ولم يشر مشروع القرار إلى الولايات المتحدة أو إسرائيل بالاسم. وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد أمام المجلس "العمل العسكري وحده لا يمكن أن يجلب حلاً دائماً للمخاوف بشأن برنامج إيران النووي". وأضافت "نحث إيران الآن على ضبط النفس، ونحث جميع الأطراف على العودة إلى طاولة المفاوضات وإيجاد حل دبلوماسي يوقف مزيداً من التصعيد ويضع حداً لهذه الأزمة". لا أحد بإمكانه تقييم الأضرار أبلغ رافاييل غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية مجلس الأمن بأنه على رغم ظهور حفر في موقع التخصيب الإيراني المدفون في جبل فوردو "لا أحد، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بإمكانه تقييم الأضرار تحت الأرض". وأضاف غروسي أن مداخل الأنفاق المستخدمة لتخزين المواد المخصبة تعرضت للقصف على ما يبدو في مجمع أصفهان النووي الإيراني مترامي الأطراف، بينما تعرضت محطة تخصيب الوقود في نطنز لقصف جديد. وقال غروسي، "أبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعدم وجود زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع في جميع المواقع الثلاثة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store